بوابة الموت(مجرد لعبة)

ماذا يفعل الصبر اذا كان شبح الموت يحفه من كل جانب ؟
هل حقا نستطيع الصمود داخل كل هذا الالم ، هناك داخل هذا الظلام من حاول التشبث ببعض الامل ، ظننا منه انه سينجو من شبح الموت الذي يخيم عليه ، لا يدرك ان من وقع تحت براثنه سيظل أثيرا له مدي الحياة ، سجينا خلف قضبان من شيطاطين واقفة تحجب عنك السمع والكلام ، تقتص من عمرك أطنانا من الحياة ، إلي أن تتهاوي ، وتسقط صريعا ، مجرد فاها منفرجة علي مصراعيها ، عيون جاحظة ، توضح لك المعني الحقيقي للموت ..

قال الطبيب كلماته وعاد ينظر إلي اوراقه ، دون بها الكثير وسط حديث بين والد ووالدة عبد الرحمن ، وأنا وهو في عالمنا الاخر ، قلت له داخلي ، لو فرقتنا الاماكن سنظل علي عهدنا ، لا تظن ياصديقي أني في منأي عنك ، برغم انهم سيقمون بتقييد حريتك حتي تشيخ أمامهم ، سأظل معك بروحي ، سنتلاقي في مكان واحد ، سأترك جسدي للخارج وأنا سأظل معك ، بجانبك لن أرحل الا معك ...
رفع رأسه ونظر لي بعيون جامدة ، باردة خالية من الحياة ، رافعا ٱحدي حاجبيه في تلذذ غريب ومخيف ، كأنه يقول لي لن تستطيع ..
علمت . نعم وتيقنت انه حضر الان ، جثي عليه وتملك منه دون رحمه ، لن يتركه ، الا عندما يريد ، ثوان وعادت نظرة الرجاء منه ، وتارة الباردة ، أيقنت انه في صراع داخلي ، يحارب فيه بكل مايستطيع من قوة ، ظل هكذا فترة حتي تلبسه رداء البرودة والتحجر ، رفع رأسه وطالع الجميع بكبرياء ، نظرات والداه في تلك الاثناء تخبرك مدي حزنهم علي إبنهم ، تمزق قلبك حسرة علي ما أصاب هذا الشاب ، عمره هذا مثله يقضيه بين السفر والدراسة ، والعمل ، مثله تزوج وأنجب طفل صغير يملاء الحياة مرح وسعادة ، لكنه تحول من شاب في ربوع شبابه ، لا أخر إحترق كما المصباح دون عودة .
تعجب إبراهيم من والدا صديقه ، ورد فعلهم الغربب منذ البداية ، وها هم يتبدلون ، هم كما عرفهم منذ زمن ، تملاء قلوبهم الطيبة والرحمة ، ليسوا من طالعوا إبنهم ببرود قاتل منذ قليل ، لاحظ إبراهيم في تلك الاثناء الطيب ونظراته المتشككة لهم ، عيونهم وحركات جسدهم ، كأنه يتابعهم لا يعرف ماذا يحدث ، لكن قطع سيل أفكاره عبد الرحمن الذي حدق في عيونه بطريقة تبعث الريبة في النفس ، لاحظ جسد الطيب وهو يرتعش عدة مرة في حركة غريبة ..
تري ماذا يحمل لهم القدر من أحداث ، ماذا حدث لعبد الرحمن صديق إبراهيم ، هل سينجو من القدر ! ؟
ام القدر قال كلمته دون رحمة أو شفقة ! ؟



لكن قطع سيل أفكاره عبد الرحمن الذي حدق في عيونه بطريقة تبعث الريبة في النفس ، لاحظ جسد الطيب وهو يرتعش عدة مرة في حركة غريبة ..
تري ماذا يحمل لهم القدر من أحداث ، ماذا حدث لعبد الرحمن صديق إبراهيم ، هل سينجو من القدر ! ؟
ام القدر قال كلمته دون رحمة أو شفقة ! ؟
إقشعر جسد الطبيب عدة مرات ، لاحظ إبراهيم ما يحدث له ، في تلك الاثناء كان والدا عبد الرحمن منشغلين بالحديث معه ، و طمأنته أن كل شئ سيغدو بخير ، لن يظل شيئا علي حاله كما يظنون ، لا يدركون الخطأ الفادح الذي
أوقعوا نفسهم فيه ما إن حضر هذا الشيخ ، من المسجد المجاور لمنزلهم ، حضر إليه ، علم ما إن خطا نحو غرفته ما يحدث مع عبد الرحمن ، دلف له ووجده نائما علي فراشه ، يسبح داخل كابوس لم يظن لوهلة أنه سيخرج منه أبدا ، و ما إن وقف بالقرب منه حتي فتح عبد الرحمن عينيه بطريقة مخيفة بل مفزعة بشدة ، إرتج الشيخ للخلف معلنا قلقه منه ، شاهد إبراهيم صديقه وهو ينهض من علي فراشه بطريقة غريبة ، وكأن هناك من يحرك جسده ، وقف شامخا يطالع الشيخ بنظرات باردة ، بعد أن تحولت مقلتيه للون الابيض ، وقف والدا عبد الرحمن بجانب الباب ، ما إن شاهدا هذا المشهد المخيف تحولت نظراتهم للذعر ، فرو هاربين من الغرفة القابع داخلها الشيخ ، إقترب الشاب من من الرجل الذي شرع في قراءة بعض الايات القرانية ، ما إن نطق حتي وضع كلتا يديه حول رقبته ، أطبق عليه بقوة شديدة حتي تحشىرج صوت الرجل ، برزت اوردته وسط صدمة إبراهيم الذي لم يملك في نفسه شيئا ، إنتبه ليد الرجل وهي تلوح له في الهواء يستنجد به ، ينقذه من براثن هذا المعتوه الذي تجسد الشيطان في جسده ، صرخ فيه إبراهيم بقوة ، و حاول أن يفرقهم من بعضهم البعض ، و ها هو أبعدهم عن بعض ، وضع الشيخ يده علي صدره والاخري علي رقبته ، يحاول التقاط بعض الهواء ، عل أنفاسه تعود إليه ، بعدما تم حجبها عنه ، ثم فر هاربا من الغرفة ، ركض دون ان يجيب علي والدا عبد الرحمن ، جلس علي الفراش بعدما إرتخي جسده المتيبس ، وعادت عينيه مرة أخري لوضعها الطبيعي ، نكس رأسه في الارض بخجل ظاهر ، ثم رفع راسه نحو ابراهيم الواقف بجانبه ، قائلا :-
أنا أسف ياابرراهيم ، معتش قادر
في تلك الاثناء حضرت والدته ، اما والده ركض خلف الشيخ ، جلست بجانبه وربتت علي كتفه بحب وحنو بالغ ، وضع عبد الرحمن رأسه علي صدرها دون ان ينظر إليها ، إحتضنته بقوة وبكت ، بكت كما لم تبك من قبل ، ثم رفعت رأسها للاعلي وأخذت تدعو وتبكي ، وكلما كان دعائها نابع من قلبها ، زادت من ضمة إبنها علي صدرها ، كانت تريد أن تخفيه بين ضلوعها كي لا يطاله الاذي ، لكن القدر أصدر حكمه عليه ، دون أن يرفق بأمه ، ولا ان يراعي ذرة من الانسانية ، لم تشفع له دموعها الحارقة النازفة من قلبها ، كل هذا دون فائدة ، لم تكن المرة الاولي ولا الاخيرة ، زاد حضور الشيوخ تارة ، والدجالين تارة أخري ، مما زاد من هياجه المستمر ، وصراخه اثناء نومه ،وخوفه من الطعام والشراب ، حتي فقد الكثير من وزنه ، حار الاطباء في علاجه ، كلما ذهبوا عند طبيبب أخبرهم أن علته ليست لديه ، ولا يعلمها حقا ، تشققت قدما أمه من الركض معه عند هذا وهذا ، حتي تملك منها اليأس ، لكنها مازالت طامعة في كرم المولي عليها ، بأنه لن يخذلها فيه ، ومع هذا تعلم أن الابتلاء عبادة من الله ، ورحمة منه ، بالتقرب ، إنقطع عن تناول الادوية التي كتبها الاطباء ، فلا علة محددة ، فقد كان لهذه الادوية مضاعفات وتأثيرات شديدة ، هزل بشدة إلي ان نصحهم الطبيب الاخير بالذهاب به الي مصحة نفسية ..
ألجمتهم الصدمة من حديث الطبيب فكل ما فعله لهم هو ان دون بعض الادوية تساعده علي النوم ، وأخري تطيب معدته ، ثم دون ورقة أخري لكي يأخذوها معهم اثناء ذهابهم للمصحة ، كان هذا القرار مثل الصاعقة ، التي هوت علي رؤوسهم دون شفقة ، مرت الايام رتيبة مملة مخيفة ،والاسوا هو إتخاذ هذا القرار ، ليلة طويلة خالية من النوم علي الجميع ، حتي أشرقت شمس الصباح علها تحمل بصيص من الامل ، لكن الامل هذا لم يعرف لطريقهم مكان كي ينير لهم طريق يتشبثوا فيه .
لم يشعر إبراهيم بنفسه ٱلا وهو واقفا أمام المشفي التي إحتجز فيها صاحبه ، وضع يده علي قلبه الذي يخفق بشدة من القلق ، فرت من عينيه دمعة هربت منه ، حاول ان يزيحها قبل أن يذهب لصاحبه ، كانت المشفي مزدحمة من حا دثة كبيرة علي الطريق ، وقف قليلا محاولا المرور بين المارة الواقفين ، ، في تلك الاثناء سمع صوت الممرضين يصيحون في الواقفين عند الباب أن يفسحوا لهم الطريق كي يعبرو للداخل ، تنحي إبراهيم جانبا ل يمرو ، شاهد شابا ممدا علي الحامل ، و الدماء تنزف من وجهه ، ويده ، وفي الجانب الممرض يحمل المحلول الموصول بالمحقن في يده ، وأخران يجران الحامل سريعا نحو غرفة العناية لاسعافه ، هرع إبراهيم خلفهم ، دون ان يعلم سببا لهذا ، ولم يكن وحده من يهرع معهم بل ركض خلفه بعض الاشخاص الواقفين ، شعوره الان ب أنه يريد ان يساعده ب أي طريقة تذكر ، وقف بجانب الغرفة منتظرا ، خاصة بعد ان قال الممرض انهم وجدوه علي الطريق ، دون هوية ، والاشد اسفا كان وحيدا ونزف الكثير من الدماء .
مرت ساعة علي وقفته ، خرج الممرض وطلب برجاء من يتبرع بالدماء ، إقترب إبراهيم منه وقال له انا ، قال له الممرض انه يريد فصيلة معينة ، تهللت اسارير إبراهيم وأخبره انه نفس فصيلة الدماء ،إبتسم له الاخر وطلب منه ان يأتي معه ،ذهب وقد تبرع بالدماء للشاب ، بعدما إنتهي
خرج إبراهيم وهو يشعر بالسعادة ، دون ان يدري سببها ، أعطي للمرض رقمه كي يتحدث معه بعدما يرجع له وعيه ، غادر إبراهيم من امام الغرفة نحو صديقه القابع في غرفة بالطابق الثالث ، قسم خاص بالمرضي النفسيين ، هؤلاء من تركوا أنفسهم لوهم الخراب الذي غزا انفسهم ، مثل النار في الهشيم ، هناك غرفا تحوي العديد من الاسرة ،وغرفا أخري منفردة ، ومن هذه الغرف غرفة صديقه ، غرفة صغيرة بها سرير صغير ، فقط، تقدم نحو غرفة مكتب الطبيب ، راح ليساله عن حالة صديقه ، طرق علي الباب ، بعد قليل أتاه الرد بالدخول ، دلف للغرفة وأغلق الباب خلفه ، سال الطبيب عن عبد الرحمن ، هز الطبيب رأسه مثل كل مرة يأتي فيها إليه ، فقد مل الطبيب السؤال من أجل تلك الاجابة ابتي تمزق النفس ، لكن هذه المرة تكلم الطبيب وقال له بعدما تنحنح :-
انا مقدر زعلك علي صاحبك ، يمكن انا طلبت من والدته متجيش رأفة بحالها ، اللي بتمر بيه مش سهل أبدا ، والده بيحاول يمسك نفسه ، عشان ميقعش ، لكن هي بصراحة انا مشفق علي حالها ، من شهرين كتبتلها علي دوا منوم ، وفيتامينات ، لانها بقت هزيلة جدا ، غير ان الضغط النفسي عاملها مشاكل صحية ، والاكتر من كده اتنقلت في المستشفي ، بسبب السكر ، اللي ربنا يستر منه .
رد عليه إبراهيم ب أسف :- انا بقالي فترة عاوز اروح ازورهم بس للاسف عندي ضغط شغل جامد ، مش عارف اروح في حته ، ه حاول اروح اشوفهم .
أستاذن اروح اشوف عبد الرحمن .
اشار له الطبيب ان ينتظر قائلا :-
أستني يااستاذ ابراهيم في حاجة لازم تعرفها حصلت لعبد الرحمن...
ياتري ايه اللي حصل لعبد الرحمن ! ؟؟
والموضوع هيكون ليه علاقة بمين !! ؟؟
هسيبكم تخمنوا ، عشان نعرف اللي حصل ، قبل ماندخل في القصة كلها ، كلنا عندنا فضول نعرف الحكاية ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي