الفصل التاسع الجزء الثاني
قد تأتيك الفرصة و لكنك لا تحسن استخدامها فتفقدها فتصبح نادماً علي كل شيء فعلته و لكن بعد فوات الاوان .
شعر عمار بالصدمة لما يسمعه أحقاً تعبت و دخلت المشفي بسببه أيقبل أن تتعب أحدي إخوته بسبب أي شخص فهو لو مكان أخيها لقتله فأخذ يؤنب ضميره حتي خرج من البيت بأكمله تحت نظرات الاستغراب من الجميع .
بينما قال الجد: خديجة اطلعي البسي علشان نروح ليها و حد يحضر ليهم لقمة علي السريع علشان ناخدها معانا .
و بالفعل انتهي الطعام و كانت قد انتهت خديجة من ارتداء ملابسها و ذهبوا للمشفي و تفاجأ كريم بهم لانه كان بالاسفل فاخذهم و صعد بهم .
بينما كانت فريدة تتحدث بتعب و وداد تطلق الافشات وجدوا من يدخل عليهم فتفاجئ الجميع بوجود درويش و خديجة فقال عادل بغضب: كيف عرفتوا أنا هنا في المشفي .
فأجابه درويش بهدوء: عادي يا ولدي مفيش حاجه بتستخبي هو زيارتنا مش مرحب بيها يلا يا خديجة .
قامت فريدة بتعب و قالت باجهاد: خليك يا جدي أنت و خاله خديجة زيارتكم كبير قوي عندي و نظرت بعتاب لوالدها .
فقالت ألفت: عادل ميقصدش يا عمي هو بس استغرب أن محدش يعرف أن فريدة هنا في المشفي ثم نظرت لخديجة و قالت: واقفه ليه يا خديجة تعالي اقعدي هنا جنب فريدة ده في الاول و الآخر بنتك .
بينما قالت وداد بتفكير : بنت يا فريدة كيف عينك بقت خضراء و هي في الأصل عسلي كيف عملتيها ده .
ضحك الجميع فقال سمير: فريدة يا وداد أصلاً عينيها خضراء .
نظرت له و قالت: و ليه خبتيها دول جمال جدا تبارك الخلاق يسحروا القلوب .
فاجابتها: علشان كل إلي يشوفهم يسرح فيهم يا خاله فقولت أريح نفسي .
فردت وداد: ما تسيبي يا بنتي إلي يسرح يسرح ليه تخبئ الجمال ده كله .
فابتسمت فريدة و قالت: خلاص يا خاله مش حلبس العدسات تاني و حسيب لون عيني زي ما هو .
فقالت وداد : طب روان أوعي تقولي عيونها كده علشان وشها لايق علي العيون العسلي .
فاجابتها روان: لا يا خالي أنا عيوني عسلي بس اوعدك بعد الجواز اخضرهم و ازرقهم .
نظر لها معز بابتسامه و قال: لا انا عشقت العيون العسلي فمش بحب غيرهم .
شعرت روان بالخجل فقال عادل: سمير لم ولدك و خليه عنده حبه خشه .
بينما نظرت خديجة لفريدة: كيفك يا بنتي كلنا اتفاجئنا بانك مش موجوده معانا بس قولنا يمكن علشان العيد و مش متعودة علي الخبط و الرزع مشيتي .
بينما قالت ألفت و هي تمسك بكيسه الطعام: ليه تعبتوا نفسكم يا جماعة و كلفتوها .
فقال درويش: ده حاجه بسيطة علشان فريدة يا بنتي المهم تقوم بالسلامه و نظر لعادل و قال : نويت علي ايه يا ولدي .
فأجابه بحزن: حرجع مصر بعد الامتحانات و نعيش هناك و فريدة تشوف حياتها كيف ما خططت لها و الولاد يدخلوا الكليه هناك أما روان لو اتجوزت يبقي نشوف وقتها موضوعها ايه و هي حره .
فأجابه معز: زي ما اتفقت معاك كليتها شيء أساسي يعني لو جتلها فين حتروح أنا مش عيل ارجع في كلامي .
نظر له درويش بفخر فهذا الشاب لك يخطئ ظنه به و كل مرة يعجب به عن المرة السابقه .
بينما قالت وداد: بنتكم في عيني و لو حبه تقعد معايا في وقت الدراسة يبقي كل حاجه عليا و هي تركز في دراستها عادي .
بينما قالت روان: علي العموم كل ده سابق لوقت أنا أخلص امتحانات و استني النتيجة و اشوف الكلية إلي حروح فيها و بعد كده أقرر نروح فين بس عموما في جميع الأحوال رجلكم علي رجلي يعني وين ما اروح حتروحي يا خاله معايا أنت و عمو .
ابتسمت لها وداد و قالت: يا بنتي لو هنا حكون معاكي لو في مصر حتكون امك معاكي يعني مش حنسيبك واصل أما ولدي أنا حفرح وين ما يلاقي سعادته هنا او هناك كل ارض ربنا واحدة المهم سعادتكم .
بينما قال درويش: حمد لله على سلامتك يا بنتي باذن احنا يلا يا خديجة .
فقال عادل: متقعد يا عمي ماشي ليه .
فأجابه: أنا كان أهم حاجه عندي اطمن علي فريدة و الحمد لله أطمئنيت عليها و كل حاجه زين يبقي ناقص ايه يلا بالاذن .
و بالفعل خرجوا لكي يعودون فقالت خديجة: كان نفسي اسلوب ابني يكون زي معز و صعبانه عليا فريدة كنت أتمناها مرات ولدي حستها زينا بس اقول ايه في ولدي مصمم يتعب قلبي في كل مرة .
بينما قال الجد: اقولك حاجه و لو حصل حاجه حتقولي أبوي قال .
فأجابته بلهفة: قول يا بوي .
فأجابها: في يوم من الايام حتكون فريدة من نصيب عمار بس لسه الوقت مجاش وقتهم مش دلوقت .
شعرت خديجة بالسعادة و قالت: مصدقاك يا عمي علشان عارفه انك عندك بعد نظر في كل حاجه بس ابني يرجع عمار بتاع زمان .
فأجابها: أيوه يا بنتي بدليل أن ابنك ملامحه اتغيرت لما عرف بتعبها و ده أول نقطه في تغييره .
بينما عندما خرج عمار ذهب للمزرعة مكان ما كانت تزرع فريدة وجد جميع الزرع قد نما بالفعل و سعد بما حققته الأرض و لكن اتلاشي فرحته بسهوله عندما تذكر أنها ليس معه لتفرح عما فعلته و لكن هو بعقله و تفكيره أصبح وحيد بدونها فمروان مثله في علامه و عادات و لكن يشارك ريم و يبحث عن سعادتها و كذلك سعد الذي لم يحصل علي ما حصلوا عليه من علام و رغم ذلك يعشق مني و يبحث عن كل ما يسعدها فأين هو من هؤلاء و رغم تربيته في وسط يحترم المرأة فلماذا تمسك بعادة ليس لها وجود في بيته ففريدة أول ما عشقها قلبه و سحرت عينها و جلس علي الارض يبكي و قد شعر بالضياع .
بينما كان ابراهيم يسير مع والده وجد عمار و لكن لاحظ جلوسه علي الارض فاستئذن والده بالذهاب إليه فأذن له و خبره بأنه سيكون مع جده .
و بالفعل ذهب إليه و عندما اقترب وجده منهار فقال له: عمار في ايه مالك اول مرة أشوفك كده.
فأجابه بانهيار: تعبت من كل حاجه غبي بفقد كل شيء بسهولة عمري ما كنت رجعي بس غروري وقعني خلاني مليش لازمه راجع بشهادة بس عقلي زي ما هو متغيرش شوفت رجعيه اكتر من كده انا حاسس بتعب كل السنين و كأن العمر بيجري قدامه و بندم علي كل لحظة مستغلتهاش خسرت فريدة للابد و خسرت نفسي .
أحس ابراهيم بأن عمار قد انهار بالفعل فأخذه و ذهب إلي البيت .
بينما كان الجميع يجلسون مع الجد وجدوا عمار يدخل مسنوداً علي يد ابراهيم فقال له الجد : خير يا بني ماله واد عمك .
ضحك عمار بجنون: واد عمه تعب كل حاجه بيعملها غلط بيحارب في نفسه الدنيا سعدته و هو وقف ضدها يحاربها بقي مش عارف بيحارب مين و له بيحارب نفسه ابن عمه تعب من الدنيا إلي ابتسمت له و هو كشر ليها عنادي خرب حياتي و كل حاجه حوليا أنا تعبانه حطلع انام و محدش يصحيني مهما يكون سبوني اصحي لوحدي.
بينما نظر الجد لحفيده و هو يصعد بضعف فحزن علي حاله و لكن لقد فعل كل ذلك بيده و بسبب عقله الذي خيل له أن ما يفعله صحيح ثم نظر لابراهيم و قال: لقيته فين يا ولدي .
فأجابه بأنه رآه عند خوض الزرع التي كانت زرعته فريدة و وجده يجلس بالأرض و منهار من البكاء و لذلك فضل أن يأتي به إلي البيت .
هز الجد رأسه و نظر لخديجة التي فهمت ما يقصد فقد فاق ابنها و لكن بعد فوات الأوان و لكنها علي يقين بأن الله قادر علي كل شيء و قادر علي تغيير الكون في ليلة و ضحاها .
بينما كان عمار لا يعرف اين يتحرك فأصبح يتحرك يمين و شمال كالمجنون و يقول: استحاله اسبها استحاله تكون لحد غيري هي ليا أنا و بس فقرر شيء ليكون أول خط البداية .
بينما كان الجد ينظر في الساعة من حين لآخر فقد أصبحت السماء عاتمه و مازال حفيده لم ينزل فأرسل اه فرحة كي تري ما حدث .
صعدت فرح و تركت الباب و لكن لم تأتي الاجابه ففضلت ام تترك مرو أخري و تفتح الباب و لكن عندما طرقت الباب فتح و قال لها: مش قولت محدش يصحيني اه مش بتفهمي .
نظرت له كأنها تنظر لوحش كاسر يريد أن يفتك بها و قالت برعب: ده ده جدي هو إلي بعتني أنا و الله مليش صالح .
فاق عمار عندما وجد الرعب واضح علي معالم أخته فقال لها محاولة تهدئته: خلاص مفيش مشكلة انزلي و حنزل وراكي .
حمدت ربها أنه انجدها من أخيها فهي أول مرة تجده علي تلك الصورة بينما عندما جاءت أن تهبط وجدته يهتف باسمها مما جعلها تشعر بالتوتر .
بينما شعر بها بأنها كالغريق الذي نجي فنادي عليها و قال: فرحة أنا آسف .
بينما هي لم تصدق أذنيها أحقاً اعتزر لها و لكن نزلت بسرعة قبل أن يتحول .
و قد كست الابتسامة علي وجه عندما وجدها تركض للاسفل و دخل و أغلق الباب فلقد شعر بالندم أحقاً لم يقبل أن يجد أخته حزينة فلماذا قبل ذلك الشعور علي فريدة ذات القلب الصافي لماذا كسر قلبها بهذا القسوة أحقاً هو في نظرها وحش الآن و لكن سوف يتحول من ذلك الوحش الكاسر إلي الأمير ذات الاخلاق الحسنه .
بينما في المشفي مر الطبيب علي فريدة و وجدها قد تحسنت صحتها فقال لها: عال العال بكرة اكتب ليكي علي خروج أن شاء الله و نظر لها و سحر في عيناها .
شعرت فريدة بالخجل فقالت: مش ممكن النهاردة يا دكتور بدال ما ابات هنا.
فأجابها بتفحص: هو حد زعلك هنا خليك معانا منورانا .
هنا تدخل كريم لانه وجده انسان لزج و قال بابتسامه صفراء: لا يا دكتور الافضل تنور بيتها يا دكتور فلو بعد أذنك معندكش اعتراض تكتب ليها علي خروج .
نظر له الدكتور و قال بجدية : مين حضرتك بعد أذنك .
فقال بغيظ: اخوها يا دكتور .
فتبسم له و قال: طب يا راجل مش تقول و أنا إلي فكرتك حاجه تانية .
هنا تدخل عادي لانه علم أن كريم خرج عن شعوره و هذا الطبيب عنده برود فقال: بعد أذنك يا بني لو أمكن تخرج النهاردة و أحنا حنرعاها في البيت .
فقال لهم: خلاص تمام اكتب لها علي خروج بس علي شرط أمر عليها في البيت اطمن عليها اه أصل ده امانه مهنية .
فأجابه كريم بخنقة: و هو كل المرضي لما بيخرجوا حضرتك بتمر عليهم في بيوتهم .
فأجابه: لا بس علشان المفروض تخرج بكره مش النهاردة غير كده حضرتك دكتور او فاهم في الطب .
نظر له كريم : لا حضرتك بس مش أول مرة نمرض و نيجي مستشفي بصراحة مع حضرتك شوفت حاجات غريبه في الطب .
فقال له الطبيب و هو لا يبالي بكلامه و ينظر لفريدة: بعد أذنك هي العيون ده عدسات صح .
نظر له كريم: هو حضرتك تخصص ايه بالضبط علشان نفهم أنت بتابع حالاتها مش بتابع عينيها .
نظر له الطبيب و انتظر الرد فأجابه عادل بغيظ: طبيعية يا بني و لو عايز تعرف جابتهم منين دول زي عيون جدي .
فابتسم ببرود و قال: يعني لو ربنا رزقنا بطفل ممكن يكون عيونه كده يا سلام .
هنا فقد كريم أعصابه و أخذه و أخرجه من الغرفة و قال: يا سلام لو حضرتك طلعت بره و ريحتنا من وجع الدماغ و رجع بعد أن أغلق الباب و نظر لوالديه و قال: ده سرح و فكر أنه اتجوزها وكمان جاب ولد يا سبحان الله اليومين دول تدخل المستشفي تعبان تطلع بعيل و نظر لفريدة و أكمل ياريت يا ست تحطي عدسات لغاية لما نرجع مصر علشان شكلنا حنتعب اليومين الجايين .
كل ذلك و ألفت و وداد يضحكون و لا يقدرون علي مسك نفسهم من الضحك فلولا خروج الطبيب كان كريم قتله فرغم أن الطبيب شاب و لكن يتسم بالبرود منقطع النظير .
بينما قام الطبيب بالسماح لفريدة بالخروج و لكن علي أن يزورها بالغد لكي يطمئن عليها و نظر إلي العنوان الذي دون وقت دخولها و احتفظ به .
بينما كانت ريم تتصل بهاتف فريدة و مازال الهاتف مغلق فقامت بالاتصال علي مني التي أخبرتها ما حدث فعاتبت مني علي عدم اخبارها بما حدث و خبرتها أن فريدة هي التي أرادت أن لم تخبر أحد فقامت بمهاتفت فريدة عن طريق هاتف روان و انبتها علي عدم اخبارها بتعبها فهي كانت معها من السلاح فكيف لها ذلك و لكن خبرتها بأنها لم تريد أن تعكر فرحتها و أن لا يظهر علي ملامحها أي شيء و أعلمتها بأنها عندما تخرج سوف تزورها عندما تتماثل في الشفاء.
خرجت فريدة و عادت للمنزل و لقد أصر عادل علي أن يبقي سمير و وداد معهم في البيت فهو في الاول و الآخر بيته و هو ضيوف فيه و وافق سمير لأن كان التعب تمكن منه و قالت فريدة: اطلعوا يا جماعة ريحوا أنا قاعدة و لما احب انام حطلع .
فأجابتها ألفت و قالت: لا يا بنتي أنا حقعد معاكي و نظرت لعادل و قالت: اطلع ريح و أنت كمان يا أبو معز اطلع ريح شوية أنتم من امبارح منمتوش .
بينما قال عادل: طب يلا يا سمير نطلع نريح أنا وأنت تعبانين من امبارح .
بينما قال معز: أنا بقي حخرج ابص علي المشروع بتاعنا و لما ارجع لو لقيتك صاحي يا عمي ابقي افهمك الدنيا مشيه معانا ازاي مكنش كده يبقي الصبح نتكلم .
بينما وجدت ألفت الباب يطرق و تدخل منه سيدة و عطر بابتسامه بسيطه و قالت سيدة: حمد لله على سلامتك يا ست فريدة ربما يكمل شفاكي علي خير البنت عطر شافتك و قالت ليا قولت لازم اجي أنا و هي و حتي عملنا أنا و عطر ليكي شوية قراقيش حاجه كده بسيطة .
ابتسمت لهم فريدة و قالت: شكراً علي تعبكم يا جماعة ليه كلفتوا نفسكم .
فقالت سيدة: جميلك يا بنتي فوق رأسي لو فضلت العمر كله علشان اسده عمره ما ينسد .
فاجابتها فريدة بابتسامه: أنتم إلي طيبين و قلوبكم صافية علشان كده ربنا جعلني سبب ليكم .
جلسوا قليلاً ثم رحلوا متمنين لها الشفاء .
درويش حيعمل ايه .
الدكتور حيروح لفريدة و أه إلي حيحصل .
رد فعل عمار عند معرفته بتقدم الطبيب لفريدة .
كل ده حنعرفه الفصل القادم .
شعر عمار بالصدمة لما يسمعه أحقاً تعبت و دخلت المشفي بسببه أيقبل أن تتعب أحدي إخوته بسبب أي شخص فهو لو مكان أخيها لقتله فأخذ يؤنب ضميره حتي خرج من البيت بأكمله تحت نظرات الاستغراب من الجميع .
بينما قال الجد: خديجة اطلعي البسي علشان نروح ليها و حد يحضر ليهم لقمة علي السريع علشان ناخدها معانا .
و بالفعل انتهي الطعام و كانت قد انتهت خديجة من ارتداء ملابسها و ذهبوا للمشفي و تفاجأ كريم بهم لانه كان بالاسفل فاخذهم و صعد بهم .
بينما كانت فريدة تتحدث بتعب و وداد تطلق الافشات وجدوا من يدخل عليهم فتفاجئ الجميع بوجود درويش و خديجة فقال عادل بغضب: كيف عرفتوا أنا هنا في المشفي .
فأجابه درويش بهدوء: عادي يا ولدي مفيش حاجه بتستخبي هو زيارتنا مش مرحب بيها يلا يا خديجة .
قامت فريدة بتعب و قالت باجهاد: خليك يا جدي أنت و خاله خديجة زيارتكم كبير قوي عندي و نظرت بعتاب لوالدها .
فقالت ألفت: عادل ميقصدش يا عمي هو بس استغرب أن محدش يعرف أن فريدة هنا في المشفي ثم نظرت لخديجة و قالت: واقفه ليه يا خديجة تعالي اقعدي هنا جنب فريدة ده في الاول و الآخر بنتك .
بينما قالت وداد بتفكير : بنت يا فريدة كيف عينك بقت خضراء و هي في الأصل عسلي كيف عملتيها ده .
ضحك الجميع فقال سمير: فريدة يا وداد أصلاً عينيها خضراء .
نظرت له و قالت: و ليه خبتيها دول جمال جدا تبارك الخلاق يسحروا القلوب .
فاجابتها: علشان كل إلي يشوفهم يسرح فيهم يا خاله فقولت أريح نفسي .
فردت وداد: ما تسيبي يا بنتي إلي يسرح يسرح ليه تخبئ الجمال ده كله .
فابتسمت فريدة و قالت: خلاص يا خاله مش حلبس العدسات تاني و حسيب لون عيني زي ما هو .
فقالت وداد : طب روان أوعي تقولي عيونها كده علشان وشها لايق علي العيون العسلي .
فاجابتها روان: لا يا خالي أنا عيوني عسلي بس اوعدك بعد الجواز اخضرهم و ازرقهم .
نظر لها معز بابتسامه و قال: لا انا عشقت العيون العسلي فمش بحب غيرهم .
شعرت روان بالخجل فقال عادل: سمير لم ولدك و خليه عنده حبه خشه .
بينما نظرت خديجة لفريدة: كيفك يا بنتي كلنا اتفاجئنا بانك مش موجوده معانا بس قولنا يمكن علشان العيد و مش متعودة علي الخبط و الرزع مشيتي .
بينما قالت ألفت و هي تمسك بكيسه الطعام: ليه تعبتوا نفسكم يا جماعة و كلفتوها .
فقال درويش: ده حاجه بسيطة علشان فريدة يا بنتي المهم تقوم بالسلامه و نظر لعادل و قال : نويت علي ايه يا ولدي .
فأجابه بحزن: حرجع مصر بعد الامتحانات و نعيش هناك و فريدة تشوف حياتها كيف ما خططت لها و الولاد يدخلوا الكليه هناك أما روان لو اتجوزت يبقي نشوف وقتها موضوعها ايه و هي حره .
فأجابه معز: زي ما اتفقت معاك كليتها شيء أساسي يعني لو جتلها فين حتروح أنا مش عيل ارجع في كلامي .
نظر له درويش بفخر فهذا الشاب لك يخطئ ظنه به و كل مرة يعجب به عن المرة السابقه .
بينما قالت وداد: بنتكم في عيني و لو حبه تقعد معايا في وقت الدراسة يبقي كل حاجه عليا و هي تركز في دراستها عادي .
بينما قالت روان: علي العموم كل ده سابق لوقت أنا أخلص امتحانات و استني النتيجة و اشوف الكلية إلي حروح فيها و بعد كده أقرر نروح فين بس عموما في جميع الأحوال رجلكم علي رجلي يعني وين ما اروح حتروحي يا خاله معايا أنت و عمو .
ابتسمت لها وداد و قالت: يا بنتي لو هنا حكون معاكي لو في مصر حتكون امك معاكي يعني مش حنسيبك واصل أما ولدي أنا حفرح وين ما يلاقي سعادته هنا او هناك كل ارض ربنا واحدة المهم سعادتكم .
بينما قال درويش: حمد لله على سلامتك يا بنتي باذن احنا يلا يا خديجة .
فقال عادل: متقعد يا عمي ماشي ليه .
فأجابه: أنا كان أهم حاجه عندي اطمن علي فريدة و الحمد لله أطمئنيت عليها و كل حاجه زين يبقي ناقص ايه يلا بالاذن .
و بالفعل خرجوا لكي يعودون فقالت خديجة: كان نفسي اسلوب ابني يكون زي معز و صعبانه عليا فريدة كنت أتمناها مرات ولدي حستها زينا بس اقول ايه في ولدي مصمم يتعب قلبي في كل مرة .
بينما قال الجد: اقولك حاجه و لو حصل حاجه حتقولي أبوي قال .
فأجابته بلهفة: قول يا بوي .
فأجابها: في يوم من الايام حتكون فريدة من نصيب عمار بس لسه الوقت مجاش وقتهم مش دلوقت .
شعرت خديجة بالسعادة و قالت: مصدقاك يا عمي علشان عارفه انك عندك بعد نظر في كل حاجه بس ابني يرجع عمار بتاع زمان .
فأجابها: أيوه يا بنتي بدليل أن ابنك ملامحه اتغيرت لما عرف بتعبها و ده أول نقطه في تغييره .
بينما عندما خرج عمار ذهب للمزرعة مكان ما كانت تزرع فريدة وجد جميع الزرع قد نما بالفعل و سعد بما حققته الأرض و لكن اتلاشي فرحته بسهوله عندما تذكر أنها ليس معه لتفرح عما فعلته و لكن هو بعقله و تفكيره أصبح وحيد بدونها فمروان مثله في علامه و عادات و لكن يشارك ريم و يبحث عن سعادتها و كذلك سعد الذي لم يحصل علي ما حصلوا عليه من علام و رغم ذلك يعشق مني و يبحث عن كل ما يسعدها فأين هو من هؤلاء و رغم تربيته في وسط يحترم المرأة فلماذا تمسك بعادة ليس لها وجود في بيته ففريدة أول ما عشقها قلبه و سحرت عينها و جلس علي الارض يبكي و قد شعر بالضياع .
بينما كان ابراهيم يسير مع والده وجد عمار و لكن لاحظ جلوسه علي الارض فاستئذن والده بالذهاب إليه فأذن له و خبره بأنه سيكون مع جده .
و بالفعل ذهب إليه و عندما اقترب وجده منهار فقال له: عمار في ايه مالك اول مرة أشوفك كده.
فأجابه بانهيار: تعبت من كل حاجه غبي بفقد كل شيء بسهولة عمري ما كنت رجعي بس غروري وقعني خلاني مليش لازمه راجع بشهادة بس عقلي زي ما هو متغيرش شوفت رجعيه اكتر من كده انا حاسس بتعب كل السنين و كأن العمر بيجري قدامه و بندم علي كل لحظة مستغلتهاش خسرت فريدة للابد و خسرت نفسي .
أحس ابراهيم بأن عمار قد انهار بالفعل فأخذه و ذهب إلي البيت .
بينما كان الجميع يجلسون مع الجد وجدوا عمار يدخل مسنوداً علي يد ابراهيم فقال له الجد : خير يا بني ماله واد عمك .
ضحك عمار بجنون: واد عمه تعب كل حاجه بيعملها غلط بيحارب في نفسه الدنيا سعدته و هو وقف ضدها يحاربها بقي مش عارف بيحارب مين و له بيحارب نفسه ابن عمه تعب من الدنيا إلي ابتسمت له و هو كشر ليها عنادي خرب حياتي و كل حاجه حوليا أنا تعبانه حطلع انام و محدش يصحيني مهما يكون سبوني اصحي لوحدي.
بينما نظر الجد لحفيده و هو يصعد بضعف فحزن علي حاله و لكن لقد فعل كل ذلك بيده و بسبب عقله الذي خيل له أن ما يفعله صحيح ثم نظر لابراهيم و قال: لقيته فين يا ولدي .
فأجابه بأنه رآه عند خوض الزرع التي كانت زرعته فريدة و وجده يجلس بالأرض و منهار من البكاء و لذلك فضل أن يأتي به إلي البيت .
هز الجد رأسه و نظر لخديجة التي فهمت ما يقصد فقد فاق ابنها و لكن بعد فوات الأوان و لكنها علي يقين بأن الله قادر علي كل شيء و قادر علي تغيير الكون في ليلة و ضحاها .
بينما كان عمار لا يعرف اين يتحرك فأصبح يتحرك يمين و شمال كالمجنون و يقول: استحاله اسبها استحاله تكون لحد غيري هي ليا أنا و بس فقرر شيء ليكون أول خط البداية .
بينما كان الجد ينظر في الساعة من حين لآخر فقد أصبحت السماء عاتمه و مازال حفيده لم ينزل فأرسل اه فرحة كي تري ما حدث .
صعدت فرح و تركت الباب و لكن لم تأتي الاجابه ففضلت ام تترك مرو أخري و تفتح الباب و لكن عندما طرقت الباب فتح و قال لها: مش قولت محدش يصحيني اه مش بتفهمي .
نظرت له كأنها تنظر لوحش كاسر يريد أن يفتك بها و قالت برعب: ده ده جدي هو إلي بعتني أنا و الله مليش صالح .
فاق عمار عندما وجد الرعب واضح علي معالم أخته فقال لها محاولة تهدئته: خلاص مفيش مشكلة انزلي و حنزل وراكي .
حمدت ربها أنه انجدها من أخيها فهي أول مرة تجده علي تلك الصورة بينما عندما جاءت أن تهبط وجدته يهتف باسمها مما جعلها تشعر بالتوتر .
بينما شعر بها بأنها كالغريق الذي نجي فنادي عليها و قال: فرحة أنا آسف .
بينما هي لم تصدق أذنيها أحقاً اعتزر لها و لكن نزلت بسرعة قبل أن يتحول .
و قد كست الابتسامة علي وجه عندما وجدها تركض للاسفل و دخل و أغلق الباب فلقد شعر بالندم أحقاً لم يقبل أن يجد أخته حزينة فلماذا قبل ذلك الشعور علي فريدة ذات القلب الصافي لماذا كسر قلبها بهذا القسوة أحقاً هو في نظرها وحش الآن و لكن سوف يتحول من ذلك الوحش الكاسر إلي الأمير ذات الاخلاق الحسنه .
بينما في المشفي مر الطبيب علي فريدة و وجدها قد تحسنت صحتها فقال لها: عال العال بكرة اكتب ليكي علي خروج أن شاء الله و نظر لها و سحر في عيناها .
شعرت فريدة بالخجل فقالت: مش ممكن النهاردة يا دكتور بدال ما ابات هنا.
فأجابها بتفحص: هو حد زعلك هنا خليك معانا منورانا .
هنا تدخل كريم لانه وجده انسان لزج و قال بابتسامه صفراء: لا يا دكتور الافضل تنور بيتها يا دكتور فلو بعد أذنك معندكش اعتراض تكتب ليها علي خروج .
نظر له الدكتور و قال بجدية : مين حضرتك بعد أذنك .
فقال بغيظ: اخوها يا دكتور .
فتبسم له و قال: طب يا راجل مش تقول و أنا إلي فكرتك حاجه تانية .
هنا تدخل عادي لانه علم أن كريم خرج عن شعوره و هذا الطبيب عنده برود فقال: بعد أذنك يا بني لو أمكن تخرج النهاردة و أحنا حنرعاها في البيت .
فقال لهم: خلاص تمام اكتب لها علي خروج بس علي شرط أمر عليها في البيت اطمن عليها اه أصل ده امانه مهنية .
فأجابه كريم بخنقة: و هو كل المرضي لما بيخرجوا حضرتك بتمر عليهم في بيوتهم .
فأجابه: لا بس علشان المفروض تخرج بكره مش النهاردة غير كده حضرتك دكتور او فاهم في الطب .
نظر له كريم : لا حضرتك بس مش أول مرة نمرض و نيجي مستشفي بصراحة مع حضرتك شوفت حاجات غريبه في الطب .
فقال له الطبيب و هو لا يبالي بكلامه و ينظر لفريدة: بعد أذنك هي العيون ده عدسات صح .
نظر له كريم: هو حضرتك تخصص ايه بالضبط علشان نفهم أنت بتابع حالاتها مش بتابع عينيها .
نظر له الطبيب و انتظر الرد فأجابه عادل بغيظ: طبيعية يا بني و لو عايز تعرف جابتهم منين دول زي عيون جدي .
فابتسم ببرود و قال: يعني لو ربنا رزقنا بطفل ممكن يكون عيونه كده يا سلام .
هنا فقد كريم أعصابه و أخذه و أخرجه من الغرفة و قال: يا سلام لو حضرتك طلعت بره و ريحتنا من وجع الدماغ و رجع بعد أن أغلق الباب و نظر لوالديه و قال: ده سرح و فكر أنه اتجوزها وكمان جاب ولد يا سبحان الله اليومين دول تدخل المستشفي تعبان تطلع بعيل و نظر لفريدة و أكمل ياريت يا ست تحطي عدسات لغاية لما نرجع مصر علشان شكلنا حنتعب اليومين الجايين .
كل ذلك و ألفت و وداد يضحكون و لا يقدرون علي مسك نفسهم من الضحك فلولا خروج الطبيب كان كريم قتله فرغم أن الطبيب شاب و لكن يتسم بالبرود منقطع النظير .
بينما قام الطبيب بالسماح لفريدة بالخروج و لكن علي أن يزورها بالغد لكي يطمئن عليها و نظر إلي العنوان الذي دون وقت دخولها و احتفظ به .
بينما كانت ريم تتصل بهاتف فريدة و مازال الهاتف مغلق فقامت بالاتصال علي مني التي أخبرتها ما حدث فعاتبت مني علي عدم اخبارها بما حدث و خبرتها أن فريدة هي التي أرادت أن لم تخبر أحد فقامت بمهاتفت فريدة عن طريق هاتف روان و انبتها علي عدم اخبارها بتعبها فهي كانت معها من السلاح فكيف لها ذلك و لكن خبرتها بأنها لم تريد أن تعكر فرحتها و أن لا يظهر علي ملامحها أي شيء و أعلمتها بأنها عندما تخرج سوف تزورها عندما تتماثل في الشفاء.
خرجت فريدة و عادت للمنزل و لقد أصر عادل علي أن يبقي سمير و وداد معهم في البيت فهو في الاول و الآخر بيته و هو ضيوف فيه و وافق سمير لأن كان التعب تمكن منه و قالت فريدة: اطلعوا يا جماعة ريحوا أنا قاعدة و لما احب انام حطلع .
فأجابتها ألفت و قالت: لا يا بنتي أنا حقعد معاكي و نظرت لعادل و قالت: اطلع ريح و أنت كمان يا أبو معز اطلع ريح شوية أنتم من امبارح منمتوش .
بينما قال عادل: طب يلا يا سمير نطلع نريح أنا وأنت تعبانين من امبارح .
بينما قال معز: أنا بقي حخرج ابص علي المشروع بتاعنا و لما ارجع لو لقيتك صاحي يا عمي ابقي افهمك الدنيا مشيه معانا ازاي مكنش كده يبقي الصبح نتكلم .
بينما وجدت ألفت الباب يطرق و تدخل منه سيدة و عطر بابتسامه بسيطه و قالت سيدة: حمد لله على سلامتك يا ست فريدة ربما يكمل شفاكي علي خير البنت عطر شافتك و قالت ليا قولت لازم اجي أنا و هي و حتي عملنا أنا و عطر ليكي شوية قراقيش حاجه كده بسيطة .
ابتسمت لهم فريدة و قالت: شكراً علي تعبكم يا جماعة ليه كلفتوا نفسكم .
فقالت سيدة: جميلك يا بنتي فوق رأسي لو فضلت العمر كله علشان اسده عمره ما ينسد .
فاجابتها فريدة بابتسامه: أنتم إلي طيبين و قلوبكم صافية علشان كده ربنا جعلني سبب ليكم .
جلسوا قليلاً ثم رحلوا متمنين لها الشفاء .
درويش حيعمل ايه .
الدكتور حيروح لفريدة و أه إلي حيحصل .
رد فعل عمار عند معرفته بتقدم الطبيب لفريدة .
كل ده حنعرفه الفصل القادم .