الفصل العاشر الجزء الثاني
فلتبدأ المعركة فلقد قررت أن احارب كي احافظ علي
حبي فأنا مالكها وحدي و ليس لها قلب إلا الذي سوف ينبض باسمي .
بينما كانت فريدة تجلس طوال الليل و تسرح بخيالها فكم تمنيت أن تستمر علاقتها بعمار فلقد وجدت فيه فارس أحلامها و لكن بسبب عناده و تكبره أفسد تلك الزيجة و لذلك لن تسمح لقلبها أن يدق مرة أخري و إن تتجه إلي اكمال مسيرتها التعليمية أو العمل في أحدي الشركات الكبري التي سوف تفيدها في أعمالها بينما كانت في سرحانها حتي أذن الفجر فقامت صلت فرضها و خلدت للنوم .
بينما في الصباح قام جميع من في البيت بالاستيقاظ
و جلسوا لتناول الفطور فقالت ألفت : روان اطلعي صحي فريدة اول مرة تتأخر في نومها .
فقال عادل: سبيها يا بنتي تصحي براحتها ده نايمة بعد الفجر .
فقالت له : ما أنا كنت صاحيه الفجر و محستش بيها .
فأجابها : نور اوضتها كان منور قبل ما اروح اصلي الفجر و لما رجعت كان لسه منور و بعد كده انطفي.
بينما قالت وداد: سبيها ترتاح و أنا كمان حعمل الاكل قبل ما اروح لمني علشان تفرش شقتها خلاص فاضل علي الفرح أيام بس يا رب نلحق .
بينما عند درويش كانوا يتناولون الفطار و الجميع يشعر بالحزن علي حال عمار و لكن لم يتحدث أحد فيكفي عليه ما بداخله .
بينما كانوا يأكلون وجدوا أحدهم يدخل و هو مع بوكيه من الورد و علبه تحتوي علي شيكولاته و الابتسامه تزين وجه عندما نظر اه الجميع ايقنوا أنه عريس بس لمن هل لورد أم فرح أم هنا فانتظروا ليعرفوا جاء لمن بينما كان عمار يتناول طعام دون اهتمام .
بينما قال درويش: اهلا وسهلا يا بني مين حضرتك .
فأجابه الشاب مبتسماً: أنا سعيد يا حاج جاي ليكي علشان موضوع شخصي .
نظرت خديجة و نوارة و ابتسموا فقال درويش: اهلا يا بني تعالي معايا بحجرة المكتب و نظر لعمار لكي يلحقه فقام و هو مرغم علي ترك الطعام من أجل تلك الكائن اللزج الذي لم يقبله من أول نظره .
بينما في المكتب قال الجد: أهلا يا بني أه بقي الموضوع الشخصي إلي عايزني فيه .
أبتسم سعيد و قال: بصراحة يا حاج أنا عرفت انك الكبير بتاع العيلة. مينفعش اتعداك و خصوصاً الشاب إلي كان معاه علي ما أعتقد اخوها كان سخيف جداً في رده و كمان واقف ليا بالند و بصراحة طردني بره الأوضة فأنا قولت ابعد بعيد عنه و اجه لحضرتك .
نظر له الجد باستغراب فقال: بس يا بني احنا الثلاثة بنات الي عندنا اتنين اخوهم اه و أشار لعمار و التانيه اخوها بره و مش بيخرجوا كتير .
نظر له الشاب و قال بسعادة: لا يا حاج مش دول أنا قصدي علي انسه فريدة أصل أنا الدكتور إلي كنت بعالجها في المشفي و زي ما قولت ليك الشاب إلي كان معاها كان مش مستلطفني فعلشان كده فضلت اجي ليك هنا يكفي إني حأخد و ادي معاك في الكلام من غير تردد .
بينما كان الجد ينظر لعمار الذي وجد عيناه تشع بالنار و أصبح من يجلس بجانبه كالذي يجلس بجانب شعله من اللهب و لكن قال : بس يا بني شوفت رأيها .
فأجابه بنفس الابتسامه: ما انا ملحقتش اكلمها و الشاب إلي كان معاها طردني فجيت لحضرتك و ارجوا أن اسمع كلمه من حضرتك .
هنا الجد نظر لعمار فوجده ينظر له بحدة ينتظر رده فقال الجد: بصراحة يا بني أنا مقدرش اتكلم من غير ما ارجع البنت الاول ده الأصول .
فأجابه : بس هنا عاداتنا بتقول أما الكبير يحدد محدش يراجعه .
فأجابه الجد بهدوء: لا يا بني عاداتي لازم ارجع البنت قبل اي حاجه علشان ده سنه الحياة .
فرد عليه الشاب : طب قول حضرتك اه رأيك فيه يعني انفع اكون زوج ليها .
هنا لم يتمالك عمار نفسه و قام بغضب و قال: لا انا إلي حقول ليك معندناش بنات للجواز و قام بأخذه و إخراجه من الغرفة تحت نظرات الجد و أكمل : و يلا من هنا علشان أنا صبري خلاص انتهي .
بينما كان الجميع ينتظر بالخارج ليعرف أمر ذلك العريس تفاجأوا بعمار يخرج من الغرفه و يقوم بإخراج ذلك العريس و يحدثه بعنف .
فرد سعيد عليه: و انت مين انت كمان هو اسيب إلي هناك يطلع ليا حضرتك .
فأجابه بغيظ: أنا خطيبها يا محترم.
فأجابه الشاب بتحدي : إلي اعرفه انها مفيش دبله في أيديها و كمان أنها مصدومه علشان خطوبتها اتفكت يبقي هو بالعافيه .
فأجابه بغيظ : و حرجع ليها عند حضرتك اعتراض .
فأجابه ببرود: طب ايه رأيك حروح أتقدم ليها ده كفايه أصحي من نومي علي عيونها الخضراء .
هنا لم يتمالك عمار أعصابه و هجم عليه و أخذ يكيل له الضربات حتي لحقه إبراهيم من يده بالعافيه .
فقال سعيد: يا أخي هي مش طايقاك و كمان سبتك و برضه مفيش دم عندك طب اه رأيك حروح ليها دلوقتي .
هنا هجم عليه عمار و أكمل ضربه فقام ابراهيم بافلاته من يده و قال: يا اخي فلتك من أيده مرة و التانيه غور بقي .
فأجابه عمار: و الله مش حيمشي الا لما أجيب أجله .
فردت خديجة: يا بني اخزي الشيطان و غور بقي ده مصائب ايه الي بتتحدف لينا على الصبح.
بينما قام أبراهيم لإخراج الطبيب من البيت أما عمار فكان مثل المجنون و وقف يقول بصوت عالي : فريدة ده بتاعتي و محدش حيخدها مني وصعد لغرفته و نزل و هو مغير ملابسه و خرج من البيت .
فقال الجد لابراهيم: ألحق واد عمك و روح وراه هو اكيد رايح عند فريدة في بيت عمك سمير إلي حدانا في البلد .
و بينما كانوا قد انتهوا من تناول الفطار و يجلسون لتناول الشاي وجد كريم روان تضحك و تنظر في جهت الباب فنظر إلي ما تنظر فوجد ذلك الطبيب و هو ينزف من وجهه و يحمل بوكيه الورد و الشيكولاته فقام كريم و قال: نعم حضرتك هنا مش مستشفي حضرتك غلطان .
فرد عليه الشاب و قال: بعد أذنك يا عمي أنا لسه واخد علقه من تور و خلي ابنك ده يبعد بعيد عني علشان خلاص مش مستحمل انا جاي اطلب ايد انسه .
هنا لم يكمل كلامه عندما وجد أحدهما يهجم عليه من الخلف و يقول له: سبق و نبهتك و علمت عليك بس أنت شكلك مش بتفهم المرة ده شوف مين الي حيفلتك من أيدي يا حيوان .
هنا قال إبراهيم: تصدق انك تستاهل الحرق يعني فلتك من أيده و برضه مفيش فايدة و تركه و دخل لكي يسلم علي الموجودين .
بينما قالت ألفت: حد يلحقه يا ولاد عمار حيخلص عليه مش ناقصين مصائب .
فأجابها ابراهيم: لسه واخد علقه عندنا في البيت و برضه مفيش فايدة .
هنا قال كريم : طب يا عمار ارتاح أنت بقي و سيب ليا الطلعه ده .
جلس عمار يأخذ نفسه و قام كريم بأخذ الورد و الشيكولاته و طرده بالخارج حتي يرتاح و قال له: لو شوفتك قربت ليها من قريب أو بعيد تبقي متزعلش من ردي .
بينما في الداخل قال عادل لعمار : ليه يا ولدي كل ده هو كان حيجي و نمشيه و خلاص .
فأجابه كريم : ده بارد أنا امبارح طردته و برضه مفهمش فيستاهل و برضه اه اخدنا منه الهدية علشان عيب يجي بيها و يمشي بيها .
بينما قال عمار : عمي مهما حصل بيني و بين فريدة مش حقبل أنها تكون لراجل غيري أو راجل غيري يجيب سيرتها أنا حسبها تهدي سنه اتنين تلاته و بعد كده برضه حتكون من نصيبي .
هنا رد عليه عادل: تصدق انك قليل الربايه لا أنا بناء أنا أقول تتجوز مين و ترفض مين و أنت يا اخر واحد مش حوافق بعد إلي عملته فاهم .
هنا تحدثت فريدة التي قد استيقظت علي جلبه و رأت كل ذلك فقالت : متهيالي الموضوع ده يخصني وأنا صاحبت القرار و بقول من مكاني أنا مش حتجوز و حعيش حياتي زي ما أنا عايزة و أكمل مشوار علامي ما أنا مش حفشل في كل حاجه و نزلت و جلست بجانبهم و كأن لم يحدث شيء و أخذت كوب الشاي الخاص بروان و أخذت تستطعم بمذاقه ببرود وسط استغراب الجميع من أسلوبها .
فقام عمار لكي يخرج من البيت و لكن قبل أن يخرج نظر لها و قال: برضه أنت بتاعتي أنا و بس خلصي مشوارك كامل و أنا حستناكي برضه سلام يا ذات العيون الساحرة.
بينما لحق ابراهيم عمار و قالت فريدة بعند: طب أشوف أنا و أه أنت الزمن طويل يا ابن عتمان.
بينما كانت خديجة تشعر بالخوف علي ولدها حتي جاء ابراهيم و حكي لهم علي ماذا حدث حتي مواجهه عمار وفريدة هنا هدأ الجميع و قاموا بإكمال يومهم بينما انقسم الحريم لجزئين جزء لعمل البيت و جزء الآخر يخرج لتجهيز بيت مني عند أهل زوجها .
كما انقسم بيت ريم فقرروا أن ينتهوا من سعد ثم يقومون بالذهاب لبيت ريم لتجهيزه.
و بالفعل مر اليومين و أصبح بيت كل عروسة جاهز لاستقبالها .
كما كانت فريدة تحاول أن تشغل عقلها حتي لا يتحكم بها قلبها و يرجع يحن مرة أخري .
و بالفعل جاء يوم الحنه و قرروا أن يعملوها في بيت الكبير نظرا لكي بتجمع به جميع العائلات و أن يتجمع الشباب ببيت غريب حتي يأخذ النساء راحتهم فلقد استيقظوا من الصباح و قاموا بإعداد الولائم بالاضافه لجلب ما يحتاجه الجميع من تسالي و أخذ النساء يعدون الشطائر و الرقائق فهي أكبر فرخه للعائلات الثلاثة بينما قامت الفت و وداد بإعداد هما الآخرين الطعام كي يدخلوا بيها عبارة عن فراخ و لحوم و رقائق باللحم و طواجن و قام معز بتوصيلهم بالاشياء بينما كانت فريدة ترفض الحضور و لكن تحت تصميم من ريم و مني حضرت و لقد ذهبت متاخره حتي لا تتقابل معه و بالفعل كان الرجال جميعهم قد ذهبوا و بقيه الحريم لاستقبال النساء كما جاءت الحنانه لكي تزين أيدي العروس و أصحابها و جاء كريم بعد وقت قصير و يحمل كتاب و يطلب من روان أن تمضي عليه فاليوم كتب كتابها كما كان متفق عليه و قامت وداد بإخراج شبكتها و البسها تحت نظرات الفرحة من الجميع ثم قام معز بإحضار بأخذ الدفتر منه و قام بمناوله ثناء كي تمضي هي الأخري فنظرت ثناء لوداد فهزت لها رأسها بأن تمضي و لكنها رفضت و قالت: لا مش حينفع سبق و اتنازلت عنه فبقي مش من حقي و بقي حقك مينفعش اخده منك بعد العمر ده .
هنا نظرت لها وداد و قالت : و أنا بقولك امضي السن مشي بينا و اكيد بعد جواز مني و بعد جواز معز حنبقي لوحدنا فناخد بحس بعض و أنا حبقي محتاجالك اليومين إلي جايين يلا امضي بقي خلي فرحتنا تكمل .
و بالفعل مضت ثناء و قامت وداد بإطلاق الزراغيط و حضنها ثم حضنت روان تحت نظرات اندهاش الجميع فكيف لها أن تكون صلبه مثل ما يروا فهم لو مكانها لم يقدروا على فعل ذلك و ما زاد اندهاشهم هو عندما قامت وداد بإخراج سلسله مكتوبة عليها اسم سمير و قامت باهداءها لها و تلبيسها إياها فجعل الجميع في حيرة أحقاً تلك المرأة تحمل عقلاً أم جُنت .
و لكن ما لا يعلموه أن هذه المرأة قد فضلت غيرها علي نفسها فما تكتمه بداخلها و قدرت علي اخفاءه اخر سنين من عمرها يفوق كل ذلك و لكنها متيقنه من وقوف الله بجانبها و أنه لن يتخلي عنها .
بينما كانت فريدة تشعر بأنها في حلم فكيف لها بالثبات و القوة و القدرة علي فعل ذلك فمن ماذا خلقت تلك المرأة هل هي مثلهم و لقد شعرت أن عقلها لا يقدر علي التحمل فانصرفت فى الحديث مع ريم و بينما كانوا يتحدثون سمعت احد الاصوات يقول: مينفعش في يوم زي ده مكنش معاكم .
هنا لم يتمالك البنات نفسهم و جريوا عليها و قالت ريم : حمد لله على سلامتك يا جنه جيتي ازاي .
فاجابتها : جيت مع ياسين و اخويا و حبات معاكم لو ليا مكان .
فاجابتها فريدة و قالت : لا انت تيجي تباتي معايا .
فاجابتها ريم : لا حتبات معايا و أنت كمان حتباتي معانا اه خلي اللمه تحلي .
كانت خديجة تسمع الحديث فقالت: طب ايه رايكم الحريم تبات كلها هنا و الرجال يباتوا هناك و يبقي كده يباتوا البنات كلها مع بعض .
رجحوا الحريم هذا الخيار فقامت فاطمه بإرسال أحدي الغفر لدرويش ليخبره بما قرروه و وافق علي الفور بعد أن استشارة أبناء أعمامه بينما كان الشباب يرقصون فقص عليهم درويش ما حدث فسعدوا جداً بذلك القرار .
رقص الشباب طوال الليل حتي انهكهم التعب و صعد الرجال للأعلي بينما ضل الشباب يتسامرون حتي طلوع النهار فقال مروان: لا كده كفايه و نام علشان الواحد تعب و لسه النهاردة اليوم طويل .
فايده سعد القرار و صعد الجميع لكي يناموا .
بينما عند الحريم فلقد تعبوا من كثرة الرقص فصعد الجميع و جلس جميع البنات بأحدي الغرف يتحدثون و يضحكون و لقد أعجبوا بأسلوب جنه الذي يشبه أحد كبير أسلوب فريدة في العقل .
بينما جلست ألفت مع خديجة فقالت لها خديجة: بصراحة كان نفسي تكون فريدة من نصيب عمار بس اعمل ايه كنت حساها كيف بنتي .
فاجابتها ألفت قائلة: لغاية دلوقتي منعرفش النصيب رايح فين و اعرفي معزتك في قلب فريدة مش حتنقص فريدة بتحبك من قلبها و بتعشق البنات و ممكن يكون سوء تفاهم و ترجع المياة لمجراها بس كل شيء بميعاد .
بينما كانت وداد مع ثناء بغرفه واحدة فقالت ثناء : معلش اعذروني أصل حتجنن منك كيف تتنازلي عن راجلك و ابو ولدك بسهوله أنت مش بتحبيه .
فأجابتها : بحبه و بعشقه بس في أوقات بننجبر علي حاجه مش علي هوانا علشان يفضل نشوف إلي قدامنا سعيد .
فنظرت لها ثناء باستغراب و قالت: لا مش فاهمه كلامك فيه مخزي أنا مش فاهمه اه إلي وراه علشان كده فهميني .
تنهدت وداد و قصت عليها ما بداخلها مما جعل ثناء تنهمر الدموع من عيناها و تقول: كيف تخبي كل السنين ده كيف مستحمله كل ده لوحدك زدو ازاي ده سمير بيعشقك ميحسش بده .
فقالت لها بابتسامه: الست الشاطرة تقدر تخبئ إلي عايزاه علي جوزها و من غير ما يحس بحاجه .
فأجابته ثناء: و حتقدري تستحملي وجودي معاكي .
فأجابتها : أنا راضيه عن جوازتك ليه سمير لسه بيعشقك و بيخاف عليكي حتي اسمك لما بيجي قصاده في لمعه بتبقي في عينه اللمعه ده لمعه عاشق صدقيني و أنت بتحبيه بس عندك شوية كبر و انشالوا و إلي كان علي عينك انزال المهم افرحي بجواز بنتك و بعدين ربنا يحلها من عنده .
و قامت بإعطاء ثناء جواب لكي يكون معها و بالفعل اخذته دون أن تفتحه.
بينما كانت جنه و فريدة مازالوا مستيقظين فالجميع خلد للنوم ماعدا الاثنان و جلست فريدة تقص عليها كل ما حدث تحت نظرات تعجب من جنه التي وجدت أن الحب يقوي و لكن كان بالعكس مع فريدة فالحب كان مثل الصاعقة التي تحطم قلب صاحبه .
بينما قالت فريدة: أنا بقي شايفه الحب كالشجرة الخضراء كل ما يسقي حب تنمو و كل ما تبخلي عليها تدبل و تجف و علشان كده قررت أن حكون مع نفسي و أنا إلي حسقي نفسي و ارويها بكل حب دون و إلي مكان إلي مش حقبله مش حروحه و حكون بدماغي مش بدماغ حد.
فريدة قررت ايه و هل حتنجح .
ايه حكايه وداد و أه هو سر الجواب .
عمار يسكت في بعد فريدة .
كل ده حنعرفه الفصل القادم.
حبي فأنا مالكها وحدي و ليس لها قلب إلا الذي سوف ينبض باسمي .
بينما كانت فريدة تجلس طوال الليل و تسرح بخيالها فكم تمنيت أن تستمر علاقتها بعمار فلقد وجدت فيه فارس أحلامها و لكن بسبب عناده و تكبره أفسد تلك الزيجة و لذلك لن تسمح لقلبها أن يدق مرة أخري و إن تتجه إلي اكمال مسيرتها التعليمية أو العمل في أحدي الشركات الكبري التي سوف تفيدها في أعمالها بينما كانت في سرحانها حتي أذن الفجر فقامت صلت فرضها و خلدت للنوم .
بينما في الصباح قام جميع من في البيت بالاستيقاظ
و جلسوا لتناول الفطور فقالت ألفت : روان اطلعي صحي فريدة اول مرة تتأخر في نومها .
فقال عادل: سبيها يا بنتي تصحي براحتها ده نايمة بعد الفجر .
فقالت له : ما أنا كنت صاحيه الفجر و محستش بيها .
فأجابها : نور اوضتها كان منور قبل ما اروح اصلي الفجر و لما رجعت كان لسه منور و بعد كده انطفي.
بينما قالت وداد: سبيها ترتاح و أنا كمان حعمل الاكل قبل ما اروح لمني علشان تفرش شقتها خلاص فاضل علي الفرح أيام بس يا رب نلحق .
بينما عند درويش كانوا يتناولون الفطار و الجميع يشعر بالحزن علي حال عمار و لكن لم يتحدث أحد فيكفي عليه ما بداخله .
بينما كانوا يأكلون وجدوا أحدهم يدخل و هو مع بوكيه من الورد و علبه تحتوي علي شيكولاته و الابتسامه تزين وجه عندما نظر اه الجميع ايقنوا أنه عريس بس لمن هل لورد أم فرح أم هنا فانتظروا ليعرفوا جاء لمن بينما كان عمار يتناول طعام دون اهتمام .
بينما قال درويش: اهلا وسهلا يا بني مين حضرتك .
فأجابه الشاب مبتسماً: أنا سعيد يا حاج جاي ليكي علشان موضوع شخصي .
نظرت خديجة و نوارة و ابتسموا فقال درويش: اهلا يا بني تعالي معايا بحجرة المكتب و نظر لعمار لكي يلحقه فقام و هو مرغم علي ترك الطعام من أجل تلك الكائن اللزج الذي لم يقبله من أول نظره .
بينما في المكتب قال الجد: أهلا يا بني أه بقي الموضوع الشخصي إلي عايزني فيه .
أبتسم سعيد و قال: بصراحة يا حاج أنا عرفت انك الكبير بتاع العيلة. مينفعش اتعداك و خصوصاً الشاب إلي كان معاه علي ما أعتقد اخوها كان سخيف جداً في رده و كمان واقف ليا بالند و بصراحة طردني بره الأوضة فأنا قولت ابعد بعيد عنه و اجه لحضرتك .
نظر له الجد باستغراب فقال: بس يا بني احنا الثلاثة بنات الي عندنا اتنين اخوهم اه و أشار لعمار و التانيه اخوها بره و مش بيخرجوا كتير .
نظر له الشاب و قال بسعادة: لا يا حاج مش دول أنا قصدي علي انسه فريدة أصل أنا الدكتور إلي كنت بعالجها في المشفي و زي ما قولت ليك الشاب إلي كان معاها كان مش مستلطفني فعلشان كده فضلت اجي ليك هنا يكفي إني حأخد و ادي معاك في الكلام من غير تردد .
بينما كان الجد ينظر لعمار الذي وجد عيناه تشع بالنار و أصبح من يجلس بجانبه كالذي يجلس بجانب شعله من اللهب و لكن قال : بس يا بني شوفت رأيها .
فأجابه بنفس الابتسامه: ما انا ملحقتش اكلمها و الشاب إلي كان معاها طردني فجيت لحضرتك و ارجوا أن اسمع كلمه من حضرتك .
هنا الجد نظر لعمار فوجده ينظر له بحدة ينتظر رده فقال الجد: بصراحة يا بني أنا مقدرش اتكلم من غير ما ارجع البنت الاول ده الأصول .
فأجابه : بس هنا عاداتنا بتقول أما الكبير يحدد محدش يراجعه .
فأجابه الجد بهدوء: لا يا بني عاداتي لازم ارجع البنت قبل اي حاجه علشان ده سنه الحياة .
فرد عليه الشاب : طب قول حضرتك اه رأيك فيه يعني انفع اكون زوج ليها .
هنا لم يتمالك عمار نفسه و قام بغضب و قال: لا انا إلي حقول ليك معندناش بنات للجواز و قام بأخذه و إخراجه من الغرفة تحت نظرات الجد و أكمل : و يلا من هنا علشان أنا صبري خلاص انتهي .
بينما كان الجميع ينتظر بالخارج ليعرف أمر ذلك العريس تفاجأوا بعمار يخرج من الغرفه و يقوم بإخراج ذلك العريس و يحدثه بعنف .
فرد سعيد عليه: و انت مين انت كمان هو اسيب إلي هناك يطلع ليا حضرتك .
فأجابه بغيظ: أنا خطيبها يا محترم.
فأجابه الشاب بتحدي : إلي اعرفه انها مفيش دبله في أيديها و كمان أنها مصدومه علشان خطوبتها اتفكت يبقي هو بالعافيه .
فأجابه بغيظ : و حرجع ليها عند حضرتك اعتراض .
فأجابه ببرود: طب ايه رأيك حروح أتقدم ليها ده كفايه أصحي من نومي علي عيونها الخضراء .
هنا لم يتمالك عمار أعصابه و هجم عليه و أخذ يكيل له الضربات حتي لحقه إبراهيم من يده بالعافيه .
فقال سعيد: يا أخي هي مش طايقاك و كمان سبتك و برضه مفيش دم عندك طب اه رأيك حروح ليها دلوقتي .
هنا هجم عليه عمار و أكمل ضربه فقام ابراهيم بافلاته من يده و قال: يا اخي فلتك من أيده مرة و التانيه غور بقي .
فأجابه عمار: و الله مش حيمشي الا لما أجيب أجله .
فردت خديجة: يا بني اخزي الشيطان و غور بقي ده مصائب ايه الي بتتحدف لينا على الصبح.
بينما قام أبراهيم لإخراج الطبيب من البيت أما عمار فكان مثل المجنون و وقف يقول بصوت عالي : فريدة ده بتاعتي و محدش حيخدها مني وصعد لغرفته و نزل و هو مغير ملابسه و خرج من البيت .
فقال الجد لابراهيم: ألحق واد عمك و روح وراه هو اكيد رايح عند فريدة في بيت عمك سمير إلي حدانا في البلد .
و بينما كانوا قد انتهوا من تناول الفطار و يجلسون لتناول الشاي وجد كريم روان تضحك و تنظر في جهت الباب فنظر إلي ما تنظر فوجد ذلك الطبيب و هو ينزف من وجهه و يحمل بوكيه الورد و الشيكولاته فقام كريم و قال: نعم حضرتك هنا مش مستشفي حضرتك غلطان .
فرد عليه الشاب و قال: بعد أذنك يا عمي أنا لسه واخد علقه من تور و خلي ابنك ده يبعد بعيد عني علشان خلاص مش مستحمل انا جاي اطلب ايد انسه .
هنا لم يكمل كلامه عندما وجد أحدهما يهجم عليه من الخلف و يقول له: سبق و نبهتك و علمت عليك بس أنت شكلك مش بتفهم المرة ده شوف مين الي حيفلتك من أيدي يا حيوان .
هنا قال إبراهيم: تصدق انك تستاهل الحرق يعني فلتك من أيده و برضه مفيش فايدة و تركه و دخل لكي يسلم علي الموجودين .
بينما قالت ألفت: حد يلحقه يا ولاد عمار حيخلص عليه مش ناقصين مصائب .
فأجابها ابراهيم: لسه واخد علقه عندنا في البيت و برضه مفيش فايدة .
هنا قال كريم : طب يا عمار ارتاح أنت بقي و سيب ليا الطلعه ده .
جلس عمار يأخذ نفسه و قام كريم بأخذ الورد و الشيكولاته و طرده بالخارج حتي يرتاح و قال له: لو شوفتك قربت ليها من قريب أو بعيد تبقي متزعلش من ردي .
بينما في الداخل قال عادل لعمار : ليه يا ولدي كل ده هو كان حيجي و نمشيه و خلاص .
فأجابه كريم : ده بارد أنا امبارح طردته و برضه مفهمش فيستاهل و برضه اه اخدنا منه الهدية علشان عيب يجي بيها و يمشي بيها .
بينما قال عمار : عمي مهما حصل بيني و بين فريدة مش حقبل أنها تكون لراجل غيري أو راجل غيري يجيب سيرتها أنا حسبها تهدي سنه اتنين تلاته و بعد كده برضه حتكون من نصيبي .
هنا رد عليه عادل: تصدق انك قليل الربايه لا أنا بناء أنا أقول تتجوز مين و ترفض مين و أنت يا اخر واحد مش حوافق بعد إلي عملته فاهم .
هنا تحدثت فريدة التي قد استيقظت علي جلبه و رأت كل ذلك فقالت : متهيالي الموضوع ده يخصني وأنا صاحبت القرار و بقول من مكاني أنا مش حتجوز و حعيش حياتي زي ما أنا عايزة و أكمل مشوار علامي ما أنا مش حفشل في كل حاجه و نزلت و جلست بجانبهم و كأن لم يحدث شيء و أخذت كوب الشاي الخاص بروان و أخذت تستطعم بمذاقه ببرود وسط استغراب الجميع من أسلوبها .
فقام عمار لكي يخرج من البيت و لكن قبل أن يخرج نظر لها و قال: برضه أنت بتاعتي أنا و بس خلصي مشوارك كامل و أنا حستناكي برضه سلام يا ذات العيون الساحرة.
بينما لحق ابراهيم عمار و قالت فريدة بعند: طب أشوف أنا و أه أنت الزمن طويل يا ابن عتمان.
بينما كانت خديجة تشعر بالخوف علي ولدها حتي جاء ابراهيم و حكي لهم علي ماذا حدث حتي مواجهه عمار وفريدة هنا هدأ الجميع و قاموا بإكمال يومهم بينما انقسم الحريم لجزئين جزء لعمل البيت و جزء الآخر يخرج لتجهيز بيت مني عند أهل زوجها .
كما انقسم بيت ريم فقرروا أن ينتهوا من سعد ثم يقومون بالذهاب لبيت ريم لتجهيزه.
و بالفعل مر اليومين و أصبح بيت كل عروسة جاهز لاستقبالها .
كما كانت فريدة تحاول أن تشغل عقلها حتي لا يتحكم بها قلبها و يرجع يحن مرة أخري .
و بالفعل جاء يوم الحنه و قرروا أن يعملوها في بيت الكبير نظرا لكي بتجمع به جميع العائلات و أن يتجمع الشباب ببيت غريب حتي يأخذ النساء راحتهم فلقد استيقظوا من الصباح و قاموا بإعداد الولائم بالاضافه لجلب ما يحتاجه الجميع من تسالي و أخذ النساء يعدون الشطائر و الرقائق فهي أكبر فرخه للعائلات الثلاثة بينما قامت الفت و وداد بإعداد هما الآخرين الطعام كي يدخلوا بيها عبارة عن فراخ و لحوم و رقائق باللحم و طواجن و قام معز بتوصيلهم بالاشياء بينما كانت فريدة ترفض الحضور و لكن تحت تصميم من ريم و مني حضرت و لقد ذهبت متاخره حتي لا تتقابل معه و بالفعل كان الرجال جميعهم قد ذهبوا و بقيه الحريم لاستقبال النساء كما جاءت الحنانه لكي تزين أيدي العروس و أصحابها و جاء كريم بعد وقت قصير و يحمل كتاب و يطلب من روان أن تمضي عليه فاليوم كتب كتابها كما كان متفق عليه و قامت وداد بإخراج شبكتها و البسها تحت نظرات الفرحة من الجميع ثم قام معز بإحضار بأخذ الدفتر منه و قام بمناوله ثناء كي تمضي هي الأخري فنظرت ثناء لوداد فهزت لها رأسها بأن تمضي و لكنها رفضت و قالت: لا مش حينفع سبق و اتنازلت عنه فبقي مش من حقي و بقي حقك مينفعش اخده منك بعد العمر ده .
هنا نظرت لها وداد و قالت : و أنا بقولك امضي السن مشي بينا و اكيد بعد جواز مني و بعد جواز معز حنبقي لوحدنا فناخد بحس بعض و أنا حبقي محتاجالك اليومين إلي جايين يلا امضي بقي خلي فرحتنا تكمل .
و بالفعل مضت ثناء و قامت وداد بإطلاق الزراغيط و حضنها ثم حضنت روان تحت نظرات اندهاش الجميع فكيف لها أن تكون صلبه مثل ما يروا فهم لو مكانها لم يقدروا على فعل ذلك و ما زاد اندهاشهم هو عندما قامت وداد بإخراج سلسله مكتوبة عليها اسم سمير و قامت باهداءها لها و تلبيسها إياها فجعل الجميع في حيرة أحقاً تلك المرأة تحمل عقلاً أم جُنت .
و لكن ما لا يعلموه أن هذه المرأة قد فضلت غيرها علي نفسها فما تكتمه بداخلها و قدرت علي اخفاءه اخر سنين من عمرها يفوق كل ذلك و لكنها متيقنه من وقوف الله بجانبها و أنه لن يتخلي عنها .
بينما كانت فريدة تشعر بأنها في حلم فكيف لها بالثبات و القوة و القدرة علي فعل ذلك فمن ماذا خلقت تلك المرأة هل هي مثلهم و لقد شعرت أن عقلها لا يقدر علي التحمل فانصرفت فى الحديث مع ريم و بينما كانوا يتحدثون سمعت احد الاصوات يقول: مينفعش في يوم زي ده مكنش معاكم .
هنا لم يتمالك البنات نفسهم و جريوا عليها و قالت ريم : حمد لله على سلامتك يا جنه جيتي ازاي .
فاجابتها : جيت مع ياسين و اخويا و حبات معاكم لو ليا مكان .
فاجابتها فريدة و قالت : لا انت تيجي تباتي معايا .
فاجابتها ريم : لا حتبات معايا و أنت كمان حتباتي معانا اه خلي اللمه تحلي .
كانت خديجة تسمع الحديث فقالت: طب ايه رايكم الحريم تبات كلها هنا و الرجال يباتوا هناك و يبقي كده يباتوا البنات كلها مع بعض .
رجحوا الحريم هذا الخيار فقامت فاطمه بإرسال أحدي الغفر لدرويش ليخبره بما قرروه و وافق علي الفور بعد أن استشارة أبناء أعمامه بينما كان الشباب يرقصون فقص عليهم درويش ما حدث فسعدوا جداً بذلك القرار .
رقص الشباب طوال الليل حتي انهكهم التعب و صعد الرجال للأعلي بينما ضل الشباب يتسامرون حتي طلوع النهار فقال مروان: لا كده كفايه و نام علشان الواحد تعب و لسه النهاردة اليوم طويل .
فايده سعد القرار و صعد الجميع لكي يناموا .
بينما عند الحريم فلقد تعبوا من كثرة الرقص فصعد الجميع و جلس جميع البنات بأحدي الغرف يتحدثون و يضحكون و لقد أعجبوا بأسلوب جنه الذي يشبه أحد كبير أسلوب فريدة في العقل .
بينما جلست ألفت مع خديجة فقالت لها خديجة: بصراحة كان نفسي تكون فريدة من نصيب عمار بس اعمل ايه كنت حساها كيف بنتي .
فاجابتها ألفت قائلة: لغاية دلوقتي منعرفش النصيب رايح فين و اعرفي معزتك في قلب فريدة مش حتنقص فريدة بتحبك من قلبها و بتعشق البنات و ممكن يكون سوء تفاهم و ترجع المياة لمجراها بس كل شيء بميعاد .
بينما كانت وداد مع ثناء بغرفه واحدة فقالت ثناء : معلش اعذروني أصل حتجنن منك كيف تتنازلي عن راجلك و ابو ولدك بسهوله أنت مش بتحبيه .
فأجابتها : بحبه و بعشقه بس في أوقات بننجبر علي حاجه مش علي هوانا علشان يفضل نشوف إلي قدامنا سعيد .
فنظرت لها ثناء باستغراب و قالت: لا مش فاهمه كلامك فيه مخزي أنا مش فاهمه اه إلي وراه علشان كده فهميني .
تنهدت وداد و قصت عليها ما بداخلها مما جعل ثناء تنهمر الدموع من عيناها و تقول: كيف تخبي كل السنين ده كيف مستحمله كل ده لوحدك زدو ازاي ده سمير بيعشقك ميحسش بده .
فقالت لها بابتسامه: الست الشاطرة تقدر تخبئ إلي عايزاه علي جوزها و من غير ما يحس بحاجه .
فأجابته ثناء: و حتقدري تستحملي وجودي معاكي .
فأجابتها : أنا راضيه عن جوازتك ليه سمير لسه بيعشقك و بيخاف عليكي حتي اسمك لما بيجي قصاده في لمعه بتبقي في عينه اللمعه ده لمعه عاشق صدقيني و أنت بتحبيه بس عندك شوية كبر و انشالوا و إلي كان علي عينك انزال المهم افرحي بجواز بنتك و بعدين ربنا يحلها من عنده .
و قامت بإعطاء ثناء جواب لكي يكون معها و بالفعل اخذته دون أن تفتحه.
بينما كانت جنه و فريدة مازالوا مستيقظين فالجميع خلد للنوم ماعدا الاثنان و جلست فريدة تقص عليها كل ما حدث تحت نظرات تعجب من جنه التي وجدت أن الحب يقوي و لكن كان بالعكس مع فريدة فالحب كان مثل الصاعقة التي تحطم قلب صاحبه .
بينما قالت فريدة: أنا بقي شايفه الحب كالشجرة الخضراء كل ما يسقي حب تنمو و كل ما تبخلي عليها تدبل و تجف و علشان كده قررت أن حكون مع نفسي و أنا إلي حسقي نفسي و ارويها بكل حب دون و إلي مكان إلي مش حقبله مش حروحه و حكون بدماغي مش بدماغ حد.
فريدة قررت ايه و هل حتنجح .
ايه حكايه وداد و أه هو سر الجواب .
عمار يسكت في بعد فريدة .
كل ده حنعرفه الفصل القادم.