بين شظايا الألم

emeeabdo`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-21ضع على الرف
  • 64.2K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

العين مرآة الروح والوجه مرآة القلب فلا تصدق ضحكه تخفى ألما أو بكاءً يخفى سعاده

تألم (زياد) كثيراً لوفاة جدته لقد مر شهر كامل وهو كالضائع لا يدرى بما حوله لم يظن لحظه أنها سترحل كما لم يظن أن رحيلها سيؤلمه هكذا وها هو يجلس بجوار قبرها يبكى فراقها ويشكو لها آلامه التى تركته يعانيها وحده : كنتى بتخففى عنى كتير دلوقتى هشكى لمين لا بابا بيسمعنى ولا ماما بتهتم بيا كل واحد ف وادى هو أنا مش إبنهم زى رائف وزينب

تنهد بحزن وكاد أن يفيض لها بشكواه كما إعتاد لكنه صمت حين صدرت شهقه خافته من بين شواهد القبور فنظر حوله فوجد الشمس قد غابت والليل أسدل ستاره ولا يوجد غيره هنا فإبتلع ريقه بخوف هل يكون شبحاً أم أسوأ وبدلاً من أن يركض هرباً غلبه فضوله وتوجه إلى مصدر الصوت فوجد فتاه صغيره منكبه على وجهها أمام قبر غارق بين الزهور المتنوعه وظنها متشرده بلا مأوى فمن غير المعقول أن تكون ذات صله بصاحبة القبر التى يزينه هذا الكم الهائل من الزهور والشجيرات الجميله التى تؤكد أن هناك من يرعى القبر بإهتمام شديد فكيف له أن يرعى قبراً يبدو أنه هام عشقاً بصاحبته ويهمل طفله تذكره بمعشوقته لابد أن تلك الصغيره البائسه إختارت هذا القبر فقط لكى يجدها من يهتم به عله يرأف بحالها ويأويها

أحس بالشفقه تجاهها فإقترب منها بهدوء لكنها أحست بوطئ قدميه على التراب فرفعت رأسها فجأه تحدق به هل هذا ملاكاً أرسلته والدتها ليأخذها إليها أم عابر سبيل بائس كحالها قذفته الأقدار للقاء بها

حاول (زياد) تهدئة روعها : متخافيش أنا بنى آدم زيك

أومأت له بهدوء على خلاف ما توقعه من خوف قد أصابها لرؤيته له فجأه هنا أم تراها مرتعبه حتى فقدت النطق فجلس على مقربةً منها يحاول إمتصاص قلقها

- أنا كنت بزور قبر جدتى والوقت سرقنى وبقينا بالليل وسمعت صوتك متخافيش
- أنا مش خايفه أنا باجى هنا كل يوم فلو فى حاجه تخوف كنت شوفتها
ذُهِلَ وإتسعت عيناه مما تقول : كل يوم ومحدش رضى يساعدك
- ومين هيساعد اللى نايمين ف قبورهم إذا كانو اللى عايشين غمو عينيهم

إزداد ذهوله من هدوئها وحديثها الذى لا يليق بطفله مثلها رغم أنها محقه فلم يجد ما يواسيها به لذا حاول تغيير مجرى الحديث
- تصدقى أنا باجى هنا من شهر تقريبا كل يوم ومشوفتكيش ولا مره
- بتيجى إمتى؟
- مليش معاد محدد بس غالباً بيبقى يا العصر يا الصبح
- طبيعى منتقالبش أصلى باجى بالليل

نظر لها كأنها فضائيه وبدأ يرتاب بأمرها هل هى طفله حقا؟ أم شئ آخر يتمثل بهيئة طفله فتزحزح مبتعداً عنها قليلا يبتلع ريقه خوفاً منها فأدركت ما يفكر به فإبتسمت ساخره
- متخافش أنا باجى بالليل لأنى مبعرفش أهرب منهم  بالنهار وأما بغيب بالليل مبيحسوش بيا أو تقدر تقول مبيهتموش لأنى خلصت تنفيذ أوامرهم

حاول عقله إستيعاب كلماتها فصوتها البارد يبديها كعجوز فقدت رغبتها بالحياه وتعبيراتها تجعلها مريبه أكثر فعجز لسانه عن متابعة الإستفسار عما يحدث معها
أدركت ما يفكر به فقد إعتادت ذلك من الجميع الذين يتعاملون معها كأنها مخلوق غريب عن البشر فى حين أنهم من أوصلوها إلى هذا
تنهد (زياد) وفكر أن يخفف عنها مأسآتها بذكر قصته علها تجد السلوى بها فحين ترى أن  غيرها يعانى ستدرك أن الحياه لا تؤذيها وحدها لكنها بعد أن إستمعت له عقب بهدوء

- يعنى إنت مشكلتك ف حياتك إنك مش عارف تدخل الكليه اللى إنت عاوزها وتحقق حلمك وتغنى
- أيوه
صمتت ثم نظرت إلى القبر ومسحت بيدها عليه بهدوء فأحس أنها تستهين بمشكلته فسألها
- إنتى إيه حكايتك
فأجابته بهدوء بارد بأنها إبنة صاحبة القبر
فإتسعت عيناه متفاجئاً : إزاى ده مش معقول بقى اللى يهتم بالقبر بالشكل ده يسيب بنت صاحبته بحالتك دى

إزداد ذهوله حين أخبرته أن والدها هو السبب فيما تعانيه وهو نفسه من يهتم بهذا القبر كل هذا الإهتمام

إعتدل بجلسته ينصت لها بإهتمام ففوضعت يدها بحنان على شاهد القبر وبدأت تخبره قصتها فقد كانت والدتها فى شهرها السابع من حملها حين ماتت نتيجة حادث سياره بسبب شجار تافه مع والدها على نوع الجنين فهى ترغب بفتاه وهو يرغب بفتى وانشغل بالشجار معها عن الطريق للحظه كانت كفيله بإنهاء كل شئ فقد أصيب والدها بجروح شتى وكسر خطير لكن والدتها من تعرضت لأكبر ضرر ولم تنجو أما عنا فبالكاد إستطاع الأطباء إنقاذها ولم يستطع والدها تقبلها أو تقبل حقيقة أن شجاره بتوقيت خاطئ هو السبب بالحادث وبموت زوجته والجنين الذى اتضح أنه كان صبى  بالفعل لذا ألقى اللوم عليها خاصه أنها فتاه وليست فتى كما أراد لكن لم يكن هذا سببه الوحيد لكرهها وتعذيبها دوما وإتهامها أنها السبب بموت والدتها

قضب جبينه متسائلا: انتى السبب ازاى يعنى
- مهيا لو كانت جابت ولد الأول مكنشى هيهتم ولا يتخانق معاها على نوع الجنين ولو كان حملها الاخير دا بنت كان هيبقى الخبر ارحم بالنسبه ليه
- دا إيه العبط ده
إبتسمت ساخره : عارف إيه اللى يضحك
- إيه
- إن الإصابه كانت ف الجمجمه يعنى بيا من غيرى كانت رايحه رايحه وهو ف كل الأحوال عصبى وغبى ومكنشى بيبطل خناق معاها بسبب ومن غير سبب هه أصلها كانت طيبه ولطيفه وهو جبان ومفترى
تنهدت بألم : تيته حكتلى كل حاجه
رفع حاجبيه مندهشا: أم أبوكى
فحركت رأسها نافيه : أم أمى
حاول تهدئة الوضع : مش يمكن تكون غلطانه أو من حزنها على موت بنتها هيا كمان بتلومه
فاجئته بضحكه لا مرح بها : جدتى هيا الوحيده اللى عاملتنى كبنى آدمه من حقها تعيش وتتحب ومقالتليش الحقيقه غير لما لقتنى مره مفحومه من العياط ف العيد وكل الناس بتعيد وانا لوحدى محدش بيسأل فيا وحكتلها على تصرفاته وحاولت تعوضنى لحد ما تعبت وماتت وف العزا ستات كتير جم يعزو وكانوا بيتكلموا عنى واتاكدت انها كانت بتقول الحقيقه خصوصا لما جه يعزى وبقى مضطر  ياخدنى معاه هه هو ومراته

تفاجأ بما تقوله فرفع حاجبيه ينظر لها بلا إستيعاب : مراته دا إيه هو اتجوز

أومأت بالإيجاب : آه عاوز ولى العهد لكن عروسته مخلفتش أتارى الحادثه قطعت خلفه وطلقها لكن ملقاش اللى ترضى بيه وهو كده فاتجوز واحده سبق لها الجواز ومخلفه ولد من جوزها السابق هه واتوفق ف اختياره الصراحه حيه اتجوزت عقرب لأ وايه هيا كمان زباله زيه بتعرف تتقصع عليه حلو وتدلعه

إتسعت عيناه : كلام إيه ده منتش ملاحظه إنك كلماتك يعنى أكبر من سنك ومنتش فهماها
رفعت جانب فمها ساخره : مش بالسن اللى شوفته منهم واللى بسمعه منهم يعلم إبليس الفضيله

نظرت إلى القبر بحسره فقد دُفنت والدتها هنا لكنها من تموت كل يوم مما تعانيه
زفرت الهواء ببطئ فبعد وفاة جدتها ولم يعد هناك من يواسيها سوى هذا القبر لكنها لم تبكى حينها حزنت نعم لكن دموعها جفت مع كل ما مرت به كما أنها إكتشفت أن دموعها تريح والدها

نظرت نحوه وسألته فجأه : انت اسمك ايه
- زياد وانتى
اجابته بجمود : رأفت
- حلو انك تحاولى تفكى عن نفسك وتهزرى
- بس انا مبهزرش

برودها وجديتها جعلاه يحرك رأسه لكلا الجانبين غير مصدقا فأومأت له مؤكده فقد عاقبها والدها بتغيير إسمها إلى (رأفت) وتعامل معها كفتى

حاول إخراجها من بؤسها ببسمه لطيفه : وإسمك الأولانى كان إيه
- حياه

تنهدت بألم فقد كانت والدتها من أسمتها هذا الإسم وكم أحبته كثيراً لكن الآن فقدت حتى ما تعنيه إسمها من معنى فقد أصبحت حياتها أسوأ من الجحيم ولا ملاذ لها سوى قبر والدتها تأتيه دوماً تتلمس به الراحه لتتحمل ما تمر به فطفله بعمر العاشره لا طاقة لها لكل هذا الكم من الحقد والغضب طفله فقدت طفولتها بسبب أحقاد لا ذنب لها بها جعلتها تشيخ مبكراً فأباها نسى أنها طفله وزوجته وإبنها يتعاملان معها كالخادمه وزميلاتها يسخرون من إسمها لذا تأتى هنا دوماً ولم يهتم أحداً لغيابها بل يتمنون ألا تعود وها هى كعادتها تناجى والدتها وترجوها أن تأتى لأخذها معها لكن بلا فائده فتحتضن التراب المنتشر حول قبرها عله يكن أحن عليها من البشر

أخرجها من شرودها حين إمتدت يده يطلب مصافحتها: من هنا وجاى إحنا صحاب وهناديلك دايما ياحياه

إمتدت يدها بحذر تصافحه وتومئ بالموافقه فصدع صوت عواء من بعيد فإنتفض زياد وإقترب منها بخوف
- ياليله مش فايته دا صوت ديب دا ولا إيه
- دا بينه  كلب
- كلب ديب أهو مصيبه والسلام وإحنا ف الترب وحياة أمك الغاليه ياشيخه قومى بينا من هنا
أجابته بلا مبالاه: امشى انت انا مش فارقه معايا
فنهرها بغيظ: وحياة اللى جابتك ما وقت برود قومى

تأففت بضيق ونهضت معه يتسللا مبتعدين عن صوت العواء حتى خرج من المقابر فركض زياد مسرعا يجرها خلفه وهى تصارع لتلحق بخطواته السريعه حتى وصلا إلى أماكن مأهوله بالأحساء فوقف زياد يلهث وهى بالكاد تلتقف أنفاسها

حين إطمئن أنهما بأمان نظر نحو الطريق الذى أتيا منه : توبه إن جيت هنا تانى
- جبان
- خلينالك الشجاعه يا وحش الأدغال
سخرت من خوفه: طب روح بقى أحسن حاجه تطلعلك
نظر حوله بإرتياب : بس احنا بعدنا خلاص
- محدش ضامن
- انتى هترعبينى ليه نروح
- أنا طريقى من هنا
اشارت بإتجاه ما فأمسك بيدها يخفضها : من هنا وجاى طريقنا واحد يلا بينا
تبسم ثغرها الصغير لأول مره فرفع زياد حاجبيه بدهشه : شكلك بيبقى أحلى لما بتبتسمى متكشريش تانى أبدا

لم تجيبه فقد صدر صوت من أحد الأركان المظلمه قد يكون لقط ضال أو فأر جائع أو أى إن كان فلم يفكر زياد بالتأكد بل جرها خلفه مجدداً وهو يركض خائفاً حتى وصلا إلى الطريق العام ووقفا يلهثان ثم بدأ يبحث عن وسيلة مواصلات تقلهما بلا فائده فقد تأخر الوقت كثيراً ولم يجد بدا من السير حتى الشارع الذى يوجد به منزله وهناك سمع صوتا نهائيا يهتف بإسمه
- زياد زيااااد

استدار ليجد أنها (شمس) إبنة جيرانه فتوجه نحوها مصطحباً معه حياه لكن شمس لم تمهله الوقت للحديث بل أمطرته بصراخها الغاضب
- كنت ف انهى مصيبه تاخدك للساعه دى ومقولتليش ليه ومتصلتش تعرفنا انك هتتأخر ليه
لقد فزعت حياه من صراخها بينما ظل زياد هادئاً حتى أفرعت ما بجعبتها من صراخ وأسئله كثيره فأجابها بلا مبالاه وكأنها لم تنفجر به  
- كنت عند قبر تيته ومعتقدش ان فى حد ف البيت حس بغيابى
- لأ فيه يافالح
استدار متفاجئاً لصوت ذكورى الذى أتى من خلفه : رائف
- لأ خياله انت عارف الساعه كام دلوقتى
حمحم بإرتباك : ما مهو أأ
قضب رائف جبينه وأشار بعيناه تجاه حياه : مين دى
- هقولك بس خلينا للصبح
سخر منه: أنهى صبح الساعه بقت خمسه ونص الشمس قربت تشرق
زوى جانب فمه : يعنى بابا صحى
صرخ به بغضب : هو دا كل اللى فارق معاك وتذنيبتنا ف الشبابيك طول الليل مستنيينك عادى قلقنا وفزعنا عليك دا عادى انك تبات ف التُرب عادى انك راجع بواحده غريبه عادى مش كده

ليس من عادة رائف الصراخ والغضب ولهذا إبتلع زياد ريقه بخوف لتيقنه أن الأمر لن يمر مرور الكرام ولم يعطه رائف فرصه للبحث عن مبرر بل غادر متجه نحو المنزل بينما تنهدت شمس بضيق

- لو تعرف كان مرعوب عليك ازاى مكنتش اتاخرت كده دا بقى هيتجنن ودماغه عماله تودى وتجيب ويسأل يا ترى جرالك ايه وروحت فين وقال لو مجتش عالصبح هيبلغ البوليس دا مخلاش حد من اصحابك مسألوش عنك

أنكس رأسه بخزى فقد نسى فى خضم حزنه وغضبه أن هناك من يهتم لأمره حقا أراد إهتمام  والديه ونسى أن له أخ يعده إبنا وصديقا له ويخشى عليه من النسيم

وجدت الحياه أن زياد لا يحتاج إلى مشكله جديده بحياته لذا تسللت لترحل لكن شمس رأتها وأوقفتها : على فين يا
ثم نظرت إلى زياد : هيا اسمها ايه
انتبه زياد ان هناك من ترافقه فهتف بها : حياه استنى انتى راحه فين
إجابته بهدوء: راحه مطرح ما جيت كفاياك عليك همك
أصر زياد على موقفه : لأ انتى من هنا وجاى سكتنا واحده وهساعدك زى ما وعدتك
تدخلت شمس متسائله : هو فى ايه
فأجابها زياد سريعاً  : فى انك هتصتضيفيها عندك النهارده لحد ما رتب الدنيا
إبتسمت بحماس : بس كده من عينيا دا انتى هتونسينى
فقضبت حياه جبينها متعجبه: لكن اهلك مش هيقولوا حاجه
أجابتها شمس بسخريه: ياغلبانه مش اما يفتكرونى
فعقب زياد بضيق: يييه هما اتخانقوا تانى
- هما بيبطلوا واديها سابت البيت كالعاده وهو طفشان عند اصحابه
- عملوا طيب واهوا تتسلوا سوا بالإذن أنا بقى قبل ما بابا يعرف
- وهتدخل البيت ازاى
- زى العاده من الشباك
حركت رأسها لكلا الجانبين بيأس ثم نظرت إلى حياه مبتسمه : أنا شمس وانتى
- حياه
- الله اسمك حلو اوى دا احنا هنبقى دويتو يجنن تعالى تعالى

وجدت حياه مع شمس الصديقه التى لطالما تمنتها فقد كانت مرحه لطيفه بينما قفز زياد بمساعدة رائف إلى داخل غرفتهما ورغم غضب رائف  لكنه لم يجعل أحد بالمنزل يعلم بغياب زياد ومع هذا ظل مقتضب الجبين رافض الحديث معه وبعد معاناه والكثير من التوسلات من قبل زياد أخيرا عفا عنه رائف وسامحه لكن بقيت مشكلة حياه فحين لم تجدها زوجة أباها لتنفذ مهامها اليوميه ركضت إلى زوجها تنهفث حقدها بعقله

- تعالى شوف الهانم بنتك بايته فين
- بتخرفى تقولى ايه مهى مخموده ف اوضتها سيباها ليه للساعه دى متدلعيهاش عشان متقرفناش بعد كده
خرج ابنها يتثائب : ايه الدوشه اللى عالصبح دى مش عارف انام
رق صوت والدته الحقود: حقك عليا ياحبيبى مقصوفة الرقبه هيا السبب
تأفف بضجر: يوووه البت دى سمجه ومورهاش الا الصداع
لمعت عيناها بفرح لم تستطع إخفاؤه: الظاهر قررت تريحنا من صداعها وطفشت

نعم هذه الفتاه تخدمها لكنها ليس عمياء كزوجها فالفتاه نسخه مصغره من والدتها المتوفاه وكلما مرت الأيام كلما زاد هذا الشبه حتى لو كان شكلاً فقط فذات يوم سيدرك زوجها هذا وسيلين من جانبها وحينها ستنقلب عليها كل أفعالها وقد يلقيها فى الشارع مع إبنها لو طلبت إبنته منه حينها أخرجها من شرودها صوت زوجها الغاضب

- بلاش تخاريف فاضيه هتلاقيها ف الحمام ولا مستخبيه تحت السرير
زوت جانب فمها: قلبت عليها البيت كله مش لقياها
قضب زوجها جبينه : يعنى هتكون راحت ف انهى غرقه تاخدها ملهاش مكان غير هنا
زوت جانب فمها ساخره : يمكن راحت تعدد لأمها
انتفض غاضبا : يبقى نهارها ازرق انا قايلها ميت مره متروحش هناك هتبعدل القبر والزرع
قضمت شفتها السفليه بغيظ : هو دا اللى همك طب قبالى راعى احساسى ودارى اهتمامك بالمرحومه
- منتش خايف باعمو لحاجه تلبسها هناك وتيجى تأذينا
- ساعتها هنزل على جتتها بالخرزانه لحد ما اللى لابسها يطلع

أسرع بالخروج للبحث عن حياه وقلبه يشتعل بالغضب والحقد ولكنه لم يجدها بجوار القبر لكن بدا حول أمام القبر آثار لتواجد أحدهم فصر أسنانه بغضب وأقسم على تأديبها وظنها عادت إلى المنزل من طريق آخر فعاد ليجد زوجته تخبره أنها لم تعد وبما أنها بلا أصدقاء أو عائله سواه فقد بدأ القلق يتسلل إلى قلبه الحجرى نعم هو يقسو عليها بقوه لكنها لاتزال إبنته الوحيده
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي