الفصل العاشر

المنام الصادم وعودة الذاكرة!
.....

لقد رأى آدم هذه المرة مناماً عجيباً حيث رأى كأنه ملقى على أرض بطحاء ثم استيقظ ونهض ليمشي في فيفاء جرداء بلا زرع ولا ماء يمشي فيها وهو يضحك بصوت عالٍ والفيفاء في المنام أي الصحراء ترمز الى الاكتئاب والحزن أما الضحك أقرب الى الهيستيري فيرمز الى الكآبة أوالبكاء والعويل في عالم الواقع, ثم رأى نوراً ساطعاً مصحوباً بضباب كثيف ومن وسط هذا النور والضباب رأى وجهاً لم يراه منذ سنوات ذلك الوجه الذي كان قد نساه نتيجة (تغيُرالحال) ولكن هذه لم يراه ممشوق مبتسماً وإنما رأه ساخطاً عبوساً وكأنه يأبىَ النظر الى آدم الذي نظر نظراتٌ شاخصةٌ فاحصة وتأمل هذا الوجه سائلاً نفسه في دهشة:
من صاحب هذا الوجه القبيح العبوس الغاضب؟ ومن يكون؟ وماذا يريد مني هو الآخر؟ ألم يكفي ماحدث لي! أليس كافياً مانتهيتُ إليه! ألم يكفي أنني قبل النهاية أنتهيتُ؟ من أنت؟ ماذا تكون وماذا تُريد!وبعد برهة من التأمل وطرح الأسئلة وجد آدم نفسه يُردد: انه! انه! هو, نعم هو ( جبريل) مالذي أضاع بشاشة وجمال وجهه؟ تلاشىَ الضباب تدريجياً قبل أن ينطق جبريل
( مستاءً غاضباً )
-ايه اللي عملته في نفسك ي آدم؟!.. بقي لم تاخد خير وتاخد معاه حرية التصرف فيه تستخدمه بالشكل ده ؟ ؟ وتبددهُ بالشكل ده ؟
طبعا وكالعادة هتفتكران مفيش أمل وهتيأس من حياتك ويمكن تحاول الأنتحار وده هيحصل بعد ما تُحمل سيدي مالك وزرك (ونتيجة عملك) اللي انت عملته بمحض إرادة منك مع أن يا أخي المصيرده انت اخترته بمحض ارادتك محدش اخترهولك ولاحتى سيدي مالك
بالعكس أعطاك شقة وملاها بقطع الأثاث وماقالش كفايا لحد كدة لأ رجع
وأعطاك فلوس تاني من غير مقابل تاني مع الحفاظ على حريتك في التصرف الكامل! عموماً ماتخافش مش هي دي النهاية والحل موجود لكن المرة دي هيكون من جواك ومنك هتلاقي الحل أنت المشكلة وأنت الحل!
زي الضلمة والنور جواك (الخير والشر) دورعلى الحل ف أصل فطرتك جوه ضميرك هتلاقيه خلي ضميرك مُفتيك ومرشدك
(ثم اقترب منه ) ازاي هتقدرتقابل سيدي مالك ف يوم الحساب يا آدم ازاي مسألتش السؤال ده ولو كنت نسيت, أزاي نسيت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (أنتهى الحلم)
ماوراء الحلم
كان هذا هو البيت للقصيد!
استيقظ آدم وقال وهو يسيل عرقه ثم عطس عطسة عميقة وكأن روحه
رُدت إليه من جديد! ثم قال مُحدثاً نفسه

- مش معقول مش ممكن! كابوس مخيف مقلق!
الكوابيس مش عايزة تسيبني من يوم أشهرت إفلاسي! لكن المرة دي الكابوس مختلف
(ثم صمتَ قليلاً) لكن مين اللي ظهر لي في الحلم ده؟؟؟ ... جبريل هو جبريل أييييوه .. فرك جبهته في محاولة للتركيز ثم صاح:
ايوه افتكرت أفتكرت الأمانه .. مالك .. مفتاح السندرة الميدالية ! الميدالية فيها المفتاح، ههههههااااااي الفلوس في السندرة الحقوني, عفاف ألحقيني ياعفاف بالسندرة أنا افتكرت كل حاجة ياحبيبتي...

وعندما خرج ليبلغ عفاف بأن ذاكرته قد عادت أو بمعنى آخر ذاكرة روحه التي دنستها الأيام قد تنشطت مرة أخرى واتذكر كل شيء
وجد الشقة خالية تماماً
حاول البحث في كل غرفة من غرف الشقة وجدها خاوية لا أثر لوجود عفاف بل لم يجد أثر لوجود إنسان أو إنسانة عاشت معه في الشقة!
كأنهُ كان لم يكن أحد يعيش معه! فلا وجود لأي أثر لعفاف ولا هبة ولا لأي إنسان قط!...
كأن ماحدث معه وعايشهُ معايشة تامة بكل جوارحهُ كان مجرد حلم مؤقت أين هي عفاف؟ أين هبة بنت الصدفة اللقيطة؟ لا أثر لا وجود لأية علامة تشير إلى أنهما كانتا متواجدتان في شقة واحدة مع آدم!
بمعنى أنه لم يجد أثر لثياب أو لأغراض لا شيء على الأطلاق!
حاول آدم تجاوز صدمة اختفاء عفاف وابنتها بالتبني هبة ليذهب مهرولاً ناحية السندرة التي تذكر مكانها وتذكر مفتاحها, بالفعل وجد مبلغ من المال مخبأ بداخل السندرة،
وضعهُ أمامه كأن الأحداث تعود به الى الوارء!
ليفكر مرة أخرى في إيجاد سبيل للتصرف في الأمانة
قبل أن يصطدم بتذكر مقولة جبريل ممثلاً عن مالك.
-الفلوس دي بتاعتك لك مطلق الحرية في التصرف فيها لكن الملغ التاني ده سيدي مالك بيقولك أنهُ قرر يأتمنك عليه, خليك فاكر ان الفلوس دي أمانة ولها صاحب آجلا أو عاجلاً هيستدعيك ويطالبك بيها! خليك فاكر أن فيه يوم للحساب بينكم واليوم ده جاي لامحالة مهما طال الزمن بيك!
ظل آدم يُحدث في نفسه ويفكر بصوت عالٍ من أجل البحث عن مخرج من هذا المأذق!
-الفلوس أهي, أفتكرتك مش عارف ايه اللي نساني المهم اني افتكرت أخيراً بس هعمل ايه في موضوع الأمانة دي الفلوس معايا لكن في نفس الوقت لها صاحب مالك هو صاحبها مالك مش هيسامح في حقه ابدا أنا عارفه كويس, انما أنا مش معقول يبقى معايا فلوس وخير ومعرفش أتصرف فيه واستفيد منه! كمان أهي السنين عدت فين بقى يوم الحساب ده؟!
مش منطق أفضل حارس لفلوس كفيلة بحل مشاكلي أعيش حارسها مستني يوم الحساب!
وبعدين يوم الحساب رغم السنين
( ماجاش لحد دلوقتي )!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي