الفصل السادس عشر الجزء الثاني

وصل معز للبيت و وجد ثناء تسند والدته لكي تدخل البيت فنزل من العربيه بسرعة و قال: مالك يا أماه فيكي حاجه حاسة بأيه.
ردت عليه ثناء: لا يا حبيبي هي شكلها تعبت من السكه فلقد قالت ذلك بعد ان ضغطت علي يدها وداد كي تلحقها ففهمت علي الفور .
فنظر لهم معز بشك و قال: طب تعالي اوديكي للدكتور يطمنا اركبي.
هنا تحدثت وداد و قالت: لا يا ولدي أنا بخير صدقني بس ممكن السكه تعبت معدتي أنا يدوب حدخل اغير و أريح شوية و أن شاء الله حكون بخير .
فأجابها قائلاً: تمام إلي أنت عايزاه بس لو تعبتي خبريني علي طول .
و بالفعل رحب بعربيته و دخلت وداد و ثناء البيت و ساعدت ثناء وداد في خلع ملابسها و ارتداء الأخري و قامت بوضعها في السرير كي ترتاح و ذهبت لتحضير شيء دافئ لها .
بينما كانت وداد تشعر بوجع فظيع من شدته كانت تمسك بملايه السرير و تشد فيها حتي جاءت ثناء و جلست بجانبها و محاولتها كوب من اليانسون حتي ينتهي الاكل فلقد وضعت لها نصف فرخة كي تصنع لها أيضاً شوربه خضار كي تريح معدتها فهي لا تعرف ماذا تفعل فلقد وعدتها بعدم اخراج سرها و لكن لم تنتظر حتي تجدها أمامها جثة هامدة .
بينما كان معز يشعر بشيء غير مريح فيبدو علي والدته التعب و زوجه أبيه هي الأخري تخفي شيء و لكن سوف ينتظر حتي يمسك اي خط لكشف ما يحدث خلفه .
بينما كانت روان تشعر بالسعادة فلقد ظنت أنه لا يشعر بها و كانت تريد فسخ الخطوبه و لكن بعد الامتحانات فلقد أعتقد أنه بخيل المشاعر و شعرت بالندم لأنها ظلمته فهو كان ينفذ وعده لأبيها .
بينما كان درويش يشعر بالخوف من زيارة زوجته لابنتها فهو علي علم بسر وداد و لكن لم يفصح ذلك .
بينما حضرت ريم شنط السفر بالفعل و لم تتحدث بل جلست علي السرير تنتظر ما يفعله و بالفعل حضر و هو لا يريد أمامه و قال لها دون أن ينظر لها : نامي دلوقتي و بعد الفجر حنتحرك و خلد للنوم دون أدني كلام .
بينما كانت فريدة تلعن عقلها الذي يفكر في ذلك الإنسان باستمرار و كأن القدر لا يعطي لها حق الإختيار و لكن مازالت لديها أحلام لم تحققها بعد .
أوشكت ظلمت الليل علي الانتهاء و بدء أذان الفجر يشق السكون فمن خلد للنوم أستيقظ للصلاة و من أبت عيناه عن النوم من كثرة التفكير قام كي يصلي حتي يعرف يخلد للنوم حتي يستريح بعض الساعات .
بينما استيقظت فاطمه و قامت بإعداد المخبوزات و طلبت من خديجة ذبح بعض الفراخ و البط و تنظفهم كي تأخذهم معها في زيارة ابنتها بالاضافه للعسل و المش .
بينما لم تغفل عين وداد من شدة التعب فلقد أقنعت ثناء بعد جهد بأن تخلد للنوم حتي تستريح و وافقتها علي الفور لأنها تعلم أن في الغد سوف يكون حمل البيت علي عاتقها لأن وداد تحتاج إلي راحة و بالفعل اول ما استيقظت ثناء ذهبت كي تطمئن علي وداد التي وجدت التعب يزيد عليها فخبرتها بأنها سوف تعد الفطور و تأتي لها كي تأخذها لتناول الطعام معهم .
و بالفعل أعدت الفطار و أيقظت معز و سمير و قبل كل ذلك كانت قد أحضرت وداد بينما كان يتناولون الفطار كان معز يخطف النظر إليها من لحظة للاخري و لقد لاحظت ذلك فقررت أن تكتم وجعها و أن ترسم الابتسامه علي وجهها .
أنهى معز و سمير الفطور و نزل الجميع لاشغالهم بينما طلبت وداد من ثناء أن تتركها في مكانها و سوف تستريح محلها فوافقتها ثناء حتي تكون تحت عيناها و دخلت لكي تحضر الغداء بالإضافة لتنظيف البيت و بينما كانت تنظف البيت حضرت فاطمه و خديجة الذين وجدوا وداد جالسه علي أحدي الارائك و ثناء تنظف البيت دون أدني مساعدة من وداد .
فنظرت فاطمه لابنتها التي شعرت بالتوتر من حضور والدتها و قالت: نورتي يا أماه نورتي يا مرات اخوي البيت نور يا مرحب يا مرحب مقولتش ليه أنكم جايين كنت فرشت الأرض ورد .
نظرت لها فاطمه و قالت بغضب: لا حبيت اجي أشوف بنفسي سبحان الله بنت الاصول تشتغل خدامه لواحدة ملهاش لازمة .
هنا قامت وداد من مكانها بسرعة علي تلك الكلمات و نظرت بصدمه بينما قالت ثناء : ايه لزمته عاد الكلام ده يا أماه ملهوش لزوم و أه عرفك اني هنا بخدم أنا هنا بعمل بيتي و أيدي في ايد وداد علي طول فيه .
فأجابتها فاطمه بسخرية: واضح قوي المساعدة واحدة نايمه و عايشة الدور و واحدة يتمسح و تكنس يا فرحتي ببنتي إلي كانت بتتأمر علي كل حاجه بقت الحمد لله بتكنس و تمسح.
بينما لم ترد وداد التحدث حتي لا يتفاقم الأمر .
بينما قالت خديجة: ممكن يا أماه مقسمين الأيام و النهاردة يوم ثناء كل دار و ليها عوايد عاد .
نظرت لها فاطمه بأن تصمت فصمتت علي الفور حتي لا يحدث مشكله بينما قالت ثناء: اقعدي يا أماه و حروح أحضر ليكم حاجه تشربوها عقبال ما أحضر الوكل .
نظرت له فاطمه: طب مش من الأصول يا وداد أن أهل ثناء جم تقعد معاهم و أنت تقومي بدورها لغايه لما نمشي عموماً يا بنتي احنا قولنا نيجي نشوفك عامله ايه و جبنا ليكي زيارة أصل الست إلي ملهاش أهل يسألوا عليها يبقي ملهاش وش تتكلم علشان معندهاش حد يعبرها و كل علشان راسك تبقي مرفوعة .
نظرت لهم وداد و شبح الابتسامه علي وجهها : عموما يا حاجه شكراً علي كل كلمه قولتيها في حقي بس أنا امي و ابوي ماتوا من صغري و لما سمير أتقدم كنت مقطوعة من شجرة يعني من غير أهل و الحمد لله اه قدامك عايشة و راسي مرفوعة بحب جوزي و بضحكت ولدي أقعدي يا ثناء و أنا حكمل اكيد أهلك مش جايين يقعدوا معايا .
بينما قالت ثناء : لا خليكي أنا حعمل كل حاجه و ريحي أنت .
نظرت لها فاطمه و قالت: خايفه من ايه يا بنتي ماسكه عليكي ايه عاد علشان تذلك بيه بقي واحدة ملهاش أهل تتساوى ببنت الحسب و النسب .
هنا قالت ثناء: كفايه يا أماه من أمتي كان كلامك قاسي .
فأجابتها : من ساعة لما لقيتك بتكنسي و تنظفي و هي نائمه و له شاغله دماغها بحاجه كأنها ملك و أنت الخدامه بتاعتها حتي همومك بقت زي الشحاتين اه من عاشر القوم يصاروا منه يصار منهم اه واحب اقول ليكي كلمتين يا وداود هانم بنت الحسب عمرها ما تتساوى بحد ملهوش سعر .
نظرت لها وداد بابتسامه و هزت رأسها بالايجاب عندما غادرت فاطمه و خديجة نادت عليهم ثناء و قالت : استني يا أماه أنت جبتوا زيارة علشان أنتم بيت كرم و احنا لازم نرد الزيارة بأحسن و قامت بمناوله خديجة كيسه و لكن لا أحد يعلم ما تحتويه .
بعد مغادرة أهل ثناء نظرت ثناء لوداد التي كان التعب تمكن منها و اصبحت الرؤية مشوشة أمامها و لم تتكلم سوء ابني أمانا في رقبتي يا ثناء عامليه كيف إبنك معز ملهوش حد غيرنا .
نظرت لها ثناء بصدمة و قالت لها: أبوس ايدك أنا مش حمل انك تسبيني أنا ما صدقت لقيت ونيس ليا .
نظرت لها بوهن وفقدت الوعي في الحال مما جعل ثناء تصرخ مثل المجنونه بينما كان سمير بالاسفل سمع صوت الصراخ فجري للأعلي ليعلم ماذا يحدث و دخل وجد وداد علي رجل ثناء و ثناء تبكي و تصرخ فقام علي الفور بنقلها للمشفي و هاتفت ثناء معز لكي يأتي هو الآخر .
بينما حضر معز و قال: فيه أيه يا خاله امي مالها .
نظرت له و قالت: الدكتور عندها يا ولدي و أن شاء الله خير.
بينما كان سمير يؤنب نفسه هل كل ذلك حدث بسبب زواجه من ثناء فمنذ ذلك اليوم و شعر بتغيير شديد من وداد و لكن هي من أصرت و صممت فلماذا تعاقبه علي فعل فعلته هي و لم يتخذه هو .
بينما خرج الطبيب في نفس اللحظة فجريوا عليه فقال لهم: بصراحة الحاله مش مستقرة و أزاي وصلت لكل ده محدش خد باله أنها بتتعب مش بتقدر تاخد نفسها أي حاجه في تصرفاتها غريبه .
هنا خرج معز عن شعوره : يا دكتور أمي مالها فيها ايه بلاش تلعب باعصابنا احنا مش مستحملين .
نظر لهم الدكتور و قال بتوتر: كانسر و حالته متأخرة .
هنا شعر كلاً من سمير و معز بصدمة و لم تتمالك ثناء أعصابها فانفجرت في البكاء بينما رحل الطبيب فنظر لمعز أثناء و قال: كنت عارفه صح أنا لما حسيت بيها امبارح أنت داريت عليها صح .
نظرت له ثناء و قالت بقهرة: و الله يا ولدي معرفتش الا يوم فرح مني و حلفتني متكلمش واصل مع حد يعني أمنتني أمانه و مقدرش اخونها و امبارح هي ضغطت علي ايدي علشان اقول كده بس كنت حكلمكم لما لقيتها حالتها بتسوء فقولت مش حستني لما تتعب اكتر. النهاردة بالفعل أنا قولت تريح لغايه لما حصل إلي حصل يا ولدي .
نظر لها معز وصمت فقال سمير : دلوقتي عرفت ليه كانت مصممه اني اتجوز كانت عارفه بتعبها بس ازاي تحسبها كده ده وقفت جنبي في وقت مكانش في جيبي مليم و عمرها ما قالت عايزة ازاي تشوفني وحش علشان تخبئ تعبها مني .
تذكرت ثناء شيء فقالت : بعد اذنكم رايحه مشوار عند اهلي و راجعه علي طول مش حتأخر هي كده كده لما تفوق حتحب تشوفكم أنتم اول ناس .
و بالفعل ذهبت لبيت ابيها الذي كانوا في ذلك الوقت يتناولون الغداء فوجدوا ثناء تدخل عليها فقالت فاطمه بمكر : اه طردتك عاد شكلك منضفتيش البيت كويس عاد عموما يلا علشان بعد الوكل المواعين حتكون كتيره يا بنت بطني .
نظرت لها ثناء بغيظ و قالت: اقول ليكي ايه سبق وقفت لمني الوقفه ده و أه ربنا رده لي بس أنا جايه اقول ليكي كلمتين قصاد ابويا و اخواتي أنت جيتي اهانتيني و اهانتي وداد و أنت مشوفتيش منها غير كل خير بس ازاي مش طيبه ندوس عليها نفتري عليها نحسسوها أنها ملهاش لازمة مراعتيش ممكن تكون في ظروف أو حاجه طارئه قدرت الوحش كانك جايه تمسكي فيها و تمشي أه فضلها وقت مش كتير و تسيب الدنيا بالي فيها يا أماه أه حتروح عند اهلها إلي ماتوا و هي صغيرة و ملهاش يد نعايرها وداد عندها كانسر و في مرحلة متأخرة و ده إلي خلها ترجعني لسمير و تصر عرفتي ليه كانت قاعدة علشان امبارح لما رجعنا من عند عادل ولد عمي كانت تعبانه و طول الليل تعبانه و رغم كده خلتي أريح لما شافتني تعبانه و الصبح مش معقول واحدة تعبانه أسيبها تقوم تخدم و تنظف فقولت اعمل ماجتش من كان يوم و هي كانت شيلاني الأيام إلي فاتت بس انت جيتي و عايزة تشوفيها برسمه و شوفتي إلي أنت عايزاه عاد و سميتي بدنها بكلامك و مشيتي من غير ما تطيبي خاطرها بأي كلمه .
نظرت فاطمه بحزن و قالت: و الله يا بنتي أنا كان المهم عندي راحتك و ساعدتك بس .
فأجابتها بتهكم: راحتي و راحتي ده علي كتاف غيري علي حساب راحة الناس .
هنا قال درويش: يعني عملتي إلي في دماغك و روحتي تنكدي عليها .
بينما كانت روان تشعر بشيء يراودها و كأن قلبها يخبرها بأن حبيبها في ضيق و خنقة .
بينما فاقت وداد و جلس كلاً من سمير و معز معاها و أخذ معز يقبل يدها و يبكي فقالت له : كل حاجه بإرادة ربنا احنا هنا بنقضي رساله و أنا رسالتي أن أشوفك عريس قد الدنيا و اوصلك لغايه بيتك يا حبيب و نظرت لسمير و قالت : اوعي تخلي تعبي يأثر عليك صدقني العمر متفات بكل ما فيه .
ايه الي حيحصل لوداد.
رد فعل درويش علي زوجته .
هل تعب وداد حيأثر علي معز و علاقته بروان .
كل ده حنعرفه الفصل القادم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي