الفصل الخامس

نغم بفرحة لأنها أسعدتُه:- أنا مش قولتلك قبل كدة أنجح أنت بس وأنا هظبطك ولسة عند وعدي كُل ما هتنجح وهتبقا ولد شاطر ومؤدب هيكون في مُكافأة حلوة أوي..
أحتضنها الصغير بسعادة طفولية بريئة بينما هي تُبادلُه الأحتضان وهي تتمنى لو كانا والديها على قيد الحياة لتنعم بطفولتها هي الأُخرى ولكن حرمتها الأيام من حنانهُما ومن طفولتها معًا لتكبّر قبل أوانها وتتحمل مسئولية أُسرة كاملة في هذا السن الصغير ولكنها تُعوض ما لم تعيشُه مع هؤلاء الصغار وبالأخص أمير الذي تُحاول أن تزرع بهِ كُل الخصال الحميدة حتى لا يكون نُسخة مُصغرة من والدُه وتتمنى أن تنجح بذلك.....
*********************************************
" قصر الراوي.. "
أشرق صباح يوم جديد على سُكان هذا القصر الضخم ولكن بالرغم من كُل ذلك الدفء الذي ينبعث من الأجواء وأشعة الشمس إلا أن القصر من الداخل كان باردًا كصقيع ليلة شتوية قارصة البرودة وكيف لا يكون هذا هو الوضع بعد أحداث ليلة أمس التي كانت كالغصة بحلق جميع أهل هذا القصر وبغُرفة يزن أستيقظ صباحًا مُبكرًا على صوت هاتفُه ليُجيب دون أن يرى المُتصل فوصلهُ صوت صديقُه عُمر الذي هتف قائلًا من بين أسنانُه:- يابني أنت لسة نايم، قوم كدة كلمني عايز أعرف أيه اللي حصل أمبارح..
همس يزن بنعاس:- عايز إيه ياعُمر ع الصبح، أنا نايم متأخر ومش فايقلك..
عُمر بغيظ:- طبعًا لازم تنام متأخر مش البيه بقا رد سجون..
أنتبه يزن إلى معرفتُه بالأمر وهتف قائلًا بتعجُب:- وأنت عرفت منين..!! دة أنا فضلت أتصل بيك أمبارح ومردتش عليا..
عُمر بجدية:- واحد من شلة الصيع بتاعتك دي بلغني ومردتش لأني رجعت أمبارح من الشُغل هلكان فـ نمت على طول، ها أحكيلي بقا إيه اللي حصل..
أعتدل يزن في نومتُه وهتف قائلًا بهدوء:- لا مش هعرف أحكي دلوقتي عشان لازم أقوم ألبس وألحق مُعتصم لأن النهاردة أول يوم ليا فـ الشركة ولو مروحتش عمك شاكر هيعمل معايا الصح..
ضحك عُمر ملئ شدقيه وهتف قائلًا:- لا طالما ربنا نفخ فـ صورتك ونازل تشتغل فـ الشركة وأبوك فـ الموضوع يُبقا أنا كدة عرفت اللي حصل..
يزن بسُخرية:- طيب سلام ياخفيف..
أغلق معُه الهاتف وتنهد بضيق من بداية يومُه على العمل مُباشرة وليس أي عمل سيكون طوال اليوم مع والدُه وجهًا لوجه وهذا أكثر ما يكرهُه بالحياة أن يتواجه مع السيد شاكر أكثر من خمس دقائق باليوم حينها تشتعل الأجواء من حولهُما نفض عنهُ الغطاء ونهض قائلًا بتبرُم:- يلا يايزن أهي علقة تفوت ولا حد يموت..
توجه إلى المرحاض ليبدأ بالأستعداد لأول يوم عمل بعد مرور بعض الوقت كان يقف أمام مرآة غُرفتُه يُعدِل ربطة عنقُه بضيق من مظهرُه الذي لا يُحبذُه يرتدي بذلة رسمية أنيقة ولكنهُ لا يُفضل سوى الملابس العادية الكاچول كانت بذلة سوداء وقميص أبيض بربطة عنُق سوداء أيضًا وتصفيفة شعر عصرية جذابة ولحيتُه المُنمقة أعطتُه مظهرًا شبابيًا مُثيرًا وبالرغم من ضيقُه الظاهر بشدة على ملامحُه إلا أنهُ كان وسيمًا بشكل خاص.. خرج من غرفتُه وسار بالرواق الطويل الذي يصل بالدرج ليقف مكانُه وهو يرى والدتُه تقف وأمامها نغم تتحدث معها وتُملي عليها بعض الأرشادات ترتدي زي الخادمات المكون من چيب أسود قصير أسفلها جوارب سوداء شفافة بحذاء أسود ذو كعب عالي وبالأعلى قميص أبيض يحتضن جسدها بحميمة بينما شعرها الأسود ترفعُه قليلًا ک ذيل حصان وتلك التجعيدات بخصلاتها جعلتُه يتراقص على ظهرها بخفة مما يُعطيها مظهرًا رقيقًا وهشًا للغاية أبتسم بداخلُه بعبث وهو يتذكر لسانها السليط على الرغم من مظهرها الناعم نغم جعلتُه يُدرِک أن جمال المرأة بقوتها لم تستهويه يومًا المرأة الضعيفة الباكية بل يُحِب المرأة القوية المُثابرة وهي مِثال على ذلك أقترب منهُما وعينيه لا تُبارحها حتى توقف قائلًا بهدوء:- صباح الخير ياماما..
نظرت لهُ السيدة كريمة بحُب قائلة:- صباح النور ياحبيب مامي..
ودون أن تنتبه إلى نظرات أبنها أعادت نظراتها إلى نغم لتستكمل باقية الأرشادات الجديدة بينما الأخيرة لم تُعطيه نظرة حتى على الرغم من تعجُبها من ملابسُه الرسمية التي تراه بها للمرة الأولى منذُ أن عملت هُنا كانت تُعطيه مظهرًا جديًا للغاية على عكس مظهرُه العبثي المُعتاد تظاهر بأنهُ تناسى شئ ما بغُرفتُه ولكنهُ توقف من بعيد حتى رأى والدتُه ترحل ونغم تتوجه إلى إحدى الغُرف لتُباشر في تنظيفها وبمُجرد أن أغلقت باب الغُرفة خلفها حتى أنفتح الباب مُجددًا ودلف يزن سريعًا مُغلقًا الباب خلفُه بأحكام ووقف أمامها يتأملها بصمت بينما هي شهقت بصدمة وهي تبتعد إلى أخى زاوية بالغُرفة وتهتف بفزع:- أنت بتعمل إيه..!! أطلع برة..
رفع حاجبًا واحد مما جعل ملامح وجهُه خطيرة قائلًا بخفوت عابث:- أنتِ بتطرديني من بيتي..!!
على الرغم من رعشتها التي تسير بسائر جسدها إلا أنها حاولت جاهدة أن تُسيطر عليها وهي تهتف بقوة قائلة:- أنا بطرُدك من الأوضة، مينفعش تُبقا موجود معايا ومقفول علينا باب واحد بالشكل دة..
وضع أصبعًا على شفتيه قائلًا بهمس وبراءة:- هشششش وطي صوتك، أنتِ كدة اللي هتفضحينا..
أقتربت منهُ عدة خطوات ولكنها توقفت على مسافة مُناسبة منهُ وهتفت قائلة بغيظ:- بقولك إيه، لو مطلعتش دلوقتي من سُكات أنا هصرخ وهلم عليك أهل المغارة دي..
أتسعت أبتسامتُه على تشبيهها للقصر بهذا الأسم وهمس قائلًا بحنو:- أنا مش عايز أعمل مُشكلة، أنا بس كُنت جاي أخُد رأيك ف حاجة..
همست قائلة بذهول:- تاخُد رأي أنا..!! وأنا مالي بيك..!!
تنهد بضجر قائلًا:- بُصي أنتِ اللي بتطولي ف الوقت أزاي، كان زماني قولت اللي أنا عايزُه وخرجت..
نظرت لهُ بغيظ وتكتفت بذراعيه قائلة بضيق:- أتفضل يا يزن بيه خير أيه الحاجة اللي عايز تاخُد رأي فيها..!!
فرد ذراعيه بالهواء وألتف أمامها لفة كاملة وهو يستعرض مظهرُه قائلًا بحماس:- إيه رأيك في شكلي بالحتة الرسمي دي..!!
رفرفت برموشها عدة مرات بلا أستيعاب لما يتفوه بهِ.. هل هذا المجنون يطلُب منها رأيها بمظهرُه الرسمي..!! ومن هي حتى يطلُب رأيها..!! همست قائلة ببلاهة:- نعم..!! أنت عايز تاخُد رأي فـ شكلك..!! وأنا مالي..!!
تحولت ملامحُه إلى عبوس طفولي مُصطنع حتى يستعطفها وهمس قائلًا:- يووووووه يانغم، يعني مش هترُدي عليا على طول طبعًا..
نغم بجنون وهي على وشك لكمُه:- وأنا مالي يابني أدم..!! وأيه أهمية رأي أساسًا..!!
لانت ملامحُه كثيرًا وهمس بنبرة لينة حنونة رُغمًا عنهُ:- رأيك مُهِم جدًا، فوق ماتتخيلي صدقيني..
توترت وأرتبكت وهذا مؤشر خطر بالنسبة لها لم تكُن يومًا من الفتيات اللواتي يتأثرن بكلمات الغزل حياتها دومًا شاقة والحُب رفاهية لا تمتلكها وهي تعرف هذا لذلك تتجنب الوقوع بفخُه تنهدت حتى تستدعي هدوء لا تملكُه بهذه اللحظة وهمست قائلة بنبرة خافتة وكأنها تُحادث طفل صغير:- يزن بيه، اللي بتعملُه دة أنا اللي هلبسُه، لو حد فتح الباب دلوقتي وشافنا أو لاحظ إنك كُل ما بتشوفني تقريبًا بتوقفني وتتكلم وقتها أقل حاجة هتتقال إني بحاول أوقعک وحضرتك أكيد مش هيرضيک إن يتقال عليا كدة..!! أنا معنديش فـ حياتي رفاهية إني أسيب شُغلانة وأريح فترة على ما يجي غيرها، أنا مُتمسكة بالشُغلانة دي عشان معيشاني أنا وأهلي واللي بتعملُه دة هيأذيني فـ ياريت تتجنبني خالص..
لا يعلم ما سبب هذا الحُزن الذي أصاب قلبُه بحديثها وكأنهُ تلقى لكمة قوية على حين غرة لقد كان يعلم بأن حياتها ليست مُرفهة وعلى الرغم من أنها تعمل بالقصر منذُ ما يقارب العامان إلا أنهُ لا يعرف الكثير عنها هي دومًا كتومة ووحيدة وعلاقاتها بباقية الخادمات شِبه سطحية وبسبب هذا جعلها المُفضلة لدى والدتُه التي تُعاملها كأبنتها وتأتمنها على الكثير بهذا القصر مما جعلها مُميزة بين باقية الخادمات نظر لها بهدوء صامت وأجاب بشئ أخر لا تتوقعُه حيثُ هتف قائلًا بهدوء جاف:- أنا رايح الشركة، هشتغل فيها من النهاردة أبقي أدعيلي أتحمل شاكر بيه..
هتف بأخر جُملتُه بسُخرية ألمتها قليلًا فهي على علم بعلاقتُه مع والدُه ولكنها همست قائلة بنبرة جافة:- ربنا معاك..
خرجت من الغُرفة وتركتها لهُ يقف ينظُر بشرود إلى البعيد وقد كان بعيد حقًا حيثُ ذكريات لا يرغبُ في تذكُرها الآن..
وبعد مرور ساعة كانت سيارة يزن تصُف أمام صرح الراوي الضخم بالخلف من سيارة مُعتصم الذي ترجل من سيارتُه وتوجه نحو شقيقُه ووقف أمامُه قائلًا بهدوء:- أنت هتيجي معايا الأول في مكتبي هفهمك الشُغل وأي حاجة مش فاهمها عشان تبدأ على نضافة ومحدش يعدل عليك..
أدرك يزن مغزى حديثُه فأبتسم لهُ برفق على هذه اللفتة الطيبة منهُ ولأنهُ لن يتركُه فريسة لوالدُه يلتهمُه كما يشاء وتوجها معًا إلى مكتب مُعتصم كان الجميع ينظر إلى يزن الذي تطأ قدميه أرض الشركة للمرة الأولى منذُ سنوات طوال بتعجُب وبدأت الهمسات في الأزدياد ولكن ک طبيعة شخصية يزن لم يهتم بمن حولُه وكانت ملامحُه تُمثل المعنى الحرفي للبرود وأستكمل سيرُه مع مُعتصم حتى وصلا إلى مكتب الأخير فهتف يزن بتعجُب:- أُمال فين السكرتيرة..!!
مُعتصم بجدية وهو يجلس على مقعد مكتبُه:- طردتها..
لم يهتم يزن بأمر طردها ولكن بعد دقائق دلف شاب يعمل بالشركة أيضًا فهتف مُعتصم بعملية:- رامي أنت اللي هتمسك شُغل مكتبي لحد ما ألاقي سكرتيرة جديدة..
رامي بأدب:- أوامرك يامُعتصم بيه، تحب أنزل الأعلان من بُكرة..
مُعتصم بجدية:- ياريت من النهاردة وبالمواصفات اللي هقولك عليها..
أملاه بمواصفات سكرتيرتُه الخاصة وهتف قائلًا:- أي واحدة هتيجي تتقدم أنا اللي هعمل معاها الأنترڤيو..
أومأ رامي وتوجه خارج المكتب ليبدأ يزن ومُعتصم بالعمل على الكثير من الأمور التي أستوعبها يزن سريعًا مما سهل الأمر على شقيقُه.. مر الوقت بين العمل الدؤوب دون راحة فقد قرر يزن أن يعمل بجُهد حتى لا يقع بين أنياب والدُه بيوم ولكن إلى متى سيستمر قرارُه هذا وما الذي يُخبئُه لهُ قدرُه بهذه الشركة..
************************************

[[ لـم تـكُـن يـومـًا الـمـرأة عـورة، بـل إنـهـا روعـة.. ]]

مرت عدة أيام الجميع مُلتهي بحياتُه بدأ يزن بالعمل وعلى الرغم من إنهُ يبذل مجهود مُضاعف حتى ينال رضا السيد شاكر إلا أن الأخير لم يرضى بعد فهو دومًا يسعى للكمال والكمال لله وحدُه مما جعل يزن يُصاب بالأحباط في البداية ولكنهُ عاد وأستعاد نشاطُه حتى يُكمِل ما بدأُه وقد قرر أيضًا الأبتعاد عن نغم بعد أن فكر في حديثها مليًا وأدرك إنها مُحقة ولا يرغبُ هو في تخريب حياتها على الرغم من ضيقُه لأنهُ لم يُعاود إلى مُشاكستها التي يعشقها ولكن هي أهم بالنسبة لهُ..

بينما نغم حياتها بين العمل والأُسرة وسمر صديقتها يومها لا يخلو من المُشاجرات مع خالتها وزوجها الذي لا يستجيب إلى طلبها للبحث عن عمل يعاون أُسرتُه على المعيشة ولاحظت أبتعاد يزن عنها وتجاهلُه لها بالأونة الأخيرة ولكن ذلك أسعدها جعلها مرتاحة بعملها وسارت أيامها بشكل روتيني..

ها قد أتى صباح يوم جديد على زينب تحديدًا يوم عقد قران السيدة عفاف والدتها على السيد وجدي كانت زينب تتألم من كُل ما يحدُث هذه المهزلة ترغبُ في إنهائها ولكن ماذا بيدها لـتفعلُه لقد حاولت كثيرًا مع والدتها بلا جدوى..
أستيقظت صباحًا وهي تشعُر بفتور تجاه كُل شئ جلست نصف جلسة على الفراش وهي تنظُر إلى الأمام شاردة في اللاشئ لقد أخبرتها السيدة عفاف صراحة أن تترُك المنزل بعد عقد القران لعدة أيام وهي لا تعلم إلى أين ستذهب لم تكُن يومًا من الأشخاص الأجتماعية المكونة للصداقات فهي دومًا منطوية بالأضافة إلى مسئوليات هذا المنزل الملقاه على عاتقها فـ لم يكُن لديها الوقت لمثل هذه الأمور وبالتأكيد لن تذهب إلى واحدة من شقيقتيها سيكون المظهر العام غير لائق بالمرة وهي لن ترضى بذلك يكفي ردة فعلهُما بعد أن علما بزواج والدتهُن ولديهُما كُل الحق فهي إلى الآن لا تُصدق ما يحدُث فـ قررت أن تبقى هذه الأيام بفندقًا ما حتى ترى ماذا تُخبئ لها الأيام مع والدتها وزوجها الجديد.. نهضت من فراشها وتوجهت إلى المرحاض ثُم قامت بأداء فرضها وأرتدت ملابس العمل الرسمية وحجابها وخرجت من غُرفتها ليصلها صوت ضحكات والدتها المائعة بالهاتف وبالتأكيد قد علمت من المُتصل تنهدت بصبر وقررت أن تذهب إلى عملها دون كلمة واحدة ولكن أدركتها والدتها تهتف بأسمها فتوقفت على مضض لتهمس الأخيرة بخفوت:- طب أقفل أنت دلوقتي وأشوفك بالليل..
أغلقت معها الهاتف وتوجهت نحوها واقفة أمامها ثُم همست قائلة بتساؤل:- أيه يازينب نازلة كدة من غير ولا كلمة ليا..!!
لم تُبدي أي فعل على ملامحها رغم ثورتها الداخلية وهي تُجيب بهدوء:- متأخرة وكمان لاقيتك بتتكلمي محبتش أزعجك..
هتفت السيدة عفاف بجدية:- طيب أيه هتروحي عند واحدة من أخواتك بعد كتب كتابي..؟!
همست قائلة بنفاذ صبر:- لا مش هروح، هبات فـ فندُق..
السيدة عفاف بأستنكار:- فندُق..!! فندُق إيه دة اللي عايزة تباتي فيه وأنتِ بنت ولوحدك..!! ومالهُم أخواتك..!! هيجرى إيه لو قعدتي عندهُم الأيام دي..!!
صاحت قائلة بأنفلات أعصاب:- مينفعش أقعد عندهُم، هقولهُم إيه أو هقول لأجوازتهُم إيه..!! معلش قعدوني عندكُم عشان أمي بتقضي يومين عسل فـ بيت أبويا الله يرحمُه..!! الوضع كلُه غلط من الأول وطالما قبلتي بالغلط من البداية يبقا متعلقيش على تصرُفاتي دلوقتي..
نظرت لها السيدة عفاف شزرًا وصاحت قائلة بغضب:- وهو أنا أجرمت لما أتجوزت..!! مش بني أدمة أنا وليا مشاعر مكبوتة من سنين من يوم موت أبوکِ..!! وقولت هجوزكُم وأشوف حياتي أنا بس أنتِ قعدتيلي زي خبيتها، عايزاني أعمل أيه بقا..!! أستنى معاليکِ تتجوزي ويا عالم دة هيحصل أمتى أو هيحصل ولالا..!! عايزاني أخلل جمبك زي ما خللتِ أنتِ..!!
في بعض الأحيان يكون الصمت أبلغ من ألف كلمة من المُمكن أن تُقال في مثل هذه المواقف وأي حديث سيُقال بعد ما قيل لقد ساد بينهُما صمت ثقيل مُلبد بغيوم سوداء تحوم في الأُفق ولم تتبدل ملامح زينب وإنما نظراتها كانت تُعبر عما تُعانيه من ألم ودون أضافة كلمة أُخرى كانت تتوجه إلى باب المنزل وتغلقُه خلفها بهدوء وكأن شئً لم يكُن..
*****************يُتبع***************
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي