البارت الثالث

جريمه نص الليل"
بقلم/ منى ثروت
فتحت سهر باب الشقه وجعلته موارب فوجدته شقيقها خالد فنظرت اليه بدهشه وتعجب قائله: خالد .. انت خرجت امته !
ابتسم خالد في وجهها ثم قال: هنتكلم علي الباب كده يا بنت أبويا وامي
تبتلع سهر ريقها وتنظر اليه بخوف ثم أشارت اليه بيديها قائله: لا ابدا اتفضل تعاله
دخل خالد ينظر الي الشقه ويهتز برأسه قائلا: وانا اللي فكرتك اتجوزت جوازه عدله طلعتي منها بقرشين اتاريكي زي ما انتي مبتعرفش تفكري يا سهر.
سهر: عايز ايه منيِ يا خالد هات من الاخر
اقترب منها خالد ومسك زراعيها بشده وحدثها بصوت حاد : هو ايه اللي عايز منيِ ايه يا خالد مش كفايه عشر سنين حبس عشان خاطرك ولا لفيتي عليا في زياره ولا افتكرتي ان ليكي اخ حتي انتي ايه
نزعت سهر يديها من بين يديه : سيب ايدي كده ايوا مكنش مفروض حد يعرف ان ليا اخ مسجون انت مش عارف انا اتمرمطت قد ايه عشان الاقي شغلانه بالحلال اقدر اعيش منها كل شغل اروحه يعرف ان اخويا محبوس يرفضوني
ماصدقت جيت الغردقه عشان اداري عن عيون كل اللي يعرفوني ومحدش يفضحني بعد ما اتجوزت جوازه مايله
خالد : وانا مالي انا اللي قولتلك اهربي وروحي اتجوزي واحد نصاب بيعك كل اللي وراكي وقدامك حتي بيت ابويا يا سهر بعتيه عشانه فين نصيبي نسيتي ولا ايه ولا قولتي ده اتسجن مش هيخرج بس ايه ربنا كبير وقضيت مدتي و خرجت يا ست سهر مفاجئه مش كده.
سهر: بعت ايه بس انت شكلك دورت وعرفت غلط
خالد: عرفت انك بعتيه لجوزك اللي كنتي مجوزاه قبل ما تهربي ولا هتنكري دي كمان
سهر: لا بعت ولا نيلت ده ضربني وبهدلني واجبرني علي التنازل عن البيت بالغصب وبعدها هو اللي باعه وخد فلوسه وهرب وسابني زي البيت الوقف لا هو طلقني ولا سابلي البيت حتي
-وانا ذنبي ايه في الهري ده كله دي غلطتك ولازم تدفعيلي نصيبي ماليش فيه
سهر: انت بتفهم ازاي ادي البير وادي غطا الحمدلله أديك جيت لقتني قاعده فين مش فيلا يا حسره
-تصدقي صعبتي عليا يا بنت أبويا وامي بس متقلقيش انا جيبلك سبوبه هتاكلي منها عيش وتديني حقي اللي جوزك لهفو منك
.........................
عاد الي بيته متأخراً في الساعات الاولي من الصباح دخل الي غرفة المكتب وجد ابنته ريهام تجلس علي المكتب وقد غلبها النعاس وهي تنتظر عودته فتفاجئ منتصر بوجودها في غرفه مكتبه محتضنه صوره لوالدتها فنظر اليها منتصر واقترب منها ليفيقها : ريهام .. اصحي يا حببتي اطلعي نامي في اوضتك
فزعت ريهام وفتحت عيناها : بابا هو حضرتك لسه جاي دلوقت
منتصر: اه اصل كان عندي شويه اجتماعات في الشركه واتاخرت شويه اخوكي فين لسه مرجعش ولا ايه.
ريهام: اجتماعات طيب ، عموما هيثم ف اوضته من بدري بس جه نام علطول مخرجش و انا خرجت شويه و رجعت علطول
تصبح علي خير يا بابا حضرتك محتاج حاجه
-  وانتي من اهل الخير يا حببتي لا ميرسي مش محتاج . وقبلها في رأسها وذهبت ريهام الي غرفتها
يدق هاتفه ولكنه لم يجيب ورفض المكالمه حتي تذهب ريهام.
ينتظر منتصر ذهاب ابنته ريهام
ثم يخرج هاتفه ليتصل بأحد من عماله : ايوا ايه الاخبار ، يعني ايه مش لاقيين حد تاخدو منه الناس ماليه الشارع اي حد تلاقوه مشرد خدوه واعملوا الفحوصات اللازمه مش عايز اي شوشرة في شغلي انا بأكد عليك لو اسمي جه ف الموضوع صدقني هتندم ، خلاص انا فهمتم تعمل ايه و متنساش ممنوع اسم المستشفي يتنطق قدامهم قول اي اسم تاني يا اخي ومتشغلنيش يلا شوف شغلك .
وبعد أن اغلق الهاتف ابتسم ابتسامه خبيثه وقال : اسمك هيعلي يا منتصر و محدش هيبقي قدك بس كل حاجه وليها وقتها .
.........................
وفي الصباح الباكر مع طلوع الشمس وتداعب أوراق الاشجار ينام هيثم في غرفته فيفق علي صوت هاتفه
يمد يده ليتلقطه ثم يغلقه
ف يرن مره اخري يتأفأف هيثم: اوووف مين السقيل اللي بيرن الصبح ده ، ألو مين
كل ده نوم يا كداب قوم انا اخدت اجازه من الشغل انهارده عشانك بس هنخرج ف مكان تاني مش ناقصه ابوك يعملي مشاكل في الشغل
يحدثها هيثم و هو مغمض عينيه قائلا: علا .. انتي ايه مبتزهقيش خروجات انا مش قادر بجد لسه راجع امبارح وجسمي مكسر
علا: لا بقولك ايه انا هخرج يعني هخرج مهو مش بعد ما اخد اجازه تضيع عليا اليوم
هيثم: خلاص ان كان علي اليوم هقول لبابا مش يخصمو منك يا ستي بس سبيني انام
علا: لاء بابا ايه انا مش متفقه معاك محدش يعرف علاقتنا دي دلوقت ولا انت مصمم تقطع عيشي من الشغل مع ابوك قوم بسرعه و بطل كسل.
-اوووف طيب طيب هقوم سلام
........................
"علا " فتاه ف الثلاثون من عمرها وسيمه وجميله تعمل سكرتيره خاصه عند منتصر منذ سنوات تقريبا من وقت تخرجها من الجامعه كانت تربط علاقه قويه بين منتصر و والد علا منذ شبابهم حتي توفي والدها وتخرجت علا من جامعتها واخذها منتصر للعمل معه في الشركه منذ ذلك الوقت وقعت علا في حب منتصر قبل وفاة زوجته وهو كذلك و عندما عَلمت زوجته بعلاقته معها ثارت معه ولكنه هددها بالبقاء من أجل أبناءه او التخلي عنهم الي الأبد
فضلت السكوت في هذا الأمر مما جعلها تري خيانته لها أمام عينها ولا تقدر علي فعل شئ حتي وفاتها
لم تحظي فتاه بعمر علا بمركز هام ف الشركه في هذا الوقت
ولكن منتصر جعلها تحصل عليه بسرعه فأرادت علا التقرب منه طمعاً في ماله ومن ناحيه اخري تقربت من ابنه هيثم اذا لم يستجيب منتصر ف تعيد الخطه مع هيثم وبهذا تكون حصلت علي ما تريد سواء من منتصر او هيثم "
يجلس منتصر في مكتبه ينتظر قدوم علا اليه فخرج يتفقد مكتبها وجدها لم تأتي بعد سأل احد الموظفين عنها : هي علا مجتش لحد دلوقت ليه
-  معرفش والله يا دكتور لو تحب حضرتك نتصل بيها نشوفها اتاخرت ليه
منتصر بغضب وضيق : لا محدش يتصل براحتها ان شالله ماجت
ودخل منتصر مكتبه يدق عليها فلم ترد عليه وحاول الاتصال مره اخري حتي اجابته علا وهي تسعل: الو ايوا يا دكتور
منتصر : ايه يا علا مالك في ايه مجتيش الشركه انهارده ليه
علا: اسفه يا دكتور بس الصبح حسيت نفسي تعبانه اوي مقدرتش اجي
منتصر: تعبانه عندك اي اجي اخدك المستشفي
علا بارتباك: لا لا يا دكتور حضرتك متتعبش نفسك
يتعجب منتصر من أسلوب علا ف الحديث معه : دكتور وحضرتك في ايه يا علا حد جنبك ولا ايه!
علا: ايوا منار صحبتي معايا كتر خيرها مرضيتش تسبني لما لقتني تعبانه بكره ان شاءالله هتحسن واكون ف الشركه
منتصر: خلاص يا علا اللي يريحك خدي بالك من نفسك وعايز اشوفك بكره اكيد .
تغلق علا الهاتف وهي تضحك بسخريه يحتضنها هيثم وهو الاخر يضحك : دخلت عليه مش كده انتي صايعه مافيش منك اتنين
علا: اومال ايه كنت عايزني اقوله متقلقش ابنك هيثم قاعد معايا
وظلو يتسامران سوياً ثم قال : ها حابه تخرجي فين انهارده
تفكر علا لبضع ثواني: اممممم اي رايك نروح ناكل سوشي في المطعم اللي قولتلك عليه قبل كده وحضرتك فلسعتني
ضحك هيثم وقال : موافق يلا بينا
............................
تأفأف سهر من وجوده ببيتها وظلت تمر أمامه بتوتر وهي تفرك يديها في بعضها من شده التوتر والقلق
فلاحظ خالد توترها الزائد فقال : ماتقعدي شويه دماغي لفت منك انتي عايزه تقولي حاجه ومتردده صح.
سهر: بصراحه يا خالد مينفعش تفضل قاعد عندي كده شكلي ايه قدام الجيران
ضَحك خالد : شكلك ايه يعني مش فاهم هو انا حد غريب دانا اخوكي يا سهر
سهر: انا وانت بس اللي عارفين انك اخويا باقي الناس متعرفش افهمني بقا مش من يوم وليله اقول يا ناس انا ليا اخ وكان مسجون في قضيه قتل .. افهم يا بني ادم
يصفق خالد علي يديه قائلا : برافو عليكي يا سهر لا جدعه وكلامك مقنع طيب ما تكملي بقيت الحدوته وتعرفيهم انا دخلت السجن ليه وعشان مين
واقترب منها قائلا : انتي مديونه ليا بعشر سنين سجن يا سهر عارفه يعني ايه مستقبلي يضيع بسببك وانتي ولا ف دماغك حتي لما خرجت قولت ادور علي اي حاجه اتسند عليها لقيتك خليتي كل حاجه علي البلاطه
سهر: وأنا كان بإيدي ايه اعملو ومعملتوش متنساش اني كنت لوحدي ومافيش حد اتسند عليه حتي خالتك قاطعتني بعد موت جوزها واني انا السبب وخلت اللي ما يسوي وما يسواش يتكلم عليا بالسوء
كنت عايزاني اقعد اندب حظي لقيت اللي ميتسماش محروس قعد يلف حواليا زي التعبان عشان أوافق واتجوزه وانه هيقدر يحميني من كلام الناس ملقتش قدامي حل تاني غيره
خالد : ومفروض اني اتأثر دلوقت باللي حصلك وانسي كل اللي عدا فكري في اللي قولتلك عليه وحياتك كلها هتتغير صدقيني واقترب منها وأمسك بزراعيها بشده يكرر حديثه : لو مش هتنفذي كلامي هتشوفي منيِ اسلوب تاني...
تسلب سهر يداها وهي تصرخ: ابعد عني كده وانا مالي هو. انا اللي قولتلك اقتله انت اللي غبي بدل ما كنت تضربه وتعلمه الأدب لا الشجاعه والكرامه خدتك وقتله انا مالي ابعد عني وأخرج من حياتي
خالد: اخرج من فين انتي بتحلمي انا من النهارده وهبقي زي ضلك خدي بالك واللي هقولك عليه تعمليه بالحرف الواحد والا اروح شغلك الجديد واتعرف عليهم ويتعرفو عليا
صرخت سهر في وجهه : انت عايز مني ايه
خالد: ايوا ، ندخل ف المفيد. عايز منك ايه
بصي يا شاطره في واحد صاحبي زميلي ف السجن يعني كان ليه فلوس عند باشا كبير اوي والباشا ده نصب علي زميلي وبلع منه أرنب يعني مليون جنيه تمام ..قولي تمام
نظرت اليه سهر بحقاره: هات من الاخر
خالد: حاضر هقول انا تمام ، فقالي ايه يا خالد يا خويا لو قدرت تجبلي الأرنب بتاعي اللي عنده ليك منه ورك
قصدي ربع مليون يعني
قاطعته سهر في الحديث : وانا مالي بكل ده وانا هعرف الباشا ده ازاي واجبلك الفلوس منه ازاي ؟
..............................
وفي الصباح تجلس ريهام في حديقه ڤيلااتهم تحتسي كوباً من القهوه بمفردها فجاءتها الخادمه : ريهام هانم
ريهام: نعم يا ام حسين في ايه ؟
-مراد بيه بره وعايز يقابل حضرتك
تأفأف ريهام: وعايز ايه ده جاي ليه
-  والله ما اعرف يا هانم هو جه وقال انه عايز يقابل حضرتك ضروري
أشارت اليها ريهام بيديها : خلاص خليه يدخل اما اشوف عايز ايه ده كمان
وبعد قليل جاءها مراد وهو يحمل باقه ورد فنظر اليها وجدها تجلس ولم تقم لاستقباله فتقدم نحوها : صباح الخير ازيك يا ريهام عامله ايه
ريهام: الحمدلله تمام اتفضل اقعد
فقدم لها باقه الورد فنظرت اليه بابتسامه ثقيله بعض الشئ: شكراً يا مراد تعبت نفسك ليه
مراد: ولا تعب ولا حاجه وحشتيني جيت اشوفك مبترديش علي اتصالاتي ليه يا ريهام انا زعلتك في حاجه
ترتبك ريهام وتمسك اذنيها توتراً ثم تبتسم مره اخري بثقل : لا ابدا مافيش حاجه من دي يا مراد بس انا قولتلك قبل كده انا محتاجه شوبه وقت عشان ارجع لطبيعتي تاني
مراد: خدي وقتك انا مقولتش حاجه بس مش تبعدي عني بالطريقه دي من وقت خطوبتنا وانتي متغيره قولت ف البدايه يمكن عشان وفاة والدتك وكده بس لقيت الموضوع مطول اوي يا ريهام انا من حقي افهم ليه الجفا اللي بينا ده حتي ميعاد الفرح كل شويه تأجليه ليه
تحاول ريهام شرح له ما بداخلها ولكنها لم تقدر علي ذلك فاكتفت بقول: خلي كل شئ بوقته افضل يا مراد
ويتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي