الفصل الثلاثون
أنتهت الخطوبة و جلست فريدة مع عمار يتحدثون و كان مروان و ريم من حين للآخر يعاكسونهم في جلستهم حتي قالت وداد: يا ولاد فريدة كانت عامله قاعدة كل واحد ياخد خطبته و يطلع يقعد فيها و خلي بالكم الحته مكشوفة يعني تحت عنينا و بالفعل أخذ كل فرد معشوقته و خرج للخارج بينما جلس الرجال يتذكرون و يراجعون أيام زمان و ذكرياتهم بينما عند الحريم كانوا يتحدثون فلقد شعروا أنهم فرد واحد و لقد ارتاحوا لبعض فقالت فاطمه: بس يا أم معز أنت معكيش ولاد غير معز .
نظرت لها وداد و قالت ببساطه: لا يا حاجه هو معز بس حتي مفكرتش أحمل تاني علشان وقتها كان سمير و صمتت قليلاً و عاودت بالكلام بيفكر في مني كتير و علي طول سرحان فلما جبت معز قالي أنا كده رضا معايا البنت و الولد وقتها قولت بس أنا نفسي اجيب تاني فقالي ظروف المعيشة صعبة و مسير بنتي تكبر و تحتاجني و ابني كمان يبقي حتي لو كونت فلوس يكون لاثنين و أنا رضيت الحمد لله و سمعت كلامه و صمتت ودخلت غرفتها و عاودت الجلوس و معها علبه المشغولات الدهبيه الخاصة بها حتي امبارح كنت بتكلم عن الذهب لما قال سمير وقتها كده قولت يبقي أعين أي قرش زيادة ليوم الولاد فيه يكبروا و بقيت كل ما اكسر قرش أشتري حته دهب و أركنها و عمري ما فكرت البسهم حتي جمعت كل دول في العلبه ده و امبارح كنت بقول لمعز بأن الذهب ده مني ليه زيها فيه حتي معز رفض ياخد حاجته و قال سبيه لمني هدية مني رغم أنه محتاج الفلوس و حتي شوار مني علينا بأذن الله طبعاً بعد أذنك يا حاجه و اذن امها سمير عامل حساب الوقت ده و لو ميزعلكش ابقي انزل أنا و أنت و مني نجيب الحاجه سوا لو مش حابه عادي حاخد الفلوس من سمير و حشيعها ليكم برضه منغير ما تنقص مليم .
نظرت لها ثناء و قالت: لا ميزعلنيش يكفي انك منستيش بنتي و عاملتيها كيف بنتك و خوفك عليها كل ده مقامه كبير عندي قوي .
ابتسمت وداد فاكملت ثناء و قالت: بس ليا عندك طلب عايزة مني ترجع معايا اتوحشتها و عايزة اعوضها كل حاجة فاتتها .
ابتسمت لها وداد و قالت: رغم أن خلاص اتعودت عليها بس حاضر أن شاء الله تروح معاكي .
بينما قالت نوارة: بس ليه مفكرتيش تغيري ديكور بيتك زي البيوت الكبير رغم أني شايفه مساحته كبيرة ما شاء الله.
فاجابتها: مش قله فلوس بس كل جدار من جدارانه ليه في ذكري كل قلم علي الجدار كان علامه من علامه وجدنا عارفه كمان زمان كنت بربي فراخ و ابعها علشان الحال بس لما كبر معز ابني قال مينفعش يا أماه إلي بتعمليه و لا تبيعي و لا تربي وقتها زعلت لانه تكبر علي العيش ساعتها سمير كلمه كلمتين و قاله أنه مش عيب العيب علي إلي مش بيعمل حاجه و بيقعد عاله و وقتها قال عايزة تربي ربي لينا غير كده لا وافقته علي الفور دون تراجع و من وقتها بربي فراخ و بربي مواشي علشان أبقي متأكدة من نظافة الحاجة و سبحان الله معز بقي دكتور بيطري و عامل مشروع دواجن و بيحاول يوسع فيه دلوقت .
و أكملت كلامها ألفت عندما قالت: بصراحة معز ما زين ما ربيتي حبيبتي محترم و أبن ناس و يستاهل كل خير .
أعجب الجميع بطموح تلك المرأة البسيطة بالإضافة إلي تربيتها لابنها فرغم بساطته و لكن لديه طموح عالي .
أنتهت جلست العشاق و رجعت البنات و علي وجههم علامات السعادة فقالت وداد لمني: بنت يا مني يلا بيتك بيتك مع امك .
نظرت لها معني باستغراب و قالت: ليه هو انا عملت حاجه مش زينة يا خاله .
نظرت لها بحب و قالت: يعني متخانقتيش مني يا بنت و أتوحشتي أوضتك هناك .
نظرت لها و قالت: عمري ما ازهق منك ده أنا حبيت القعدة معاكي كفايه في أي وقت احتاجك الاقيكي و في وقت مخنوقة مفيش غير حضنك يريحني ده انا مش برتاح الا لما انام علي رجلك .
شعرت ثناء قد أيه بنتها كانت تحتاجها و هي لم تعطيها أي مشاعر و تلك المرأة البسيطه قد عوضتها عن كل ما شعرت به .
بينما قالت وداد: طب كفاية حديت و تعالي معايا نجيب حاجه للناس يشربوها و له عايزاهم يقولوا علينا بخلاء .
ابتسمت مني و ذهبت معها و بالداخل قالت له: بنتي صدقيني أنا لو عليا مفرطش فيكي واصل بس امك محتاجه ليكي جنبها و متهيألي اتغيرت و اكيد أنت حاسة بكده و لو لقيتي نفسك مرتاحتيش بيتك هنا مفتوح و كمان أنا و أنت و أمك حننزل نشتري العزال بتاعك صدقيني يا بنتي اكتر فرحة اي ام تنظرها هي فرحة بنتها مهما يكون هي وزنت الأمور غلط و شافت من وجهت نظرها أنها بتنقي ليكي إلي بيريحك فكري و أنا عمري ما ازعل منك .
خرجت مني و وداد بالمشروبات و بعض الحلويات و أرسلت للرجال مثلهم .
بينما كانوا يجلسون قالت مني: لا ده أنا اهرب عاد بدال ما ادبس في غسيل المواعين أنا حتي حمشي بالهدوم إلي عليا علشان محدش يستفرد بيا .
فرحت ثناء عند علمها بذهاب ابنتها معها و نظرت لوداد نظرت شكر فابتسمت لها وداد و هزت رأسها .
انتهت الجلسة و قامت الفت و عادل و سمير و وداد و الولاد بتوصيل الضيوف حيث العربات و قال درويش لعادل: ارجع بيتك يا ولدي هناك برضه مطرحك .
نظر له عادل و قال: المرة ده مينفعش يا عمي ولادي حاسين بالراحه هنا و لو نزلنا زيارات حبقي انزل في داري حتي أجيب سمير و ولاده معايا .
فهم درويش أن عادل قد وجد نفسه في ذلك المكان بينما قال سمير : بنت يا مني أنت حتسبينا.
فأجابته وداد: حتروح دار جدها مع امها يا سمير علشان اليومين الجايين حينزل نشتري العزال بتاعها فهي تبقي حاجاتها في دار جدها علشان متتبهدلش من السكة .
فهم سمير بأن هناك شيء حدث فقال: اوعي يا بنت تنسيني و حتلاقينا عندك كل اسبوع في الأرض .
ابتسمت مني و ودعت ابيها و خاله وداد و معز و الباقي و رحلت مع والدتها التي كانت تأخذها في حضنها طوال السكة حتي ذهبت في النوم .
شعر درويش بأن الشمل قد أوشك علي اللم و لكن مازال لم يفرح ببقية أحفاده .
بينما كان سمير يتحدث مع وداد في أمر مني فقصت عليه كل ما حدث فشكر لها ما فعلته و شعر بأن ثناء قد تغيرت و لكن لم يتحدث بشيء فوداد رغم عقلها و لكن تغار عليه بشدة كأي امرأة خلقت في الوجود .
بينما كان عادل يحدث ألفت فيما قاله عمه فقالت: و قولت ليه ايه أنا بصراحة مرتاحة هنا أنا و الولاد حاسين بنفسنا و كمان وداد ماليه علينا البيت و بنتك بدأت تتابع زرعها و ولادك بيذاكروا في هدوء .
نظر لها و قال : ما انا قولت كده قولت احنا هنا مرتاحين و لو نزلنا زيارة حنبقي ناخد وداد و سمير معانا .
نظرت له ألفت بعشق و قالت: كل مرة بعشقك اكتر بصحيح وداد النهاردة تعبتك مخلتش حد واصل مد أيده في حاجه و هي إلي كانت بتقدم الاكل و كمان صممت تغسل المواعين تبقي تصحيني وقت الفجر علشان اقوم اساعدها .
نظر لها بأمتنان و ناموا من تعب اليوم .
بينما كانت ريم تجلس مع كوثر فقالت: بجد فرحانه قوي أن فريدة اتخطبت و أه الخاله وداد الطيبه إلي فيها و الحنيه .
نظرت لها كوثر و قالت: بصراحة ست تتحب و عجبتني في كلامها أنها مش بتتكسف من حاجة يعني طبيعية حتي ولدها متربي زين و متعلم .
فاجابتها : أنا سمعت أنه حياخد روان اخت فريدة بس مستني الامتحانات بتاعتها الاول .
فردت عليها: بصراحة يستاهل كل خير و ألفت برضه روان بنتها متربية زين بس إلي مستغربه منه اسلوب ثناء اتغير كله .
فقالت ريم: برضه أنا مستغربه ربنا هداها أمتي و إزاي بس في خلقه شؤون.
فقالت كوثر: كفاية بقي كلام و اسيبك تنامي شوية .
غادرت كوثر الغرفة و غفت ريم في عالم من الأحلام.
بينما في غرفة درويش قالت فاطمه: بصراحة يا حاج وداد ده قلبها كيف البفته ده رحبت بينا قوي و لما عرفت ثناء قعدت تكلمها و خلت مني ترقص معاها و كمان أصرت علي مني أنها تيجي معانا لما ثناء طلبت منها كده و كمان قالت لثناء لو حابه انزل أشتري معاكي العزال ماشي مش حابه حتبعت الفلوس و كل حاجه مني تحتاجها .
فقالت لها درويش: و بنتك قالت ايه اوعي تكون سمت بدنها.
فأجابته: لا قالت لها ننزل نشتري الحاجه مع بعض غير كده كانت بتشتري دهب من زمان و جابت الدهب و ورته لينا و قالت ده كان بتاع معز و مني بس معز قال سبيه كله لمني و قالت ده حتبقي هديه يوم جوزاها تلبسه كله و الله طلعت بنت أصول .
شعر درويش بالسعادة تغمره فكان شديد الخوف من تلك المواجهة .
كان الجميع يستعدون فاليوم رؤية رمضان و كان لهذا الجمع السعيد أصر الحاج درويش علي تجميع العائلات لمعرفة الرؤية من عنده نظراً لأنه الأكبر سناً و بالفعل بعد صلاة المغرب كان عائلة عتمان و غريب و عادل و سمير عند درويش بالقصر و لقد جلب عمار شاشة كبيرة و وضعها في الجنينة و جلسوا علي في المكان الذي سبق أن اعتدته فريدة للجلوس بينما كانت الحريم جميعهم بالداخل و لك تنسي وداد ياميش رمضان فلقد جلبت للجميع ياميش رمضان و لقد احضرته معها في العربه و ناولته لهم و لقد جلبت لهاجر شنطة خاصة بها تحتوي علي المكسرات و بعض الفاكهه و كانوا الجميع ينتظرون الرؤية حتي أعلن بأن غد هو غرة شهر رمضان فأمتلئ البيت بالتكبير و قامت النساء بإعداد الكنافة و القطايف وسط ضحك من الجميع و لقد قامت مني منذ عودتها بتصميم عبايات لجميع الأفراد من النساء و البنات و كذلك الرجال قامت بتفصيل عبايات الصلاة لهم و قامت بتوزيعها عليهم فقمن جميع الناس بارتداء تلك العبايات التي كانت لها نقشات إسلامية و خرجوا الرجال الذين شعروا بأجواء رمضان حقاً فذلك الشهر تفوح نسماته و لقد أصر عليهم درويش بأن يتناولون السحور معهم و كذلك سوف يكون الفطار اول رمضان عنده فاعتذر سمير و لكن تدخل عادل و أخبره بأنهم سوف يجلسون في داره و يغادرون في الغد بعد صلاة التراويح فوافق علي الفور لانه كان لاول مرة لوداد الخروج لمكان آخر غير منطقتهم و لقد شعر بالسعادة تغمرها بهذا الجو .
ظل الحريم يتجاذبون الحديث و عندما جاء منتصف الليل قاموا للإعداد للسحور و كان الجميع يعمل كأنه في داره فقامت فاطمه و وداد بخبيز العيش و قامت البنات بتحضير اللبن و البيض و قامت النساء بإعداد الفول و البطاطس و الجبنات بالإضافة للزبادي و بالفعل تم تجهيز السحور و جلسوا الجميع لتناوله وسط فرحة عارمة و قامت فريدة لجلب كيس يحتوي علي الفوانيس الرمضانية التي تضئ و تغني و قامت بتوزيعها علي الجميع فأخذوا يضحكون و قالت وداد: يا حلاوة يا ولاد أول مرة حد يجيب ليا فانوس لا ده كمان بيغني لا ده شكل ربنا حيعوض سنينه إلي فاتت .
فقالت لها ثناء: طب ايه رأيك بقي ليكي عندي هدية بس بكرة حديها ليكي .
نظرت لها وداد و قالت: أم مني انا ما بصدق حد يقول هديه و بتعشم اوعي يطلع مقلب و له اكل الاكل كله مخليش حاجه فيه واصل اه لازم أعوض عشمي .
ضحكت ثناء و قالت: لا متخافيش لو زمان كنت قولت ليكي أه أما دلوقتي لا مش حعمل مقالب و كمان عايزة استغلك.
نظرت لها بحزن مصطنع و قالت: أنا قولت كده اكيد الهدية مش لله و للوطن عايزة اه يا خيتي .
نظرت لها بمكر و قالت: حستغل وجودك و ننزل نشتري جزء من عزال مني ايه رايك .
نظرت لها بفرحة و قالت: لا لو كده استغليني براحتك و أنا كمان كنت عامله حسابي و جايبه معايا الفلوس ده كله الا مني تنزل تنقي كيف ما هي عايزة و أن شاء الله ربنا يقدرنا و نجيب ليها ما حاجه عايزاها .
هنا تحدث درويش و قال: معلش يا ام معز بس عزال مني هدية مني أنا جدها .
جاء كي يتحدث سمير فقاطعته وداد و قالت: بس عزال مني علي ابوها و احنا كنا عاملين حساب ما حاجه من زمان قوي يا حاج .
فأجابها: يا ام معز يقول هدية مني خلاص انتهي الكلام .
فأجابته: حاضر يا حاج يبقي الفلوس الي كانت مني حتشتري بيها عزالها تتحط باسمها أو تطلع الي اسمه اه ده شهر العسل صح يا ولاد .
فقال درويش: الموضوع ده يرجع لمني و لسعد.
فقال معز : طب بعد اذنكم بقي أنا خيها و رأي أنها تطلع حج هي و جوزها و إلي متعرفهوش أن بالفعل اتفقت أنا و سعد و قدمنا ليهم علي حج و كمان لأبوي و لأمي و منستكيش يا خاله ثناء أنت كمان و الفلوس بتاعت العزال تبقي تحطيهم باسمك يا خيتي .
نظرت له ثناء: معز يا ولدي هو انت قولت أنكم قدمتوا ليا في الحج سمعت صح .
نظر لها معز: أيوه يا خاله مش مني و سعد انكتب كتابهم خدت القسيمة و قدمنا و لما تطلع النتيجة حنحضر ليكم الورق أنا و سعد متشغليش بالك و علشان ميبقاش لي حد حجه أنا مردتش اطلع علشان اتابع الدنيا و عمي عادل حيمسك الشغل بتاعك يا بابا لغاية لما ترجع يعني محدش ليه حجه خالص .
نظرت له مني و قالت: مش عارفه اقولكم ايه بجد انت فرحانه و أكملت ببكاء: لما كنت صغيرة كنت فاكرة أن عمر الدنيا ما ضحكت ليا و أنا جاية عليا كنت بشوف ولاد خلاني و كنت بفرح بفرحهم و لما كبرت كنت علي طول بحس اني أقل خد فيهم لغاية لما فريدة ظهرت في حياتي و غيرتها و فجأة لقيت زي ربنا باعت رساله ليا لقيت حب عمري و نصي التاني و لقيت أبوي و كمان احن خاله في الدنيا بالإضافة إلي اخ سند ليا كنت بخاف منه في الاول أن ميقبلش وجودي أو يفتكر أني عايزة فلوس منه بس بجد لقيت عكس كل ده و سبحان الله بعد ما معاملة امي كانت مش زينة بقت هي كمان قلب حنين ليا بجد مش عارفه اقول ليكم ايه أنا فرحانه قوي قوي .
هنا ضمتها ثناء و جذبت وداد هي الأخري و اصبحت مني بالنصف ما بينهم و قالت: زي ما أنا أمك هي برضه أمك و أن شاء الله كل حاجه تتصلح يا بنتي و ربنا يسعد قلبك و يفرحك .
كانت في تلك اللحظة تلتقط فريدة بعض اللقطات من هاتفها و جلست بعد ذلك بجانب عمار كي يشاهد الصورة و يرتبها كي يحمضها حتي تكون ذكري و لكن أثناء ما كان يمرر الصور وجد صورة لفريدة و هي تقف علي كتفها الفراشة و كان إشارة الشمس وضعت قناع علي وجها و لم تظهر الا عيناه الخضراء و كان في تلك اللحظة يعطيه ربه ما يتمناه أحقاً ذات العيون الساحرة هي فريدة أهذه الفتاة التي خطفت قلبه و سحرته و شاء القدر أن ترتبط بيه و تتربع علي عرش قلبه و تنسيه ما سحرت قلبه هي بالفعل فهمس لها في أذنها و في يده صورتها علي هاتفها و في نفس الوقت نفس الصورة و لكن له في هاتفه و قال: معشوقتي ذات العيون الساحرة التي هي خطفت قلبي .
أتمني أن تنال إعجابكم انتظروا الجزء الثاني.
نظرت لها وداد و قالت ببساطه: لا يا حاجه هو معز بس حتي مفكرتش أحمل تاني علشان وقتها كان سمير و صمتت قليلاً و عاودت بالكلام بيفكر في مني كتير و علي طول سرحان فلما جبت معز قالي أنا كده رضا معايا البنت و الولد وقتها قولت بس أنا نفسي اجيب تاني فقالي ظروف المعيشة صعبة و مسير بنتي تكبر و تحتاجني و ابني كمان يبقي حتي لو كونت فلوس يكون لاثنين و أنا رضيت الحمد لله و سمعت كلامه و صمتت ودخلت غرفتها و عاودت الجلوس و معها علبه المشغولات الدهبيه الخاصة بها حتي امبارح كنت بتكلم عن الذهب لما قال سمير وقتها كده قولت يبقي أعين أي قرش زيادة ليوم الولاد فيه يكبروا و بقيت كل ما اكسر قرش أشتري حته دهب و أركنها و عمري ما فكرت البسهم حتي جمعت كل دول في العلبه ده و امبارح كنت بقول لمعز بأن الذهب ده مني ليه زيها فيه حتي معز رفض ياخد حاجته و قال سبيه لمني هدية مني رغم أنه محتاج الفلوس و حتي شوار مني علينا بأذن الله طبعاً بعد أذنك يا حاجه و اذن امها سمير عامل حساب الوقت ده و لو ميزعلكش ابقي انزل أنا و أنت و مني نجيب الحاجه سوا لو مش حابه عادي حاخد الفلوس من سمير و حشيعها ليكم برضه منغير ما تنقص مليم .
نظرت لها ثناء و قالت: لا ميزعلنيش يكفي انك منستيش بنتي و عاملتيها كيف بنتك و خوفك عليها كل ده مقامه كبير عندي قوي .
ابتسمت وداد فاكملت ثناء و قالت: بس ليا عندك طلب عايزة مني ترجع معايا اتوحشتها و عايزة اعوضها كل حاجة فاتتها .
ابتسمت لها وداد و قالت: رغم أن خلاص اتعودت عليها بس حاضر أن شاء الله تروح معاكي .
بينما قالت نوارة: بس ليه مفكرتيش تغيري ديكور بيتك زي البيوت الكبير رغم أني شايفه مساحته كبيرة ما شاء الله.
فاجابتها: مش قله فلوس بس كل جدار من جدارانه ليه في ذكري كل قلم علي الجدار كان علامه من علامه وجدنا عارفه كمان زمان كنت بربي فراخ و ابعها علشان الحال بس لما كبر معز ابني قال مينفعش يا أماه إلي بتعمليه و لا تبيعي و لا تربي وقتها زعلت لانه تكبر علي العيش ساعتها سمير كلمه كلمتين و قاله أنه مش عيب العيب علي إلي مش بيعمل حاجه و بيقعد عاله و وقتها قال عايزة تربي ربي لينا غير كده لا وافقته علي الفور دون تراجع و من وقتها بربي فراخ و بربي مواشي علشان أبقي متأكدة من نظافة الحاجة و سبحان الله معز بقي دكتور بيطري و عامل مشروع دواجن و بيحاول يوسع فيه دلوقت .
و أكملت كلامها ألفت عندما قالت: بصراحة معز ما زين ما ربيتي حبيبتي محترم و أبن ناس و يستاهل كل خير .
أعجب الجميع بطموح تلك المرأة البسيطة بالإضافة إلي تربيتها لابنها فرغم بساطته و لكن لديه طموح عالي .
أنتهت جلست العشاق و رجعت البنات و علي وجههم علامات السعادة فقالت وداد لمني: بنت يا مني يلا بيتك بيتك مع امك .
نظرت لها معني باستغراب و قالت: ليه هو انا عملت حاجه مش زينة يا خاله .
نظرت لها بحب و قالت: يعني متخانقتيش مني يا بنت و أتوحشتي أوضتك هناك .
نظرت لها و قالت: عمري ما ازهق منك ده أنا حبيت القعدة معاكي كفايه في أي وقت احتاجك الاقيكي و في وقت مخنوقة مفيش غير حضنك يريحني ده انا مش برتاح الا لما انام علي رجلك .
شعرت ثناء قد أيه بنتها كانت تحتاجها و هي لم تعطيها أي مشاعر و تلك المرأة البسيطه قد عوضتها عن كل ما شعرت به .
بينما قالت وداد: طب كفاية حديت و تعالي معايا نجيب حاجه للناس يشربوها و له عايزاهم يقولوا علينا بخلاء .
ابتسمت مني و ذهبت معها و بالداخل قالت له: بنتي صدقيني أنا لو عليا مفرطش فيكي واصل بس امك محتاجه ليكي جنبها و متهيألي اتغيرت و اكيد أنت حاسة بكده و لو لقيتي نفسك مرتاحتيش بيتك هنا مفتوح و كمان أنا و أنت و أمك حننزل نشتري العزال بتاعك صدقيني يا بنتي اكتر فرحة اي ام تنظرها هي فرحة بنتها مهما يكون هي وزنت الأمور غلط و شافت من وجهت نظرها أنها بتنقي ليكي إلي بيريحك فكري و أنا عمري ما ازعل منك .
خرجت مني و وداد بالمشروبات و بعض الحلويات و أرسلت للرجال مثلهم .
بينما كانوا يجلسون قالت مني: لا ده أنا اهرب عاد بدال ما ادبس في غسيل المواعين أنا حتي حمشي بالهدوم إلي عليا علشان محدش يستفرد بيا .
فرحت ثناء عند علمها بذهاب ابنتها معها و نظرت لوداد نظرت شكر فابتسمت لها وداد و هزت رأسها .
انتهت الجلسة و قامت الفت و عادل و سمير و وداد و الولاد بتوصيل الضيوف حيث العربات و قال درويش لعادل: ارجع بيتك يا ولدي هناك برضه مطرحك .
نظر له عادل و قال: المرة ده مينفعش يا عمي ولادي حاسين بالراحه هنا و لو نزلنا زيارات حبقي انزل في داري حتي أجيب سمير و ولاده معايا .
فهم درويش أن عادل قد وجد نفسه في ذلك المكان بينما قال سمير : بنت يا مني أنت حتسبينا.
فأجابته وداد: حتروح دار جدها مع امها يا سمير علشان اليومين الجايين حينزل نشتري العزال بتاعها فهي تبقي حاجاتها في دار جدها علشان متتبهدلش من السكة .
فهم سمير بأن هناك شيء حدث فقال: اوعي يا بنت تنسيني و حتلاقينا عندك كل اسبوع في الأرض .
ابتسمت مني و ودعت ابيها و خاله وداد و معز و الباقي و رحلت مع والدتها التي كانت تأخذها في حضنها طوال السكة حتي ذهبت في النوم .
شعر درويش بأن الشمل قد أوشك علي اللم و لكن مازال لم يفرح ببقية أحفاده .
بينما كان سمير يتحدث مع وداد في أمر مني فقصت عليه كل ما حدث فشكر لها ما فعلته و شعر بأن ثناء قد تغيرت و لكن لم يتحدث بشيء فوداد رغم عقلها و لكن تغار عليه بشدة كأي امرأة خلقت في الوجود .
بينما كان عادل يحدث ألفت فيما قاله عمه فقالت: و قولت ليه ايه أنا بصراحة مرتاحة هنا أنا و الولاد حاسين بنفسنا و كمان وداد ماليه علينا البيت و بنتك بدأت تتابع زرعها و ولادك بيذاكروا في هدوء .
نظر لها و قال : ما انا قولت كده قولت احنا هنا مرتاحين و لو نزلنا زيارة حنبقي ناخد وداد و سمير معانا .
نظرت له ألفت بعشق و قالت: كل مرة بعشقك اكتر بصحيح وداد النهاردة تعبتك مخلتش حد واصل مد أيده في حاجه و هي إلي كانت بتقدم الاكل و كمان صممت تغسل المواعين تبقي تصحيني وقت الفجر علشان اقوم اساعدها .
نظر لها بأمتنان و ناموا من تعب اليوم .
بينما كانت ريم تجلس مع كوثر فقالت: بجد فرحانه قوي أن فريدة اتخطبت و أه الخاله وداد الطيبه إلي فيها و الحنيه .
نظرت لها كوثر و قالت: بصراحة ست تتحب و عجبتني في كلامها أنها مش بتتكسف من حاجة يعني طبيعية حتي ولدها متربي زين و متعلم .
فاجابتها : أنا سمعت أنه حياخد روان اخت فريدة بس مستني الامتحانات بتاعتها الاول .
فردت عليها: بصراحة يستاهل كل خير و ألفت برضه روان بنتها متربية زين بس إلي مستغربه منه اسلوب ثناء اتغير كله .
فقالت ريم: برضه أنا مستغربه ربنا هداها أمتي و إزاي بس في خلقه شؤون.
فقالت كوثر: كفاية بقي كلام و اسيبك تنامي شوية .
غادرت كوثر الغرفة و غفت ريم في عالم من الأحلام.
بينما في غرفة درويش قالت فاطمه: بصراحة يا حاج وداد ده قلبها كيف البفته ده رحبت بينا قوي و لما عرفت ثناء قعدت تكلمها و خلت مني ترقص معاها و كمان أصرت علي مني أنها تيجي معانا لما ثناء طلبت منها كده و كمان قالت لثناء لو حابه انزل أشتري معاكي العزال ماشي مش حابه حتبعت الفلوس و كل حاجه مني تحتاجها .
فقالت لها درويش: و بنتك قالت ايه اوعي تكون سمت بدنها.
فأجابته: لا قالت لها ننزل نشتري الحاجه مع بعض غير كده كانت بتشتري دهب من زمان و جابت الدهب و ورته لينا و قالت ده كان بتاع معز و مني بس معز قال سبيه كله لمني و قالت ده حتبقي هديه يوم جوزاها تلبسه كله و الله طلعت بنت أصول .
شعر درويش بالسعادة تغمره فكان شديد الخوف من تلك المواجهة .
كان الجميع يستعدون فاليوم رؤية رمضان و كان لهذا الجمع السعيد أصر الحاج درويش علي تجميع العائلات لمعرفة الرؤية من عنده نظراً لأنه الأكبر سناً و بالفعل بعد صلاة المغرب كان عائلة عتمان و غريب و عادل و سمير عند درويش بالقصر و لقد جلب عمار شاشة كبيرة و وضعها في الجنينة و جلسوا علي في المكان الذي سبق أن اعتدته فريدة للجلوس بينما كانت الحريم جميعهم بالداخل و لك تنسي وداد ياميش رمضان فلقد جلبت للجميع ياميش رمضان و لقد احضرته معها في العربه و ناولته لهم و لقد جلبت لهاجر شنطة خاصة بها تحتوي علي المكسرات و بعض الفاكهه و كانوا الجميع ينتظرون الرؤية حتي أعلن بأن غد هو غرة شهر رمضان فأمتلئ البيت بالتكبير و قامت النساء بإعداد الكنافة و القطايف وسط ضحك من الجميع و لقد قامت مني منذ عودتها بتصميم عبايات لجميع الأفراد من النساء و البنات و كذلك الرجال قامت بتفصيل عبايات الصلاة لهم و قامت بتوزيعها عليهم فقمن جميع الناس بارتداء تلك العبايات التي كانت لها نقشات إسلامية و خرجوا الرجال الذين شعروا بأجواء رمضان حقاً فذلك الشهر تفوح نسماته و لقد أصر عليهم درويش بأن يتناولون السحور معهم و كذلك سوف يكون الفطار اول رمضان عنده فاعتذر سمير و لكن تدخل عادل و أخبره بأنهم سوف يجلسون في داره و يغادرون في الغد بعد صلاة التراويح فوافق علي الفور لانه كان لاول مرة لوداد الخروج لمكان آخر غير منطقتهم و لقد شعر بالسعادة تغمرها بهذا الجو .
ظل الحريم يتجاذبون الحديث و عندما جاء منتصف الليل قاموا للإعداد للسحور و كان الجميع يعمل كأنه في داره فقامت فاطمه و وداد بخبيز العيش و قامت البنات بتحضير اللبن و البيض و قامت النساء بإعداد الفول و البطاطس و الجبنات بالإضافة للزبادي و بالفعل تم تجهيز السحور و جلسوا الجميع لتناوله وسط فرحة عارمة و قامت فريدة لجلب كيس يحتوي علي الفوانيس الرمضانية التي تضئ و تغني و قامت بتوزيعها علي الجميع فأخذوا يضحكون و قالت وداد: يا حلاوة يا ولاد أول مرة حد يجيب ليا فانوس لا ده كمان بيغني لا ده شكل ربنا حيعوض سنينه إلي فاتت .
فقالت لها ثناء: طب ايه رأيك بقي ليكي عندي هدية بس بكرة حديها ليكي .
نظرت لها وداد و قالت: أم مني انا ما بصدق حد يقول هديه و بتعشم اوعي يطلع مقلب و له اكل الاكل كله مخليش حاجه فيه واصل اه لازم أعوض عشمي .
ضحكت ثناء و قالت: لا متخافيش لو زمان كنت قولت ليكي أه أما دلوقتي لا مش حعمل مقالب و كمان عايزة استغلك.
نظرت لها بحزن مصطنع و قالت: أنا قولت كده اكيد الهدية مش لله و للوطن عايزة اه يا خيتي .
نظرت لها بمكر و قالت: حستغل وجودك و ننزل نشتري جزء من عزال مني ايه رايك .
نظرت لها بفرحة و قالت: لا لو كده استغليني براحتك و أنا كمان كنت عامله حسابي و جايبه معايا الفلوس ده كله الا مني تنزل تنقي كيف ما هي عايزة و أن شاء الله ربنا يقدرنا و نجيب ليها ما حاجه عايزاها .
هنا تحدث درويش و قال: معلش يا ام معز بس عزال مني هدية مني أنا جدها .
جاء كي يتحدث سمير فقاطعته وداد و قالت: بس عزال مني علي ابوها و احنا كنا عاملين حساب ما حاجه من زمان قوي يا حاج .
فأجابها: يا ام معز يقول هدية مني خلاص انتهي الكلام .
فأجابته: حاضر يا حاج يبقي الفلوس الي كانت مني حتشتري بيها عزالها تتحط باسمها أو تطلع الي اسمه اه ده شهر العسل صح يا ولاد .
فقال درويش: الموضوع ده يرجع لمني و لسعد.
فقال معز : طب بعد اذنكم بقي أنا خيها و رأي أنها تطلع حج هي و جوزها و إلي متعرفهوش أن بالفعل اتفقت أنا و سعد و قدمنا ليهم علي حج و كمان لأبوي و لأمي و منستكيش يا خاله ثناء أنت كمان و الفلوس بتاعت العزال تبقي تحطيهم باسمك يا خيتي .
نظرت له ثناء: معز يا ولدي هو انت قولت أنكم قدمتوا ليا في الحج سمعت صح .
نظر لها معز: أيوه يا خاله مش مني و سعد انكتب كتابهم خدت القسيمة و قدمنا و لما تطلع النتيجة حنحضر ليكم الورق أنا و سعد متشغليش بالك و علشان ميبقاش لي حد حجه أنا مردتش اطلع علشان اتابع الدنيا و عمي عادل حيمسك الشغل بتاعك يا بابا لغاية لما ترجع يعني محدش ليه حجه خالص .
نظرت له مني و قالت: مش عارفه اقولكم ايه بجد انت فرحانه و أكملت ببكاء: لما كنت صغيرة كنت فاكرة أن عمر الدنيا ما ضحكت ليا و أنا جاية عليا كنت بشوف ولاد خلاني و كنت بفرح بفرحهم و لما كبرت كنت علي طول بحس اني أقل خد فيهم لغاية لما فريدة ظهرت في حياتي و غيرتها و فجأة لقيت زي ربنا باعت رساله ليا لقيت حب عمري و نصي التاني و لقيت أبوي و كمان احن خاله في الدنيا بالإضافة إلي اخ سند ليا كنت بخاف منه في الاول أن ميقبلش وجودي أو يفتكر أني عايزة فلوس منه بس بجد لقيت عكس كل ده و سبحان الله بعد ما معاملة امي كانت مش زينة بقت هي كمان قلب حنين ليا بجد مش عارفه اقول ليكم ايه أنا فرحانه قوي قوي .
هنا ضمتها ثناء و جذبت وداد هي الأخري و اصبحت مني بالنصف ما بينهم و قالت: زي ما أنا أمك هي برضه أمك و أن شاء الله كل حاجه تتصلح يا بنتي و ربنا يسعد قلبك و يفرحك .
كانت في تلك اللحظة تلتقط فريدة بعض اللقطات من هاتفها و جلست بعد ذلك بجانب عمار كي يشاهد الصورة و يرتبها كي يحمضها حتي تكون ذكري و لكن أثناء ما كان يمرر الصور وجد صورة لفريدة و هي تقف علي كتفها الفراشة و كان إشارة الشمس وضعت قناع علي وجها و لم تظهر الا عيناه الخضراء و كان في تلك اللحظة يعطيه ربه ما يتمناه أحقاً ذات العيون الساحرة هي فريدة أهذه الفتاة التي خطفت قلبه و سحرته و شاء القدر أن ترتبط بيه و تتربع علي عرش قلبه و تنسيه ما سحرت قلبه هي بالفعل فهمس لها في أذنها و في يده صورتها علي هاتفها و في نفس الوقت نفس الصورة و لكن له في هاتفه و قال: معشوقتي ذات العيون الساحرة التي هي خطفت قلبي .
أتمني أن تنال إعجابكم انتظروا الجزء الثاني.