( الفصل الثالث )
— تمر الايام تلي بعضها البعض حتي اكتمل الشهر و اعتادت مها علي وجود ذلك الدخيل و ان كانت تبغضه لكنها لا تنكر داخلها انها اصبحت تنتظره كل يوم حتي تراه و يصل بها الحال ان تمتنع عن الطعام حتي يتناوله معها و يحدثها عن نفسه و حياته تحب الاستماع اليه و تشعر انه يختلف عن البقية من الرجال حتي انها تسمح له احيانا ان يمسد علي شعرها بحنان هذه الحركة منه تدخل الامان جوف قلبها الممزق في الحقيقة ان طاهر يحاول ادخال الثقة بينهم حتي تتحسن حالتها و تبدأ ان تتحدث مثلما يفعل ....ذات يوم امتنعت عن الطعام نهائياً و نهرت الجميع حينما طلبوا منها ان تأكل لتأخذ ادويتها و حينما دلف طاهر إليها اشرقت ملامحها و ابتسمت له لأول مرة ، كان طاهر يتعمد البعد عنها بعد ان شعر تعلقها به كطبيب و صديق حتي يري تأثير غيابه علي انفعالاتها النفسية
اقترب ليجلس امامها علي الفراش ليقول بحنو : كدة يا مها مش اتفقنا هناخد الادوية بانتظام و ناكل كويس علشان نخف
اومأت له بالايجاب حزينة فمسد علي خصلاتها الناعمة : مالك بس يا ميهو متضايقة من. ايه
رفعت رأسها بسعادة لهذا اللقب الجديد منه فشعر بحماسها ليردف : لو عايزاني ازعل متاكليش و مش هاجي تاني هنا
نهض بمكر تجاه الباب بخطوات بطيئة يعد بهمس : واحد ...اتنين...ت
شعر بها خلفه تقبض علي كف يده بارتجاف و تلك اول مرة تلمسه بارادتها فاعتدل ليجد عبراتها تنسدل بصمت علي وجنتيها لينقبض قلبه و يمد انامله الخشنة يزيلها : طيب متعيطيش مش همشي بس بشرط تسمعي الكلام
ابتسمت بأتساع لتومئ لها بحركات سريعة برأسها ليخبرها متنهدا : عندي شغل مهم و لازم اسافر بكرة و احتمال اقعد اسبوع بعيد عن هنا
اخفضت رأسها لاسفل بحزن فمد كفه يرفع راسها بخفة ليقول : توعديني انك هتاكلي و تاخدي ادويتك يا مها في غيابي علشان اجي تاني هنا
اقتحمت زرقاويتيها فحميتيه بعمق و رمشت عدة مرات ببراءة بمعني موافقتها فابتسم لها لينهض آمراً احدي الموظفات ان تأتي بطعام لهما كالعادة فاخذا يتناولوه سويا بين حديثه و ابتسامتها السعيدة ثم في لحظة ضيقت مها بين حاجبيها بحزن و التقطت الشوكة لترسم علي احدي الاطباق اسم فارس بالشيكولاتة فصدم طاهر و تأكد ان تلك العينان لفارس الحديدي و تيقنت شكوكه
...................................................
— يتسامرون هو و صديقه في العمل ثم اتجهوا بالحديث كلاً منهم عن اطفاله و حياته و اخذوا يتذكرون تلك المواقف الجميلة التي جمعتهم كأصدقاء
اردف عاصم بضحكة رنانة : انا مبقتش عارف احايل مين فيهم البنت و لا مامتها للاسف الاتنين بيغيروا من بعض عليا يا فارس
ضحك الآخر ليقول بمرح : اهو احسن متكون قاعد في بيتك و مش عارف تقرب لمراتك بسبب حسب التتار اللي محاوطها عاملين زي البودي جارد علي امهم ههههههه
— في تلك اللحظة فتح باب غرفة مكتبه بقوة لتدلف المساعدة التابعة لفارس بسرعة تحاول منع هذا الرجل الذي انفجر بها و دخل عنوة دون الاستئذان من صاحب المكان متجهاً الي مقعد فارس ثم قبض علي ياقة قميصه يرفعه بكفيه لمستوي بصره الذي يضخ شرارات كهربية بينما نهض عاصم يحاول اقصاء طاهر صديقه ( الذي اوصاه بعلاج مها بناءاً علي رغبة فارس ) عن فارس آمرا المساعدة بالخروج
هتف عاصم : ابعد يا طاهر ايه الجنان ده عمرك ما كنت كدة
صرخ طاهر بقوة : يا حيووووان يا ندل عملت فيهاااااا ايه ذنبها ااااايه تعيش كدة ميتة
تحدث بصعوبة : انا مش فاهم حاجة خالص
اردف عاصم باصرار : سيبه يا طاااهر ميصحش كدة و انت يا فارس احكيله كل حاجة
انزل فارس كفي طاهر بهدوء : اسف مش هقدر احكي حاجة زي دي هي لما تحس انها جاهزة هتتكلم وحدها او تخبي هي حرة
اردف بغضب : انت لازم تتكلم علشان اعرف اعالجها و ألا هرجع للصفر تاني معاها
اشار لهم عاصم بهدوء : انا هخرج و هسيبكم تاخدوا راحتكم في الكلام و ياريت تتعاملوا زي اي ناس عاقلين ...قالها و ذهب
جلس طاهر يلهث من شدة غضبه ليهتف : بعتذر لقلة الذوق لكن انا حقي افهم انا دكتورها
نكس رأسه بيأس ليتنهد و يخبره : من خمس سنين كنت عامل انترفيو لسكرتيرة تشتغل عندي مها كانت رغم قلة خبرتها و انها لسه متخرجة عجبني ثقتها في نفسها و طموحها شغلتها فعلا بعدين ظهرت مشكلة ف حياتي مع مراتي و حصلت فجوة بيني و بينها رغم كل ده انا كنت بعشقها و مستني تهدأ نفسياً و تاخد وقتها علشان ترجع لطبيعتها وقتها كان عاصم و اكرم صحابي كل واحد في وادي و انا كبني ادم محتاج اتكلم و افضفض من تعبي و الا هنفجر مها استغلت النقطة دي و قربت مني جدا الفترة دي بقينا صحاب و كنت بعتبرها اختي و عمري ما فكرت فيها وحش اقسملك ...ابتديت احكيلها عن تعبي مع مراتي ووحدتي الايام دي بصراحة عمرها مقالتلي ابعد عنها بالعكس كانت دايما بتقولي بينكم طفل...
صمت قليلا فحثه عالاكمال : كمل و بعدين
بلل شفتيه بحرج ليقول : في يوم صحيت لقيت مها جنبي عالسرير و انا مش فاهم و لا فاكر ايه حصل لكن هي فهمتني اني ضيعتها صعبت عليا و ايه ذنبها ف غلطة انا ارتكبتها و نفس اللحظة خبط الباب في اوضة الفندق لقيت مراتي في وشي عيونها كلها اتهام و بعدها طلبت مني الطلاق
احتدت نظراته لمجرد تخيلها انها كانت ضحية لكلب مثل فارس و ان رجلا اخر امتلكها لكن اكمل فارس قائلا ما صدمه : عيشت ايام سودة في بعد مراتي و ابني بس مها بردو كانت ملهاش ذنب في نظري لكن بنت خالها جاتلي الشغل و قالتلي ان دي لعبه مها عملتها علشان تجبرني اتجوزها علشان فلوسي و انها عايزة تخرج من الفقر مكنتش مصدق لغاية ما سمعت تسجيل بين مها و صحبتها و عرفت انها خدرتني بعد اجتماع في الفندق بحبوب هلوسة و ساعدها واحد في حتتهم اقسمت اني ادوقها نفس الكاس زي ما فضحتني افضحها و زي ما دمرت حياتي ادمرها و زي ما عيشتني ايام سودة اعيشها ووعدتها بالجواز و يوم الفرح نشرت فيديو انها واحدة شمال مع الرجالة علشان كدة انا مش هتجوزها رغم اني عارف انها مكانتش علي علاقة غير شرعية مع حد ...بعدها اهل الحتة بهدلوها و نبذوها و صعبت عليا فحجزتلها في مسشتفي خاص ترعاها علشان تخف و الباقي انت عارفه
نهض طاهر يجز علي اسنانه بغضب لكن فارس اردف : انا اسف بس والله مكنتش اعرف انها هتدمر كدة او توصل للحالة دي
لكمه طاهر بقوة ليسقط ارضا يبصق الدماء من فمه بألم
................................................
.............................................
— تضم كفيها لصدرها باحتماء من العالم كما تظن هي تنظر للفراغ امامها في تلك الحديقة الواسعة بخضرتها المبهجة امتنعت عن كل شئ منذ اسبوع توقفت عن الابتسامة التي بدأت تبادلها مع الممرضات و الطعام و الشراب حتي علاجها الذي وجب تناوله نفرته بشدة حتي ضعف جسدها جدا و اضطر الاطباء اطعامها بالمحاليل عنوة و اليوم طلبت الرحيل للحديقة و المكوث بها متذكرة اول مرة جاء يجلس معها و حديثه البسيط تفكر به هو و فقط لا يهمها ان تموت لكنها تريده بقوة جانبها تشعر بأمان حينما يتنفس نفس الهواء معها متحيرة و حزينة فهو قال انه سيغيب اسبوع واحد فقط لكنه تعداه بأسبوع اخر لقد التزمت بجميع تعليماته لماذا لم يأتي لها هل مل منها ام بغضها هل تثاقلت بوجودها عليه فذهب بعيدا عنها تود السؤال عنه قد يكون في المشفي لكن ماذا ستكتب لهم بيدها المرتجفة دائما و هل سيهتموا به ام سيمزق و يلقي كما تري ما يحدث مع باقي المرضي ...قطع شرودها وجود تلك الطبيبة المتكبرة ملك العايدي و هي تقف امامها ترمقها بسخرية
ضحكت بصوت متهكم لتردف : مالك يا مها مستنية دكتور طاهر ههههههه انتي فاكراه فاضيلك و لا مفيش غيرك مريض عنده ....نظرت لها بدموع لتكمل الاخري بشماتة ....هو خلاص زهق منك اوعي تنسي نفسك و تكوني حبيتيه هههههه لانك مجرد حالة زيك زي الباقيين بس هو طبعه كدة مع كل مرضاه و ده سبب نجاحه و حتي لو فكر يحب هيفكر في واحدة من مقامه مش زيك تربية حواري و بيئة هيفكر في بني ادمة طبيعية مش مجنونة زيك
انحنت تربت علي وجنتها اليمني بشفقة ساخرة : معلش يا حلوة و اااه اوعي تنسي نفسك يا مهيو
نظرت لها بتعجب فهذا الاسم هو من لقبها به لتقول ملك : ههههههه مش هو ده الاسم اللي طاهر بينادمك بيه متستغربيش اصل ملفك بشوفه و كل حركة بتعمليها هو بيسجلها و طبعا انا بشوفها فوقي لنفسك و افهمي انك صفر عالشمال
اغتاظت مها من حديثها بينما المساعدة الخاصة بطاهر سمعت هذا الحديث و ذهبت تحدثه بالهاتف و علي الجانب الاخر قبضت مها علي كف ملك بعنف حتي دمت اناملها فصرخت الاخري ليلتف المساعدين حولهم يحاولوا ابعاد مها التي هجمت علي الطبيبة لكن كان هذا صعب لانها تميزت غيظاً من الحديث و شعرت بالمقت علي تلك البغيضة ليأتي احد الممرضين ليقوموا بحملها بعيدا عن خصلات ملك فصرخت بهم : خدوووووهاااااا علي اوضة الكهربااااااا يلااااا بسرعة
كانت مها تتلوي بين ذراعيهم و تصرخ رافضة الذهاب الي تلك الغرفة المخيفة فهي تشعر بالالم فيها تأثير الكهرباء مميت جدا بينما نجح الاخرون بتثبيتها علي الفراش ووضع المعدات اللازمة في فمها لحمايته و الاخري علي رأسها و كفوفها ثم قاموا بتشغيل الجهاز
.............................................
— كان في طريقه للمشفي يفكر اثناء قيادته للسيارة في كل ما حدث ..حديث فارس ..حكاية مها .. قراره بأبتعاده عنها لشعوره بالتقزز منها هو لم يتخيل ان كتلة البراءة تلك تخفي تحتها امرأة كريهة الصفات مثلها لم يستعب لحظة انه يساعد انثي تكن الشر للجميع لتقف علي قدميها مرة اخري و تنشر مرضها الشيطاني في المجتمع يحتقر كل لمسة و كل ابتسامة كره تلك الاوقات معها و قرر اليوم الذهاب لاستاذه الدكتور باسم لينسحب من حالتها لكن كلما تذكر عبراتها يشعر بشفقة تجاهها تؤرقه في نومه هو رجل عقلاني و لن يدع بضعة مشاعر تسيطر علي قلبه
رن هاتفه باسم المساعدة الخاصة به ففتحه ليجيب : الو ايوة يا عزة خير؟
اجابت بتوتر من الطرف الاخر : مش خير ابدا يا دكتور الحق الانسة مها الدكتورة ملك اخدتها اوضة الكهربا مع ان حالتها مش لازملها كهربا وو
قطع الاتصال و ازاد سرعة السيارة بينما قلبه يتخبط بين ضلوعه من الخوف عليها
..........................................
— جلست بالقصر الفخم التابع لطاهر كانت تنتظر السيدة حنان لترافقها ككل يوم ساعة عالاقل كما تعودت قبل الذهاب لعملها فهي صديقة والدتها و امراة وحيدة ايضا كادت ان تنهض لتجد باب الغرفة قد فتح ليطل منه هذا الشاب الوسيم و الذي تعرفت عليه دون الحاجة لاحدهم هذا عدوها الوحيد بالحياة ( عز ) بينما هو رمقها بأعجاب و مكر يتسائل من تلك الجميلة التي تمكث بمنزله جسدها المتناسق و طولها المناسب اما خصلاتها البنية المتطايرة علي اكتافها اذابته
كاد يتحدث مرحباً بها ليحيطها بشباك الخداع الذي احترفه مع جميع النساء فقالت والدته من خلفه : اهلا يا حبيبتي ازيك يا ريم و ماما عاملة ايه
نطقت بشموخ تتحداه : انا تمام و ماما بتسلم عليكي يا طنط
تحدثا معا بينما رأسه تدور اهذه ريم ذات الرابعة عشر التي تركها و ذهب لقد نضجت و اصبحت انثي متكاملة تُري ماذا سيفعل ليضمها مرة اخري لعرينه فالان هو اكتشف انه لم يكتفي منها بعد
........ .. .............
— صوت صراخها مكتوم في جوفها فقط آنين عالي النبرة يصاحبه دموع منهمرة علي وجنتيها المشدودتين بفعل شد اعصابها بقسوة لسريان الكهرباء بين عروقها كدلو جمر يغلي بين خلايا دمها و جهازها العصبي المرتجف يصرخ ان يتركوه و شأنه انفاس متلاحقة تلفظها بصعوبة بينما بدنها يهتز بل ينتفض بقوة علي الفراش و تارة اخري يتشنج بعنف
احدهم يصرخ بقلق : كفاية كدة يا دكتورة البنت هتموت المفروض نفصل و نرجع مش متواصل
قالت بغضب : اشتغل و انت ساكت يا حيواااان
.....علي الجانب الاخر كان يركض بسرعة فائقة يتخطي من يراه و يبعده من امامه حتي يلحق بها كي لا تتأذي سيدمرهم جميعا كيف لهم ان يفعلوا بها هكذا
...حينما وصل للغرفة ووجدها علي تلك الحالة اصابه الذعر و الخوف لهيئتها المنتفضة دون شفقة عليها يعذبونها تلك الصغيرة ازاحهم جميعا من طريقه و اتجه يلقي الاجهزة علي الارض لتتفتت بأكمها و تتوقف الكهرباء ليهبط جسدها كجثة هامدة علي الفراش مغمضة عينيها بالم ليسقط الضاغط من بين اسنانها بوهن فاتجه لها يختطفها بين ذراعيه بقوة كأنه يخفيها بداخله اما عنها ارتعشت و فتحت جفنيها بضعف و هطلت عبراتها لتردف بهمس : ط طط طااا طاهررر
جحظت عيناه بشدة لسماع صوتها الواهن و الجميل لاول مرة ابعدها قليلا ليلتقط وجهها الذي اصطبغ باللون الاصفر من شدة الالم و انسحاب الدم منه : متخافيش انا جنبك مش هسيب حقك ...قالها لتغشي عليها بين احضانه
************
#بقلمي سمر خلف
اقترب ليجلس امامها علي الفراش ليقول بحنو : كدة يا مها مش اتفقنا هناخد الادوية بانتظام و ناكل كويس علشان نخف
اومأت له بالايجاب حزينة فمسد علي خصلاتها الناعمة : مالك بس يا ميهو متضايقة من. ايه
رفعت رأسها بسعادة لهذا اللقب الجديد منه فشعر بحماسها ليردف : لو عايزاني ازعل متاكليش و مش هاجي تاني هنا
نهض بمكر تجاه الباب بخطوات بطيئة يعد بهمس : واحد ...اتنين...ت
شعر بها خلفه تقبض علي كف يده بارتجاف و تلك اول مرة تلمسه بارادتها فاعتدل ليجد عبراتها تنسدل بصمت علي وجنتيها لينقبض قلبه و يمد انامله الخشنة يزيلها : طيب متعيطيش مش همشي بس بشرط تسمعي الكلام
ابتسمت بأتساع لتومئ لها بحركات سريعة برأسها ليخبرها متنهدا : عندي شغل مهم و لازم اسافر بكرة و احتمال اقعد اسبوع بعيد عن هنا
اخفضت رأسها لاسفل بحزن فمد كفه يرفع راسها بخفة ليقول : توعديني انك هتاكلي و تاخدي ادويتك يا مها في غيابي علشان اجي تاني هنا
اقتحمت زرقاويتيها فحميتيه بعمق و رمشت عدة مرات ببراءة بمعني موافقتها فابتسم لها لينهض آمراً احدي الموظفات ان تأتي بطعام لهما كالعادة فاخذا يتناولوه سويا بين حديثه و ابتسامتها السعيدة ثم في لحظة ضيقت مها بين حاجبيها بحزن و التقطت الشوكة لترسم علي احدي الاطباق اسم فارس بالشيكولاتة فصدم طاهر و تأكد ان تلك العينان لفارس الحديدي و تيقنت شكوكه
...................................................
— يتسامرون هو و صديقه في العمل ثم اتجهوا بالحديث كلاً منهم عن اطفاله و حياته و اخذوا يتذكرون تلك المواقف الجميلة التي جمعتهم كأصدقاء
اردف عاصم بضحكة رنانة : انا مبقتش عارف احايل مين فيهم البنت و لا مامتها للاسف الاتنين بيغيروا من بعض عليا يا فارس
ضحك الآخر ليقول بمرح : اهو احسن متكون قاعد في بيتك و مش عارف تقرب لمراتك بسبب حسب التتار اللي محاوطها عاملين زي البودي جارد علي امهم ههههههه
— في تلك اللحظة فتح باب غرفة مكتبه بقوة لتدلف المساعدة التابعة لفارس بسرعة تحاول منع هذا الرجل الذي انفجر بها و دخل عنوة دون الاستئذان من صاحب المكان متجهاً الي مقعد فارس ثم قبض علي ياقة قميصه يرفعه بكفيه لمستوي بصره الذي يضخ شرارات كهربية بينما نهض عاصم يحاول اقصاء طاهر صديقه ( الذي اوصاه بعلاج مها بناءاً علي رغبة فارس ) عن فارس آمرا المساعدة بالخروج
هتف عاصم : ابعد يا طاهر ايه الجنان ده عمرك ما كنت كدة
صرخ طاهر بقوة : يا حيووووان يا ندل عملت فيهاااااا ايه ذنبها ااااايه تعيش كدة ميتة
تحدث بصعوبة : انا مش فاهم حاجة خالص
اردف عاصم باصرار : سيبه يا طاااهر ميصحش كدة و انت يا فارس احكيله كل حاجة
انزل فارس كفي طاهر بهدوء : اسف مش هقدر احكي حاجة زي دي هي لما تحس انها جاهزة هتتكلم وحدها او تخبي هي حرة
اردف بغضب : انت لازم تتكلم علشان اعرف اعالجها و ألا هرجع للصفر تاني معاها
اشار لهم عاصم بهدوء : انا هخرج و هسيبكم تاخدوا راحتكم في الكلام و ياريت تتعاملوا زي اي ناس عاقلين ...قالها و ذهب
جلس طاهر يلهث من شدة غضبه ليهتف : بعتذر لقلة الذوق لكن انا حقي افهم انا دكتورها
نكس رأسه بيأس ليتنهد و يخبره : من خمس سنين كنت عامل انترفيو لسكرتيرة تشتغل عندي مها كانت رغم قلة خبرتها و انها لسه متخرجة عجبني ثقتها في نفسها و طموحها شغلتها فعلا بعدين ظهرت مشكلة ف حياتي مع مراتي و حصلت فجوة بيني و بينها رغم كل ده انا كنت بعشقها و مستني تهدأ نفسياً و تاخد وقتها علشان ترجع لطبيعتها وقتها كان عاصم و اكرم صحابي كل واحد في وادي و انا كبني ادم محتاج اتكلم و افضفض من تعبي و الا هنفجر مها استغلت النقطة دي و قربت مني جدا الفترة دي بقينا صحاب و كنت بعتبرها اختي و عمري ما فكرت فيها وحش اقسملك ...ابتديت احكيلها عن تعبي مع مراتي ووحدتي الايام دي بصراحة عمرها مقالتلي ابعد عنها بالعكس كانت دايما بتقولي بينكم طفل...
صمت قليلا فحثه عالاكمال : كمل و بعدين
بلل شفتيه بحرج ليقول : في يوم صحيت لقيت مها جنبي عالسرير و انا مش فاهم و لا فاكر ايه حصل لكن هي فهمتني اني ضيعتها صعبت عليا و ايه ذنبها ف غلطة انا ارتكبتها و نفس اللحظة خبط الباب في اوضة الفندق لقيت مراتي في وشي عيونها كلها اتهام و بعدها طلبت مني الطلاق
احتدت نظراته لمجرد تخيلها انها كانت ضحية لكلب مثل فارس و ان رجلا اخر امتلكها لكن اكمل فارس قائلا ما صدمه : عيشت ايام سودة في بعد مراتي و ابني بس مها بردو كانت ملهاش ذنب في نظري لكن بنت خالها جاتلي الشغل و قالتلي ان دي لعبه مها عملتها علشان تجبرني اتجوزها علشان فلوسي و انها عايزة تخرج من الفقر مكنتش مصدق لغاية ما سمعت تسجيل بين مها و صحبتها و عرفت انها خدرتني بعد اجتماع في الفندق بحبوب هلوسة و ساعدها واحد في حتتهم اقسمت اني ادوقها نفس الكاس زي ما فضحتني افضحها و زي ما دمرت حياتي ادمرها و زي ما عيشتني ايام سودة اعيشها ووعدتها بالجواز و يوم الفرح نشرت فيديو انها واحدة شمال مع الرجالة علشان كدة انا مش هتجوزها رغم اني عارف انها مكانتش علي علاقة غير شرعية مع حد ...بعدها اهل الحتة بهدلوها و نبذوها و صعبت عليا فحجزتلها في مسشتفي خاص ترعاها علشان تخف و الباقي انت عارفه
نهض طاهر يجز علي اسنانه بغضب لكن فارس اردف : انا اسف بس والله مكنتش اعرف انها هتدمر كدة او توصل للحالة دي
لكمه طاهر بقوة ليسقط ارضا يبصق الدماء من فمه بألم
................................................
.............................................
— تضم كفيها لصدرها باحتماء من العالم كما تظن هي تنظر للفراغ امامها في تلك الحديقة الواسعة بخضرتها المبهجة امتنعت عن كل شئ منذ اسبوع توقفت عن الابتسامة التي بدأت تبادلها مع الممرضات و الطعام و الشراب حتي علاجها الذي وجب تناوله نفرته بشدة حتي ضعف جسدها جدا و اضطر الاطباء اطعامها بالمحاليل عنوة و اليوم طلبت الرحيل للحديقة و المكوث بها متذكرة اول مرة جاء يجلس معها و حديثه البسيط تفكر به هو و فقط لا يهمها ان تموت لكنها تريده بقوة جانبها تشعر بأمان حينما يتنفس نفس الهواء معها متحيرة و حزينة فهو قال انه سيغيب اسبوع واحد فقط لكنه تعداه بأسبوع اخر لقد التزمت بجميع تعليماته لماذا لم يأتي لها هل مل منها ام بغضها هل تثاقلت بوجودها عليه فذهب بعيدا عنها تود السؤال عنه قد يكون في المشفي لكن ماذا ستكتب لهم بيدها المرتجفة دائما و هل سيهتموا به ام سيمزق و يلقي كما تري ما يحدث مع باقي المرضي ...قطع شرودها وجود تلك الطبيبة المتكبرة ملك العايدي و هي تقف امامها ترمقها بسخرية
ضحكت بصوت متهكم لتردف : مالك يا مها مستنية دكتور طاهر ههههههه انتي فاكراه فاضيلك و لا مفيش غيرك مريض عنده ....نظرت لها بدموع لتكمل الاخري بشماتة ....هو خلاص زهق منك اوعي تنسي نفسك و تكوني حبيتيه هههههه لانك مجرد حالة زيك زي الباقيين بس هو طبعه كدة مع كل مرضاه و ده سبب نجاحه و حتي لو فكر يحب هيفكر في واحدة من مقامه مش زيك تربية حواري و بيئة هيفكر في بني ادمة طبيعية مش مجنونة زيك
انحنت تربت علي وجنتها اليمني بشفقة ساخرة : معلش يا حلوة و اااه اوعي تنسي نفسك يا مهيو
نظرت لها بتعجب فهذا الاسم هو من لقبها به لتقول ملك : ههههههه مش هو ده الاسم اللي طاهر بينادمك بيه متستغربيش اصل ملفك بشوفه و كل حركة بتعمليها هو بيسجلها و طبعا انا بشوفها فوقي لنفسك و افهمي انك صفر عالشمال
اغتاظت مها من حديثها بينما المساعدة الخاصة بطاهر سمعت هذا الحديث و ذهبت تحدثه بالهاتف و علي الجانب الاخر قبضت مها علي كف ملك بعنف حتي دمت اناملها فصرخت الاخري ليلتف المساعدين حولهم يحاولوا ابعاد مها التي هجمت علي الطبيبة لكن كان هذا صعب لانها تميزت غيظاً من الحديث و شعرت بالمقت علي تلك البغيضة ليأتي احد الممرضين ليقوموا بحملها بعيدا عن خصلات ملك فصرخت بهم : خدوووووهاااااا علي اوضة الكهربااااااا يلااااا بسرعة
كانت مها تتلوي بين ذراعيهم و تصرخ رافضة الذهاب الي تلك الغرفة المخيفة فهي تشعر بالالم فيها تأثير الكهرباء مميت جدا بينما نجح الاخرون بتثبيتها علي الفراش ووضع المعدات اللازمة في فمها لحمايته و الاخري علي رأسها و كفوفها ثم قاموا بتشغيل الجهاز
.............................................
— كان في طريقه للمشفي يفكر اثناء قيادته للسيارة في كل ما حدث ..حديث فارس ..حكاية مها .. قراره بأبتعاده عنها لشعوره بالتقزز منها هو لم يتخيل ان كتلة البراءة تلك تخفي تحتها امرأة كريهة الصفات مثلها لم يستعب لحظة انه يساعد انثي تكن الشر للجميع لتقف علي قدميها مرة اخري و تنشر مرضها الشيطاني في المجتمع يحتقر كل لمسة و كل ابتسامة كره تلك الاوقات معها و قرر اليوم الذهاب لاستاذه الدكتور باسم لينسحب من حالتها لكن كلما تذكر عبراتها يشعر بشفقة تجاهها تؤرقه في نومه هو رجل عقلاني و لن يدع بضعة مشاعر تسيطر علي قلبه
رن هاتفه باسم المساعدة الخاصة به ففتحه ليجيب : الو ايوة يا عزة خير؟
اجابت بتوتر من الطرف الاخر : مش خير ابدا يا دكتور الحق الانسة مها الدكتورة ملك اخدتها اوضة الكهربا مع ان حالتها مش لازملها كهربا وو
قطع الاتصال و ازاد سرعة السيارة بينما قلبه يتخبط بين ضلوعه من الخوف عليها
..........................................
— جلست بالقصر الفخم التابع لطاهر كانت تنتظر السيدة حنان لترافقها ككل يوم ساعة عالاقل كما تعودت قبل الذهاب لعملها فهي صديقة والدتها و امراة وحيدة ايضا كادت ان تنهض لتجد باب الغرفة قد فتح ليطل منه هذا الشاب الوسيم و الذي تعرفت عليه دون الحاجة لاحدهم هذا عدوها الوحيد بالحياة ( عز ) بينما هو رمقها بأعجاب و مكر يتسائل من تلك الجميلة التي تمكث بمنزله جسدها المتناسق و طولها المناسب اما خصلاتها البنية المتطايرة علي اكتافها اذابته
كاد يتحدث مرحباً بها ليحيطها بشباك الخداع الذي احترفه مع جميع النساء فقالت والدته من خلفه : اهلا يا حبيبتي ازيك يا ريم و ماما عاملة ايه
نطقت بشموخ تتحداه : انا تمام و ماما بتسلم عليكي يا طنط
تحدثا معا بينما رأسه تدور اهذه ريم ذات الرابعة عشر التي تركها و ذهب لقد نضجت و اصبحت انثي متكاملة تُري ماذا سيفعل ليضمها مرة اخري لعرينه فالان هو اكتشف انه لم يكتفي منها بعد
........ .. .............
— صوت صراخها مكتوم في جوفها فقط آنين عالي النبرة يصاحبه دموع منهمرة علي وجنتيها المشدودتين بفعل شد اعصابها بقسوة لسريان الكهرباء بين عروقها كدلو جمر يغلي بين خلايا دمها و جهازها العصبي المرتجف يصرخ ان يتركوه و شأنه انفاس متلاحقة تلفظها بصعوبة بينما بدنها يهتز بل ينتفض بقوة علي الفراش و تارة اخري يتشنج بعنف
احدهم يصرخ بقلق : كفاية كدة يا دكتورة البنت هتموت المفروض نفصل و نرجع مش متواصل
قالت بغضب : اشتغل و انت ساكت يا حيواااان
.....علي الجانب الاخر كان يركض بسرعة فائقة يتخطي من يراه و يبعده من امامه حتي يلحق بها كي لا تتأذي سيدمرهم جميعا كيف لهم ان يفعلوا بها هكذا
...حينما وصل للغرفة ووجدها علي تلك الحالة اصابه الذعر و الخوف لهيئتها المنتفضة دون شفقة عليها يعذبونها تلك الصغيرة ازاحهم جميعا من طريقه و اتجه يلقي الاجهزة علي الارض لتتفتت بأكمها و تتوقف الكهرباء ليهبط جسدها كجثة هامدة علي الفراش مغمضة عينيها بالم ليسقط الضاغط من بين اسنانها بوهن فاتجه لها يختطفها بين ذراعيه بقوة كأنه يخفيها بداخله اما عنها ارتعشت و فتحت جفنيها بضعف و هطلت عبراتها لتردف بهمس : ط طط طااا طاهررر
جحظت عيناه بشدة لسماع صوتها الواهن و الجميل لاول مرة ابعدها قليلا ليلتقط وجهها الذي اصطبغ باللون الاصفر من شدة الالم و انسحاب الدم منه : متخافيش انا جنبك مش هسيب حقك ...قالها لتغشي عليها بين احضانه
************
#بقلمي سمر خلف