الفصل الثاني والعشرون

ماذا تفعلين هنا؟
اردف بعد رؤيتها تخرج من المكتب

كنت أحدث جدتي
ادارت ظهرها له تهم بترك المكان
عن ماذا تحدثتما؟
أمسك معصمها
عن روي
ملامحها الباردة تأبى الزوال
سأخبره الحقيقة
بعد ان ابصرت ملامح الاخر المستفهمة قالت
ماذا؟
يصعب عليه تصديق الأمر ولو حدث امام عينيه، من كانت تصده عن افشاء السر طول تلك السنوات ، الان تكشفه بنفسها!

سأخبره كل شيء
أعادت قولها مؤكدة لمسامع الآخر أنه ليس في حلم.

لا أصدق هذا آن ، انه أفضل قرار اتخذتِه
أحتواها بين أذرعه ولشدة سعادته اعتصرها حتى كادت انفاسها تنقطع

أنت تخنقني
حاولت تحرير جسدها بعد انقطاع نفسها

أنا حقاً سعيد ،لا اصدق أنني وأخيراً ساتوقف عن التصرف مثل الأخ
ابتعد عنها ولكنه لم يحرر كتفاها من بين يديه ،واردف بسعادة مفرطة.

ألهذا الحد كرهت كوني أختك ؟
ربما لم تتوقع هذا الرد منه ،لذا آمالها خابت قليلاً

أجل ،ظننت أنني على وشك الموت
لا زال لا يدرك ما قصدته

تهانينا، وأخيراً تخلصت مني
في طرفة عين انقلبت إلى الشخصية الغاضبة ،وأنبست بنا سبق ثم همت بالذهاب،تاركه الآخر لا يدرك ما حدث ،او بالأحرى ماذا تقصد بقولها ذاك؟

♡♡♡♡♡♡♡

هل يهيء لي ،أم انه الهدوء الذي يسبق العاصفة
اقتربت من القابعان أرضاً ويمسكان بأذرع التحكم عن بعد ، بينما كامل اجسادهما تتفاعل مع اللعبة .

اذهبي،انتِ تشتتين انتباهي
ازاحت جسد التي تمركزت امامها تحجب رؤيتها

أشعر بالفضول ، كيف سامحتها بعد فعلته برأسك ويدك؟
حل الصمت للحظات بعد ما اردفت به

ماذا تقصدين بيدي؟
ملامح الفضول اعتلته ولاحظ محاولة الاخرى بالتملص من الامر

أين تذهبين؟
جرها من يدها امامه ما ان ابصر محاولتها في الهرب

أخبريني ، ماذا فعلت بيدي؟
اعاد توجيه سؤاله إلى التي تسمرت مكانها بعد ان ادركت قدر المصيبة التي اوقعت الاصغر بها

ماذا فعلت؟ انا لا اعلم شيء ، هي من فعلت
كالحمقاء تأتئت بالحديث قبل أن تشغل محركاتها سريعاً خارج الغرفة

ماذا فعلتي يا فم الفزاعة؟
سحب شعرها بقوة بعد ان ادرك انها تخفي شيء

اقسم بحياتي التي ستفنى أن انتقم ،سيا
دوى صوت صراخها حتى جعل الفيلا وكل من فيها يهتز.

ما هذا على وجهك؟
سأل من ينزل الدرج مسرعاً بخطوات غاضبة جداً

أين هي؟
عيناه المحمرة من الغضب دبت الرعب في الاخر

من تقصد؟

فاسقة سيليا
صر على اسنانه بغضب عند نطق إسمها

هي من فعلت هذا بك!!
اشار إلى شعره المبعثر وخده المتورم والذي رسم عليه شكل أسنانها، بعد أن استدرك سبب غضبه

ستجدها على الشاطئ
قال بينما يعبر من جانبهما وقد هبت نسمة من الهواء البارد بعد ذهابه.

لماذا اخبرته؟
قال بعد ان استدرك ان سبب تلك النسمة، هو ايثان الذي انطلق باحثاً عن الاخرى.

دعه يقتلها ،هذا سيريحنا
تحدث ببروده المعتاد بعد ان استلقى على الاريكة

ولكنه سيدخل السجن

اوقف خيالك الخصب هاري واذهب من هنا

●●●●●●

روي

كنت اجلس بالقرب من الشاطئ أستمع إلى إحدى الأغاني المفضلة لدي ،بينما جل ما يشغل تفكيري هي المنافسة بعد يومين.

ادركت انني أهملت التدريب كثيراً ولن أستطيع الانتصار على خصمي بهذا الشكل ،يجب ان اكثف تدريبي اليوم وغداً ،هذه البطولة حلمي لا يجب ان اضيعها.

عندما اوشكت الشمس على الغروب قررت العودة إلى الداخل فقد انتشر الهواء البارد في الجو .

في طريقي إلى الداخل ،لمحت شيء أصفر اللون يعبر بجانبي ،لم ادرك ما هو حتى استدرت ونظرت الى ظهره ؛ المربية تجري على الشاطئ بسرعة .

ولكن ما خطب هذه الملابس؟!
انها حقاً مختلة
هذا ما فكرت به قبل ان اهم بالذهاب إلى داخل المنزل ، ولكن طيف ايثان الذي عبر بجانبي ردعني عن الدخول .

دخولي الان يعني حدوث جريمة قتل ، هي تجري بسرعة وايثان غاضب جداً ؛ بالتأكيد هو علم بما حدث ليده.

أنا أفعل هذا لارضي ضميري فقط
واسيت نفسي بهذا بينما انطلق خلفهما فقط أرجو أن لا يقتلها .

☆☆☆☆☆

اللعنة على كتلة الغباء التي اصادقها
لا تستطيع اخفاء شيء في معدتها المنتفخة.

قدماي على وشك الانهيار ،ولكن توقفي الان يعني الموت .

إلهي ساعدني هذه المرة أيضاً ، أجعله يدخل في غيبوبة أو يصاب بالعمى ،أي شيء يمكن أن يحفظ حياتي أرجوك .

توقفي
سمعته يزمجر خلفي بالتاكيد انا

انتهيت
همست بها بين انفاسي المتسارعة ، وصلت إلى حدي لن استطيع الإستمرار، قدماي لم تعد قادرة على حملي ، الطريقة الوحيدة لإنقاذي الآن هي ان أختفي

لحظة ، أنا حقاً اختفيت ،هو لا يستطيع رؤيتي
رائع لقد نجوت .
أيها المنقذ خاصتي ،اقسم ان اقبلك.

اعلم أنني ازداد غباء كل يوم ،ولكن ما الحل؟ عقلي هكذا خُلق ،لذا علي تقبل الأمر.

يا ابتعدي
انه الاحمق روي أذاً ،من ينتحب عند الحصول على قبلة ؟
ليس كما لو أنني قبلت منطقة محرمة،أنه فقط خده

ماذا تظنين انك فاعلة؟
فرك خده بقوة متظاهراً بالإنزعاج ،بينما هو في الواقع يحاول اخفاء تورد وجنتاه

اشكرك على أنقاذي، لذا توقف عن التصرف مثل عروس في اول ليلة لها ،وأذهب للداخل
بعثرت خصلات شعره قبل ان تنسحب إلى الداخل

كان يجب علي تركها تموت
همس لنفسه وهو يجر قدماه إلى الداخل

روي ...
أعاقت طريقه بظهورها المفاجئ
هل يمكننا التحدث؟
بادرت بالحديث ثم سبقته إلى الداخل قبل ان تسمع جوابه

هل من خطب؟
تسائل بعد ان استقرا في غرفتها في الطابق العلوي

في الحقيقة ...
ترددت في حديثها ،وكل ما خططت لقوله أختفى

ماذا؟
ترددها دب الرعب في أواصله

أستمع لي جيداً روي ،قد لا تصدق ما أقوله ،وقد تكرهني أيضاً بعد ذلك ،ولكن لا تلقي اللوم على أحد غيري ،فأنا من منعتهم من أخبارك.
حرصت على القاء كامل اللوم على نفسها بينما الاخر لايزال يراقبها بتعجب

هناك حقيقة كان يجب أن تعلمها منذ وقت طويل، ولكني اخفيت الأمر ،لا اعلم ان كنت ستسامحني ،ولكن أعلم انني فعلت هذا لإجلك.

ما الأمر ؟انتِ تخيفينني

روي ،أنا اختك الكبيرة
تحدث بنبرة جدية لتلاقي ضحكة ساخرة من الآخر

بالتاكيد أنتِ اختنا الكبير آن

لا روي ،أنا أختك أنت الغير شرعية





عام ٢٠٠٠م

كيف تجروء على القيام بهذا يا حقير؟
صوته المتصدع وصوت تلك الصفعة انتشرا في نفس الوقت

كيف تفعل هذا لطفلة؟ أهكذا ربيتك جيون؟
أشار للطفلة التي تختبئ خلف جدتها بخوق من ذلك العجوز

اللعنة انها ابنتك، لمَ أخفيتها؟
لم يعد باستطاعته كتم غضبه ،تصرفات أبنه الطائشة زادت عن حدها ، يستطيع تحمل كل شيء ،ولكن فعلته هذه المرة لا تغتفر

توقف أبي ، ما الذي تعلمه أنت؟
اتضحت السخرية في نهاية حديثه

هل ظننت ان هذا سهل؟ أن ارمي ابنتي في ميتم ووالداها على قيد الحياة ،هل هذا امر سهل؟
هو بحق فقد عقله بعد المشروب الذي تجرعه،لم يعد يدرك ما يتفوه به

لمَ تفعل هذا اذاً؟

أنت السبب،أجبرتني على القيام بكل ما تحب ولم تعطني الفرصة لفعل شيء واحد من ما اريد،وبعد ان دمرت حياتي قمت بتزويجي دون أخباري ،حتى أنك لم تسألني أن كنت أمتلك محبوبه.
ألقى بزجاجة المشروب في نهاية حديثه مما جعل الزجاج يتناثر في كل مكان حتى خد الصغيرة ، الذي جُرح بشظية زجاج طائرة

من هي تلك الفاسقة ؟ من هي التي انجبتها؟

هربت،تركت ابنتي وهربت خارج البلاد تلك الفاسقة ،بالنقود التي اعطيتها أياه

كم تبلغ من العمر؟
لانت نبرته في نهاية حديثه

انها في العاشرة

لمَ لم تخبرنا من قبل بني؟
هذه المرة كانت والدته من تحدثت

خشيت أن تؤذوها لانها ليست ابنتي الشرعية
ربما منذ البداية كان يتوجب على والدته محادثته، لكان قلبه رق دون هذه الفوضى

أنهي هذه الفوضى ماري ، وادخلي الطفلة إلى سجلات العائلة .
بمحاولة منه لتمالك نفسه تحدث ، واضاف إلى ذالك مغادرته لمَقبعهم

أمي،ماذا سنفعل؟
لا زال أصغر ابناء هذه العائلة ،وطفل والدته المدلل،الذي يلجئ الى الانتحاب في احضانها كلما أخطأ.

توقف عن البكاء أيها الغبي،طفلتك تشاهد
صفعت مؤخرة راسه بخفة ثم ابتسمت له

مارك
نادت على حفيدها البالغ العاشرة من العمر ليقترب منها ببطئ.

أنظر مارك
أشارت إلى الطفلة الاخرى في حديثها
هذه آن ،ستأخذ مكان ديفيد منذ الان
كفاها استقرا على كتف الصغير،الذي فرت شهقة صغيرة من فاهه بعد ما تفوهت به
ولكن ديفيد ذهب جدتي ، هو توفي

أعلم صغيري
اردفت بحزن على انقلاب ملامح الصغير حزناً
ولكنه أرسل آن لتحل مكانه
اكملت تحاول تزيف السعادة في نبرتها
لم يمر سوى بضعة أسابيع على وفاة حفيدها الآخر

آن ، اقتربي إلى هنا
أشارت لها بيدها التي حررتها عن كتف الآخر

أنظري آن ، انهُ اخاكي مارك
كلاهما ينظران بغرابة ،"لا زال الوقت مبكر لفهم عالم الكبار" هذا ما جال في افكارهما ،لم يتفوها بكلمة
ولكنهما اتفقا على مجارات الأمر

أخي أسمه روي
قالت بعد ان تداركت ان الاسم الذي أخبرها به والدها مختلف

اجل ،أخيكِِ الصغير أسمه روي ،وهو نائم الآن لأن الوقت تأخر ،مثلما ستفعلان الآن
أبتسمت في نهاية حديثها ثم أشارت للخادمة حتى تأخذهما للنوم.

سيدة اليزابيث ،هل يمكنك إحضار صندوق الإسعافات الأولية ؟
قاطع الصمت الذي ساد في الطريق صوته عندما لاحظ الجروح على خدها

بالتأكيد سيدي الصغير

إلى غرفتي
قال بصوت مرتفع مخبراً الاخرى بموقعهما قبل أن يجر الأخرى من رسغها خلفه إلى غرفته

عديني
بشكل مفاجئ مد خنصره لها بعد أن أفترشا ارضية الغرفة

ماذا؟
حدقت بأصبعه بتعجب ،لا زالت لا تدرك مقصده

عديني بأنكِ لن تذهبي وتتركيني مثل ديفيد
أمتلئت عيناه بالدموع عند ذكر الآخر
بالمقابل ،أعدك أن أحميكِ إلى الممات
شردت للحظات تفكر بما أنبس به ،لا زالا طفلان يعتقدان ان هذا النوع من العهود يغير حياتهما

أعدك
شبكت خنصرها بخاصته بعد التفكير لبرهة

بموجب وعد الخنصر هذا ، انتِ الآن توأمي
قهقه كلاهما على ما تفوه به

هل قاطعت شيء؟
اردفت تلك الخادمة بنبرة مرحة للطفلين عندما لاحظت هدوئهما

لا سيدة اليزابيث
أبتسم لها ،ثم مد يداه ينتظر أن تعطيه ما طلبه سابقاً

شكراً لكِ
من شكره أدركت أنه يطلب منها الخروج ،فهمت بذلك

لا يجب عليكِ إيذاء نفسك ،ربما أتألم كما كنا أنا وديفيد
وضع المطهر على خدها بخفة لتنتفض من لسعته

سيؤلم قليلاً
أخبرها بهذا عندما أمسك كفها بيده ،ليكمل ما بدأه ثم يضع لاصق الجروح على جرحها

أنتهيت
أردف كالذي حقق أنجاز هائل عند انتهائه

ماذا تفعلون؟ من أنتِ ؟
تحدث ذلك الطفل بنبرة لطيفة جداً

روي ،لمَ استيقظت؟
سأل بتعجب من استيقاظ الطفل ،بينما الآخرى أنقبض صدرها عند رؤيته ،كتلة اللطافة هذه هي أخيها الصغيرة !!.

أقترب
أشار له بالاقتراب عندما لاحظ تمعن الأخرى به
هي شردت بملامحه لدرجة انها أستطاعت إكتشاف التشابه الذي ورثه كلاهما ، الفك الحاد ،العيون ، الشعر الغرابي ،يتشابهان بشكل غريب

لم أستطع النوم وحدي
أجاب على تساؤلات الاكبر التي لم تخرج بعد

من هي؟
أعاد سؤاله يستفسر عن هوية القابعة بجانبه

أنها أختنا روي ،أرسلها ديفيد لنا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي