الفصل الثامن

الحقيقة مختلفة هو ينكر الحب الذى نمى بداخله لها دون ان يشعر ، و نتج عنه تصرفات لا تصدر سوى عن شخص محب مثل الغيرة و الخوف عليها ، اما عنها فهى ترفض ان تصدق ان ادم يملك قلب من الاساس ، و تأخذ كل تصرفاته على محمل الشك و الريبة ولها كل الحق فهو من وضع نفسه فى ذلك مأزق بتصرفاته معاها .

الجميع خاسر لا محالة ، عدا زياد لقد كسب الجولة الاولي مع فيروز هل يكسب الثانية مع شقيقتها حواء ؟!




لكن الوضع مع زياد مختلف بالنسبة لحواء ، هى تريده ملكا لها ، تريد ان تقترب منه اكثر حتى تعرف نقطة ضعفه و بعدها تنتقم منه كما يحلو لها ، تعلم انها تتعامل مع ذئب مفترس يفوق ادم فى شره و ان اقترابها منه له ثمن سوف تدفعه ، و هى غير مبالية بثمن المهم لديها النتيجة تريد رؤيته يتعذب تريده ان تبرد نار قلبها فى رؤيته يموت امام عينيها .



انتهت الاجتماعات و تلاها العديد اللقاءات و السهرات او ما يسمى عشاء العمل ، و كانت حواء تعتذر عنهم جميعا و الغريب هو عدم اعتراض ادم على الامر ، لا تعرف ان كان تقدير لوضع عائلته و منطقة سكنها ، او ان هناك امر اخر ، قرر الشريكان ادم و زياد الاحتفال بالنجاح الساحق الذى حققه طوال الفترة الماضية و اكتساح سوق العمل بعد اتحاد أباطرة الاقتصاد فى البلد .

تم تحديد اليوم فى بداية الشهر القادم و المكان فى احد افخم الفنادق بالبلد ، و قرر ادم ان تكون حواء هى المشرف على ترتيب الحفل و رفض الاستعانة بأى شركة متخصصة فى ذلك الامر ، هو يغامر و لكن من خلال تعامل معاه فى الفترة الاخيرة استطاع ان يعرف مدى جديته فى العمل و قدراته ، هى لا تقبل الخسارة و هو قرر ان يتحدي و اخراج الروح الثائرة داخلها .


قبل الحفل بأسبوع طلب حضورها الى مكتبه على وجه السرعة .


اتجهت حواء الى غرفة مكتبه طرقت الباب و بعدها دلفت للداخل ، تحمل بين يديها نوتة صغيرة اعتادت على تواجدها دائما حتى تسجل كل ما يطلب منها ، خصوصا بالفترة الاخيرة نتيجة كثرة الاجتماعات ، و حتى لا تتلقى منه التوبيخ كانت تدون كل ما يطلبه منها ، فهى ايضا اصبحت مشتته و ما عادت تستطيع التركيز بشكل كامل فى العمل .

تعاملت معه بمنتهى الرسمية حتى تضع حد له .

- افندم يا مستر ادم

نظر الى وجهه الخال من مساحيق التجميل و اكمل الى اسفل ليراها ترتدى حلة رمادية اللون عبارة عن بنطال من القماش ، و جاكت من نفس اللون و اسفل بلوزة من اللون التركواز كانت ملابسها بسيطة تمنحها جمال هادئ و قد لائم لون البلوزة مع زرقة عينيها .


- فى حفلة اول الشهر انتى هتكون المسئولة عن تحضيرها بالكامل ، من اول الديكور القاعة و دعوة الحضور و قائمة المدعوين للاكل كل صغيرة و كبيرة هتكون مسؤوليتك ، فى اى اسئلة او اعتراض


سكت لبضع ثوان ثم تذكر امر ما و عاد يكمل حديثه من جديد .

قدامك يومين تحضر لى فيه بلان فى تصور للحفلة هتكون ازاى ، و شكل الدعوات و قايمة بالحضور ، مفيش خطوة مكنش عندى علم بيها الحفلة مهمة جدااا و هيكون فيها عدد كبير من الحضور وزراء و شخصيات العامة فى البلد ، و ممثلين غير الصحافة المتواجدين .


تعلم انه كل ما يقوم به الان هو توريط لها يريد ان تظل مشغولة فى العمل و الى جانبه ، الى جانب طريقته فى الحديث تحمل الكثير من الندية و التحدى و حتى تنسي حربها معه ،

- تمام يا فندم ، هبلغ حضرتك بكل خطوة قبل تنفيذه اى طلبات تانية .

- و اعمل حسابك انك هتكون من ضمن الحضور فيها و مش ها اقبل اى اعتذار او رفض ، ده شغل و ياريت تبلغ فى البيت بيوم الحفلة و ممكن الحفل يطول لوقت متأخر .

- تمام يا فندم ، بكره هيكون على مكتبك برزنتيشن خاص بالحفلة .

- تمام تقدر تتفضل تروح مكتبك


خرجت من مكتبه تركته غاضب منها بشدة نتيجة معاملته الرسمية و طريقتها الباردة فى الحديث و التعامل ، تعلم انه حاول اثارة غضبها بما قام به ، لكن هى حافظت على هدوئها الى اقص درجة حتى و لو كان التمن هو ان تحترق من الداخل غضبا .

مر اسبوع كانت خلاله حواء منهكة جسديا و نفسيا الى اقصى درجة ، تكاد تسقط من شدة الارهاق فهى المرة الاولى لها ان تشرف على حفل بتلك الضخامة و ليس اى احتفال سوف يجمع كل من الوزراء و عدد من رجال الاعمال و الاقتصاد بالبلد ، الى جانب حضور بعض من رجال الدولة و عدد من الممثلين لاكتمال شكل الحفل .


لذا استعانت باحد اصدقائها فى ذلك المجال ليخرج الحفل فى النهاية بشكل راقي و يلقي قبول الجميع .



كانت صديقتها ايمان تعمل منظمة لحفلات و افراح فى احد الشركات المتخصصة ، الى جانب انها صديقتها الوحيدة و المقربة لها و تعلم كل ما يحدث معاها منذ وفاة فيروز ، دائما ما تخشي ايمان عليها و تطلب منها انهاء امر انتقامه من زياد ، لكن حينما ظهر زياد فى حياتها بتلك الطريقة اخبرتها حواء انا الله هو من وضعه فى طريقها لكى تحصل على حق شقيقته .

توالت الايام بسرعة على حواء حتى ذلك اليوم

فى اليوم التالى كان يوم عمل جديد يحمل الكثير من الاحداث ، الحفل اليوم .


انتهت حوا من التحضير النهائية و الاشراف على اللمسات النهائية للحفل المقام مساء وقد اشرفت على كل صغيرة وكبيرة حتى لم تعد تشعر بقدميه من شدة التعب ، جلست خلف مكتبه و قد بلغ منها التعب مبلغه لتسقط فى غفوة .


دخل ادم عليها المكتب على حين غرة لم يكن يعلم انها سقطت فى غفوة لذا تحدث بصوت مرتفع ظن منه انها تتجاهل وجوده ، بمجرد توجيه الحديث لها
انتفضت حوا فزعه وقفت على قدميه بسرعة كادت ان تفقد توازنه و كاد قلبها يتوقف من الخوف .

اسرع ادم إليها و تقدم عدة خطوات إليها ، يحاول مساعدتها حتى لا تسقط ، لكنها رفضت و اوقفت تقدمه بأشارة من يدها جعلته يقف فى مكانه .


اعتذر ادم منها بعد رؤيته ملامح الهلع الظاهرة عليها و حركت صدرها الذى يرتفع و ينخفض من شدة التوتر ، الى جانب شحوب وجهه .


- انا اسف مكنش قصدى مكنتش اعرف انك نمت

حاولت حواء تمالك نفسها امامه جلست على كرسيه بعد ان اصبحت ساقيه كالهلام لا تشعر بهم .


خرج صوتها عادى يشوبه بعض التوتر .

- لا عادى مفيش حاجه انا اسفة معرفش ازاى نمت ، تحت امرك حضرتك كنت عايز حاجه .

- انا عارف انى ضغطت عليك جامد فى الفترة الاخيرة ، بس مكنش عندى حد اثق فيه زيك .


عن اى ثقة يتحدث هو يعلم و هى ايضا تعلم ان امر الحفل ما هو الا عقاب لها .

- يارب اكون قد ثقة حضرتك

- من يوم ما عرفتك يا حوا و انتى قد كل حاجه بتقوليه

تلميح اخر و لكن لم تفهم ، و لم تكلف نفسها عناء السؤال عن تفسير حديثه ، لكن اخذته على محمل المجاملة لتنهى الامر .

- شكرا لحضرتك يا مستر


التفت ادم للخلف و احضر صندوق متوسط الحجم مغلف بعناية و عليه شعار احد بيوت الازياء الراقية تناول الصندوق و وضعه على المكتب امام حواء

نظر لها وجدها تنتظر منه تفسير عن ما يحتوي الصندوق .


- اتفضلى ده هدية بسيطة ياريت يعجبك

لم تتقدم او تلمس الصندوق بل لم تنظر الى اسم بيت الازياء او حتى اسم المصمم المطبوع على الصندوق ة ،بل قررت الاعتذار منه و عدم قبول الفستان ، لن تقبض ثمن شرفها مقدما كما تفعل من

- اسفة جدااااا انا مش هقدر اقبل بعتذر لحضرتك جداا.

لم يتوقع ادم ابدا رفضها من هى حتى ترفضه زاد حنقه عليها وتوعد لها اكثر ولكن اتقن اخفاء ما يجول بخاطره ، مثلما تفعل هى معه .


- اوك اوعى تتاخر عن الحفلة ، انا هعدى اخدك من قدام وتالبيت ، ده حتى الحفلة دى معموله على شرفك

- اكيد هحضر  مش لازم تتعب حضرتك انا هعرف اوصل لوحدى


- انا قلت هعدى عليك مينفعش انتى السكرتيرة بتاعتى لازم تبقى معايا فى كل مكان ، و الحفل ده بنتفق من خلال على مشروعات جديدة ، لازم تسجل كل كلمة بس المرة دى قى من ا

- خلاص هبعت لحضرتك لوكيشن بالعنوان .

- جهز نفسك محضر لك مفاجأة هتعجبك اوى

تاكدت حوا ان اليوم هو يوم تصفية الحساب مع ادم و ان صبره عليها نفذ ، مما ارسل الرعشة فى نفسها حتى و لو ادعت عكس ذلك .

بعد مرور ساعة دخل زياد المكتب الخاص بها وجدها شاردة فى حديث ادم وتفكر فى المفاجئة التى اعدها لها .

كانت تحاول تخمين مفاجأة ادم فلم تشعر بوجود زياد معاها بالغرفة ، و ما يحمله معه  هو الاخر .

وضع زياد صندوق اسود كبير يلتف حوله شريط ستان احمر امامها على المكتب

بمجرد وضع للصندوق امامها انتبهت حواء لوجود زياد معاها بالغرفة .

- صباح الخير يا قمر .

- صباح النور مستر زياد

- مستر و زياد لاء كده ازعل منك ، انا بقولك يا حوا من غير القاب .

- حاضر يا زياد



- ايوه كده اسمى خارج منك زى النغم ،

ادعت حواء الخجل ، و اخفت وجه بين يديه حتى تتمالك نفسها مرة اخرى ، حديثه اثر فى نفسها الرغبة فى الانتقام


عاد زياد يكمل حديثه ليزيد من جرعة الاهتمام الزائف التى يلقيها على مسامعها.


- بتمنى هديه تعجبك و تقبلها منى و هكون طماع شوية لو طلبت اني اشوفك بيها انهارده




تحدثت معه حوا بنعومة مع ابتسامة هادئة

- اكيد قبلها ميرسي يا مستر زياد كلك ذوق .

فرح زياد بشدة من استجابته له بعد ان توقع رفضها ، يحث غرورها على انها بدأت تميل له و انه قد اقترب من الوصول إليه و الانتقام من ادم .

الذى يعلم جيدا انه الان يراقب من خلال الكاميرات .

- يارب ذوق يعجبك
- اكيد عجبني مفيش شك .

امسكت حواء بالصندوق و قربته منها و فتحت الشريط بمنتهى الهدؤء .

فتحت حوا الصندوق و اخرجت فستان اسود طويل اعجبت بذوقه للغاية فهى من عشاق اللون الاسود

- مرسى اوى يا مستر زياد الفستان تحفة و اللون المفضل ليه و ذوقك يجنن .



تابع ادم ما يحدث بالخارج من خلال الكاميرا الموضوعة داخل غرفة مكتب حواء ، كما هو الحال فى كل مكاتب الشركة ، سيطر على اعصابه و بصمت الذى يسبق العاصفة تابع عمله ، و هو يعلم ان شريكه يقصد من تلك التصرفات اثارة غيرته ، و ما اكد له احساسه نظرات زياد من حين لاخر الى الكاميرات ، يوصل له رسالة انه على علم بمتابعة لهم .


خرجت حوا من الشركة الى منزل ايمان صديقاتها وقد اخبرت والديها ان صديقتها مريضة و ستبيت ليلتها عندها  نادمة على خيانة ثقتهم بها ولكن قريبا سوف ينتهى كل شئ ، و تعود الى كنف والديها و معاها حق شقيقتها .

حاولت ايمان تحذيرها

_ كفاية كده يا حوا انتى بتلعب بالنار و انتى اول واحدة ممكن تتحرق بيها .

_ صدقيني يا ايمان معدش ينفع الكلام ده اوانه فات خلاص ، انا دلوقتى فى نص الطريق لو رجعت مش هسلم من اذي ادم

_ و لو قربت مش هتسلم من اذى الاتنين و خصوصا زياد انتى عارفه هو عايز ايه منك بالظبط ، على عكس ادم مش مفهوم هو عايز ايه .


اكملت حواء حديثها و ارتفع صوتها دون قصد من شدة الانفعال .


- ادم و لا يفرق كتير عن زياد الاتنين عايزين حاجه واحدة ، بيتخنقوا عليها كانى لعبة او حتى ديكور ، ملك ليهم


- مش عارفه اقولك ايه يا حواء انا خايفة عليك جدااااا.

_ ادعيلى يا ايمان انا مش محتاجه غير الدعاء

ظلت ايمان تدعوا الى صديقتها ان يردها الله سالمة و ان يحفظها الله من شر نفسها و شرور الاخرين .

انتهت حواء من زينتها و ارتدت الفستان الذى اهداه لها زياد لتثير حنق ادم اكثر و اكثر .

ارسلت حوا عنوانها الى ادم فى رسالة كى يأت يصطحبها الى الحفلة 

حضر ادم للعنوان و ظل فى انتظارها اما العقار داخل سيارته ، ينظر من حين الى اخر الى مدخل العقار ، يبدو انها تتدلل عليه و يحق لها الدلال نهر نفسه على تفكيره

و عاد بهمس لنفسه

اه منك يا حوا خدت عقل مني


عاد ينظر و جدها تخرج اليه ما كان منه الا ان خرج من سيارته مسرعا ، وقف فى مقابلها يطالعه كنمر جائع كانت مختلفة وقد ابرز الفستان جمالها بشكل ملحوظ وهو يحتضن جسدها بنعومة مبرزا ابسط تفاصيلها وشعرها المصفوفه بعناية وعينيها تشبه البحر الهائج .

تناول ادم يدها وطبع قبلة مطولة عليها كانت قبلة صادقة لابعد حد هو نفسه لا يعرف لما شعر برجفة داخل صدره من مجرد لمس شفاه الى يديها .


اما هى لم تبدى اعتراض على تصرفه ، لكن لمسته اثارت رجفة فى جسدها شعر بها ، عاد يرسم قناع اللامبالاة من جديد و يبتسم لها بسخرية يخبرها ان القادم اسوء .

انطلق ادم فى اتجاه الحفل، وطوال الطريق ظل يختلس النظرات اليها من حين الى اخر ، فى كل مرة تشعر به تمنحه ابتسامة مجاملة .


وصلت اخيرا الي الحفل ، كان زياد فى انتظارهم بالخارج على احر من الجمر .

اطلق زياد صافرة اعجاب ثم تقدم منها و طبع قبلة على يدها  انزعج ادم من تصرفه

وتناول يدها الاخرى للتأبط ذراعه وفعل بالمثل زياد


- الحفلة نورت يا برنسيس اتفضل

- ميرسي

_ يلا يا شريك الناس بتسال عنك و عنى مش حلو نتأخر على الناس اللى مستنيه

لم يرد عليه ادم و لكن اكتفى بالنظر إليه و عاد يسير بجانب حواء .


دخلت الى الحفل بتلك الهيئة فكانت مثيرة للجدل بدخولها الى الحفل بتلك الطريقة الى جانب جمالها الصارخ .

فاصبحت حديث الحفل بالكامل من تكون تلك الشابة حتى يتصارع عليها اكبر رجال الاعمال واكثرهم وسامة و شباب .

التقط لها الصحفيين. و المصورين عدد  لا بأس به من الصور فهى ستكون محور حديث صفحات الجرائد و السوشيال ميديا فى الغد .

بدءت تشعر بالانزعاج من الهمسات والتلميحات على علاقتها بهم الى جانب همسات ادم لها ليؤكد لها انها سوف تعاقب على كل افعلها اليوم و ستدفع الثمن غاليا .

_ تقلت فى ميزانك يا حوا معايا انا عمرى ما كنت صبور على حد لكن معاكى اتعلمت الصبر .

_ لو على الصبر انا اتعلمت من زمان ، لكن مش قادرة افهم ايه اللى مزعلك اوووى كده يا مستر ادم .

- برودك يا روح المستر القناع اللى لابسه مبقاش لايق عليك ما تيجى مكشف ٠

- موافقة جدااااا

_ عايزه ايه من زياد

_ و لا حاجه هو اللى بيفرض نفسه عليه لكن انا خلاص قلبى مات .

- انتى ازاى كده حاسس انى بتعامل مع جماد

_ اللى تشوفه يا مستر ادم انا راضية بيه ، انا فعلا جماد بعد اذنك



استأذنت لتذهب الى الحمام ظلت تتنفس بسرعة محاولة منها لكبح دموعها المهددة بالسقوط فهى لم تخطط لكل ما حدث معها ، هى تريد حق فيروز  عند تلك النقطة انفجرت فى الدموع ولم تتوقف حتى خارت قواها ، وجلست على الارضية الباردة دافنة وجهه بين يديها وصوت نحيبها المصحوب بالتشنجات يزداد استمرت فترة من الوقت الى نفذت كل طاقتها ، و غشت عيونها سحابة سوداء رحبت بها و استسلمت لها

دلف احدى الفتيات الى الداخل الحمام حتى تعدل من وضع الميك اب الخاص بها ، فوجئت بوجود فتاة فاقدة الوعى ، حاول افاق اكتر من مرة ولكن فشلت على الرغم من استخدامه العطر الخاص بها ذو الرائحة النفاذة و لكن دون جدوى .


شعر ادم وزياد بالقلق فقد تاخرت كثيرا بالداخل

ظن ادم فى البداية انها هربت من الحفل خوفا منه توعد لها اكثر .

اما زياد اعتقد ان ادم ازعاج مع همسات المتكررة لها هو ما سبب رحيلها عن الحفل

تركا الحضور سار الاثنان فى اتجاه الحمام ، ولكن هناك مشكلة لا يستطيع احدهم الولوج الى الداخل ، والا كانت فضيحة تتناولها الصحافة فضلوا الوقوف بالخارج حتى طالعته فتاة تخرج مضطربة تتلفت حولها

تقدم منها ادم يسألها عن سر توتره

- فى حاجه يا انسة

- اه اه فى بنت مغم عليها جوه ومش بتفوق و مش عارفه اتصرف معاها ولا عارفه هى مين .

- شوفى حد من .....
قاطعه زياد
لابسه فستان لونه ايه
اجابت الفتاة على سؤاله باستغراب

- فستان اسود
لم تكمل الفتاة وصفها حتى انطلق زياد الى داخل وجدها ملقاة على الارض حملها بهدوء وخرج بها

كان ادم مصدوم لما يحدث هل يكون اخاف الى ذلك الحد لم يفق من شرود الا على صوت زياد

- روح دور العربية بسرعة نبضها ضعيف

انطلق ادم بالسيارة هو و زياد الى اقرب مشفى
ظلوا بالخارج الى انتهاء الطبيب من فحصه
تبادلوا النظرات فيما بينهم كغريمين يتصارعا  على حب امراءة
قطع عليهم حربهم الطبيب
الطبيب : هبوط حاد فى الدورة الدموية نتيجة انخفاض ضغط الدم ، واضح انها اتعرضت لضغط نفسي قوى ، بجانب انها مش بتاكل كويس محتاجه فترة راحة وتتحسن ان شاء الله

ادم وزياد : شكرا يا دكتور نقدر ندخل نطمن عليها

تبادل الطبيب النظرات بينهم وشعر ان كارثة ستحدث فى تلك الملاك بالداخل اذا سمح الاثنين الدخول لها معا

- افضل واحد بس يدخل يطمن عليه

دخل ادم بدون ان يعطى فرصة لاحد
وجدها ساكنة يشوب وجهه بعض الشحوب واثار دموع عالقة باهدابها .
اثارته اكثر حتى بضعفها فهى مثيرة بالنسبة له فى كل حالاتها .
تقدم منها ودنا لكى يصل الى مستواها
شعرت بانفاسه الساخنة على بشرتها فتأهبت كل حواسها لما سيحدث ستلقنه درس لن ينساه .


ولكن اضطراب اهدابها من التوتر زاد من فضول ادم لارباكها اكثر فقد علم انها تدعى النوم


اقترب اكثر من فمها المذموم مثل حبة كرز تستعد القطف يريد ان يغتصب عذرية تلك الشفاه فى قبلة محمومة طالما تمناها
ولكن ....ّّ
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي