٢٠

( الحلقة ٢٠ )

و ان كانت النظرات تقتل لوقعت ميرنا من طولها صريعة كل هذا الغل و الغضب و الكره في نظرة واحدة و هي تقف استعد و كأنها لا تدرك ماذا تقول

سونيا : عاوزة تعرفي ببص ليكي ليه ؟ يعني مش عارفة انت ايه اللي رجعك ؟ مش كنتي غضبانه و قولتي هفتح ملف في الكنيسة رجعتي لما عرفتي انه بيحبني و انه خطبني.

كانت تتكلم بحدة و قوة و كأنها علي حق عادل من نظرة الصدمة التي ظهرت علي وجه ميرنا و هي تنظر لها بعدم تصديق .

سونيا: بقي حلو الوقتي مش كنتي مطلعة عينه و مش مريحاه و استحمل عصبيتك و دلعك

ميرنا : انا ....؟

سونيا : أيوة انتي استحمل عدم خلفتك و دلعك كل شوية و يراضي و يدلع و انتي بعد ما خلاص قرر يعيش حياته و يدور علي الي تسعده و تعوضه اللي شافه معاكي قولتي اقلب عليه الطرابيزة..؟

كانت تستمع لها دون أن تنفعل و تتكلم هي فقط تكاد تضحك تكاد تفلت منها ضحكة عالية لولا احترامها لبيت الرب .

وبعد وقت نظرت لها بابتسامة و قالت

ميرنا : انتي مصدقة الكلام اللي بتقوليه ؟
انت بتلومي عليا اني رجعت بيتي ؟
انت ناسية أن جوازنا ابدي؟

سونيا: بس هو قال انه هيطلق كنسي و مدني.

ميرنا : ههههه بجد طيب انا هصدق كلامك بس ممكن تقولي الكلام ده قدام ابونا فلوبتير .

سونيا : اقول هو انا هكذب و لا هخاف .

ميرنا : ياله بس ننزل لابونا في المكتبة تحت و انا هقولك الحقيقة بس قدامه .

أدركت رسمية أن ابنتها تتورط في فضيحة و لكنها لا تدرك

و نزلت معها إلي الطابق
الارضي ، حيث الأرشيف و المكتبه و مكتب الاب فلوبتير ، و هي قررت ان تحكي كل شى امام الاب لن تسكت، بعد الآن لن تمرر تلك المرة، في هذه المرة ستفتح ملف في الكنيسة .

لقد اكتفت من الصبر..!

اما رسمية شعرت بالخوف مما هو اتي أن كلام ابنتها قد يدينها؟
فماذا تنتظر من الاب فلوبتير ؟

حاولت أن تجعلها تصمت ولكن سونيا كانت ثائرة تشعر أن من حقها أن تثور و ليس العكس من المفروض أن تشعر بالخزى.

اما ميرنا كانت تراجع في عقلها كل ما مضي كيف صبرت علي كل شىئ و في النهاية لم تحصل علي شىئ غير الإهانة.

ذلك الإمٌعة الذي يعد من انصاف الرجال ، نسي كل ما فعله ،و كل ما عانته منه و كل ما صبرت عليه .

ما ان دخلوا الي مكتب القس فلوبتير ابتسم لميرنا و هو يقول:
اهلا يا بنتي طمنيني عليكي في اي حاجة حصلت
ميرنا ابتسمت و قالت: نيافتك هتسمع بودانك

فلوبتير : اسمع ايه

ميرنا : الاخت سونيا هتقولك و بعدها انا هجيب ابويا و سيادتك هتفتح ليا ملف زي ما اتفق معاك والدي

انتعش الامل في قلب سونيا هل كلامها صحيح هل ستطلب منه أن يفتح لها ملف ؟

لكنها لا تدرك أن ما سيحدث قد يقلب الدنيا علي رأسها ؟

الاب فلوبتير : في ايه يا بنتي مجدي سيدك و اهدي كده .
ميرنا : المجد اسمو القدوس بس الانسة بتقول انها خطيبة جوزي .

بهت وجه القس و هو ينقل نظرة بين سونيا و ميرنا .

سونيا : انا مش بكدب هو قال انه هيطلق كنسي و مدني و قال انه مش مرتاح معاها و استحمل كتير وصبر عليها كفاية انها عصبية و مش بتخلف .

ده جايب ليا شبكة اهي و هدايا .

ميرنا : أولا بس عشان ما اقطعش كلامك هو اللي عقيم و مش بس عقيم ده كان عاجز و فضل شهور يتعالج و الدكتورة هي اللي فضت عذريتى.

كانت ميرنا تتكلم ببرود و كأنها لا تفجر قنابل و هي لا تدرك أن وجه سونيا شحب و كأنه يحاكي شحوب الموتى.

ميرنا : البية اللي بيقول ليكي اني عصبية و مجنونة اسهل حاجة عنده يمد ايده لحد ما وشي ينزف.

اما الاب فلوبتر ما أن استمع إلي تصاعد الأحداث قام برفع المحمول و رن علي شنودة و هو يقول

فلوبتير : انت فين ؟

شنودة : رايح الوكالة انا و موسي .

فلوبتير: طيب هاتو بسرعة و تعالي على الكنيسة انا في مكتبي تحت.

شنودة: في ايه يا فلوبتير انت ابن ابن عمي عرفني انا جاي ليه ؟

فلوبتير : في مصيبة ابنك عاملها و مراته مصممة تفتح ملف و لو راحت لابوها ده فعلا اللي هيحصل .

شنودة: مسافة السكة و تحرك هو و موسي و هو يسأله ، انت عامل ايه ؟

موسي : بخير يا مقدس

شنودة : خير انى ما شوفتش الخير من ورا عمايلك . انت عامل ايه مخلي الاب فلوبتير عاوزنا

موسي: ولا حاجة

بعد وقت كانوا يدخلون من باب المكتب و لكنه وقف كأنه صنم لا روح فيه لا يتحرك فيه سوي النفس و نظرات عينه المتنقلة بين الاثنين.

شنودة : في ايه ؟

ميرنا : في أن ابنك اللي كذب عليا و خلاني اعمل حقن مجهري و هو عقيم بيقول عليا عاقر .

بهت وجه شنودة من كلام ميرنا الجارح الذي لم تقوله من قبل .

شنودة: ايه لازمته الكلام ده الوقتي؟ يا بنت الأصول ينفع تعايرى جوزك ؟

ميرنا : انا عمري عملتها حتي و هو عاجز و مفيش علاقة بينا ولا لم الدكتورة فضت عذريتي؟

اسود وجه موسي و شنودة و سونيا و رسمية .

ميرنا : لا ما حصلش لكن لما ابنك يروح يخطب و بجيب شبكة و مطلعنى مجنونة و عايز يطلق مدني و كنسي، ليه ارتكبت خطيئة ؟

هنا كان رد شنودة قاسي لقد دوت الصفعة في المكان مما جعل سونيا تشهق و ميرنا ترجع خطوة .

لقد كاد موسي أن يقع ارضا من جراء الصفعة التي تلقاها .من والده و ما أن رفع وجهه حتي تلقي صفعة اخري.

ميرنا : لا يا مقدس انا مش ده اللي هيريحني انا هفتح ملف و اجيب شهود و اشهد الدكتورة و اشهد المركز الطبي اللى تبع الكنيسة اللي اعلى صرفوا فيه ٢٠ الف عشان البيه يبطل يعاير فيا علي اني مش بخلف و هو عارف أن مفيش عنده سيمنز(حيوانات منويه)..

فلوبتير : معلش يابنتى خليكي انت الاحسن

ميرنا: انا كنت الأحسن كتير و آخر مرة حضرتك كنت مكسوف لما بابا قالك انه عمل ايه .؟
ده كان لما يخاصمني يسيبني من غير اكل ولا مصروف كنت اتكسف انزل لماما جميلة و تقولي تعالي اتغدي اقولها كلت.
شنودة عارفين يا بنتي

اما سونيا من فرط ما سمعت حتي أصبحت لا تقوي علي الوقوف علي قدمها عينها تنظر الي موسي بصدمة و هو يواري عينه بخزى. يتمني أن تنشق الارض و تبتلعه .

و في لحظة فقدت السيطرة سقطت ارضا و هي تفقد الوعي.

أسرعت لها امها و هي تقول

رسمية : أسم الصليب عليكي

و لكن موسي و شنودة ظلو واقفين مكانهم حتى انه لم يقوي أن يتقدم.


.الكل غافل عنها او متغافل الكل مهتم بميرنا و نوبة الغضب التي تسكنها فهي لها كل الحق .

فلوبتير : يا بنتي احنا عارفين ان ليكي حق.

سونيا بعد أن استعادت نفسها و رجعت إلي وعيها قالت

سونيا : وانا ؟

شنودة : انتي ليكي عين تتكلمي انا ما شوفتش البجاحة دي ازاي قبلتي تتخطبي لراجل انتي عارفة انه متجوز ؟

سونيا : يعني هو ما كانش عارف .

شنودة : ما انا هاربيه من تاني . بس اما اروح لكن انتى تنسي انه خطيبك و تجيبي الشبكة .

سونيا : لا طبعا ده حقي ابنك ضحك علينا ؟

شنودة : هو اللي ضحك عليكي. برضوا ولا انتم و لا أنت فاكرة اني هصدق كلامك ولا افكر فيه اللي تعمل كده و توافق على واحد متجوز و توقف مراته تكلمها عشان تخرب بيته تبقي ايه ؟

سونيا : انت مش فاهم ليه يا مقدس ، ابنك عمل ليا البحر طحينة و عشمني مرحبا زي ما بيقول المثل علمتني بالحلق خرمت انا وداني و هو غرقني هدايا و فلوس و دهب و بحبك و هشملك و انت بتلوم عليا ولا عشان انا فقيرة و مليش حد.

شنودة : عشان رخيصة انتى ايه مش فاهمه انتي بتقولي ايه ؟ و اذا مغان الكلب ابني غلط فانتي واهلك غلطكم ما يتغفرش و لا انتي مش عارفه ان مفيش طلاق عندنا الوحيدة اللي مظلومة تبقي ميرنا عشان جوهرة و ابني ما يستهلش ضافرها.

بهت وجهه موسي و تحول إلي اللون الاسود و هو لا يقوي علي الكلام و ابوه يضع فوق رأسه الوحل و يهينه و هو لا يقوي علي الرد و لكن هل يجرا ليرد؟ هل يقوي علي الكلام ؟ و هو المخطئ الأول و الاخير

فلوبتير: يلقي النصح و الارشاد و يحاول أن يقنع ميرنا وصل به الأمر ليقبل رأسها و يكاد يقبل يدها

و هي ترفض و تصر علي فتح ملف.

شنودة : عشان خاطري يا بنتي

ميرنا : ارجوك يا عمي لو ليا خاطر عندك اسمح ليا اني ابعد انا اكتفيت من الوجع و التعب ابنك كل يوم كان بيكسر فيا ؟
فاضل ايه ما عملوش ابنك ما يستهلش اني اكمل عشانه ولا أحافظ علي بيت هو بالساهل يهده .

فلوبتير : طيب عشان خاطري انا يا بنتي احنا هنلم الموضوع و مش هيتكرر و لا اي غلطة تانية انت عارفة لو حصل ربع كده انا اللي هاقف ليه و هبقي انا اللى في ضهرك بس بلاش تصغريني مع ابوكي .

ميرنا لا تعرف ماذا تفعل او ماذا تقول هي لا تجرء علي كسر خاطر الاب فلوبتير و لا تقوي علي احتمال موسي.

ميرنا: انا مش هقدر افضل معاه في بيت واحد. صدقني الخيانة وجعها صعب و اكتر من ده كله ده حاطط كل ألوم عليا حط عجزة علي دماغي . حط عقمه ذنبي، انا مش قديسة أنا مجرد بشر مش بقي عندي اي قدرة اني استحمل .

شنودة : و المسيح الحي و الثالوث المقدس لربيه من اول وجديد و انتي يا بنت الناس هتجيبى كل حاجه جابها ليكي علي داير قشاية .

سونيا نظرت إلي امها و اعترضت ورفضت و لكن شنودة لم يولد بالامس .

شنودة : انتي لو فاكرة اني هسيب ليكي جنية تبقي بتحلمى.

سونيا: اعمل اللي تعمله مش هتبقي انت وابنك.
و تحركت لتخرج و كأنها لا تحترم المكان الموجودة فيه .

كانت تخرج مسرعة و امها تتبعها و هي خايفة مما سوف يحدث.

يتبع .....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي