الفصل الرابع

عندما ذهبت انمار هي والسيدة المريضة وجدت هناك رجال ينظرون يمينا وشمالا يبحثون عن احدهم ظنت انمار انهم يبحثون عنها ولكنها لم تتوقع هذا لانها تركت زهيرا في ثبات عميق فقالت لها المرأة التي معها :-
ارجوك حاول ان تخفينى انهم يبحثون عنى
فطمأنتها وربطت علي يدها وحاولت ان يخرج صوتها يخشونه وقالت لها :-
لا تخافي تعال نذهب من الطريق الزراعى
وبالفعل ذهبوا من الطريق المخالف للطريق الزراعي وهناك وفي منتصف الطريق تألمت المرأة ألما شديدا وقالت لها:-
انا لا اقدر علي المضي انا أضع مولودي ارجوك ساعدنى ياأخي بالله عليك
فدمعت اعين انمار وكشفت غطاء رأسها وقالت لها :-
لا تخافي انا امراه مثلك
فنظرت اليها وقالت :-
ساعدينى قتلوا زوجي وعاوزين يقتلونى انا واللي في بطني
فقالت لها مطمئنه :-
لا تخافي سوف نذهب الي هذا الكوخ في هذه الأرض حتى الصباح لا تقلقي
ذهبت بها الي الكوخ الزراعي ووضعت مولودها بعد عناء وذهبت الام ثبات عميق
بكت انمار ولا تعرف ماذا تفعل وتخاف ان تترك المولود وحده يأكله الذئاب ولا بد من ذهابها كي تجلب احدا يساعدها هي والسيدة حملت الصغيره وبعد مدة من الزمن وهي تحمل الصغيره ومعها بعض الأغراض التي تساعدهم قد جلبتها من احد المنازل القريبه رجعت وجدت العديد من الناس يقفون أمام الكوخ وفيهم ايضا زهيرا دب الرعب في قلبها تراجعت وتوارت خلف الأشجار بدأ المولود علي يدها يبكى فقد خلعت العباءه الرجالي التي ترتديها وألبستها إياه فخافت بشده وأخذته وهرولت بعيدا كي لا يسمع احدا المولود وهو يبكي فون مسرعة حتى وصلت مرة أخرى الي محطة القطار وركبت القطار المتوجه الي القاهره
وفي القطار بكى الصغير كثيرا لانه جائع فبكت انمار معه بكاءا شديدا ولا تعلم ماذا تفعل هنا اقتربت منها سيده في العقد الرابع يبدو عليها الطيبه وقالت لها:-
ان ابنك جائع
فنظرت لها انمار نظرة الم ووجع بها دموع غزيرة وقالت لها :-
ان اختى قد ولدته ولانها عليها ثأر قديم لأبو المولود قالت لي خذيه وأذهبي الي عمه في القاهره هروبا منهم لانهم سيقتلونه
فرق قلب السيدة لها وقالت لها :-
أعطني دقيقتين وسوف اعود إليك عادت المرأة ومعها زجاجه صغيره خاصه بإرضاع الاطفال الحليب بها بعض الحليب للأطفال وقالت لها:- اعطنى المولود فأعطته لها المولود ليس معه ملابس حسنا سوف اجلب له بعض الملابس فانا معي طفل صغير لكن امسكي زجاجة الحليب وارضعيه حتى اعود
ووضحت لها كيف ترضعه وذهبت المرأة كي تجلب له بعض الملابس
وعندما عادت المرأة قالت لها اعطنى الرضيع كي أغير له ملابسه كي ينام قليلا فعندما حاولت ان تغير لها ملابسها قالت لها :-
انها فتاه ياالله علي هذا الجمال انها جميله الله يحفظها
ثم نظرت الي انمار وقالت لها :-
ما اسم هذه ألفناه ؟
شردت قليلا وتذكرت حوض التوليب في حديقة المنزل وقالت :-
اسمها توليب
فقالت السيدة
يالجمال هذا الاسم انه جميل جدا
ابتسمت لها انمار ونظرت الي الطفلة مبتسمه وقالت لا اعلم ماذا افعل لكن سأترك الأمر لله سوف يوجهنا الي ما فيه رضاه وصل القطار الي قاهرة المعز نزلت انمار من القطار تحمل الطفلة ولا تعلم ماذا تفعل
عندما نزلت انمار وتوليب الي القاهره سألت عن سوق الذهب وذهبت الي هناك وباعت كل الذهب الذي معها بمبلغ كبير وبدات في البحث عن منزل كي تسكن فيه هي والطفلة حتي اهتدت الي سيده عجوز وشكلها مخيف مرعب تعيش في بيت بعيد عن الناس وتؤجر في هذا البيت الدور الأرضي رغم خوفها من منظرها الاشعس بشعرها وعيونها المخيفة
عندما فتحت المرأة الباب الذي كان اشبه بصوت صريخ ففزعت انمار وحضنت توليب ولكن نظرت المراه اليها نظرة مرعبه خافت انمار جدا وارادت ان تتراجع ولكن الليل قد حل ولا تعلم ماذا تفعل فقررت ان تستقر الي الصباح وبعد ذلك تمشي من هذا المكان اشارت لها المراه بعينها لان تدخل الي الغرفه هي وابنتها ولا تخرج منها حتي الصباح
دخلت انمار الغرفه بدأت توليب بالبكاء قالت المراه بصوت مرعب وفحيح كفحيح الافعى:-
اياك ان اسمع صوت لك او لها
حضنت إنمار الرضيعه وأشارت برأسها ان نعم لن تسمعي لنا صوت بإذن الله بكت الرضيعه قامت انمار وأبدلت ملابس الصغيره وملابسها
وكان ذلك في الشتاء حيث كان الجو باردا والجميع متدثر ومختبئ في مكانه ليحمي نفسه من البرد ولكن رن الهاتف وإذا بالمرأه العجوز تدخل الي الغرفه وتمنعها من الخروج فانتفضت انمار من مكانها والشقه كانت الوحيدة المسكونة بالبيت لدرجة تعتقد ان البيت عبارة عن بيت مهجور
بعد قليل دخلت المراه وقالت لي :-
هناك طفلة صغيره قتلت امها واختفت المراه
اصابنا الرعب وقلت في نفسي :-
هل جننت كيف لطفلة أن تقتل وتذبح بهذا الشكل
فقالت تعالي في هذه الغرفة تجدينها طفلةومعها السكين وبالفعل تم كسر الباب ولكن لا يوجد أحد بالغرفة لا يوجد إلا اثر كف الفتاة على النافذة المغلقة، وهنا طلبت من المراه أن تخبرنى كل شيء بالتفصيل
تنهدت المراه وقالت :-
ابنتى سعاد كانت طبيبه في احد المستشفيات متزوجه ولكنها لم تنجب إلا بعد مرور عشرون عامًا على زواجها وكان نصيبها طفلة تدعى زينب بلغت من العمر ست سنوات وكانت تطير بها فرحا كانوا في بداية حياتهم أحوالهم المادية ليست جيدة لذلك عاشوا معي في شقتى في احد الأحياء الشعبية وهو ذو مستوى قليل ومع تحسن الاحوال بدأوا في البحث عن شقة في مكان أفضل فاشتروا ذلك البيت والتي كانت مملوكة لسيدة من الصعيد وحيدة إذ فقدت زوجها وابنتها لذا عرضت البيت للبيع بمبلغ اقل من قيمتها، ولم تتردد ابنتى وزوجها واشتروا البيت واشترطت السيدة الاحتفاظ بأثاث غرفة ابنتها وان نقوم باستقبالها من وقت لآخر لتبيت بالغرفة فقبلت، وبالفعل انتقلنا للشقة بعد ثلاثة ايام إلا أن ابنتى لم ترتح لوجودها بالشقة.
بقيوا بالشقة ونظموا امورهم إلا أن ابنتى لاحظت أن ابنتها لا تنام في الغرفة وتخبرها بأن رقيه تخبرها بان الغرفة لها، وكذاك سمعتها تتحدث مع أحد وهناك صوت غريب معها فأخبرتها أنها رقيه وانها تحبها وتكرهنا ولا تريدنا في المنزل وبالفعل لاحظت أن هناك ظل يدخل إلى الدولاب.
فسألتها انمار :-

هل فتشت ابنتك الغرفة جيدًا
نظرت المراه الي انمار وقالت لها :- سؤال غريب بالطبع إذا تعال لأريك شيء
ودخلنا وفتح المراه الدولاب وكانت المفاجأة فإنه يوجد مدخل من الدولاب إلى غرفة أخرى وعندما دخلناها كان بها سرير ملطخ بالدماء كتب اسفله رقيه كما يوجد برواز يحيط بجملة هنا قتلت رقيه وخلف البرواز كانت توجد فتحة استقرت بها سكين ملطخة بالدم
وخرجنا من تلك الغرفة المقبضة

قمنا بمغادرة الغرفه وتوجهنا إلى الاعلي وهناك وجدنا طفله ولكنها كانت فاقدة للوعي وعندما حاولنا افاقتها جاءت صرخة من أسفل حضنت توليب وجرينا الي الأسفل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي