الفصل الخامس والعشرين

جلس ذلك الثور الهائج ذو الجسد الضخم بعيناه الجاحظه و سواء قلبه يطغى على عيناه ينظر لزوجته تلك يراها سبب رئيسي فى كل مصائب حياته ، فهى كما كانت تنعتها والدته ذات قدم سئ جلبت له الحظ السئ.
و هى من انجبت له فتاه أيضا ، متناسى تماماً أنها أيضا أنجبت له صبيان و انها زوجه مطيعه مطواعه تستمع لكل تعليماته و تنفذها بالحرف الواحد.

تغضن وجهه بالغيظ و هو يستمع لصوت بكائها المكتوم.. حتى بكائها يستكثره عليها .

أشاح بوجهه للجهه الأخرى بغيظ و ضيق ثم التف لها و صرخ بها مرددا بصوت قاسى مرعب: اخرصى يا بنت ال*** بدل ما اقوملك... بتعيطى.. بتعيطى على ايه مش دى خلفتك... مش دى مجايبك.

زاده صوتها رعباً و ألما يزاد صوت نحيبها أكثر و أكثر و هو وقف من مكانه يدور حول نفسه يردد بهياج: اودى وشى من الناس فين أقولهم ايه.. اقول لاهلى و اخواتى إيه.

التف لها يردد بغيظ : أنتى... انتى الى روحتى خلفتى لى بنت عشان تجيب لي العار

صرخت فيه زوجته بغيظ و غل تردد: ايييه.. هو انت بتعمل كده ليه .. هو انت أول و لا اخر واحد يخلف بنت ... ما أخوك مش مخلف غير بنت واحده و ما عملش كل الى انت بتعمله لييه.. بقا أخوك معيش "كريمه" بنته فى الهم و الغم الى انت معيش بنتى فيه ده؟

احتدت ملامح وجهه و زاد غيز عيناه يردد بقسوه: بقا انا معيش بنتى فى هم و غم . .. ده انتو الى معيشنى فى هم وغم .. ده انتو قصفتوا عمرى .. و اخرتها بنتك فضحتنى بعملتها المهببه.

وقف يشعر بغيظ و غل العالم كله يجتاج صدره فصرخ و هو يضم قبضة يده مرددا بوعيد: و دينى و دينى لاقتلها ... هفضل ادور عليها لحد ما الاقيها و أقتلها بأيدي و اخلص من العار الى جابتهولى.

و على أثر كلماته الحاده و صوته الغليظ بما فيه من تهديد و وعيد لابنتها وقفت من مكانها بصعوبه تنظر له بأعين حمراء مترقبه تردد : انت بتقول ايه يا فايز
.... معقزل..عايز تقتل بنتك.. طب.. طب هيجيلك قلب؟

بادلها النظر بملامح مكفهره صلبه لم يهتز بفكه عضله واحده و لا يبدو عليه التأثر بما قالت .

فأخذت تدور حول نفسها و هى تردد بهذيان : و انا مستغربه اوى كده ليه.. هى يعنى اول مره؟ مانت معيشها و معيشنى معاها طول عمرنا فى مرار.. لحد اخر مره ما سخنت السكينه و كويت جسمها على الحيا... و كل ده ليييه.. ليييه.

تقدمت تتحدث بلوع لم يخلو للان من الخوف: كل ده عشان اتأخرت و هى بتجيب لك علبة سجاير.. الى يشوفك و انت بتكوى جلدها يقول عليك ظبطها عامله عمله و لا حاجة.. لكن تحرق جسم بنتك عشان اتأخرت كام دقيقه غصب و كمان دلوقتي عايز تموتها... تموت بنتك؟؟!! تموت بنتك ليييه.

تقدم بغيظ و هياج و هو غير مهتم بأى كلمه او حرف مما تفوهت به كل ما أثار اهتمامه و غيظه هو أنها قد تجرأت و صدح لها صوت بل و رفعت صوتها عليه أيضاً .

فأخذ يتقدم منها خطوه بخطوه بصوره بطيئه مرعبه نجحت فى دب الذعر بقلبها و جسدها كله حتى بدأت تتراجع للخلف برعب مع كل خطوه يتقدمها ناحيتها و هو يردد : بتعلى صوتك عليا يا بنت الفرطوس.. طلعلك حس و كمان بتعليه عليا.. واقفه قدامى و بتردى عليا الكلمه بكملتها يا بنت ال""" .

صمت و هو يمد يده يقبض على عنها يحتجزها بين جسده و الحائط ثم ردد بينما يده تجذب عنقها يخنقها بغل مرددا: أولها تجبيلى بت.. و بعدها ما تعرفيش تربيها... و كمان بتك تهرب و تجيبلى العار .. و انتى بدل ما تبوسى أيدك وش و ضهر أنى لسه أنيكى فى بيتى و ما طلقتكيش بعد عملت بنتك المهببه تقومى كمان تعلى صوتك عليا و تبجحى فيا يا بنت ال**"" يا بنت الكلاااب.

كان مع كل كلمه يزيد من الضغط على عنقها و يضرب رأسها فى الحائط الصلب خلف منها و هى جاحظة العين من شدة اختناقها تردد بصوت مختنق : موتنى... موتنى خلينى أخلص من العيشه السوده دى.

فور كلمتها هذه نفض يده عنها بغل و غيظ يردد: مش هدخل السجن فى واحده زيك ابدا.

التف عنها  يتقدم نحو هاتفه و هى سمحت لقدميها التى تحولت إلى هلاميه أن تتداعى أرضاً تسقط على الأرض تبكى بقلة حيله.

أجفلت منتفضه على صوت ذاك المدعو زوجها و هو يتحدث فى الهاتف مع إبنها جاسم مرددا: ايوه يا بيه .. بقيت فين مش قولتلك تسيب كل الى وراك و تجيلى .. كلمت أخوك و قال مش عارف يسيب المعسكر و لا ياخد اجازه.

ابتلعت رمقها بصعوبه و خوف وهى تراه صامت على ما يبدو يستمع لحديث الطرف الآخر ثم حدثه بعدها يرد على ما يقول: بلا امتحانات بلا هباب.. تعالى هنا حالا .. بقولك سيب كل الى وراك فى هنا مصيبه.. كارثه.

انهى كلمته الأخيرة و اغلق المكالمه فى وجهه و استدار يجلس على كرسيه .

و هى صدرها يعلو و يهبط بغل و غيظ تردد بجنون : انت متصل تسيب أبنى كليته و امتحاناته و مستقبله عشان تجيبه.

التف ينظر لها بحده و ردد: ايوه.. أمال مين الى هينفذ... مش لازم ييجى عشان يغسل عاره.

احتدت عيناها بوحشيه و رددت : ده انت لسه من ثوانى ما ردتش تموتنى و قولت مش هضيع نفسى عشانك..خايف على نفسك من السجن... و عايز تجيب ابنى تسيبه كليته و امتحاناته و تخسره سنه فى عمره عشان ييجى تشحنه على أخته و تخليه يدور عليها لحد ما يلاقيها و يدخل هو السجن.

نظر لها بصدمه يراها قد عرته تماماً و أصبح مكشوف النوايا امامها .

و هى صمتت تنظر له بجزع ترى أن الحديث غير مفيد... عازمه على الا تصمت نهائيا.. و هى ترى الى أين أوصلها الصمت ... صمت لم يؤثر عليها وحدها بل جنى على اولادها معها ...اخذت نفس عميق و توقفت عن البكاء مقرره انه الى هنا و يكفى بكاء لا يفيد او يجدى نفعا.

مقرره انها يجب ان تهدأ و تفكر ... و اول شخص بدر لذهنها هو اخيه ، كذلك ستتحدث مع كريمه ابنته فهى كانت على علاقه اكثر من جيده بإبنتها رغم فارق العمر بينهما .

_________سوما العربي______________

فى احدى التجمعات السكنيه الراقيه و التى تخص الطبقه المخملية فقط وقفت تلك السيده الجميله ذات الاثنين وأربعين عاما تعد الإفطار وهى تشدو بصوت عذب مع أنغام اغنيتها المفضله لفنانتها المفضله جارة القمر '' '' السيدة فيروز'' .

قلبت الطعام قبلما تغلق مكبس الغاز الذى يتسبب فى اشتعال نيران الموقد؛ و وضعت البيض فى صحن مربع من الصينى وذهبت تحضر العيش المحمص كما يعشقه زوجها.

وقفت لجوارها فتاه سمراء قصيره وبدينه بعض الشئ تسأل بلغه عربيه ركيكه:اسأدك مدام؟

وكما هو الجواب المتوقع ابتسمت السيدة ببشاشه وحب تجيب :نو.. انتى عارفه رينا انا بحب اعمل الاكل لكمال والولاد.. اعملى انتى باقى شغل البيت.

ابتسمت رينا فتظهر أسنانها ناصعة البياض على غرار بشرتها السمراء قائله :اوكى مدام.

ذهبت سريعا بيدها احد الاقمشه تكمل تلميع الثرايات الفخمه والمرايات فسيدتها عاشقه للنظافه... من اول يوم لها هنا وشربت طبعها حتى تشبعت به وأصبحت تعلم ماتريد قبلما تنطق حتى.

اما بالمطبخ كانت قد انتهت من اعداد الطعام وسكبته فى اطباق معده بعنايه وحب بعدما تفننت فى تقديمه بشكل اجمل من أجمل فندق مستخدمه الخيار والطماطم مع وريقات الخس والريحان لصنع شكل جميل زخرفت به الأطباق وذهبت تأخذ حمام سريع حريصه بفعل ذلك على عجاله قبلما تذهب لايقاظ زوجها كى تطمئن على طيب ريحها قبل الاقتراب منه.

وبعدما فعلت اقتربت من فراشه الوثير بغرفة نومهما تمسح على وجنته توقظه بحنان شديد مردده:كمال.. كموولى.. اصحى يالا ياروحى.

ليستدير كمال على ظهره العريض ويصبح مواجها لها فتظهر ملامحه الوسيمه الى حد ما.

ليست وسيمه لانه الرجل الذى لا قبله ولا بعده.

إنما هى وسامة من رغد العيش... رجل يعيش طوال يومه بالمكيف الهوائى حتى عمله معظمه  وسط الحسنوات  وباليل يسهر فى أشهر نوادى مصر واغلاها.

نظرت لوسامته القاتله حسبما تراه عينها العاشقه وقالت :يالا اصحى كمولى.

تململ ثانيه فى فراشه يفتح عينه مضطرا تحت إلحاح صوتها يقول بصوت مشبع بالخمول :صباح الخير يا نرمين.

لاحت بعينها نظره حزن حاولت اخفاءها.. تتظاهر بأنها لا تشعر بشئ، انه لا يوجد اى تغيير بمعاملته وهى لا ترى اى فارق.

تكذب على حالها ام تكذب عليه أو...لربما تهرب من مواجهة نفسها.

فكمال دوما يناديها حبيبتى منذ عرفها حتى وهى متزوجه من آخر كان متأكد انها ستكن زوجته.

حتى انها وفور يقينها بعشقها له طلبت الطلاق من زوجها وعقب انتهاء عدتها بيوم.

يوم واحد وكانت متزوجه منه ولم تهتم بالقيل والقال ولا انه أيضا رجل متزوج، ترى انها عشقت وما على العشق سلطان.

وهو أيضا حينما علمت زوجته السابقه لم تتقبل الامر وطلبت الطلاق فورا.

وهكذا اصبح كمال ملك لها وحدها عاشت معه اجمل عشر سنوات من عمرها وانجبت منه طفلتيها.

لكن هناك خطب ما به،لا تعرفه، لكن المؤكد لها ان هناك شئ.

حاولت التحدث بنفس روحها المعتاده، باصرار رهيب منها على وئد اى شعور قد يزعزع ثقتها من حبه لها او حتى يفتح الباب لأى خلاف.

اصرار منها بأن تحافظ على مابنته معه لسنوات مرت بالكثير والكثير وهى تعشقه حد الثماله.

لذا ابتسمت تميل عليه اكثر توصل له طيب عطرها قائله وهى تمسح على وجنته تدلله:صباح الخير يا حبيبي،يالا اصحى بقا كفاية نوم مش بتقول مسافر السخنه النهاردة؟

وعلى ذكر سفرته تحمس جسده وانتفض تلقائياً بفرحه شديدة كأنه مراهق وسيذهب اليوم برحله مع مدرسته كى يقابل حبه العذرى.

استقام على الفراش وقد تبدل خموله لشغف على الفور بطريقه تثير الريبه يقول:ايوه هى الساعه كام.

مشتت بعينها ملامحه التى تحفظ كل تعبيرتها عن ظهر قلب وشكوكها تثاورها بقوه.

تعرف هذه التعبيرات... وتلك اللهفه من كمال كانت لها وعليها قبل زواجهم.

حينما قابلته فى اول عمل سينمائي جمعهم وكانت بطولتها وهو المخرج فى اول عمل اخراجى يقم به بنفسه بعدما كان عمله يقتصر على الإعلانات والاغانى.

تتذكر جيدا ما كان يفعله وكيف دبر كل خطه واخرى كى يجعلها تترك سيارتها يوما وتذهب معه بسيارته واخرى و أخرى حتى وقعا بالعشق الذى جاهد كل منهما حتى كلل بالزواج.

لكن ما به الآن ولمن هذه النظره؟!

جاوبت ببهوت بعدما ابتلعت ريقها بصعوبه لجفافه وقالت :بقت عشره ونص.

اتسعت عينه كأنه تأخر على طائرة الحج مثلا ووثب على ارضيه الغرفه يقول:يانهار ابيض... عشره ونص ده انا كده اتأخرت اوى.

اعتدلت هى الأخرى من على الفراش تراقب كل حركه من كل خليه بجسده وهى تردد بشك لا تود البوح عنه كليا قائله :اتأخرت علي ايه يا كمال... لسه بدرى حبيبى.

نظرات عينها وترته، مهما حاولت تحجيمها لكنه بالأساس مذنب.
هذا وحده كفيل بأن يجعله يشعر بالتوتر من اى نظره تدقيق فقط له.

وهى أيضا لاحظت اهتزاز حدقتيه وهو يردد بانعدام ثقه :مااااا.. مانتى عارفه ياروحى انا المخرج ولازم ابقى موجود وانا الى جمع الكاست كله.

اهتز ثباته اكثر امام نظراتها الفاحصه تنم عن عدم تقبلها لما تسمع وان كذبته لم تمرؤ عليها.

ولم يستطيع الاستمرار بالنظر اليها... فنظراتها المصوبه داخل بؤبؤ عينه ومنها على كل حركات وجهه وجسده تراقبه جعلته ثباته ينهار واضطر لأن يوليها ظهره متحججا بالذهاب للمرحاض يكمل تبرير موقفه :واصلا معظم المشاهد هتبقى بالنهار لازم الحق اخلص معظمها قبل ما الشمس تروح منى انتى عارفه بقا شغلتنا.

تنهدت ولا حل أمامها سوى التظاهر بالاشئ وقالت :ربنا يقويك ياحبيبي واكيد زى كل مره هتطلع شغل هايل،لأن حبيبى موهوب.

ابتسم لها يحاول التأنى فى وقت الابتسامه لكنه على عجله من امره حقا، فاستدار سريعاً يتجه للمرحاض يغلق عليه الباب وهو يزفر بقوه.

تبا لكل شئ؛ مجبر على الكذب والتمثيل يوميا.

يقر ان نرمين لا تستحق ذلك منه، يعترف أيضا انها تعشقه حتى النخاع ولم تقصر معه يوما ولكن؛ مابيده هو؟ لقد وقع بالعشق وانتهى.

يتبخر من امامه وجه نرمين ويلوح فى الافق وجه حبيبته ذات البشره الحنطيه والعيون السمراء.
ليقف أمام مرآه المرحاض يجفف وجهه وهو يبتسم مرددا يغمض عينه يتخيل انها سمحت له بالاقتراب واخيرا يضمها له.

شدد جفنيه يغمض عينه اكثر وهو يتنهد، لحظه يدفع لها نصف عمره فقط لو سمحت.

ظل لليالى يتخيل ماهو لون شعرها، وهو للآن يتخيل ويتوقع.

هل هو اسود ليل كعيناها لكن.... لكنه دقق النظر بها... لون حاجبيها من البنى.. بنى يميل للاسمر قليلاً لا يلاحظه سوى راجل عاشق؛ غارق فى ادق التفاصيل.

صدرت رغماً عنه آهه عاليه وهو يردد:اهه يا كريمان.

___________________________

'' كريمان... كريمان'' اسم صدحت به إحدى الفتيات تنادى تلك الجالسه أمامها بحافلة نقل ضخمه تصل من القاهره حتى العين السخنه مباشرة.

لتزم تلك الجميله عينها تتصنع النوم وهى تسبهم بكل لغات العالم... من'' كريمان'' هذه؟هى اسمها كريمه،مابه الأسم ليجردوها منه ويلقبوها بأخر معللين الأمر بأمور فنيه.

وان اسم كريمه ليس بأسم فنى إطلاقا وثقيل جدا.

لتتململ فى جلستها قليلاً وهى تردد دون صوت بمقت شديد:قال يعنى كريمان هو الى خفيف!!

صدمت وهى تستمع لنفس صوت الفتاه التى كانت تناديها تحدث اخرى لجوارها مردده بخفوت خبيث :شكلها نامت.
لتجيب عليها الأخرى :انا عارفه طلعت لنا من أنهى داهيه؟!

لترد الأخرى بحقد شديد :لأ وايه هتغنى تتر البداية والنهاية وليها اغنيتين هيتصوروا جوا الحلقات.
زمت الاخرى شفتيها وكريمه تدعى النوم اكثر واكثر وهى مصدومه مما يقال خلف ظهرها.

لتكمل نفس الفتاه :طب انتى عارفه ان ماكنش فى اغانى جوا المسلسل اصلاً وان كمال جميل هو الى زود الاغانى دى غصب عن المؤلف ذات نفسه وماحدش قدر ينطق والى يعترض يقولوا رؤيه اخراجيه مش هتفهم فى شغلى اكتر منى.

لتزم شفتيها على جانب واحد وتكمل وهى. تعدد بيدها كما لوكانت بائعة خضار على الرصيف مع كامل الاعتزاز والاحترام لكل البائعين فهى حتى ورغم ملابسها الغاليه كانت تتحدث بسوقيه وانحطاط وهى تلوى ثغرها على كل ناحيه على حدى مكمله :لأ والمؤلف قالك ايوه موافق البنت صوتها هايل وهتخلق تيمه دافيه اوى جوا الحلقات.

لتجيب الأخرى تقر وتشهد:صراحه هى بنت جزمه صوتها تحفه يا دعاء.

دعاء:منى؟! احنا هنشتغل بعض مالى صوتهم حلو كتير واحلى منها ١٠٠مره وكمان مش محجبين تقدرى تقوليلى عملت ايه خلاها عدت كده مره واحده.

اتسعت اعين منى وكريمه صدمتها أقوى واكبر تردد:لأ ماتقوليش... عدت على كل دول؟!

ضحكت دعاء بسخريه تؤكد لتقول منى بزهول لا يخلو من السخط:بقا شوفى البت... لا ولابسالى حجاب وهى عدت على المنتج والمؤلف والمخرج.

لتصحح لها منى بفقاقه:لاااااا عدت على المخرج الأول يا حبيبتي... هو كمال جميل بيشغل اى حد عادى،عدت عليه الأول ومن بعدها هو سلمها للمنتج والمخرج واهو الكل يتبسط.

لتبتسم منى ومن بعدها دعاء بعدما ربطا كل الخيوط معا وفهما القصه كلها لتردد منى بسخريه:احللللى من الشرف مافيييييش.

لتضحك كل منهما بخفوت كما كانتا تتحدثان بخفوت.

ليضطرا الصمت حين اندلع صوت الهاتف المحمول الخاص بكريمه او كريمان كما يدعون فتقول دعاء لمنى وهى تلكزها فى يدها بخبث:طب بس اسكتى هتصحى اهى.

بينما كريمه تمنع حالها من الانفجار بوجههم تبتلع كل ما سمعت وهى تصك أسنانها بغيظ
سرعان ماتبخر وهى تنظر للهاتف بهلع وهو يضئ بأسم '' عز''

لتنتفض فى جلستها تجلس بلا هواده لا تعرف هل تجيب ام ماذا؟

كل هذا تحت زوجى من العيون الفاحصه المترقبه لكل وادق تفصيله.

اما هى فلم يكن لديها بد إلا ان تجيب عليه كى لا يثاوره اى شك بها.

ففتحت الهاتف تجاهد على التحدث بثبات مردده :احمم.. الو.

ليأتيها صوت رجل محب مرح يهلل :يا احلى الو فى الدنيا... فينك أولا؟

ابتسمت بحنين دائماً ما يغنجها وهو يناديها بهذا اللقب '' ولا'' وهى حقا لاتعلم من اين اخترعه وهو دائما ما كان يخبرها وهو ينظر لها بأعجاب غير بريئ ابدا :اصلك الصراحة حته يعنى... ولد ولد... فأنا بقولك يا ولا...خليها مابينا بقا.. هانت... كلها سنتين تلاته ونعدى مرحلة الخطوبه بأذنك يارب ونتجوز.

عادت من شرودها بصوته وهو ينادى مرارا:كوكى... كريمه.

جاوبت عليه تقول :نعم.
ليظهر حبه حتى بصوته وهو يقول:ايه يا ولا رحت منى فين،بقيت تسرح كتير انت يا قمر اليومين الى فاتوا.

ابتلعت رمقها بصعوبه تقول :لأ ولا حاجة معاك.

ليصلها منه تنهيده حاره وهو يردد بسخريه نابعه عن مراره :اااه قربت اتجنن دخلت على الخمسه وتلاتين ولسه خاطب.

ليتحدث برفق ونبره تفيض بالامتنان وهو يكمل :وانتى هتتمى التلاتين اهو النهاردة وكل ده قاعده مستنيانى.

ابتسمت وهى تتذكر موعد ميلادها معه ليقول :كل سنه وانت طيب يا ولا.

ضحكت بخفه وصدق وهى تردد:وانت طيب ياعز.

وصلها صوته المغتاظ وهو يقول:انا مش قولتلك قوليلى اى حاجة غير عز دى.

كبتت ضحكاتها فهى على علم بعدم رضاه عن اسمه ليعيد تكراره  وهو يجذب خصلاته بجنون:انا عارف الحاج كان ايه الى فى دماغه وهو بيسمينى عز.

حاولت اخفاء ضحكاتها وهى تقول :ماله بس ده حتى خفيف وحلو،لايق كمان على شكلك.

عز بجنون:ايوه بس مش لايق على حالتى الماديه خالص، مش عارف انا ايه الاسم الى مش على مسمى ده؟!

وصله صوت ضحكتها ليبتسم بحب ويكمل بحزن :والله كتر خيره ابوكى انه صابر عليا كل ده،اديلى ٣سنين خاطبك وهو ولا مره سمعنى كلمه كده ولا كده.

ابتسمت هى الأخرى وهى تتذكر حيرتها هى الأخرى من والدها ومن صبره على عز كل هذه الفتره وحين سألته فى ليله من الليالى قال مبتسما:بصى يابنتى الى قبلينا قاله لكل واحد نصيب من اسمه.

لتضحك هى فهى على علم كما هو ان عز حالته الماديه صعبه لكنه اكمل بثقه كبيره:بتضحكى؟! ماعلش! لساكى صغيره بكره يجرى العمر بيكى وتعرفى ان مش كل الغنى مال.

عادت من شرودها مجددا على صوته المجنون :يقول يابنتى مش بكلمك!

كريمه :ها؟! ااايوه معاك،كنت بتقول ايه؟

ابتسم عليها يسأل بحب:ولا حاجة يا كوكى.. المهم قوليلى وصلتوا أسيوط انتى وامك عند خالتك ولا لسه؟

ارتبكت بشده وهى تقول :أأأيوه.. أأه وصلنا.

سمعت تنهيدة ارتياح صدرت عنه وهو يقول :طب الحمد لله... حمدالله على السلامه... هبقى اكلمك باليل بعد ما تقعدى مع الجماعه براحتكوا،عشان نحتفل وكمان عندى خبر حلو جالى كده على وشك.

ليشتعل فضولها اللعين تقول :ايه ها.. إيه،خبر حلو يبقى قول بسرعه.

نفخ فى اظافره يقول ببرود:مش هقولك.... انا أساساً متعمد اقول من دلوقتي عشان تفضلى كده لحد بالليل.

تحدثت بغضب تقول :عز.. ماتهزرش.

ليكمل هو بزهو شديد:تؤتؤ... مضطر اقفل، مضطر اقفل... انتى عارفه مشغولياتى كتير.. يالا باى باى.

اغلق وسط ندائها باسمه ولكنه اغلق وهو يضحك بشده بعدما تعمد اثاره فصولها حتى تنتظره ليلا و لا تلتهى ببنات خالتها عنه.

بينما هى استدركت حالها تنظر حولها ترى منى و دعاء كل منهما عينها و اذنها كصحن مستدير يتلصصان عليها بتركيز شديد.

و اول ما نظرت لهما ضحكا لها وقالت منى:منورانا والله حاسه وشك حلو علينا كده!
لتكمل دعاء لها:هى اصلا وشها جميل يامنى.

منى:ايوه بشوش،و احلى حاجة فيكى بقا حجابك! يعنى بجد ربنا يثبتك عقبالنا.
دعاء :لأ و ايه صوتها روعه فعلاً تستحق فرصه كبيره زى دى.

لا تملك جواب.. حقا لا تملك... لم يكن بمقدورها وقتها سوى ان تبتسم لهم بلا نفس او راحه و استدارت تنظر من النافذه.

لتقول منى بخفوت لقرينتها:بنت ال..... اهى بدأت تتنك علينا اهى.

لتنظر دعاء لها بحقد تسبها بكل لغات العالم.

بينما على الجهه الأخرى و دعت نرمين زوجها و هى تقول :ايه ياروحى مش هنشتغل حاجة تانى مع بعض و لا أيه؟

ليقلب كمال عينه و هو يقول:احنا مش كنا خلصنا كلام فى الموضوع ده يانرمين.

فتحت فمها تحاول الحديث فقال:مش عايز خلافات و لا حد يرجع نجاحى لوجود نجمه كبيره زيك و ناس غيرهم يرجعوا نجاحك عشان مخرج شاطر زيى.. خلينا كده احسن.

لتفرك يدها بغضب تقول :اه ياروحى وماله... خليك انت كده معظم أعمالك بطلتها الست '' هلا شوقى''

ابتسم مرغما فالوسط الفنى كله على علم بعدم القبول و الحرب البارده بين الاثنتين.

ليقول و هو يشعل مقود سيارته:دى ترشيح المؤلف يا روحى و انتى عارفه المؤلف هو أساس اختيار الابطال،و بعدين مش انتى الى بتقولى التليفزيون بيحرق الفنان قدام جمهوره و مش بتعملى مسلسلات خالص، انا اتأخرت كده لازم امشى،باى.

جاوبته مرغمه:باى.

غادر سريعاً و كله شوق يطوق للقاء... لقاءه بأسرة قلبه... كريمان.

______________________

باحدى الفنادق الفخمه بالعين السخنه جلست '' هلا شوقى '' سيده فى الأربعين هى الأخرى من عمرها ذات شعر طويل اشقر بفضل الصبغات و قوام تحافظ و تنفق عليه كثيرا.

جلست امام احد العاملات معها تضع لها مساحيق التجميل عاليه الجوده و هى تقص عليها كل شئ:زى ما بقولك كده يا استاذه و الكل بقا عارف انها تبع البيه المخرج، دى نجحت من غير تصفيات حتى.

كانت هلا تستمع لكل ماتقوله مساعدتها وهى بالأساس على خلفيه كبيره بالموضوع نظرا لما سمعته من العاملين و الزملاء.

لتبتسم بشماته فى نرمين قائله :للدرجه دي؟!

ابتسمت مساعدتها و هى تمد يدها تضع طلاء الشفايف بمهاره عاليه تقول :امال لو قولتلك بقا على الكبيره؟!

تحفزت كل خلايا هلا تنظر لها بفضول مريب مردده:ايه هى قولى بسرعه يا جميله.

جميله:الوسط كله عارف ان المخرج الكبير كمال جميل عدى خطوة إخراج الكليبات دى. عمره ما بيوافق تحت اى ضغط انه يخرج اغانى.

هلا مؤكده:فعلا حتى كبار النجوم مش بيوافق ليهم مهما دفعوا مع انها حاجه عاديه و مخرجين كتير بيعملوا كده و شغالين الاتنين.

جميله بثغر ملتوى خبثا:اهو كمااال جميل بجلالة قدره وافق انه يخرج للبت الجديدة دى اغنيتين مش واحده، انتى متخيله؟!!

اتسعت اعين هلا غير مصدقه تردد:لاااا.. ده كده اللعب احلو اووى... أخيراً هكسر مناخيرك يا نرمين.

نظرت لجميله تقول باصرار:اسمعى... عايزاكى تكلمى ياسر بتاع السوشيال و كل حبايبنا وتقولى الى هقوله لك بالظبط... فاهمه.. عايزاها نااار ماتنطفيش.

ترددت جميله تقول :ايوه بس.. بس.

هلا بنفاذ صبر:ايه بتبسبسى ليه؟

جميله بتردد:دى فيها اذيه للبنت و دى لسه جديده حرام خلينا نسيبها تشق طريقها.

ابتسمت هلا تقول بسخريه :طب بس يا هبله.. ده انا بعملها دعايا ماكنتش تحلم بيها.. الى هعمله ده زى ما هيكسر مناخير نرمين محسن هيرفع نجم البت بنت امبارح دى فى يوم و ليله، هو انا الى هقولك و لا ايه يا جميله.

جميله :عارفه يا استاذه عارفه.

هلا :طب روحى... روحى كلمى ياسر.

ذهبت جميله سريعا تنفذ الأمر و عاودت هلا النظر في المرأه فقد حلمت بهذا اليوم كثيرا و ها قد أتى لها دون عناء او ترتيب منها.

___________________

وصل كمال للفندق الذى يقطن به كل طاقم العمل يسكن غرفته اولا و اول شئ فعله هو انه سأل عنها، حبيبته.

بعدما ابدل ثيابه و لم يفكر بأن يرتاح حتى من الطريق ذهب ليسأل عنها فأخبرته إحدى الفتيات انها ذهبت كى تسير على الشاطئ قليلاً.

ليذهب خلفها سريعاً يبحث عنها.

ظل يبحث هنا وهناك غافلا  عن كل العيون المتربصه به ترصد ادق تحركاته.

ليبتسم أخيراً بحب و هو يراها تسير حافيه القدمين على الرمال بفستان ازرق و حجاب وردى خفيف.

اقترب منها يقول :ايه الأخبار؟!

انتبهت له تقول :استاذ كمال؟!ازى حضرتك؟

زم شفتيه فمازالت حبيبته محتفظه بالالقاب ليقول هو:ايه استاذ دى.. مش قولت انتى بالذات تقوليلى يا كمال بس.

اخذت نفس عميق، تعلم ذلك الوسط جيدا وتعلم انه يريد التمادى معها! لكنها مصره على  وضع الحدود تشعر بريبه من تودده.

يكفى ما تسمعه بأذنها يقال عنها ليأتى هو الاخر يريد منها ان تتخلى عن كل الحدود ليصنعا سويا حلاوه بالقشطه.

لتجيب بابتسامه صغيره :لأ ازاى... ده حضرتك استاذنا كلنا.

اغمض عينه يهز رأسه بيأس حبيبته لم تشعر به بعد وربما لم تفهم أيضا.

مد يده يباغتها و هو  يحتضن كف يدها قائلاً :انا مش حضرتى و لا استاذك انا جوايا ليكى حاجات تانيه كتير.

نظرت بصدمه و أعين متسعه ليده التى تمسك يدها لتنفضها سريعاً بعدما ابتلعت رمقها تسأل ببهوت:حاجات إيه؟ إيه الى حض.... قاطعها يقول :مش هقول اى حاجة و خلاص بقيت عارف فضولك ده،مش هقولك غير بالليل عشان نحتفل بعيد ميلادك.

ابتسم اكثر وهو ينظر لملامحها التى تنم عن زهولها يكمل :ايوه طبعا عارف كل حاجه عن احلى بنت فى الدنيا فعارف ان عيد ميلادك بكره، عشان كده حضرت لك سهره خاصه هنا على البحر انا و انتى و بس هقولك فيها كل حاجه، و كمان فى مفاجأة كبيره ليكى.

تركها وغادر سريعاً قبلما تستفسر ويضعف أمام عينها فتبطل وتضيع حلاوة مفاجئته.

لتضرب الارض بغضب تلعن ذلك اليوم الذى استمعت فيه لصديقتها التى نصحتها الا تخبر احد انها مخطوبه وان تخلع خاتم خطبتها طوال ماهى بالعمل حتى تشق طريقها فقط بعدما تقوى شوكتها فلتفعل ماتريد.

آآه لو يعلم عز انها قد خلعت خاتم خطبته لساعه واحدة فقط وليس لأيام لصنع منها لحما مشويا.

اما هناك على بعد مناسب وقفت إحدى الفتيات ومعها كاميرا التقطتت بمهاره و خبره مايكفيها لصنع خبر نارى سيزلزل الوسط الفنى كله.

فى نفس المساء

وقف وخلفه اثنين من عازفى الكمان  لامامه مائده مستديره عليها طعام خفيف و كأسى من العصير خلفه صخره كبيره يندلع منها الماء.
فجلس ينتظرها على صوت عزف الكمان المختلطت بهدير الماء صانعا جو رائع.

بعدما ارسل أحدهم يناديها وقد اعد ورتب كثيرا و نوى على الاعتراف بحبه لها الليله و كذلك يخبرها بتضحيته لأجلها.

لكن.... بهت وجهه و هو يرى ذلك النادل يقترب منه قائلاً بأسف:مش موجودة يا فندم.

رمش بأهدابه بزعر،لكنه استجمع شتات حاله بأمل يقول و كله عشم :طيب شوفها فين او اسأل صحابها.

مط النادل شفتيه بأسف يخبره :لأ مانا سألت يافندم و الريسبشن قالوا انها عملت تشيك اوت  من كذا ساعه.

هوى قلبه بين قدميه و هو ينظر حوله بضياع وقلب موجوع.. ماذا حدث ولما ذهبت؟

هل هكذا رفضته، بالطبع هى على علم او حتى لديها شك انه يكن لها مشاعر حقيقيه.

لكنه لن يتركها، مسكينه هى لو ظنت ان الامر انتهى هنا.

فى ظلام الليل سارت بين ذرع الذره الذى نمى بالأرضى الواسعه تشق طريقها لبيتها وهى تجر قدميها جرا.

وصلت وكانت المفاجأه وهى تجد خطيبها عز يجلس مع والدها بمقدمة البيت على مصطبه مصنوعه من الاسمنت وامامهم الحطب يغلى عليه وعاء اسود به الشاى، يشوون الذره على النار لجوار الشاى يتجاذب كل منهما أطراف الحديث مع الاخر فى ليله صيفيه رائعه تحت اضاءه عمود الاناره بالشارع.

ليصدم والدها وكذلك عز وهما يرونها امامهم والآن ليقول والدها بهلع:بت يا كريمه! جايه منين دلوقتي يابت وازاى جيتى من أسيوط لوحدك وسبتى امك ليه؟!

دب الذعر بقلبه وهو لا يقابل منها سوى الصمت مع شحوب وتعب وجهها.

كذلك كان حال عز الذى قال :كريمه ردى ايه الى حصل وازاى تسافرى فى وقت متأخر زى ده ولوحدك من غير ما تقولى كمان.

لم تقل سوى كلمه واحده بأعياء واضح:هقولكوا كل حاجه بس بكره مش قادرة والله... اطمنوا انا بخير. محتاجه انام بس.

هم والدها بالحديث يعنفها بقوه لكن عز وضع يده على كتفه يقول :اتصبر بالله يا عمى.. اتصبر.

ليصمت والدها امام حالة ابنته مرغما ويأذن لها بالأنصراف قائلاً بعدم رضا:امشى على جوا والصباح رباح.

كانت تتوق لما سمعت فسرعان ما اختفت من وجههم تحتمى بغرفتها.

لا تعلم كيف تواجههم،هى حتى للآن لا تعلم كيف ستخبر والدها الحاج عبد العزيز ان ابنته وقعت عقد غناء فى مسلسل.

كذلك خطيبها الحنون عز، بالأساس هى لا تعلم كيف جن عقلها وقدمت على تلك الخطوه المتهوره.

لم تكن تعلم ان كل هذا سيحدث... حلم عمرها ان تدخل ذلك الوسط ولما دخلته من اوسع ابوابه ندمت اشد الندم وتراجعت.

تحمد الله انها تراجعت وكل شئ انتهى، او هى تظن ذلك.

لتغط فى نوم عميق بعدما حرصت على غلق هاتفها من اول خطوه خطتها خارج الفندق.

لتستيقظ صباح اليوم التالى على صوت والدها يهز جدران البيت يبدو ان هناك مصيبه....

__________سوما العربي____________

فى حى روض الفرج
تحديداً في منزل الحاج شداد جلس مقابل ابنه صالح و لجوارهما جلست قدريه يستمعان بإنصات شديد و فضول لصالح الذى
قال بعدما هز رأسه يمينا و يساراً باستياء شديد ثم ردد: الحكايه بدأت بأن أخت العريس و أخت العروسه بيتخانقوا مين هيقعد فى الكرسى الى قدام فى عربية الزفه...لا أخت العريس راضيه تسكت و لا اخت العروسه .

زمت قدريه شفتيها تردد بتفكير: طب و فين العريس و لا العروسه من الخناقه دى.

رد عليها صالح مدمدماً ببغض : مش بقولك البنات دول ما يجيش من وراهم غير الزن و الأذى و القرف ، العروسه يا ستى بدل ما تكبر مخها و تمايم عشان تعدى الخلاف و الليله كلها تعدى وقفت فى وسط الشارع و قالت لك لااا يعنى لأ انا مش متحركه من مكانى إلا لما اختى هى الى تركب عربيتنا.

التف برأسه يميل على والدته و يكمل حديثه بزم: اخت العريس بقا تسكت قالت لك لأ دى أصلاً عربية بابا و اخويا أخدها يتزف فيها يعنى دى عربيتنا إحنا و انتو الى ضيوف علينا .. و أنا أكيد مش هسيب عربية بابا و اروح اركب عربية تانيه .. خلى أختك تشوف عربيه تركب فيها أنا مش ذنبي انكم عيله ماعندهاش عربيه.

هز رأسه مجددا و هو يميل ناحية شداد مكملا: راحت العروسه و أختها فرشوا لها الملايه و بقت العروسه تصيح لها فى وسط الشارع و تقولها انتى بتعايرينى إن ما عندناش عربيه ده انا بإشاره منى اجيب نص دسته و إيه رأيك بقا إن اختى هتركب معايا يعنى هتركب معاديا و ده عشان النهاردة والليله ليليتى و أنا العروسه.

صمت قليلا يميل مره اخرى ناحية والدته قدريه و هو يكمل: راحت اخت العريس وقفت قدامه و دخلته فى الموضوع بتقولو شايف خطيبتك بتعايرينى أكمنى ما اتخطبش لحد دلوقتي هى و أختها و إنما عروسة النهاردة.

صمت يميل ناحية شداد مرددا: راح الواد عشان يلم الحكايه قال لاخته لا يا حبيبتي هى ماتقصدش.. العروسه و أختها بقا يسكتوا... ابدا... وقفوا قصادهم بعند و قالوا لأ بقا نقصد و أه اختك عانس و بيرا... الواد سمع الكلام من هنا و ما استحملش .. ما هى أخته بقا و كمان البت و إختها صراحه كانت بجاحة الدنيا فيهم و واقفين يعلو صوتهم و يبجحوا فى وسط الشارع قدام الى رايح و الى جاى ، راح صاحبى مادد إيده سفخها كف البت برقت بعينها و ما عداش ثوانى إلا و كانت رقعت بالصوت لمت عليه الناس اكتر و اكتر ، و أهل كل واحد فيهم جه و العيلة و عيلة العيله ، كل واحد بكلمه لحد ما الخناقه كبرت و مسكوا فى ضرب بعض و بعدها حد بلغ البوليس ف جه اخدهم.

ضرب قدريه كف بأخر مصدومه تردد: لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم... كدهو ... يبوظوا فرح عشان مين يركب فى العربيه و مين لأ؟

هز صالح رأسه يمينا و يسارا و هو يضحك فنظر له شداد نظره ثاقبه ثم سأل مباشره بدون لف او دوران: بس أنا ليه حاسس إنك فرحان فيهم كده و أنت بتحكى.

ضحك صالح بقوه ثم ردد من بين ضحكاته: مش هخبى عليك يا حاج بس فرحان فيه . أصل الولا ده انا قعدت افطم فيه و انصح فيه و احذره أقوله بلاش أبعد عن حوارات البنات الحكايه مش ناقصه صداع و زن  بس هو بقا ركب دماغه و كان محموق اووى اهو لبس.

صمت يشير على نفسه برضا تام ثم ردد: شوفتوا... شوفتوا بقا انى كان عندى حق أبقى مضرب الجواز .. ماهو عشان الحاجات اللي شبه كده و أهو سبحان الله مثل حى و جه لوحده لحد عندى .

نظر لوالده يردد بمزاح: لعلمك يا حاج شداد و ما ليك عليا يمين أنا حاسس ان كل ده حصل و الفرح باظ قدام عينى عشان ربك عايز يدينى إشارة يقولى انت صح يا صالح

احتدت عينا شداد يضرب سطح الطاولة بيده الغليظه يردد بقنوط: يا سلام ..شوف يا ولاد... أنت يا واد انت حد كان قال لك ان ابوك داقق عصافير ؟

زم صالح شفتيه مستغرباً لرد فعل والده يردد : مالك يا حاج كفى الله الشر؟!

صدحت ضحكه ساخره عن شداد و هو يردد بينما يهز رأسه دلاله على الاستياء و السخريه : اصلك مفكر نفسك كبرت و بقيت صايع .. حد قال لك إن الحاج شداد بياكل من الأونطه و لا بتخيل عليه الحركات دى.

هز صالح كتفاه و بسط يداه أمام والديه يردد بجنون : حركات ايه يا حاج ، انا عملت ايه دلوقتي؟!

وضعت قدريه يدها اسفل ذقنها تشاهد ما يحدث خصوصا بعدما رفع شداد إحدى حاجبيه يردد : عملت ايه؟! اقولك أنا ياصايع عملت ايه؟

صمت و هو يحرك يداه يمثل بها مرددا : جاى من برا واخدنا الوش و مألف تمثيليه طول بعرض عشان يطلع عندك حق و إن الجواز دع كوخه مش كده ؟

ارتفع حاجبى صالح بصدمه و هو يستمع لشداد الذى أستمر في استكمال حديثه مرددا: عيبك أنك مفكر نفسك كبرت عليا و لا أنك الناصح الوحيد ، و مفكر ابوك اتولد كده بشعره الشايب ده.

صمت يضرب بكفه الغليظ سطح الطاولة مره اخرى ثم قال : بس لو انت مش عارف اعرفك يا بن شداد.

اجفلت فوقيه ترمش بأهدابها بينما بقى صالح ثابت و هو يجلس على مقعده ينظر تجاه والده بملامح تحمل الكثير و الكثير من الذهول يسمعه و هو يكمل: قال العريس و العروسه اتخانقوا قال!

نظر لزوجته يتحدث و كأنه يشهدها و يندبها للحديث حين قال و هو ينظر لها: لأ و سبحانك يارب .. تطلع إن الخناقه من اولها لأخرها بسبب اتنين بنات .. و هما الى عملوا كل ده و بوظوا الجوازه.
صدحت عن قدريه ضحكه ساخره تبعتها بزم شفتيها و هى تستدير تنظر ناحية أبنها الذى كان يبادلهما النظر بجنون يردد : هو خلاص اى حاجه هقولها هيبقى مشكوك فيها و لا ايه... أنا مالى أنا بكل ده انتو سألتو و أنا حكيت.

وقف عن مقعده ينوى المغادره و لكن أوقفه صوت والده الذى صدح يردد : الى يشوف القنعره الكدابه الى أنت فيها دى يقول البنات بتترمى تحت رجليك و لا مدوبهم اتنين و لا حاجة.. خلينا ساكتين ده انت الكل واخد عنك فكره هباب و بيقولوا عليك ما فى الخمر و شكلك هتعنس جنبى أنا و أمك .

نقر صالح بيده على سطح الطاولة هو هذه المره يغتنم الفرصه مرددا: ايووووه.. حلو اوى الكلام ده.. اثبت عليه بقا .. و بالمره انا بقول بلاش تضيع وقت معايا و تجوز الواد حسين بدل ماهو خلاص قرب يتجوز على نفسه كده.

اغمض شداد عينيه يسحب نفس عميق مرددا: أخفى من قدام وشى الساعه دى.

ضحك صالح بخفه و لا مبالاة و تحرك يذهب تجاه غرفته و هو يردد: تصبح على خير يا ابو صالح.

صار واثق الخطى تجاه غرفته خالى البال لا مبالى تماما بعصبية والده التى يبرع فى توليدها ببراعة منقطعة النظير.

بينما نظر شداد بضيق لزوجته يردد : شايفه خلفتك ؟

صمتت تزم شفتيها و هى تتنهد بضيق و قلة حيله.

______________سوما العربي ___________

أما عند محل جابر

فقد كان يقف أمام محله شارد الذهن يكتئ بظهره على الحائط يدخن بشرود.

انتبه لأحدهم يشير اليه بتحية... دقق النظر و اتسعت ابتسامته و تقدم بحب و ترحاب شديد يقول باشتياااق:حاااج جماال. عاش من شافك يا سيدنا... المنطقة مالهاش حس من غيرك و الله.

ابتسم جمال له قائلا :ازيك يا حسن عامل ايه؟

ابتسم جابر و ردد برضا :فى نعمه و الله.. الحمد لله.
جمال :يستاهل الحمد... ايه اخبار روض الفرج.

جابر:و الله يا سيدنا روض الفرج كلها حزنت انك عزلت من هنا.. كده تقطع بينا.

تغضنت ملامح جمال بحزن و حنين ينظر لجابر مرددا بندم شديد :والله يا جابر يا ابنى  انا ندمت ندم عمرى.. كنت فاكر انه عادى و انى لازم امشي مع الموجه و لازم زى ما شغلى على مكان سكنى كمان يعلى.

اخذ جابر يهز رأسه برفض قاطع مدمداً :لا يا باشا.. مش المكان الى يديك قيمه... انت لوحدك قيمه يا باشا.. و ما تأخذنيش يعنى... الحاج فضل حمدان أكبر تاجر قطع غيار في المنطقة.. ما شاء الله عليه الله اكبر و لسه هنا عاطى لروض الفرج هيبه.. وجود إلى زيه و زيك يا سيدنا بيعمل للمنطقة تقل.. عشان كده المنطقه كلها حزنت لما مشيت.

تنهد جمال قائلاً :و الله عندك حق يا واد يا حسن.. هاه.. هقول أيه غلطه.. سيبك منى و قولي.. واقف شارد فى ملكوته ليه؟.. استنى استنى.

رفع صوته ينادى:واد يا زيزو.. زيزو.

تقدم صبى قصير بعض الشئ يقول :أمرنى يا كوبارتنا.

جمال :تشرب ايه يا جابر؟

أبتسم جابر و ردد باستحياء :واحد قرفه بلبن.

جمال :هاتله قرفه بلبن يازيزو و انا هاتلى حلبه حصا.

زيزو:من عيني يا كوبارا.

ذهب الصبى سريعا فاكمل جمال :ها يا سيدى.. ايه اللي شغالك اوى كده.

جابر:هقولك ايه بس يا سيدنا... ماحدش من الهم خالى حتى قلوع المراكب.

جمال :اهدى و وحد الله كل معضله و ليها حل... قولى يمكن عندى حل ليك.

تنهد جابر فى نفس الوقت الذى حضر به زيزو المشروبات.

وضعها و انصرف فاكمل جابر :حال الشغل مش عاجبنى و الله يا حاج.

جمال :ليه بس.. ده بسم الله ماشاء الله انت كبرت محلك من مافيش انت و مينا.

جابر :بس مش ده الى يرضينى.
ارتشف جمال القليل من الحلبه و قال :الطموح حلو.. الطموح حلو و كل حاجة بس حاسب يقلب طمع.. خلى بالك بين الطموح و الطمع شعره... و الشعره دى ممكن تورطك.. و ممكن تجيبك ارض ارض.

حسن :لا يا سيدنا طموح و الله.. ربنا يكفينا شر الطمع و الطماعين.. و بعدين الطمع لو عايز اكبش من جيب حد انا كل الحكايه انى عايز اوسع و اكبر شغلى... من جريي و من شقايا.

نظر له جمال بإعجاب... و جابر... لأول مره و مع هذا الشخص لم يمارس تحلية و قراءته للغة الجسد.. إنما و كأنه يتحدث مع والده غافلاً عن ما خطر ببال محدثه.

ثم صمت جمال لدقيقة و ما لبث أن جعد ما بين حاجبيه يسأل بفضول مرددا : إيه حكاية الخطوبه  الى خلصت بخناقه دى يا جابر يا ابنى.

ضحك جابر من تلك الكوميديا السوداء التى حدثت فى حارتهم و نظر لجمال يردد ساخراً: الحكايه بدأت بأن أخت العريس و أخت العروسه بيتخانقوا مين هيقعد فى الكرسى الى قدام فى عربية الزفه...لا أخت العريس راضيه تسكت و لا اخت العروسه .

زوى جمال ما بين حاجبيه مستنكراً يسمع صالح الذى أكمل حديثه مرددا: و العروسه يا سيدنا بدل ما تكبر مخها و تماين عشان تعدى الخلاف و الليله كلها تعدى وقفت فى وسط الشارع و قالت لك لااا يعنى لأ انا مش متحركه من مكانى إلا لما اختى هى الى تركب عربيتنا.
هز جمال رأسه مذهول و كذلك جابر الذى أكمل:راحت العروسه و أختها فرشوا لها الملايه و بقت العروسه تصيح لها فى وسط الشارع و تقولها انتى بتعايرينى إن ما عندناش عربيه ده انا بإشاره منى اجيب نص دسته و إيه رأيك بقا إن اختى هتركب معايا يعنى هتركب معاديا و ده عشان النهاردة والليله ليليتى و أنا العروسه.

صمت جابر يهز رأسه مرددا :راحت اخت العريس وقفت قدامه و دخلته فى الموضوع بتقولو شايف خطيبتك بتعايرينى أكمنى ما اتخطبش لحد دلوقتي هى و أختها و إنما عروسة النهاردة.

رفرف جمال بأهدابه و سأل سؤال بديهى : طب و العريس كان موقفه ايه فى العاركه دى؟!

تنهد جابر ثم قال:العريس عشان يلم الحكايه قال لاخته لا يا حبيبتي هى ماتقصدش.. العروسه و أختها بقا يسكتوا... ابدا... وقفوا قصادهم بعند و قالوا لأ بقا نقصد و أه اختك عانس و بيرا... الواد سمع الكلام من هنا و ما استحملش .. ما هى أخته بقا و كمان البت و إختها صراحه كانت بجاحة الدنيا فيهم و واقفين يعلو صوتهم و يبجحوا فى وسط الشارع قدام الى رايح و الى جاى ، راح العريس مادد إيده سفخها كف البت برقت بعينها و ما عداش ثوانى إلا و كانت رقعت بالصوت لمت عليه الناس اكتر و اكتر ، و أهل كل واحد فيهم جه و العيلة و عيلة العيله ، كل واحد بكلمه لحد ما الخناقه كبرت و مسكوا فى ضرب بعض و بعدها حد بلغ البوليس ف جه اخدهم.

تغضنت ملامح جمال بحزن و ضيف يردد : استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.. ليه بس كده استفادوا ايه بقا من كل ده.

زم جابر شفتيه و هو يردد بحزن و قلة حيله: تقول ايه بس يا حاج.. ما هو العند بيورث الكفر .

و على ذكر سيرة العند ، طلت صورة جيلان لرأس جمال لا يعرف ما هو الحل الصحيح معها.

و مع حركة يد جابر التى مدها كى يلتقط الكوب الساخن و بدأ يرتشف منه بهدوء أبتسم جمال يجد فيه شعاع أمل
_____________________________

وقفت ماريا أمام مينا متخصره تقول بمكابره و عناد:لا غلطت يامينا.

رفع مينا حاحبه الأيمن و صوت جابر بحديثه يتردد فى أذنه ليقول باختصار شديد :بقولك ايه... اخلصى و قولى طلبك... احنا دافنينوا سوا.. انتى عندك طلب او بمعنى أصح مصيبه... فقولى و اخلصى.

فركت كفيها ببعض ثم ابتسمت ببلاهه و هى انها مكشوفه بوضوح امامه فاختصرت كل تلك القصص و هى تقول :عايزة... عايزه.

قلب مينا عيناه بملل و نفاذ صبر يردد:عايزه ايه اخلصى؟

تحدثت دفعه واحده تفجر قنبلتها النوويه و هى مغمضة العين تتحدث بسرعه :عايزه اروح حفله عيد ميلاد جيلان الصواف فى الفيرمونت كمان يومين.

فتحت عين و اغلقت الأخرى تنظر له بتوجس وجدته ينظر لها بعالم وجه مبهمه.

اقتربت خطوه بتوجس تردد بحذر:مينا.. مينو.. انت سمعتنى.

رفع مينا وجهه لها ينظر لها بصمت تام ثم و بهدوء حذر اكمل متسائلاً:و هيبقى الساعة كام البتاع ده و هترجعى امتى؟

ابتعلت ماريا رمقها ثم جاوبت بتوجس:هتبقى بعد 9بالليل..و و.. و المفروض انها هتطول.

زم مينا شفتيه و هو يتنهد و بعدها ردد بنبره صارمه حازمه:طيب.. طلبك مرفوض.
التف يوليها ظهره برفض قاطع مستعد للمغادره لكنها تحدثت سريعا من خلفه تردد و هى مصدومه

ماريا :مينا.. يامينا.

تحرك مغادرا تزمنا مع خروج عمه من المطبخ قائلا :رايح فين يا مينا انت لحقت ده انت لسه جاى.. تعالى حتى اشرب الشاى الى عملتهولك.

التف له مينا يردد بوجه مكفهر يفسر وحده دون الحاجة لأى حديث ما حدث منذ قليل مع ابنته العزيزه خصوصا و هو يرفض و لم يهم لتلبية دعوته قائلاً :مره تانيه ياعمى انا لو قعدت هطبق فى زمارة رقبة بنتك.

تنهد عمه وقال شامتاً :هاااهه.. اهو ده نتيجة دلعك ليها.. انا اشد من ناحيه و انت راخى... لحد ما شوف النتيجة أهو قدام عينك.

نظر لها بمعنى هل اخبره و هى تترجاه الا يفعل.

ابتسم بانتصار و قال:انا ماشى يا عمى... ابقى انزل مشى رجلك و تعالى اشرب الشاى معايا انا و جابر.

همهم عمه بإذعان و هو يهز رأسه مرددا:هنزل.. انا زهقت من قعدت البيت و عايز اروح ازور الحاج محمد بتاع البويات كان فى المستشفى و لسه طالع.

اماء مينا برأسه ثم قال بهدوء :واجب بردو... هبقى  استناك تعدى نشرب الشاي سوا.. سلام.

بينما اخذت ماريا تضرب الأرض بغضب و هى تراه يغادر غير مبالى و والدها يبدأ إرتشاف الشاى بهدوء و تلذذ فدلفت لغرفتها تهاتف جيلان تعتذر لها مقدما

_____________________________

عند جيلان

جلست على فراشها ترتدى منامتها المفضله و هى على هيئة قط ترتديه من قدميها حتى رأسها قطعه واحده.

تفتح أمامها جهاز الكمبيوتر المحمول تتصفحه.

ارتفع رنين هاتفها و هى مازالت تتابع و تقرأ اجابت:الو.. ماريااا.. عامله ايه وحشانى.

سمعت صوت تنهيده صادره عن ماريا تدل على الضيق و الغضب و بعدها رددت:مش كويسه و لسه متخانقه و بكلمك عشان اقولك انى مش هاجى عيد ميلادك.

جيلان :لا ماتهزريش.. لازم هتيجى.

ابتسمت بخبث تستفزها عن عمد قائله :ياستى تعالى و مش عايزه هدايا

ماريا :لا طبعا انا كنت هجيبلك هديه غاليه انا مش عارفة اجى عشان بابا عمره ما هيوافق و مينا الى كان ممكن يسلكلى الموضوع و يغطى عليا ماوافقش.

ضحكت بصخب تقول :طب اهدى براحه و بعدين مانا عارفه انك بتشتغلى و مرتبك حلو انا بستفزك عشان تيجى.

زمت ماريا شفتيها بغيظ منها ثم رددت:ما عشان انتى حيوانه و مستفزه و بارده طول عمرك.

و جيلان كعادتها عضبت سريعاً تردد بصوت عالى صارخ:انا حيوانه و مستفزه.. طب غورى بقا.. و أحسن على فكره انك مش هتيجى.

ثم أغلقت الهاتف فى وجه ماريا عن عمد كى ترد لها بعض من الغيظ الذى شعرت به.

و استقرت على فراشها تفكر ماذا ستفعل بحفلة عيد ميلادها و ماذا تصنع فيها .

__________ سوما العربي___________

تقدم فايز يرفع سماعة هاتفه مقررا الاتصال بأخيه عبد العزيز ليعرف هل وصلهم الخبر أم لا.

لكن قد توقفت يداه متيبسه و هو ينظر لذلك المنشور الذى غرقت به كل وسائل التواصل الاجتماعي و به صورة لكريمه ابنة اخيه مكتوب فوقها عن وجود علاقه بينها و بين المخرج كمال جميل .

لتحتد عيناه و تتخشب يداه بل جسده كله و يتحرك مغادرا ناحية منزل أخيه مقررا قتلها هى الاخرى كما سبق و أن قرر بشأن أبنته.

بينما وقفت زوجته المسكينه تجر جسدها جرا بصعوبه تذهب ناحية المطبخ كى تبحث عن أى دواء يسكن كدماتها و هى تفكر مستغربه بشده توقف المدعو زوجها عن مهاتفة أخيه و لما تخشب بتلك الصوره التى رأته عليها و الأكثر انه و منذ فعلة تمارا يخرج من البيت الى جهه لا تعلمها.

ارتعد قلبها و دب فيه الذعر و هى تتخيل انه قد عرف اى خيط أو طريق يوصله الى ابنتها المسكينه.

لكن فى وسط شرودها هذا استمعت لأصوات تخص إكثر من إمرأه  على ما يبدو انهن يقفن أسفل شباك منزلها يتجاذبن أطراف الحديث بمنتهى النميمه يتحدثن عن أحدهم.

تقدمت بتخبط بسبب كدماتها و آلامها نتيجة للضرب المبرح و السحق الذى تعرضت له على يد شبه الذكر هذا.

لتشهق بصدمه تضع يدها على فمها تكممه و تستمع لحديثهن الشين عن كريمه ابنة شقيق زوجها و أنها على علاقه برجل يعمل فى مجال التمثيل و متزوج أيضا من ممثله معروفه و أن ذلك الموقع الالكتروني المعروف ب أسم الفيسبوك ممتلئ بصورها معه.

استدارت بصدمه تبحث عن هاتفها ذو الطراز القديم لكنه كان يفى بالغرض و يعرض الصور بطريقه صحيح انها مشوشه و بجوده اقل لكنها أظهرت ملامح كريمه التى تعرفها جيدا.

لتشرد بعينها تربط الخيوط ببعض ثم تستنتج ان زوجها قد غادر للتو بعد ما كان يحمل هاتفه بيده و قد ظهرت على ملامح وجهه الكريهه لها أثر الصدمه و بعدها خرج مكفهر الوجه لا يرى أمامه ، بالتاكيد رأى كل ذلك و ذهب لعند أخيه.

اخذت تهز رأسها و هى ترفع رأسها للسماء تردد: كان مستخبى لنا فين كل ده يا ربى... ربنا يسترها عليكى يا كريمه يا بنتى ...

_________ سوما العربي________

مساء نفس الليله وبينما كانت كريمه غافيه كأنها لم تنم ضهرا.

كانت اشياء كثيره تحدث وهى لا تدرى؛

فهلا شوقى لم تضيع وقت إطلاقا وعلى الفور بدأ العمل.

فقد شن المدعو ياسر حمله كبيره على كل وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن صور لكمال مع الوجه الجديد كريمان وهو يمسك يدها على البحر بطريقه ظهرت اكثر من رومانسيه؛
هذا بالاضافه الى تصوريهم لصور التحهيزات التى صنعها للاحتفال بعيد ميلادها.

ولم يكتفوا، كل هذا قد يثير شكوك الجماهير لكنه لن يلصق الأمر بهما حتميا؛

لذا التقطتوا له عدة صور وهو ينتظرها مرفقه بصور من حسابها الشخصى على الفيسبوك تفيد أن اليوم عيد ميلادها هى تحديدا وليس مجرد صدفه.

ليدى الخبر بجميع روبوع الوطن العربي وخارجه.

كل ذلك ولم يرحموها بعد، ففى أثناء غرقها هى وبيتها فى ثبات الليل العميق.

كان ساهرى الليل واهالى مصر كلها يتداولون أخبارها وزاد عدد المتابعين لديها بشكل غير عادى.

كانت حرب شرسه يتداولون الاخبار تحت حملة دعايا مموله من أكثر من شخص.

حرب لم يكن الخصم فيها تلك النائمه ببيتها داخل قريتها داخل محافظه لا توجد على الخريطه حتى.

ولا حتى كمال جميل المخرج المعروف.

الخصم الاول والحقيقي هى نرمين... نرمين محسن.

هلا شوقى لم تكن خصمها الوحيد بل فى حقيقة الأمر نرمين أعدائها اكثر من محبيها.

فهى ورغم طيب قلبها الا انها متعجرفه قليلاً... بل كثيرا بعض الشئ.

هلا كانت المبادره الاولى لكنها كما توقعت وعلى الفور وجدت الكثير والكثير ممن يريدون سكب البنزين على النار.

لو دققت بالأمر لعلمت ان ولا شخص منهم كان سبب فى خلاف رئيسى معها؛

بل هى من اقحمت نفسها فى صراعات ومشاكل لأجل زوجها خصوصا فى تلك الفتره التى كانت تعتبر بداياته.

فقد وقفت لجواره كثيراً حتى انها عادت من عاداه؛
اى شخص تجرأ وسبه كانت هى من تقم بالرد حتى لو لم يلتفت كمال لذلك او حتى يهتم.

ربما لم يكن مهتم لانه يعلم أنها بظهره وهناك من سيرد عنه.

حتى اعتاد الأمر وفى إحدى المرات ظل لأسبوعين حزين وبعيد عنها لأنها لم تبالى او تحدث مشكله بسبب تجاهل منتج عملها له فى إحدى المناسبات وسلامه الفاتر.

كأنه كان يعنفها دون قول شئ؛

نرمين زوجه غبيه فى عرض مشاعرها، اذا احبت أعطت كثيرا... كثيراً جدا لدرجه تجعل الطرف الآخر يزهدها وربما حملها مالا طاقة لها به.

رغم فنها العظيم وخبرتها إلا انها تفتقر لفن إظهار المشاعر.

لم تظهر بأى لقاء تلفزيوني الا وذكرت اسم كمال بالدقيقه مره او اثنين على الأقل؛

كل اجابه غالبا ماتتضمن إسمه بل وترجع اليه الفضل فى كل شئ.

طريقه جعلتها عرضه للتنمر بكل لقاء تصبح تسليه لرواد مواقع التواصل الاجتماعي وهم يسخرون منها ومن ذكرها لاسم زوجها كثيرا كثيرا.

كل ذلك كان كشريط عرض سينمائي يمر أمام عينها وهى مسلوبة الأنفاس تجلس على طرف فراشها وبيدها الهاتف المحمول يتدلى من يدها وهى بحالة صدمه تنظر للا شئ تتذكر كل هذه.

كيف خسرت وعادت الكثير لأجله، حتى صديقة عمرها خسرتها لأجله بسبب خلاف كبير على العمل بينها وبين كمال؛

لتخسرها وتقاطعها نهائياً لأجله، ابتسمت بحزن وهى تتذكر انه لم يمر سوى أشهر وقد تصالح هو وصديقتها بعد تدخل بعض الأطراف بينهم للصلح وهى لم تجد وجه تقابل به صديقتها التى قاطعتها بسبب شخص آخر.

ليأتى نفس الشخص فى نهاية المطاف ويتالصح معها وتصبح هى فى مأزق وموقف سئ للغايه.

وها هى الان بلا حبيب او قريب حتى صديقتها الوحيده قاطعتها لأجل كمال.

لكن لا تعلم كيف تسللت اناملها للهاتف تتصل على صديقة العمر لتجد الرد فاطر منها تردد :ايوه.

اغمضت نرمين عينها بألم فكما توقعت صديقتها حزينه ومستاءه.

لتحاول الحديث معها فلا ملجأ لها غيرها تقول:حنان، عارفه إنك زعلانه مني ومش طايقه تسمعى صوتى لكن انا فعلاً ماليش غيرك.

ابتسمت بألم وسخريه:انا حتى ماتوقعتش إنك تردى لكن انتى صدمتينى إنك رديتي ومن اول إتصال.

صمتت حنان ثوانى تقول بمغزى اليم :علمونا اهلنا الفلاحين اننا نصون العيش والملح.

سقطتت تلك الكلمه على نرمين كحد السيف؛

حنان تذكرها ببساطه بتلك الكلمه التى نعتتها بها وكأنها سبه فى برنامج تليفزيونى وعلى الهواء،وبالمقابل ردت حنان فى تصريح صحافى رد واحد فقط '' انا فلاحه بنت فلاحين ومصر كلها فلاحين وهما دول الى عملونى وعملوا الى بتتكلم وتقول اصلها فلاحه زى ماتكون كلمة فلاحه شتيمه وهى مش شتيمه ابدا دى حاجة تشرف''

ليتم بعد هاتان التصريحان تعرض نرمين لحملة هجوم كبيره وخسرت عدد لا يستهان به من جمهورها ولولا عملها المتواصل فى أعمال حقا اكثر من رائعه مع مجموعه عظيمه من الفنانين الشباب لسقط نجمها نهائياً وللابد.

فى حين لم يساعدها كمال بشئ وقتها فهى من كانت من الأساس تساعده و كل ماحدث كان متابعا لخلافه الكبير مع حنان جابر.

اما حنان فزادت شعبيتها خصوصا و هى حقا فنانه على خلق حتى اعمالها الفنيه لها حدود و معايير تحترم بها كل الأعمار و تتخذ فى الاعتبار انها تدخل كل البيوت،و لو حدث واخطاءت فى بدايتها بعمل او اثنان لصغر سنها و خبرتها اعتذرت عن كل ذلك و حرصت على تغييره،لتتخذ بعد ذلك طريق عظيم بعملها و دئبها و ابتعدت نهائيا عن نرمين تاركه لها الخلافات السب فى البرامج.

لينتهى المطاف بأن اثنتيهم نجوم كبار و لكل منهما اعمال ناجحه جدا و لكن واحده يعشقها الجمهور هى و اى عمل لها سواء جيد او لا؛

والآخرى يتابعوها فهى ممثله ممتازه و لكن ان صدر عنها اى عمل غير جيد تخلوا عنها و أصبحت بلا سند من الجمهور لا يساندها سوى كمال و العاملين معها.

كانا مازالا على الهاتف معا و كل منهما تتذكر سنوات من الخلاف و نرمين قد جف حلقها و عجز لسانها عن الحديث.

لتتحدث حنان رافعه الحرج عنها قائله بعد تنهيده حاره:الى سمعته ده صحيح؟

ابتلعت نرمين غصه مؤلمه بحلقها و نطقت بصوت ظهر به الألم و العجز مع الخزلان:صحيح.

لم تدرى حنان بما تواسى من كانت صديقتها سوى كلام هى تعلم جيدا انه أقرب للخطأ :ما يمكن اشاعه هبله من الى بتطلع كل يوم على حد شكل، مانتى عارفه الوسط بتاعنا و قرفه.

نمت ابتسامة ألم على ثغر نرمين تقول بحزن:بتقولى اى كلام عشان تواسيني يا حنان؟! احنا بنبقى عارفين شكل الخبر المتفبرك من الحقيقى.

جاهدت حنان تقنعها :مايمكن الى اتاخد ده كان من ديكور المسلسل الجديد و أتصادف مع عيد ميلاد البنت دى.

عادت نرمين برأسها للخلف تقول بضياع :كنت اتمنى؛ اتمنى الى بتقوليه يكون هو الصح بس لأ ياحنان الى اتقال هو الحقيقه، انا اصلا حاسه من كذا شهر أن فى حاجات غلط كتير بتحصل منها حاجات لا تتحكى و لا تتقال.

تنهدت حنان مره اخرى تواسيها قائله :ما تزعليش، خير؛ خير و الله.

ترددت نرمين كثيرا لكن ما من ملجأ آمن لها سواها فحسمت أمرها و قالت :حنان انتى هتقفى جنبى مش كده، حواليا ناس كتير اكيد هيساعدونى بس عشان فى مصالح بينا لكن انتى الوحيده الى هتقفى جنبى من قلبك،صح و لا لأ؟

قالت حنان بلا أدنى تردد :صح يا نرمين، بس....

صمتت بحيره تقول :هو انتى ناويه على إيه مثلاً؟

جاء الرد عنيف مهتاج من نرمين و هى تقول بغل:مش قادرة مش قادرة اسكت و لا اكتم فى نفسى، هى مش قربت منه عشان تشتغل و تبقى نجمه؟ انا هكتب بقا نهايتها من قبل حتى ما تبتدى... اقسم بالله ماهسيبهم... أما كمال بقا فله حساب تانى معايا.

رددت حنان بزهول:نرمين!! هو انتى هتكملى معاه اصلاً؟! معقول؟!

زاغت أعين نرمين فهى لم تفكر بغير ذلك.

حياتها هى و كمال لابد و ان تستمر و لا بأس من أن تعاقبه قليلا على فعلته و لكن ستستمر الحياه حتما.

كانت حنان تنتظر الرد، الخيانه شئ لا تستهين معه اى سيده قويه مستقله لكنها بالطبع لا تعلم اى درجه من العشق وصلت لها نرمين فى عشق كمال.

لتتحدث نرمين تقول بتأكيد :إحنا بينا بيت وبنات و عشره طويله مستحيل افرط فى كل ده عشان خاطر حتة بت زى دى بتجرى ورا مصلحتها.

لتجيب عليها حنان بتهكم:بس؟!

ابتلعت نرمين رمقها تقر:انا بحبه اوى يا حنان و عملت كتير اوى عشانه.

ضحكت حنان بسخريه و عقبت:ايوه اسألينى انا،مستعده تضحى بأى حاجة و اى حد عشانه حتى لو الحد ده صاحبة عمرك! حتى لو هى ماغلطتش اصلاً.

ردت نرمين بحده :و هو كمان ماكنش غلطان.

حنان:بس هاجمتينى.
نرمين :لما لاقيتك مصره انه غلط و قولتى ده فى كل الصحف.

حنان باستياء:مخك ماقلكيش ده سوء تفاهم و بلاش اعادى صحبتى؟طب كنتى اقفى على الحياد مابينا! طيب اديكى دخلتى نفسك فى حوار مالكيش فيه و فى الاخر انا و هو اتصالحنا لأ و أشتغلنا مع بعض تانى كمان و انتى الى طلعتى وحشه، ساعتها كان موقفك ايه ها؟! تيجى تصالحينى لما نتصالح و تبانى انك تابع و حد مالوش كيان او شخصيه و كمال جميل هو الى ممشيكى وراه زى العاميه،و لا هتفضلى مخصمانى عشان تبانى قدام الناس عند كلامك و ليكى شخصيه بس مضطره تخسرى صاحبة عمرك؟

لم تقابل من نرمين سوى الصمت فتنهدت تشفق عليها لن تفعل معها هكذا و الان بهذا الظرف السئ.

لتخرج نرمين عن صمتها تقول و هى لا تنظر سوى لهدف واحد:حنان مش وقته لو سمحتى، كل الى عايزه اعرفه منك دلوقتي انتى معايا و لا لأ؟

لم تجد حنان بد سوى اجابه واحدة نطق به اصلها الكريم :معاكى اكيد.
لكنها سألت على الفور بحيره و تعجب:ايوه بس؛ انتى ناويه على ايه؟

نرمين بقوه :هكتب نهايتها زى ما قولتلك... هفضحها فى كل حته،اكيد مش هسيب حقى و هاخده عافيه او زوق من خطافة الرجاله دى.
 
       _________.         

لم تمر سوى ساعه واحده إلا و انطلقت حمله شرسه بصوره لكريمه موضوع عليها علامة(×) كبيره و لجوارها كلمة '' خطافة الرجاله''

صوره مرت على المليارات من رواد المواقع على الانترنت.

خلاف الكثير من المنشورات المضحكه تحت عناوين كثيره جعلوا منها trend بساعات منها '' شوف يا اخى وش زى الملاك بس خبيثه خبث و خطافة رجاله ''

'' لأ و لابسه حجاب الله على التقوى و الورع ''

'' عايزه تتشهرى و نجمك يلمع اشقطى المخرج او المنتج أيهما اقرب''

'' انا ما بخطفش رجاله الا لو كان فى سياق الدراما ''

و بالطبع وجد الكل بها تسليه فى ضياع وقت فراغه.
الكل يضع تعليق يخرج به كبته و لا يبالى.

فتاه مراهقه و مهمشه من الاسره و المجتمع و ما صدق ان وجدت مكان تضع به تعليق تنظر به على خلق الله فتكتب تعليق جارح كله سب و قذف؛
و اخرى زوجها لا يبالى لها او حتى يهتم لوجودها او عدمه وظيفتها فى الحياه التنضيف و الطبخ تلهس لوضع تعليق جارح و هى لا تعلم سوى ما صدر لها من البعض على أن هذه الفتاه خطفت ذلك الرجل من زوجته و اولاده لأجل العمل و الشهره

و آخر لديه كبت بالعمل و غيره و واحدة منساقه مع القطيع و اخر عاطل بالأساس.

من ابشع الأشياء ان تعلق و تعقب هنا و هناك و انت جاهل؛

جاهل بذلك الشئ الذى اعطيت به عقلك و خبراء المواقع صدروا لك ما ارادوه فقط.

قالوا ما رغبوا به و منعوا مالا يريدونه ان يعرف.

يتلاعبون بالملايين من الناس العاديه مستغلين تهافتهم على الفصائح و الأخبار السيئه فقط.

لتمر ساعات الليل على كريمه و بيتها كله نائمون و كذلك عز ببيته.

لكن ذلك المذيع صائد الفرص لم ينم إلا و اتفق مع معدين برنامجه على حلقه سريعه و قويه عن تلك القصه.

كل ذلك تصدره نرمين و هى جالسه على فراشها تدير الأمور دون التدخل بأى شئ او الظهور.

فجعلت الكل يتعاطف معها و ينسى قليلاً تصرفاتها الغير جيده و افتعالها المشاكل لأجل زوجها؛و لا مواقفها و تصريحاتها الغير موفقه.

الكل تعاطف مع تلك السيده التى سلب منها زوجها بواسطة أخرى طامعه بالشهره و المال.

خاصة السيدات و الفتيات كلن منهن من وضعن انفسهن موضعها ليتحدثن و يعلقن بل و يتابعن ماحدث بقلب مشفق.

و أخريات يتابعن من باب الفضول، اما الرجال فمنهم من يتابع لمعرفة لاين استقر الأمر و منهم من اعجبته تلك الفتاه الجميله فتابع أخبارها،وغيرها لا يهتم او حتى يبالى و لكن تظهر الاخبار امامه أثناء تصفحه لهاتفه.

و مع ساعات النهار الأولى كانت كل البرامج تتحدث عن نرمين محسن و خلافها مع زوجها و تتجه التكهنات حول الخيانه و علاقته بفتاه أخرى.

ليصدح صوت عبد العزيز يهز الارجاء:كريييييمه.

ذهب على الفور لغرفتها و هو حقا لا يستوعب حتى عقله توقف عن العمل لا يتردد داخل ذهنه سوى انها جلبت له العار.

كيف و متى حدث و ما دخل ابنته بهذه الفئه و من أين تعرفهم و كيف تواصلت معهم عن اى اغانى يتحدثون.

ركل بقدمه باب الغرفه ليفتح امامه و يذهب لها يجذبها من ثيابها دون حتى ان يوقظها.

غضبه و صدمته بابنته الوحيده لغت اى شئ داخله يريد ان يعرف متى كيف؟

شهقت كأنها تغرق و هى تجد احدهم يجذبها هكذا من ثيابها يوقظها بتلك البشاعه من نومها.

لتجد والدها يهزها بين يديه القويه للأمام و الخلف قائلاً بغضب واعر:انطقى، انطقى قبل ما اقتلك و ارتاح من عارك، تعرفى الناس دى منين و لا من فين؟

ليصفعها من صدمته و حزنه على وجنتها قائلاً :انطقى.

فى تلك الاثناء كان عز حاله كحال عبد العزيز تفاجأ صباحا بهذه الفضيحه الكبرى ليخرج من بيته قاصدا بيت كريمه.

طوال الطريق و هو يتحكم باعصابه، نظرات الكل تستهين و تسخر منه و بعض النظرات شامته و اخرى مستغربه.

رغم ما سمعه بأذنه و رأه بأم عينه لكن؛

لو انطبقت السماء على الارض لن يصدق على كريمه كل ما يقال، بالتأكيد يوجد شئ خطأ؛

و لكن.... هناك أشياء تنذر بأن ما يشاع صحيح.

قلبه رغم المه لكن هنالك شئ روحاني بينه و بينها،تلك السنوات التى بينهم ليست قليله.

يعرفها بل و يعشقها منذ كانت هى بالمرحلة الإعداديه و هو بالثانوية.

سمة شئ بداخله ينفى كل ما يقال و يصدق انها بريئه بل و تحتاج للمساعده.

لكنه حزين جدا بل ومقهور منها كيف عرفت هؤلاء رغم حدثه ان هناك شئ خطأ ولكن هذا لا ينفى ما يقال قطعا هناك شئ فكما يقول المثل '' مافيش دخان من غير نار ''

و لكن ماذا فعلت و أين بل و كيف وصلت لذلك الوسط.

طوال الطريق و هو يفكر هل يقف لجوارها ام ماذا هو بموقف حرج، شتان بين قلبه و عقله.

يعلم انها تمتلك صوت رائع و كانت دائما تحلم بأن تصبح مغنيه مشهوره و ان تصنع اغنيات و موسيقى و تعيش العمر كله حتى بعدما تموت هى.

وصل للبيت الذى وجده مفتوح على مصرعيه و الجيران متجمهره حوله تريد أن تعلم مالذى يحدث بفضول مريب.

ليدلف للداخل سريعا يقتحم المكان يخلص كريمه من بين يدى عبد العزيز ويقف فى المنتصف حائل بينمها يقول بلهاس:استهدى بالله، استهدى بالله ياعمى.

عبد العزيز بوجع و غضب:انت بتدافع عنها؛ سيبنى عليها اربيها.
نظر لها بغضب يكمل بغل و غضب:انطقى قبل ماقطع خبرك عرفتى الناس دى منين؟!

قال الاخيره بصراخ اكبر و لم يتلقى رد مجددا منها هى فقط تقف خلف ظهر عز بذعر تتنفس سريعا.

ليقول بتذكر :ااااه.. عرفت... مافيش غيره، هو خالك الني بتاع الرسم و اللوح.

ليتمكن من ازاحة عز عنها قائلاً :عظيم بيمين لو مانطقتى لاكون دافنك مكانك.

تدخل عز:استنى ياعمى، طب حتى نسمع منها.

عبد العزيز :نسمع ايه، اسمع ايه ده الخبر مالى التليفزيون... عرفتهم منين وهى كل ده منيمانا على و دانا قووولى.

هم بصفعها مجددا لكنه و هو يجد رجل غريب يدخل سريعا يقول :اهدى بس ياحاج.

لترفع عينها و تصدم بعدما رأت كمال يقف أمامهم الآن.

لتتحفز كل خلايا عز يقول :هو انت، انت مين و تعرف خطيبتي منين! انت السبب اكيد فى الإخبار الوسخه دي.

ليتحدث كمال بصدمه :خطيبها، خطيبها ازاى.

لكن عبد العزيز صدح صوته عاليا يقول قفلى البيبان يا عز هو كده دخل قبره برجله......

_________ سوما العربي_________

فى تلك المنطقة الشعبيه خرج جورج من بيته يسير ببطئ نسبياً نظرا لثقل جسده على قدميه مع تقدم العمر.

يبتسم بحنان لبعض الصبيه و هم يلعبوا كرة القدم في وسط الشارع.

تقدم وسط أصوات الباعة الجائلين؛ أصوات منبعثه من ورشة الحداده بوسط المنطقة.

اغمض عينيه و اخد نفس عميييق يسحب أكبر كميه من رائحة البن المنبعثة من محل العراب اشهر مكان لبيع اجود انواع البن بروض الفرج.

فتح عينيه على صوت أحدهم يقول :مساءك فل ياعم چورچ.

چورچ :يسعد مساك يا عطا... بالك يا واد انا اعدى بس من قدام محلك اتكيف و احس دماغى اتوزنت.

تعالت ضحكات عطا يقول :تعيش يا راجل يا طيب ده احنا نلفلك المحل بالى فيه و نوديهولك لحد البيت.

أبتسم چورچ ببشاشه و قال :الرب يحميك يا بنى.. ابوك فين اديلو مده ما حدش بيشوفوا.

أبتسم عطا و ردد بود :راح رحله للدير في اسيوط.
هز چورچ  رأسه و هو يتحرك لمواصلة السير قائلا بتمنى:يرجع بالسلامة.. ابقى سلملى على بارثينيا.

اشهر عطا ذراعه فاردا كفه كتحيه للرجل الكبير و هو يردد :يوصل... اتفضل.

أشار چورچ له بيده يقول :الرب يباركلك.

اكمل سيره حتى وصل للقهوة... تهلل وجهه و هو يجد جمال  صديقه يجلس على احد المقاعد و يستند بظهره للوراء على وجهه علامات الحيره و ألشرود.

اخذ يتحرك ببطئ نسبى الى تقدم لعنده و وقف فلاحظه جورج الذى تحدث  بفرحه:حاج جماال... عاش مين شافك يا راجل.

انتبه جمال على الفور ينظر له بفرحة.. ليس فقط كونه اشتقاقه؛ بل الأكثر كونه وجد مستشار رائع ربما أعطاه الرائ السديد.

تحدث بفرحه:چورچ... ازيك يا چورچ... تعالى اقعد... ده انت جيتلى من السما.

تقدم چورچ يسحب أحد المقاعد يجلس ببطئ شديد يقول :مالك ياجمال ايه الى فيك.

تنهد جمال ثم قال بهم و إرهاق :قولى الأول.. ماريا عامله ايه؟

تنهد چورچ يقول :هاهه..نشكر الرب... هى الى مصبرناى على فراق امها.. ساعات بتغلبنى و مش بتسمع الكلام بس هى غلبانه اوى... و اهو مينا عينه عليها و واخد باله منها انت عارف الصحه بقت على الاد اهو بقا خطيبها و بيتابعها.

صمت جمال يتمعن فى كلمات صديقه يقول بشرود:اى و الله عندك حق يا چورچ يا اخويا.. بس ده ابن اخوك و ضامنه.. لكن...

قطع حديثه و هو يتنهد مجددا بصمت و حيره.
و مازال چورچ ينظر له يحاول استشفاف ما به...منذ زمن و هم اصدقاء و لأول مرة يراه بهذه الحالة.

حاول مشاركته و التخفيف عنه قائلا :مالك يا جمال يا اخويا.. ايه الى فيك.. انا اول مره اشوفك كده.

تنهيده حارة خرجت من جمال قبلما يتحدث قائلاً :جيلان... جيلان يا چورچ.

كسى القلق وجه چورچ و سأل :مالها؟

اسبل جمال عيناه ثم فتحهم يردد بحزن و ضيق :عايشه دور مش دورها... عايزه تخرج برا توبها و انا مش عارف اعمل ايه.. يظهر ان دلعى ليها كان زايد عن حده و عدى الوقت الى ينفع اصلح فيه كل حاجه.. كبرت خلاص.

نظر له چورچ بحيره و قلق يردد :انت هتخضنى ليه يا جمال.. جيلان مؤدبه و متربيه وسط عيالنا ما تعملش حاجة وحشة ابدا.

نظر له جمال ثم ردد بضيق و عدم رضا :البت عايزه تخرج برا توبنا.. عايزه تغير جلدها حته حته.. و انا ما بقتش قادر و لا عارف اعمل حاجة.. البت كبرت.. هعمل ايه هعاقبها؟! همنع عنها المصروف؟!

امعن چورچ التفكير و قال بهدوء :مش هينفع و لا هيجيب نتيجة... عيالنا كبرو على الكلام ده خلاص.

اغمض جمال عينه بأسى و تحدث :اعمل ايه انا ماعنديش ابن اخ زيك أتمنوا عليها انت عارف انا كنت وحيد ابويا و ولاد اعمامى من البلد ما حدش بيسأل على حد.

تنهد چورچ يهز رأسه ممعنا التفكير ثم أخذ يردد برجاحة عقل :لأ و كمان مش اى حد تأتمنوا على بنتك القرايب بقت عقارب.

اغمض جمال عيناه يردد بتعب و أرهاق جعله على شفا حفرة من الجنون :ما هو ده الى شاغل تفكيرى.. خايف يجرالى حاجة... جيلان حلوه و فلوسها تزغلل عين اى حد.. نفسى اتطمن عليها مع جدع ابن بلد.. عتره يعرف يشكمها بس باللين و بالطريقه.. مش رايد اجوزها لواحد يصبحها بعلقه و يمسيها بعلقه دى بنتى بردو.. و عارف ما فيش حد يستحمل دلعها... دى آخرها فى المطبخ تلسق بيض و تعمل البتاع القهوه الجديدة الى بيشربوها دى.

امعن چورچ النظر لصديقه.. يقرأ جيدا ما يجول بباله و قال:قولى يا جمال بتفكر فى ايه و محيرك... فى حاجة فى دماغك بس مش عارف توزنها على المظبوط .

ابتسم جمال و هو يغمض عينه.. صديقه و قرأه جيداً.

اخذ نفس عميق ثم زفره على مهل و مال قليلا على أذن چورچ يتحدث بحذر قائلاً بصيغه سؤال:قولى يا چورچ يا اخويا.. هى تبقى حاجة تقل منى و من بنتى لو طلبت من واحد معين يتجوزها.

نظر له چورچ باستغراب توقع أشياء كثيرة الا هذه.

حاول إخفاء رفضه كى لا يحرج صديقه و قال:ااا.. هوواااا.. يعنى الى قبلينا قالوا اخطب لبنتك و لا تخطبش لابنك... بس....

اطبق شفيته بعجز..الحديث القادم سيجرح صديق عمره.

نظر له جمال يحثه على الحديث قائلاً :قول الى عندك يا چورچ انا عايز الى ينورنى و يشور عليا مش عايز حد يزوقلى الكلام... قووول.

زم چورچ شفتيه بيأس و لم يجد بد من الحديث فقال:الكلام ده مايفهموش ولاد الجيل ده.. انهى جدع ده الى هتروح تقولوا تعالى اتجوز بنتى.. هيفكر فيها ازاى و لا هيشوفك إزاى انت و بنتك..

صمت يفكر لثوانى ثم أكمل بتروى : يا جمال يا اخويا انت راجل قيمه و وزن مايصحش ابدا تعمل كده.

تنهد جمال ثم ردد بقلة حيله :و الله عندك حق يا صاحبى... بس.. انا...

ضيق چورچ عينيه و قال بشك يرفع حاجب واحد:انت فى ف مخك جدع بعينه صح؟

لم يحتاج الأمر كثيرا من جمال فقد تحدث سريعاً: جابر.. شريك مينا إبن اخوك.

و على سيرة جابر صمت چورچ يزن و يعى الحديث ليقول و هو يهز رأسه :هو واد مجدع و ابن بلد.. باله طويل و سياسى.. الكل يحلف بأدبه و بشطارته.. واد مستقيم و عينه دايماً في الأرض عمره ما رفعها في واحدة من الحته ابدا و لا سمعنا عنه كانى و لا مانى. بس...

صمت مره أخرى فقال جمال بنفاذ صبر :ما بسش يا چورچ.. اديك قولتها فيه كل الصفات.. اهم حاجه انه باله طويل يعنى هيعاملها بسياسة و بدماغ يصلح الى انا ما بقتش عارف اعمله... و ده عيل شبعان و متربى على طبلية ابوه و عمر عينه ما تروح للى عندها.

چورچ بحيره :ايوه بس هتعملها ازاى دى؟!

جمال :و الله مانا عارف بس.. بقول اكلمه على خطوبه بس.. يراقبها و عينه عليها و... يعنى جيلان حلوه بردو يمكن تعجبه و يبقى عايز يكمل الجوازه انا كلى امل في كده.

چورچ :و انت تضمن منين ما يمكن عينه من واحدة تانيه.. و لا بنتك نفسها مشغول بالها بحد.

جمال :جيلان...لاا مش بتاعت الكلام ده.

چورچ :افرض هو.
جمال بقلة حيله و تعب ردد :ما انا هعمل ايه.. انت جاى تقفلهالى.

صمت چورچ يفكر مليا ثم ردد :افرض وافق و بعد كده بنتك طفشته.

ابتسم جمال برجاحة عقل ثم ردد بثقه : امال فكرك أنت انا مختار جابر كده من مافيش؟!

صدحت عنه ضحكه خبيثه و هو يردد بمكر: ده واد صايع و يعجبك... هيعرف يتعامل و أنا عارف.. انا الى بفكر فيه غريب و مش سهل و لولا أن فى شخص معين هو الى يعرف يعمل كده ماكنش هينفع مبدأ اخطب لبنتك ده.. انا الموضوع ده ماجاش على بالى الا بعد ما قعدت معاه صدفه... كان بقالى زمن ماشفتوش.

تنهد چورچ ثم قال بقلة حيله و تمنى:مش عارف اقولك ايه.. بس ادعى جابر يوافق.

جمال بتفكير:هيوافق.. لازم يوافق.

چورچ بمرح :ايه ياسيدنا كلام كلام مش هتعزمنى على قهوة ولا ايه؟

جمال :يوه.. الكلام خدنى... صفق بيده فتقدم الصبى يقول :امر يا سيدنا.

جمال :ما يأمرش عليك ظالم يا بنى.. اتنين مانو ليا انا و عمك چورچ.

الصبى :عينى... منور يا عم چورچ.

انصرف سريعاً يجلب لهم ماطلبوه تاركاً إياهم يكملوا حديثهم الهام.

____________________________

وقف مينا بضيق يتأفف:راح فين البغل ده.. قال ساعه اتغدى و ارجع.. عدى و لا 3 ساعاات.

بينما هو ينظر فى هاتفه بضيق يعرف كم الساعه الآن.

تقدمت فتاه تسير على استحياء و تخبط.

تقدمت منه حتى وقفت امامه تفرك كفيها معها تضم كتفيا دليل على الخجل الشديد تحمحم قائلة بصوت ضعيف :مساء الخير يا مينا.

رفع نظره لها.. من شدة سيرها الخفيف بسبب خجلها الشديد لم يشعر بها ولا بقدومها.

ابتسم لها بود.. دائما كانت فتاه كما يقال تخجل من الهواء... لا ترفع عينه من الأرض.

تحدث ببشاشه قائلا :مساء الخير يا بارثينيا.. أمرى.

بارثينيا :ك.. كك.. كونت عايزه شاحن ايفون.

مينا :عيونى حاضر.

وجدته يذهب لجلبه سريعاً.. إذا ستذهب سريعا فقالت بسرعه وارتباك ظهر بصوتها:اا. عع. عايزاه اصلى.. انا عندى كذا واحد بس عايزه الاصلى.

زم مينا شفتيه يقول :لسه آخر واحد مطلعه لواحد معرفه.. لو اعرف والله كنت شيلتلك واحد.

صمتت قليلاً وقالت :خلاص تجبلى واحد.

مينا :هتستنى يعنى؟!

رمشت باهدابها.. ماتفعله مجهود شاااق جدا عليها كونها تتخلى عن خجلها قليلا... لا بل كثيراً جدا اليوم حتى تستطيع إنهاء تلك المقابلة وقالت بتلعثم:لا ها.. هستنى.. ااا.. عشان يعنى مش عايزه اجيب من حد مش مضمون.

ابتسم لها وهز رأسه قائلا :خلاص تمام ويومين وهبعتهولك مع عطا.

ابتسمت مجدداً تقول :خلاص هستناك.

صمتت بحرج تكمل وهى تفرك اناملها معا بقوه:هبقى اعدى بعد يومين اشوفك جبته ولا لأ.

لا يعلم لما خانته عيناه وتنقل بين ملامح وجهها البريئه جدا... عيونها الزرقاء تبعا لبشرتها الخمريه وشعرها البندقى متوسط الطول.. وجهها البيضاوى.. حتى حاجبيها.. سبحان الخالق مرسومه بشعيرات بندقية كثيفة محدده بخط عريض.. سبحان الخالق.

هذا ماتمتم به كأنه يراها لأول مره... سرعان ما نظر أرضا يوبخ حاله.

وهى تفرك يديها أكثر بحرج تتمنى لو تنشق الارض وتبتلعها من شده ارتباكها وهى تستشعر نظراته تمسح قسمات وجهها.

سحبت نفسها تتحدث بانفاس سريعه متلاحقة تغادر قائلة :عنئذنك يا مينا وهبقى اجى كمان يومين اشوف جبته ولا ايه.

مينا وهو يراقب تلعثمها وفرارها المرتبك يبتسم رغماً عنه قائلاً :مع السلامه.

خرجت من عنده بانفاس متلاحقة...لا تستطيع تنظيم لا انفاسها ولاحتى خفقات قلبها المتسارعه كأنها بمارثون دولى. ظلت لأيام تخطط وتحفظ الكلمات لتلك المقابله كأنها ذاهبة لامتحان صعب او مقابلة عمل بشركة انترناشيونال...تعلم كم الارتباك والخجل الذى تملك منه الكثير... بل تقريباً هى تملك الماده الخام من الخجل والارتباك.

توقفت بفزع على كف احدهم يوضع على كتفها يوققها قائلاً باستغراب :بارثينيا؟! جايه منين؟

تنفست الصعداء تقول :عطا.. خضتنى حرام عليك.

عطا:مالك فيكى ايه وكنتى فين؟

بارثينيا :ك. ك. كنت بدور على شاحن اصلى.

عطا :طب ماتاخدى بتاعى.
ظهر الارتباك عليها سريعاً وقالت :لا.. هو على طول معاك وأنت طول اليوم فى المحل.

عطا:ماشى.. طب ايه لاقيتى؟

بارثينيا :هاا.. اااه.. اه مينا هيجبلى واحد.

عطا :ماشى يالا اروحك عشان ارجع انا المحل.

_____________________________

فى تلك المدينة البعيدة نسبياً التابعة لذلك المجتمع الراقى حيث الخضره الواسعة والبيوت ذات لون واحد وواجهه واحدة.

عاد جمال لبيته الذى انتقل له مع ابنته بعد الحاح سنوات متواصلة منها.

اغلق الباب خلفه وظل ينادى عليها بأعلى صوته وهى لا تجيب.

استمر في السير وبعدها صعد السلم متجه الى غرفتها يدق عليها وهو يستمع بانزعاج لأصوات تلك الموسيقى الشعبيه الصاخبة.

فتح الباب بضيق ينظر لها وقد تحول الضيق لغضب وهو يجدها ترقص وتتمايل على هذه الأغانى.

شهقت برعب بعدما التفت ووجدته خلفها.

اتجهت سريعاً لمصدر الصوت تغلقه قائله وهى تبتسم بسماجه:مساء الخير يا بابى.

جمال بوجه لا يفسر :ايه اللي كنتى بتهببيه ده.. وايه الزفت والقرف الى كنتى بتسمعيه ده؟

جيلان :ده مهرجان جديد يابابى إنما ايه مكسر الدنيا.

جمال:ماهو فعلاً كله تكسير وخبط ورزع. صوت نشاذ.

جيلان :يابابى ده لون جديد وليه الى بيحبه بيعبر عننا وعن رتم الحياه السريع.

جمال :يظهر فعلاً انى دلعتك ولازم حل لكل ده... الكلام معاكى ماعدش له لازمه.

نظرت له بترقب وهى تراه ينظر لها نظرات غير مفسره يقول :الحال المايل ده لابد من عدله.

_________ سوما العربي_________
كانت فوقيه تجلس على سفرة الطعام لجوار زوجها و ابنتها ، تلاحظ مبتسمه محاولة زاهر جذب أطراف الحديث معها و مع ابنته ، يعود تدريجياً لصفاته التى عهدتها عنه فهو رجل عاشق للمرح و المزاح ، يريد التنعم بلذة الحياه بكل شيء

متناسبه أنه كذلك فى كل شىء...كل شيء و خصوصاً بتلك الاشياء التي أحلها الله بين الرجل و زوجته ترى أنهما قد كبرا على تلك الأشياء لا تصدق حقا أنه مازال يفكر هكذا بل و لا يخجل من طلبها أيضاً.

و فى تلك الجلسه الاسريه الرائعة التى جلست بها مبتسمه لم تكن تعلم أن صديقتها تحتضر الان فى بيتها.

لا تعلم لما سقط قلبها بين قدميها و تستمع لرنين هاتفها .

التفت تنظر له و هى تشعر ان هذا الاتصال يحمل خبر سئ للغايه عن أحدهم.

ملامح وجهها جعلت زاهر ينظر لها بجبين مطبق يسألها باستنكار و هو يراها لم تنهض و تجيب على هاتفها الذى لم يتوقف عن الرنين .

وزع أنظاره بين الهاتف المستمر في الرنين و بين زوجته و ملامح وجهها الغير مرتاحه و بين ابنته عزه التى تتابع كل ذلك هى الأخرى بترقب و استغراب.

ليتحدق أخيراً الى فوقيه قائلا : إيه؟! مش تردى تشوفى مين؟


رفرفت فوقيه بأهدابها و ابتلعت رمقها بصعوبه ثم وقفت تذهب تجاه الهاتف تفتحه و قد انقبض قلبها و هى ترى إتصال بأسم نادره صديقتها ففتحت الهاتف لتصدم بأخر خبر ودت سماعه الأن حين صدح صوت إحدى السيدات غير صوت صديقتها نادره المألوف لها تجيب هى على الهاتف لتقول فوقيه باستنكار شديد: ألو... مين معايا؟

حمحمت التى على الطرف الآخر و جاوبت: انا ام مكرم جارة الست نادره.

ارتعد قلب فوقيه و سألت بتوجس : ليه و هى نادره فين؟

استمعت بصدمه لصوت تلك السيده وهى تتحدث ببكاء : الست نادره تعيشى انتى يا حاجه.

شهقت فوقيه تضرب صدرها و تردد بعدم تصديق و جنون : انتى بتقولى ايه يا ست أنتى؟

وقف زاهر هو و عزه تزامناً مع ما يستمعان له من فوقيه .

بينما فوقيه كانت تستمع لتلك السيده و هى تكمل: وحدى الله يا ست فوقيه الأعمار بيد الله .. هو حد فينا هيخلد فيها.. ده الدوام لله وحده.

كانت فوقيه تستمع لها و هى تضرب رأسها بيدها مردده: ده حصل أمتى الكلام ده؟

ردت السيده: من نص ساعه ، ماتت مخنوقه من السخان هى و جوزها.

لطمت فوقيه صدرها تردد : يالهوى يالهوى يالهوى... و جوزها كمان.

نظرت للسماء تردد بأعين دامعه: لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم.. إنا لله و انا اليه راجعون.. هتعمل ايه وتين الغلبانه لوحدها؟؟!

اغلقن الهاتف مع تلك السيده و التفت تنظر إلى زوجها وابنتها تردد : نادره يا زاهر.. نادره ماتت يا زاهر.. هى و جوزها.. ماتت هى و جوزها مخنوقين من السخان.

وقف زاهر و اقترب منها سريعاً يساندها قائلا: لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم.. انا لله و انا اليه راجعون.. تعالى تعالى البسى و أخدك و نروح هناك.

أماءت فوقيه برأسها موافقه ثم نظرت لابنتها و قالت: أنتى كمان يا عزة تعالى معانا وتين بنتها من سنك و هى لوحدها دلوقتي.

هزت عزة رأسها موافقه يتدفق الدمع من عيناها ثم هرولت لغرفتها كى تغير ملابسها بينما ساند زاهر فوقيه لغرفتهما كى تبدل ثيبابها هى الأخرى.

_____________سوما العربي__________

صباح يوم جديد.

خرجت تمارا بنفس الملابس التى ارتدها بالأمس و سارت بخطوات ثابتة تجاه معرض الحاج شداد ببداية الشارع الذى تتواجد به تلك الشقه التى اعارها إياها.

لتلتقطها على الفور أعين علاء الذى يجلس داخل محل المجوهرات الخاص به و يهرول خلفها كالمجذوب بالضبط و قد تقاذفت ضربات قلبه.

يتجه خلفها سريعاً يحاول اللحاق بها ليعرف الى اين ستتجه يقسم ألا يفلتها من يده هذه المره.

و هى تسير بالطريق الى معرض الحاج شداد مرت من أمام محل الكشرى الذى تناولت به صحن الكشرى بالأمس مع صديقتها الجديدة نعمت.

ليقفز عطوة على الفور من مقعده تو ما رأها تمر من امامه و هرول بجنون يخرج من محل الكشرى الخاص به يسير خلفها عازما على أن يسلك اقصر الطرق و يتتبعها ليعرف الى اين ستتجه بدلا من أن يذهب ليبحث عن تلك الفتاه الدعوه نعمت ليسألها عنها.

فكان علاء يسير خلفها و لأمامه المعلم عطوه كل منهما مجذوب خلف.... حلاوة تمارا.


يتبع بالجزء الثاني
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي