الفصل الخامس الجزء الثاني

أصر سمير علي عادل أن يأتي معه و بالفعل ذهب معه و فتح البيت و لكن تفاجئ علي غير العادة فالبيت نظيف و مرتب و لقد اعيد ترتيب الاثاث فهو يحفظ البيت علي ظهر قلب فلقد تركه منذ سنين و لكن ما زال يعرف مكان كل شيء تركه فقال له عادل: أنت متأكد إنك مجتش هنا من زمان و له حد بيجي .
فأجابه سمير باستغراب: لا ده بقاله سنين مقفول .
فقالت ألفت: ده في اكل في المطبخ و في الثلاجة و الاكل طازة كأن حد عايش هنا بالفعل .
قالت روان: يا خوفي لو كان في عفاريت هنا .
نظرت ألفت برعب و قالت: أنا من رأي نمشي نشوف لوكانده لغاية الصبح و نرجع بيتنا أما شغل العفاريت ده مش شغلنا .
بينما كانت فريدة تحتفل مع تلك المرأة و الفتاة بما حققوا من نجاح أول يوم و قالت: خلاص يا جماعة تعبت أنا حروح و نتقابل علي الظهر و تكوني يا عطر اشتريتي الحاجه من السوق .
بينما قالت المرأة التي تدعي سيدة : بس حضرتك مخدتيش فلوسك .
فابتسمت و قالت : خليهم اشتروا بيهم الحاجه و المكسب قسموه عليكم انتم الاتنين و كده ابقي ساعدتكم و كمان وفرتوا عليا مشوار السوق .
ابتسمت لها سيدة و شكرتها علي ذلك المعروف و غادرت فريدة إلي المنزل الذي بمجرد أن فتحت الباب تفاجئت بالموجودين .
بينما كان سمير عقله علي وشك الجنون و يجلس مع أسرة عادل الذين رفضوا أن يصعدوا للغرف خوفاً من تلك العفريت الذي يسكن الدار و كي لا يستفرد بهم لوحدهم وجدوا الباب يفتح و تدخل منه فريدة مما جعلهم يشعرون بالصدمة و الفرحة معاً .
أول من تحركت في اتجاه فريدة كانت ألفت التي قالت: بنتي حبيبتي نور عيني بركة انك بخير ازاي قدرتي تبعدي عني كل ده .
بينما نظرت فريدة لأبيها نظرة عتاب ثم قالت: كان لازم ابعد مادام مليش وجود يكفي إني حسيت بوجودي ثم نظرت لسمير : أسفه يا عمو غيرت نظام البيت بس كان مترب.
نظر لها سمير بمكر و قال: الله يسامحك أنا شكيت أن البيت اتسكن و طبعاً كلنا كنا مرعوبين المهم انك بخير يا بنتي .
شعر سمير بأن معز له دخل في ذلك و لكن احتفظ لنفسه بذلك و لم يدم الوقت كثير حتي رن جرس المنزل فقامت فريدة بفتح الباب و قالت: ادخل يا معز تعالي .
فقال معز: مش حينفع ادخل علشان انتي لوحدك جيت ليكي الصبح عرفت انك روحتي السوق قولت اخي اطمن عليكي و لو عايزه حاجه اشتريها ليكي .
هنا خرج أبيه و قال: تعالي يا غالي ادخل ده الحبايب جوه.
نظر له معز بصدمة فكيف علم أبيه بمكان فريدة و لكن ربط الأمور بسرعة و علم بأن والده عندما خرج أخذ عمه عادل و جلبه لتلك المنزل .
نظرت له ألفت بعتاب: و أنت يا ولدي كنت عارف مكانها و خبيت عليا رغم أن شوفت قهرتي عليها .
نظر لها معز و قال بأدب: معلش يا خاله بس هي أمنتني علي وجودها فمينفعش اخون الامانه ده مهما يكون في حد لجأت له و أنا و الله كنت بطمن عليها باستمرار حتي اساليها .
نظرت لها و قالت: مش قصدي يا ولدي بس كنت ريح قلبي .
فأجابها: لو قولت ليكي مكنتيش حتسكتي غير لما تشوفيها يا خاله .
فهمت ألفت مقصده و لكن قال عادل: و عمي كان عارف بده صح .
هز معز رأسه و قال: أيوه و جدي إلي عطاني المفتاح ده علشان كان مع خاله ثناء و كان شيلاه حداه و كنت بطمن عليها و برجع ليه خصوصاً أنه مكنش عاجبه اسلوب عمي عادل و عمار و قال لازم يتعملوا درس قاسي و بعد إلي عمه النهاردة عمار علي الملئ جدي مش حيسيبه و ناوي ليه علي نيه سوداء علشان عقله يرجعه له و ده طبعاً بالاتفاق مع خاله خديجة .
نظر له سمير : طب قلبك مكلكش علي خيتك كنت فاهمني و كنت حريح الكل عجبك إلي وصلت ليه خيتك.
نظرت له فريدة و قالت : اه إلي حصل لمني .
فأجابها: جالها انهيار عصبي لما مشيتي و سبتيها .
فقالت فريدة: معز اتصل بيها و بعدين حأخد منك التليفون بس اتأكد أن محدش جنبها . 
و بالفعل هاتف معز مني كي يطمئن عليها و قال لها: مني مترديش بس حد جنبك .
فصمتت فقال: حاولي تتكلمي من غير إلي جنبك ما يفهم حاجه من الكلام .
شعرت مني بالاستغراب فماذا يريد معز منها و لكن تفاجأت بصوت فريدة تقول: عامله ايه يا مني اعذروني مقدرتش أكلمك علشان محدش يعرف مكاني الف سلامه عليكي حبيبتى و حقابلك قريب بس قولت اطمنك عليا .
بعد أن أغلقت الهاتف شعرت مني بالراحة و لاحظت خديجة ابتسامتها ففهمت ما حدث و قالت: شكل معز قال ليكي خبر حلو أن شاء الله تكون بخير قصدي تبقي بخير فهمت مني ان خديجة فهمت أنها هاتفت فريدة فنظرت لها و أبتسمت .
بينما كان عمار يشتغل من الغضب فكيف لتلك الفتاة المغروره أن تقلب حال البيت كله و تقلب أهله عليه فأقسم أن يلقنها درساً لا تنساه .
بينما كان درويش ينوي فعل شيء كي يعلم حفيده درساً حتي يرجع لعقله .
و بالفعل عندما وجده ينزل فقال له: عمار عايزك تروح الأرض تتابع العمال و ايدك بأيديهم و تجيب كل تفصيل اليوم ليا بليل و اوعي تقسي علي حد علشان لولا الناس ده انت مكنتش تعرف تلبس الهدمه إلي عليك .
نظر له و قال: كل ده علشانها و مشفتوش أنها مشيت من غير علم حد اه ده أخر علام البنات .
نظرت له خديجة و قالت: لا يا ولدي علام البنات يفرق يكفي انهم حيعرفوا يتعاملوا مع امثالك ميكنوش لقمه طرية بجد أنا ندمانه علي كل وقت تعبت عليك ده انت شوفت تعبي فى أول الجواز و قولت ابني من إلي شافه حيكون زين مع مرته مش حيطلع انسان اناني و جاي علي مين فريدة إلي بتقف مع الكل مش بتسيب حد الا لما تمد ليه أيدها و عمرها ما لقيتنا في ضيقه الا وقفت و ساعدت بقلب عمرها ما قالت دول جاهله و أنا متعلمه لما شوفتها خطفت قلبي و قولت يا ريت تكون من نصيبك بس بعد إلي عملته قولت لو كملت معاك حتكون أتعس انسانه في الدنيا و أنا مرضهاش علي بنتي فمينفعش اقبلها علي ولاد الناس غير كده قلبها ابيض مينفعش ينكسر بسببك يا ولدي يعني يا ترجع زي زمان يا تسيب البنيه تعيش حياتها .
نظر لها و قال بحسرة: أنت شيفاني وحش قوي كده طب ليه محدش حاسبها أنها مشيت .
هنا تحدثت نوارة: يا ولدي هي لما عرفت مكنش ليها رد فعل و ده احنا استغربنا و لكن لما ريم قالت أم مروان قالها و سعد اعتذر فهي حست أنك بتهنها و لما عبرت عن فكرها بدال ما يقف ابوها معاها وقف ضدها و ضربها بالقلم من شدته فمها نزل دم  و رغم كده منزلش دمعه من عينيها بس خدت بعضها و مشيت القلم ده نزل في قلوبنا و الي يقول محسش بصوته يبقي كداب محدش يتحمل إهانته و في وسط الثلاث عائلات و أمام الكل فأنت السبب في كل ده يعني لو كنت قولتلها مكنش ده حصل حتي أمك زعلت لما لقيتك مشيت من غير ما تقول ليها حست انها ملهاش وجود في حياتك و لو تعرف كان نفسها في اليوم إلي ترجع فيه مكنتش فكرت كده يا ولدي الست لو محستش بقيمتها بتحس أن الدنيا ملهاش لزمه و ده برضه إلي حست بيه فريدة أنها علي البر و بتعمل كده امال لو يتقفل عليك باب حتعمل أيه .
أكملت ثناء كلام نوارة و قالت: البيت بيتكم من التفاهم و المودة و المحبه لو حاجة نقصت يبقي البيت مش حيقوم و في يوم من الأيام حتفشل الجوازة أنا ندمت يا ولدي اني موقفتش جنب سمير وقت ما كان محتاجلي رغم عمره ما سبني في شدني و تعبي لو شوفته زمان و هو بيدلل في عمرك ما تقول ده يحصل و فريدة غيري يا ولدي فريدة زينه و عاقله و لو عايز تجرب جرب حد يتصل بيها يقول لها أنت تعبان و شوف رد فعلها بس صدقني حتندم يا ولدي ندم عمرك خدها مني نصيحة .
جلس عمار يجمع كل هذه الأمور و شعر بذنب فريدة الذي اشتاق إلي رؤيه عيناها فهي من سحرته من أول مرة رآها فيها .
بينما قالت مني : عايز تجرب يا ولد خالي حب فريدة ليك.
نظر لها و قال: يعني عارفه مكانها يا مني .
فنظرت بصدمه و قالت: اعرف مكانها منين اعرف أنا ما شفتهاش .
نظر لها بمكر : لا يا مني حالك اتبدل من الصبح كأنك سمعتي صوتها أو عرفتي مكانها عموما قوليلها أني عايز أشوفها .
نظرت له برعب و قالت: مينفعش صدقني حخسرها و أنا مينفعش اخسرها بس ممكن اساعدك بطريقه غير مباشرة بس مش اكيده .
نظر لها و هز رأسه
بينما صعدت و هاتفت معز و حدثته بما حدث فقال لها بأنه سوف يخبرها و عليها إتخاذ القرار فهي صاحبته و بالفعل خبر فريدة التي وافقت أن تقابله في الصباح الباكر و بالفعل قامت مني بأخبار عمار الذي شكرها .
و عند الصباح كانت مازالت فريدة لا تتحدث مع والدها و خرجت بعد أن أعلمت والدتها اتجاهها و بالفعل وصلت فريدة إلي المكان و وجدته في انتظارها فنظر لها قائلاً: يعني قدرتي علي البعاد و بدأتي معركتك معايا .
فقالت له بتحدي: أنت إلي بدأت التحدي و عايز تخبرني أني زي زي اي حاجه ملهاش قيمه و أنا متعلمتش علشان اكون بلا قيمه و قتها يبقي بلاها  جواز .
نظر لها و قال: و تقدري علي الفراق طب أنا حلاقي حد بعيون ساحرة منين تجيبني علي ملا وشي أسف يا فريدة علي كل حاجه عملتها معاكي و أسف علي كل دمعه نزلت من عيونك بسببي .
نظرت له و قالت: و أنا قبلت الاعتذار بس المرة الجايه حيبقي صعب  أن أقبل .
فقال له: تعالي بقي أوصلك للبيت .
فقالت له : لا أنا رايحه السوق علشان في واحدة  صغيرة بتشتري حاجات من السوق و أنا بساعدها علشان لسه بتبتدي مشروع هي و واحدة تانيه غير قادرة فأي فلوس بتيجي تساعدها هي و الفتاة .
سعد بها عمار فمازالت قلبها تحمل الخير و لا تتمتع بالغرور مثل غيرها .
بينما قابلت فريدة عطر و هي راجعه فحملت معها الأشياء و ذهبت لبيت سيدة التي كانت تنتظرهم بشوق و دخلوا و قاموا بإعداد الاكل و انتهوا منه بالفعل علي العصر فغادرت فريدة و عطر و تركوا التسوية علي سيدة علي وعد بالمقابله بعد الفطار .
رجعت فريدة لمنزلها و وجدت والدتها التي كانت تعد الفطار لهم فقامت بمساعدتها فقالت لها والدتها: قلقت عليكي بس لما لقيتك دخلتي عند الست إلي في وشنا أطمئنيت شوية.
فقالت لها : ده ست بسيطه بتتعلم الوكل علشان تبعيتها للناس و حبه و حتقف قصاد البيت علشان تبيع كل حاجه و بعد الفطار حروح ليها علشان اعرف عايزة بكرة تعمل وكل ايه .
نظرت لها والدتها بفرحة وقالت: بصراحة أنا فخورة بيكي قوي ياريت الناس كلها شبهك كنا مش حيبقي في حد تعبان صحيح عملتي ايه مع عمار .
فقالت له : اعتذر و قبلت اعتذاره بس حذرته من المرة الجايه عمار كويس بس عقليته مسيطرة و الست تقدر تكسب عقل الراجل غير كده البيت كله هناك معايا و ده صعب الاقيه في مكان تاني و الحب إلي بيحبوه ليا صعب أشوفه عرفتي ليه وافقت اسامحه.
نظرت لها ألفت فابنتها تتكلم صح فجميع من في البيت هنا يعشقها و يحبها فيكفي هذا الحب و لكن قالت: و أبوكي لسه حتخصميه .
فقالت لها : إلي زعلني هو أنه موقفش معايا وقف ضدي بدال ما يدافع عني .
فقالت لها: أبوكي ندم صدقيني و علشان كده ساب البيت و كان مصمم يرجع مصر و قال كفايه كده .
نظرت لها فريدة و قالت: عموماً أنا مش زعلانه منه و خلينا نخلص علشان نلحق نعمل الفطار قبل الأذان.
بينما خرجت سيدة بالطعام أمام منزلها و قامت ببيعه كله ما عدا ثلاثة وجبات لها وجبه و لفريدة و لعطر و بالفعل ذهبت و أعطت عطر وجبتها و تركت باب فريدة فخرجت لها ألفت فقالت لها : ازيك يا حاجه ده وجبة فريدة ربنا يفرحك بيها و يراضيكي فيها .
ابتسمت لها ألفت و عزمت عليها بالدخول و لكن قالت لها : اعذريني يا حاجه بس الولاد مستنيني علشان يفطروا كل سنه وانت طيبه .
و بالفعل أعطت ألفت الطعام لفريدة التي وجدت المغرب علي أذان فوضعت الطعام و جلسوا يدعون و قامت بمناوله والدها العصير فابتسم لها و أخذه .
بينما في قصر درويش كانوا يفطرون فقال عمار: جماعة فريدة بتسلم عليكم و الحمد لله سامحتني .
نظر له الجد و ابتسم فحفيده قد رجع لعقله .
بينما كان معز يتحدث مع والدته بأن تختار يوم لكي تقوم بشراء الشبكه التي تريدها روان و بالفعل خبرته بأنها في الغد سوف تذهب إليهم مع والده للاتفاق و أنه لا يحمل هماً فهي حتوافق علي كل شيء يريدونها لأنها تريد روان زوجه لولدها .
بينما خبرت ألفت روان بطلب معز فابتسمت و صعدت للأعلي فضحكت ألفت علي صغيرتها التي ترك الحب قلبها .
و بعد الفطار قامت فريدة و ذهبت لسيدة و وجدت عطر تنتظرها و قامت بتوزيع المكسب فأشارت عطر بأن تشتري فاكهه بجزء من مكسبها و تبيعها مع الطعام .
فوافقت فريدة و شجعتها علي ذلك و قالت لسيدة علي وصفة الغد لأنها يمكن إلا تحضر غداً و بالفعل سجلت سيدة ما قالته و خبرتها بأنها سوف تجهز بعض العصائر لتضعها بجانب الطعام .
فأيدتها في الرأي و بالفعل غادرت فريدة و صعدت لغرفتها و جلست و كتبت في أجندتها (في بعض الأوقات قد تتنازل عن جانب من غرورك مقابل الحب الذي يغمر قلبك و قد تنسي ما حصل في سبيل حب الآخرين الذي تحظي به و لقد دخلت تلك المعركة و خرجت محقق جزء من الانتصار ) وضعت قلمها و أغلقت أجندتها و سرحت في عالم خاص بها كانت تحلم به و تتمني أن تعيش به و لكن قد تحلم بشيء و الواقع عكسه تماماً فمازالت تلك العادات مترسخة في أذهان الكثير من الشباب مما يجعل علي الفتيات تكون أمام أمر واقع بالاضافه إلي الأهل الذين يسعدون بزواجهم دون النظر إلي ماذا سوف تقابله تلك الفتاة من معاناه مع ذلك الشاب .
بينما كانت مني تشعر بالسعادة أحقاً بعد كل ذلك سوف يعود والدها لوالدتها بعد كل ذلك العمر و لكن أحست بكيفيه شعور وداد فكيف لها بأن تقبل بأن يشاركها أحد في زوجها بنفس راضيه و لكن لم تطل التفكير حتي لا تعكر سعادتها .
كان رمضان علي وشك الانتهاء و تستعد البيوت لاستقبال العيد و شراء ملابس العيد و حركة في المكان فالبعض يشتري ملابس العيد و البعض يشتري الكحك و روائح البسكويت في كل مكان .
هل حيمر العيد دون مشاكل .
عمار رجع علي إلي في دماغه و له خدعه منه .
ثناء و وداد حيستمر الحب بينهم .
كل ده حنعرفه الفصل القادم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي