الفصل الحادي عشر

صاحبة البنفسج
الفصل الحادي عشر
للكاتبة ندى محسن|White Rose

اخذ مهران نفس عميق وهو يراها تقترب من عادل في منزلهم وهي تتحدث معه لم تعد خائفة منه وهو لم يخبرها بأي شيئ من اجل صحتها فلا يريدها ان تتأثر لا يريدها ان تعاني بهذا الشكل امسك بيدها

-تعالي معي هيا لترتاحي..

كان عادل ينظر تجاهها وهو لا يدرك حالتها هل حقآ فقدت ذاكرتها وبتلك الطريقة

-لا افهم هل حقآ فقدت الذاكرة؟

اومأت سما في حزن

-اجل يا ابي قال الطبيب انها ستستعيدها شيئ فشيئ لقد كانت خائفة كثيرآ عندما استعادت وعيها انا شعرت بالإحباط حقآ لرؤيتها هكذا...

ابتسمت سماح بتهكم

-هل انتي غبية يا سما ما الذي ادراكي انها لا تمثل كل هذا لتجعله يقلق عليها هل نسيتي انهم كانوا يتشاجران؟

هز سراج رأسه بنفي وانفعال

-تعلمين ان هذا ليس صحيح ابدآ روز لا تعرف الكذب وهي ليست من هذا النوع...

كان مهران يمشط شعره امام المرأة وهي نائمة بالسرير تتأمل هيئته وما ان رأها حتى ابعدت وجهها عنه ليبتسم وهو ينظر لها

-ما الأمر ما الذي جعلكي تشعرين بالخجل؟الست زوجكي من ابسط حقوقكي النظر لي يا فتاتي...

احمر وجهها خجلآ واقترب هو لمس وجنتها بحنان لتنظر له وقد تعالى نبض قلبها

-انا اريد ان ازور قبر والدي...

تعجب من طلبها المفاجأ لكنه اومأ لها

-حسنآ لا مشكلة لدي عندما تستعيدي صحتكي سنذهب ما رأيكي!

اومأ له ولقد كانت صامتة وتتجنب النظر له

-تبدو شخص جيد يا مهران انا لا اتذكر ان حدث وتحدثنا معآ من بعد طفولتنا اليس كذلك؟ لم يسبق لك اغضابي!

ابتسم وهو يمسك بيدها

-اجل صحيح يا حلوتي لم يحدث ولكن ها نحن قد جمعنا منزل واحد فعندما عدت ورأيتكي اصبح قلبي معلق بكي ولا احد سواكي بإمكانه ان يفعل هذا...

ابتسمت روز وهي تتأمل عيناه بدى وسيم للغاية عيناه البنية كلون شعره وذقنه جسده الرياضي كيف تزوجت بشخص كهذا متناقض!

-ما الأمر يا سيدة روز هل نلت اعجابكي!

ابعدت وجهها وقد اصبح احمر اللون وظهر عليها الضيق ليضحك مهران وهو يعيد وجهها امامه

-ماذا يا حبيبتي لماذا تخجلين بهذه السرعة!

ابعدت روز يده بنفور لاحظه هو

-توقف عن هذا انا لست معتادة عليك وانت لا تتفهم هذا بالنسبة لي انا اراك للمرة الأولى!...

ابتسم مهران وهو مستمتع بالحديث معها بعيدآ عن اي شجار كما كان يحدث دائمآ

-وبالنسبة لي انا متيم بكي وانتي تحبيني حتى لو كان عقلكي لا يتذكرني فحبي محفور بقلبكي وهذا لن يستطيع احد ان يغيره الست محق؟

ابتسمت روز بخجل وهي لا تعلم ما الذي يجب عليها ان تفعله تشعر بالخجل الشديد منه ابتعدت ومازال النفور يتملكها ليحترم رغباتها ويتركها على راحتها

-ارتاحي الأن يا اميرتي حتى تستيقظين مبكرآ وتحصلين على دوائكي...

اومأت له وقد نامت وهو نام بجوارها وضمها اليه بعد ان قبل جبينها

-تصبحين على خير..

كانت ستمنعه وستبتعد لكنها لا تعلم لماذا سكنت ربما تذكرها لوالدها كان يؤثر عليها كثيرآ فهي لم تنام بحضن احد غيره وايضآ كان مهران عطوف معها في هذا الوقت كانت تفكر في الكثير من الأشياء لكنها ستجعل هذا اليوم يمر بعد ان كان مهلك بالنسبة لها وغدآ ستقرر ما الذي يجب عليها ان تفعله..

اتى اليوم التالي استيقظ ووجدها مازالت نائمة اخبره الطبيب ان هذا الدواء سيجعلها تنام حتى لا تتألم تركها وهبط ليقترب من سما

-اريدكي ان تحضري الطعام عليها ان تأكل ما ان تستيقظ هااا..

اومأت سما بصمت ليتابع حديثه

-وان اتى ذلك المدعو علاء لا تجعليه يدخل فلا ينقصني رؤيته مجرد رؤيته تغضبني

تعجبت سما لماذا يشعر بالضيق من علاء الى هذا الحد

-وماذا اقول له هل اقم بطرده! وعلى كل حال هو هنا منذ قليل

صر مهران على اسنانه

-ومن جعله يدخل ما هذا السخيف

سمع صوت علاء من خلفه

-انت هو السخيف انا لم ءأتي لك اتيت لأراها وعليك ان تكون اكثر تعقلآ فلن انظر لفتاة متزوجة انا احترمها كثيرآ هي مثل اختي قبل ان تكون ابنة خالتي لذلك توقف عن هذه الأفعال يا مهران..

التفت مهران اليه وابتسم بتهكم

-تظنني اشعر بالغيرة من شخص مثلك منذ ان رأيتك للمرة الأولى وانا لا اطيقك لا تعلم لماذا لم يضع الله في وجهك القبول!

شعر علاء بالغضب الشديد من طريقة مهران فلقد كان مهران ينجح في استفزاز من امامه حتى يكاد يجن..

-لا تجعلني افقد اعصابي هل تظن ان الجميع مثلك ام ماذا يا سيد مهران!

قهقه مهران وهو يرفع شعره ورأسه بكبرياء شديد

-لا بالطبع لا ليس احد مثلي انا مهران ربما لا تعلم بشخصيتي الحقيقية لكني لست كأي شخص

كان علاء يشتعل غضبآ من هذا المغرور ويتسائل كيف تفضله روز عليه ما المميز في هذا الرجل كان هذا نفس السؤال الذي يدور برأس الجميع فلا احد يراهم متناسبين..

اما في غرفة روز كانت تقف امام المرأة دموعها تتساقط وهي تشعر بالضيق الشديد التي حاولت كبته ليلة امس

-تظنني حقآ فقدت الذاكرة وتكذب علي بتلك الطريقة يا مهران انا ما الذي فعلته لك انا احببتك حقآ احببتك بصدق يا مهران وانت لم تفعل شيئ سوا ايذائي استمعت لصوتك في المستشفى سمعت كل ما قلته لكن لم يغفر لك عندي اعلم انك عنيد مغرور..

صمتت لتأخذ نفس عميق من بين دموعها وتتابع الحديث

-اعلم انك لم تكن لتتركني لو طلبت هذا انت كنت تصر على ابقائي معك ولو عن طريق الغصب لتأتي لي تلك الفكرة ان امثل اني لا اتذكرك لتشعر بالأمان لست سهلة ابدآ كما تعتقد يا مهران انا لست سهلة...

اغمضت عيناها بألم وهي تشعر بالكثير من الضيق من كل شيئ من عمها الذي لم يهتم لأمرها ويأتي للمستشفى ومن سماح التي تكرهها بدون سبب رغم انها الوحيدة كثيرة الأخطاء بالعائلة ومن مهران ذلك الخائن الذي استئمنته على حياتها...

لم تستطيع ان تنكر انها كانت تشعر بالحزن الشديد عندما ضمها عمها رائحته كرائحة والدها تسائلت لماذا لا يحبها كأبنائه هو يحب ابنائه كثيرآ لكن لماذا لا يحبها هي لم تعصي له امر ولم تناقشه بأي شيئ تفعل كل شيئ يريده وتحترمه ومع ذلك تسبب لها في الكثير من الألم..

-لم استطيع ان اكرهك لا انت ولا سماح اشعر اني غبية عديمة الكرامة حقآ...

اغمضت عيناها وهي تحاوط رأسها وتبكي وقد فاض بها كل شيئ لتجد مهران يدخل لتمسح دموعها سريعآ ظنآ منها انه لن يلاحظ لكنه لاحظها واقترب سريعآ منها

-ما الذي يحدث روز لماذا تبكي اهناك ما يؤلمكي اخبريني!

نظرت له بألم ولكنها تمالكت اعصابها وهي تشعر بالكثير من الضيق وهيئته مع تلك الفتاة لم تزول من ذاكرتها

-اريد ابي اشعر اني احتاج اليه كثيرآ ذلك البيت غريب علي ولا اشعر بالكثير من الراحة لن تفهمني..

اومأ مهران لها بتفهم

-لا انا افهمكي انتي لا تتذكرين كيف اتيتي بل استيقظتي وجدتي نفسكي هنا لكنكي ستعتادي عليه فهو منزلكي وسترتاحين هنا دائمآ..
،
نظرت روز الى عيناه وهزت رأسها بنفي

-لا انا اشعر بالأختناق لن احتمل ذلك اشعر اني اختنق هنا وروحي تختنق اشعر بالكثير من الضغط..

امسك مهران بيدها وقرب يده يمسح دموعها

-حسنآ اخبريني ما الذي سيريحكي كل ما تريديه سوف افعله ما الذي ترغبين به يا حبيبتي اجيبيني!!

ابتلعت ما بحلقها وهي لا تتوقع ردود افعاله لا تتوقع ما الذي سيقوله وماذا سيفعل

-اريد الذهاب لمنزل والدي في بلدنا لا اريد البقاء في هذا المنزل لا اريده..

اخذ مهران نفس عميق ونظر لها فما تطلبه صعب عليه ان يعيدها معهم امر لن يتحمله ولا يمكنه ان يترك عمله ليذهب معها حتى يحميها

-دعينا نؤجل هذا انتي متعبة وهذا لن يكون جيد لكي وعليكي ان تبقي معي ان كنتي تريدين الأبتعاد عني فأنا لا احتمل الأبتعاد عنكي ماذا سأفعل وقتها اخبريني!

نظرت الى عيناه وهو يلمس وجنتها ليجدها قد تحولت الى اللون البنفسجي من جديد هز رأسه بعدم استيعاب

-انتي خائفة! حزينة! مضطربة!

هزت رأسها بنفي وتعجب من نظراته وطريقة حديثه بينما هو ابتسم

-من المؤكد انه شيئ غاية في الجمال من المؤكد انه شيئ مميز للغاية لا يعبر عن اي غضب او حزن..

كانت تنظر له بتعجب ولا تعلم ما الذي يقصده ما الذي يعنيه بحديثه هذا!

خرج هو بعد ان بدأ يفقد السيطرة على قلبه ونبضاته الغير منتظمة وذهب لسما التي كانت تجلس وتتناول الطعام مع عائلتها ومعهم علاء

-سما اخبريني ماذا يعني اللون البنفسجي في عيون روز؟

تعجبت سما وهي تنظر له

-عن اي بنفسجي تتحدث!

انفعل مهران وهو ينظر لها

-عينان روز تتحول من وقت لأخر الى اللون البنفسجي ماذا يعني هذا اللون! بدى مخيف في البداية لكنه شيئ فشيئ يتبدل!

ابتسم علاء بتهكم

-زوجها وابن عمها لا يعلم!

تعجبوا جميعآ ونظروا تجاه علاء ليسأله سراج بفضول

-وهل تعلم انت؟

اومأ هو بثقة

-انه لون الحب تنظر روز الى اي شيئ تحبه بتلك الطريقة كلما احتل شيئ مشاعرها يظهر هذا اللون

تصنم جسد مهران وهو يتذكر كم مرة تحولت عيناها الى هذا اللون وكيف كانت تنظر الى مداعبته لشعره ونظراتها لتفاصيل وجهه وهي تتأمله..لكنه ابعد كل هذا عن تفكيره لينظر الى علاء بغضب

-وهل كانت تنظر اليك بتلك الطريقة من اين لك ان تعلم انت!

ابتسم علاء بسخرية وهو يتناول الطعام

-وهل انا حلوى! شيكولاتة او ما شابه! كانت هذه نظراتها لقطع الشيكولاتة لأعلم انا ووالدتها انها تحبها بشدة وبالتالي استطعنا التخمين لم تظهر تلك النظرات طوال الوقت نادرآ ما يحتل مشاعرها شيئ كما قالت خالتي رحمها الله

ابتلع مهران ما بحلقه وقد ادرك ان تلك النظرات له هو تظهر من اجله تتأمله وتذوب به عشقآ صعد للأعلى سريعآ وسما تنظر تجاهه بتعجب لتتحدث بعفوية

-هل من الممكن ان تكون تنظر اليه بتلك الطريقة يا ترى! هل هذا ممكن!!

نظرت سماح لها بغضب ووضعت معلقتها وهي تبتعد عن الطاولة

-يجعلوني افقد شهيتي مقززين وما هذا اللون البنفسجي الذي يشغل مهران هاا انه لون قبيح وانا اكرهه وبشدة... اكرهه كثيرآ..

اخذ عادل نفس عميق وهو ينظر لهم

-استعدوا علينا ان نسافر غدآ اجمعوا اشياءكوا اليوم

اومأ سراج وتحدثت سما وهي تشعر بالضيق

-لماذا لن نبقى قليلآ ربما تحتاج روز الينا

نظر عادل لها بغضب

-وماذا عن اختبارات اخاكي يكفي الوقت الذي اضاعه هذا لا اريد ان تناقشيني...

صمتت سما ولم تتحدث وهي تشعر بالضيق وعدم الراحة

امسك مهران بيد روز وهو ينظر لها لتتعجب من طريقته وهي تراه ينظر لها بتلك الطريقة وبهذا التركيز

-ماذا بك يا مهران ما الأمر هل هناك شيئ بي!

ابتسم مهران وهو يريد ان يجعل عيناها تتحول للبنفسجي اصبح الأمر ممتع اكثر من اي شيئ وبدى كطفل صغير يستكشف شيئ لأول مرة

-اخبريني كيف للمرء ان يحتل مشاعركي!

اقتربا حاجبيها بتعجب شديد

-انا لا افهمك

اومأ لها بآقتناع

-معكي حق هذا الأمر غريب للغاية لكني احببته لا افهمه لكي احبه واتشوق لفهمه كثيرآ!

تتسائل الأن هل اصبح مصاب بالجنون يا ترى فأفعاله  تجعلها تشعر بالكثير من الحيرة!!

-انا لا افهم ماذا بك يا مهران تبدو غريب

ابتسم مهران وقبل يدها

-انا احبكي كثيرآ هذا كل ما في الأمر انا للمرة الأولى يصبح لدي اقتناع تام ان الحب لا يتم اثباته باللسان فقط.. بل اوقات يصبح بالعيون الا توافقين الرأي!

كانت تنظر له وهي تراه مشتت للغاية كأنه يتحدث بشكل عشوائي او عيناه تجعلها عاجزة عن التفكير بشيئ اخر مادامت تنظر له...

-لماذا لا تجيبيني يمكنكي ان تقولي اي شيئ الا يثير حديثي مشاعركي!

دون ارادة منها ضحكت ارتفعت صوت ضحكتها وهي تراه يتذمر كطفل صغير منذ قليل كان جيد كان يتحدث بإتزان وربما جمود فما الذي جعل حالته تتبدل هكذا يا ترى!

-لماذا تضحكين يا روز هل تسخرين من حديثي؟

هزت رأسها بنفي وهي تشعر بالحيرة

-الأمر ليس كذلك كل ما في الأمر اني اشعر بالحيرة من تغيرك المفاجأ حديثك ونظراتك كل شيئ!

تركها مهران وهو يشعر بالضيق لقد رغب في رؤية عيونها رغب كثيرآ في رؤية البنفسج بهما لكنه علم انه لا يستطيع ان يتحكم في امر كهذا ببعض الكلمات المعسولة وهي لا تستطيع ان تتحكم بأمر كهذا وربما لا تعلم متى يظهر هذا اللون وعندما يظهر لا تشعر به..

-لا تشغلي بالكي انا فقط افكر بشيئ ما...

كانت تنظر له ولقد كانت حزينة ظهر الحزن في عيونها لتزداد قتامة وكأن دموعها تحجب لون عيناها لماذا لم يكن زوج صالح لها لماذا لم يكن جيد لماذا انجذب قلبها له دونآ عن اي احد غيره...

-ماذا بكي انتي حزينة ما الأمر!

نظرت له وتمنت لو تقم بضربه وابعاده من امامها فلقد جرحها كثيرآ مرتان تراه في وضع قبيح كهذا وما هي حجته انه كان يهين من معه! ما هذا يا مهران وكيف يوصل لك عقلك ان ما تفعله هو الصواب الا تخاف الله الم تعد تخشاه!

-ما الأمر يا روز اقلقتيني يا حبيبتي لماذا انتي صامتة هكذا هل هناك ما يؤلمكي!

ابتلعت ما بحلقها وهي تهز رأسها بنفي

-لم يعد شيئ يؤلمني لا تقلق...

ضمها اليه فتبقى هادئة تحارب رغبتها في دفعه بعيدآ عنها وتبقى صامتة ليهمس وهو يداعب شعرها

-هيا يا حبيبتي ارتدي حجابكي حتى تهبطي ونأكل معآ انا لم ءأكل بعد انتظركي...

تتسائل لماذا يفعل هذا يحبها ام يشعر بالذنب تجاهها يا ترى!؟ 

-ماذا بكي يا روز بماذا تفكرين تجعليني اشعر بالكثير من القلق عليكي ما الأمر ما الذي يحدث!

ابعدت روز وجهها في ضيق وانفعال واضح

-ماذا بك يا مهران انا لا اريد ان اتحدث ولست جائعة لماذا لا تتركني وشأني اشعر بالأرهاق الشديد دعني على راحتي دعني ارتاح...

نظر لها وقد شعر بالضيق من انفعالها

-انا كنت خائف عليكي هذا كل شيئ...

ابعدت وجهها وهي تحارب هذا الشعور لا تريد ان تكون ضعيفة شعرت انها قد اهانت نفسها للكثير من الوقت مع عمها ومع مهران ايضآ ولقد كان هذا شيئ لا تستطيع ان تتحمله فتاة مدللة لوالدها ليتركها ومن بعدها تتدمر حياتها شعرت بالأختناق وكأن الهواء كله قد نفذ اقتربت من مهران لتمسك بزراعه بشكل عفوي

-مهران...

تعجب من فعلتها فمنذ قليل كانت تصرخ به ولا يعجبها اهتمامه بها والأن هي تتعلق بزراعه

-ما الأمر يا روز انا حقآ لا افهمكي...

لاحظ انفاسها تتعالى ووجهها قد تغير لونه

-اختنق... انا لست بخير...

بدأت تلهث وهي لا تقوى على اخذ انفاسها ليصدم مهران ويسحبها سريعآ للشرفة وهو يضمها اليه بخوف عليها لقد كانت هيئتها تؤلمه

-اهدئي يا روز اهدئي تنفسي بهدوء هيا خذي انفاسكي هيا...

تحدثت من بين انفاسها

-اريد ابي اريده انا... اريد ان اذهب له... اريد ابي...

كانت تردد تلك الكلمات بتشتت ومهران كادت دموعه تتساقط بعد ان لمعت عيناه بسببها واقتل ليقم بتقبيلها قبلة الحياة...

اتسعت اعين روز وتسمر جسدها وقد تشتت ذنها وهدأت انفاسها بعد ان ابتعد وهو يحاوط وجهها بقلق

-اهدئي انا هنا لن اسمح بحدوث شيئ لكي انظري لي هيا انظري...

دفعته روز بصدمة ومازالت انفاسها تضيق وقد احمر وجهها

-انا اختنق وانت ما الذي تفعله... كيف تقترب مني بتلك الطريقة الم يهد لديك شعور!! اخبرني هل فقدت شعورك انت!

هز مهران رأسه بعدم تصديق وهو يشعر بالغيظ الشديد

-اخبريني ما الذي تقوليه انتي هذه قبلة الحياة احاول ان اجعلكي بخير ويتوقف اختناقكي وانتي تسيئين الظن بي بتلك الطريقة اريد ان اعرف ما هو نوع عقلكي هذا ليس عقل بشري ابدآ...

نظرت له بغضب

-انت قل لي ما الذي تقصده!؟

ابعد مهران وجهه وهو يشعر بالكثير من الضيق

-ما يهمني انكي بخير ولم اعد اريد الحديث الأن على الأقل... اتبعيني لتتناولي الأفطار وافعلي ما تريدي من بعدها هاا

هبط وهي تحاول ان تنظم انفاسها ومن ثم لحقت به جلست امامه على المائدة والجميع قد تناولوا الطعام وابتعدوا لتبقى هي معه دون ان يقترب احد ليشاركهم...

-ماذا بكي توقفي عن تأملي وتناولي طعامكي...

تعجبت من حديثه هي لم تكن تنظر اليه هي فقط تتأمل الحلوى الموضوعة على بعد منها

-لم اكن انظر اليك انت ما الأمر؟

ابتسم مهران بخبث شديد

-الم تنظري الى الحلوى! وما الذي يفرق بيني وبين الحلوى هاااا!

ابتسمت روز بتهكم وهي تنظر له

-هاااا لا اعلم من اين لك بهذه الثقة وانا لا اتذكرك... حتى انني اتذكر الجميع عداك انت اليس هذه غريب ومن الممكن ان يضرب بغرورك هذا عرض الحائط!

عض مهران على شفته السفلى بغيظ

-منذ ان فقدتي زاكرتكي واصبحتي فتاة غليظة وهذا لا يعجبني...

ابتسمت روز بإستفزاز وهي تنظر له

-وما الذي ستفعله ستقم بتطليقي ليس لدي مانع ان كنت تفكر بالأمر انا ارجحه لتتركني وشأني..

وضع مهران الملعقة على الطاولة بإنفعال ونظر لها

-لم يعد الأمر يضحك ولم يعد هذا مزاحآ انا احذركي لا تتفنني في اغضابي يا روز هل تفهميني!

ابتسمت روز بتهكم

-ومن قال اني امزح انا اتحدث بجدية لا اشعر بالراحة تجاهك واريدك ان تطلقني وتدعني وشأني ما الذي يجعلك تشعر اني امزح معك!

وقف مهران بغضب جحيمي ولم يكن احد منتبه لهم فلم يكن صوتهم عالي بالشكل الكافي ليصل الى عائلتها وهو استغل هذا ليقم بسحبها لتقف امامه وتواجهه

-اخبريني كم مرة حذرتكي من استفزاز!! وحذرتكي ان لا تجعليني اغضب!

نظرت روز الى يده الممسكة بزراعها وابتلعت ما بحلقها بقلق هل من الممكن ان يقم بضربها! استفاقت من شرودها على انفعاله وهو يتحدث ويده تقبض على زراعها بشكل اقوى...

-هيا تحدثي كم مرة!...

#يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي