الفصل الثاني عشر الجزء الثاني

بينما كانت تطعم ريم مروان الطعام في فمه فنظر لها لكي يلتهم الطعام منها و عندما أدار وجه فوجئ بنور يضرب في عينيه فقام بسرعة فائقة بالتحكم بالعربيه و إدارتها لليمين بسرعة فتفادي السيارة الأخري بالفعل ثم توقف السيارة و نظر لريم بغيظ فنظرت له بابتسامه و قالت : الحمد لله جت سليمه .
فأجابها: يا ريت تلمي شنطه الحضانه ده و تنامي شوية لغايه ما اوصل أحسن علشان كمان اركز في السواقه .
فنظرت له بنظرات طفوليه و قالت: بس أنا جعانه فسوق و أنا حأكل و ادلع نفسي .
فقال بغيظ: ماشي يا ريت بس تكوني عند كلمتك علشان خلاص حرجع احرك العربيه و اطلع بيها .
فنظرت له بابتسامه و قالت: بس أنا عايزة كانز و حبه حلويات علشان إلي معايا قربوا يخلصوا .
فنظر لها و قال: حاضر لو لقيت مكان اشتري منه حجيب ليكي خلينا بقي نطلع .
و بالفعل جلست ريم تنظر من الشباك و تاكل من حين لآخر دون أن تنظر له .
بينما كان يخطف لها النظرات من وقت لآخر حتي وجدها خلدت للنوم و في يدها أحدي السندوتشات فابتسم عليها فتلك الفتاة مازالت بعقل طفله رغم علامها و تذكر صديقه الذي لولا عنده كان سوف يشعر بما يحس به الآن و أخذ يدعو الله أن يوفقه و يهديه للطريق الصحيح .
بينما كانت فريدة و جنه يجلسون مع بعض يتحاكون في بعض المواضيع فقالت جنه: بس عمار لسه بيحبك يا فريدة صدقيني ده بيعشقك حتي نظرات ليكي توحي بكده ده لولا خرج بره و لحقه ياسين كان حيمسك في الناس .
نظرت لها فريدة و قالت: صدقيني و أنا كمان بحبه بس مينفعش صدقيني أنا عطيته فرصه و التانيه مينفعش الثالثة بعدها حيبقي قلبي اتحطم فسبت لنفسي فرصة سبت لقلبي يبقي في جزء سليم مش لازم احطمه كله .
بينما فهمت جنه كم المعاناه التي تعانيه صديقتها فقلبها عشق و أنصدم مرة تلو الأخري و لكن قالت لها: ممكن ربنا عمل كده علشان يبقي يقدر يتحكم في نفسه بعد كده .
بينما كان يجلس مع ياسين يحدثه و يخبره عما يجول في عقله فلقد عشقها و سلبت قلبه و سحرته عيناها و ندم أشد الندم عما فعل و لكن بعد فوات الأوان .
بينما كانت مني تشعر بالسعادة ففي الليل طلبت من سعد أن تنزل لكي تجلس في الجنينه حيث الهواء الطلق .
فقال لها أنهم مازالوا عرسان و لكن أخبرته بأنهم يريدون تكون أسرة و أن والدته من الصباح لوحدها فلقد تزوجت ريم و أصبحت وحيدة و هي تعرف حقاً الشعور بالوحدة ففهم ما تريده و بالفعل لبسوا و نزلوا للأسفل فوجدوا كوثر تجلس بالخارج فقامت مني بمساعدة سعد بإحضار بعض الحلويات و العصائر الخاصة بهم و تفاجئت كوثر بهم و صوت سعد يقول: يعني أنت قاعدة مستجمه يا أماه كأني ارتاحتي منا و جوزتينا .
فتبسمت له و قالت: لا يا نضري ده سنه الحياة و لك واحد بيته بس ايه الي نزلكم .
فأجابها و قال: بصراحة ده فكرة مني و كمان جايبه معاها حاجات لزوم القعدة علشان مترحيش يمين و شمال .
ابتسمت لها و قالت: بنت أصول يا بنتي ربنا يجعلك وش الخير علي بيتنا و تملوه عيال .
قبل سعد يد والدته في حضور والده وجده .
فقال له والده: اه إلي نزلك عاد يا عريس .
فأجابه الجد: سيبه يعمل كل إلي نفسه فيه يطلع ينزل براحته محدش عايز منه حاجه و له اقولكم اه رأيكم تطلعوا شهر عسل و تشوفوا الدنيا .
أبتسم سعد و قال : شهر عسل و حنروح فين عاد .
فأجابه : عندك اسكندرية أو مطروح وين ما تحب و الغردقة و شرم الشيخ و ذهب بلادنا في أماكن حلوة بس احنا بقي العمر مشي بينا .
فابتسمت مني و قالت: ربنا يديك الصحة يا جدي .
بينما قال سعد: مني تشوف تحب تروح فين .
فقالت بخجل: مش المهم المكان المهم أن نكون مع بعض .
فقال الجد: اه رأيكم تروحوا اسكندرية جوها حلو و بحورها كتير و تتمشوا علي الكورنيش .
أعجبوا بحديث الجد فأكمل: تمام لو عجبكم من دلوقت احجز ليكم مكان في فندق و بكرة تسافروا ده اجمل أيام عمركم عيشوها صح علشان إلي بيعدي مش بيجي صدقوني يبقي حتي إلي يعدي يعدي بذكره حلوة .
بينما خلد ياسين للنوم فجلس عمار بجانب النافذة ينظر للقمر الواضح في السماء و يسرح في ملامح فريدة فلقد سلبت عقله ليله امس كانت عيناه تشع بالسحر فكانت كأنها مرسوم و لون عينيها الاخضر يزين وجها و يشع منه النور فلقد شعر بأنه يريد أن يخبها عن الأنظار يقول لهم انها ملكه و تخص وحده و لكن أصبح الآن لا يملك ادني شيء كي يتدخل في شيء يخصها .
في نفس الوقت كانت فريدة ممسكة بقلمها و تكتب :
لقد كنت قوية لا تهمني شيء و لكن عندما ترك الحب بابي أصبحت أرفرف كالطير حتي حلقت في عنان السماء فأصابني سهم فسقطت بمقدار ما ارتفعت و كأن كان ارتفاعي لاعلي كي أسقط و افوق من تلك الوهم الذي سبق و أن أوهمت عقلي به و لذلك قررت أن انتبه لحياتي و لا أبالي بذلك الحب الذي اعتبرته أكذوبة لسرقه السعادة التي يحتويها قلبي فلقد تحولت السعادة إلي حزن فذلك اللص قادر علي تحويل ما بداخل القلب و تركت قلمها و نظرت للقمر تنظر له و تشكو ما يجول بخاطرها .
بينما وجد مروان مكان للشراء فاوقف العربه و كان متردد في أن يتركها ام يقظها فأخذ القرار بأن يتركها و يذهب سريع و يقوم بشراء كل ما يلزمها ثم يعود علي وجه السرعة و بالفعل تركها و بعد قليل شعرت ريم بلقلق فتحركت من مكانها و وجدت نفسها بداخل السيارة و السيارة واقفه فأخذت تفكر أين ذهب مروان و تركها هل وصلوا و لكن هذا المكان غير مأهول بالناس و تأملت المكان بنظرة متفحصة حتي وجدت مكان لشراء بعض المأكولات و المشروبات فايقنت بأنه نزل لشراء ما يلزمها فقررت أن تكمل اكلها حتي يأتي و عندما ألتفتت وجدت أحدي الكلاب يقف جانب النافذة التي تجلس بجانبها فوقف الاكل في فمها و أصبحت تشعر بالاختناق فهي تشعر بالرعب من ذلك الكائن فقامت باللعب في السيارة حتي أغلقت نافذات السيارة ككل و أخذت تضحك لأنها بقت في أمان و بعد مرور الوقت حضر مروان و هو يحمل اشياء كثيره و جاء لكي يفتح السيارة و لكن كانت مغلقة فترك علي النافذة كي تقوم هي بالضغط علي الزر لفتحه و لكن هي أشارت له بأنها لا تعلم اي شيء عن نظام السيارة فأخذ يشير لها و لكن هي لم تفهم و مما جعله يشعر بالغضب هو عندما وجدها تأكل لا تبالي بحجم المصيبه التي هو فيها فأخذ يطرق علي النافذة كي تنتبه له فقالت له: مش فاهمه انت عايز ايه و مش بفهم في عربيتك يعني اعمل ايه اتصرف يعني كان لازم تنزل تشتري الحاجه .
فأشار لها بغضب علي أحدي الاماكن بالسيارة كي تضغط فكانت تذهب للزر و قبل أن تضغط تنظر له فيشار لها بالنفي فتتجه للذي يليه حتي كان أن يفقد أعصابه و في النهاية قامت بفتح السيارة و قام بركوب السيارة و إلقاء ما يحمله عليها و هو يقول بغضب: حسك عينك اسمع ليكي حس فاهمه علشان أنا خلاص عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي .
هزت رأسها بالايجاب بينما قام بتشغيل السيارة و قامت هي بفتح الأكياس لتعرف ماذا تحتوي فوجدت بداخلها مثلجات و شيكولاتات و بسكوتات و شيبسي مختلف الأطعمة و بعض المشروبات فأخذت تأكل من الشيبسي بالإضافة للمثلجات بينما كانت تاكل المثلجات انحنت السيارة عن الطريق فقامت بالميل عليه حتي انسخ قميصه بلون تلك المثلجات فنظر لها فقالت: مش قصدي أنت إلي سايق مش أنا يعني خلي بالك أما أنا مليش فيه و أكملت ما تأكله .
بينما كانت السيارة بالفعل وصلت للإسكندرية كان ينظر مروان لريم من وقت لآخر فقد لاحظ صمتها منذ فترة في أول وقت اعتقد انها نامت و لكن عندما نظر لها وجد علي ملامحها بعض علامات التعب الواضحة علي وجهها فقال لها: ريم أنت بخير .
فنظرت له بتعب و قالت: لا أنا تعبانه خالص .
فقام بالتحرك لأقرب مشفي كي يلحقها و بالفعل عندما وصلوا المشفي قام الدكتور بعمل غسيل معدة نظراً لأنها تعرضت لنسبه تلوث هو سبب كل ما حدث .
بينما نظرت له بتعب و قالت: مردتش أقول ليك من بدري الا تتريق عليا علشان كده كنت مستحمله .
فنظر لها بحنان : أنا مقدرش اتريق عليكي مهما يكون ده انت العشق بس احنا مش حنقضوا الإجازة هنا يلا خفي علشان نلحق ندوق العسل .
بينما كانت مني تحضر الشنط في سعادة بالغة فهي لاول مرة سوف تسافر مسافه بعيدة و بالفعل انتهت من تحضير الشنط و قد حضر سعد كي ياخذ تلك الشنط فهو يريد أن يلحق شهر العسل من أوله و بالفعل سافروا و لكن كانت مني من حين لآخر تنظر له و تطلب من أن يقف قليلاً كي يتناول بعض الطعام كي يقدر علي تكمله السفر و بالفعل كان كلما يشعر بالجوع يوقف السيارة بالفعل و يتناول الطعام مع مني ثم يكمل و كان من فترة لأخرى يجد مني تنام فعلم بأنها تعبت من طول المسافرة فهو علي علم بأنها لم تذهب من قبل لتلك السكة فكان يبتسم و ينظر للطريق .
بينما كانت فريدة تعد الفطور لها و لصديقتها فلقد سبقها إخوتها في تناول الفطار و جلسوا لكي يتناولوه .
بينما استعد جميع الطلاب لامتحاناتهم فكان كل بيت يحتوي علي طالب للثانوية كأنه في معركة فيغلقون التليفاز و يمنعون الهمس كي لا يفقدون تركيزهم و تقوم الأمهات بتحضير الاطعمه و المشروبات و تعطيهم أيها فكان الجميع يشعر بالقلق و الرهبه من ماذا سوف يفعلون أبناءهم عندما لا يقدرون علي حل شيء .
ريم و مروان و مني و سعد حتمشي معاهم الحياة طبيعيه .
هل مجهود البنات حيكلل بالنجاح .
عمار و فريدة ايه الي مستنيهم في المستقبل .
كل ده حنعرفه الفصل القادم .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي