حب مجرم

ريم رمرومه`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-14ضع على الرف
  • 100.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

(حب مجرم)

بعد شهر

في مكان صاخب يضج بالموسيقا الغريبه الغربيه . والاجساد العاريه .
يجلس يوسف على كرسي مرتفع مناسب لجو المكان مستند بذراعيه على الطاوله الرخاميه العاليه المحاطه بجميع أنواع المشروبات الروحيه
يتفحص المكان بتجهم وعيون غاضبه
نظراته حادة غامضة
عينيه مازالت تحافظ على الكحل البدوي لكن جسده التف حوله زيٌ عصري يخفي طبيعته البدويه الصحراويه واصوله القاسيه التي لاتغفر الخطأ
نظر بشراسه الى صاحبة الجسد المغوي و الشعر الطويل الفحمي الذي يتدحرج على ظهرها
الشراسه اخذت تمتد من عينيه لملامح وجهه وهي تقترب منه تقول له بنبرة كلها إغواء رغم عمليتها
(ماذا تريد ان تشرب اسيدي )
يطالعها بجرأه وتفحص ذكوري وهي تتململ من خلف الطاوله الرخاميه بتوتر من نظراته ليقول بنبرة ملئها البرود
لا اا أنا لا اشرب .
صمت قليلاً ثم قال بنبرة غامضه وصوت جامد
(انت وئام)



نظرت بطارف عينها إليه ترسم تفاصيله وتدرس نوع الطلب الذي سيوجهه لها ..فهي في مكان الجميع ينظر له بأنه مشبوه رغم اللافته العريضه المكتوبه في الخارج والتهديد الصريح المخطوط فيها ان المكان هنا مكان نظيف للراحة فحسب والتنويه عن النفس
لاتعلم كيف ثبتت وتجاهلت تلك الشرارت العاصفه التي تظهر على وجهه
ابتسمت بحبور واقتربت منه بعفويه بعد أن انحنت بجذعها العلوي امامه لتشير على موقع قطعه معدنيه مثبت عليها إسمها لتقول بصوت مرح رقيق مفعم بالأنوثه
(نعم وئام)
لم يستطع إلا أن يجفل بشكل آني وهو يرى صدرها يشع من ياقة قميصها المستعرض قريب جداً من نظره ...
قال بصوت كابد ليظهر حاني وهو يحدق بعينيها المرسومه بعنايه بكحل اسود صاخب
(هل تفعلين هذا مع كل الزبائن هنا الذين يسألون عن اسمك)
تنحنحت واستقامت تمسح جبهتها بحرج لم تستطع التحرك وتجاهله وهو يناظرها بطريقه غامضه لاتفهما ولا تريد أن تفهما لذا ابتسمت وقالت بمهنيه
(ماذا احضر لك )
شملها بنظراته العاصفه وهو يحاول لجم وحوشه البريه امام مفاتنها تحدث بعد ان اخرج سيجارة من علبته المستريحه في جيبه
(احتاج رفقه لتبيت معي في الفندق القريب)
شعت القسوة من بين عينيها لكنها استطاعت ان تسدل ستار الانوثة عليها لتقول برقه
(اسفه سيدي هذا المكان محترم ..ولا نقدم مثل هذه الخدمات)
انهت جملتها وحاولت الابتعاد قبل أن تتهور بلسانها كعادتها لكنها تصلبت بمكانها وهي تسمعه يقول ببرود
(انا اعرفك جيداً ياوئام)
طال وقوفها.....طال جداً وهي تحدق بالفراغ بعينيّ واهيه مشتته ولم تنتبه أنه قد ترك مكانه وغادر إلا بعد ان استيقظت على يد صديقتها وهي تقول لها بغضب
(البغيض يريد مني ان انام معه ليلة واحدة تباً لهذا العمل)
ازاحت وئام خصل شعرها عن عينيها وهي ترمق صديقتها بضبابيه قبل ان تستدير إلى مقعده فتجده فارغ
اعادت نظراتها المرتابه إلى صديقتها التي كانت تحملق بها باستغراب قبل ان تسالها
(مابك وئام تبدين مصدومه من شئ او
قاطعتها وئام قائله
(لاشئ زبون سئ طلب مني ذات الطلب
وابتعدت صوب الحمامات بخطى متوترة وهي تعيد ملامحه الشرسه بعينيها
اغلقت صنبور الماء بعد أن غسلت وجهها مرات عدة علها تستيقظ من كلماته المعدودة الحادة المقلقه
رفعت وجهها امام المرأة وقطرات الماء تقطر من حاجبيها ورموشها وخطوط الكحل تسيل على وجنتيها
همست لنفسها بوهن وهي تحملق بصورتها المنعكسه
(كاذب إنه لايعرفني ... حتما لايعرفني ... )
تنفست باضطرب وهي تستجمع شتات ننفسها وتثبت عزيمتها ثم بيدين ثابته مسحت وجهها وخطوط الكحل لتخرج من الحمام مرددة
(لا أحد يعرفك وئام .....ارتضي بالأمر انت مجرد فتاة وحيده لاأحد يعرفك .....لا احد)

.................
بعد منتصف الليل
خرجت وئام من مكان عملها متنهدة وهي تطقطق رقبتها وتمسد كتفيها
مازالت بملابس العمل وكم أصبحت تكره هذا العمل حد البغض
سترت قميصها المغري بسترة جلديه قصيرة تصل الى خاصرتها
ورفعت شعرها بمشك الى الاعلى وهي تنتظر حبيبها المزعوم... رجل اختارته بعنايه ليتناسب مع ظروفها السيئة ...رجل وليس كأي رجل ..مجرم من النوع الأول يرهب جميع من حوله بعدائيته التي تفوح منه
رغم هذا وجدت فيه الملاذ لأن لايقترب منها أحد الطامعين وخاصه بعد رحيل خالها
تعرف بيقن نفسها أن الرجل الذي اختارته قذر ولاتأمن بطشه أبداً لكنه حلها وسلاحها الوحيد في وجه الجميع الذين يريدون نهشها لأنها لقمة سائغه بلا حول ولاقوة ولاسند ...كلما اقترن اسمها بالضبع حبيبها المزعوم تحاشها الجميع وهو المطلوب حالياً
بعد دقائق طل الضبع كما تسميه على ظهر دراجته الناريه وهو يصفر لها لافتاً انتباهها مقاطعاً أفكارها التائهة
ابتسمت بعينيها قبل شفتيها وهرولت إليه مسرعه وهي تقول
(تاخرت ياجاد ماذا لو عاكسني احد وانا اقف وحيدة هنا)
عض على شفتيه بشهوة واستدار لها وهو يثبت الخوذة على راسها ليجيب
(لا احد يقترب من أنثى الضبع ولو بنظرة ..احفظيها ..الضبع جاد يقتلع راس كل من يقترب من انثاه)
ضحكت بعزوبه ولفت ساعديها حول جزعه لتهمس بصوت رقيق
(ومن سيحمي انثى الضبع ..من الضبع نفسه)
حينها فحسب انطلق جاد بسرعة البرق وهو يصرخ بصوت مجلجل صوت يشبه عواء الضبع
وحينما اختفى أثر الدراجه ظهر الخيال المستتر من بقعة حالكة سواد بعد ان رمى عقب سيجارته المحترقه وهو يقول بقسوة
( اقسم انني سأنتزع انثى الضبع منك وسترى ... )
تحشرج صوت يوسف وهو يكمل وعوده بخشونه وملامحه تقطر شراً وشراسه
(استرح يازياد بقبرك وجدتها ولن افلتها ... امانتك بعنقي انا وحدي)
قبض قبضه عنيفه واعتصرها يتمتم بخفوت
(وجدتها ولن تفلت مني إلا بإزهاق روحها أو روحي )
اغمض عينيه بعد ان وصل وحشي إليه بسيارته السوداء
فركب بهدوء وهو يقول
(وحشي اعدني الى الفندق)
لينطلق وحشي على انغام الهدوء التي عمت السيارة بعد ان استقر يوسف فيها
.................................
وصلت وئام إلى مكان بيتها فترجلت بخفه عن الدراجه ونزعت خوذتها بهدوء أمام نظرات جاد المشتعله وعندما مدت يدها إليه بها جذبها بقوة فكادت تترنح لتقع لكنه احكم قبضته على ساعدها نظرت إليه بعيون غاضبه تهتف بانزعاج
(ماذا تفعل)
ترجل هو الأخر وخلع خوذته ببطئ ومازالت يدها اسيرة قبضة يده اقترب منها اكثر حتى باتت أنفاسه تلفح جبهتها وبلحظة كان قد انقض على شفتيها يشرب خمرها يروي جوعه الفتاك لتلك الشفتين
لم تستوعب تلك العاصفه الهوجاء التي اغرقها بها وهو مغيب ...
كادت أن تذوب خجلاً من هجومه الكاسح بل اوشكت على الوقوع متعثرة لولا يداه اللتان تحكمان الطوق على خصرها
سكنت قليلا امام طوفانه حتى ابتعد عنها اخيراً وهو يلهث ..اخذ يلهث ويلهث من جنون المشاعر المشتعله إلا أن تلقى صفعه مدويه حطت على وجنته ليصحو من فورة تأجج المشاعر وعندما هدأت حزمة المشاعر المجنونه قليلاً صك على أسنانه وعاد وقبض مرة أخرى على ساعدها لكن بقوة أكبر جعلها تتأوه
صرخ بها قائلا بوعيدد
(اقسم بالله ياوئام ان فعلتها مجدد لأكسرها)
الغل والخوف والجنون والتمرد يمتزجون بقساوة نظراتها وانفاسها الهائجه تتماوج في صدرها قبل ان تخرج مزمجره
همست بصوت محموم من الغضب
(حذرتك سابقاً أن تكف عن تقبيلي ... لكنك تتغاضى دوما عن الأمر ... اخبرتك انني لست رخيصه ولن اسلمك نفسي الا بعد زواج متعارف عليه
وعلى أعين الجميع لكن ماتفعله هو حشري بمكان ضيق مظلم ... وهذا المكان بات يخنقني )
زمجر بوحشيه امام كلماتها فقال هادراً
(لاتلقي اللوم علي اخبرتك انني جاهز للزواج متى ماأردت)
اشتعلت نظراتها اكثر فقالت بصخب
(،انه زواج سري حتى ..كيف تريدني ان اتزوجك بالسر ياجاد .. هل هذه قيمتي عندك اتزوجك بالسر وعندما تنتهي من رغباتك بي ينتهي الزواج)
اغمض جاد عينيه وقد ملّ هذا النقاش العقيم بينهما فهي لاتنفك على تقيده بحدودها التي وضعتها عائق امامه من وجهة نظره
الحمقاء لاتدري أنه ببساطه يمكنه اخذها عنوة وتفريغ جوعه بها المكبوت منذ شهر
بل بكل بساطه يستطيع حملها الأن ليقتحم شقتها وفعل كل مايعتريه من مشاعر جياشه تحرقه لامتلاكها سيفعلها بكل برود وعلى سريرها وفي منزلها ..ولن يمنعه أحد ومن لها حتى يقف في وجه
لكنه إلى الأن مازال مستمتع ب شراستها البريه إنه غارق بتلك الشراسه يحاول جاهداً أن يروضها حتى لحظة إمتلاكها وعندما تحين اللحظة
عض على شفتيه وهو شارد بسواد أفكاره حتى وصله صوتها حانقا تقول
(جاد اترك يدي ستكسرها يوماً)
أفلت يدها باستمتاع وهو يمعن النظر بتلك العينان البريتان المتوحشتان فابتسم قليلا وكأنه لم يفعل شئ ليقول بشجن
(اصعدي الآن ياوئام الى منزلك واحكمي اغلاق الأبواب لأنني لا اضمن نفسي ...وغدا سنتكلم بكل شئ )
ضربته بقبضة يدها تهمس بإرهاق
(سأصعد الآن لكن ليكن في حسبانك ان الكلام غداً سيكون الفاصل ..اما الزواج وبرضا والديك واما جد لك فتاة اخرى ترضي غرائزك الذكوريه )
عاد للابتسام لكن بشكل مخيف وتعانقت عيناه مع عيناه البريه بجوع اقترب منها ببرود ليقول بصوت خشن مهدد
(اغربي عن وجهي وئام وإلا سأنالك حالاً )
ارتعدت اوصالها بخوف وهي ترى نظرة الضباع في عينيه فلم تشعر بقدميها إلا وهما تسيران طواعيه بمفردهما وكأنها مسلوبة الإرادة
حتى وصلت الى منزلها فأغلقت بابها بقوة وخوف وسرعان ماأقفلته
يدها تغلق أقفال الباب بارتعاش
القفل الأول العلوي تلاها الثاني الموجود في منتصف الباب واخره الموجود اخر الباب
وبعد ان انهت مهمتها اخذت تطلق الانفاس المهتزة التي احتجزتها بقربه وهي تتنهد بخوف
استندت على الباب تضم ذراعيها بيديها تهمس بصوت مجروح خائف
(رباه ارحمني ولاتلقي بي إلى التهلكه ... حصني واحميني ...
رباه لا أحد لي سواك لاتتركني وحيدة ... )
اغمضت عينيها بوهن ودخلت الى الصاله لتنحني أمام كرسي خالها الفارغ منذ اكثر من شهرين
تأن بغصة كورت نفسها بجانبه واخذت ترثو حالها بنحيب مرددة
(لماذا رحلت وتركتني انت الاخر وحيدة ... لماذا رحلت وتركتني لقمة سهله امام الجميع ... ماذا افعل الأن .. الجميع يريد نهشي لانني وحيدة بلا ظهر ولا عائله .. وحيدة لا احد
استرسلت بالنحيب ودموعها انهمرت تشارك صاحبتها رثاء نفسها
(زياد أين انت ...لقد بحثت عنك في كل مكان ..بحثت في كل مكان لكن لاوجود لك .. انت الامل الوحيد المتبقي لي في هذه الدنيا انت الامل الوحيد فلا تخذلني مثلهم )
وأغمضت عينيها بعد أن أراحت رأسها على الكرسي تتنعم برائحة الدفء الذي زال أثرها خالها الذي توفي قبل شهرين وتوفي معه امانها واستقرارها
حتى لوكان مجرد رجل مقعد كانت تعيله بنفسها وتقضي اغلب حاجاته لكنه كان ببساطه امانها في عالم ملئ بالذئاب ينتظر منها غفوة لينقض عليها ينهشها دون رحمه

((( الساعه الرابعه صباحا ))))

نهضت مذعورة بعد أن سمعت طرقات عنيفه صاخبه على الباب
انشلت حركتها وانفلتت أعصابها وهي تسمع الطرقات في علو ويتخللها صوت مثقل
التقطت أنفاسها بصعوبه وتقدمت باتجاه الباب
تسمرت بوهن وهي تسمع صوت جاد يطرق مسامعها بقذارة
يقول لها بااشتعال
(افتحي ياوئام ... أريد ان احميك أن اراك فحسب... هيا ياصغيرة )
سعل بخشونه وصوته يترنح بين الوعي واللاوعي يهتف بمزيد من القذارة
(افتحي اقفالك اللعينه ... قبل ان احطم الباب)
هربت انفاسها وترقرقت الدموع في عينيها وهي تجابه بانكسار قائله
(جاد اذهب ارجوك ستفضحني ... ارجوك اذهب ساطرد من هذه العمارة بسببك)
ضحك بجنون وزاد من عنف طرقاته وهو يصرخ بلاوعي
(من يفعلها فحسب سأقتله... وئام انا جائع ..اريد ان ارقص)
التقطت تشتته وعدم اتزان كلماته فقالت برهبه
وهي تضرب الباب بقبضتها
(انت سكران ... ياإللهي ياجاد هل عدت للشرب .. )
عض على شفتيه بشهوة وبدأ يلوي رقبته بحركات مختله ليردف
(افتحي الباب والا سأحطمه على رأسك)
رفعت وئام رأسها تناجي الله بصمت ترتعش ويقشعر بدنها بنفور تحاول لملمة غضبها وتشحذ صبرها وعندما نجحت قالت
(ارحل ياجاد ... ارحل ولاتعد )
ضرب بابها بقبضة يده فارتجفت اكثر وترنحت حتى هوت على ارض وهي تضرب صدرها بقبضة يدها تهمس بخوف
(وحيده انت ياوئام ... ضعيفه كورقه خريف خطف لونها وشحبت قوامها لتتناثر حيويتها فتضربها الرياح وتهبط عالارض بلا حول ولا قوه)
ضربات بات متتاليه على الباب جعلتها تبكي بصوت اعلى
بكاءها اخترق الجدران واصم مسامع قاطني العمارة دون أن تتحرك دماء النخوة في عروقهم لتساعد فتاة أكلها الدهر ورمى بقاياها للتتلقاها الذئاب فتمحي أي اثر لها وتطمس انسانيتها وبقايا روحها
وعندما خارت قوى جاد ترنح على الأرض وذهب في سبات عميق
فراشه أرضاً احتلها أمام بابها
توقف بكاءها عندما خفت الطرقات وهمدت ليتحول بعدها البكاء الى نحيب مكتوم
مضى الوقت متجمدة خلف الباب بجلوسها المنهار
حتى استعادة قليلا من قوتها فنهضت والتقطت هاتفها وضربت رقما في هاتفها حتى جاء الرد
قالت بصوت جاهدت حتى يكون طبيعي
(سامي اسفه على الاتصال في مثل هذا الوقت .. اعلم اني اثقل عليك ... )
اضطربت انفاسها وطغى الخجل على صوتها مضيفه
(جاد امام منزلي فاقد للوعي واخشى ان )
قاطعها سامي ومازال صوته مثقل من إثر النوم
(لاتقلقي ساتصل باحد من اصدقائه لياخذه
هذا السكير لن يتوقف عن الحماقات )
كادت أن تغلق الهاتف لكنها سمعت صوت سامر يضيف ببحه
(وئام )
اجابت بهمس مبحوح
(نعم)
فأضاف بنبرة تحمل قليلا من الكلام الجارح
( عليكي ان تجدي حلاً جذرياً للموضوع
هذا الشاب سيؤذيك ولا احد سيجرأ على محاسبته)
دموعها تحجرت في مقلتيها وهي تسمع كلماته الجادة والمحذرة تعرف يقيناً أن كلامه صحيح
ولن يجرأ احد على محاسبته لأنه ابن مدلل افسده المال والسلطه ابنٌ مدلل لرجل سياسه مخضرم ذو شأن
وهي ببساطه قدمت نفسها لقمه سائغه لامثاله طلبا للحمايه
حمايه تتلقاها منه تدفع ثمنها الاضعاف
قاطع شرودها صوت سامي يضيف بنبرة اكثر تهذيبا وأقل حدة
(ساتصرف لاتقلقي ...وفكري بطريقه فعاله هذه المرة لتنقذي نفسك منه .. وان احتجت مساعده ساكون موجود )
هزت رأسها وكأنها تراه لتقول مودعه
(أشكرك سامي ..كثر دينك برقبتي ...سيأتي الوقت المناسب لأرده لك )
(لاتقلقي ..انتي بمثابة اخت لي )
قالها سامي قبل ان يغلق الهاتف

اخت ... اخت ٍ لي ...اخت لي .. كلمه تترد صداها والهاتف مازال معلق على اذنها رغم انتهاء المكالمه
الكلمه تدور في خلدها فتفعل الأفاعيل بقلبها
فتتحرر دموعها بصمت
تهمس بحرقه
اأريد اخي... اريد اخي ....
اريد سند لي .......
......................
بعد اسبوع
...........
تنظر باتجاه ذلك الوجه الذي يلازمها منذ اسبوع وتلك الملامح السوداء الشرسه التي تحاصرها
عبست وهي ترسل ابتسامه مجامله صفراء له فيردها بابتسامه باردة لامعنى لها
اقتربت منه تود خنقه لاتعلم السبب لتقول بعمليه مبالغه
(ماذا تشرب اليوم سيدي ... )
لم يجبها بل رمق قميصها المعقود من المنتصف بنظرة مستهينه اشعرتها بالضآله
عضت على شفتيها والغيظ يتفاقم من هذا الرجل الذي يأتي يومياً ليجلس في الكرسي ذاته الذي حجزه له وكأنه ملك لشخصه ليس هذا فحسب بل يجلس بصلف كانه حجر لايتحرك ابدا فقط يرمقها بنظرات لاتفهما ولم تحبها نظرات تشعل جنونها وغيظها ... يسترخي بكل برود يشرب كوب او اثنين من الماء فقط ... وما يربكها ويحيرها أن مدير المكان مسرورجدا بجلوسه الغبي المستفز بل ويكاد يقبل يده كلما رأه
انحنت على الفاصل الرخامي الممتد بينهما تقول بنبرة ملئها الجمود
(ماء مجددا)
ابتسامه محيرة رأتها على شفتيه اضافت لملامحه غموض اكثر
فكررت سؤالها بفتور قائله
(ماء مثلج ...ام دافئ كالأمس)
رفع حاجبه فظهرت عينه السوداء المكحله بوضوح قائلا
(نعم بدايةً احضري لي كوب ماء دافئ ..وبعدها تعالي اشرحي لي انواع المشروبات الموجوده خلفك)
اهتزت معالمها ببلاهة تقول
(ومافائدة الشرح ان كنت لاتشرب)
اقترب من وجهها مجيب
(هذا شأني)
عبست بشده واقتربت من وجهه اكثر متحديه معالمه الشرسه قائله
( ماذا تريد مني ياهذا)
عاد للابتسام لكنه اربكها وشوشها عندما اقترب اكثر من وجهها وكأنه سيلامسه فابتعدت بتوتر
ليقول ببرود وهو يلاحق تفاصيلها الظاهرة بشكل ملفت وبل وفاضح
(هذا ؟؟
بلعت ريقها وقد استشعرت نظرات اصدقائها بالعمل فقالت تنهي الحديث
(سارسل طلبك وأحد الاخصائيين سيشرحون لك انواع المشروبات هنا وأجودها)
حاولت الفرار سريعا لتحافظ على مظهرها العام امام الزبائن لكنه قاطعها مردف بحزم
(وئام ...انت من سيشرح لي
نظرت له بحدة وهو يبتسم فعادت له تقول
(ماذا تريد ..انا لست من النوع الرخيص فلاتفكر أبدا أن تطلب اشياء قذرة )
اكملت بحدة بعد أن رفعت اصبعها في وجه
(ارحل حالا لامكان لل...)
بتر كلامها حينما نهض ببطئ متعمد واخرج من سترته ورقه صغيرة ووضعها على الحاجز الرخامي ليبتعد بعدها دون ان يسمع المزيد
نظرت ببلاهة الى ظهره وشتمت ...
ثم بكل انفعال تقدمت من الورقه وامسكتها تود تمزيقها لكنها صعقت بالجمله المكتوبه بخط عريض فحواها الآتي
(أنا امانك ما إن تميد الأرض بك)
تمعنت بالعبارة الغريبه وهي مذهوله وتحت العبارة الملغمه رقما مؤكد يعود له
كادت تمزقها لكن شئ ما دفعها لتعتصرها بقوة ثم باصابع مرتجفه دكتها بجيب سترتها وابتعدت لتتلقى طلب زبون اخر

ارتمى يوسف على السرير فور وصوله إلى الفندق متنهداً يزفر انفاسه الصاخبه
هذا الشهر الثالث وسيمضي كسابقه ولم يقدم على شئ مما انتواه ...ولم يعد بقادر على البقاء في العاصمه اكثر لأن جده يثقل عليه بأمور عشيرته عليه العودة صباحا لحل عدد من المشاكل في قريته وتولي امر السرقات التي بدأت بالانتشار في القريه ايضاً لكن ما إن ينهي مشاكله سيعود مجددا يكمل مانواه
زفر نفساً اخر وهو يدرس القادم
هاهي الخطوة الاولى قد تمت ووصل ليديها مايريده وعليه الآن ان ينتظر بهدوء حتى تأتيه بقدميها وعندما تقع السمكة المتخبطة بشباكه سيطبق عليها وإلى ذاك الوقت عليه التمهل بكل خطوه يخطيها
سيبثها الامان المفقود وبكثرة ...سيكون ارضها الثابته ما إن تقع ...بل سيصقلها كما يريد ويرتضي لإخوته ....
اما الآن وفي الوقت الراهن عليه دراستها اكثر والتركيز على نقط ضعفها حتى يستغلها
سيفعلها ويستغل كل نقاط ضعفها نقطه نقطه ...ارتجت انفاسه وهو يتذكر ملابسها
الخرقاء المستهترة..........
عديمة الحياء سيقتلها حتما ان لم تغير طريقه لباسها بشكل جذري
شردت افكاره وهو يتخيلها بالعباءة السوداء التقليديه لقبيلتهم ...ستكون فتنه مع وشاح اسود يحجب مفاتنها
ستتروض مفاتنها تحت العباءة
ابتسم للتخيل الذي استوطنه منذ مدة لكن الابتسامه لم تدم بعد دخول وحشي الى غرفته
تنحنح وحشي يقول
(ياشيخ ..جدك للمرة الخامسه اتصل بي غاضب يقرعني ويأمرني ان أتي بك صباحا...)
رمقه يوسف من تحت اجفانه التي ستطبق ليقول بهدوء بعدها
(سأذهب لاتقلق)
يضيف وحشي بنبرة ثقيله خشنه كصاحبه
(وطلب مني ان اخبرك ان تفتح هاتفك وإلا سيغضب )
هز يوسف برأسه ثم قال ببرود
(هل هناك شئ اخر ياوحشي)
تململ وحشي بوقوفه لكنه قال ببساطه
( نعم ياشيخ الرجل الذي يرابط اسفل منزلها اخبرني ان جاد في الامس كان مخمورا وأ)
قاطعه يوسف بعد أن اسبل اهدابه بصوت رجولي مبحوح قائلا
(لابأس اريد الخناق ان يزيد حلقاته عليها ..كلما زاد الخناق حولها تشبثت بأول فرصة نجاة لها)
أومئ وحشي وانصرف يوقن مسلماً ان الشيخ الصغير قد تبدل شئ به بعد ان التقى بتلك الفتاة
.........
في القريه
بعد عدة أيام

دخل يوسف الى غرفة اخوته بجلبابه البدوي الأبيض وعباءته السوداء التي تتأبط بجذعه فوق جلبابه
وقف برهة يراقب الفتيات الخمسه اللواتي تفرقن يخفين أمراً كان يدبرونه ..امرا شريرا كالعادة
ابتسم يوسف وهو يقترب من السرير الكبير يتسأل بنبرة لينه قائلا
(أرى ان التجمع اليوم في غرفة مهره )
زمت مهرة شفتيها بينما شيماء هرولت إليه تتشبث بعباءته تقول بنبرتها الطفوليه
(يوسف سنذهب )
قاطعهتا زينب بتحذير تقول بحدة
(شيماء)
فيبتسم يوسف بخبث وهو ينحني ليرفع شيماء الى صدره فيهمس في إذنها شئ يجعلها تحني رأسها بمشاكسه
تحدث يوسف بتحذير يخص إخوته الثلاث قائلا
( اسمعوني جيدا ... مهرة زينب وعائشه التحذير يشملكن انتن فقط ان لمحت طرف وشاحكم في تجمع الساقيه ستعاقبون بشدة)
زفرت الوسطى زينب بينهما تقول بعدائيه شرسه
( لكننا تواعدنا مع جنان وفرات ككل عام حتى نذهب مع نسوة القريه الى الشلال )
تدخلت مهرة التي اتمت سنوات عمرها الثلاثه و العشرون تقول بنبرة مستعطفه
(هيا ياشيخ ارجوك لاتمنعنا عن الذهاب .. سنلهو فقط لن نبتعد عن النسوة سنملئ جرار الماء فحسب ونتبادل الاحاديث والاهازيج ككل عام )
اندفعت اليه عائشه والتي اتمت الثامنه عشر تمسك عبائته برقه تهتف بتذمر
(يوسف ارجوك يا اخي سنرتدي العباءات الملونه ... )
زفر يوسف وهو يرمقهم بعاطفه جياشه تتدفق من ملامحه يطالع اخوته بعينيه الحاميه اقترب منهم وجلس على السرير و شيماء على حجره
رفع حاجبا مشاكس يقول
(وانت يازمرد لم اسمع صوتك حتى الأن)
طل رأس زمرد من خلف مهرة تبتسم بثقه تقول بكبرياء وشموخ
(أنا العاقله الوحيده بينهم ...كنت اخبرهم انني اكره هذه العادات التي مر الزمن عليها وانقرضت ... لقد تطورنا كفايه حتى نرتدي الالوان الفاقعه ونملئ الجرار فقط بغرض التلاعب بالماء)
تنهدت وهي تستقيم تضيف
(والنساء بكل فخر تعرض بناتها امام البقيه حتى يعرفن فيسارع كل من لديه ابن او اخ ليخطب )
فتحت فمها تريد أن تكمل لكن صفعة من يد زينب اوقفتها وهي تقول بحنق
(هل يمكنك ان تتكرمي علينا بصمتك ووفري رأيك لنفسك)
انفجر يوسف ضاحكا على المناوشات الجاريه بين اخوته كل واحدة توبخ الاخرى وتغمز للثانيه
لعب بحاجبيه يقول بمكر
(لا اريد ان اسمع أي نقاش ...لن تذهب اي منكن لذلك المهرجان)
ضربت زينب كتف اختها بطرف يدها تقول بيأس
(هيا يافتيات فض التجمع ..واحبطت الخطط كل واحدة الى عملها)
رفع يوسف حاجبه وهو يرى عائشه ستفترسه من مكانها ..تلك الصنديدة هو من رباها وكم هو فخور بها وبقوة شخصيتها ...
غمز يوسف لشيماء المسترخيه في حجره والتي
تتلاعب بحافة عباءته ليقول بعدها
(هيا كل واحدة الى غرغتها )
كان اول من انصرف هي زمردة تتمختر بمشبتها مغيظه إخوتها تبعتها عائشه التي ستنفجر حنقا
اما زينب تخصرت في وقفتها وعيناها تطلب منه ألايحرمهم من هذا التجمع المتعارف عليه سنوياً بقيت تستميله بنظراتها حتى عجزت عن استمالاته رغم أن محياه لم تفارقه الابتسامه الحنونه
نفخت في الهواء واستدارت الى مهرة تقول بعزة نفس
(لاتتعبي نفسك يبدو أن القرار قد صدر )
ثم التفتت إليه ترمقه بنظرات حانيه لتعود مجددا الى مهرة التي جلست مقابل اخيها على كرسي مقابل
تقول ببرود
(سأذهب لأمي )
وانصرفت تضرب الأرض بقدميها
عندما خرجت زينب لم يستطيع يوسف مقاومة منظر الغيظ الذي ارتسم على محية اخوته فانفجر في الضحك وأنزل شيماء عن حجره لتهرول الأخرى مبتعدة تجد لها لهوا يناسب سنوات عمرها
نظر يوسف الى مهرة المسترخيه في الكرسي وسألها
(لا أعرف مالمسلي في هذه المناسبه .. لما لاتكوني العاقله بينهم وتخبريهم أن بنات الشيخ عمران لايصح أن يتسعكن بتلك الصورة بعد أن نفضن عنهن رداء الطفوله)
احنت مهرة رأسها بحرج ولم تعقب وعندما طال صمتها
أضاف يوسف بقول لين
(مهرة هل فكرتي بعرض ضياء الدين ... انه مصر على الزواج في نهاية العام .. ولم يبقى الكثير حتى ينجلي هذا العام)
احمرت مهرة وبدى عليها التوتر ودت لوتخبر أخاها أن هناك من يشغل قلبها وعقلها ..لكن طبيعتها الخجوله المداريه تكبلها
كرر يوسف سؤاله لكن بطريقه مختلفه
(لماذا لايعجبك ابن عمك يامهرة ... )
رفعت رأسها ببطئ ونظرت بملئ عينيها تتمعن النظر بوجه اخيها الصبوح
قالت بتردد
(لاسبب محدد انت تعرف ان أبناء عمي مشعل بالتحديد كإخوتي ... وو )
صمتت قليلا وعقلها قد تاه في عينين بنيه حادة كالصقر وملامح مكفهرة على الدوام ابتسمت لاشعوريا وهي تعيد بحة صوته
صوته الرجولي الخشن
عادت من شرودها اللحظي على صوت اخيها يقول لها
(اذاً الرفض هو جوابك النهائي ... )
هزت رأسها بالإيجاب فنهض يوسف دون أن يعقب وهو يلململ عباءته بيديه وقبل أن ينصرف قال بحبور
( انت من سيتولى تطيب خاطرهن وبالأخص تلك الشهباء عائشه)
وانصرف بعدها الى لقاء الشيخ الكبير

بعد مضي بعض الوقت
جلس باسترخاء في المجلس العربي الذي مازال قائماً رغم عصرية الغرفه
لقد اصر جده منذ عامين التخلي عن الخيمه الكبيرة المستعرضه الموجودة في بداية القريه لأسبابه العديدة وقرر أن تنتقل جلساتهم الى مجلس كبير بمكان كبير في احدى مزارع القريه
وهذا ماحدث ومنذ ذلك الوقت وهم يجتمعون في هذا المجلس مستكملين باقي عاداتهم بوجود القهوة الثقيله وبعض المساند المزخرفه
تنهد يوسف بعد أن انهى فنجان قهوته ونظر إلى جده الذي مازال صامتا حتى الأن رغم أنه ألح عليه بالقدوم لتناقش بأمور خطيرة
كان أول من اخترق الصمت هو يوسف حين قال
ياشيخ ماذا يشغل بالك ويجعلك بتلك الحاله منذ الصباح
أسبل الشيخ شاكر أهدابه قبل أن يقول بصوت أجش،
(الممرضه الجديدة التي دخلت في حمايتنا حديثاً اختفت فجر اليوم .. ولم يراها أحد أو يسمع عنها شئ )
جحظت عينا يوسف بصدمه وقبض على سبحته يقول
(وأين الرجال المرابطين حول المشفى .. كيف حدث هذا رغم التشدد والحمايه الذي فرضناه في القريه)
دعك الشيخ عينيه طويلا وتجرع قهوته يكمل
( رجالنا قالو انها خرجت كعادتها حتى وصلت الى منزلها وأصدقائها .. لا أحد يعلم شئ عنها بعد ان وصلت منزلها)
حوقل يوسف وهو يتمتم منفعل
(سأتصرف بالأمر لاتقلق .. سأجتمع مع ضياء الدين والوليد بعد قليل )
تنفس الشيخ باضطراب ظاهر يردف
(اريد الأمر أن ينتهي عاجلاً الفتاة في حمايتنا وقبيلتها ان علمت ان الفتاة اصابها مكروه وهي ضمن بنود الحمايه لن يتوانو في خرق الهدنه بيننا ..)
رمق يوسف جده الشيخ بحدة يقول بنبرة صارمه
(لن يجرأ أحد على مس الهدنه )
تنفس يوسف ليضيف بنبرة اكثر حزم
(وان ثبت أن أحد من رجال قريتنا له يد في اذية الفتاة...)
صمت قليل ليكمل بعدها
(لن استبق الحدث .. من أي قبيله هي)
بلع الشيخ ريقه يجيب
(الهاشميه.. قبيلة الشمال)
قطب يوسف حاجبيه وهز رأسه بأسى صمته طال دون أن يعرب
فقبيلة الهاشميه احدى القبائل الشماليه التي التحقت بوكب الصلح منذ مدة قصيرة
قبيله ذو تاريخ أصيل معروف عنها بالقوة شيخها ذو طبيعه صحروايه غاضبه لكنه حكيم في كل قرارته واخر قراراته هو الصلح الذي قام بين قبيلته وقبيلة الأسدي...والتي هي قبيلة الشيخ شاكر
الخلاف بين القبيلتين استمر طويلااا بسبب النزاعات على حدود الارض بينهما وعدة مزارع تفصل بينهم ..حتى قرر الشيوخ المجاورة عقد جلسة لتهدئة النفوس ونشر السلم ..وبالفعل تمت الهدنه برضى الطرفين على ان تقسم المزارع المتنازع عليها بالعدل
وأن تكون بينهما أنساب تثبت الصلح والتهادن .. وكلا الشيخان صرح أنه سيستقبل أي احد اراد أن يلتجأ لقبيلته وحمايته شريطة أن لايكون جاسوساً أو له مطامع مخفيه ..
وغير هذا كل شخص له حق الحمايه وان تطلب الأمر سفك الدماء،... هذه هي العادات الأصيله المتأصله التي تجري بدم البدو ... الحمايه حتى الموت
زفر يوسف ونهض بعزم بعد أن قبل رأس جده الشيخ وابتعد وهو يحلل من الأن ويدرس الخطوة القادمه لقبيلته وخاصة بأمور تلك السرقات التي كثرت وتلك الفتاة التي ستثير المشاكل والفتن حتماً
(بعد اسبوع)

تأوهت وئام بألم وهي تمسد ذراعها الملفوف برباط طبي
اطبقت فكيها بقوة توعد نفسها ان تتخلص من ذاك القذر جاد سريعا
التفتت الى سامي الذي سألها قائلا بتردد
(ماذا فعل ليدك ذلك القذر)
ضيقت عينيها تحاول اختلاق اي كذبه تخرج بها جاد من الصورة لكن الافكار لم تسعفها
امام صمتها الذي طال قال سامي بحنو
(اذهبي واستريحي في منزلك اليوم وانا ساتكلم مع المدير بشأنك ...)
سارعت للرفض قائله
(لاا ا لا اريد افضل البقاء معكم هنا .. )
صمتت قليلا لتضيف بعدها بتردد
(كما انني قررت ان اعمل بدوامين لا اريد ان ابقى وحدي لوقت طويل ... وبهذا لن يحظى جاد بوقت لملاقتي)
رفع سامي حاجب ليقول بسخريه
(هذا الحل برأيك)
عضت شفتيها لاتعرف ماتقول ... لاحل الأن امامها سوى الغرق في العمل
عادت الى نظرات سامي المشفقه لتقول بثبات خادع
(مبدئيا هذا الحل المتاح امامي )
ابتعد سامي عنها ليلتفت الى الزبائن بعد ان طلب منها ان تاخذ مكانه في ترتيب الكوؤس ليتولى بدلا عنها جلب الطلبات الى المتوافدين
اخذت وئام ترتب الكؤوس شاردة بذلك المقعد الفارغ من صاحبه منذ اسبوع تتفكر بسب تغيبه بعد أن اعطاها تلك الورقه الغريبه
ترى ماذا يريد منها ..ومن هو ... وكيف يعرفها
نفخت في الهواء تهمس بخفوت تقرع نفسها
(اخرجيه من تفكيرك ... ليس الا رجل كاذب مخادع بل وطامع)
وسرعان مانفضت الافكار عن راسها لتندمج بالعمل

قراءة ممتعه حبايبي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي