الفصل التاسع وبعودة يا ذكريات

نهض الفتى مستيقظا وكان قد ذهل مما رأى ، كانت "لانا" بجانبه فانتفضت من مكانها قائلة :
إيفاندار! هل أنت بخير!
- أنا بخير ولكنني أحتاج للكثير من السوائل والماء وبعض الفيتامينات والحديد.
=سأحضر كل شيء ولكن أخبرني أولا ، هل رأيت شيئا! شيئا ذو أهمية؟
- نعم، يا "لانا" سأخبرك كل ما أتذكره ، ولكن أرجوك ساعديني..
أعانته "لانا" على النهوض من على السرير ، ثم أجلسته على كرسي من كراسي السفرة في الصالة الخارجية ، وجلبت له عصيرا طازجا من الثلاجة ، ثم ذهبت لتبحث عن بعض الفتيامينات في غرفة والدها ، كانت خائفة للغاية وهي ذاهبة إلى غرفة أبيها فقد تركته لمدة ساعة دون أن تتفقده ، وكانت تآمل في نفس الوقت أن يكون قد وجد "إيف" طريقة تخلصه مما هو فيه ، أو من المسخ الذي يسكنه!


دخلت إلى الغرفة بحذر شديد ، فوجدت أن أبيها مازال يغط في نوم عميق ، فاطمئنت وأحضرت بعض الفيتامينات والمسكنات أيضا لأن "إيف" بدا متألما بالفعل..

بعد أن تناول "إيف" العصير والأدوية ، بدأ يقص على "لانا" ما رأى ، أو بمعنى أصح ما يتذكر.. كان يتذكر كل شيء تقريبا ، فقد كانت ذاكرته لا تزال طازجه لم ينس شيئا إلى الآن ، أخبرها أنهم يجب عليهم أن يسافروا في أسرع وقت ، ولكنه لم يجد طريقة لإخلاء سبيل أبيه من هذا الشيء الذي يسكنه ، فلا بد أن يسافر في نومة أخرى ليلقاها ويعرف منها ما يجب فعله..

كانت "لانا" خائبة الأمل وهي تستمع إلى ما أتت به أحلامه، وقالت له أنها دونت أشياء غريبة كان يقولها وهو نائم ، فأشار لها بان هذه تعاويذ.. لفتح وقفل القصر ، وأخبرها كل شيء عن القصر.. وأوضح أيضا أنه لا يعرف تفاصيل القصر إلى الآن ، أو ما السر وراءه.. ولكنه تأكد أنه ساحر ، وأن "كيه" ساحرة أيضا واسمها الحقيقي هو "كاثرين".

لا بد أن يذهب إلى قصر "بلايز" في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية نيو جيرسي لكي يحصل على بعض النباتات الغريبة من حديقة القصر، ويقوم بعمل تركيبات معينة ستساعده على العديد من الأشياء ، وسيقوم بفعل هذا بمساعدة سحره الذي ستعلمه "كاثرين" كيف يستخدمه..

ولكن المشكله الآن... أنهما لن يستطيعان السفر وحدهما ، وحتى إن أفاق "رمزي" وتغلب على الشيء الذي بداخله ، كيف له أن يترك بلده وعمله وكل شيء ويذهب معهما؟ وكيف له أن يجعل ابنته تترك بلدها وتذهب في رحلة غامضة مع هذا الفتى الخطير ( لأنه ساحر وربما يمارس أعماله الشريرة عليها)

كانت كل تلك الكلمات تدور في رأس "لانا"..كانت متحيرة للغاية ، ولا تعرف أصلا ما اذا كان أبوها سيعود لطبيعته أم لا!

قالت "لانا" :
انصت يا "إيف" أنا أود أن أساعدك ، وأنا بطبعي أحب المغامرات ، وسوف أكون مسرورة إذا تهيأ لي الوضع بأن آتي معك ، ولكنني لا أستطيع أن أذهب إلى أي مكان بدون والدي ، ليس لدي شخص غيره.. يجب أن ننقذه أولا ، وربما نستطيع إقناعه بأخذ إجازة من عمله والمجئ معنا ، هذا بالطبع اذا كنت ستعوضه عن خسارته في تلك الفترة..قالت لك "كيه" أن أمك غنية ، اذن هذا هو شرطي وأنا واثقه أنه سيكون شرط أبي أيضا.. لا بد أن تعوضه عن الخسائر المادية التي سيتكبدها إذا ترك عمله وسافر معنا إلى رحلة الاستكشاف الغريبة تلك!

ثم تنفست بعمق وقالت :

أتدري لماذا يوافق أبي أصلا على بقائك معنا رغم أنك شخص غريب! لأنك غير مرئي ، وهو واثق تمام الثقة أنه إذا تخلينا عنك فإنك روحك الشريرة ستقضي علينا ، وستمارس علينا سحرك ، حتى وإن حاولتُ أنا اقناعه أنك لا تمثل خطرا فهو لن يقتنع أبدا.. وبالمناسبة أنا لا أريد اقناعه أنك لست خطيرا ، لأنه ربما يتخلى عنك وأنا لا أريد ذلك.. أريد بقائك معنا ، وأريد خوض مغامرات خارقة للطبيعة معك!


كانت "لانا" تتكلم بطريقة طفولية لأول مرة، وبدت مضحكة للغاية وهي تطلب من "إيف" هذه المتطلبات..

ابتسم "إيف" ابتسامة خجل ونظر إلى "لانا" عندما ظهر عليها السعادة والحماس وهي تقول أنها تريد خوض المغامرات معه..استحت "لانا" من إطالته في النظر إليها وقالت بجدية :
هيا! علينا أن نحاول إيقاظ أبي وإيجاد طريقة لصرف هذا الشيء عنه..
أمسك "إيف بيدها ونهض واقفا :
أنا ليس لدي أي فكرة عما يجب علي فعله ، إلى الآن.. لا أستطيع فعل أي شيء ، ولا أستطيع استخدام السحر ، وحتى التعويذات التي استخدمتها في ذاك المنام ، لم أستطع حفظها.. أعني.. ليس بعد.

تسائلت "لانا" في حيرة :

ما المطلوب؟ ماذا سنفعل كمحاولة لانقاذ أبي؟

- سنبقيه مقيدا ، وستقومين بتعليق المحاليل اللازمة له.. لأنه لن ينهض من مكانه.. ممنوع أن يتحرك من مكانه بأي شكل من الأشكال..هذا أبي الذي يسكنه وأنا أعرفه جيدا.. إنه خطير ، وسوف يقتلنا إن أطلقنا سراحه!

= ألم تعد لك بعض الذكريات؟ أعني.. المزيد من الذكريات عن عائلتك وتاريخك وكل هذه الأشياء!

أجاب في خيبة أمل :

ليس بعد.

وبينما كان الصمت سيود بينهما لعدة دقائق ، أمسك "إيف" برأسه متألما :
آآآه ما الذي يحدث! هل هي "كيه" مرة ثانية؟

أخذ يتألم وسقط أرضا ، وبدأ يتلوى من شدة الوجع من جديد، نهضت "لانا" مفزوعة لتساعده ولكنه منعها حيث أشار بيده إليها وقال :
اتركيني.. انها ذكرياتي كلها ، كل شيء يعود إلي الآن، الكثير الكثيرمن الأفكار ، والأصوات المزعجة المتضاربة داخل رأسي.. آه يا إلهي.. هذا مؤلم جدا!

جلست "لانا" على الأرض بجانبه وحاوطته بذراعيها من خلف ظهره حتى لامست بكفيها صدره وتشبثت فيه لتحد من حركته فتمنعه من أذية تفسه بكثرة تخبطاته على الأرض وخصوصا أنه أصبح ضعيفا بسبب كمية الدماء التي فقدها بعد أن قام بإلقاء تعويذات غريبة لأول مرة..
وفجأة توقف عن الحركة ، وقام بفرد جسده على الأرض وكأنه يريد الاسترخاء ، ابتعدت عنه "لانا" قليلا لتترك له مساحة للاستراحة ، فاستلقى على ظهره ونظر إلى السقف قائلا في ذهول :

آآآه... الآن أستطيع أن أقص عليك كل شيء.. ستطول الحكاية وسيطول شرح كل هذا..اذهبي تفقدي أبيك أولا ثم عودي..



ذهبت "لانا" لتتفقد حالة أبيها ففوجئت أنه قد استيقظ..ولم يتحدث بكلمة واحده ، ظل يرمقها بنظرات غضب..حينها علمت أنه ليس أبوها..فنظرت إليه ببالغ الحزن والأسى ، ثم قررت أن تحاول معه من جديد ؛ فلربما عاد ولكنه لا يستطيع الكلام ، أو منهك او غاضب لأنها قيدته فقالت : أبي!

شرعت نظرات الغضب في الوضوح أكثر فأكثر فأجابها قائلا في سخرية ممزوجة بالامتعاض :
أنا لست أبيك أيتها الساقطة!

- أبي اصمت أرجوك

"قالتها وهي تصرخ في وجهه بأقصى ما تستطيع"

عندها أسرع "إيف" إلى الغرفة وهو يتخبط ويتكئ على الجدران من شدة ضعفه ، قال بصوت متقطع ضعيف :

ما الذي يحدث هنا!

أجاب "رمزي" في سخرية :
ما الذي يحدث هنا! مازلت تافها أيها الغبي ، لم أبتهج أبدا بالنظر إليك ، هيا فك قيدي وإلا سأجعلك تندم على كل شيء ، سأجعلك تكره اليوم الذي ولدتَ فيه.. اذا لم تحسن التعامل معي ، فسوف أجعل أمك هي البداية فقط ، وسأقتل كل من هو عزيز عليك ، أتفهم أيها الحقير!

نظرت "لانا" إلى والدها أو بمعنى أصح والد "إيف" نظرة لؤم وقد استشاط غضبها ، ثم قالت له :

ستظل مقيدا هكذا إلى أن ترحل عنا.. لن تنال مرادك ، ولن تحصل على جسد والدي ، سنجد حلا ونتخلص منك أيها المسخ العنيد!




سحبت "لانا" "إيف" من ذراعه وأسرعت إلى خارج الغرفة ، ثم أحكمت إغلاقها وتركت أبيها تحت الأحبال ، أخذ يصرخ ويلقبهم بأبشع الألقاب ويهينهم بأقسى الاهانات. كان "إيف" في الوقت نفسه مستاءا للغاية ، ليس لأنه يُهان فهو يعرف أن هذه هي طبيعة والده ، ولكنه كان خائفا على مشاعر "لانا"، فهي بالطبع لن تتحمل تلك الاهانت ، قرر أن يجلس معها في مكان بعيد عن غرفة والدها.. فذهبا إلى غرفتها وجلسا ، وبدأ يحكي الذكريات التي عادت إليه للتو :

عندما قابلت "كيه" أول مرة..أعني في أحلامي.. أو في رأسي أو أيا يكن.. كان ذلك اليوم هو اليوم الذي رحلت فيه أمي عن عالمنا..ثم اتضح لي بعدها ان أمي رحلت بالفعل منذ ثلاثة أعوام ، عندما مات أبي واحتلت روحه الشريرة جسد أمي ، فأصبحت غير متحكمه فيه ، فأصبحت غريبة التصرفات وعصبية بشكل غريب ، فتارة تتصرف بشكل طبيعي كأمي التي أعرفها وتارة تتصرف بشراسة وغلظة وكأنها أبي تماما ، منذ ذلك اليوم بدات أمي تكتب وكانت تخبيء مذكراتها في مكان لا يعلمه احد ، وحرصت على ألا يقرأ أحدا أي شيء تكتبه...تماما كما كان يفعل أبي..


أخبرتني "كيه" أن أمي وافتها المنية اثر أزمة قلبية مفاجئة ، ولحسن الحظ كان شبح أبي قد كتب تلك الورقة للتو دون أن يخفيها ، تلك الورقة التي عندما قرأتها وددت أن أنهي حياتي ، علاوة على أنني أصلا كنت اود مفارقة الحياة عندما علمت أن أمي غادرتني.. فازدادت بداخلي تلك الرغبة ، عندما قرأت في تلك الورقة أن أبي قد احتل جسد أمي وأنه جسد ضعيف.. ولا يحب أن يبقى فيه ، ويتمنى لو أنه احتل جسدا آخر.. بعد أن كتب تلك الكلمات أصيب بأزمة قلبية ، ولم يحالفه الحظ أن يخفي الورقة قبل أن يترك جسدها ، فرأيته بجانب جسد أمي الملقي على الأرض ، وفهمت كل شيء ، فهمت أن هذه لم تكن أمي ، وأنها كانت تعيش كابوسا مدته ثلاثة أعوام من العذاب بالاضافة الى العذاب الذي عاشته وقاسته معه في السنوات الكثيرة الماضية بالفعل.


لم أفكر كثيرا قبل أن أقرر الانتحار ، فذهبت وكتبت كلماتي الأخيرة على ورقة ، ووجدت نفسي تلقائيا أحدث جرحا عميقا بالسكين في فخذي الأيمن ، لم أكن على دراية بما أفعل ، أخذت أكتب كلمات غريبة على الحائط بدمائي عن طريق فرشاة رسم ، لم أكن أفهم معنى تلك الكلمات ، ثم ذبحت نفسي بنفس السكين ، وبعدها سافرت إلى عالم آخر تماما ، ذلك العالم الذي عثرت فيه على "كيه".. أو.. عثرت فيه عليّ "كيه".أخذت تتحدث إلي كثيرا وقصت علي الكثير.. لم ترني وجهها إلى الآن ، أعني.. وجهها وهي كبيرة.. رأيت وجهها وهي صغيرة ، وهي مع زوجها.. كانت جميلة جدا.


سأروي لك لاحقا كيف رأيتها لأن هذا كان في منامي السابق الذي أفقت منه للتو..
أما عن بداية القصة.. بداية رؤيتي لها كانت مشوشة ، وصوتها ينم عن سيدة كبيرة في السن ، أو سيدة ولكنها ليست شابة.. لم أرَ وجهها.. رأيت جسدها المكسو بفستان طويل أبيض ، وهيئتها العامة.. وشعرها الأسود الذي لف بطريقة عادية وتسريحة تقليديه كتسريحة الأمهات.. أما عن وجهها وهي كبيرة.. فهو مبهم بالنسبة لي حتى الآن.


حدثتني عن اسمي الغريب وأسماء كل أقاربي الغريبة ، الغير مصرية الأصل.. نعم عرفت منها أن أصولي ليست مصرية.. بل أمريكية.

وقد سمتني أمي " إيفاندار" لأنها أرادت اسم له معنى جيد ، وفي نفس الوقت خافت أن تسميني اسم عربي فيستشيط غضب أبي ، ولكنها علمت بعد ذلك أنه لم يؤثر فيه أنه سينجب طفلا ، أعني أنه لن يتأثر بوجودي إلا لأنه أراد مصلحة ما ، وهذا سبب رغبته في الانجاب.. مصلحة فقط! أما عني وعن اسمي وتربيتي وكل شيء، فلم يكن يهمه أي شيء من هذا!

لم أملك أي ورقة من مذكراته غير تلك ، ربما إذا توصلت إلى مكان باقي المذكرات سأستطيع ان أعرف المزيد من المعلومات ، ربما يكون هنالك المزيد من المذكرات داخل الحقيبة اللعينه التي لا نستطيع فتحها ، ولكن كيف فتحها أبوك وهو لا يملك أي قوة؟ سأطلعك على هذا السر بالطبع ولكن يجب أن تأخذ كل معلومة وقتها في تسلسل زمني داخل رأسي حتى لا أنسى شيئا.. وهل يمكن لأبي ان يضفي بقوته الخارقة وينقلها إلى جسد أبيك؟ لا أظن هذا لأنه كان ليفعل هذا مع أمي ، ولكن أمي امتلكت جسدا بشريا عاديا لا يملك أي قوة خارقة.

كانت "لانا" تستمع بإنصات وتدون ما يقوله "إيف" لأنها لا تثق في ذاكرته المترنحة ، فهي تريد أن تجمع كل المعلومات الغريبة والمهمة عن مغامرات "إيف" وحياته حتى تستخدمها بشكل صحيح في حال فقدانه لذاكرته مرة ثانية.

قال "إيف" ضاحكا وهو يمازح "لانا" :

حاولي ان تكتبي كل شيء حتى مشاعري المختلفة وأنا أحكي القطع المختلفة من هذا اللغز.. أقصد هذه القصة؛ فأنا أيضا لم أعد أثق بذاكرتي..

ثم استأنف قصته قائلا :

قالت لي "كيه" أنني أملك قوة كانت تملكها هي أيضا في سابق عهدها عندما كانت حية ترزق ، وهي أنني أستطيع أن أشعر بان شيء ما على وشك الحدوث.. هذا االشيء يكون خطرا وغير جيد ، ولكنني لا أعرف ما هو.. بمعنى انني أتوقع حدوث شيء سئ ولكنني لا أعرف المستقبل..

حينها توقف "لانا" عن الكتابة وقالت متسائلة :

ما الرابط بينك وبين "كيه"؟ كيف تحمل نفس قواها؟

أجاب "إيفاندار" في حيرة وكأنه نسي شيئا :

لا أعرف!! ربما فاتني هذا!

ثم زفر وصمت قليلا.. واستأنف الحديث قائلا :
على كل حال..من المؤكد أن هناك شيء ما يربطني بها..

قالت لي" كيه" :

عندما كنت مقدم على الانتحاريا "إيف" كنت تتوقع أن شيء ما سيء على وشك الحدوث.. لذلك قمت بكتابة تعويذة استغاثة بدمائك على الحائط ، وقد احتجت إلى كمية وفيرة من الدماء لذلك جلبتَ قنينة وفرشاة وأخذت تسكب الدماء وتكتب، على الرغم من تألمك ولكنك أكملت التعويذة بنجاح وكأنك كنت تطلب النجدة من أحد، ليست النجدة لك فقد كنت هالك لا محالة وأنت من أردت ذلك.. بل النجدة لمن حولك.. والنجدة لأهل المبنى الذي كنت تسكن فيه..

تساءلتُ بالطبع عن كيفية معرفتي بالسحر دون علم مني، فأخبرتني أن السحر يسري في دمائي ، وأنني ساحر شئت أم أبيت ، وتعاويذ الاستغاثة تلقى وتنفذ تلقائيا دون أن يعرف الشخص حتى أنه ساحر.. ولكن بشرط أن يمتلك الساحر ذلك الحدس ، أو القدرة على توقع أن شيئ ما سيء على وشك الحدوث!

عندما أغشي علي بعد فقداني لكمية مهولة من الدماء، أتتني "كيه" في منامي ، أو داخل أفكاري.. وأتذكر الآن أنها قالت لي أنها قامت بإلقاء تعويذة لتحميني ، فشفيت ولم أمت بعد كل هذه الدماء المسكوبة ، ورممت جروحي كلها أيضا رغم ذلك..


نعم.. هي روح ليس لها وجود على أرض الواقع الآن ولكن لديها قوتين بقيتا معها حتى بعد موتها وهما: الظهور في أحلام الغير والتحكم بها وإظهار الذكريات بداخلها ، بالاضافة إلى القاء التعويذات وأيضا الذكاء الحاد وحسن التصرف ودقة في فهم الآخرين.. وهي بالمناسبة ساحرة ماهرة.. وتقول أنها امهر ساحرة على الاطلاق.. ليس من باب التفاخر ولكن من باب الثقة ، هي واثقة جدا أنها ماهرة ، ولكنها كانت أقوى بكثير عندما كانت حية بين الناس في عالمنا..


آخر شيء قالته لي قبل أن أفيق وأجد أن المبنى الذي أسكن فيه صار حطاما ، أن هناك من يحاول قتلي ، والآن علمت ان النيران التي شبت في المبنى كانت بهدف التخلص مني.. أتذكر الآن أن من يحاول قتلي هم أناس من نسلي.. من عائلتي..من لحم ودمي..


عندما قال لي إحساسي أن شيء ما على وشك الحدوث ، خفت على الاناس الابرياء الذين يعيشون في المبنى..

وقمت بكتابة تعويذة استغاثة.. فعلمت "كيه" ، على الرغم من أنها كانت تعلم أصلا وكانت تنوي انقاذي ؛ لأنها كانت قد أفاقت وجُددت قواها فقامت بإنقاذي أنا فقط ، لتوفر طاقتها لي ولتعليمي وتوجيهي لاستخدام قوتي..



يتبع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي