الفصل التاسع و العشرون
كانت ثناء تنظر و فريدة مازالت تتحدث رغم أنها متوقعه منها أي شيء يحدث فهي علي علم بها و لكن كانت متيقنه بأن الله لن يتركها و سيكون بجانبها و أكملت: صدقيني أنت جوه منك قلب طيب بس عدم رضاكي هو ده إلي وصلك للي أنت فيه دلوقتي أنت تقدري ترجعي تاني بنت الحاج درويش إلي عارفه الأصول ترجعي تحببي فيكي أخواتك مرتات أخواتك يحبوكي صدقيني الحب بيتزرع و لازم ترويه و الا الأرض حتكون بور و كمان أنت زمان حبيتي أبوي بس مكانش ليكي فيه نصيب و عوضك مكانه بعمو سمير لو كنت عملتي مقارنه ما بينهم كنت حتعرفي أنه هو الوحيد الي يكملك أبوي ليه عادات و أنت ذات نفسك عايزة تخرجي من العادات مش تكملي فيها فمكنش ينفع بابا معاكي كنتم كل يوم في مشكلة شكل بذات أن عوايدكم واحدة و كان ممكن يبعد فربنا قسم ليكي نص تاني و أنت مقبلتيش رغم لو ركزتي كنت حتعرفي أنه عوضك عليكي باحسن مما تتمني نفس المشكلة كانت حتتقرر مع مني لو كانت خدت عمار كان يبص ليها أنها أقل منه في كل حاجه فكان في يوم من الايام حيتجوز عليها و ده برضه عادات عندكم وقتها كانت حياة بنتك حتتحول لجحيم بس ربنا عوضها بسعد كان عوض ليها و بأمه و أخته بيحبوها و لو دورت علي الحب ده بره مش حتلاقيه في أي مكان صدقيني ساعات بندور علي حاجه و تكون الحاجه ده هلاك لينا بس احنا فرحانين بيها و لما تحصل تغير حياتنا لجحيم و ممكن حاجة شيفنها شر لينا بس لما تحصل نتمناه أنها كانت جت من بدري عيدي تفكير و أن شاء الله حتعرفي الصح و ابتسمت لها و قالت: ممكن بقي مفتاح الباب علشان أخرج و الحق واد عمك إلي زمانه قالب البيت هناك حريقة .
أعطتها المفتاح كأنها في عالم تاني و فتحت فريدة الباب و خرجت وسط نظرات حيرة من الجميع الذين تفاجئوا أنها خرجت دون أي مشكلة حتي ام يسمعوا صوت لثناء و هذا لم يكن متعارف به معها فهي كثير تفتعل المشاكل .
بينما كانوا يجلسون لتناول الفطار قالت ألفت: قومي يا بنتي نادي فريدة اول مرة تتأخر في الصحيان .
نظرت لهم روان برعب واضح علي وجها فقالت ألفت : بنت يا روان قومي صحي اختك أه مش سامعه .
صمتت روان فنظرت لها بحدة: بنت اختك فين .
فاجابتها بتوتر: بصراحة هي مش في الدار هي راحت قصر جدي و زمانها جايه .
هنا ترك عادل الطعام و قال: راحت فين و لمين ما مش معقول لعمار فريدة مش صغيرة علي العمايل ده .
نظرت له روان بتوتر و قالت: لا هي راحت لعمه ثناء في موضوع و قالت حتخلصه و ترجع .
نظرت لها ألفت و قالت: مين ثناء يا خرابي لا ده اتجننت .
بينما قال عادل: غبية تهورها حيوديها في داهية حد يروح ليها برجله ده ربنا فلتها من تحت أيديها مرتين رايحة تاني ليه عاد .
بينما قالت ألفت: اتصل بيها يا عادل طمني عليها أو كلم عمار برضه حيطمنا و نظرت لروان و قالت: و الله ما حسيبك بس أفوق لك يعني عارفه و كاتمه كل إلي حصل و لولا جبت سيرتها مكنتش حعرف.
نظرت روان للأرض بخجل بينما كانوا يتحدثون دخلت فريدة و اثار تعب المشوار واضحة في عينيها فقالت لها ألفت: حمد لله على سلامتك يا غالية يلي بتمشي بدماغك عملت فيكي ايه عاد .
نظرت لها فريدة بابتسامة: و له حاجه أنا كنت بخلص ذمتي قدام ربنا و الحمد لله متعشمه يكون خير حد ياخدني جنبه علشان جعانه أوي أوي .
نظرت لها وداد و قالت: عندك كل الاكل كلي إلي يريحك .
و جلست تتناول الطعام تحت نظرات الغيظ من والديها .
بينما كانت ثناء تجلس علي أحدى الكراسي و الدموع تنهمر منها دخلت عليها خديجة و قالت: أول مرة أشوفك كده شكل كلام فريدة اصابعاك المرة ده.
لم تقدر ثناء في التحكم في نفسها فانهمرت دموعها و قالت: كان معايا زمان راجل كيف البلسم بطمعي ضيعته و كمان بدل ما أعوض بنتي وقفت ضدها كنت بحسسها بفشلها علي طول و لغيت شخصيتها علشان تبقي تحت أيدي و نسيت أنها ليها زي البنات أحلام و في الاخر خسرت كل حاجه .
نظرت لها خديجة و قالت: مني طول عمرها قلبها أبيض كيف البفته و عمرها ما تزعل منك و مسيرها ترجع بس المهم تكوني عرفتي قيمتها .
نظرت لها و قالت: عرفت بس بعد ضياع الوقت معلش سنديني و طلعيني أوضتي مش قادرة.
و بالفعل خرجت ثناء و هي تسند علي خديجة و صعدت لغرفتها و هي نادمة كل الندم علي ما حدث و ما ضيعته في غل و حقد فلقد حصدت هي فقط تلك الذي ادمرته.
عند رجوع درويش علم بما حدث فصعد لها غرفتها و كانت لأول مرة تحدث بأن يصعد غرفة أحد من أبناءه و أستئذن بالدخول فاذنت له و قال: اتعلمتي يا بنتي الدرس كان قاسي عليكي بس يا رب تكوني وعيتي.
نظرت لوالدها بخجل: اتعلمت بس دفعت الثمن غالي قوي قوي يا بوي .
فأجابها: المهم تكون فهمنا و عرفنا أما لو متعلمناش يبقي كل حاجه ضاعت بجد .
كانت ريم تشعر بافتقادها لفريدة فقامت بمحادثتها في الهاتف و علمت ما فعلته فنهرتها لما فعلت بينما كان عمار يشعر بالجنون فماذا فعلت تلك المتهورة
أحقاً كانت سوف تضحي بذاتها في سبيل تقديم مساعدة .
طلب عمار من جده بأن ينزل لشراء الشبكة و أن يلبسها اليوم لفريدة فلن ينتظر كثير و بالفعل هاتف درويش عادل ليخبره بالاضافه لنزول عمار و والدته لجلب الشبكة لها فلقد كانت سعيدة بذلك .
بينما قامت وداد و ألفت بتجهيز البيت لاستقبال الضيوف و أصرت وداد علي اعداد الطعام بدلاً من شراءه جاهز وبالفعل جهزوا الجميع المنزل لاستقبال عائلة درويش و لقد قامت مني بالمساعدة في المطبخ و قامت روان و فريدة في تجهيز البيت و معز و كريم في شراء الاحتياجات و كلاً من عادل و سمير بتجهيز ما يحتاجه البيت و لقد ارسل عمار فستان خاص لفريدة مع أحد العمال كما أرسل سعد هو الآخر فستان لمني فقالت وداد: يا حظك الهباب يا وداد اتجوزتي أيام زمان و راحت منك أجمل الايام دلوقتي يعني لو كنت استنيت ٢٠ ٣٠ سنه كنت زماني بيتبعت ليا هدايا كيف البنات و نظرت لروان و قالت: و أنت محدش عبرك بحاجة .
هزت روان متصنعة الحزن راسها بالنفي فقالت: طب تعالي جنبي يا حبيبتي نونس بعض .
فجأة جاء أحد العمال و معه فستان يحمل كارت يخص روان فقامت روان بفرحة و أخذت الفستان لتري من أرسله لها فكان مكتوب بداخله "لقد أقتربت اللحظة الحاسمة و سوف انتظر تلك اللحظة"
نظرت وداد لها بمكر: بنت مين إلي بعت ليكي الفستان .
قالت لها روان: صاحب اللحظة الحاسمة يا خاله .
ردت و قالت: تصدقي أنت فتحتي نفسي أنا حطلع من المطبخ و أقعد حداه الباب استني أنا كمان صاحب المرة القادمة لم تكمل حديثها حتي قام كلا من عادل و سمير بإرسال عبايات لها و لألفت فقامت وداد بإطلاق الزراغيط و قالت: احمدك يا رب عشت و شوفت و بقيت كيف البنات جوازها بيهدوها .
ضحكت ألفت و قالت: طب خلينا بقي نلحق نخلص الوكل علشان نجهز .
بينما شعرت روان و هي تمسك الفستان بشعور غريب فلأول مرة يدق قلبها و تشعر بالسعادة تغمرها و وجدت نفسها كالمسحورة تلتفت عكس الإتجاه فوقعت نظرها علي معز و هو ينظر لها من أحدي الأركان فالتقت العيون و كأنها تبوح علي مكنونها فعيناه تحدثها بأنه سوف ينتظرها سوف يكون بجانبها بينما كانت عيناه مترددة تشعر بالخجل فابتسمت و وضعت عينيها في الأرض و جاءت كي تلتفت مرة أخري فوجدت في وجهها فريدة فقالت بزعر: فريدة.
نظرت لها فريدة و قالت: أيوه فريدة امال كنت فاكره مين خاله وداد يلا يا حبوبة اطلعي ذاكري عندك امتحانات و لما تخلص نبقي نحب و نتحب .
نظرت لها بخجل و صعدت غرفتها بينما شعر معز بأنه يريد أن يمسك فريدة و يقوم بضربها نتيجة الزعر الذي تسببت به مع محبوبته .
بينما دخل كريم و قال: فريدة مشفتيش معز نزلت اشتري حاجات أنا و هو و سبني و دخل محل و مطلعش منه و لما سالت قالوا اشتري فستان و مشي .
نظرت فريدة بمكر و أشارت له بأحدي الأركان فنظر كريم حيث أشارت أخته فوجده يقف متخفي فقال: بقي كده تدبسني طب تبقي تشوف الجوازه حتمشي ازاي .
لم تعرف فريدة كيف وصل معز في تلك اللحظة من أعلي لاسفل عندهم و هو يضع يده علي فم كريم قائلاً: هو انت مفيش سر تعرف تحتفظ بيه .
رد عليه: لا بس يا غالي أنت بعتني و صدرتني في كل حاجة أعملها .
قال له معز: اطلع ذاكر و أنا حكمل الحاجه .
ترك كريم ما في يده و صعد للأعلي بينما نظر معز لفريدة: و أنا إلي كنت فاكرة ساهله طلعتي واعرة خوفتي البنيه ليه .
فريدة ببرود: أنا خوفتها محصلش غير كده أنا حنادي علي خالتي وداد يا خاله يا خاله تيجي تحضر الموضوع من أوله .
جري معز للخارج قبل أن تأتي والدته و هو يتوعد لفريدة بينما حضرت وداد و قالت: مالك يا بنتي في ايه .
فقالت: أصل معز و كريم اشتروا حبه حاجات و مش عارفه احطهم فين .
فقالت لها : شوفي يا بنتي الحاجة إلي تدخل التلاجة دخليها الحاجه الي عايزة سوي هاتيها يعني فكري اه إلي شقلب حالك .
هنا دخل معز و قال: الفستان إلي اتبعت ليها يا أماه خلاها مشغوله بيه .
نظرت له فريدة بغيظ فقالت وداد: ما انا أبوك جابلي عباية اسيب المطبخ و أقعد جنبه طب الوكل حيتعمل لوحده عاد .
معز: هو أنت عايزة تجيبي نفسك لبنات اليومين دول بتوع الفيس ربنا يخليكي ليا يا غاليه و كان يتحدث و هو ينظر لفريدة بشماته و أكمل و قال: أنا حطلع أريح شوية أصل تعبت طول النهار علي رجلي واقف .
ضحكت فريدة و قالت: و العمود يشهد يا خاله .
تركتهم وداد و هي تردد إلي يقعد جنبكم مش حيعمل حاجة يا ولاد اليومين دول .
بينما التفتت فريدة لتحدثه فلم تجده فلقد خرج في التو الخارج هروباً منها .
بينما أشتري عمار الشبكة و أحضر ملابس له بعد إرساله فستان لفريدة و كانت فرحة و هنا و ورد في سعادة بينما كانت هاجر متردده هل تذهب معهم أو ماذا خوفاً علي حملها و لكن طمئنها ابراهيم قائلاً: متخافيش حتركبي معايا و حمشي واحدة واحدة .
ابتسمت فلقد سعدت بأن زوجها شعر بها و أراد أن تشاركهم فرحها و لم يقل لها اذهبي إلي دار أهلك حتي ارجع بل كان يريد منها أن تشاركه كل لحظات عمره السعيدة .
بينما كانت ثناء تجلس في أحدي الأركان فجاء عليها عمار و قال: و أنت يا عمه حتلبسي ايه و أنت رايحة معانا .
فقالت بحزن: اعذرني يا ولدي مش حقدر اروح هناك .
نظر لها عمار و قال: كل واحد ليه نصيب و أنا لازم أخدك معايا و مش حسيبك انسي و لو علي أنه في بيت عمي سمير ده مفيش اطيب منه و لو علي مراته متخافيش ده طيبه قوي قوي و لما حتشوفيها حتلاقي البساطه علي وشها يلا يا عمه قومي حصري نفسك خلي فرحتنا تكمل .
ابتسمت ثناء لأنها وجدت اخيرا الحنان و الحب فلقد كان الجميع يخافون منها في بدء الأمر مما جعل الكره يدخل بداخلهم أما الآن فالحب أصبح في القلوب يرويها كل شيء حسن بينما كانت فاطمة تحس بالقهرة علي ابنتها فكيف ليها أن تكن هي و زوجة طليقة في مكان واحدة لاحظ درويش بأن زوجته تفكر في شيء و خاف أن تعكر صفوة الفرحة فقال لها مهدداً: شوفي يا فاطمة عاشرتك سنين و شوفنا ايام حلوة و مرة بس انت تيجي علي حد أو تظلمي حد ده انسيها كله الا الاذية و مش حسمح ليكي بكده مهما كلفني الأمر فاهمه .
فقالت بتردد: ده بنتي يا حاج .
فأجابها : و التانية بنت ناس برضه بنتك اتنازلت عن مكانها و التانية حافظت عليه فاطمه طول عمرك عاقلة و الحمد لله بنتنا بقت زينة ليه بقي نشوف حاجه تنكد علينا خلي الفرح يدخل بيتنا .
ابتسمت فاطمه و قالت: متقلقش خلاص مفيش حاجه المهم خلي الفرح يدخل بيتنا .
بينما قال درويش لهاجر : بنتي خبرتي أهلك يكونوا جاهزين قبل العصاري.
فقالت: أيوه يا جدي .
و أنت يا عمار خبرت جدك عتمان يبقي جاهز برضه .
فأجابه: أيوه يا جدي و اتفقت مع عربيات مكيفة حتنقلنا لهناك و إلي عايزة عربيته عادي يأخدها .
تذكر الجد شيء فقال: أبوك اشتري الحاجات إلي حيدخل بيها .
رد عليه أبو عمار: أيوه يا بوي الجاتوه أه و الكانزات في حاجه تانية .
اجابه درويش قائلاً: اكيد في الزيارة خد يا عمار جيب زيارة زين هدية لاهل الدار يعني بقرة علي عجل علي كام خروف و شوف الحريم تخبز كام فطيره و تحضر الجبنه القديمة و العسل و القشطة لازم ندخل بزيارة متنساش أن مرات سمير صممت تهادينا و لازم نرد لها الواجب .
هز عمار رأسه و خرج لكي يشتري تلك الأشياء .
بينما قالت وداد من مني: معلش يا بنتي عايزاكي تروحي السوق تشتري كام فرخة علي كام ديك و تلمي البيض كله إلي في الحظيرة و تجيبي اللبن لازم لم اهلكم يجوا يمشوا بزيارة دول جايين من سفر .
ذهبت مني كي تفعل ما طلب منها و بالفعل عند الانتهاء لم تقدر علي حمل شيء فكان ثقيل عليها فهاتفت معز كي يحضر لكي يساعدها و بالفعل ذهب معها و حمل كل شيء و رجع هو علي البيت و رجعت هي علي الحظيرة كي تجلب البيض و اللبن و كانت في ذلك الوقت وداد تنتهي من الأكل و الباقي هو التسخين فقط .
و تم تجهيز البيت كي يستقبل جميع الحاضرين و قام معز بتعليق الانوار و كان جميع من بالخارج يشعرون بالسعادة لأن كان وداد و سمير يقفون بجانب الجميع في حزنهم قبل فرحهم فأصبحت الهدايا تأتي علي البيت من جميع الجيران .
أما في قصر درويش اتجمعوا الثلاث عائلات و خرجوا معاً بالعربات و كانت عائلة عتمان و غريب قد قاموا بشراء بعض الهدايا لأسرة عمار و لأسرة سمير و عادل و بالفعل وصلوا لبيت سمير قبل المغرب و قام الجميع باستقبالهم فلقد كانت الحريم تجلس في مكان و الرجال في مكان أخر و قامت وداد بعد الترحيب بهم هي و ألفت بالقيام لوضع الطعام و قالت : مني رني علي معز و كريم يبقوا معانا علشان وكل الرجال يا بنتي .
نظرت لها مني و قالت: تمام يا خاله و أنا حكون معاكي في المطبخ .
نظرت لها و قالت: لا يا بنتي كفاية عليكي كده عاد اقعدي مع أهلك و أنا حخلص كل حاجه و كمان الجيران حيساعدوني و علشان فستانك يا غاليه ميتوسخش الا خطيبك يقيم علينا الحد .
ردت كوثر و قالت: كيف ده يا حاجه ده سعد ابني طيب قوي و بيحب الناس بسرعة .
فردت عليها و قالت: هي من الصبح واقفه معايا في المطبخ فدلوقتي تقعد ترتاح و تفرح كيف البنات اصبروا احط الاكل و نأكل و نهيص كلنا مع بعض خلي الفرح يزور بيتنا و بيوت جيرانا .
سعدت فاطمه ببساطة تلك المرأة فرغم أنهم أغراب و لكن رحبت بهم و خصوصاً لما مني عرفتهم عليهم و لما عرفت بثناء رحبت بيها علي عكس ما توقعوا.
و بالفعل جهزت وداد الاكل للحريم و الرجال و جلس الجميع يتناول الطعام الذي كان عبارة عن لحوم و فراخ و بط و صواني رقاق و بشاميل و رز معمر و ملوخية و بسلة و قلقاس و طواجن بالإضافة إلي السلطات بجميع انواعها لاحظت وداد أن كلاً من فاطمه و ثناء لا يأكلون فقالت لهم: هو أكلي وحش قوي كده علشان متاكلوش منه .
فأجابتها فاطمه: لا والله يا بنتي بس أنا أكلي خفيف .
فاجابتها وداد: لو عايزة اكل تاني اقوم اعملك و الله الوكل نضيف حتي اسالي ألفت و مني .
قالت لها ثناء: تسلم ايدك حبيبتي الوكل تحفة بس ممكن علشان السكة مش قادرة علشان كده باكل براحة .
فاجابتها وداد: لو مكسوفة تأكلي في وسطني احط ليكي الوكل في مكان تاني .
فاجابتها ثناء : لا دول أهلي و عزوتي حتكسف من مين .
ابتسمت لها وداد و قالت : و أنت يا قمر مش بتأكلي ليه عاد انت لسه صغيرة متقوليش بقي السكه .
هنا اجابتها فريدة: لا هاجر حامل لسه في الاول .
فردت عليها: ربنا يكملك علي خير طب شوفي نفسك جايبه تاكلي ايه و أنا أقوم اجيبه.
نظرت لها بتردد و قالت: أنا عايزة اكل مش .
نظرت لها وداد: طب ايه رأيك اعمل مهاكي اتفاق اعمل ليكي طبق كفته علي حته لحمه علي حته صغيرة من الفراخ و جنبه طبق مش لو كلتي الطبق حديكي طبق المش كله أنت عايزة الواد يطلع ضعيف لازم يطلع قوي .
ابتسمت هاجر و هزت رأسها بالموافقة و بالفعل حضرت لها الطبقين و ناولتهم ليها ثم قالت لمني: مالك يا مني مش بتأكلي زي عوايدك ليه .
فقالت: شبعت لا خاله و الله .
نظرت لها و قالت: لا مينفعش معايا شبعت ده لازم تأكلي زين أنت داخله علي جواز و لازم تبقي صحتك زينة يا بنتي كلي و متحمليش هم من حاجه واصل و له خايفه علي الفستان .
ضحكت فريدة و قالت: يا خاله فستان مين ده خايفة متاكلش الجاتوه مع العريس أصل كان في اتفاق أن كل عريس حيأكل عروسته الجاتوه .
نظرت لهم بطريقة مضحكة: واه محدش قالي أنتم بتجيبوا التقاليع ده منين عايزه اعرف ده عمك سعد جه يشرب الشاي مع أبوي و هو طالع كنت في أيده و لا لبست فستان و له اتعملي فرح لا أنا لازم حد يأكلني بالشوكة الجاتوه مليش دعوة .
ردت روان : يا خاله ما انت جالك زينا هدوم .
نظرت لها و قالت: بس يا بتاعت اللحظة الحاسمة فكراني هبلة عاد و مش فاهمه شغل الحبيبه اكيد وقت اللحظة الحاتمه ده يكون بداية الحرب و ده أعداء الدار إلي بعتنها اه أصل أنا افهمها و هي طايرة أنا بقي كفاية أكل و حستني صاحب المرة القادمة .
ضحك الجميع فلقد قدرت تلك المرأة علي كسر حاجز التوتر بسهولة .
و بعد الاكل قام الجميع بلم الاطباق و رجع البيت كما كان و قام عمار بتلبيس فريدة شبكتها التي كانت عبارة عن ٣ غوايش و خاتمان و دبلة و محبس بالإضافة إلي سلسلة مكتوبة عليها أول حرف منه و اول حرف منها و عند الانتهاء انطلقت الزراغيط و الرقص و لقد قامت وداد بالرقص و جذبهم واحدة تلو الأخري للرقص فأصبحت الدار يغمرها الفرح و السعادة و سعدت أكثر فاطمه عندما وجدتها ترقص مع ثناء ثم تجذب مني للرقص مع والدتها وقامت بضمهم لبعض فنظرت لها ثناء بأمتنان و لاول مرة تشعر مني بالحنان بحضن والدتها و كان الله يعوضها بكل لحظة حزن شعرت بها بينما كان الرجال سعداء بالأصوات الخارجة من عند الحريم و قام معز بجذب كلاً من سعد و مروان و عمار و إبراهيم و كريم و قام بالرقص و كان الجيران جميعهم يشاركوهم تلك اللحظة .
درويش حيعمل ايه علشان الشمل ينضم كله .
ثناء عرفت طريقها و له ناوية علي حاجه .
مني حتعمل أيه حترجع مع والدتها و له حتكمل مع وداد .
كل ده حنعرفه الفصل القادم.
أعطتها المفتاح كأنها في عالم تاني و فتحت فريدة الباب و خرجت وسط نظرات حيرة من الجميع الذين تفاجئوا أنها خرجت دون أي مشكلة حتي ام يسمعوا صوت لثناء و هذا لم يكن متعارف به معها فهي كثير تفتعل المشاكل .
بينما كانوا يجلسون لتناول الفطار قالت ألفت: قومي يا بنتي نادي فريدة اول مرة تتأخر في الصحيان .
نظرت لهم روان برعب واضح علي وجها فقالت ألفت : بنت يا روان قومي صحي اختك أه مش سامعه .
صمتت روان فنظرت لها بحدة: بنت اختك فين .
فاجابتها بتوتر: بصراحة هي مش في الدار هي راحت قصر جدي و زمانها جايه .
هنا ترك عادل الطعام و قال: راحت فين و لمين ما مش معقول لعمار فريدة مش صغيرة علي العمايل ده .
نظرت له روان بتوتر و قالت: لا هي راحت لعمه ثناء في موضوع و قالت حتخلصه و ترجع .
نظرت لها ألفت و قالت: مين ثناء يا خرابي لا ده اتجننت .
بينما قال عادل: غبية تهورها حيوديها في داهية حد يروح ليها برجله ده ربنا فلتها من تحت أيديها مرتين رايحة تاني ليه عاد .
بينما قالت ألفت: اتصل بيها يا عادل طمني عليها أو كلم عمار برضه حيطمنا و نظرت لروان و قالت: و الله ما حسيبك بس أفوق لك يعني عارفه و كاتمه كل إلي حصل و لولا جبت سيرتها مكنتش حعرف.
نظرت روان للأرض بخجل بينما كانوا يتحدثون دخلت فريدة و اثار تعب المشوار واضحة في عينيها فقالت لها ألفت: حمد لله على سلامتك يا غالية يلي بتمشي بدماغك عملت فيكي ايه عاد .
نظرت لها فريدة بابتسامة: و له حاجه أنا كنت بخلص ذمتي قدام ربنا و الحمد لله متعشمه يكون خير حد ياخدني جنبه علشان جعانه أوي أوي .
نظرت لها وداد و قالت: عندك كل الاكل كلي إلي يريحك .
و جلست تتناول الطعام تحت نظرات الغيظ من والديها .
بينما كانت ثناء تجلس علي أحدى الكراسي و الدموع تنهمر منها دخلت عليها خديجة و قالت: أول مرة أشوفك كده شكل كلام فريدة اصابعاك المرة ده.
لم تقدر ثناء في التحكم في نفسها فانهمرت دموعها و قالت: كان معايا زمان راجل كيف البلسم بطمعي ضيعته و كمان بدل ما أعوض بنتي وقفت ضدها كنت بحسسها بفشلها علي طول و لغيت شخصيتها علشان تبقي تحت أيدي و نسيت أنها ليها زي البنات أحلام و في الاخر خسرت كل حاجه .
نظرت لها خديجة و قالت: مني طول عمرها قلبها أبيض كيف البفته و عمرها ما تزعل منك و مسيرها ترجع بس المهم تكوني عرفتي قيمتها .
نظرت لها و قالت: عرفت بس بعد ضياع الوقت معلش سنديني و طلعيني أوضتي مش قادرة.
و بالفعل خرجت ثناء و هي تسند علي خديجة و صعدت لغرفتها و هي نادمة كل الندم علي ما حدث و ما ضيعته في غل و حقد فلقد حصدت هي فقط تلك الذي ادمرته.
عند رجوع درويش علم بما حدث فصعد لها غرفتها و كانت لأول مرة تحدث بأن يصعد غرفة أحد من أبناءه و أستئذن بالدخول فاذنت له و قال: اتعلمتي يا بنتي الدرس كان قاسي عليكي بس يا رب تكوني وعيتي.
نظرت لوالدها بخجل: اتعلمت بس دفعت الثمن غالي قوي قوي يا بوي .
فأجابها: المهم تكون فهمنا و عرفنا أما لو متعلمناش يبقي كل حاجه ضاعت بجد .
كانت ريم تشعر بافتقادها لفريدة فقامت بمحادثتها في الهاتف و علمت ما فعلته فنهرتها لما فعلت بينما كان عمار يشعر بالجنون فماذا فعلت تلك المتهورة
أحقاً كانت سوف تضحي بذاتها في سبيل تقديم مساعدة .
طلب عمار من جده بأن ينزل لشراء الشبكة و أن يلبسها اليوم لفريدة فلن ينتظر كثير و بالفعل هاتف درويش عادل ليخبره بالاضافه لنزول عمار و والدته لجلب الشبكة لها فلقد كانت سعيدة بذلك .
بينما قامت وداد و ألفت بتجهيز البيت لاستقبال الضيوف و أصرت وداد علي اعداد الطعام بدلاً من شراءه جاهز وبالفعل جهزوا الجميع المنزل لاستقبال عائلة درويش و لقد قامت مني بالمساعدة في المطبخ و قامت روان و فريدة في تجهيز البيت و معز و كريم في شراء الاحتياجات و كلاً من عادل و سمير بتجهيز ما يحتاجه البيت و لقد ارسل عمار فستان خاص لفريدة مع أحد العمال كما أرسل سعد هو الآخر فستان لمني فقالت وداد: يا حظك الهباب يا وداد اتجوزتي أيام زمان و راحت منك أجمل الايام دلوقتي يعني لو كنت استنيت ٢٠ ٣٠ سنه كنت زماني بيتبعت ليا هدايا كيف البنات و نظرت لروان و قالت: و أنت محدش عبرك بحاجة .
هزت روان متصنعة الحزن راسها بالنفي فقالت: طب تعالي جنبي يا حبيبتي نونس بعض .
فجأة جاء أحد العمال و معه فستان يحمل كارت يخص روان فقامت روان بفرحة و أخذت الفستان لتري من أرسله لها فكان مكتوب بداخله "لقد أقتربت اللحظة الحاسمة و سوف انتظر تلك اللحظة"
نظرت وداد لها بمكر: بنت مين إلي بعت ليكي الفستان .
قالت لها روان: صاحب اللحظة الحاسمة يا خاله .
ردت و قالت: تصدقي أنت فتحتي نفسي أنا حطلع من المطبخ و أقعد حداه الباب استني أنا كمان صاحب المرة القادمة لم تكمل حديثها حتي قام كلا من عادل و سمير بإرسال عبايات لها و لألفت فقامت وداد بإطلاق الزراغيط و قالت: احمدك يا رب عشت و شوفت و بقيت كيف البنات جوازها بيهدوها .
ضحكت ألفت و قالت: طب خلينا بقي نلحق نخلص الوكل علشان نجهز .
بينما شعرت روان و هي تمسك الفستان بشعور غريب فلأول مرة يدق قلبها و تشعر بالسعادة تغمرها و وجدت نفسها كالمسحورة تلتفت عكس الإتجاه فوقعت نظرها علي معز و هو ينظر لها من أحدي الأركان فالتقت العيون و كأنها تبوح علي مكنونها فعيناه تحدثها بأنه سوف ينتظرها سوف يكون بجانبها بينما كانت عيناه مترددة تشعر بالخجل فابتسمت و وضعت عينيها في الأرض و جاءت كي تلتفت مرة أخري فوجدت في وجهها فريدة فقالت بزعر: فريدة.
نظرت لها فريدة و قالت: أيوه فريدة امال كنت فاكره مين خاله وداد يلا يا حبوبة اطلعي ذاكري عندك امتحانات و لما تخلص نبقي نحب و نتحب .
نظرت لها بخجل و صعدت غرفتها بينما شعر معز بأنه يريد أن يمسك فريدة و يقوم بضربها نتيجة الزعر الذي تسببت به مع محبوبته .
بينما دخل كريم و قال: فريدة مشفتيش معز نزلت اشتري حاجات أنا و هو و سبني و دخل محل و مطلعش منه و لما سالت قالوا اشتري فستان و مشي .
نظرت فريدة بمكر و أشارت له بأحدي الأركان فنظر كريم حيث أشارت أخته فوجده يقف متخفي فقال: بقي كده تدبسني طب تبقي تشوف الجوازه حتمشي ازاي .
لم تعرف فريدة كيف وصل معز في تلك اللحظة من أعلي لاسفل عندهم و هو يضع يده علي فم كريم قائلاً: هو انت مفيش سر تعرف تحتفظ بيه .
رد عليه: لا بس يا غالي أنت بعتني و صدرتني في كل حاجة أعملها .
قال له معز: اطلع ذاكر و أنا حكمل الحاجه .
ترك كريم ما في يده و صعد للأعلي بينما نظر معز لفريدة: و أنا إلي كنت فاكرة ساهله طلعتي واعرة خوفتي البنيه ليه .
فريدة ببرود: أنا خوفتها محصلش غير كده أنا حنادي علي خالتي وداد يا خاله يا خاله تيجي تحضر الموضوع من أوله .
جري معز للخارج قبل أن تأتي والدته و هو يتوعد لفريدة بينما حضرت وداد و قالت: مالك يا بنتي في ايه .
فقالت: أصل معز و كريم اشتروا حبه حاجات و مش عارفه احطهم فين .
فقالت لها : شوفي يا بنتي الحاجة إلي تدخل التلاجة دخليها الحاجه الي عايزة سوي هاتيها يعني فكري اه إلي شقلب حالك .
هنا دخل معز و قال: الفستان إلي اتبعت ليها يا أماه خلاها مشغوله بيه .
نظرت له فريدة بغيظ فقالت وداد: ما انا أبوك جابلي عباية اسيب المطبخ و أقعد جنبه طب الوكل حيتعمل لوحده عاد .
معز: هو أنت عايزة تجيبي نفسك لبنات اليومين دول بتوع الفيس ربنا يخليكي ليا يا غاليه و كان يتحدث و هو ينظر لفريدة بشماته و أكمل و قال: أنا حطلع أريح شوية أصل تعبت طول النهار علي رجلي واقف .
ضحكت فريدة و قالت: و العمود يشهد يا خاله .
تركتهم وداد و هي تردد إلي يقعد جنبكم مش حيعمل حاجة يا ولاد اليومين دول .
بينما التفتت فريدة لتحدثه فلم تجده فلقد خرج في التو الخارج هروباً منها .
بينما أشتري عمار الشبكة و أحضر ملابس له بعد إرساله فستان لفريدة و كانت فرحة و هنا و ورد في سعادة بينما كانت هاجر متردده هل تذهب معهم أو ماذا خوفاً علي حملها و لكن طمئنها ابراهيم قائلاً: متخافيش حتركبي معايا و حمشي واحدة واحدة .
ابتسمت فلقد سعدت بأن زوجها شعر بها و أراد أن تشاركهم فرحها و لم يقل لها اذهبي إلي دار أهلك حتي ارجع بل كان يريد منها أن تشاركه كل لحظات عمره السعيدة .
بينما كانت ثناء تجلس في أحدي الأركان فجاء عليها عمار و قال: و أنت يا عمه حتلبسي ايه و أنت رايحة معانا .
فقالت بحزن: اعذرني يا ولدي مش حقدر اروح هناك .
نظر لها عمار و قال: كل واحد ليه نصيب و أنا لازم أخدك معايا و مش حسيبك انسي و لو علي أنه في بيت عمي سمير ده مفيش اطيب منه و لو علي مراته متخافيش ده طيبه قوي قوي و لما حتشوفيها حتلاقي البساطه علي وشها يلا يا عمه قومي حصري نفسك خلي فرحتنا تكمل .
ابتسمت ثناء لأنها وجدت اخيرا الحنان و الحب فلقد كان الجميع يخافون منها في بدء الأمر مما جعل الكره يدخل بداخلهم أما الآن فالحب أصبح في القلوب يرويها كل شيء حسن بينما كانت فاطمة تحس بالقهرة علي ابنتها فكيف ليها أن تكن هي و زوجة طليقة في مكان واحدة لاحظ درويش بأن زوجته تفكر في شيء و خاف أن تعكر صفوة الفرحة فقال لها مهدداً: شوفي يا فاطمة عاشرتك سنين و شوفنا ايام حلوة و مرة بس انت تيجي علي حد أو تظلمي حد ده انسيها كله الا الاذية و مش حسمح ليكي بكده مهما كلفني الأمر فاهمه .
فقالت بتردد: ده بنتي يا حاج .
فأجابها : و التانية بنت ناس برضه بنتك اتنازلت عن مكانها و التانية حافظت عليه فاطمه طول عمرك عاقلة و الحمد لله بنتنا بقت زينة ليه بقي نشوف حاجه تنكد علينا خلي الفرح يدخل بيتنا .
ابتسمت فاطمه و قالت: متقلقش خلاص مفيش حاجه المهم خلي الفرح يدخل بيتنا .
بينما قال درويش لهاجر : بنتي خبرتي أهلك يكونوا جاهزين قبل العصاري.
فقالت: أيوه يا جدي .
و أنت يا عمار خبرت جدك عتمان يبقي جاهز برضه .
فأجابه: أيوه يا جدي و اتفقت مع عربيات مكيفة حتنقلنا لهناك و إلي عايزة عربيته عادي يأخدها .
تذكر الجد شيء فقال: أبوك اشتري الحاجات إلي حيدخل بيها .
رد عليه أبو عمار: أيوه يا بوي الجاتوه أه و الكانزات في حاجه تانية .
اجابه درويش قائلاً: اكيد في الزيارة خد يا عمار جيب زيارة زين هدية لاهل الدار يعني بقرة علي عجل علي كام خروف و شوف الحريم تخبز كام فطيره و تحضر الجبنه القديمة و العسل و القشطة لازم ندخل بزيارة متنساش أن مرات سمير صممت تهادينا و لازم نرد لها الواجب .
هز عمار رأسه و خرج لكي يشتري تلك الأشياء .
بينما قالت وداد من مني: معلش يا بنتي عايزاكي تروحي السوق تشتري كام فرخة علي كام ديك و تلمي البيض كله إلي في الحظيرة و تجيبي اللبن لازم لم اهلكم يجوا يمشوا بزيارة دول جايين من سفر .
ذهبت مني كي تفعل ما طلب منها و بالفعل عند الانتهاء لم تقدر علي حمل شيء فكان ثقيل عليها فهاتفت معز كي يحضر لكي يساعدها و بالفعل ذهب معها و حمل كل شيء و رجع هو علي البيت و رجعت هي علي الحظيرة كي تجلب البيض و اللبن و كانت في ذلك الوقت وداد تنتهي من الأكل و الباقي هو التسخين فقط .
و تم تجهيز البيت كي يستقبل جميع الحاضرين و قام معز بتعليق الانوار و كان جميع من بالخارج يشعرون بالسعادة لأن كان وداد و سمير يقفون بجانب الجميع في حزنهم قبل فرحهم فأصبحت الهدايا تأتي علي البيت من جميع الجيران .
أما في قصر درويش اتجمعوا الثلاث عائلات و خرجوا معاً بالعربات و كانت عائلة عتمان و غريب قد قاموا بشراء بعض الهدايا لأسرة عمار و لأسرة سمير و عادل و بالفعل وصلوا لبيت سمير قبل المغرب و قام الجميع باستقبالهم فلقد كانت الحريم تجلس في مكان و الرجال في مكان أخر و قامت وداد بعد الترحيب بهم هي و ألفت بالقيام لوضع الطعام و قالت : مني رني علي معز و كريم يبقوا معانا علشان وكل الرجال يا بنتي .
نظرت لها مني و قالت: تمام يا خاله و أنا حكون معاكي في المطبخ .
نظرت لها و قالت: لا يا بنتي كفاية عليكي كده عاد اقعدي مع أهلك و أنا حخلص كل حاجه و كمان الجيران حيساعدوني و علشان فستانك يا غاليه ميتوسخش الا خطيبك يقيم علينا الحد .
ردت كوثر و قالت: كيف ده يا حاجه ده سعد ابني طيب قوي و بيحب الناس بسرعة .
فردت عليها و قالت: هي من الصبح واقفه معايا في المطبخ فدلوقتي تقعد ترتاح و تفرح كيف البنات اصبروا احط الاكل و نأكل و نهيص كلنا مع بعض خلي الفرح يزور بيتنا و بيوت جيرانا .
سعدت فاطمه ببساطة تلك المرأة فرغم أنهم أغراب و لكن رحبت بهم و خصوصاً لما مني عرفتهم عليهم و لما عرفت بثناء رحبت بيها علي عكس ما توقعوا.
و بالفعل جهزت وداد الاكل للحريم و الرجال و جلس الجميع يتناول الطعام الذي كان عبارة عن لحوم و فراخ و بط و صواني رقاق و بشاميل و رز معمر و ملوخية و بسلة و قلقاس و طواجن بالإضافة إلي السلطات بجميع انواعها لاحظت وداد أن كلاً من فاطمه و ثناء لا يأكلون فقالت لهم: هو أكلي وحش قوي كده علشان متاكلوش منه .
فأجابتها فاطمه: لا والله يا بنتي بس أنا أكلي خفيف .
فاجابتها وداد: لو عايزة اكل تاني اقوم اعملك و الله الوكل نضيف حتي اسالي ألفت و مني .
قالت لها ثناء: تسلم ايدك حبيبتي الوكل تحفة بس ممكن علشان السكة مش قادرة علشان كده باكل براحة .
فاجابتها وداد: لو مكسوفة تأكلي في وسطني احط ليكي الوكل في مكان تاني .
فاجابتها ثناء : لا دول أهلي و عزوتي حتكسف من مين .
ابتسمت لها وداد و قالت : و أنت يا قمر مش بتأكلي ليه عاد انت لسه صغيرة متقوليش بقي السكه .
هنا اجابتها فريدة: لا هاجر حامل لسه في الاول .
فردت عليها: ربنا يكملك علي خير طب شوفي نفسك جايبه تاكلي ايه و أنا أقوم اجيبه.
نظرت لها بتردد و قالت: أنا عايزة اكل مش .
نظرت لها وداد: طب ايه رأيك اعمل مهاكي اتفاق اعمل ليكي طبق كفته علي حته لحمه علي حته صغيرة من الفراخ و جنبه طبق مش لو كلتي الطبق حديكي طبق المش كله أنت عايزة الواد يطلع ضعيف لازم يطلع قوي .
ابتسمت هاجر و هزت رأسها بالموافقة و بالفعل حضرت لها الطبقين و ناولتهم ليها ثم قالت لمني: مالك يا مني مش بتأكلي زي عوايدك ليه .
فقالت: شبعت لا خاله و الله .
نظرت لها و قالت: لا مينفعش معايا شبعت ده لازم تأكلي زين أنت داخله علي جواز و لازم تبقي صحتك زينة يا بنتي كلي و متحمليش هم من حاجه واصل و له خايفه علي الفستان .
ضحكت فريدة و قالت: يا خاله فستان مين ده خايفة متاكلش الجاتوه مع العريس أصل كان في اتفاق أن كل عريس حيأكل عروسته الجاتوه .
نظرت لهم بطريقة مضحكة: واه محدش قالي أنتم بتجيبوا التقاليع ده منين عايزه اعرف ده عمك سعد جه يشرب الشاي مع أبوي و هو طالع كنت في أيده و لا لبست فستان و له اتعملي فرح لا أنا لازم حد يأكلني بالشوكة الجاتوه مليش دعوة .
ردت روان : يا خاله ما انت جالك زينا هدوم .
نظرت لها و قالت: بس يا بتاعت اللحظة الحاسمة فكراني هبلة عاد و مش فاهمه شغل الحبيبه اكيد وقت اللحظة الحاتمه ده يكون بداية الحرب و ده أعداء الدار إلي بعتنها اه أصل أنا افهمها و هي طايرة أنا بقي كفاية أكل و حستني صاحب المرة القادمة .
ضحك الجميع فلقد قدرت تلك المرأة علي كسر حاجز التوتر بسهولة .
و بعد الاكل قام الجميع بلم الاطباق و رجع البيت كما كان و قام عمار بتلبيس فريدة شبكتها التي كانت عبارة عن ٣ غوايش و خاتمان و دبلة و محبس بالإضافة إلي سلسلة مكتوبة عليها أول حرف منه و اول حرف منها و عند الانتهاء انطلقت الزراغيط و الرقص و لقد قامت وداد بالرقص و جذبهم واحدة تلو الأخري للرقص فأصبحت الدار يغمرها الفرح و السعادة و سعدت أكثر فاطمه عندما وجدتها ترقص مع ثناء ثم تجذب مني للرقص مع والدتها وقامت بضمهم لبعض فنظرت لها ثناء بأمتنان و لاول مرة تشعر مني بالحنان بحضن والدتها و كان الله يعوضها بكل لحظة حزن شعرت بها بينما كان الرجال سعداء بالأصوات الخارجة من عند الحريم و قام معز بجذب كلاً من سعد و مروان و عمار و إبراهيم و كريم و قام بالرقص و كان الجيران جميعهم يشاركوهم تلك اللحظة .
درويش حيعمل ايه علشان الشمل ينضم كله .
ثناء عرفت طريقها و له ناوية علي حاجه .
مني حتعمل أيه حترجع مع والدتها و له حتكمل مع وداد .
كل ده حنعرفه الفصل القادم.