الفصل الثالث

وتغيرت اقداري
للكاتبة هدى محمود

تصمم الام على اصطحاب فارس لزوجته معه الي القاهرة ومواجهة المجتمع بها كزوجة وان لديها حقوق لايد ان تاخذها منه .
_ تذكر يا ولدي انها ابنة عمك وكرامتها من كرامتك
وفي اليوم الثالث ( يوم الصلحة) اجتمع العائلتان على مائدة الطعام الجميع سعيد بهذا الزواج ويدعوا للعروسين ان يرزقهم الله بالبنين والبنات .
فارس يشعر بالتعاسة ويقسم انه عندما يذهبوا الى القاهرة.سيجعلها تكره اليوم الذي ولدت فيه.
بعد انتهاء العزومة يغادر اهل العروس البيت الكبير
ويجلس فارس يثحدث مع والدته
— غدا ساتوجه الى القاهرة للاستقرار هناك ومتابعة عملي.
تقاطعه والدته قائلة
— ومعك زوجتك .
ابتسم فارس واكمل حديثه
— ومعي زوجتي ..امي كنت ارغب في ان اسالك سؤالاً.
— تفضل يا ولدي اسأل ما تشاء؟
فارس يفكر في امر ما ويريد ان يعرف نتيجته
— امي من عادات القبيلة زواج الشاب بابنة عمه اليس ذلك من الظلم اذا كانت لا تنجب ؟
وكأن الام تقرأ ما يدور بعقل ولدها
— يحق له يا ولدي الزواج من اخرى من العائلة   بشرط الا يطلق زوجته ابنة عمه ولكن يا ولدي ان كان ذلك المانع طبيعي وليس عن قصد يا فارس ياولدي .
تعجب فارس من اسلوب والدته وكانها تفهم ما ينوي ان يفعل.
_ بالطبع يا امي فمن يتعمد ان يحرم من الابناء
نظرت الام الى ولدها قائلة :
— الذي لا يقرب زوجته منذ زواجهم حتى الان
شعر فارس بالغضب فقد ظن ان زوجته تقص لامه كل شىء .
— كيف تجرأت ان تخرج اسرارنا ..هذه المرأة لا تستحق ان تكون زوجة
ضحكت الام ثم قالت
— فارس دعك من هذا الهراء زوجتك لم تقص لي شئ ولكن انا امك التي انجبتك واعرف كيف تفكر وفالذي تنوي فعله ...الزوجة السعيدة التي بينها وبين زوجها مودة ورحمة تكون متفتحة كالوردة...مشرقة كالشمس وانت زوجتك منذ اليوم الأول ووجهها باهت والحزن يخيم عليها حتى وان تظاهرت بالسعادة تشعر بالكأبه حتى وان تعالت ضحكتها.
فارس يغادر غرفة امه وقد تصبب  عرقا من الحرج.

ترسل الحاجة امال هنادي لاحضار زوجة ابنها قدرية
تستأذن قدرية بالدخول فتأذن لها الحاجة آمال.

قدرية تبتسم قائلة
—حضرتك ارسلتي في طلبي ..هل تريديني في شىء يا زوجة عمي.
رحبت الحاجة امال بها واشارت اليها بالجلوس بجانبها.
— تعالى هنا بالقرب مني ، فانا ارغب فالتحدث معكي في بعض الاشياء
نظرت قدرية بانتباه شديد الى الحاجة امال
— ما الامر ..تفضلي انا اسمعك.
تواصل الحاجة آمال حديثها قائلة
— ستسافرين فالصباح الباكر مع زوجك الى القاهرة
وهناك سترين اشياء كثيرة مختلفة عن هنا ستتعرفين على ناس مختلفة في طبيعتها عن الناس هنا والحياة في القاهرة يا ابنتي مختلفة  عن هنا في كل شىء ..كل ما اريده منكي ان تحاولى التكيف مع البيئه التي ستكوني فيها ...انت يا ابنتي ثادرة على ذلك فانا تثق في قدراتك .
شعرت قدرية ببعض التوتر والقلق من الفترة القادمة
— زوجة عمي سأحاول ان افعل ذلك ما استطعت وسابذل قصارى جهدي لاسعاد فارس حتى مع نفره مني ولكنني ساحاول .
تربت الحاجة آمال على كتف زوجة ابنها
— اولا لا اريدك ان تناديني بزوجة عمي ولكن قولي لي يا امي.
ثانيا نفور زوجك كما تقولين وبعده عنك بيدك انتي ان تغيري كل ذلك لصالحك .
ثالثا ابنتي الغالية اراهن على قدرتك في اسعاد ابني
ولكن اريد منك في حالة تعرضك لاي سخافات او موافق تشعري فيها بالحرج ان تتعاملي معها بقوة وتستغليها لصالحك انتي في حرب ولا بد ان تفوزي فيها الى انت تريي الي الامان وتستقر حياتك .
فارس قضى وقت طويل بالخارج ...ستجدي في طباعه بعض الحدة حاولي ان تجذبيه ناحيتك بدون ان تشعريه انك مغرمة بها شدي ثم ارخي .
نظرت قدرية الى الحاجة آمال ثم قامت باحتضانها قائلة:

— حفظكي الله يا امي فلا أعلم ماذا كنت سافعل بدونك .
ابتسمت الحاجة آمال وربتت على رأسها قائلة
— حفظك الله يابنيتي  ورزقكي السعادة والهناء وراحة البال.
وفي الصباح التقى الشيخ فؤاد البارودي بابنه واوصاه على زوجته وابنة عمه ، واوصى قدرية ان تجعل زوجها في عينيها  وقام باعطائها مبلغ كبير من المال بينه وبينها قائلا هذه النقود لكي ربما ستحتاجين اليها في يوم من الايام ولا تخبري بها احد ثم ياتي دور الحاجة آمال فتحتضنها وتوصيها  بان تضع ما قالته لها ليلة امس كالحلقة في اذنها .
وتقوم باعطائها مبلغا كبيرا من المال وتخبرها هذا المال لكي فربما ستحتاجينه. لا تخبري فارس به  .
تعجبت قدرية مما رأته من عمها وزوجة عمها.
وقبل ان تغادر قدرية البيت الكبير جاءت اليها والدتها ووالدها لتوديعها وقامت الام بإعطائها بعض الاشياء لتأخذها معها واحتضنتها. وبكت لانها المرة الأولى التي تبعد فيها قدرية عنها ولم تتحمل لحظة فراق ابنتها فغادرت البيت الكبير على الفور حتي لا ترى ابنتها وهى تبعد عنها . وقام الاب بتوديعها واعطاها بعض الاموال قائلا
—  خذي هذه الاموال واحتفظي بها لحين الحاجة اليها.
نظرت اليه قدرية وقبلت يده ثم قالت:
— ابي إن معي كثيرا من النقود فقد اعطاني عمي وزوجته .
فقاطعها والدها قائلا:
— ليس لى دخل بما اعطاكي اياه عمك والحاجة آمال..هذه من والدتك ،احتفظي بها فربما تحتاجين لشىء .

وعند المغادرة همت قدرية بحمل الاشياء التي اعطتها اياها والدتها  فنظر اليها فارس وصاح :
— ما هذه الأشياء ؟
— هذا خبز وجبن وزبد وبعض الاشياء الاخرى ،فقد احضرتها امي لي.
نظر اليها فارس متهكما
— وهل اخبرك احد انك هنا ستموتين جوعا .ام اننا فى القاهرة نعيش بدون طعام ارمي هذه الاشياء المقززة هل تريدين فضحي  الايكفي انك..
فتقاطعه الحاجة آمال التي سمعت حديثهما
— فارس اصمت ولا تتفوه بكلمة اخرى والا نالك مني مالا تتوقعه .
نظر فارس الى الارض وصمت ..فقامت الحاجة آمال بمسح دموع قدرية المنهمرة على خديها وهمست لها
— الم اقل لكي ان تتحملي  حمقاته ..وتكوني قوية لا تؤثر فيكي هذه الاشياء   ثم تعلو في صوتها
ابنتي قدرية ستجدين كل شىء هناك بشقتك بالقاهرة ..فلا داعي لهذه الاشياء ففارس لا يحب ان يحمل شىء. .......وهمست لها
— ساتي اليكي قريبا لاطمئن عليكي وساحضرها معي .
احتضنت قدرية زوجة عمها قائلة
— ساشتاق اليكي يا أمي.
ابتسمت الحاجة آمال قائلة:
— وانا ايضا يا ابنتي الحبيبة.
غادر فارس المنزل الكبير متجها الى القاهرة طوال الطريق لم يتكلم فارس كلمة واحدة ،طوال الطريق
لم تكف قدرية عن التفكير في الايام القادمة مع هذا الشخص ...تنظر قدرية الى فارس وهو يقود سيارته
— ترى كيف ستكون حياتي معك...اسوء شىء ان تعيش مع انسان كاره وجوك معه اسال الله ان يرزقك محبتي ويرزقني محبتك حتى نستطيع الاستمرار معا .

فارس يقود سيارته ويفكر
— كيف ساعيش مع هذه المرأة وكيف ساقدمها      لاصدقائي ...اسوء شىء انك تعيش مع انسان مفروض عليك .
يصل فارس الى العقار الذي يسكن فيه بحي الزمالك
ينزل فارس من سيارته ويصعد الدرج ليركب المصعد حتى يصعد الي شقته ، تقف قدرية بجانب السيارة ينظر فارس الى جانبه فلا يجد قدرية ينزل الدرج مرة اخرى ليجدها تقف بجانب السيارة.
— الا تريني صاعد الى الشقة لماذا لم تأتي خلفي .
نظرت قدرية اليه متعجبة
— وهل تراني حيوان اتبع خطواتك انا زوجتك فمن الذوق ان تخبرني اننا قد وصلنا او باسلوب ارقي "حمدلله على السلامة " وتنتظرني الي ان انزل من السيارة لنصعد معا.
نظر فارس بتعجب
— منذ متى هذه النبرة ؟
قدرية تتكلم بثقة فما أخبرتها به الحاجة امال لازال له صدى في اذنها.
— منذ الآن وطوال فترة وجودنا معا ..لن اسمح لك بالاقلال من شاني انا ابنة مراد البارودي الاخ الوسط للشيخ فؤاد البارودي كبير البارودية ليس معنى ان هناك فارق بيننا فالتعليم ان تهينني او تقلل من شأني.
تعجب فارس من اسلوب قدرية فلم تكن مثلما توقع فتاة فلاحة منكسرة .
— حسنا هيا بنا الى بيتنا .
يصعد فارس ومعه قدرية الى شقتهم بالمصعد
— قدرية تشعر ان روحها تنسحب من جسدها وشعرت بدوار شديد كادت منه ان تقع لولا فارس الذي امسك بها وفهم ما يحدث لها فعذه هي المرة الأولى التي تركب فيها المصعد ...فارس يمسك بقدرية وهو ينفجر بالضحك.
— ما الامر اين هذه المرأة القويه التي كانت تتوعدني بالاسفل .
لا تقوى قدرية على التحدث....وها قد وصلوا الي شقتهم فيقف المصعد فتأخذ قدرية نفسا عميقا
— اشهد ان لا اله الا الله واشهد أن محمد رسول الله
يضحك فارس لما يراه .
يقوم فاس بفتح شفته ويدخل وخلفه قدرية ..
تنظر قدري. الى الشقة وتتعجب من جمالها واناقة الاثاث بها ولكنها لم تبدى انبهارها بها ..نظر فارس اليها قائلا.
— ما رأيك بشقتي ؟
— تقصد شقتنا ...انها جيدة
اندهش فارس من برودة الرد فقد كان ينتظر انبهارها بالشقة.
قدرية نظرت اليه وهي تحدث نفسها
— اعلم انك كنت تتوقع ان اظهر لك انبهاري ولكنني لن اجعل توقعاتك تنجح معي ولن اكن لك كالكتاب المفتوح.

تسال قدرية فارس عن حجرتها فيشير لها على مكان الحجرة قائلا
— هذه غرفتك وتلك لي .
ابتسمت قدرية واجابته
— حسنا ذلك افضل
شعر فارس بالغضب
— كيف تجرأ على هذا القول .
دخلت قدرية الى غرفتها وقامت بتغير ملابسها لترتدي ما تريد فارتدت قميص نوم ابيض جميل ثم قامت بالافتراش على السرير
— ما أجمل النوم على السرير بمفردي
كان فارس ينظر من ثقب الباب عليها وسمع ما قالته
فتملك الغيظ منه اكثر فقام بالطرق على باب الغرفة
فتنهض قدرية وترتدي الروب فوق القميص وتفتح له
— ما الامر يا فارس ؟
— انني جائع الن تحضري الطعام ؟
فكرت قدرية برهة ثم قالت:
— بلي دلني على المطبخ واماكن الاشياء
قام فارس باخبار قدرية على اماكن كل شىء ووجهها الى المطبخ وتركها ودخل غرفته .
قدرية تحضر الغداء ثم تضعه على المائدة ،وتقوم بالطرق على باب الغرفة الخاص بفارس فيقوم بفتح الباب لتخبره ان الغداء جاهز  ولكنه يفاجئها برد فعله
— لم يعد لى رغبة .
تتعجب قدريه  ثم تقول
— حسنا ساقوم بتناول الغداء بمفردي...فتجلس على المائدة تتناول الغداء بمفردها ثم ترتب المطبخ وتقوم باعداد كوبا من الشاي وتذهب به الي غرفتها .
فارس يشعر بالجوع الشديد فيتسلل الى المطبخ ويقوم بتناول كل ما يجده ويتعجب من ان الطعام كان جاهزا بالاطباق ...تقف قدرية تراقب ما يفعله وتضع يدها على فمها حتى لا يشعر بها. ثم تعود الى غرفتها سريعا .
تجلس قدرية تفكر وتقول
— اشعر ان حياتي معك تشبه حياة القط والفأر.
تشرب قدرية الشاي وهي تقف بالفراندة فيطرق فارس باب غرفتها فلا تسمعه فيفتح الباب ويبحث عنها بالغرفة فيجدها واقفة بالفراندة .
— الم تسمعين وانا اطرق الباب ؟
فزعت قدرية منه فتركت الكوب من يدها ليقع على الارض فينكسر .
— لا لم اسمع فكما ترى اقف بالفراندة
يضحك فارس
— اسمها بلكونة
تتعجب قدرية من هذا الاسم
— بلكونة ايه دي ؟
— دي اسمها بلكونة او شرفة
تقوم قدرية بلم الزجاج المنكسر على الارض بيدها فتنجرح يدها فيسرع فارس ويحضر لها القطن والشاش والمطهر.
— هناك بالمطبخ شىء اسمه مكنسة تقوم بشفط الاشياء التي تقع على الارض...حتى لا تجرحي يدك مرة اخرى .
يضمد فارس جرحها وينظر اليها فما اجملها باللون الابيض فيقترب منها ويقبلها ثم يحتضنها ثم ....
ثم ياتي الصباح فيستيقظ العروسين ليجد كل منهم انه قد نام في حضن الاخر.
استيقظت قدرية وهي فى منتهى السعادة فظلت تنظر الى فارس النائم بجوارها وتقول
— منذ ان تزوجتك لم اشعر انني زوجتك ولم تلمسني الا اليوم اليوم شعرت انني زوجتك بحق.

اما فارس فقد استيفظ ثم ذهب الى المرحاض ليستحم ولم يتكلم معها كلمة واحدة..
— ماذا فعلت لماذا ضعفت امامها ليس هذه المرأة التي كنت اتمنى الزواج بها ...كيف تطورت الامور ليحدث ذلك ...لا لن اجعل ما حدث يتكرر مرة اخرى.
تطرق قدرية الباب فيفتحه قائلا
— ماذا تريدي ..؟
ابتسمت قدرية في وجهه وهي تقول:
—الن تتناول فطورك معي ؟
—  لا لن افطر معك واعتذر عما حدث مني ليلة امس .
نظرت اليه وهي متعجبة
— انت لم تخطأ في شىء لتعتذر فانا زوجتك .
فارس يرد عليها بمنتها العجرفة
— انتي زوجتي على الورق فقط
تشعر قدرية بنار من الغضب  تشتعل بجسدها
— لا لم اعد زوجتك على الورق فقط ،فقد اصبحت زوجتك بالفعل وبفعلك انت وبارادتك  ورغبتك
...ثم تذهب وتدخل الي غرفتها وتبكي بكاء شديدا
سمع فارس صوت بكائها ولكنه لم يهتم فطرق على باب غرفتها قائلا:
— انا ساذهب الى الشغل ولن اعود الا ليلا .

وخرج متوجها الى عمله .
تجلس قدرية وتقوم بمسح دموعها ..وتدخل الى المرحاض لاخذ حمام .

تقوم الحاجة آمال بالاتصال عليها للاطمئنان عليها
— السلام عليكم و رحمه الله وبركاته
— وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته يا امي كيف حالك ؟
تبتسم الحاجة آمال وتقول:
— الحمد لله يا بنتي انا التي اريد الاطمئنان عليكي ماذا حدث .
تقص عليها قدرية ما حدث بدون ان تذكر لها اي تفاصيل.
شعرت الام بالسعادة قائلة
— احسنتي يا ابنتي واصبري فان الفرج قريب .
تنتهي المكالمة الهاتفية بينهم وبعد المكالمة
قدرية شعرت بالاطمئنان بعد حديث زوجة عمها معها
وزوجة العم شعرت بالسعادة لما حدث بينهم و
فهذا جعلها تتاكد انها على حق وام ابنها بدأ يلين قلبه لزوجته.

فارس جالس يفكر فيما حدث بينه وبين قدرية .... فمرة يقوم بالابتسام واخرى يلوم نفسه... يدخل صديقه معاذ ليسلم عليه
__صديقي الحبيب حمدالله على السلامة.... نورت عيادتك

َيقف فارس مرحبا بصديقه معاذ
—حبيبي لقد اشتقت اليك كثيرا كيف حالك؟
معاذ يخبره  انه قام بفتح عيادة اسنان قريبة من عيادته
فارس سأله عن اصدقائه الاخرين
—الا تتواصل مع اصدقاء الثانوية.
يخبره معاذ ما يعرفه عن بعضهم
— اعرف اخبار البعض منهم فمنهم من دخل صيدلة مثل احمد رؤؤف ومنهم من دخل تجارة كامير ابو زيد ومنهم من دخل طب بشري كصديقنا عمر الهواري الذي تزوج بزميلته الطبيبة رانيا علواني هؤلاء هم من اتواصل معهم الأن اما انت اكيد تزوجت من انجليزيه.
نظر اليه فارس وارتبك.
الي هنا وتنتهي احداث الفصل الثالث
إلى اللقاء بالفصل الرابع من رواية
وتغيرت اقداري
للكاتبة هدى محمود
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي