الفصل التاسع الحاكم بأمر الله

اتكلمنا كتير عن حكام مجانين وطغاة حكموا العالم النهاردة بقى معادنا مع عمهم كلهم اللي جنونه مش محدود وعدا كل الحدود قالوا عنه مجنون قالوا عنه سفاح وصل جنونه إنه ادعى الألوهية ويا محاسن الصدف وقع فى قرعتنا احنا محظوظين أوي ما شاء الله.


هنتكلم عن "الحاكم بأمر الله الفاطمي"


اسمه "المنصور بن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن عبيد الله المهدي"



ولد عام 375 هـ ٩٨٥م هو سادس خليفة فاطمي يحكم مصر والإمام الإسماعيلي السادس عشر، وزي ما كلنا عارفين إن الفاطميين كانوا على المذهب الشيعى وهما اللي دخلوه مصر حتى الجامع الأزهر لما بناه المعز لدين الله الفاطمي بناه علشان ينشر من خلاله المذهب الشيعي في مصر علشان كدا لما تولى صلاح الدين الأيوبي حكم مصر أمر بإغلاقه وفضل مقفول ١٠٠ سنة لحد ما جه الظاهر بيبرس وفتحه وخلى التدريس فيه على المذهب السنى.

الحاكم بأمرالله يعتبر شخصية مهمة في عدد من الفرق الشيعية الإسماعيلية زي النزاريين والدرزيين.


ويعتبر البعض أن الحاكم كان آخر الخلفاء الفاطميين الأقوياء.

أما عن صفاته كانت عيناه واسعتان وصوته جهير مخوف.


اتسمت فترة حكمه بالتوتر؛ لأنه كان على خلاف مع العباسيين اللي كانوا بيحاولوا الحد من نفوذ الإسماعيليين، وكان من نتائج هذا التوتر في العلاقات أن قامت الخلافة العباسية بإصدار مرسوم شهير في عام 1011م وفيه نص مفاده أن الحاكم بأمر الله ليس من سلالة علي بن أبي طالب.

وبالإضافة إلى نزاعه مع العباسيين فقد انهمك أيضا الحاكم بأمر الله في صراع تاني مع القرامطة.

نرجع لموضوعنا تولى الحاكم بأمر الله الحكم في رمضان سنة 386هـ ٩٩٦م بعد وفاة والده العزيز بالله نزار كان وقتها عنده ١١ سنة وطبعا كان قاصر فعينوله كفيل اسمه "أبو الفتوح برجوان" ودا كان موجود من ايام والده العزيز بالله ووصل لمرتبة "كبير الخدم" و مسك تدبير الدولة شيخ كتامة وكان اسمه "أبو محمد بن عمار" اللي اتلقب ب "أمين الدولة"


كان بين برجوان وابن عمار صراع على السلطة كل واحد عايز يبقى الآمر الناهي وكانت طوائف الشيعة في مصر منقسمة لقسمين طوائف المشارقة وطوائف المغاربة وكان ابن عمار هو زعيم طوائف المغاربة ونجح برجوان في إثارة طوائف المشارقة ضد طوائف المغاربة اللي استبدوا بالحكم مع سيدهم ابن عمار وحصلت بينهم مواقع عديدة انتهت بانتصار برجوان وهروب ابن عمار.



بعد كدا قام برجوان بإخراج الحاكم وأخذ له البيعة من جديد، وتولى شئون الدولة وكوّن طائفة جديدة خاصة بيه مكونة من الجند والمماليك.


بعد ما ظبط امور البلاد جاب ابن عمار مرة تانية ورجعله إقطاعاته اللي كانت له من قبل، واشترط عليه الطاعة وبكدا قدر يكسب طاعة طوائف المغاربة هما كمان وبقت البلاد كلها تحت سيطرته وطبعا دا خلاه يجنح للطغيان والاستبداد فكان بيعتبر نفسه الخليفة الحقيقي وبدأ يستصغر الخليفة الحقيقي.



كمان استغل منصبه في تكوين ثروة ضخمة جدا دا كله بالإضافة إلى انشغاله باللهو والملذات مما أدى إلى انصرافه عن شؤون الدولة اللي اتعطلت وفسدت نتيجة لذلك.



في ظل الأحداث دي كلها نسي برجوان إن الحاكم قد جاوز سن الصبا ودخل مرحلة الشباب وبقى فاهم كل حاجة بتحصل حواليه ومنتبه لاستبداد برجوان وطمعه في الحكم.




لما الحاكم تم ١٥ سنة وبالتحديد في شهر مارس من عام ١٠٠٠م قام بتدبير مؤامرة لقتل برجوان، وتم ذلك بمساعدة قائد من القادة ويدعى "الحسين بن جوهر" ودا حصل بعد ما "ريدان الصقلبي" قاله إن برجوان عايز يزيحه و يستولي على الحكم ، و عين الحاكم بأمر الله جوهر في منصب مدبر الدوله وأصدر بيان يبرر فيه أسباب قتل برجوان وبعد كدا قام بالتخلص من رجال برجوان في الجيش والقصر.


كمان عمل كمين لشيخ كتامة ابن عمار وحرّض عليه بعض المشارقة اللي قتلوه وبعد كدا قدر يتخلص من كل أعوانه من شيوخ كتامة.

بكدا تمكن الحاكم من استرداد سلطانه والتخلص من كل المنافسين والسيطرة على كل مقاليد الحكم.



اتبع الحاكم بأمر الله منهج الفتك والقتل في تعامله مع الرعية سواء المقربين ليه وحاشيته او عاملة الشعب.

في يونيو 1000م حرم الحاكم على الناس قول كلمة سيدنا أو مولانا إلا ليه هو بس ، و في سنة 1003م ابتدى يقتل في اللي حواليه فقتل كاتبه جوهر ، و قتل ريدان الصقلبى ، و قتل "العكبري" اللي كان المنجم بتاعه، و استباح دم كل المنجمين ، و بعت المنادين بتوعه في الشوارع ينادوا إنهم كفار و دمهم مباح، فهرب معظم المنجمين من مصر و الباقيين استخبوا.


مع مرور الوقت زاد جنونه فبقى من سنة 1004م يقعد على حمار و يمشي السياف قدامه و يقوله يقتل ده و ده حسب ماكان بيطلع في دماغه.

قتل موظفين و وزرا و قضاة مخلاش و شخصيته قعدت تتغير و تتدهور كل يوم اكتر من اليوم اللي قبله.


فى الأول كان بيلبس هدوم غاليه و يحط جواهر و الماسات، و بعدين بقى يلبس هدوم أبسط مافيهاش مجوهرات، و انتهى بيه الحال بالزهد، فبقى بيلبس الصوف الرخيص و يركب الحمير، وفوق كده بقى يتجسس على اللي حواليه و على حاشيته ، و يتدخل في كل صغيرة و كبيرة في حياتهم و يعاقبهم بالقتل على أي حاجة صغيرة بيعتبرها ذنب عملوه لغاية ما بقت الناس كلها خايفه منه.


في سنة 1004م قطع رقبة القاضي "حسين بن النعمان" و أمر بحرق جثته و قطع رقاب حوالي ميت واحد و أمر بصلبهم، و قتل خمسين واحد من الركابية ( اللى بيشيلو غاشية الخليفه في المواكب)


وصل جنونه إنه كان بيصدر الأمر ويعاقب كل اللي ينفذه أهو غلاسة كدا وخلاص فكان يصدر أوامر وضدها في نفس اللحظة.



كان يبني المدارس ويعين العلماء فيها وفجأة يقتلهم ويهدم المدارس.


كان بيعين الوزراء ويديهم عطايا وأموال وفجأة يقتلهم عادي جدا وصل جنونه إنه كان قاعد مع معلمه ومؤدبه "أبا تميم سعيد الفارقي" فى قاعدة سمر وفجأة قام طير رأسه بالسيف من غير أي سبب.



منع أكل الملوخية والجرجير والسمك اللي من غير قشر والعنب.


منع شرب الخمر ويمكن دي الحاجة الكويسة اللي عملها.


منع عجن الخبز بالرجلوالمنع من ذبح البقر التي لا عاقبة لها إلا في أيام الأضاحي وما سواها من الأيام، ولا يذبح منها إلا ما لا يصلح للحرث.


ضرب في الطرقات بالأجراس، ونودي ألا يدخل الحمام أحد إلا بمئزر وألا تكشف امرأة وجهها في طريق ولا خلف جنازة ولا تتبرج.

كان بيعمل حملات تفتيش على الحمامات وقبض على جماعة وجدوا بغير مئزر فضربوا وتم التشهير بيهم



أمر بأنه إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفا إعظاما لذكره، واحتراما لاسمه.


أمر الناس بمصر والحرمين إذا ذكر الحاكم أن يقوموا ويسجدوا في السوق وفي مواضع الاجتماع.



أمر بقطع الكروم -أشجار العنب- ومنع بيع العنب، ولم يبق في ولايته كرما.


كمان أراق خمسة آلاف جرة عسل في البحر، خوفا من أن تعمل نبيذا.

منع الستات تخرج من بيوتها لأي سبب والبياعيين يروحوا البيوت يبيعوا بضاعتهم والست من دول تشترى الحاجة اللي   هي عايزاها من ورا الباب ومتمدش اديها لأ  تمسك في اديها حاجة زي المغرفة كدا تاخد فيها الحاجة ولما الناس اشتكت استثنى من قراره الأرامل اللي مالهومش حد يصرف عليهم ومغسلات الموتى ودا حصل بعد ٨ شهور كاملين من تنفيذ قرار منع الستات من الخروج.


أمر الناس يشتغلوا بالليل ويناموا بالنهار واللي يخالف القرار يتقتل  فورا.


فى مرة جاب مجموعة أطفال وأمرهم يطلعوا على سور القصر وينطوا في بركة مياة مات في اليوم ده أكتر من ٣٠ طفل وقعوا بعيد عن المياة.

وخد من ده بقى أفعال كثيرة جدا هنتكلم عنها الفصل الجاي إن شاء الله.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي