الفصل الحادي والعشرين 21

الحلقة الحادية والعشرون
ريان والقدر
بقلم نعمه شرابي
ــــــــــــــــــــــ
مازال رأفت يعيش في ذكرياته مع نعمه
عندما وصل رأفت ونعمه الي العريش عند أذان
الفجر كانت اول مرة تذهب معه الي هناك دخل رأفت الي المزرعة بعد فتح البوابة الإلكترونية التي انبهرت
بها نعمه الي ان وصل إلى بيت في منتصف المزرعة نزلت من السيارة
وجدت ذلك الغفير يرحب ب رأفت
واخذ منه الحقيبة
اندهشت نعمه وقالت لنفسها،ده كان عامل حسابه ومجهز شنطة ماشي
يا رأفت ان ما طلعته عليك
تقرب منها رأفت ومسك يدها وقبل ان يدخل البيت حدثه منصور الغفير
قائلا ،ام صفية جهزت البيت والأكل
جوه يا استاذ رأفت
شكره رأفت ودخلا الي البيت ومنه
الي غرفة النوم ابدل ملابسه
وكانت تقف هي مبهره  برقي البيت
خرج رأفت وجدها مازلت تقف في مكانها نظر اليها بحب وشغف
وقال يلا غيري لبسك علي ما اجهز الأكل
انا مش أكلت حاجة من امبارح
أمأت برأسها ودخلت وقامت بإبدال ملابسها
وخرجت وهي تتلاشى الحديث معه
جلست امامه تتناول الطعام
دون حديث وعندما قام من علي الطعام
تجولت بعيونها كي تبحث عن مكان تبيت به وقف رأفت في شرفة البيت
يستمتع ب إشراقة  النهار
ويستمع الي زقزقة العصافير وياستنشق
الهواء العبق  بنسمات الزهور المحيطة بالبيت وجدت نعمه غرفة صغيرة غير التي أبدلت بها ملابسها بعدما حملت الطعام الي المطبخ ودخلت تلك الغرفة
فكانت منهكة تريد النوم
وما ان كانت تحاول ان تنام وجدت رأفت ينحني علي أذنها يقول
عيب اوي اوي نجي هنا وتنامي لوحدك
وتسيبي حضني
زفرت نعمه الهواء وإعتدلت بجلسات ها
وقالت متذمرا والله براحتي
انام  مكان ما أحب لو سمحت يا استاذ
رأفت تسيبني أرتاح لان الطريق
كان طويل وانا تعبت بعد اذنك اتفضل بره محتاجه أنام وأشارت إلى الباب
وجدت نفسها تطير بالهواء
خافت أن تسقط فا أحاطت  رقبته بيديها
وضعها رأفت علي فراشه ونظر إليها
وقال،حذاري يا نعمه طول ما انا عايش
تسيبي حضني وتنامي بعيد عني
لم ترد فقد كانت ضربات قلبها يكاد أن يسمعها سكان العالم من شدة نبضها
دثراها بغطاء الفراش وقبل رأسها
أغمضت عينها وبداخلها فرحة
كبيرة لتمسك رأفت بها ويحاول أن يحتويها وما ان نامت حتي غطت بالنوم
وظل هو لفترة ينظر إليها والي جمالها
الهادئ ولون شعرها الأحمر الغجري
الطويل قبلها رأفت وراح بالنوم
بعدما أخذها بين أحضانه
وبعدها انت صالحتني والامور بقت حلوه ورجعنا البيت لقيت نورا جايه بتقول لي انت قومي اعملي لي في فنجان قهوه رديت وقلت لها عيني يا نورا قمت عملت القهوه قدام سحر قدام مدام عواطف ولما قدمت لها فنجان القهوة نورا مسكتو فنجان القهوه وده لقيته في وشي والمفروض مامتك تتكلم لكن للاسف ما حدش يتكلم غير سحر قالت لها ليه كده يا نورا هي عملت فيك ايه لكل ده
ردت نورا وقالت  تسكتي انت هي المفروض هنا جايه معون وبس ايوه يا استاذ رافت انا جاي البيت ده معون
وبس انا جايه رحم للايجار مش جاي كزوجه يا رافت قلت لك ان كان في بيني وبين مدام عواطف اتفاق واللي حصل النهارده واهانه كرامتي في المكتب اللي انا شغاله فيه يخليني ارجع عن اي شيء الا كرامتي يا استاذ رافت وضع الهديه التي كان قد جلبها على المنضده امام نعمه
واستدار واقفا وهو يدير راسه اليها اي حاجه في دماغك مش هتحصل يا نعمه وتركها ومشى
صحت؛ نعمه على صوت هاتف رافت وهو يرن وامسكت الهاتف وخرجت له في الشرفه وجدت رافت يجلس في حاله شرود تام ولم يشعر بها اقتربت منه وجلست بجواره و هاتفه بيديها تحدثت وقالت رأفت حبيبي ناصر على التليفون نظر لها واخذ منها الهاتف وقبلها كف يدها كما يفعل دائما و فتح قبل انتهاء الرنين ورد على ناصر قائلا: حبيب اخوك وحشني تحدث ناصر وقال: اه يا عم ناس هايصة شهر عسل وناس لها الوكاله من شم البصل.
ضحك رأفت وقال: ما حدش حايشك خذ مراتك واطلع على اي حته
ابتسم ناصر وسأل رأفت.. جاي امتى يا حبيب اخوك
رأفت: بأمر الله هنركب طياره بكره المغرب من هنا توصل عندكم على الساعه واحده بعد نصف الليل
ارداف ناصر قائلا توصل بالسلامه انا بس حبيت اطمئن عليك سلام للمدام نعمه
انهى ناصر اتصاله مع أخيه
وتحدثت سحر تقول: ايه يا ناصر قال لك ايه
ردناصر: بأمر الله هيكون هنا بكره بعد نصف الليل أمسكت سحر كفه وتحدثت بحب وثقة بامر الله خير، طيب انت هتقوم تنزل لبابا جمال انزل معك هز ناصر رأسه بالموافقه
حرما يا حاج في الكعبه ان شاء الله
قالها ناصر عندما دخل علي أبيه وجده قد انهي الصلاة
ابتسم جمال لابنها ونهض يضع سجاده الصلاه في مكانها وجذب مسبحه واخذ يسبح عليها
ورد على ناصر قائلا: جمعا يا حبيب ابوك
لاحظ جمال توتر ابنه وخوفه من الحديث فنظر في عيون ناصر وقال: خير يا ناصر في ايه يا ابني
ابتسم ناصر لابيه وهو يعتدل في جلستي دخلت سحر تحمل بيدها صينيه عليها ثلاثه اكواب من القهوه جلست بجوار ناصر وقالت سراحه يا حاج قبل ما ناصر يتكلم معك
في حاجة انا طلبها منك
جمال بحب وهو يقول:
أؤمري يا بنتي
سحر الأمر لله وحده يا بابا جمال ... عايزة أعرف علي سر الأول
وبعدين ندخل في كلام
ناصر اللي عايز يقوله لحضرتك،،
رد جمال.. قولي يا بنتي
انا تحت أمرك محتاجة فلوس ولا شيء
سحر: لاء يا بابا احنا عايشين في خيرك وفي حسك بس في حاجة
حصلت وناصر حابب
يقولك عليها
نظر جمال لابنه وقال: قول يا إبني
كان جمال ان يتحدث
ولكن قالت سحر سريعا
الصراحه كدا يابابا الحاج نورا مش ناوية علي خير يا حاج..
جمال.. في أية يا بنتي اتكلمي دغري سايبتي
أعصابي
رد ناصر اخيرا.. نورا عايزة ترجع لرأفت، في مقابل تعطي لي حقها
في البيت بتاع العيلة واني اساعدها ترجع لرأفت،؛
جمال: اممممم وانت قلت لها أية
ناصر.. قلت لها هفكر
في سبيل اني أماطل معها على ما رافت يرجع وارد على حضرتك، ونشوف ايه اللي هيحصل في الموضوع.
حدق به جمال وعاد بظهره الى الخلف وهو ينظر إليه
قائلاً: كويس يا ابني اللي انت عملت كده مش عارف هي عايزه ايه واخرتها ايه، واحنا اللي مفكرينها راجعه ندمانه، فعلا صدق المثل اللي بيقول البنت لعمتها ما سابتش حاجه من زبيدة الله يرحمها، يلا انا السبب زمان في اني اغصب على اخوك انه يتجوزها، بعد مكان صرف نظره عنها، وعن حبه القديم لها،
رد ناصر على ابيه
وقآل: يا بابا اللي حصل حصل وكل ده مكتوب بامر الله رأفت هيكون هنا بعد بكره الصبح، هنكلمه ونشوف رده في الموضوع ايه، او هيتصرف معها ازاي..
هز جمال رأسه وهو يسبح على مسبحته ونظر الى سحر
وقآل: تقدري تجاريها ياسحر في الكلام،
بحيث تفكر إنك كاره
نعمه وولادها، لحد ما نعرف، هي عايزة أية
وهتعمل أية
انا حاسس يا بنتي ان نيتها مش خير أبداً
ــــــــــــــــــ
وصل ريان الى بيت همس ودق الباب وفتحت له والدتها ورحبت به وجلس ينتظر همس ان تخرج لهم او بعدما قدمت له والدتها القهوه وجلست معهم ولم تخرج له همس الى الان ومن وقت لاخر ينظر في هاتفي كي يرى الساعه وجد انها مره حوالي نصف ساعه ولم تخرج له رفع رأسه ينظر الى والده رمزي وقال هي همس هتتأخر يا طنط ولا لسه بدري ابتسمت له والدتها وقالت يا قلبي طنط ما انت عارف البنات ولبسيهم ومكياج واللي بتعمله، البنت لازم تقف قدام المرايا ساعتين ابتسم ريان
وقال: وانا مش عايز كده انا عايز مراتي جميله طبيعيه، من غير اي مكياج
ردت والدة رمزي وهي تبتسم له
وقالت: والله يا ابني هي مراتك، واللي انت عايزه قل لها عليه، وهي تعمله بس لعلمك همس.. ما بتحبش تحط مكياجات
هي بس اللي تلاقيها خجلانه منك، عشان اول مره تقعدوا مع بعض.
رد ريان: طيب بعد إذنك
طالما هي خجلانه
ممكن ادخل لها أنا
يمكن خجلها ده يزول شوية،
أماءت برأسها.. طبعا يا ابني انت جوزها
طرق ريان باب غرفه همس
وأمرت لمن بالخارج بالدخول ادخل رأسه وقآل: ممكن أدخل، ولا افضل بره كمان ساعه، انتفضت همس من مكانها ووقفت وهي تلعب في اصابعها وتضع راسها وعينها بالارض، وقالت: بهمس تفضل حضرتك
دخل ريان وهو يقف امامها يقلدها فيما قالت اتفضل حضرتك
خجلت همس واشارت الى باب الشرفه وقالت اتفضل نقعد جوه هنا، امتسل لها ريان ولكن قبل ان يدخل الى الشرفة، تقرب منها كادت همس ان تموت من خجلها، وتقرب ريان منها، اكثر ووضع قبله رقيقه بجانب شفتيها
واخذها بين احضانه
وقال: في وحده تتكسف
من جوزها، وبعدين يوم
الفرح ما انت كنت بأحضاني، كانت لا تقوى
علي النظر الية
رفع وجهها ووضع عدة قبلات رقيقة،
وجذب كفها وقبله
وسحبها الي الشرفة، اجلسها وجلس بجوارها
يحسها علي الحديث معه، كانت اصابعهم متشابكة ضغط ريان
ضغطه خفيفه عليهم وقال: في واحده وجوزها بيكلمها في التليفون تقفل التليفون في وشه
حولت همس سحب كفها
من يده، قبل ان تتكلم سمع رنين هاتفه اخرجه ريان من جيب بنطاله
نظر الى الشاشه، وجده حسن صديقه، زفر وقال بصوت سمعته همس؛ مش عارف الولد ده نطاطت لي في حياتي ليه، حتى في اللحظه الحلوه ألاقيه نطت فيها، ابتسمت همس ودارت وجهها بعيد عنه
اغلق ريان الهاتف ووضعه امامه، وامسك ذقنها وجذب وجهها يديره اليه
وقال: إوعك تبعدي وشك عني ولا تداري عني بسمتك الحلوة ولا الجمال ده
ظل ريان معهم الى ان تناول وجبه الغداء واخذ همس وخرج كي ياخذ عليها وهي تتعود عليه اما عند رمزي والاء فوقفت الاء متزمره وهي تقول رمزي هنرجع امتى؟
اعتدل رمزي في مكانه، وجلس على حافه الفراش وامسك يدها واجلسها على قدمه، واخذ يقبلها قبلات رقيقه وهو يقول: لها زهقتٍ من رمزي يا روح رمزي
آلاء بعتب له لا يا رمزي بس احنا بقالنا هنا شهر، وانا ماماوبابا وحشونيي،
ودي أول مرة ابعد عنهم،
التهم رمزي شفتيها في قبلها عميقه ولم يخرجهم منها الا حاجاتهما الهواء، وهو يقول: حاضر يا قلبي ننزل عشان خاطر ماما وبابا،
يعني ينفع يا الاء نسيب شهر العسل بتاعنا عشان ننزل،نشوف ماما وبابا
وبعدين ماما وبابا
اصلا بيقضوا شهر العسل في مكان العرسان ما قدروش يروحوا حاولت الاء تخرج من احضان رمزي وهي تقول ماما وبابا هيروحوا بكرة،سحبها رمزي وجلست بجواره مره اخرى، واكمل كلامه يا روح قلبي ده ابوك وامك بيقضي شهر العسل احسن منا مش انا اللي كل شويه ماما وبابا اه صحيح انا متجوز طفله زغدته آلاء بصدره وقالت: بقى أنا طفله يا رمزي ماشي شوف مين بقى هيكلمك ولاوت شفتايها واعتدلت في الفراش وقالت:
تصبح على خير يا رمزي مدد رمزي بجوارها وقال لا تصبح على خير أية ده احنا كلها اسبوع وهنرجع البلد وارجع الشغل، وأنا
ما صدقت اوصل لك ابتسمت الاء على ما يفعله رمزي ومدى حبه لها وغاص معها في بحر الحب ينهل كلامنهما
من شهده
ـــــــــــــــــــــــــ
يا باشا انا مراقبها من يوم ما انت قلت لي وانا ماشي وراها زي ظلها بس الغريب يا باشا في الموضوع انها راحت مكان المكان ده يعتبر مشبوه مش ناوي تقول لي في ايه طيب عشان اعرف اجيب لك
التفاصيل صح
يا ابني انا باقول لك أناعايز اعرف كل نفس بتتنفسه بتتنفسه ازاي عايز كل تفصيله عنها راحت فين اكلت ايه شربت ايه نامت امتى
وكثف المراقبة عليها
شوية مش أنت تتعين
في بلدي وانا اروح محافظة تانية ومركز
لسة موضوع ع الخريطة جديد لان واسمه تمي الامديد
ضحك حسن علي كلام
ريان وغيظه من أنه
ذهب الي هذا المركز البعيد وقال: كل واحد ونيته بقا يا سي ريان
قهقهه ريان على حديث صديقه ورفيق عمره حسن واكمل حواره
قائلا: لا وكمان متشتت بين اسكندريه والقاهره والدقهليه ثلاث محافظات عجب
المهم يا حسن عايزك تكسف لي المراقبه لحد ما انزل اجازه
حسن بحب انت تأمر يا حبيب اخوك
ـــــــــــــــــــــــــــ
وبعد مرور اسبوعين والتم الجميع في بيت جمال بالاسكندريه
ما عدا ليلى وعابد اللذان سافروا، الى صفاقس التونسيه، قبل عده ايام لوصول مكالمه هاتفيه لهم بأن السيده فضيله التي اعتنت بعابد اثناء فقدانه الذاكره انها في حاله مرضيه لا يرسى لها
وكان الشباب يعدون مائده طويله في حديقه البيت والفتيات تساعدهم بوضع اشهى الطعام الذي اعدته نعمه بيدها هي وعمتها دوله التي اتت هي والحاج مصطفى للجلوس عده ايام بين احفادها وبناتها نعمه وزهره
وكانت نعمه وجمال وبقيه العائله يجلسون في ذلك المكان الذي اعدته نعمه من تلك الارائك المصنوعه من جريد النخل وتوضع عليه بعض الوسائد للراحه في الجلوس ويحيطهم ازهار البنفسج التي تعشقها نعمه كانت العائله جميعا ملتفه يحيطون الحب ولكن هذا تستمر هذه السعاده
التي تظهر على وجوههم جميعا وخاصه الابناء الصغار الذين يلهون مع بعضهم ويضحكون من قلوبهم لم يخلو الجميع من وجود همس ووالدتها مع رمزي والاء و بنات ناصر التي كنا سعداء بالتجمع العائله كانت الفرحه تظهر في عين جمال وهو يهمس الى مصطفى الذي قال ربنا يلمنا على خير ويديم شملنا يا رب
اما انا جمال على كلام الحاج مصطفى ولكنه قال والله يا مصطفى يا اخويا انا حاسس ان ايامي قربت وعايز اضمن ان عيالي تعيش في امان وسلام بس مش كل حاجه بنتمناها بتحصل
طبطب مصطفى على قدم جمال وقال: مالك يا جمال في ايه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي