2

_ فى تلك السماء الحالكة المليئة بالنجوم ، لاشئ مضئ ، ولا شئ مزهر فقط الظلام هو الدائم هو الصديق الوحيد فى تلك الرحلة الطويلة ..ولعل الظلام الذى نكرهه جميعا ..له وجه اخر ..لعله صديق وفى لن يتخلى عنك _

كانت تلك بداية الكتاب التى لا اشعر بالملل من تكرار قرائتها ابدا ويعجبنى جدا ان اراه او اراها ترى الايجابيات فى شئ يراه كل الناس سلبيا
نظرت لساعة الحائط لاجد الساعة تخطت منتصف الليل
لقد تأخرت زوى للغاية ، امسكت هاتفى واتصلت بها ولكنها لا تجيب واللعنة تلك الفتاة الطائشة متى ستعقل ؟ جلست متوترة والقلق يأكلنى حية ماذا يمكن ان يكون قد حدث بغيابى ؟ هل ستكون بخير ؟!

رن جرس الباب بينما افكر بأين يمكن ان تكون
" واللعنة لما تأخرـ " صمتُ فجأة عندما وجدت ذلك الشاب زميلنا بالمكتب لوى يحملها بين ذراعيه كسندريلا صغيرة
" آسف ولكن ..لقد شربت كثيرا وفقدت الوعى حصلت على عنوانها من احد المسئولين بالشركة " قال لوى
" اننى شاكرة لك " همهمت وانا اسمح له بالدخول

ذلك الشاب وصديقه لم اكن مطمئنة لهما من البداية يبدوان مثيران للريبة ومحبان للمشاكل وانا اريد لحياتى ان تكون هادئة
وضعها على الفراش بهدوء
كاد يغادر ولكننى طلبت منه الجلوس فعلى ان اقدم له بعض الشيكولا الساخنة فى هذا الجو البارد شكرا له على الاقل

" اذن لما لم تحضرى العشاء انسة رايس ؟ " سأل بفضول
" فى الحقيقة نسيت هاتفى بالشركة وكان الوقت متأخر لذا عدت " اجبت وانا اقدم له كوب الشيكولا
"انا ممتن لوجود آنا وحدها ، لانها كانت تشعر بالملل لذا تعرفت عليها وقضينا وقتا مسليا وتسنت لى الفرصة لاحضارها لهنا ، فى الحقيقة انها لطيفة جدا"قال بابتسامة ثم نقل نظره للارض
" آسفة سيد لوى ولكن انا لن اسمح لك ابدا بأن تتلاعب بصديقتى " قلت بحدة
" انا لا اتلاعب اننى اخطط لمواعدتها جديا لاننى معجب بشخصيتها للغاية وايضا أليس من المفترض ان هى من تقرر ذلك وليس انت " قال وهو يرفع احد حاجبيه
" واظن اننى اخبرتك اننى لن ادعك تتلاعب بها، الشركة بأكملها تعرف كم انت لعوب ، وزوى تستمع لى وتأخذ رأيى دائما " اجبت بنظرة التحدى

"ربما سنرى لاحقا ، اظن اننى سأغادر لقد تأخر الوقت " قال لوى وهو ينهض من مكانه

**
زين ...

ذهبت للشركة وذلك القسم الجديد اللعين لا اصدق كيف تحولت حياتى هكذا فقط لاننى لم اوافق على ان اجارى كلارا فى تمثيليتها تلك ؟
توجهت نحو المصعد بينما احمل قهوتى الصباحية ولكن كان هناك شيئا غريبا فكل من بالشركة من موظفين ينظر نحوى نظرات غريبة ، دلفت الى المصعد الذى كان فارغا

" لما ينظرون لى هكذا ؟ ربما لاننى وسيم اكثر من اللازم !! " رددت مادحا نفسى امام المرآة
" بل لانك مثير للشفقة زين " قال لوى وهو يدخل المصعد قبل ان يغلق ابوابه

" ان الجميع يتحدث عن ماضى المديرة الجديدة ايزابيلا ومدير قسم الاعلانات السابق واحزر من يكون انه انت واللعنة " قال لوى ساخرا
" ماذا؟!" قلت بصدمة
" يقولون انه تم هجرك وانك توسلت لها لتواعدك مجددا ولكنها صفعتك وتركتك " همس لوى بأذنى

" ماذا واللعنة ؟! " قلت وانا احاول كبح غضبى
تلك الفتاة حقا ستتمنى الموت ولكننى لن اعطيها اياه بتلك السهولة
لقد خدعتنى والجحيم بعيون القطط الخضراء اللعينة خاصتها لا اصدق اننى وثقت بخبيثة مثلها وظننت انها لن تخبر احد ، اقسم اننى لن امررها إيما ستكون اخر ايامك السعيدة على يدى

اندفعت نحو المكتب بسرعة وانا اكاد انفجر غضبا بسبب تلك الخبيثة
" كاتلين اللعينة ، ايتها الكاذبة اللئيمة " قلت بغضب وانا اصفع مكتبها بيداى بقوة
" ما الذى تحاول فعله الان سيد مالك ؟ " سألت بكل الهدوء وكأنها لم تفعل شيئا ابدا
" ما الذى يحدث هنا !! " صاحت ايزابيلا خلفنا بنبرة مستفزة

واللعنة هذا ما كان ينقصنى رفعت شعرى للاعلى بكلتا يداى وانا احاول انا اهدأ من روعى
" من الافضل ان تتوجه لمكتبك الان زين " قالت ايزابيلا ببرود
فامسكت يدها وذهبت للخارج تحت انظار الجميع وحقا لا يهمنى الامر لن يحدث اسوأ مما حدث بالفعل

" ألم تسمعى الشائعات ؟ ألا يهمك الامر؟ " قلت بعصبية
" أى شائعات تقصد ؟! عن كونك شاذ ام اننى هجرتك" قالت ببرود
فابتسمت بسخرية " واللعنة ألا يمكنك التفريق بين الامور الشخصية والعمل ؛ لما لا تلقين اى لعنة للامر حتى " صحت بغضب وانا اضغط على قبضة يدى

" الشائعات ليست عنى على اى حال ثم انك الان من لا تفرق بين الامور الشخصية والعمل ..ألا تعتقد ؟" قالت ببرود ثم اقتربت منى وهمست
" عليك ان تعرف انك لم تنسانى بعد وانا سأخرج مشاعرك الدفينة تلك حتى وان انكرت الامر "
تحركت امامى وهى تدخل الى قسم المالية اللعين مجددا ، هى مجنونة حقا القسم بأكمله يثير جنونى

دخلت مجددا ومكثت فى مكتبى انهى بعض الاعمال وانا احاول ان اكون هادئا قدر الامكان وابعد غضبى جانبا ولكننى بدون وعى انظر الى كاتلين تلك بغيط، هى تعمل بهدوء وانا اثور بداخلى كبركان هائج

بينما لوى اللعين يرسل لى رسالة كل دقيقة وهو يسخر منى بسبب تلك الشائعات ويسخر لاننى صدقت كات امس وانا لا اثق بالناس بسهولة ، انا غبى حقا غبى ؛ اود ان انسى ما حدث بالامس ولكن لوى اللعين هنا ليذكرنى دائما وكأنه عدو لى
دخل احد افراد الامن بالشركة وهمس لـ لوى ببضع كلمات فى اذنه فتبعه بهدوء للخارج
كنت اراقب عقارب الساعة كل دقيقة اريد ان ينتهر دوام العمل والان ، دقت الساعة الثامنة و انتهى وقت العمل اخيرا

نهضت من مكتبى سريعا ثم توجهت نحو مكتب كاتلين الذى كان يقع بجانبى ، امسكت تلك الفتاة اللعينة من يدها وخرجت حتى ممر فارغ فى الشركة فلا اريد شائعات اخرى فيكفينى الشائعات التى تلاحقنى الان
" واللعنة ايتها المخادعة انتِ من نشر تلك الشائعات اللغبية عنى ، أليس كذلك ؟ " صحت وانا امسك يدها بقوة ثانية اخرى وقد اقتلها الان

ابعدت يدها عنى بقوة " واللعنة أخبرتك اننى لم افعل لما لا تصدق ، ابحث عن الذى فعل ذلك ولا تصب غضبك علىّ " قالت وهى تنظر نحوى
" اجل لا اصدقك وأتعرفين لماذا ؟ لانك كنتِ تتنصتين علينا ، أظننتِ اننى سأرفع لكى القبعة وانحنى واخبرك انك قمتِ بعمل جيد " صحت بغضب وانا اقترب نحوها

" اذن هذه مشكلتك انك لا تصدق وليست مشكلتى ليس ذنبى انها هجرتك واللعنة فلتذهب وتفرغ غضبك اللعين عليها بدلا من وقوفك امامى وصياحك بوجهى هكذا " صاحت بغضب وهى تدفعنى لتبعدنى عنها
امسكت بفكها بين يدى ونظرت الى عيناها الخضراء مجددا بغضب " لا تتحاذقى معى يا فتاة ..
أفهمتِ ؟! انا لست سهلا كما تظنين " قلت بحدة ولكنها لم تهتز كانت تحدق بى بقوة ، لما هى ليست خائفة ؟ أهى حقا صادقة ؟!

شعرت فجأة بألم قوى انتشر سريعا بقدمى اليسرى ثوان لاستوعب انها من قامت بضربى بقوة عليها
" اخبرتك اننى لست الفاعلة واللعنة ان كنت لا تصدق فلا يمكننى فعل شئ حيال الامر ، فقط ابتعد عن طريقى لا يهمنى ما تظنه بى على اى حال " قالت بغصب ثم دفعتنى وهى تغادر من امامى بينما انا امسك بقدمى بقوة متألما من اثر ضربتها

***

" اننى حقاً شاكرةًُ لك لانك اخذتنى للمنزل بالامس " قالت زوى برقة وهى تنظر لـ لوى
" لا بأس ..لقد كنتِ لطيفة حقاً وانتِ ثملة "قال لوى و هو يبتسم لها بهدوء كان ظاهرا عليه للغاية كم كان معجبا بها
فى الحقيقة لوى ليس لعوبا ابدا بل هو شخص مخلص للغاية فى حبه ولكنه لم يجد فتاته المناسبة حتى الان ، لذا يطلق عليه الجميع انه لعوب

" اتمنی ان كات لم تعاملك بفظاظة بالامس فهی تخاف علیّ كثيراً " قالت ازوى بلطف
حك لوى مؤخرة رأسه وهو يبتسم متذكرا ما فعلته كاتلين معه بالامس
" فى الحقيقة لقد عاملته بفظاظة ولكن يبدو انه لديه مشكلة ما بالفهم " قالت كات بحدة والتى  كانت خلفهم ، لقد كانت غاضبة جدا منذ حديثها مع زين ولم تجد من تفرغ عليه غضبها الان سوى لوى

" واللعنة " همس بها لوى فى نفسه
" اظن ان الوقت تأخر وعلينا الذهاب للمنزل زوى " قالت كات وامسكت بيدها حتى يغادران سويا ، لوحت زور لـ لوى فابتسم رغم غيظه من كات التى تحاول بشتى الطرق ابعادها عنه

**
عادت كات و زوى لمنزلهما وفور ان دخلا الى المنزل صرخت كات بوجه زوى هى لن تثق بلوى مهما فعل ولا تريد لزوى ان تفعل هى الاخرى

" ألن تتوقفى عن البقاء بجانبه تقول الشائعات انه لعوب كما ان جميع من بالشركة يقولون انه وصديقه الاخر زين شواذا " قلت بغضب وانا انظر الى زوى

" ولكنه يبدو شابا لطيفا كاتلين ، لقد جلبنى بالامس وكنت ثملة ان كان شابا سيئا كان حتما سيؤذنى " قالت زوى تبرر بمنطقية
" هذا ما اعنيه ان كان شابا عاديا وكانت معه فتاة جميلة مثلك فاقدة للوعى كان سيؤذيها حتما ولكنه جلبك للمنزل بكل بساطة هذا يعنى اما انه شاذ كما يقولون او شاذ كما يقولون " قالت كات ببساطة

" ومن المحتمل انه شاب جيد لذلك لم يفكر فى اذيتى " قالت زوى مبررة لـ لوى مجددا
" واللعنة زوى لما لا تفهمين انا خائفة ان تتألمى بسببه هذا الفتى غريب الاطوار كما انه لا يمكن الوثوق به " صاحت كات

" انا لن اعيش عازباء طوال حياتى وانا لن اعرف ان كان فتى جيد ام لا اذا لم اواعده ، اعرف اننى وثقت بالكثيرين وخانوا ثقتى واتيت لك باكية ولكننى حقا اشعر ان لوى مختلف ، عليك ايضا ان تتعلمى الثقة كات لن نعيش وحيدتان طوال عمرنا على اى حال " قالت زوى بهدوء تحاول اقناع كات

" اذا كنتِ تريدين ذلك فافعلِ اما انا فلا اريد التألم حتى وان اقتضى الامر ان اعيش وحيدة طوال حياتى " قالت كات وهى تعد  القهوة

**
زين ..

" يا الهى سأفقد عقلى بسببها " قال لوى وهو يضع رأسه على الطاولة بغضب
" ولماذا تفعل ؟ هل انت من يتحدث عنه الجميع بأن المديرة هجرته لانه شاذ " قلت بسخرية بينما اتوعد لتلك الفتاة داخلى ، اقسم اننى سأجعلها تندم على فعلته ، لست انا من تلعبين معه كات

" احزر ماذا ؟! يقولون ايضا اننى شاذ واننا نتواعد " قال لوى وهو يضرب رأسه بالطاولة مجددا ،بينما قهقهت بشدة على ما يقول يا الهى تلك الشركة اللعينة

" واللعنة هل انت احمق لما تضحك ؟ أنت لا تعرف ما الورطة التى انا فيها الان ، لا يمكننى الاعتراف لزوى وصديقتها آلة العمل تقف بيننا وهذه الشائعات لا تساعد ابدا " قال لوى بغضب وهو يضرب رأسه مجددا بالطاولة
" كاتلين - كاتلين  - كاتلين ، لما شبحها يطاردنى فى كل مكان؟ " قلت بغضب

" صحيح لقد ارسل لى رئيس الامن هذا الفيديو انظر" قال لوى وهو يرينى هاتفه ، كان الفيديو وانا احاصر كات فى المصعد ثم امسكت يدها خارجا واختفينا معا فى الظلام عندما كانت الكهرباء تحت التصليح

" كنت ابحث معها عن هاتفها اللعين ولكنها كانت تخدعنى فى النهاية ، لا اصدق ان خدعتها مرت على بتلك البساطة " قلت بغضب وانا اضرب الطاولة بيدى بعصبية
" جائتنى فكرة مذهلة ، يا لى من عبقرى " صاح لوى فجأة وهو يرفع رأسه من على الطاولة

" توقف عن التفاخر قليلا واخبرنى فكرتك العظيمة" قلت بانزعاج وانا اسخر منه
" لندعى انك تواعد تلك الكات .. وهذا الفيديو يثبت ذلك يبدو كشجار احباء ، وبهذا تنفى شائعات كونك شاذا وانا يمكننى ان اواعد زوى بسلام عندما تكون آلة العمل تلك بعيدة وايضا سيمكنك من الانتقام من ايزابيلا " قال لوى وعيناه تلمع

" تبدو فكرة غبية بالطبع هى ستنفى كونى اواعدها " قلت عاقدا حاجبى
" ارجوك زين عليك ان تساعدنى ، وايضا انها فكرة جيدة لتنتقم منها ايضا لانها نشرت عنك تلك الشائعات الغبية " قال لوى وهو يثير تلك الرغبة بالانتقام داخلى
لتلمع الفكرة داخل رأسى بقوة ، انتقم من كاتلين و فى نفس الوقت احطم احلام ايزابيلا عن عودتنا، رأس لوى الفارغ ينفع فى بعض الاحيان

" لوى انت رائع  ، فكرة عظيمة سأنفذها " قلت باندفاع فابتسم لوى بقوة
" والان لنبدأ الخطة ، لننشر الفيديو على موقع الشركة " قال لوى ونشر الفيديو وبدأ بكتابة تعليقات وبقية الموظفين يردون عليه

_ آلة العمل تواعد زين _
_ ألم يقولوا انه شاذ ؟ _
_ اوه حقا كنت اعلم انه ليس شاذا !! _
_ لابد انه فيديو معدل لا يمكن انهما يتواعدان _
_ واللعنة ماذا ؟!رجل وامرأة يدخلان طابق مظلم لا يمكن انهما يتعبدان _
_ اوه يا لها من محظوظة _
_ اذن تلك الشائعة عن كون ان المديرة ايزابيلا رفضته لانه شاذ كانت كذبة _
_ انا احقد عليها حقا لانها تواعد وسيم الشركة زين _

" يا الهى لقد بدأت الخطة تنفذ بنجاح " قلت بعد ان قرأت التعليقات وانا ابتسم بشدة لا احد يعبث مع زين ايتها اللعينة ايما
يتبع ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي