الفصل الحادي عشر

گ كلمات طفل صغير أشتقاق لسماع صوته الرقيق الذي يملا الجو بهجة.

نذهب لمكان جديد تعشقه أسماء وهو الجانب المظلم منها الجانب الذي تعود إليه كلما أحست أنها علي وشك الإنهيار جانب يصطحبها لعالم ملييء بالجنون والإيثارة لن تتوقعوا ما هذا العالم لأنكم لم تروه من قبل في شخصيتها المرحة ولكن لكل شخص منا جانب أو عالم يذهب إليه عندما يشعر أنه أصبح وحيد ولكن هذا العالم ليس فقط لوحدتها وإنما هو حياتها والذي بنت عليه مستقبلها.

أمام مستشفي الأمراض النفسية:
_كانت أسماء مترددة للمرة الأولي هل تدلف للداخل أم لا فكلما تاتي لا تستطيع الخروج.

_نعم فهذا المكان هو ملاذها في الحياة هو حياتها الثانية التي لا نعرف عنها أي شيء حتي الأن.

_عشق بإبتسامة مطمئنة وهي تمسك كف يديها: متخفيش مش هيحصل حاجة أكيد افتكر حاجة جديدة أو بيعمل كدا عشان يشوفك أنتِ عارفاها يا أسماء بيحب يتدلل عليكي أصله بيعتبرك أمه أهدي وخشي عندي الدكتور واستفسري منه علي كل حاجة.

_أسماء بتنهيدة: أول مرة أحس أني خايفة أوي يا عشق وأنا ريحاله كنت قبل كدا بحس أني رايحه لروحي أو نصي التاني بس المرادي عارفة أني قصرت معاه جامد بسبب التشدد اللي أسر عامله.

_عشق بطمئنة وهي تحضنها: أهدي خالص وإدخلي أكيد وحشك جدا وأنا هاخد لفة في الشارع الرئيسي او اعملي أي مصيبة علي ما تطلعي.

_أسماء بإبتسامة مترددة: عشان خاطري بلاش مصايب وبلاش تقولي لسهيلة عشان انتِ عارفة رايها في الموضوع دي أي.

_انصرفت عشق ودخلت أسماء لطبيب الحالة المختص.

_طرقت باب المكتب وعندما سمح لها بالدخول دخلت وجلست علي أقرب كرسي.

_الطبيب بترحيب: نورتي يا أستاذة أسماء بقالك كتير مش بتيجي قولنا نجيبك إحنا هنا.

_إبتسمت أسماء وعلامات القلق علي وجهها: دي نور حضرتك خير يا دكتور في حاجة خطيرة ولا أي أنا من ساعة ما كلمتني إمبارح وأنا قلقانة.

_الطبيب بتنهيدة وهو ينهض من الكرسي: الصراحة مش عايز أقلقك أكتر بس الحالة ميئوس منها بس بنعاني معاه ومفيش حد غيرك المريض بيسمع كلامه كل فترة الحالة بتتدهور ومفيش في ايدنا حل.

_أسماء بوجة عابس: بس يا دكتور أعتقد أنك قولتلي قبل كدا أن اللي بيحصلة دي بسبب المشاكل اللي اتعرض ليها في حياته وأنه بيحاول يفضل جوة الدوامة دي عشان يهرب من مشاكله وأفكاره وأنه إنسان طبيعي جدا بس بيمر بحالة من اللا وعي.

_الطبيب بجدية وهو يجلس علي الكرسي المقابل لها: بس لغاية امتي يا أستاذة أسماء هيفضل علي الحال دي لغاية امتي بقاله تسع سنين علي الحال دي ومفيش أي تحسن بس بحس أنه بيكون أفضل لما بيكون معاكي اللي في عمره دلوقتي بيسافروا ويخرجوا ويشتغلوا، حتي الشخص اللي جابه معدش بيجي يطمن عليه.

أسماء باهتمام: مين الشخص دي حتي لو ليه اي رقم تليفون حاته أتواصل معاه أعرف أسباب الحالة نحاول نعالجة.

_الطبيب باعتذار: للاسف مش سايب أي أرقام حاولت أوصله لكن ملقتش اي حاجة.

_أسماء بإبتسامة: طب هو فين دلوقتي نايم، ولا في أوضته، ولا بره في الحديقة.

_الطبيب بتفهم: في أوضته ورافض ياخد العلاج.

_خرجت أسماء من مكتب الطبيب وذهبت لغرفة المريض  أخذت تقترب ببطء، حتي سمعت صوته ينهر الممرضة بعدم أخذه الدواء.

_أحست بثقل كبير علي قلبها ثم فتحت الباب، ودلفت ببطء واردفت بصوت متهدج: سيبي العلاج، وإخرجي أنا هفضل معاه.

_خرجت الممرضة من الغرفة، وضعت أسماء حقيبتها الكروس الصغيرة علي الكرسي، وجلست علي طرف السرير وهي تمد يدها له.

_ثم أردفت بصوت منخفض: طب أنت زعلان منهم عشان وحشين مش هتكلم أسماء سمكة حببتك أنا جيت أهو خلاص متزعلش عارفة أنك بتدلع عشان عايز تشوفني.

_كانت تلك الكلمات البريئة من أسماء إلي ذلك الشخص مجهول الهوية كأنها تعامل صغيرها المدلل.

_ولكنه ليس صغيرًا فهو شاب ذو الخمس والعشرون من عمره.

_لما يصدر أي صوت وعلاوة علي ذلك وضع المخدة فوق رأسه حتي لا يراها.

_أسماء بإبتسامة وهي تزيل المخدة: يعني مش عايز تشوف أسماء صح.

_لم يصدر أي صوت ووضع المخدة مرة أخري علي رأسه.

_أسماء بتفكير وهي تنهض من علي الفراش: ماشي يا زين يعنى كدا مش عايز تشوفني أوك تمام أنا همشي مش جاية تاني خالص طالما أنت مش عايز تكلمني ولا تشوفني حتى.

_اتجهت أسماء نحو الباب لتفتحه ولكن سمعت صوت يتشهنق كالأطفال واردف بدموع: لا خلاص مش تمشي يا أسماء أنا أسف والله بس فاكر الدكتور الوحش بعتك عشان اخد الدوا.

_ابتسمت أسماء بنصر لطفولته فهي تعرف أنه يحب وجودها: وبتغطي وشك مني ليه انت زعلان مني حضرتك يا استاذ زين.

_زين بإبتسامة رجولية جذابة فهو شاب ولكن بعقل طفل: لا مش زعلان بس هما وحشين عايزني أخد العلاج وخلاص وطعمه وحش أوي عشان كدا بقى عملت فيها تعبان ومش عايز اخذه.

أسماء بنظرة حيرة من أمر ذلك الشاب الطفل الذي سيصيبها بالجنون يوما ما: يعني أنا قلقانة عشان خاطرك وزعلانة وهموت من الخوف عليك وأنت بتعمل كده عشان متخدش العلاج يارب أنت العالم يلا يا زين عشان تاكل وتاخد العلاج ومفيش لاء عشان مزعلش منك ومجيش هنا تاني.

_زين بسرعة مريبة وهو يحضر صنية الطعام من  علي الطرابيزة: خلاص هاكل بسرعة وأخلص الأكل عشان تجي كل يوم.

_أسماء بضحكة رنانة عليه وهي تشاهده ياكل بسرعة ولا يمضغ الطعام: علي مهلك طيب أهدي يا زين مش همشي كل براحة أنا معاك طول اليوم عشان نحكي كتير.

_زين بتفكير وهو يتكلم وهو ياكل: يعني أي يا أسماء نحكي كتير.

_قهقت أسماء عليه فهو أحيانا لا يعرف تفسير معاني كلمات تقولها: يعني نتكلم يا زين حابه أتكلم معاك انهاردة في مواضيع مهمة.

_زين بإبتسامة علي ضحكتها: ضحكت حلوة أوي يا أسماء وبدخل خدك لجوه ماشي نتكلم انا خلصت أكل أهو عشان نحكي كتير.

_أسماء بإبتسامة هادئة علي برائته: اسمها عندك غمازة مش خدك داخل لجوة شاطر خد العلاج دي يلا بسرعة عشان نخرج نتمشي سوا.

_وبعدما أخذ العلاج نزلوا إلي الحديقة الخاصة بالمستشفى يتحدثون معانا فأسماء تريد أن تعرف منه أي شيء يأخذها لحقيقته ومن هو ذلك الزين الذي احتل عالمها اللطيف المرح.

_هل تعتقدون أنها ستستطيع حل ذلك اللغز المعقد؟
                    ~~~~~~~~~
في شركة السيوفي:-

_وصل خبر للشركة بأن المدير العام للشركة علي وشك الوصول وعلي كل مدراء الأقساء في الشركة التواجد علي الفور.

_تلقى نادر الخبر بحيرة ودهشة، وأخذ بتسأل لما سيأتي أسر إلي الشركة وهو يرسل له جميع الملفات الخاصة بالشركة وجميع الصفقات المهمة للإمضاء عليها فلماذا سيأتي؟

_ولما لم يخبره في الهاتف أنه سيحضر للشركة.

_دلف لغرفة مكتبة ثم دلف السكرتير الخاص به.

_السكرتير بقلق وهو يفرق يديه: المدير العام علي وصول يا بشمهندش نادر لازم حضرتك تتواجد في غرفة الإجتماعات وهو هيدخل عليها علي طول.

_نادر بغيظ وهو يحمل ملفات الصفقات: يلا قدامي أما نشوف أخرتها معاه مقلش ليه من امبارح أنه جاي كنت عملت حسابي لكن دي لا مواعيد ولا أي زفت يلا خلينا نخلص خليني أروح الشركة التانية إياد مع أبوه في ايطاليا عشان العملية ربنا يستر.

_جلس الجميع في انتظار المدير العام وهم في غاية القلق لماذا جمعهم.

_وأمام الشركة قد كانت جني أسفل الشركة تنظر لها بانبهار وهي داخل السيارة ثم أخذت نفس عميق، وأمرت السائق بأن يفتح لها الباب، فلبي أمرها.

_اقترب السائق من حارس الشركة فنظر لها الحارس بانبهار ثم اصتحبها إلي الداخل ثم أرشدتها موظفة الاستقبال علي الطابق الذي يتواجد به غرفة الإجتماعات، فصعدت في الأسانسير.

_ثم دلفت للطابق المراد فكان الموظفين ينظرون لها بعلامات التعجب والحيرة من تلك الفتاة الجميلة للغاية الأخذه للأنظار.

_فكانت جميلة للغاية كان السكرتير ينتظر هذا المدير وعندما راها انبهر بجمالها من تلك الفتاة.

_جني بنظرة متفحصة: انت سكرتير المدير العام حضرتك.

_السكرتير بصدمة من لهجتها ونظراتها: احم لا مش أنا بس أنا مستني المدير عشان أخده غرفة الإجتماعات مين حضرتك يا أستاذة.

_جني بثقة وهو تتقدمه: تمام طب يلا عشان أنا مواعيدي دقيقة بالثانية يا اسمك اي واه صح لو في سكرتير غيرك ليا هيتغير عشان هتكون انت السكرتير الخاص بيا.

_السكرتير بصدمة ماذا قالت هل تلك الفتاة الجميلة مديرة تلك الشركة ثم خرج من شروده علي صوتها، وهي تسأله إسمك أي.

_السكرتير بإبتسامة هادئة قلقه: اسمي مروان حضرتك.

_جني بإبتسامة وهي تنظر له نظرات محذرة: تمام يا مروان وخلي بالك مش بحب حضرتك دي بتنرفزني قولي بشمهندسة وإياك تنسي فاهم ويلا اتفضل عشان نبدا الاجتماع.

_مروان هز راسه موافقه ثم دلف أمامها، فاعتقد الجميع أنها وصلت فوقف الجميع عدا نادر الذي بقى جالسا ونظرا للأسفل وهو يربط رباط الكوتشي.

_نظر لها الجميع بتفاجي وظلوا صامتين وهي تنظر لتلك الكتلة من ثم قالت بمغزي محدد وهي ترفع صوتها: أنا أكتر حاجة بكرهها في حياتي عدم الإهتمام والتجاهل وأهم الغرور الزايد.

_سمع نادر صوتها أحس أن العالم يدور به ماذا تفعل هنا ثم رفع رأسه ليتأكد منها ثم صدم ولم يعرف بماذا يجيب هل الحلم يتحقق ماذا تفعلين هنا.

_نظرت له جني بنظرات ذات مغزي ثم اردفت بنفس اللهجة المحذرة: مش بعيد كلامي مرتين وكلامي هيمشي علي كله ثم اقتربت من نادر، وأشارت عليه وكلامي هيمشي عليك أنت كمان أكتر حاجة بكرهها في حياتي عدم الإهتمام والتجاهل وأهم حاجة بالنسبالك يا بشمهندش نادر الغرور الزايد تخف منه عشان بيجبلي حساسية مفرطة والحساسية بتعمل أثار جانبية ومقولكش ممكن أعمل أي لما تزيد الحساسية.

_ثم صمتت قليلا، واستدارت للخلف ثم أشارت علي مروان واردفت بنبرة هادئة: مروان هتبقي السكرتير الخاص بيا بعد كدا.

_خرج نادر من صمته واردف بتسأول: هو انتِ هتفضلي هنا كتير ولا أي مروان السكرتير بتاعي.

_نظرت له جني بنظرات استفزازية وتجاهل ثم جلست علي الكرسي المخصص لها ثم قالت بعيون نارية: علي ما أظن كلامي اتفهم مش بكرر كلامي مرتين فأي حاجة بس هعيدهالك تاني مروان هيبقي السكرتير الخاص بيا يا بشمهندش نادر تفهم بقى متفهمش مليش فيه بس من مصلحتك تفهم بسرعة عشان خلقي ضيق يا هندسة ويلا إتفضلوا عشان نبدأ الاجتماع.

_استشاط نادر من تلك الطريقة الفذة الجديدة التي تعامله بها ثم جلس مكانه وهو ينظر لها بغيظ.

_نظرت جني لنادر الجالس بجوارها ثم اردفت بتجاهل لنظراته النارية: عايزه ميزانية السنة دي ومقارنتها بالمزنيات السنين اللي فاتت وكمان عايزة أشوف اخر موديلات السنادي في التصاميم عندنا وفي الشركات المنافسة وعايزه موديل جديد ينزل السوق غير أي موديل موجود في الأسواق أو حتى متصدر من الخارج أنا عايزة الشركة تبقي رقم وان في الموديلات الحديثة.

_نظر لها الجميع بصدمة ماذا تقولين.

_اردف نادر مفسرا لها وضع الشركة وأن الشركة ليس لديها ميزانية لفعل ما تقولين: وضع الميزانية الوقت دي مش هيكفي اللي أنتِ عايزه تعمليه الميزانية يكفي أننا بنستورد من الخارج.

_جني بنظرات دهشة من كلامه: وليه منعملش إحنا الموديلات ونصممها ونصدرها ثم أنا مسالتكش أنت أنا بسأل رئيس قسم الميزانيات والتصاميم مطلبتش رايك لما أوجهلك السؤال وأقول بشمهندش نادر تبقى ترد حضرتك.

_ثم وجهت كلامها لمروان: مروان باين مفيش أسلوب تفاهم أنا هعرف إزاي يكون في نظام تعالي معايا علي مكتبي عشان باين عليهم عايزين نظام جديد وباين مش فاهمين حاجة ولا شايفين شغلهم كويس أنا هعرف إزاي أمشي الشركة دي من أول وجديد بمفاهيم جديدة.

_ثم غادرت غرفة الإجتماعات وهي تبتسم ابتسامة نصر ثم اردفت بهمس: دي البداية فقط.

_تفتكروا هتعمل أي في الشركة؟

               انتظروا مزيد من التشويق والايثارة
بقلم همس الحياة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي