الفصل الرابع الجزء الثاني

أيمكن لامرأة في الكون أن تتنازل عن زوجها في سبيل سعادة امرأة أخري و إن وجدت فماذا يكون شكل قلبها .
صدموا للجميع بما يحدث و الكثير ينتظر رد سمير الذي صمت من الصدمة و لكن وداد قالت: أنا مش زعلانه لو قولت موافق و حكون جنبك أنا و معز بس سكوتك معناه كلامي صح علشان لولا كده كان رد فعلك حيكون اسرع و سكوتك يعني ترددك و نظرت لدرويش و قالت: عمي ابعت هات المأذون يعقد عليهم .
فقالت ثناء: طب نصبر لما مني تفوق و تعاود معانا .
فابتسمت لها وداد: تمام يا خيتي لما تفوق مني حيعقد عليكي و كمان أنا طالبه طلب كمان رغم الظروف بس بجد حكون ممنونه جداً لو اتوافق عليه .
نظر لها الجميع فقال درويش : أومري يا بنتي .
فقالت بابتسامه: و عايزه معز يكتب كتابه علي روان قبل العيد يا عمي بعد أذنك و اذن ابوها .
هنا قال عادل: مش حينفع أنا متفق مع ولدك لما يخلصوا الامتحانات.
هنا تعكر وجه وداد و صمتت فقال لها درويش : بنتي عايزك في كلمتين علي انفراد اليوم .
فذهبت حيث ذهب و قاموا بالتحدث بضعة من الوقت وقتها ظهر الامتعاض علي وجه درويش و كانت الابتسامه مازالت علي وجه وداد ثم عادوا حيث التجمع و قال درويش: معز يا ولدي كتب كتابك لما خيتك تخرج بالسلامه و مش عايز أي كلمه تاني بعد كلمتي .
نظرت له وداد و قالت: ربنا يجبر بخاطرك زي ما جربت بخاطري و راضيتني .
بينما كان الجميع في صدمات لدخول مني ثم لعرض تلك المرأة زواج زوجها من طليقته ثم طلبها كتب كتاب ابنها فكيف يكون عقلها و كيف لدرويش بأن يوافق بكل سهولة فماذا قالت له كي يغير رأيه و لكن شعر معز بأن هناك شيء خفي لا يعلمه أحد غير جده و أمه و لكن فكر بأن يترك ذلك الأمر في وقت لاحق .
بينما كان الجميع يسرح في خياله فاقت مني و وجدت الجميع حولها فابتسمت و قالت: في ايه يا جماعة و أنا فين .
فأجابتها والدتها: في المستشفي يا نضري تعبتي و جبناكي هنا حتي أبوكي بره هو و الرجال.
نظرت مني للجميع ثم قالت : و فريدة فين لسه مظهرتش .
فأجابتها والدتها بأسي: لسه يا بنتي أن شاء الله ترجع بالسلامه لينا .
بينما مر اليوم و الثاني و لك يحضر لها معز و الطعام أوشك ان ينفذ فخرجت كي تشتري ما يلزمها بالفلوس التي بحوزتها و لكن كانت مثل الملثمة و بالفعل خرجت و لكن فوجئت بالفتاة التي سبق و رأتها تجلس تبيع بعض الفواكه فابتسمت لها وقالت: ممكن اشتري من عندك فاكهه يا قمر .
نظرت لها الفتاة بزهول: إلي عايزاه حضرتك قولي و احطه ليكي ثم صمتت و أكملت أنا روحت ليكي المزرعة بس عرفت انك مشيتي فأمي اشترت ليا حبه الفاكهه دول ابعهم و برضه محدش بيشتري مني شكل الفاكهه معطبه.
نظرت لها فريدة و قالت: طب عندي فكره حلوة اه رأيك تغيري مكانك أنت قاعدة في وسط بياعين فاكهه فأكيد الناس حتختار أما لو قعدت وسط بياعين الخضار فأكيد حيخدوا منك .
نظرت لها و قالت: حجرب بس قولي ليا أنت عايزة اه و أنا حنقي ليك الفاكهه الحلوة .
ابتسمت لها و قالت: أنا حأخد منك فراولة و موز و تفاح زي خدودك الحلوة ده عقبال ما اشتري الخضار تكون حضرتيها ليه .
و بالفعل أنتهت فريدة من شراء أشياءها و عادت الفتاة التي قامت بتحضير كل ما يلزمها .
أخذت منها فريدة الأشياء و قالت لها: طب ايه رأيك لو جبتي ليك كل يوم حاجتي و استناكي في مكان تخديها مني بدال ما تتعبي نفسك .
أعجبت فريدة بتلك الفكرة و قالت: تمام و أحسبك علي كل حاجه أو اديكي فلوس من قبلها علشان تشتري ليا الحاجه .
و بالفعل اتفقت فريدة معها علي أشياء لكي تجلبها معها في الغد و رحلت و عندما وصلت للبيت لاحظت عند فتح الباب أنه يوجد ظرف داخل المنزل فقامت بفتحه و وجدت به فلوس فعلمت بأن معز قد حضر و هي ليست في المنزل .
بينما كان معز بالمشفي تذكر فريدة فأستئذن كي يذهب و يعود سريعاً و بالفعل ذهب و عندما ترك المنزل لم يجد أحد يفتح له فأصابه القلق و لكن خبرته أحدي الجيران بأنها رأت فتاة تخرج في الصباح في اتجاه السوق فشكر المرأة و أطمئن و قام بوضع الظرف الذي يحتوي علي الأموال أسفل الباب فلقد كان يريد أن يعرف ما تريده كي يشتريه لها و لكن عند علمه بذهابها للسوق ترك لها المال كي تشتري ما تحتاجه من أشياء و عاد مرة أخري بعد أن قام بشراء لمني حلويات كي تأكلها .
و بالفعل عند وصوله المشفي علم بإفاقة مني فدخل لها و هو يحمل الحلوي و قال: ياه يعني أنت تقلقي البيت كله عليكي و تجيبي البلد كلها تجري وراكي هنا يا خيتي .
نظرت له مني بابتسامه : اه إلي في أيدك ده .
نظر لها: كنت جايب حلويات لحد تعبان بعد لقيت لما فاق احلو فقولت خلي الحلويات ليا حتي ابقي شاب حليوه زيك .
هنا قامت وداد و أخذت من الحلويات و قالت: كفايه عليك حلوة يا نضري و أعطت لمني الحلوة و قالت لها : خدي يا بنت اتقوي أنت قائمه من دور تعب و حسيبك مع أهلك و اروح أحضر ليكي الوكل و ارجع طوالي .
لم تكمل كلامها و دخل سعد كالملدوغ قائلاً: فيكي أه يا مني و أه إلي حصل .
نظرت لها مني و قالت ببكاء : فريدة مشيت و سبتني يا سعد هي إلي قوتني و لما افرح تسبني شوفت الدنيا وحشة إزاي.
نظر لها بحزن: حتظهر صدقيني هي بس مضايقه و حترجع بس لازم تقومي و تقفي علي رجلك علشان تبقي قوية .
هنا كان معز يأكل في الحلوة و يقول: يا سلام علي الحب فاضل بس فريد الاطرش و عوده و يبقي الواحد اتمزج تمام.
هنا نظرت لها مني فقالت وداد: عنك يا بنتي أنا لسه تعبانه واد اطلع بره هي مش ناقصة ضغط .
نظر لها باستفزاز و قال: لا يا غاليه مش وقتك ده احنا عايزين نفرح .
نظرت له باستغراب : نفرح نفرح بمين هو حد حيتجوز .
فنظر لها و وضع الحلوي في فمها و قال: هو انت متعرفيش أن أبوكي حيتجوز و أنا كمان حكتب كتابك ابلعي ابلعي ناولها يا سعد العصير تبلع الكلام قصدي الوكل .
نظرت لها مني بغيظ: معز هو حد مسلطك عليا صح أبوي مين إلي حيتجوز .
نظر لها و قال: أبوكي سمير هو عندك اب غيره .
هنا قالت وداد: بره يا ولدي ده انا كنت فكراك عاقل طلعت مجنون بره .
فقال: سبيني افرحها أبوكي حيرجع لامك و أنا حكتب كتابي علي روان بس اجلنا الفرح لغايه لما تفوقي علشان انت محضرتيش فرح أبوكي و أمك في الاول فقولنا لازم تحضريه و تمسكي الشمع .
قالت وداد بغيظ: مسكك عفريت غور يا جلاب المصائب هي ناقصة يعني لسه البنت فايقة دخلتها في دوامه.
فقالت مني: صح أنا محضرتش فرح أبوي قبل كده بس هو حيرجع لامي و أنت بتحب البنت روان طب أنا بقي كده حتشرد .
نظر لها سعد بتفكير و قال: أقول ليك اه يا معز البنت كانت عاقله روح منك لله أنت يا غاليه حتبقي في بيتي .
فاقت مني و قالت: قصدكم أمي حترجع لأبوي طب و طنط وداد.
نظرت لها ثناء و قالت بحده: حتبقي موجوده معانا يا بنتي و نتلم كلنا في بيت واحد و أه خد اخد بحسه و ياخد بحسي.
نظرت لها وداد نظرة مؤلمه و لكن لم يلاحظ أحد تلك النظرة من الموجودين .
بينما قالت وداد: انا رايحه اعمل الوكل و راجعه .
وجدت كريم يدخل بالطعام و يقول: خليكي يا خاله روان و فرحة حضروا الوكل ليكم و الرجال معاهم وكلهم بره حتي لو في حاجه أنتم موجودين في المسشفي يعني مش حتروحوا بعيد .
ضحك الجميع بينما قال معز: لا الوكل ده بتاعي بدال خطيبتي هي إلي عملاه يبقي اكله كله لوحدي .
نظرت له وداد بغيظ و قالت: سعد يا ولدي خد المصيبه ده و طلعه بره و ارجع علشان تأكل لقمه مع مني اه تفتحوا نفس بعض علي الفطار .
بينما كان مروان و عمار أسفل المشفي فلم يعرف عمار ماذا سيقول لجده ففضل أن ينتظر بعض الوقت و أن يصعد بعد أن يفطر هو و مروان .
بينما رأتهم ريم من شباك الغرفه بالأعلي فعلمت بأن عمار يخاف من المواجهه و ينتظر معه مروان كي لا يتركه .
أذن المغرب و تناول الجميع الطعام وسط ضحكات من مني و سعد الذي يداعبها من وقت لآخر .
بينما كان عادل يشعر بالندم لما بدر منه تجاه ابنته فهي ثالث ليله لا يعلم عنها شيء و لذلك ترك الطعام و غادر للخارج يمشي علي غير هدي .
بينما كان الجد يشعر تجاه بالحزن و ما زاد حزنه هو عدم ظهور عمار رغم علمه بأنه اتي مع سعد و لكنه لم يصعد فأي تربيه قام بتربيته فلقد جعله بجانبه حتي يتغلب علي تلك العادات و لكن حفيده رغم علمه فإن عاداته مازال محتفظ به و لذلك قرر أن يترك فريدة تعلمه تلك الدرس .
بينما كانت فريدة غير سعيدة بوحدتها و اكلها منفردة فتركت الاكل كما هو و قامت بشرب العصير فقط و بينما كانت تقف في الشباك لاحظت أن أحدي الجيران يبكوا أطفالها بكاء شديد فنزلت لها ظناً بأنها تريد مساعدة و بالفعل ذهبت لها فكانت تلك المرأة تبكي فلقد تركها زوجها و رحل كي يبحث عن وظيفه في مصر و لم يترك لهم ما يسد جوعهم فإنها تترك أطفالها يلهون حتي يتعبون من اللهو و يخلدون للنوم بعد هذا العناء فقامت فريدة بإحضار الطعام لهم فشكرتها تلك المرأة و لقد أصرت أن تتناول معهم الطعام و الا أن تقبله منها فجلست معها فريدة كي تتناول الطعام و لقد شعرت بلذة غير طبيعيه فبعد أن أصبح الطعام دون طعم أصبح جيد المذاق و قالت لها تلك المرأة : تصدقي يا بنتي لو كان وكلي زين كيف وكلك كان زمان عندي ثروة اعمل للناس وكل و ابيعه لهم و اكل ولادي .
ابتسمت لها فريدة و قالت: طب ايه رأيك لو علمتك ازاي تعمليه و كمان خليت بنت تجيب ليكي الحاجه بدال ما تسيبي الصغار و أه تديها حق الشراء و تعبها و يبقى ساعدتك و ساعدتها هي برضه بنت غلبانه و بتساعد أهلها .
فقالت لها المرأة: ماشي يا بنتي ربنا يكرمك زي ما بتفركي كرب الناس و كمان أو عايزة تساعدني و تقف معايا يبقى زين و إلي يطلع يبقي ليا و ليها و الأرزاق علي الله .
سعدت فريدة فكيف عوضها الله بمن يأكل معها و لا يتركها وحيدة .
و في الصباح استيقظت فريدة في نشاط و مرت علي تلك المرأة لتعرف ما تريده لبدء المشروع و خبرت الفتاة بما تريده و سعدت تلك الفتاة فلقد حصلت علي وظيفه جديدة و من حسن حظها أنها تسكن في نفس منطقة فريدة فكان سهل عليها كل ذلك و تظل بالقرب من والدتها و إخوتها و بالفعل ذهبت البنت و أحضرت كل ما طلب منها علي أكمل وجه و ذهبت المرأة التي عرفتها و رحبت بها و بالفعل جلست معهم فريدة تعلمهم صنف جديد علي مقدار صغير و ينظرون إليها بتركيز حتي لا ينسون شيء ثم يبدون يفعلون في مقدار اخر مثل ما تفعل حتي أنهت ما تقم به و بعد الانتهاء رحلت الفتاة و فريدة و جلست تلك المرأة بالطعام أمام المنزل لكي تبيع ما قامت بإعداده ففي بدء الامر لم يستجيبوا لها الناس و لكن بعد مرور الوقت و قبل أذان المغرب كان جميع الطعام قد بيع بالفعل و حصلت المرأة علي الأموال بالإضافة إلي طعام لها و قامت بإرسال وجبه مثلها لفريدة و للفتاة بالإضافة إلي نصيبها فيما باعوا في ذلك اليوم و قد كان سعادة الثلاثة تفوق التوقعات .
بينما غادرت مني المشفي في الصباح و وصلت للمنزل و تفاجئ الجميع بوجود عمار في المنزل فقال له الجد: يا مرحب بحفيدي الغالي إلي ميعرفش الأصول .
نظر له عمار بتوتر و قال: يا جدي أنا عارف الدنيا مقلوبه و لو جيت المشفي كانت حتولع فقولت لما تهدوا ابقي اجي .
نظر له الجد: و موصلش ليك أن خطيبتك سابت البيت .
هنا تحولت عين عمار لشرارة و قال: ده حسابها معايا بعدين بس أشوفها الاول علشان مش عمار إلي حرمه تمشي رأيها عليه .
هنا قالت ألفت التي لم تستحمل كلامه: و مش بنتي إلي حد يتحكم فيها مهما يكون و يا كده بلاها الجوازه خالص تقعد جنبي احسن ما ترجع ليا مطلقة أو جالها تعب من قهرتها.
هنا تحدث عمار: فريدة بتاعتي و تخصني و مش حيقدر حد يقف في وش الي عايزه مهما يكون و الكلام مع الرجال مش الحريم يا مرات عمي .
هنا التي تحدثت كانت خديجة فقالت: فريدة متخصكش يا ابن بطني يلعن اليوم إلي جبتك فيه و إلي فرحت انك ولد كنت فكراك سند و وتد ليا طلعت قليل الربايه و خسارة فيك فريدة و أنا من دلوقتي ليا كلمه و لا مش حقدر أمشي كلمتي عليك عاد و نظرت لعادل و قالت: ابو فريدة ابني مينفعش لبنتك بنتك زينه عايزة راجل زين زيها أما ابني عيل لسه مترباش علشان يقدر يرتبط ببنت الناس .
هنا تدخل همام و قال: بقي كده يا ولدي و أنا إلي كنت فرحان بيك و بعلامك عارف لو كنت جاهل كنت قولت عادي بس انت متعلم العلامة بينور المخ مش يقفلها أو يخليك تتحكم في حرمه مهما تكون صلتها بيك الله راجع نفسك و الا مش حيكون ليك مكان ما بينا .
هنا تحدث الجد الذي وجد زمام الأمور يخرج من يده : عمار علي أوضتك و لما تبقي راجل تبقي توريني وشك شكل البيت ده مش حيعرف الفرح أو مش مكتوب ليه غير الهم و الحزن زي لعنه في البيت بتجري وراء أهله .
بينما شعرت ألفت بأن عادل لم يتحدث و وجدته يجلس علي الكرسي و هو يضع يده علي وجه فقالت له: مالك يا عادل فيه أيه متخافش أن شاء الله حنلاقي فريدة و حنبقي زين .
هنا أجابها: يا ريت سمعت كلامك و مكنتش نزلت هنا كان كفايه الإجازات بس بنتي يا عالم الاقيها و له لا و كمان كنت فاكر أن بدور علي مصلحتها طلعت بسلمها لسجان يسلب حريتها بجد أنا حاسس اني بنتي ضاعت من أيدي و للابد .
هنا تحدثت ألفت: أنا عندي يقين أن شاء الله حنلاقيها و حتبقي زين و كل حاجه تمام بس مينفعش تبقي كده لازم تبقي قوي .
شعر الجد بالصدمة فكان همه جمع الشمل و لكن ذلك الحفيد المغرور بحركة غرور ضيع شمل الجميع بالإضافة أنه لم يريد أن يعترف بخطأه .
بينما قال عادل: ألفت قولي للولاد يلموا شنطهم علشان ماشيين خلاص .
فقال الجد: علي فين يا ولدي .
فأجابه : ارض الله واسعة .
و خرج من الدار و لحق به سمير الذي أصر أن يتناولون الطعام في أحدي الاماكن بالخارج و بعد تناول الفطار سوف يكون الحل بيد الله و بالفعل تناولوا الطعام و أصر سمير أم ياخذهم إلي مكان لم يذهب إليه منذ فترة بعيدة و بالفعل وافقوا و لكن كانت هناك مفاجأة في انتظارهم .
فريدة حتقدر تكمل مشروع المرأة و الفتاة .
رد فعل الجد علي عمار .
أه المفاجأة إلي في انتظار سمير و عادل.
كل ده حنعرفه الفصل القادم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي