الفصل39 قصه جديده

في احدى ملاجئ الايتام تعيش بنتين اميره وندى اميره  دخلت الملجأ بعد موت اهلها في حادثه عربيه  ونجادتها من الحادثه كان عمرها وقتها خمس سنين..  اميره بنت ملامحها رقيقه وجمالها هادي بتحبي الضحك والهزار واللعب

ندى في نفس عمر اميره...  دخلت الملجأ  قبل اميره بسنتين...  كانت تايهه شوارع القاهره كان عمرها ثلاث سنين ولما ما يقدروش يوصلوا لاهلها حولوها للملجا ...  ندي بنت جميله جدا عنيها واسعه وشعرها بني طويل

اميره اول ما وصلت  الملجا ربنا رزقها بمدرسه جديده كانت متعيينه جديد اسمها حكمت....  قلبها طيب و بتحب الاطفال جدا وحبها الاميره وندى كان حب خاص
كانت بتحب اميره لانها اول طفله تيجي الملجا بعد ما اشتغلت...  وكانت عماله تعيط ومسكتش غير في حضني حكمت...  وندي حكمت اتعلقت بيها...  بعد ما تعرضت لحادثه حريق في الملجا.. اتسببت فيه مديره الملجأ.. والحديده يتسبب في حرق  وتشويه جسم ندى من رقبتها لكتفها...  والمدينه رفضت وقتها انها تعالجها خوف من ان عمرها ينكشف ويتعرف انها كانت السبب في حرقها...  بس حكمه مسكتش وقدمت فيها شكوى وتحقق معاها واترفدت  ومسكت حكمت اداره الملجا بعدها..  حكمه حولي كتير  انها تعالج ندى بس  التاخر في علاج الحريق.. ساب اثر  ظاهر على جسمها وكانت محتاجه مبلغ كبير لعمل عمليه تجميل...  وحكمك مقدرتش تجمعهم...  وفضل آثار الحريق موجود ما كان شكل ندى مخيف بالنسبه للاطفال اللي في سنها فكانوا بيبعدوا عنها...  ودا  خلي ندى منطويه و دايما قاعده لوحدها...  بس اميره مكنتش بتخاف من شكل الحريق اللي بجسم ندى و قربت منها و بقيت تقعد  وتلعب معاها وبقيت هي  صديقه ندى الوحيده...  هما الاثنين قربوا من بعض  و مبقوش يفترقوا...  رغم ان شخصيتهم  وطبعهم كانوا عكس بعض... كاميره اجتماعيه او بتحبي الضحك والهزار واللعب..  لكن  ندى كانت  طفله هاديه ومنطويه ودائما بتبعد عن الناس بسبب نظريتهم ليها...  وده خلي ملهاش اصدقاء غير اميره وحكمت اللي قدرت تعوضها عن حنان الام

حكمت حاولت تعوضهم عن اليتم وكانت ليهم الام والاب شافت تميزه وتفوقه في الدراسه... فاجره تساعدهم  و لقيت اسره تكفل تعلمهم...  وكانت دائما بتساعدهم في دراساتهم...  حكمه حاول الكثير تخلي ندى تنسى تشويه جسمها وتخرج من عزلتها بس ندى كانت بترفض هتفضل بعيد عن الناس ولما كبرت بقيت دائما بتخبي جسمها بلبس الهدوم اللي برقبه عليه وطرحه على راسها في الصيف والشتاء وهي صاحيه او وهي نايمه...  ورغم كده كانت دايما حاسه ان الناس شايفين  تشويه جسمها من ورا هدومها  وهي خايفه منها فكانت بتبعد اكتر..  وبقى مفيش بحياتها غير اميره وحكمت والرسم اللي بتحبه..  كانت دائما بترسم  صور تجمعها هي واميره وحكمت وكانت دائما ترسم نفسها مشوها ..  وده كان  بيزعل اميره وحكمت لما بيشوفوا الرسومات...  في اميره صممت من جواها انها لازم تتفوق وتدريس و تدخل طب علشان تعالج ندى

اميره بتقعد على السرير: انا مش مصدقه ان احنا خلصنا الثانويه وهندخل الجامعه( ترفع ايديها وتبص للسما)  يا رب اجيب مجموع كبير  علشان ادخل كليه الطب

ندى وهي بتطبق الهدوم وتحطها في الدولاب: طب مره واحده يا بنتي احلام يا احلام على قدك

تبصلها اميره بغيظ : هو انت دايما كده  تحبطيني بعدين انا متفوقه هجيب مجموع كبير ليه يعني مدخلش طب
ندى تقعد جنبها  وتبصلها بابتسامه : انا مش  بحبطك  انا مش عاوزاكي تحلمي حلم كبير و تزعلي لو متحققش احلام حلم على قدنا

اميره بحزن: وهو اني ادخل طب حلم كبير و ليه يعني ميتحققش

تتنهد ندى: افهمي يا اميره احنا عندنا دلوقتي 17 سنه

اميره باستغراب: وايه يعني عندها 17 سنه مش فاهمه
ندى بضيق : يا بنتي ركزي احنا كده لازم نسيب الملجأ  و الكفاله هتنقطع عننا...  احنا خلاص وصلنا للسن القانوني اللي لازم نخرج فيه من هنا

اميره بخوف: يا نهار هنسيب  الملجا هنروح فين احنا مالناش  مكان تاني

ندى تتنهد بحزن: ما هو ده اللي انا بفكر فيه هنروح فين وازاي هنقدر نعيش ونصرف   و انت تكملي دراستك
اميره بدموع مكتومه: دراسه ايه بقى مشاكل وحلم زي ما انت بتقولي...  اكتفى بالثانويه العامه و نشتغل بيها

تحس ندى بحزنها فاتمسك ايديها وتبتسم: لا يا اميره انت هتكملي دراستك و ربنا يقدرني واقدر الاقي شغل وخليكي تحققي حلمك و تدخلي كليه الطب

اميره بدموع: ازاي بس يا ندى انت بتقولي هنخرج من هنا و هنبقى لوحدينا وهنبقي عاوزين نسكن ونعيش هنجيب لكل ده منين...  احنا اللي اتنين لازم نشتغل ونعتمد على نفسنا( وتكمل بحزن)  احنا مالناش اهل يقفوا جنبنا و لو قدرنا نكمل دراسه يبقى  اهو ندخل معهد سنتين.. و يبقى معانا شهاده احسن من الثانويه العامه  نلاقي بيها شغل احسن..  واضح ان احنا مش مكتوب لينا نحقق احلامنا والواقعه بيفرض علينا  الحياه اللي نعيشها

ندى تحضنها: لا يا اميره انت ها تحققي حلمك  و هتدخلى كليه طب زي ما انت عاوزه( وتبصلها وتمسح دموعها)  معاكي ومش هسيبك لحد ما تبقي دكتوره قد الدنيا

اميره بابتسامه  وهي بتمسح دموعها: ازاي بس يا ندى وانت في ايدك ايه تعمليها

ندى بابتسامه: في ايدي نشتغل ليل ونهار واقف جنبك و اساعدك  لحد ما تتخرج من الكليه

اميره بابتسامه: مين فينا بقى اللي بتحلم دلوقتي شغل ايه ده اللي هيصرف على دراستك ودراستي وكمان دراسه الطب...  اهو انت دلوقتي اللي بتحلمي

ندى ابتسامه: انا هشتغل و في شغلي نادر نتصرف في فلوس دراستك لكن انا مش هكمل انا الحمد لله اخذت الثانويه العامه وده كفايه يساعدني اشتغل في مكان كويس
اميره جديد: هو ايه ده اللي كفايه الثانويه العامه لو حد فينا هيكمل دراسته هيبقى انت انت لازم تدخلي كليه فنون تطبيقيه زي ما بتحلمي
تتنهد ندى: مش مهم انا.. المهم انت تكملي دراستك
اميره بضيق : مفيش حاجه اسمها مش مهم بصي انا وانت نكمل معهد سنتين..  وهو يبقى دراسه سهله جنب الشغل و يبقى  معانا شهاده تساعدني نشتغل في مكان افضل

البنات كانوا بيتكلموا ماخدوش بالهم من حكمت اللي واقفه تسمعهم

تقرب منهم حكمت بابتسامه: انتم الاثنين هتكمل و دراستكم و تدخل الجامعه اللي عاوزينها( البنات بصوا وراهم  شافوا حكمت فواقفه..  وهي قربت وقعدت جنبهم)  انت عايزه تقولي ضد زي ما بتحلمي يا اميره وانتهت تريدي فنون تطبيقيه انت فنانه وتصميماتك جميله جدا

ندى بحزن : منين بس يا ابله مع حضرتك عارفه احنا ملناش حد ولازم هنسيب الملجا و نعتمد على نفسي  هنجيب منين ساكن و اكل وشرب و دراسه لينا احنا اللي اتنين انا بقول كفايه يا اميره  تكمل دراستها  هي متفوقه و هو يبقى واحده فينا حققت حلمها
اميره: ده على اساس ان انت فاشل  ما انت كمان متفوقه و لو واحد فينا لازم تحقق حلمها فهو انت

حكمت تبص لهم بابتسامه: انتم الاثنين  ها تحققوا حلمكم و تدريس  في الكليات اللي انتو عاوزينها

الاتنين سوا: ازاي..  و هو مش احنا المفروض نسيب  الملجأ و الكفاله هتتقطع عننا

حكمت بابتسامه: انتم كان المفروض تسيبوا لما اجي من شهرين فاتوا  لكن انا  اجلتها لحد ما تخلص امتحانات...   بس لازم النهارده تخرج
اميره بخوف: النهارده على طول كده يعني خلاص هنمشي طب استنوا علينا لحد ما نلاقي مكان تاني ونشوف هنسكن ونعيش ازاي

حكمت تحط ايديها على كتفها وتبتسم: ما تقلقيش يا اميره انا مش هسيبكم ..  انتم هتعيشي معايا في بيتي اما تعيش ازاي  فلي ربنا هيرزقنى بيه هنعيش منه انا عندي مرتبي علي شويه فلوس محوشهم  هيساعدونى نعيش وانتم تكمله دراستي

اميره وندى يبصوا لبعض باستغراب ويرجعوا يبصوا  لحكمت
ندى: وحضرتك ذنبك ايه يا ابله احنا مش عاوزين يسبب لك مشاكل مع اهلك هما اكيد مش هيقبلوا بنات غريبه تعيش معهم وكمان يتحملوا  مصاريفهم

حكمت بابتسامه: انا عايشه مع جدتي هي ست كبيره و طيبه هتحبكم وتعتبر كما احفادها  وانا قلت ليها  وهي مستنياكم في البيت...  اما باقي المصاريف  انا مش عايزه واحده فيكم تتكلم في الموضوع ده تاني انتم  بناتي ومسؤول منى( وتضمهم  ليها بحنان)  انا جيت المانجا هنا وانتم صغيرين حسيت كم بناتي  اللي ما خلفتهمش  و تعلقت بيكي اكتر من اي حد في الملجأ  انتم بناتي وانا  مقدرش ابعد عنكم

اميره بابتسامه : حضرتك يا ابله  امنا واحن حد علينا ربنا عوضني بيك عن حنان اهالينا اللي تحرمنا منه

تضمها ندى: احنا مش عارفين لو ربنا ما بعتكيش لينا يا ابله  مصيرنا هيكون ايه...  انت احن من أهالي اللي ما عرفش هم فين

حكمت بدموع مع مكتوبه: وبعدين معاكم بقى انتم  هتخلوني اعيط ليه(  وتبصلهم و ترسم الجديه على وشهه)  اتفضلوا قاموا جاهز هدومكم  وحاجاتكم على من اروح اخلص اوراق خروجكم من هنا علشان نروح سوا على بيتكم الجديد
اميره وندى لفرحه: حاضر يا ابله


وتخرج حكمت واتسيب  ندى و اميره يجهزوا نفسهم وبعد ساعه كانوا خارجين مع حكمت من باب الملجأ  اخذ عربيه وصلتهم لبيت قديم في حاره من الحارات الشعبيه..  وتطلعوا وماحكمت لشقتها في الدور الثالث
حكمه تفتح باب الشقه: تعالوا يا بنات ادخلوا( وتقفل الباب وتنادي)  يا تيتا يا تيتا احنا جينا

تخرج ست كبيره من المطبخ  وشها كله طيبه وحنان بسيط للبنات بعنين  متفحصه..  و ندى و اميره واقفين يبص عليها و خايفين...  وحكمت بتبصلها وعلى وشهها ابتسامه
فاطمه بابتسامه: انت هتفضل واقفين كده تعالي يا بت انت وهي بوسه ايد جدتكم و عرفوني بنفسكم
اميره و ندى يقربوا منها بكسوف وهي تبص لهم بابتسامه
اميره تبتسم وتقربوا تبوس ايديها:  انا اميره
فاطمه بابتسامه: انت اللي عاوزه تدخلي طب و تبقي دكتوره
اميره بابتسامه: ايوه انا يا تيتا
فاطمه تحط يدها على وشهها بحنان: ربنا يكرمك يا حبيبتي وتحققي اللي نفسك فيه
وتبص في النادي اللي واقفه مكسوفه وبصه للارض و عمال تلف في طرحتها وتشد في رقبت التشيرت اللي لابساه وحكمه بصتلها بحزن منها وضميتها لحضنها  بحنان ندى اتفاجئت بس حسيت بالامان في حضنها وعنيها  اتمليت دموع

فاطمه بابتسامه :و انت اكيد ندى نورتي بيتك يا حبيبتي

ندى ترفع ايديها وتبوسها بابتسامه: منوره بحضرتك يا تيتا

حكم التقرب وتحط ايديها على كتف البنات: يلا يا بنات ادخل الاوضه اللي هناك دي  حطوا  حاجتكم و غيروا هدومك وتعالوا عشان نجهز الغدا ‏سوا

البنات بابتسامه: حاضر يا ابله

دخلوا البنات اوضتهم وحكمه و فاطمه بيبصوا عليهم

فاطمه بحزن : شكلهم طيبين اوي و غلابه( وتبص لحكمت بحنان) ربنا يجعله في ميزان حسناتك يا حكمت ويجازيكى كل خير عن طيبه قلبك

حكم تقرب منها وتبوس راسها: مفيش اطيب من قلبك انت يا بطوط
فاطمه تبتسم وتحط ايديها على وشهها: يلا يا حبيبتي ادخلي انتي كمان غيري هدومك وتعالى ساعديني
حكمت بابتسامه: حاضر يا احلى تيته

دخلت فاطمه المطبخ وراحت حكمت على اوضتها

و فاطمه واقفه في المطبخ  سمعت صوت الجيران  من الشباك وهما بيتكلموا على السلم

ام فاروق : هما مين البنات اللي كانوا ما حكمت وطلعوا معاها دول

ام نبيل: سالتها وهي طالعه قالت بنات جايباهم من الملجا معاها

ام ساميه: ملجأ ودول جايباهم  معاهم هنا ليه وايه الشنط اللي كانوا ماسكينها في ايديهم ( و تخبط على صدرها)  يا لهوي المصيبه لتكون جايباهم يعيشوا معاها هنا وسطينا
ام فاروق بغضب: يعيشوا وسطينا دا انا افضحهم بقى جايبه بنات حرام يعيش وسط بناتنا وعيالنا

ام نبيل: اه يا اختي جايباهم يعيشوا معاها وداخله بيهم ولا هاممها حد بس والله ما انا ساكته هي حصلت تجيب عيال الشوارع يسكنون  وسطينا
ام ساميه: ده لا يمكن يحصل ابدا معلم صابر ييجي شوفلي حل بنات لا نعرف قرعه اهلهم منين يعيش في وسطينا واحنا ناقصين بلاوي

وهما واقفين بيتكلموا دخل الشيخ صالح البيت و كان طالع لشقته

ام فاروق: اهو الشيخ صالح جه وهو  مايردوش الحال  الميل...  و ما يرضاش بالغلط احنا نقوله هو يتصرف معاهم

الشيخ صالح باستغراب: خير ان شاء الله في ايه يا ام فاروق
ام  ساميه: يرضيك يا شيخ صلاح اللي بتعمله حكمت

الشيخ صالح باستغراب: خير مالها الاستاذ حكمت عملت ايه

ام نبيل: جايبه معاها بنتين من  الملجأ  ال ايه علشان يعيشوا معاها  هي وست فاطمه و طلعت بيهم علي شقتها بقى يرضيك يا شيخنا تدخل بيتها بانيت منعرفش هما ولاد حلال ولا جم من حرام ولا نعرف اصل اهلهم منين يسكنوا معانا وسط بنات

صالح بضيق يبص في الارض: استغفر الله العظيم
(و يرفع راسه ويبص لهم بغضب)  اتقوا الله حرام عليكم هتقابل ربنا ازاي و انتم بتتكلموا في حق اليتيم

دا الرسول صلى اللّه عليه وسلم قال:(إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي! من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب، فتقول الملائكة: ربنا أنت أعلم. فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي اشهدوا أن من أسكته وأرضاه أنا أرضيه يوم القيامة)

ام نبيل بضيق : الرسول كان يقصد الى اهلهم ماتوا  لكن دول اهلهم  رموهم و تربى في الملجا

وانت عرفت منين أن اهلهم  رموهم...  تعرفوا ايه عن هم علشان تظلموهم متكلمه في حقهم مش يمكن اهلهم ماتوا  و ملهمش حد ويمكن تايهه من اهلهم و معرفوش يوصلوا ليهم وحتى لو اهلهم  غلطوا في حقهم و وسام و هم.... هم ذنبهم ايه(ويبصلهم اوي بضيق)  وبعدين مين اللي قال ان اليتيم هو  اللي اهله ماتو بس....  اليتيم هو اللي اتحرم من  العطف والحب والحنان وهو طفل قبل ما يبلغ التقليه و بطلوا تتكلموا بالباطل عنهم و تظلموهم...   سيبيهم يعيشوا  وسطينا يمكن ربنا يكرمكم و يوسع رزقكم عشانهم اتعلموا من الاستاذه حكمت وعطفه عليهم عامل وهم بالحسنه العطف على اليتيم علاج لقسوه القلبك.... ( ويبصلهم أوى)  ربنا يسامحك و يسامحنا ويجعل وجودهم وسطينا شفيع لينا و يجعلنا جيران الرسول في الجنه
ومشى وسابهم واقفين يبصوا لبعض  بكسوف....


فاطمه كانت واقفه بتسمع...   اول ما سمعت الشيخ صالح  اتنهدت وابتسمت...  و بتلف  لقت اتحكمت واقفه وعنيها كلها دموع
حكمت بحزن: الناس مش هتتغير يا تيتا هايفضل ويبص لغيرهم على انهم اقل منهم  ذنبهم البنات...  كانوا هيحسوا بايه لو واقفين هنا  وسمعوا كلامهم

فاطمه بابتسامه :  لو فضلنا نبص ونسمع للناس مش هنعرف نعيش يا بنتي..  لازم تعلميهم   ما يهتموش لي كلام الناس..  علميهم مايخافوش ولا  يكتسفوا من ظروفهم....  و طول ما هما  بيتقو ربنا ما بيخافوش غير من اللي خلقهم...خليهم  يثقوا في نفسهم و يتعلموا يتفوقوا يبقى احسن من اي حد..  بكره لما يكبر و ينجحوا الناس هتجري وراهم و مش هيفتكروا مين همه و فين اهاليهم...  من النهارده البنات دول مسؤوليتنا  البنات دول بقوا اخواتك الصغيرين واحفادي
حكمت تضحك: اخواتي ايه بس يا تيته ده انا لو اتجوزت كنت خلفت قدهم دول بناتي
فاطمه بتريقه: ليه كنتي هتتجوزي وانت في اللفه يا اختي( وتبصلها بضيق)  بطلي تكبري نفسك انت لسه صغيره عز شبابك...  و يلا روحي شوفي البنات و بطلي رغي و هاتيهم عشان نحط الاكل انا خلصت خلاص

حكمت تقرب منها  وتبوسها: تسلم ايدك يا ست الكل اروح اجيب البنات و نيجي نحضر السفره
خرجت حكمت وتروح   للاوضه اللي فيها البنات...  وتخبط وتدخل تلاقيهم قاعدين على السرير واول ما شافوها  واقفه
  حكمت بابتسامه: ايه يا بنات قاعدين كده ليه

اميره بكسوف: ما احنا مش عارفين نعمل ايه

حكمت بابتسامه: تخرجوا تعملوا اي حاجه شغالوا التلفزيون ادخل المطبخ اعملي اي حاجه ده بيتكم دلوقتي تتحركوا فيه براحتكم

ندى بكسوف: مش عاوزين نضايقكم يا ابله
تقرب منها حكمت بزعل: ايه الكلام ده يا ندى احنا اتفقنا  ان من النهارده البيت دا بيتكم وانا امكم

فاطمه من باب  على باب الاوضه: قلت اختهم الكبيره يلا يا بنت انت وهي بلاش دلع وتعالوا خرجوا الاكل

حكمه البنات يضحكوا يخرجوا و يروحوا فاطمه ويخرجوا معاها الاكل وقعدوا كلهم على ترابيزه صغيره

وهما بياكلوا فاطمه تبص لندا باستغراب: الطرحه و بلوزه برقبه كده  ده الجو حر قوي يا حبيبتي فك عن نفسك و خليكي براحتك مفيش معانا رجاله في البيت

ندى توقف الاكل وعينيها  تتملي دموع  وتبص لاميره وحكمت بخوف..

حكمت بحزن:  يا تيته( تبص لها فاطمه قبل ما تكمل كلامها)
فاطمه: اسكتي انت انا بتكلم مع ندي( وتقوم تقف وتقرب من ندى  اللي بصت  ليها بخوف و رافعه ايديها بسرعه لطرحتها و بلوزتها و فضلت تشد فيهم بحركه لا اراديه ..  وعنيها متعلقه بفاطمه اللي بتقرب منها..  فاطمه راح اللي عندها بابتسامه و مسكت ايديها وطبطبت عليها و نزلتها من على الطرحه..  ورفع  ايديها  علشان تشيل الطرحه فندي رافعه ايديها تاني بسرعه ومسكت بطرحتها بقوه وعنيها  المليانه دموع متعلق  بعين فاطمه... فاطمه ابتسمت لها بحنان  و طمنتها بعنيها فا ندي غمضت عينيها بحزن..  وسابت الطرحه وبصت للأرض...  ودموعها نازله  فاطمه شالت الطرحه وشافت الحرق غمضت عينيها بحزن ولما   شافت دموع ندي نازله...  نزلت لي مكان الحرق و راحت  بيساها...  شعرها الطويل وفرديته على ظهرها
فاطمه بحنان : بسم الله  ما شاء الله زي القمر يا ندى( وترفع وشها بيديها)  انت جميله قوي...  وهنا انت في بيتك مع اخواتك وجدتك مفيش حاجه تداريها ولا تتكسفي منها وسطينا... مش عاوزه  اشوفك  لابسه طرحتك ثاني في البيت... عاوزكي تلبسي برحتك وافردي شعرك الطويل دا وانسي جرحك دا انتي ماشاء الله زي القمر
ندي بصتلها ببتسامة ومسحت دموعها
فاطمة ترجع تقعد مكانها : بس انا عاوزكم تتخانوا شوية اطباقكم دا تخلص كله وانتي يا بت يا اميرة كلي كويس
اميرة بفرحه وبابتسامه وهي بتبص لندي : هاكل الاكل كله يا تيتا
فاطمة :اه كوليه كله عاوزكم بطات كده ومدملجين زي ستكم فاطمة ( وتبص لحكمت ) مطلعش للبت الخايبه حكمت اللي مش باين في جسمها صدر من ورك

حكمت تشهق وهي بتبص لجسمها والبنات يضحكوا بصوت عالي ويقعدوا يأكلوا ويتكلموه ويهزرو
وبليل البنات في اوضتهم

أميرة تنام علي السرير بفرحة: اول مره احس اني مرتاحة وليا بيت واهل
ندي تنام جمبها بابتسامه: انا كمان مرتاحة.... اول مرة اعرف يعني ايه يكون لينا بيت وعندنا اهل.... واول مره اقعد وانا مش مستخبيه في الطرحه علشان ماحدش يشوفني واخاف  يقرفوا مني

أميرة تبصلها بحزن: انتي يا ندي  اللي كنتي ظلمه نفسك انتي  زي القمر و الجرح اه موجود بس مش مغير في شكلك
ندي ببتسامة حزينة:قمر مشوهة ( وتبصلها ببتسامة)بس سيبك انتي من الكلام ده ...خلينا نفكر في المهم احنا مش عاوزين نتقل علي ابلة حكمت عاوزين ندور علي شغل نشتغلوا جمب الدراسة
أميرة بحيرة: هنشتغل ايه
ندي : مش عارفه اهو ندور يا أميرة
وهم بيتكلموا تدخل حكمت: انتم نمتوا يا بنات
ندي  تقعد:لا يا ابلة لسه صاحين اتفضلي
حكمت تدخل وتنام في النص بينهم : هااا قولولي بتكلموا في ايه
أميرة بابتسامة: كنا بنفكر ندور علي شغل
حكمت تبصلهم: شغل ايه احنا مش اتكلمنا واتفقنا... انتم تخلوا بالكم من دراستكم وبس وماتفكروش في حاجه غيره
ندي تبصلها: احنا يا ابلة حكمت  مش عاوزين نتقل علي حضرتك اكتر من كده كفايه أن حضرتك فتحي لينا بيتك
حكمت تبصلها وتقرصها من ودانها :انا مش عاوزه اسمع الكلام ده مره تانيه انتي فاهمه (وتضمهم ليها وينامو علي صدرها بحب)انتم بناتي والبيت دا بيتكم

أميرة تضحك: اخواتك يا ابلة متخليش تيتا تزعل
حكمت تضحك:ايوه صح اخواتي كله الا زعل تيتا
ندي ترفع راسها وتبصلها : هو انا ممكن أسألك سؤال يا أبله
حكمت بابتسامة: اسألي

ندي: هو حضرتك ليه متجوزتيش
أميرة تبصلها: صحيح يا ابلة انا من زمان وانا نفسي أسألك السؤال دا... حضرتك ماشاء الله جميله وطيبه اوي والف من يتمناكي واكيد في كتير اتقدمولك

حكمت تتنهد وترجع رأسها لورا: انا فعلا أتقدم ليا ناس كتير بس ماكنتش اقدر اتجوز اي حد منهم.  وانا قلبي مع واحد تاني
ندي تتبتسم وتبصلها: حضرتك كنت بتحبي ياأبله

حكمت تبتسم ابتسامة حزينة:ولسه بحب... (وتبص ليهم) انا عيشت اجمل قصه حب ممكن تعيشها بنت

أميرة باهتمام : وليه متجوزتيش حبيبك يا ابلة
حكمت عينيها تتملي دموع: دي حكايه طويلة اوي
ندي :  احكي لنا يا ابلة
أميرة: ايوة ياأبله بالله عليكي احكي لينا من الاول... امتي اتعرفتوا.... وحبيتوا بعض  ازاي... وليه متجوزتش

حكمت تبتسم وتتنهد :هحكي لكم... الحكاية بدأت من وانا عندي ١٨ سنه كان يوم عيد ميلادي يومها كان أول مره اشوف كمال
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي