الفصل الحادي عشر

نظر اليها والدها وإلي ملامحها التي تبدلت في ثواني،ثم إلي الشخص الذي يقف أمامهم ويبدو عليه الإبتسام هاتفاً:
_ نغم، إزيك يادكتورة عاملة إيه
أجابته ومازالت علي صدمتها :
_ الحمد لله
ثم تنحنحت هاتفة عندما نظرت إلي والدها فبدأت تُعرفه به :
_ بابا، دكتور حمزة
ألقي عليه السلام ثم هتفت نغم:
_ دكتور جاسر زميل معايا في الجامعة يابابا
تحدث حمزة مستفسراً بحديث لزج :
_ والدكتور جاسر بيشتغل ف المكان ولا إيه ؟
ابتسم جاسر ثم تحدث شارحاً :
_ لا يافندم المكان بتاعي أو بتاع والدي من الأصح
أومأ حمزة رأسه مُتفهما ثم هتف :
_ أها طب إحنا إختارنا دي
ثم أشار إلي السيارة التي إختارتها نغم فتحدث جاسر تلقائيًا :
_ فعلاً هي إستايل نغم وشكلها جدًا
شعرت بضربات قلبها تتسارع ووالدها ينظر اليهما بنظرة غير راضية وسؤال حَاد منه ونبرة تحذير تلقاها الآن:
_ وأنت عرفت منين إنها شبهها يادكتور
أحمر وجهه حرجاً مما تفوه به لسانه ثم إعتذر قائلاً :
_ طب إتفضلو ، أنا هخلص الإجراءت وعشان خاطر حضرتك هعمل معاك الواجب
ثم انطلق من أمامهمل تحت نظرات حمزة المتضايقة، وهتاف من حمزة إلى نغم بسخرية :
_ عشان خاطري برضو ؟
وتم الإنتهاء من هذه الإجراءت وخصم منهما مبلغًا مجاملة لهم
ثم ودعه حمزة بإبتسامة سَمجة هاتفاً :
_ شكرًا يادكتور
بادله جاسر البسمة ثم تحدث وهو يُعطيه رقمً خاصًا به :
_ دا الكارت بتاع المكان وأول ما حضرتك تنوي بس كلمني
ثم شاور علي رقمة الخاصه :
_ ودا رقمي الخاص، قول بس إنك جاي وهعمل مع حضرتك أحسن واجب
نظر إلي الكارت بلا مبالاة ثم وضعه في سترته هاتفاً :
_ إن شاء الله
وقبل أن يتركه تحدث جاسر :
_ طب ممكن رقم حضرتك !
عقد حمزة حاجبيه بتساؤل :
_ ليه ؟
تنحنح جاسر ثم هتفَ بإبتسامة ودودة :
_ عشان يعني لو حضرتك إتصلت أبقا أعرف إن الرقم يُخصك
ابتسم حمزة نصف أبتسامة ثم تحدث :
_ لاء
ثم تركة وأنصرف تحت ذهول الأخير من طريقتة وخجل نغم من تصرفات والدها
وتلقائياً بعد انصرافهما وجهه أبيها السؤال إليها :
_ مين دا وتعرفيه منين !
هتفت نغم بتوتر:
_ قولت لحضرتك يابابا كان الدكتور بتاعنا ودلوقت هنبق زمايل في الشغل
تحدث وهو ينظر إليها بغيظ:
_شكله سمج أوي وبعدين حد ينزل في عربيه 30 ألف عشان زميلته ؟
هي نفسها استغربت مما فعله فصمتت شاردة مفكرة فيه فقاطعها والدها قائلاً :
_ نغم.. يانغم
انتبهت نغم فتحدثت أخيراً بشرود :
_ نعم يابابا
نظر إليها مطولا بداخله شيء لا يَطمئن له ولا يٌريد أن يلفت نظرها من الأساس فتفوه بعد صمت :
_ مفيش
ثم انطلق عائدًا إاي المنزل

…………………………………………………………………………

" نذهب في طريقنا ونفكر دائمًا في حاضرنا ومستقبلنا وما سيحدث فيه وما نحققه من إنجازات ، لكن أحيانا يُغير لنا القدر هذا الطريق فيجعلنا نسير في طريق آخر لم نتخيل يومًا أننا سَنمْر به "
يرتدي خوذته ويسير بسرعة جنونيه كعادته، لكنه اضطر لتهدأة هذه السرعة ،عندما كان الهاتف يُعلن صوتاً فكان أحد أصدقائه
تحدث صديقه يخبره بابتسامة :
_ في سِباق كدا محتاجينك فيه
ابتسم الأخير معلقاً :
_ كان علي عيني ياصاحبي بس أنت عارف أبويا محلفني ماتحصل من أخر مرة
حاول صديقه أن يٌغريه بالمكسب الذي سيعود عليه فهتفَ :
_ أنت عارف هتاخد فيه كام ! صدقني هتنبهر
فأنهي معه الحديث قائلاً :
_ سيبني دلوقت بس عشان عندي مشوار وهكلمك تاني
ثم أغلق الهاتف ووضعه في سترته وأسرع مرة أخري
لكنه لم يشعُر بسرعته وهو يدور في الإتجاه المعاكس،فتفاجأ بوجود سيارة أمامه تأتي في إتجاهها المعاكس، فحاول أن يتفادها بكل الطرق وعندما نجح بإعجوبه لم يستطع أن يُهدء من سرعته فانقلب من فوق دراجتة.

……………………………………………………………………………

طرقات خفيفة علي الباب جعلتها تهتف وهي تمسح دموعها :
_ أنا عاوزه أكون لوحدي ياأدهم
ابتسم آدم وهو يفتح الباب قائلاً :
_ طب ولو بابا؟
أخفضت رأسها ثم تحدثت بصوت منخفض :
_ اتفضل يابابا
دخل والدها ثم جلس علي فراشها ونظر إليها بإبتسامته المعهوده هاتفاً بسؤال هي تعرف إيجابته جيداً :
_ إنتِ عارفة أن أدهم بيحبك وبيخاف عليكِ ولا لا ؟
أومأت برأسها في إيجاب ثم تحدثت :
_ أيون عارفه ، بس أنا يابابا زهقت من إسلوبه بجد،
مازال محافظا علي إبتسامته ثم أجابها بعتاب:
_ تعرفي إن إنتِ اللي وصلتي نفسك لكدا يايُسر مش أدهم
عقدت حاجبيها بتساؤل :
_ إزاي يعني ؟
_ لو كان من الأول قولتي لا وعمل كنترول بينكم في تعليقاته ليكِ علي أي حاجه مكنش وصل للتحكم الزايد دا
ثم أردف بتنهيدة:
_مين قال إن عاجبني إنك لاغيه شخصيتك وكل تفصيلة أدهم مشاركك فيها، بس أرجع وأقول هما حُرين طالما هي مبسوطه، وعمري ما إتدخلت في علاقتكم عشان شايفكم روح واحدة ودماغ واحدة، لكن اتضح إن دي دماغ أدهم بس دماغ يُسر لسه هنعرفها لما تنزل الشغل من بكره،
ظلت تُفكر في كلماته وما بها من حق، هي من فعلت في نفسها هذا وعليها ان تغير حالها اليوم قبل الغد
أخيها لم يكن له ذنب،فهو ذنبها هي،عند حديثه الأخير بأنها ستذهب إلي العمل نظرت إليه بعدم تصديق هاتفة :
_ بجد يعني حضرتك مش مُعترض
جذبها داخل أحضانه هاتفاً بإبتسامة:
_ لا ياحبيبتي
دفنت رأسها هي الأخري هاتفه بنبرة عِشق :
_ أنا بحبك أوي، ربنا يخليك ليا
قبل رأسها بحنان ثم أجابها:
_ وأنا كمان بحبك ياحبيبتي

……………………………………………………………………………

دماء تُغطي المكان الذي مُلقي فيه، يتجمع الناس من كل مكان في إتجاهه، يحاولون أن يسعفونه ولا أحد يعرف أي شيء، هتاف من أحد الواقفين بأن يسرعون ويأخذونه إلي اقرب مشفي للطوارئ
أربعة أشخاص حملوه ، ثم وضعوه بداخل سيارة وانطلقو إلي المشفي القريبة من هذا المكان
كان واحدًا منهم يضع معه أشيائه الخاصة فحاول أن يخرج بطاقتة الشخصية ويقرأ اسمه
حاول فتح الهاتف لديه لكنه يحتاج إلي كتابه رقم سري، ولحسن حظه أنه حاول مراراً أن يضع بصمت أسِر ومن خلالها فتح الهاتف وظل يبحث في الأرقام لعله يهاتف أحد من أقاربة فوجد أخيرًا اسم ظن أنه من أقاربه فهاتفه !

…………………………………………………………………………………

كان يدور في هذه الغرفة الصغيرة بنشاط وابتسامة علي وجهه لا يعرف سرها لكن فكرة أن ابنة خاله ستصبح حرة طليقه من تحكمات أخيها هذا جعله في سعادة بالغة
وحقًا كان مذهولاً من تغيرها المفاجئ وكأن حديثة معاها فرق كثيرًا في حياتها الشخصيه
شعر بهذه اللحظة أنه مسئول عن هذه العائلة وأنه كبيرهم ولا بُد أن يتدخل ولو من بعيد في الأمر الذي من وجهه نظر الجميع أنه خطأ وعليه أن يستمر فيه حتي يُغيره إلي الأفضل
رنين هاتفه أخرجه من شروده وتحدث بإبتسامة وهو ينظر إلي الاسم :
_ إزيك ياحبيبتي عاملة إيه
والأخيرة تبتسم هي الاخري وتجيبه :
_ الحمد لله ها بتعمل إيه
أجابها بتلقائيه :
_ واقف بشرف علي مكتب يُسر
عقد حاجبيها مستغربه حديثه ثم هتفت متسائلة :
_ يُسر ! ومكتب! أنا مش فاهمة حاجة
أجابها شارحاً :
_ قررت تشتغل والصراحة أنا معاها فالموضوع دا جدًا يانسمة ماصدقت إن هي أخدت قرار إنها تبعد عن تحكمات أدهم أخوها وتسمع كلامي
أعادت حديثة مرارًا في ذهنها ثم سألته :
_ وهي سمعت كلامك في ايه !
واصل معها هتافه بتلقائيته وكأنه يشاركها تفاصيله معها :
_ بحسها دايماً خايفه أصلا تتكلم معايا من أدهم أو تخرج بسببه ف دا شئ ضايقني جدًا وكلمتها في إن ليها شخصيه وليها حريه ولازم تاخد قرارها بإيديها
ثم تنهد قائلا بإرتياح:
_ وجاب نتيجه طبعا بس مكنتش متخيل إن بالسرعه دي، بس تقريبا هو كان محتاج اللي يوجهها مش أكتر
اكملت تسأؤلها :
_ طب وأدهم !
هز رأسه بحيرة :
_ مش عارف هو طبعًا كان متعصب وهي عيطت جامد والصراحه صعبت عليا جداً
بس أنا سبتهم وجيت الشغل ولقيت خالو بيقولي شوف مكانها في الشغل وأقف أهو ياستي
صمتت لفترة ثم هتفت بترقب تنتظر إجابته :
_ وأنت مبسوط اوي كدا ليه !
هدأت ملامحه قليلاً ثم أجابها بصدق:
_ أكيد هبقا مبسوط، مش بنت خالي ويهمني جداً إنها تبق سعيده وسَويه زينا
فاجأته بسؤال لم يتوقعه :
_ بنت خالك بس !
صمت مفكرًا في تلميحها ثم تحدث بضيق :
_ هو إنتِ مش هتبطلي القرف اللي بتعمليه دا !
ذهُلت من كلمته وتشبيهه لغيرتها فهتفت :
_ قرف !
أجابها بنبرة مرتفعة بعض الشيء :
_ أيون ما دي مش غيرة بني أدمه عارفاني وعارفة صحبتها كويس،
ثم أردف قبل قبل أن يغلق الهاتف :
_ الواحد غلطان أصلا إنه بيتكلم معاكِ يانسمة
واغلق الهاتف في وجهها ولأول مرة منذ أن عرفها وهو يتحدث معها بهذه الطريقة، لكنها زادت عن حدتها بسبب غيرتها الأوفر هذه، ليست أول مرة أن تلمح له بشيء
……………………………………………………………………………

كانو يتحدثون في أمور العمل وأخبرهم آدم أن ابنته ستأتي من الغد وعلي معتز أن يُفهمها العمل
فتحدث معتز مبتسمًا :
_ وهو إنت ملقتش غيري أنا أفهمها!
رفع حاجبيه بإبتسامة :
_ هو إنت مش خالها يبقا تشيل
ضحك معتز ثم سأله :
_ وابنك سابها كدا تشتغل
أجابة بعد صمت :
_ أدهم مبيدخلش في حياتها ولا حاجه ،في فرق بين التدخل وإنك تحترم الشخص اللي قدامك ويُسر بتحترم أخوها جدًا ومعتبراه كل حاجه دايمًا مدخلاه في الصغيره قبل الكبيرة
وجه معتز الحديث هذه المرة إلي صديقه مازن هاتفًا بغيظ :
_ والله لا ابنك ولا ابن مازن عندهم أصل ولا ولاء لأهلهم
يشتغلو بره وملكهم سايبنه
ثم نظرا إلي شادي هاتفاً :
_ مفيش في العيله دي غير حازم ابنك والله شايل الهم وكفايه إنه مستحملنا
ضحك الجميع علي حديثه ثم علق مازن قائلا :
- مع إحترامي الكامل لولادكم بس أنا مفيش شخص بالنسبالي كامل غير أسر ابني
ربنا يحميه ويفضل دايما في نظري أعلي الناس
علق آدم هو الأخر قائلاً :
_ أنا بأيد كلامك يامازن ،حقيقي ببق فخور بيه جداً لإن دماغه توزن بلد
كز معتز علي اسنانه بغيظ قائلاً :
_ ما أنا مش حارقني من جوايا غير كدا، الواد فعلا دماغه حلوة أوي ومستخسره بره والله
دا لما الواحد بيتزنق بيفضل يتحايل عليه زي العيل الصغير عشان ييجي يخلص الشغل
ضحك شادي هاتفا :
_ ومبيجيش غير لما نوقفله حمزة وييجي حمزة يعلي المبلغ عشان يرضيه
ابتسامات من الجميع علي ذكر اسمه وحديثهم عنه،
ورنين هاتف معتز انتشلهما مما هم فيه فضحك معتز قائلاً :
_ أهو بنجيب في سيرته نطلنا في الموبايل
وأجاب عليه وهو يفتح مُكبر الصوت :
_ لسه بقولهم مفيش في العيله دي غير أسِر حبيب خالو وهما بيقولو ' لا '
وصوت شخص يتحدث بتوتر فقد صعبو المهمه عليه كثيرًا بعد هذا التعليق :
_ أنا أسف بس أنا مش أسِر
تحدث معتز بإستغراب :
_ أومال أسِر فين ؟
ابتلع الشخص ريقه بصعوبة ثم أجاب :
_ هو للأسف عمل حادثه و ...
انتفض الجميع علي أثر جملته ثم أمسك مازن الهاتف وتحدث بخوف أبوي :
_ حادثه ! ابني فين، أسِر فين إنطق
أجابه الشخص بهدوء :
_ متقلقش حضرتك أحنا رايحين علي مستشفي (...)
وانطلقو جميعا إلي المشفي التي ذكرها الشخص في قلق وذعر

……………………………………………………………………………

كان يصف سيارته أمام بنايتهم، ثم يأخذ الكاب الخاص به كي يُكمل هيئته، فجدته تسعد لرؤيته بهذا الزي ولم تقتنع انه ضابطاً إلا إذا أرتدي ملابس الجيش هذه، أغلق سيارته ثم انطلق يُرحب بالجميع، فقد غاب كثيرًا واليوم عاد إلي اجازته وبيته وسريره أخيرًا
طرق علي الباب ولحسن حظه أن والدته هي من رأته وهتفت بصرخة اشتياق :
_ حمزة حبيبي وحشتني
اخذها في أحضانه،ثم قبل صدغيها هاتفًا :
_ وإنتِ كمان يانونا وحشتيني
دخل عليهم ورحب بخالته وكذلك ألقي التحيه الخاصه بجدته هاتفا:
_ تمام كدا يافندم !
ضحكت سُهي قائله :
_ تمام ياحبيبي ، واحشتني ياحمزه حمدلله ع سلامتك
قبل يديها بإحترام هاتفاً :
_ وإنتِ كمان ياتيتا، مرضتش أطلع الشقه الأول غير أما ادخل عليكِ بالميري عشان تصدقي إن ظابط
قاطعت حديثهم رنا وهي تهتف :
_ أنت مش قولت هتيجي بكره ؟
ضحك علي تعليقها :
_ يعني أمشي ولا إيه؟
هزت رأسها هاتفة بحنان :
_ لا ياحبيبي بتكلم عشان الأكل اللي بتحبه
هتف مُعلقا وهو يغمز لها :
_ أي أكل من إيدك ياست الكل أنا هاكله
ابتسمت وأخذته في أحضانه هاتفة:
_ ابني حبيبي، مش أسِر اخوك اللي كل ما يتكلم يقولي مبتعرفيش تعملي أكل وأنا هنزل أكُل عند خالتو ندي
ضحكت ندي ثم هتفت :
_ ياختي الواد قالي إعملي حسابي أنا وسما ع الغدا ولسه مجاش لغايه دلوقت، ما تتصل بيه ياحمزة
أخرج حمزه الهاتف من جيبه ثم حاول الاتصال به !

……………………………………………………………

وصلو جميعًا إلي المشفي وسأل معتز علي اسمه في الإستقبال فأشار إليه احد الموظفين بأنه في الطابق الأعلي
انطلق مازن يُلاحقه كل من شادي وآدم ومعتز وهناك رأو شخصان يقفان وعلي ملابس كل منهما دمااء
وقف مازن ولم يتحرك وكأنه يخاف من القادم ، فأمسكه معتز عندما شعر به خائفًا هكذا ثم تحدث آدم أخيرًا عندما وصل هاتفاً :
_ إيه اللي حصل وأسِر جراله حاجة ؟
أجابه الشخص الذي هاتفهم منذ قليل هاتفاً :
_ متقلقوش حادثة بسيطة إن شاء الله ، هو بس كان قابله عربية، حاول يتفاداها وقع من علي الموتوسيكل
هدأت قلوبهم إلي حد ما وهو الوحيد الذي لا يهدأ فابداخلة شعور بأن شيء ما ليس علي ما يرام
هناك رنين هاتفه أرتفع مرة أُخري فنظر معتز إلي الشخص فأعطاه كل ما يخص أسِر قائلا :
_ دي كل حاجة كانت واقعة منه
نظر اليه معتز بإمتنان قائلاً :
_ أنا بشكرك جدًا علي وقفتك
ابتسم الرجل ثم هتفَ :
_ مفيش حاجه دا واجب، هستأذن أنا بقه وإن شاء الله تطمنوا عليه
ثم شاور إلي الاخر الذي يقف معه وانطلقو خارجين من هذا المكان
تحدث معتز وهو يري اسم المتصل :
_ دا حمزة
هتفَ شادي :
_ رد عليه ومتقلقهوش سيبه في شغله هناك
اجابَ عليه بالفعل وتحدث بصوت مضطرب :
_ إزيك ياحمزة
استغرب حمزة من إيجاب معتز عليه فهتف :
_ خالو ! أنا اتصلت غلط ولا إيه، كنت بتصل علي أسِر
سمع صوت رنا وندي بجانبه فسأله بترقب:
_ أنت وصلت؟
أجابه بإبتسامة :
_ ايوه لسه جاي وخالتو ندي عمالة تتصل علي أسِر عشان المفروض البيه عازم نفسه عندها ومبيردش عليها فا قالتلي أتصل أشوفه مجاش ليه لغايه دلوقت.
ثم أردف متسائلاً:
_ الله أومال هو فين
تحدث أخيرًا معتز :
_ متكررش كلامي تاني قدامهم وحاول تبق هادي في رد فعلك، أسِر عمل حادثة وهبعتلك اللوكيشن دلوقت
صمتَ الأخير يحاول أن يستوعب الكلمات التي قيلت له، وعندما لم يتحدث تحدثت رنا هاتفه :
_ في إيه ياحمزة !
انتبه حمزة وهتف بصوت متوتر :
_ هما في الشركه ومش راضي يشتغل ومعاقبينه
ثم ضحك كي لا يُظهر أي شئ أمامهم :
_ طب أنا جاي أهو، ولاء طبعا لازم يشتغل ولو مش بمزاجه يبق غصب عنه ،
ثم أغلق الهاتف ونظر اليهم قائلًا :
_ هروحلهم الشركه بقه عشان عاوزين أسِر في شغل وهو كعادته لازم يتأمر
ابتسمت الجده ثم هتفت :
_ ماشي ياحبيبي
هتفت والدته :
_ طب كُل حاجه الأول
انطلقا خارجًا من البيت هاتفاً :
_ لا مش جعان

………………………………………………………………………………

_ بابا أنت زعلان مني في حاجة ؟
كان هذا سؤالها وهي تنظر إلي والدها الذي لم يتحدث معها منذ أن أنهي مهمة سيارتها !
نظر اليها ثم تحدث بكذب :
_ لا يانغم مش زعلان منك
هزت رأسها بحيرة من أمره وتغيره هذا فتحدثت :
_ أومال من ساعة ما خرجنا من عند دكتور جاسر وحضرتك ساكت !
فاجأها :
_ يمكن غِيرت
نظرت إليه عاقدة حاجبيها بإستغراب وهي تكرر جملته :
_ غيرت !
ابتسم مستهزئا بمشاعره الأبويه فتحدث بجدية :
_ يمكن عشان شوفتك عارفة حد وبتكلمي معاه حتي لو كان مجرد زماله دا خلاني أغير
ثم نظر اليها قائلاً بإبتسامة :
_ علي فكره زمان كنت بغير علي مامتك بشكل غريب
ضحكت نغم بذهول قائله :
_ ماشي يابابا دي عشان مراتك لكن أنا بنتك وكمان ما أنا بكلم عادل وأسِر وأدهم وكل اللي في البيت
شرح لها قائلاً بهدوء :
_ دول أنا عارفهم كويس ومطمن وإنتِ معاهم لكن اللي بره أنا معرفهمش عشان أطمن عليكي
وضعت كفيها علي يديه قائله بثقة:
_ إطمن يابابا بنتك بمليون راجل متخافش عليا،
ظهرت ابتسامته هذه المره وملامحه هادئه وكأنه جعلته يهدأ بهذه الجملة فلانت ملامحه كثيراً،
أغلقت هي السيارة ثم اتجها الاثنان إلي المنزل لكنهما تفاجأ بحمزة فحدثت والدها :
_ إيه دا هو حمزة جه !
نظر والدها إلي حمزه الذي كان ذاهباً إلي سيارتة فوجه الحديث إليه بصوت مرتفع قليلاً كي يسمعه:
_ حمزة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي