الفصل السادس عشر

الفصل السادس عشر

(بين وجدان الروح تسكن أنت وحدك ك مغيب الشمس لا يضاهيها شى)

دونت تلك الكلمات فقد أنهارت حصونها،فقد اقترب موعد سفر عز ولا تدرٍ ماذا تفعل أكانت الفراق حتما ولا بد لعلاقة حكم عليها بالفشل

أكانت ستفعل ما فعلته الف مرة فقد رأت خيانته لها بأم عينيها ولن يخبرها أحد حتى شعرت باقتراب الخطر عن مالكها

فتلك الايام ابنة عمها فاطيما ترمى نافذة الهوى على مالك قلبها

تشعر بالخطر يقترب من كلاهما فقد لمحت لها البارحة بأن لا تتوسم خيرا بعودتها هى وعز مرة اخرى،اللإ معقول ما تحدثت عنه

فاطيما ابنة عمها مختار أتحب حبيبها متى واين حدث هذا ،بالطبع أكان يخوننها وهى لا تدرٍ استعاذت بالله من الشيطان

الرجيم وراحت تفكر مليا فيما حدث تلك الايام المنصرمة ،يجب الإ تترك عزها بمفرده لا بد عليهما مواجهة المخاطر

التى قد تواجههما فى الايام القادمة ف ماذا سيحدث هذا وهو متفارقان بالحد الذى لا يطاق،فتحت الواتس اب وجدت الاستورى خاصته اغنية غلاي انت سيف نبيل

كم اعجبتها نلك الاغنية وابتسمت لا إراديا لا زال يحبها مثل السابق ويضع حالات رومانسية،تشعر بانها فى حالة من التشتت

والضياع الذى من الممكن إن يصيب إنسانا تنهدت وظلت تبحث فى منشوراته على الفيس يحتوى على

أبحث عنكٍ فى الطرقات والوجوه ولن أجدك ساظل احبك حتى يبلغ الحب منتهاه،فهل يكفيكٍ يا سيدتي قلب أحبك من دون النساء فأن فى حبك ثملا وجد ضالته بعدما اضناه البحث

كم أعجبها كلماته النابعة من طيات قلبه ربما ما حدث لهما ما جعله رواى يبحث عن ضالته بين الحروف وهذا ما حدث

لن يكفى للاستكمال معا فى خضم المعركة فقد كانا كم الغريق المتعلق باخر ذرة امل تنهدت واغلقت الفيس إتاه اشعار

بتعليق ابنة عمها على المنشور وكان

من الممكن إن يضنيك البحث لطالما أنت كمن يبحث على العنب فى موسم الشتاء وهو يعلم بأنه لن يجده قط لا تبحث عن اشياء فى غير مواسمها ،ربما نوع ينتظرك وأنت لا تحبه لتكتشف بعد ذلك بمدى عشقك له ف دائرة الحب تكفى لإثنين فقط ولا يقو أحد على مواصلة ما بداه الآخريين

ارتفع الادرينالين لدى رغد وغضبت غضب جم فهما رغم مفارقتهما لا يقويان على الإبتعاد عن خضم المعركة التى بدات

والذى لا يستطعان الأنتصار عليها قط فهى وسيط من اصعب الوطائس التى قد واجهتهما فى حياتهما ،تنهدت وراحت تفكر مليا فى تلك المعضلة التى لا فكاك منها
**
فى عز المعارك التى قد حدث لعز تلك الايام المنصرمة فسعادته لا توصف بانتهاء اوراقه والسفر للخارج غدا فى طيارة

السابعة مساءا ف سيغادر القاهرة ربما بل عودة لمن سوف يعود ياترى ومن أحبها تركته وحيدا يعانى من دونها دون

إن تاخذها به رحمة او شفقة ربما هى قد ارتاحت للإبتعاد بل احبها وبشدة تنهد تنهيدة حارة وراح المطبخ يعد بطاطس محمرة بالجبنة وياكلها فهى تبدو شهية للغاية

ارتدى المأزر وباشر فى عمل البطاطس اخر شىء سيعده فى منزله الموحش هذا،فهو سيسافر ويكون صداقات جديدة وينسى تلك المتوحشة

التى رأها لمدة ثلاثون عاما امام ناظريه فهل كان كل هذا محض صدفة ام من تداعيات البشر ،تأفف واكمل ما قد بدأه

محاولا ابعادها عن عقله الذى ياتى بصورها على الدوام فهو فى وطيس بين قلبه وعقله وهل يستحقان كل ما حدث بالطبع

لا فهو لن يفعل شيئا سوى أنه احبها لن يجرم بحقها قط بل فعل المستحيل من أجل إن يحيا حياة سعيدة دون مشاجرات

وعراكات لا جدوى منها ولكنهااختارت الطرق اكثرها عدوانية لتتعامل بها معه،تنهد تنهيدة حارة ولاح على ذاكرته حديث دار منذ ست سنوات فكانت عائدة من الدرس وهو قد اقلها وبغتته قائلة:

_عز حبيبى هو انت ممكن فى يوم من الايام تخونى انا معتقتدتش انك ممكن تعمل كدة لانى بثق فيك جدا جدا ومش عايزك تبص لغيرى انا ممكن اموت فيها صعبة جدا جدا يا عز انك تلقى اللى بتحبه خانك بيكسرك بالف طريقة كانت ايوة زى ما بقولك كدة انت مش محتاج تبرر موقفك ساعتها تعرف ليه لانى هسيبك ومش هبص ورايا ثانى اسالك خونتنى ليه بس اللى هقدر اعمله هلملم المتبفى من كرامتى وارحل بعيد وانت مش هيكون حقك تقرب منى تعرف ليه لانى الخيانة ملهاش تبرير بتبقى حاجة بتترك اثر جوانا صعب وصعب جدا جدا كمان حتى انا مش مسمحولى ساعتها اسالك انت عملت كدة ليه اه والله لانك وقت ما خونت محدش ضربك على ايدك وقالك خونت ليه وانت بتخون كنت محضر للخيانة حاجتين مينقعش اننا نتساهل فيها الرحيل والخيانة لانى الاثنين دول بالذلت اللى بيعملهماى حد بيكون محضر ليهم كويس جدا جدا زى ما بقولك كدة متببرش ساعتها لانى اى كلام هتقوله هيزيد من كذبك وبس وهيزود رصيدك عندى زى ما قوللتلك بالضبط بلاش تخيارنى بين كرامتى وحبى لك لانى ساعتها هختار كرامتى ومش هقدر اختار غيرها هى معادلة صعبة يا حبيبى واحد زاد واحد بيساوى اثنين هو مينفعش يكون حاجة غير كدة او نحرف احنا مثلا من عندنا ونخليه ثلاثة

فأجئته بوجهة نظرها تلك رغم صغر سنها الإ أنه شعر لوهلة أنه امام امرأة ثلاثنية رغم انبهاره بشخصيتها الإ أنه خشى اليوم ذاك وبشدة لياتى بسرعة البرق
**
فى منزل يعمه الضجيج واطفال يهرلون هنا وهناك بينما احدي الاطفال اثناء هرولته خبط راسه بالطاولة الكائن بالردهة وظل يصرخ متألما

فقد اصيب براسه بينما كانت جدته تصلى صلاة الظهر سلمت سريعا لترى ماذا اصاب ابن ابنها ليل ،هرول الصغير أليها وحملته متوجهين به الى اقرب مستوصف قريب للاطمئنان عليه ف الصغير لا يقو على تلك الضربة فها إمانة ابنها وزوجته

ف والديه بالغربة يعملان وقد تركا جسور ابنهما برفقة جدتها ليشيدان لصغيرهما مستقبل حين يكبر ف الصغير يستحق حياة كريمة رغم اعتراض مليكة زوجة ابنها على ترك صغيرها ولكنه ليل من اصر عليها ليتركان الصغير والاطمئنان عليهما فيديو كول،ومكالمة كل شهرين مرة حتى لا ينتهى النت اللذان يعملان به بالخارج

فمنذ سافرا وهو يتعمد لا يحادث طفله ويرسل له القليل من المصاريف

وصل المستوصف القريب دلفا بالصغير الطؤارى ليتم الكشف على جسور ويخيط له الطبيب ويحمد لجدته السلامة ويجلبلها قرورة مياه ليبتلع الصدمة التى قد إتتاها

جلست السيدة على اقرب مقعد تلتقتط انفاسها وجدت ابنها يحادثها قائلا:

_جسور ماله يا فاتن حصله ايه اتصلت اطمئنن عليه اسراء قاللتلى انه اتخبط فى دماغه هو كويس ولا ايه بالضبط انا مش هبعت مصروف جسور ثانى انتى مسرفة اوى ضيعتى الفلوس كلها علاجه كم يا فاتن انطقى يا ماما

جفلت الام من طريقة ابنها وبغتته قائلة:

_كل اللى بتبعته مش بصرفه اساسا بصرف من معاش ابوك الله يرحمه لا يحوجنى لك يارب وتعال شوف ابنك عوضه عن بعده عنكم
**
كانت ميار متمددة على الفوتيه القابع فى غرفتها فى انتظار مكالمة جمال فهو وعدها بأنه سيحادثها فى تمام

الساعة الحادية عشر وها الساعة قد تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل،ولن يعيرها اهتماما فهو سيفعل تلك الحركات

من اول يوم بعلاقتهما،فتلك الايام يتعرفان على بعضهم البعض ،فهى صبورة بدرجة لا تطاق لطالما وضعت ذاك الجمال براسها لن تخرجه

ماحييت فقد افتعلت بينهما الفتنة ليتركان بعضهم البعض بضمير مات منذ زمن بعيد

نعم من تخون رفيقة دربها لا تستحق لقب رفيقه لطالما هى تغار منها كثيرا فكيف لها بأن تحظى به وهى تطالعها

وكأن شيئا لن يكن ،فهى دائما ما تغار إذا رأت احد يحمل جمالا من وجهة نظرها

بعد قليل دلفت شقيقتها الصغرى ميان وهى فى كامل اناقتها مرتدية فستان انيق الذى قد جلبه لها خطيبها منذ يومين وكانت لن ترأه سوى اليوم

جحظت عيناها وقالت:

_يلهوى ايه الجمال دا يا بت مين جابلك الفستان دا يا ميان

لن تعيرها ميان اهتماما وردت على خطيبها خالد الذى كان يطمئن عليها لتقول:

_حبيبى خالد انا وصلت الحمد لله نام انت شوية بقى عشان الشغل بتاعك بالليل يا لودى هتوحشنى يا روحى يلا سلام لما تصحى كلمنى

اغلقت الهاتف وبدلت ثيابها فهى كانت تشعر بتعب جسدى فقد تعبا اليوم هى وخطيبها بين البنايات ليختارا شقة تناسب

عش الزوجية الذى يقطنان به عما قريب فهى تحتاج لترى شقة تناسبهما معا،بينما كانت ميار تطالع الهاتف بين لحظة ووضحاها لتقول لتؤامتها:

_ميان حبيبتى انتى ليه واخذة موقف منى مع انى معملتكيش حاجة وبحبك وصدقينى انا مش بحمل ليكى اى طغينة ودائما بدعيلك ربنا يوفقك انتى وخطيبك وحابة علاقتكم مع بعض جدا جدا انى مش ببصلك زى ما انتى ما متوقعة كدة وعلى طول مستحقرانى وكأنى عدوتك مش تؤامك يا روحى انتى أنا بحبك والله العظيم يا ميان يمكن اكون عندى مرض الحقد على كل الاشياء اللى تشوفها عينى كويسة بس مش معنى كدة أنى احقد على اختى اللى قعدت معاها فى بطن ماما تسع شهور ساعدينى اتغير يا سكرتى أنتى بالله عليكى انا محتاجكى جدا جدا اقفى جنبى يا ميان

انتهت ميان من تبديل ثيابها وجلست بجوار شقيقتها وتؤام روحها وقالت:

_تعرفى ايه مشكلتك يا ميار انك فاكرة انى ممكن الكون يمشى على مزاجك طبعا الحياة مش كدة عمرها ما مشيت بمزاجنا تعرفى انا ليه متفاهمة انا وخطيبى لاننا الاثنين عارفين احنا محتاجين ايه وعلى الاساس مكملين انتى مشكلتك انك مبنحطيش عينيك غير على اللى فى ايد غيرك لو كنتى فكرتى شوية ليه بعاملك وحش كنتى عرفتى لوحدك لانك فكرتى فى خطيبى من دون الناس مفكرتيش بقى كان ممكن يحصلى ايه لو خطتك نجحت وكان خطيبى راجل خاين مبيحبش خطيبته ومش عايز غيرها ملقتيش غيره من دون الناس وتبصيله أنتى بجحة اوى اوى انا مش عايزة اعرفك ثانى لعلمك خالد ورنى المحادثات كلها اللى كنتى بتبعتله انتى مش موتمنة على حد خليكى فى حالك وانسينى يا حبيبتى انسى انى تؤامتك لولا خطيبى راجل محترم كان زمانه قال لبابا على اللى عملتيه بس للاسف خالد محترم ومرضيش يكبر الموضوع واكتفى انه يحظرك من عنده بس خرجينى من دماغك وبس يلا خليكى فى حالك ومتكلمنيش ثانى ومحتاجة اقولك بلاش تروحى تعيطى لبابا انى بعاملك وحش لمصلحتك انتى مش لمصلحة حد ثانى والله اللهم بلغت اللهم فاشهد خليكى شطورة كدة وبلاش تجيبى المشاكل لنفسك عشان متتعبيش

خذت نفسا عميقا وصفعتها على وجنتيها وقالت:

_للاسف انا مش اسفة لضربى ليكى لانك تستاهلى القلم دا واكثر والله يابنتى انتى غلك وحقدك عميكى خلكى مش شايفة وشك الكريه مبتشفيش اللى نفسك وكرهك الناس عمى قلبك مع انك انتى مش احسن حاجة انا كنت بنام فى حضنك واقولك انه اغلى شىء فى حياتى وانى مقدرش اعيش من غيره من غيره اموت ابقى عاملة زى السمكة اللى بتخرج من المياه لكن انتى وجعتينى باكثر الطرق بشعة كنت نايمة فى حضنك النهاردة ثانى يوم روحتى لخطيبى من ورايا تفهمى انى مستلهش حبه وانك احق منى ليه وعشان هو ابن ناس اكتفى انه يعرف انك حقيرة وخاينة وغير موتمنة ايوة محطش احتمالات انك مش سوية وغلك عمكى يابنتى خطيبى ليا انا بس حطى الكلام دا فى راسك عشان تعرفى تعيشى اللى جاى وبابا وماما كتبوا الشقة باسمى يعنى انتى عايشة فى ملكى انا ما هما مش هيكتيوا لواحدة حقودة زيك اى شى ويلا انقلعى من اوضتى من اليوم ورايح انتى مكانك برة مش فى اوضتى عايزة اكلم خطيبى براحتى مش وسط حقودين لمى همودك وبرة مشوفكيش فى اوضتى بالغلط فهمتى يا عقربة هنتقم منك بطريقتى من بكرة مفيش خروج شغل البيت كله علة دماغك انتى
**
وحين ياتى يوم الرحيل تتوقف القلوب عن العمل نعم فماذا عساها تفعل وهى ترأه يسلم على عائلتها ويغادرهما ،يذهب تاركا خلفه قلب مهشم قلب بعثرته الايام

كانت تطالعهما جميعا عداه فكيف ستلتقى الاعين فى نظرة تحمل كل الشوق منذ تلك اللحظة الذى سيغادرها فى بلد

لا تعلم شيئا عن قاطنيها ربما إذا لن تتسرع لكان لن يحدث ما حدث نعم،فهى بالنهاية إنسان ومن حقه إن يفعل اى شىء

كان يدور على عائلته ويسلم عليهما سلاما حارا اين سيذهب ويتركها حقا لقد خان الوعد ليفعل بها ما سيفعله وحين اتى دور فاطيما طالعته متشدقة واخرجت من جيب بنطالها كتاب الله واعطته إياه قائلة:

_ابن عمى خلى بالك من نفسك وانا هطمئن عليك كل يوم بس ياريت اول ما توصل الكويت تطمئنى عليك اقصد طمئنا عليك وعلى طول افتكر انى فيه قلوب بتحبك بجد نفسها يجى اليوم ترجع ليهم بالسلامة لا اله الا الله هنتظرك مهما طالت المسافات او قصرت

كانت تقول كلماتها تلك بصوت خفيض خشية إن يستمع إليها احد فهى قد عزمت النية على التقرب مته،وكل هذا ورغد تفور من الغضب الشديد لقرب تلك الحرباء من حبييها
**
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي