الفصل الثاني الجزء الثاني

كان الشهر يمر سريع و الحريم يسابقون الأيام حتي ينهون من متطلبات العرائس و البقيه يرتبون المنزل و يحضرون الطعام و في ذات يوم بينما كانوا يشترون الملابس لاحظت وداد اعجاب مني بأحدي الفساتين الباهظة الثمن و كانت ثناء تحدث ابنتها بأنه لن ينفعها غير في بيتها فلماذا تدفع كل ذلك المبلغ و أظهرت مني علي وجهها الاقتناع و لكن شعرت بأن سعادتها نقصت فهي حتي لو قامت بارتدائه في المنزل حتي تزين عين زوجها كل ذلك تحت نظرات وداد التي قامت بعمل اتصال سريع بأحدهما و أكملت الشراء كأنها لم تري شيء .
بينما فريدة و ريم فكانوا يختارون ما يرتدونه و يريحهم في الجلوس بينما كانت النساء تختار الأشياء الأخري و قالت وداد: أسرعوا يا بنات خلونا ننجز النهاردة في الهدوم علشان خلاص فاضل ١٠ أيام علي العيد و لازم بقية الحاجه تكون جاهزة .
و بالفعل لقد جلبوا البنات ما يلزمهم من ملابس و رجعوا بعد أن انهكهم التعب .
بينما كان عمار يجلس مع جده فقال: جدي عايز انزل مصر أشتري شوية حاجات ليا .
نظر له و قال: اليومين دول يا ولدي خليكي بعد العيد أنزل جيب حاجتك .
فقال له: دول حبه هدوم يا جدي علشان الجواز و الفرح بعد العيد بشهر حكون مشغول بحاجه تانية .
فقال له: ماشي يا ولدي بس علشان رمضان و السكه .
فأجابه: كده كده حسافر مع مروان و سعد و حيستقبلنا واحد زميلنا ممكن نبات ليلتين و الليلة الثالثة حنكون هنا أن شاء الله.
فهو الجد رأسه و قال: ماشي يا ولدي حتسافر ميتي.
فأجابه: أن النهاردة بعد التراويح بحيث نوصل علي طلوع النهار .
هز الجد رأسه و قال: تمام عايز فلوس.
فابتسم و قال: لا يا جدي كل حاجه تمام معايا مستورة الحمد لله .
فأخرج الجد رزمه من الأموال و ناوله له: خد يا ولدي جيب إلي أنت عايزه كله ده انت حفيد درويش و كمان لو عجبك حاجه لخطبتك تبقي تجبها .
أخذ عمار الأموال منه و قبل يد جده و صعد كي يرتاح بعض الوقت كي يقدر علي السفر باليل.
و كما فعل درويش فعل عتمان و غريب مع احفادهم فلقد قرروا بأن يقفوا بجانب احفادهم حتي يشتد عودهم خصوصاً بعد الاحفاد عن آبائهم في كل شيء و كل ما يحتاجنه يذهبون إلي الأجداد فوراً دون تردد.
حتي المكان الذي سوف يتزوجون به فلقد قرروا كل فرد منهم علي هواه فمروان قرر أن يسكن في السرايا مع أهله حتي لا يفرق الشمل و لا يبعد عن أخته و سعد فعل هو الآخر مثله بينما عمار فلقد أصر بأن يأخذ قطعة أرض و يبني عليها بيت يخصه هو وحده دون أن يتدخل أحد في عيشته و يكون بجانب أمه و إخواته فكل فرد منه له عقل يحكمه و بالفعل بعد أذان المغرب جلس الجميع يتناولون الطعام فانهي عمار اكله بسرعة كي يلحق يحضر حاله للسفر .
فقالت خديجة : مالك يا ولدي متسربع ليه كانك حيفوتك القطر اقعد كل علي مهلك .
فأجابها عمار: معلش يا أماه علشان ألحق أحضر حالي و أسافر .
نظرت له باستغراب: تسافر فين يا ولدي .
فأجابه: نازل مصر أشتري شوية حاجات ليا و حاجي كمان يومين أم أن شاء الله.
صمتت خديجة فهكذا تعودت بأن تعلم كل شيء في وقتها حتي من ابنها فلقد هجر بعض العادات و لكن تلك العادة لم يهجرها.
بينما قالت ثناء: تروح و ترجع بالسلامه بس حتسافر لوحدك يا ولدي .
نظر له و قال: لا معايا مروان و سعد .
فأجابت مني : سعد خطيبي مسافر معاكم مقالش ليا و لا جاب سيرة رغم أني مكلماه من شوية .
فأجابها عمار : مني مش لازم الراجل يعطي خط سيره لخطبته لازم يكون له خصوصية في الخروج و الدخول .
نظرت له مني و قالت: اشمعنا لازم تعرفوا عنا كل حاجه روحنا فين جينا منين .
فأجابها: عادي علشان احنا رجال .
أحس الجميع أن في معركة سوف تقام فقالت فاطمه : اطلع يا ولدي علشان تلحق تحضر حاجتك .
بينما صمتت مني و تركت الطعام ثم غادرت تحت نظرات الجميع الذين خافوا من أي شيء يفسد فرحة البيت فوجه مني لا يبشر بالخير فما بال ما الذي سوف تفعله فريدة عند علمها بسفره و الاعجب أن في الغد سوف يأتون جميع العائلات لتناول الفطار معهم كما قرر درويش .
بينما كانت مني تشتعل من الغيظ فكيف لهم أن يعاملوهم بتلك المعامله أحقاً تلك العادات تعطي للرجل حق دون المرأة فهل تبقي ضعيفه مكسورة و ترضي بالأمر الواقع أم تثور كي تكتسب حقها فيكفي لتلك العادات التحكم بهم فهل خلق الرجل من طين غير طينهم فالزواج قائماً علي المودة و المحبه و التفاهم و ليس قائماً علي تحكم أحدي الأفراد في الاخر و تقييد حريته و لكن قررت أن تنتظر رد فعل فريدة عندما تعلم ماذا تفعل و هي علي علم بأن لم يمر الموقف مر الكرام من ريم و لا فريدة .
سافر عمار دون أن يخبر فريدة بسفره و كذلك سعد بينما خبر مروان ريم بسفره حتي لو تريد شيء تخبره أن يجلبها لها .
بينما في الصباح كانت جنه تتحدث مع فريدة و خبرتها بوصول عمار فقالت: عمار مين .
فاجابتها بأنها تعني خطيبها .
فاجابتها بعدم فهم: و هو عمار حيسافر ليه و كان امبارح قبل التراويح مكلمني يعني حيكون سافر امتي.
فاجابتها بأن ياسين كان معهم من الفجر هو و عمار و سعد لأنهم نزلوا لشراء بعض احتياجاتهم للزواج .
فاجابتها فريدة: بأنه لم يخبرها بأمر السفر نهائي .
فاجابتها جنه بأنه يمكن أن يكون سهي عليه و عندما يحدثها سوف يخبرها.
غيرت فريدة مجري الحديث ثم أنهت الحديث و هي عازمة علي كسر تلك العادات التي تجعل المرأة سهلة لينة للرجل .
عندما جاء الظهر ذهب الجميع لقصر درويش و لم تعطي فريدة رد فعل علي سفر عمار مما جعل الجميع يشعر بالاستغراب فرد فعلها هذا غير متوقعة و لكن كان الجد علي يقين بأنها لن تعدي الموضوع مر الكرام و ما زاد الموضوع تعقيداً عندما خبرتهم رسم بأن مروان خبرها بسفر من ظهيرة أمس فكانت مني الاشتعال واضح على وجهها أما فريدة فظهر شبح ابتسامه علي وجهها و قد لاحظ تلك الابتسامه الجد و فرح الذين علموا بأن فريدة قد تفعل شيء متهور .
و بينما جاء وقت العصر فقالت فريدة: جدي أنا حسافر مصر علشان اشتري ليا بعض البرفانات و الميكب.
فقال لها الجد: لوحدك يا بنتي ده الأصول .
فأجابته: لا يا جدي اكيد أنا معز حيوصلني و حكون مع صحبتي هناك حتستناني .
فاجابتها مني بغيظ: و أنا كمان جايه معاكي يا فريدة اشتري كمان .
وعندما كانت تريد ريم هي الأخري السفر معهم فقالت لها مني : لا خلي خطيبك يجبلك يا غاليه خلي الطالعة ده لينا و خليكي بعيد دلوقتي .
فأجابتهم وداد: هو ليه حاسة أنكم رايحين تحاربوا مش رايحين تشتروا بنت منك ليها ناويه علي ايه .
ابتسمت فريدة و قالت: كل خير يا خاله أه يا جدي رأيك.
فأجابها : الرأي رأس أبوكي و خطيبك .
فأجابته: أبوي اه خطيبي لا أصل أنا بعامل الند بالند هو مخدتش رأي في سفره يبقي ملهوش دعوة بينا اروح أخرج أرجع عادي .
فأجابها جدها: بنتي عاداتنا الست تمشي علي خطوة جوزها .
فنظرت له فريدة بتحدي: و اتعلمت أن أموركم شوره بينكم و جعل بينكم مودة و رحمة البيت لو مقامش علي التفاهم و تقريب وجهات النظر يبقي حيطلع بايظ هش اي ريح يهده عاداتكم مش غلط بس كل زمن و ليه عادات زمان كان الست تتسم بالهدوء بالضعف دلوقتي لا ده ساعات بتبقي اقوي من الراجل نفسه بتنزل تشتغل و ترجع تحضر الأكل و الشرب و تعمل الغسيل و تذاكر للعيال أما هو أكبر همه الشغل و يرجع ينام علشان تعباني من غير ما يفكر هل مراته تعبانه و له لا هل عايز راحة كل ده ميشغلهوش لما يبقي تعبان تفضل جنبه و لما تتعب يسبها و ينزل يكمل حياته فلازم تقوم علشان تكمل ده عادات عادات اه إلي تحتقر المرأة ده الاسلام نفسه كرمها كفاية بقي فكر أعمي و أحنا ماشيين وراه زي فاقد البصيرة .
هنا قام عادل بصفعها مما جعل الدم يسيل من فمها : و برضه عاداتنا المتخلفة بتقول لو البنت تعدت الكبير تبقي عايزة كسرها و تتعاد تربيتها علشان كده عديمة الربايه برضه يا بنتي .
ابتسمت فريدة و قالت بتحدي: طب علشان كمان القلم ده مفيش فرح بعد العيد لما يجي مزاجي و اعدل المايله غير كده لازم اطمن علي أخواتي أنهم وصلوا لبيتهم يبقي اتجوز و أنت عارفني كويس بدال قولت حعمل و مش حتراجع بعد اذنكم علشان أحضر شنطتي نازله مصر و بعد كده حسافر علشان أخلص ورق من بره و لما يجي فارس زمانه تبقوا تقولوا ليه علشان أنا مش حقوله و يا انا يا العادات ده .
و تركتهم و رحلت تحت حزن من الجميع فلقد تسرع عادل فيما فعله فهذا القلم كان في قلوبهم و عم الصمت المكان و اول من تحدث كان سمير قائلة: ليه يا صاحبي من أمتي و كان ده اسلوبك و زعلان من بنتك ليه ما الزمن بيعد نفسه و سبق و كسرت العادات ده علشان مش علي كيفك يعني لو بصيت لبنتك حتلاقيها نسخة مصغرة منك غير كده الحاج درويش عاقل و بيعرف يحسبها زين و كان حيعرف يتعامل معها بس انت بالي عملته خليتها تعند اكتر و من عشرتي لبنتك مش حتسكت لغاية لما تنفذ إلي في دماغها و إلي كان مقصود عمار أن ميعملش حاجه من غير ما يخبرها كيف ما صاحبه عمل بس انت كمان دخلت دائرة التحدي يعني حتتحداك و تتحدي عمار و بنتك قادرة علي التحدي بالفعل .
هنا تحدث درويش و قال: صاحبك عنده حق بنتك كانت بتدافع عن حقها و شايفه أنه من الواجب كان قالها حتي لما مني كلمته قبل ما يسافر كانت حتحصل مشكلة بينتهم و حسيت أن الي بيتكم واحد مش متعلم بره ده واحد عايش وسط الأرض مطلعش منها و بيتكلم بأن الست كيفها كيف اي حاجه موجودة في البيت مش بتتحرك إلا بأمر صاحبها و لما انتكلمنا من شوية استغربت رد فعلها كان مفيش رغم أن عارفه انها مش حتعدي حاجة واصل فكنت مستني اتفرج و كنت متاكده أنها حتعدل كل حاجه علي كيفها و لكن تسرعك حتخليها بدال ما يبقي رد فعل زي قرصة ودن حتخليها تعلمه و تعلمك درس قاسي قوم يا معز و ديني دار عمك عادل أشوف دماغها وصلت لايه و يا ريت يا عادل متراجعنيش في أي قرار اخده مهما يكون .
هز رأسه و صمت فلقد علم جرم ما فعله عندما نظر في عين ألفت فبعدت بعينيها عنه و كذلك روان فعلت مثلها فلقد رفضا هذا الأسلوب و خصوصاً مع فريدة فهي ذات عقل يوزن أي فعل.
بينما كان عمار و سعد و مروان يجلسون مع ياسين و يتحدثون فقال ياسين: غريبه يعني البنات متجيش معاكم .
فأجابه عمار: فريدة أصلاً متعرفش اني مسافر .
فنظر له مروان قائلاً: اوعي تكون نسيت ازاي متقولش ليها ده انا قائل لريم من ساعة ما قررت .
عمار: لا أنا لازم اعودها علي دماغي يعني أخرج ادخل ملهاش دعوة علشان موجعش دماغي بكلمه كنت فين .
مروان: يا بني ده انت عقلك كبير و متفتح ازاي متقولش ليها زمانها زعلانه .
عمار بابتسامه: تزعل دلوقتي تريحني بعدين .
بينما وجع الكلام لسعد: و أنت كمان قولت ليها زيه .
فهو رأسه قائلاً: لا نسيت علشان كان في مشكلة في الأرض بس حعدل كل حاجه و حبعت ليها رساله بعتذر فيها .
عمار: يا عيني علي الرجاله إلي خايفة من الحريم .
فأجابه سعد: ده حق من حقوقها تعرف أنا كنت ماشي بعادات و تقاليد لغاية فيوم ضربتها و وقعت أغمي عليها ساعتها حسيت الدنيا بتلف بيا و وعدت نفسي أن اعاملها و اعامل أي ست أقابلها بإحترام  أنا حقوم اكلم مني سلام .
و بالفعل هاتف مني التي لم تجب عليه في بدء الأمر لهاتف ريم كي تعطيها الهاتف و اعتزر لها و قص عليها ما حدث كي ينسي يخبرها و بالفعل قبلت مني الاعتذار و لم تخبره بما حدث حتي لا ينقل الاخبار لعمار علي أمل أن يهاتف عمار فريدة و تنتهي تلك القصة .
بينما وصل درويش لبيت عادل و جلس بالخارج ينتظر خروجها و بالفعل لقد خرجت بعد مرور بعض الوقت فوجدت جدها أمامها فذهبت إليه فقال: عنيدة بس برضه مش بتعرفي تتحكمي في غضبك و ده حيخسرك كتير يا بنتي .
نظرت له و قالت : يا جدي ده سافر من غير ما يقولي رغم أن كنت مكلماه قبل ما يسافر علي طول و عرفت من صحبتي الصبح حتي استغربت أني معرفش طب ما مروان أنه قال لريم مش متعلم زيه يعني هو قاصد يوصل ليا رساله أن مليش دعوة يخرج و يدخل و أنا عمري ما أقبل بده و بدال ما بابا يقف معايا وقف ضدي علشان العادات ده أمتي حنحس أن لينا قيمه تعرف بره الست مقدسة مفيش فرق بيها و بين الراجل و ساعات تلاقي الراجل شايل ليها الشنطه الخاصة بها أو شنطه الطفل بتاعتها عمرك ما تلاقي حد يفرض سيطرته و لو حصل الحكومه ليها رد رادع ليه منتعلمش الحاجه الحلوة عموما حفيدك وصل ليا رسالته و بعد أذنك يا جدي لازم ارد عليه رسالته بطريقتي حتي لو الجوازه مكملتش مش فارقه بس كرامتي أهم من كل شيء .
فأجابها: طب رايحه فين .
نظرت له بتوتر: أحدي عليك لو قولت عارفه حتي اروحها بس أنا سيباها علي الله .
فنظر لها جدها : طب ايه رأيك لو قولتلك علي مكان تروحيه و اكون مطمئن عليكي.
ابتسمت فريدة فجدها دائماً يقف بجانبها عكس والدها.
و بالفعل ذهبت فريدة حيث أشار إليه جدها و قد ساعدهم وجود معز في ذلك المهمه .
بينما رجع الجد و هو منكس الرأس فقال عادل: خير يا عمي قليلة الربايه قالت ليك حاجه عفشه .
فأجابه بأنه عندما ذهب إلي هناك وجد البيت مغلق و لا يوجد أحد بداخله .
هنا وقفت ألفت و قالت: بنتي عادل أنا لما وافقت اجي معاك هنا كان علشان منفترقش بس الا حد من ولادي جبلي بنتي مليش فيه أنا كنت رافضة المجي هنا بس وافقت علشان العشرة بس زي ما جيت ب ٣ عيال حمشي بيهم مش ناقصين.
هنا لم يتمالك نفسه فقام بصفعها بالقلم فقالت: اضرب ما ده عاداتكم و لو قطعتني برضه أنا عايزة بنتي و الجوازه ده مش حتم اكيد ولد خيك مش اقل منك في التفكير و استحاله اوافق بنتي تكون كده في يوم من الايام .
جاء كي يرد عليها و لكن جاءته الصدمه عندما وجد صوت يقول: كفاية بقي اتحملنا قسوتك و كل حاجه لا و قولنا مش مهم بس عارف ليه علشان فريدة كانت بتقف معانا كانت سندنا ظهرنا حتي روان كانت بتستنا فريدة لما تيجي و تقول ليها إلي هي عايزاه علشان عارفه هي الوحيده إلي حتقدر تكلمك راجع نفسك علشان مش حتخسر فريدة بس لا حتخسرنا كلنا و لو فاكر اني مش حقدر فأقول لك لا حقدر أنا ممكن انزل اشتغل و أكمل علامي واصرف علي أمي و اخواتي و خليك انت هنا للعادات و التقاليد و هي عاداتكم بتقول تضرب حرمه تضرب إلي شالتك و سندتك تكسرها علشان و نظر لجده و قال معتذراً أسف يا جدي بس أبوي علشانك ممكن يقتلنا ممكن يعمل اي حاجه المهم يراضيك و اوعي تفتكر يوم فريدة لما اتقبض عليها مشي علشانها لا هو مش علشانه ازاي بنت عادل يتقال عليها حراميه مفكرش فيها و في احساسها حتي لما رجعت مستناش لما ترتاح لا ده تاني يوم جبنا هنا رغم أني بعشق المكان بس مش حابب العادات ده انا احب العادات ده لو حتفدني في التقدم أما لو حتأخرنا و تخلينا نتعامل بهمجية يبقي بلاها أنا خلاص تعبت خايف ارتبط بحد اظلمه بعادات فانيه لو كل حد اتمسك بالعادات من غير ما يطورها يبقي نرجع للعصر الحجري نعيش فيه و ليه نزرع و نقلع و نتعلم من اساسه عايز تضربني عادي لما ضربت فريدة القلم كأنه نازل علي وشي و لما ضربت امي القلم كان في قلبي بعد أذنك يا جدي احنا حنرجع بتنا في مصر و نتاقلم علي حياتنا هناك و نظر لوالده و قال: و أحنا مش عايزين منك مليم تصرفه علينا الحمد لله ربنا حيسترها معانا و خليك هنا في سجن العادات و التقاليد أو تطلع براه.
نظر عادل بذهول أحقاً من يتحدث ابنه الذي لا يجرؤ علي الكلام بهذه النبرة أحقاً كان قاسيه و سيفقد فلذات أكباده و لكنه اصابه الصمت هنا تحدث درويش قائلاً: كريم يا ولدي مكانتك أنت و أمك و اخواتك محدش يقدر يقلل منها و لو أبوك غلط بلاش يبقي رد فعلنا قاسي و نحاول نصلح و نقرب وجهات النظر و كمان يا بني مينفعش تمشي علشان هنا بيتكم زي هناك و فلوسكم ده حقكم و لو علي أفعال أبوك هو مش قصده هو اكيد في حاجه مضايقاه يلا اقعد و راجع نفسك علشان شكلك طالع لأختك لما تتعصب مش بتشوف قدامها فخليك هادي.
اعتذر كريم لوالده و خرج للجنينه و قام عادل بالاعتذار لألفت التي رفضت الاعتذار حتي ترجع ابنتها لحضنها و لكن بعد إصرار الجد وافقت علي مضض.
في الخارج شعرت بأنها أصابها الحزن فكيف يكون في قلبه كل تلك المشاعر فهو يعشق إخوته و لقد كبر في نظرها فهو معشوقها من أول وهلة فوجدته يجلس علي أحدي الكراسي تحت أحدي الأشجار فذهبت إليه و قالت: ممكن اقعد معاك .
نظر لها فهي اخر من يتوقع حضوره فقال: اقعدي من غير استئذان.
و بالفعل جلست و قالت: بصراحة أعجبت بأسلوبك و كيف بتدافع عن مامتك و خيتك تعرف أني كان نفسي ماما تكون موجوده علي ما أعتقد كانت الدنيا حيبقي ليها لون تاني غير ده بس أمر ربنا .
نظر لها فرغم عشقها للضحك لا احد يعلم كم الحزن الذي تخفيه في فقدان والدتها فقال: عارفه كل واحد فينا شايف التاني بشكل بس بيبقي جواه حاجه مخبيها و مش راضي يظهرها بس بيجي وقت و يظهر كل حاجه أنا تعبت من كل حاجه عارفه فريدة الوحيد إلي تقدر تقف في وش أي حد و مش بتخاف و محدش يقدر يراجعها علي تفكيرها و لقتها صح حاجه انت مقتنع بيها ليه متعملهاش ليه عادات تحكمنا و تضيع فرحتنا علشان منظرنا في وسط الناس .
نظرت له بعشق و قالت: جدي طول عمري يقول عليا أنا حاجه نادرة و لازم تفضل غاليه و بيقف جنبي في كل حاجه و عمره ما قال علي حاجه ليا لا بس برضه بحس بحاجه ناقصة ممكن علشان لسه مقابلتش نصي التاني إلي يحسسني بعوض ربنا ليا يحسسني بقيمتي و مكانتي .
فريدة راحت فين .
رد فعل عمار لما يعرف .
مين الي بيتكلم مع كريم .
كل ده حنعرفه الفصل القادم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي