الفصل الرابع ###

فتحت باب منزلها القديم ببرود بعد أن تخلت عن كل شئ بمافيهم كرامتها هناك... لقد ترجته ان يبقيها كخادمه .. لكنه رفض...
ابتلعت ريقها تشحذ ماتبقى من قوتها لتواجه جدها بمااقترفته يداها ..
جدها... اااه ستفعل أي شئ حتى لايتأثر فينهار
فقط فليكن الله معها لاتريد أكثر من هذا
اغلقت الباب برويه وجسدها لايتجاوب معها فيرتجف تلقائياً
وحينما أغلقت الباب مستديرة... ارتطمت عيناها بهيئة جدها المتخشبه الذي كان ينتظرها وجدتها الجالسه على مقربه و التي بدت لعينيها منهارة
إذاً لقد كان ينتظر قدومها لامحاله
نظرت إلى جدها بثبات مصطنع ... فبادلها النظرات بأخرى مشمئزة غير مصدقه...
حتى اللحظة لم يستوعب جدها ماقيل له بالهاتف على لسان زوجها...لم يستوعب ولن يفعل
اقترب منها وهو يستند على عكازته الخشبيه
الهيبه تفيض منه رغم الألم البادي على قسمات وجهه
قال لها ويده تتشبث بعكازته بسيطرة
(على مايبدو ماقاله زوجك لي بالهاتف صحيح.. حفيدتي أنا تبين أنها بضاعه معطوبه... ابنة ابنتي الراحله بضاعه فاسدة)
بلعت مروة ريقها ونظرت باتجاه جدتها التي مازالت صامته مهزوزة
عضت على شفتيها ولا إرادياً رفعت أصابعها لتتلمس جرح رقبتها....لكن جدها لم يمهلها أي فرصه للصمت حين سألها بسطوة وهو يقترب منها
(هل طلقك ...أم رماكي هكذا ... )
الغصة بحلقها منعتها من الكلام ..وطعم الدماء الصدئه في فمها لم يفارقها...
كيف تخبره ..الأمر جنوني..
همست باختناق
(سامحني ياجدي لم أكن الإبنه التي ترفع رأسك...)
العكاز الذي بيده أصدر صوت غليظ حين اصطدمت بالأرض اكثر من مرة بفعل يده
وقست معالمه ونبضات قلبه تبعثرت الموت أرحم له في هذه اللحظة الموت ارحم له من تلك الفضيحه
تحدث بجمود بعد أن اقترب منها
(لقد كسرت هامتي... لقد كسرتي هيبتي بين الخلق يامروة... ماذا افعل الأن .. أين اذهب بوجهي... أين..سيذكر اسم امك بالباطل لن يترحم عليها احد بعد الآن..أهكذا تردين الدين لناا... هذا معروفك )
بعد هذه الكلمات المؤلمه هوت مروة الى يد جدها تقبلها بحنان وخوف تطلب منه برقه وهمس
(لا تقلها ياجدي .. اقتلني اذبحني...لكن لاتقلها..أمي خارج الموضوع فليرحمها الله....أرجوك لاتتركني انت الاخر لا احد لي بعد الله سواك انت وجدتي... )
هبطت دموعه الرجوليه بحرقه وهو يضرب على صدره بيده الأخرى يردف بخيبة امل
(أين اذهب بوجهي... لقد هرمت وغز الشيب شعري فلم اعد قادر على مواجهة الالسن بعد الأن.. ااخ هدى تعالي وانظري ماذا فعلت ابنتك بنا..حتى الموت لن نهنأ به بعد الأن ستتكالب علينا الالسنه أحياءاً كنا أو اموات وكله بسببها)
الجدة حتى الأن صامته كالحجر لاتتحدث اما مروة فهوت ارضاً إلى قدميه تقبلهم تناجيه بحرقه
(جدي انا اسفه... جدي انا اموت الأن بخطأي فقط لاتبكي سأفعل أي شئ لاعوضك انت وجدتي ... انتم عائلتي انت عائلتي وهي أمي اسفه انا أسفه)
رمى العكاز أرضاً بقوة لاتلائم سنوات عمره وبخطا متعثرة بطيئة ابتعد عنها...ليختفي في الغرفه قبل أن يعود بحزامه الجلدي ..وهو يقول بجمود وحزم
(سأطبق الحد عليكي بنفسي... ان تركها زوجكِ لنا فنحنا لها ... سأطبق الحد عليك رغم شيبي..)
اتسعت عينا مروة بصدمه لكنها بقيت أرضاً راضخه بحكمه بينما نهضت جدتها أخيراً ببطئ إليه تطلب منه بتوسل
(لاتفعل يايحيى ... هي ابنتنا.. هل نسيت انت من ربيتها اهدأ وسنجد حلاً )
لكنه لم يلقي أذناً لها ... بل حينما اقترب من مروة مجدداً التي مازالت منهارة أرضاً
رفع الحزام بأصابعه المهتزة ليهوي به على جسدها بكل عنف وقسوة
أصابعه الكهله كحال جسده لم يساعده لكنه بكل كبته وخيبته شحذ قوته ليكمل جلدها بخشونه
الجلدات نزلت عليها دون توقف.. في كل مكان في جسدها... لم يتوقف جدها عن ضربها بالحزام رغم تشبث جدته به...
صرخات الجدة علت توقفه لكنه صامد بكل قوة يضربها دون ان يحن قلبه ومروة تحته متكورة لاتبذل جهداً في حماية نفسها... بل تهز رأسها باستسلام تهمس لجدها بصبر
(افعلها ياجدي... المزيد ... المزيد من اللسعات ياجدي فقط اشفي غليلك بي انا استحق كل مابجري معي)
رغم العرق والجهد الذي غطا وجه الجد لكنه اكمل بكل قوته ....لسعه تلتها لسعه حتى وقع الحزام منه أرضاً وأصابعه أخذت ترتجف
لهث مرات عدة وسعل باختناق وهو يرى حفيدته أرضاً لاتقاومه حتى
سحب نفس عميق ليتفاجأ بمروة نهضت ترفع الحزام مجدداً تعيده إلى يده بكل حنان وتضم أصابعه حوله بقوة تهمس له بخفوت
(اكمل ياجدي... اكمل لن اهرب الى أي مكان أعدك)
فرت دمعاته أكثر وبضعف حاله رفع نظره للأعلى يقول بمناجاة
(يارب السماوات... يارب السموات ماذا فعلت بحياتي سوء حتى اعاقب الأن... استفعر الله.. لن اعترض ولله لن اعترض فأنا مؤمن وراضي بقضائك... يارحمن اعوذ بك من العجز.......فأنا الأن عاجز تائه بمصيبتي اعوذ بك من العجز يالله ... )
ألقى الحزام بعدها وانحنى بتعب إليها يضيف بحرقه
(أااخ يابنتي ماذا فعلتي بنا... حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل)
بينما الجدة انحنت إليها تلامس خصلات شعرها الملتفه باقتضاب تقرأ عليها أيات من القرأن.. وتتلمس بيدها الأخرى ذراع زوجها المنهار
لتمر هذه الليله على قلوب تبدلت من حال الى أخر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي