الفصل الثالث الجزء الثاني

كانت ألفت تشعر بالتوتر فأين أختفت ابنتها فأصبح المغرب علي أذان و مازالت لم تظهر و شعر الجميع بالقلق فهاتفها مغلق منذ أن غادرت فقال عادل: اه إلي خدناه من علام بره أه بيعلموا البنات قله الادب و ازاي يسيبوا بيوت ابوهم و يمشوا.
هنا اجابته ثناء : لا ده اخرت العادات عيالك مكدبوش في أي كلمه من إلي اتقالت عاداتنا البنت تتزوج ابن عمها لما تتولد تكون ليه و ملهاش حق الاختيار الميراث للواد البنت ملهاش أي قيمه و لا لزمه كل مشكلتها انها بنت مش واد ملهاش تتدخل في أي حديث ملهاش تقول اه و له لا ملهاش حتي تتنفس و جوزها موجود و له كأن البنت عار بيلاحق أهلها وين متروح أنت نفسك رفضت تتجوزني و كسرت العادات و أنا كنت عايز بنتي تتجوز من جوه البيت علشان العادات برضه بنت الوحيد الي ثارت علي العادات راحت اتعلمت بره و اشتغلت هنا حتي بنتي لقيت نفسها في الشغل يعني لو كسرنا ام العادات كل واحدة حتحس بقيمتها حتحس بكيانه بنت لما شافت عقليتك متغيريتش لقت وجودها زي عدمه مقبلتش أن حد يعاملها زي الكرسي ملهاش أي قيمه ليه تقف ضدها بدال ما تقف معاها تسندها بس ازاي علشان العادات و منظرنا أنا واحدة كانت ضحية العادات و التخلف بسبب طمعي خسرت دنيتي و كنت حخسر بنتي كمان لولا بنتك ربنا ينجيها جت ليا هنا و كلمتني بس كلامها كان كيف الأقلام إلي نازله علي وشي تفوقني عطتني درس حياتي بس الحمد لله اتعلمت منه مخافتش مني رغم أن قفلت عليها الباب و كانت نيتي وقتها أن اقتلها بس مخافتش مني و سبحان الله كانت هدايتي علي أيديها فوق يا ولد عمي عاداتنا زيها زي السحر تسحر الإنسان و تصور له حاجه عكس الحقيقة فوق قبل ما تخسر .
هنا ارتفع صوت الاذان و لكن لم يتناول أحد غير بضعة قطرات من الماء كي يكسرون صومهم بينما صعد جميع البنات بالأعلي بعد أن قاموا بإرجاع الطعام في المطبخ كما كان بينما كانت خديجة تلعن حظها فكيف لابنها التحول لإنسان رجعي لا يهمه شيء فكيف الدنيا من يوم و ليلة تقلب من سعادة لحزن بينما قالت نوارة: مالك يا خديجة كلنا عارفين انك ملكيش صالح بالي حصل .
هنا نظرت لها ألفت و قالت: خديجة أنت كيف اختي و حتفضلي مهما يحصل و ملكيش ذنب في إلي حصل فمتحمليش نفسك فوق طاقتها و بالنسبه لفريدة و عمار لو ربنا رايد أنهم يكملوا حيكملوا حتي لو أي حصل .
نظرت لها خديجة و قالت بحسرة: كنت بتمني زوجة لعمار تدخل قلبي و لما شوفت فريدة دخلت قلبي علي طول بس لما لقيت اسلوب ابني اتغير ده إلي مش حقبله لبنتك مهما كان أنا علمته و قادرت علي بعده بس علشان يطور نفسه مش يرجع بنفس عقليته و انانيته بجد مش عارفه اقول ايه بس فوضت امري لله.
نظر لهم الجد: كفاية منك ليها حنروح نصلي التراويح و لما نرجع يكون الوكل جاهز ما الناس ده معزومه مش مكمله صيام و لو عايزين تأكلوا كله .
بينما كانت هاجر تشعر بالتعب فصعدت لكي تستريح .
أما في الاعلي فكانت البنات يتجاذبون الحديث أين ذهبت فريدة و كيف لم تخبرهم بمكانها أينعم فلقد اهانها والدها اهانه شديده بدل أن يقف بجانبها و لكنها غادرت دون أن تتحدث مع أحد .
بينما قالت ريم: من عشرتي لفريدة حتي حتبقي في مكان قريب منه بس مش حيخطر علي بالنا و لا بال حد و اكيد حد ساعدها علشان لو كانت سابت البلد كان جدي لحقها علي المحطه فده يؤكد أنها قريبه من هنا بس نفسي اشوف رد فعل عمار لما يرجع و يلاقي البيت مشعلل قدامه.
بينما قالت مني : يا خوفي يا نار تزيد و محدش يقدر يوقفها و بعد ما كان الفرح بيملي دارنا يحل الغم و الحزن مكانه المهم أنتم يا شباب تركزوا في الامتحانات بتاعتكم ملكوش دعوة بالحرب إلي قايمة مش حتمتحنوا فيها فمتركزوش في اي حاجه اليومين دول تخص البيت .
بينما قالت فرح: تحسي أن الدنيا مصممه تكسرنا كل ما واحده فينا تقف و نقول عايزين نكون زيها تيجي الدنيا تمرمط فيها و تقول أه إلي عايزين تكونوا زيها شيفانها شكل التقاليد كيف ما قالت عمه ثناء زيها زي السحر إلي يدخل فيه ميعرفش يهرب منه إلا بعزيمة و إرادة قوية .
بينما قالت ورد: ده انا كنت بتمني اكون زيها بس الظاهر أن الدنيا مصممه تقف ضدنا .
بينما قالت روان: فريدة طول عمرها قوية و مفيش حاجه تقف قصادها الا لما تهزمها بس المره ده كانت الصدمه ليها اكبر فعمار الشاب المتعلم إلي شافت فيه أنيس وحدتها هو من قلل منها فريدة لما وافقت عليه علشان عقله متفتح مش لسه محتفظ بالطبع الصعيدي بدون تعديل و أنا بقول اختي بدءت المعركة .
بينما وجدت نفسها في مكان اول مرة تذهب إليه وحيدة به و اثار الأتربة في كل مكان فقامت بتنظيف أحدي الاماكن التي سوف تجلس به فرغم أن البيت صغير و لكن يحتاج لنظافة و هي صائمة غير قادرة علي نظافته و بعد مرور وقت ليس بكثير وجدت معز يحضر لها بعض الأطعمة بالإضافة إلي المشروبات و ما تحتاجه أثناء جلوسها و قام بتوصيل الكهرباء لها و استعارة أنبوبة من أحدي الجيران و ترك لها بعض الأموال و رحل علي وعد بأنه سوف يأتي لها كل عدة أيام فهزت رأسها و بالفعل عندما جاء الفطار كان قد أحضر لها وجبه جاهزة فاكلتها و قامت بتنظيف المنزل و تنفيض السجاد بالإضافة إلي نقل الاثاث حيث تراه يناسبها فعاد البيت كان من تسكن فيه عروس مع الاستعارة ببعض الأشياء كي تضيف لها لمسة جماليه و وضعت الاطعمه في الثلاجة و قامت بتنظيف المطبخ من الاتربه و قسمت اكلها حتي يكفي عدة أيام خوفاً من أن لا يأتي أحد لها و بالفعل كان الفجر علي أذان فقامت بتحضير سحور سريع و خلدت النوم بعد يوم شاق و مجهد .
بينما الحال في قصر درويش كما هو يأكلون دون روح فالكل حزين علي فريدة الذين لم يعرفوا عنها شيء حتي الآن.
بينما كان عمار و مروان و سعد يتسحرون فقال مروان: أه عملت أيه مع فريدة مكلمتهاش .
فأجابه: برن عليها تليفونها مقفول فقولت خليها براحتها أصلها عندها غرور و لم يعرف بأن هناك نار تنتظره عند رجوعه .
بينما كانت ريم حزينه علي صديقتها فأين ذهبت دون علمها و لماذا تبتسم الدنيا لأحدهما و تظلم في وجه الأخري لماذا هذا القدر فهم لم يختاروا البيئه التي يسكنون بها و لا العادات التي فرضت عليهم فلقد ظنوا أنهم بعلامهم سيكسرون تلك العادات و لكن تلك العادات قد طاحت بأمالهم و كذلك مني التي لم تكن سعيدة بقرب زفافها فلقد نقصت فرحتها فأكثر شخص ساندها لا يوجد الآن بجانبها فأخذت تبكي ففي ذلك الوقت كانت ثناء مازالت مستيقظة و سمعت بكائها فذهبت إليها علي الفور فلقد قطع بكاء مني صميم قلبها و فتحت الباب و اخذتها في حضنها و قالت: مالك يا بنتي خير في ايه .
مني ببكاء: فريدة يا ماما سابتني في اكتر وقت محتاجها جنبي و مش عارفه راحت فين هو ليه كل البيت بيكره البنات ليه لازم نحس بالنقص ليه فرحتنا تبقي ناقصة حتي عمار مفكرش يسأل فيها أنا خايفه بعد الجواز احس بالفشل أحس بالندم علي حب لشخص مش قد المسئولية خايفه ارجع و اقول ياريت ما حبيت و لا قلبي دق أنا تعبانه كل حاجه سوده حوليه كل حاجه باهته أنا كرهت الدنيا ده مش عايزاه تعرفي أن ارتاحت لما كنت عند بابا هناك بساطه و طيبه بجد .
وجدت ثناء أنها علي وشك فقدان ابنتها فقالت مهدئه لها: حبيبتي لازم زي ما تاخدي من الدنيا حتاخد منك و مش علي طول تبقي حلوة و لا علي طول وحشة ده حياة و لازم نعشها .
هنا قالت مني بعدم وعي: الدنيا لغايه دلوقتي بتاخد مش بتدي خدت فرحتنا و قلبتها نكد خدتنا لمتنا و فرقتنا مش بتدي بس بتاخد صحتنا كل حاجه حلوة حولينا .
شعرت ثناء باسترخاء جسم مني بيدها فهزتها قائلة: مني مني ردي عليا بنتي فوقي ارحميني و ردي .
و هنا خرجت صرخة من قلب ثناء اهتز لها قصر درويش بأكمله .
بينما في غرفه خديجة و همام
خديجة تيقظ زوجها: همام همام قوم في حد بيصرخ بره .
نظر لها بعدم وعي: بيصرخ فين شكلك بتحامي و لكن قطع كلامه هو سمعه صريخ بالفعل فقام علي الفور و ارتدوا ملابسه و خرجوا كي يعرفوا سبب هذا الصوت .
و كذلك الحال في غرف عتمان و نوارة و فاطمه ودرويش و إبراهيم و هاجر التي فاقت مخصوصة علي ذلك الصوات.
بينما كان البنات هما الاسرع في الحركة فلقد ذهبوا إلي غرفه مني عندما علموا بأن الصوت من تلك الغرفه و لحقهم الجميع و صعقوا من المنظر مني دون حركة في حضن والدتها و ثناء تصرخ باسمها و تنده عليها فقال درويش: في ايه يا بنتي مالها مني .
ثناء ببكاء و صوت مبحوح: معرفش سمعت بكاها و جيت أشوفها لقيتها بتبكي خدتها في حضني قعدت تقول الدنيا سوده و الدنيا خدت منها فرحتها و فجأة صوتها قطع ببص عليها لقتها كده أبوس ايدك يا بوي الا بنتي كله الا هي يا رب أنا بقيت زينه بس متحسرنيش عليها ده إلي طلعت بيها من الدنيا.
شعر الجميع بأن ثناء قد أصابت بصدمه فقام همام بضمها و قال: حتبقي بخير يا خيتي و نظر لابراهيم كي يطلب الإسعاف .
و بالفعل بعد قليل حضرت الإسعاف و اخذت مني و خرج جميع من في البيت الي المشفي ما عدا فرحة و هاجر التي لم تقدر علي الحركة .
بينما كانت ريم نائمة قامت علي صوت الإسعاف و وجدت سيارات قصر درويش خرجت خلف الإسعاف فنزلت جري فوجدت جدها و امها و ابيها فقالت: جدي في ليه في قصر جدي درويش عربه الإسعاف لسه طالعة من عندهم و وراها عربات القصر .
عتمان باستغراب: معرفش يا بنتي حكلم درويش اعرف منه ايه الي حصل .
و بالفعل هاتف درويش الذي خبره بما حدث لمني و أنهم في طريقهم للمشفي ليعلموا ماذا حدث لها .
خبرهم عتمان بما حدث فاصرت كوثر أن تذهب إلي المشفي و أوصت ريم بأن لا تخبر سعد بأي شيء يحدث .
و كذلك خبرت هاجر بيت جدها فلحقوا بيهم في المشفي و قامت فرحة بأخبار روان بما حدث الذي خبرت والديها و عمها سمير فانتقلوا كلهم للمشفي فلقد شعر سمير بقلبه يختلع و شعرت وداد بأن عقلها سيجن علي مني .
بينما هاتفت جنه ريم و علمت منها كل ما حدث
بينما كان ياسين يجلس مع أصحابه في منزله تفاجئ بقدوم جنه لمنزله فابتسم له و قال: خير يا جنه مش عوايدك يعني تيجي من غير ميعاد ادخلي ماما و اخواتي جوه .
فردت عليه بحدي بعد دخولها و قالت: لا أنا مش جايه ليك و له لطنط و وجهت كلامها لعمار: بدال عايز عبده ملقتش غير فريدة فريدة إلي بتحارب الدنيا علشان تقف جاي أنت تكسرها ده كانت طايرة بالفرحة لما ارتبطت بيها علشان عقليتك متفتحه مش دماغ صعيدي قفل .
نظر لها عمار بصدمه اتقصده هو و لكن قطع تفكيره كلام ياسين: طب اهدي و فهمينا ايه الي حصل .
نظرت له و قالت: صاحبك المحترم نزل مصر من غير ما يعرف خطبته حتي مكلفش نفسه يطمئن عليها كأنها عبده ملهاش حق تعرف هو فين ده قبل الجواز أمال بعد الجواز حيعمل ايه .
هنا خرج عمار من سكونه: أولا أنت مين دخلك و فريدة ملهاش حق تعرف بروح فين و باجي منين و لو معجبهاش تخبط رأسها في اقرب حيطه و خلاص جوازنا بعد العيد .
فردت عليه بسخريه: بعد العيد تبقي قابلنا علشان القصر عندكم مولع فريدة شدت مع ابوها و ضربها و سابت البيت و محدش يعرف راحت فين من امبارح و امها و أخواتها كانوا حيسيبوا البلد و كانت طنط ألفت حتطلب الطلاق من عمك لولا جدك و ريم حتموت علي فريدة و تعرف راحت فين و محدش عارف فطرت فين و له باتت فين امبارح بس ابشرك قالت إن الجوازه ده مستحيل تتم مهما يحصل حتي مني النهاردة نقلوها بالاسعاف المشفي و كلهم معاها هناك و لسه ميعرفوش اه إلي حصلها بس اخر كلام كان مع امها أنها بتقول الدنيا وحشة و بتسرق فرحتها و فقدت وعيها في حضن امها خليك بقي تبقي كيف الرجال مبروك يا عريس و تركتهم و رحلت تحت نظرات تعجب من الجميع و لوم لعمار عم فعل و وصل له حال الجميع .
كان اسرعهم في الافاقه مروان فقام بمحادثة ريم التي كانت منهارة في البكاء بسبب ما حدث بالإضافة تم تشخيص الدكتور لمني بانهيار عصبي حاد فأغلق الهاتف و خرج فنظر له سعد كي يكذب ما قيل منذ قليل و لكن لقد أيد الكلام و قص ما قالته ريم الذي كان مشابه لما قالته جنه فقام سعد و حضر شنطته كي يري نصفه الاخر ما أصابه و أيده مروان في رأيه بينما تركوا مروان بين غروره و بين كبريائه و لكن لقد صمم الاثنان علي النزول و بالفعل في آخر لحظة لحقهم عمار الذي كان يريد أين ذهبت من سرقت قلبه كي يعاقبها علي ما فعلته و نسي ما فعله هو .
بينما في المشفي وصل عادل و سمير و ألفت و وداد و معز و اتجه روان و كريم لقصر درويش مع ابراهيم .
فقال سمير: خير يا عمي مني حصلها ايه .
فأجابه : انهيار عصبي يا ولدي من إلي حصل امبارح حست أن الدنيا ضاقت بيها .
فنظرت وداد في اتجاه ثناء و قالت: أن شاء الله حتكون بخير و ترجع تنور دنيتنا .
نظرت لها ثناء و قالت: اخر حاجه قبل ما يغمي عليها قالت إنها حابه العيش معاكم هناك و كان نفسها تبقي وسطكم .
هنا قالت وداد: سبق و عرضت عليكي عرض و لسه ردك مجاش لسه برضه مش عايزة تردي .
فاجابتها ثناء: اهم حاجه عندي راحة بنتي .
فاجابتها وداد: و بنتك قالت راحتها في بيت ابوها يبقي مطرحك مطرح ما تكون بنتك .
استغرب الجميع من كلامهم و أولهم سمير فأكملت : أنا عارفه أنه مش وقت الحديت ده بس لازم يتقال سمير عمره ما حبني قد ما حبك صدقيني حتي لما اسمك يجي قدامه في لمعة في عنيه مش بتظهر غير لما اسمك يتجاب و مكانك موجود أنا التانيه بس انت الأولي أول ما القلب انفتح انفتح ليكي حبيبتي و أنا عمري ما ازعل من وجودك في حياتنا حتي معز انا متاكده أنه حيتقبل الحاجه ده المهم تكون مني مرتاحة و فرحتها تكمل لما الاقيكي أنت و ابوها رجعتوا لبعض بس أنا حبقي موجوده معاكم يعني شغل البيت حينقسم بيني و بينك الحق حق .
نظر لها الجميع فكيف لتلك المرأة أن تطلب من طليقت زوجها الرجوع له و لقد كبرت تلك المرأة بفعلتها في عين درويش الذي اقسم بأن يرد لها الجميل ذلك و لكن كان نظرات سمير في حيرة أ يفرح أم يحزن علي من ساندته لكي يقف علي رجليها حتي وصل لما وصل له أم سوف يطلع قليل الأصل و يرجع لثناء فهذه مكافئه لها علي وقفتها .
مني رد فعلها أيه لما تفوق .
سمير حيعمل ايه حيوافق .
عمار حيعرف يوصل لفريدة .
كل ده حنعرفه الفصل القادم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي