الفصل السابع والاربعون

لقد أهملت ورد فى صحتها كثيراً وتهاونت بمرضها مما أعاد لها نزلة البرد مجدداً ولكن بصوره أقوى من السابق لذا قرر أسد أنه وحده من سيرعاها فقط لإدراكه أنه بهذا سيبعد عن عقلها شبح الافكار السوداء وألا تضطرب بشأن الإنجاب وتظن أنه يهملها لأنها لم تحمل حتى الآن وقد بدت عليها الصدمه والفرحه حين علمت أنه قرر عدم السفر الذى كان فقط يهددها به لتتعقل وترك أمور الشركه لصخر رغم أنه يتابع كل شئ من غرفة مكتبه بالطابق السفلى فى المنزل لكنه يتابع كل شئ معها طعامه هو من يحضره إليها ولا يتركها حتى تتناوله كاملاً وحتى دوائها يتابع مواعيده كان يدللها بزياده نعم فقط لتكف عن التفكير بشأن الإنجاب فقد إستشار طبيباً مختصاً فقد بدأ يقلق فهما لا يستخدمان أى موانع وهما سويا منذ أشهر عده ورغم أنه ليس متعجلاً لكن الأمر ينخر رأس ورد مما يجعلها تبعث النكد فى حياتهما معا مما يدفع به إلى السخط والعصبيه الدائمه فحتى محاولته للمزاح معها ومغازلتها دوما ما تنتهى بحزن لظنها أنه يشفق عليها لتأخر الحمل وقد قام بعمل فحوصات له أولاً ليتيقن أنه ليس صاحب المشكله ثم إستطاع جعلها تقم بالفحوصات دون أن تعلم فقد جعلها تقوم بفحص كامل للإطمئنان عليها متذرعا بمرضها رغم أنه لم يكن بهذه الحده وظل فى قلق حقيقى منتظراً النتائج لقد أقلقه إنتظار نتائجها أكثر مما كان ينتظر نتائجه ووصل به الأمر أنه قرر أن يدعى عجزه هو لو إكتشف أن لديها علة ما تمنعها من الإنجاب ولا علاج لها فقط لكى لا يجعلها بلحظة يأس ترفض حياتها معه لكن ولحسن الحظ إكتشف أنها بخير تماما فأخبره الطبيب أن السبب قد يرجع لإضطرابها الدائم وكثرة تفكيرها بهذا الشأن لذا أخبر والدته بألا تأتى على ذكر الأمر ولو حتى بدون قصد أما والدة ورد فقد هددها إذا ما لمحت فقط للموضوع فسيقطع عنها راتبها الشهرى لذا صمتت مرغمه وهو أصبح يهتم بها أكثر ولا يحاول حتى تكديرها وأصبح يمطرها بالهدايا وكلمات الغزل حتى بعد أن شفيت ظل يرعاها بلطف وهى لا تصدق كم السعاده التى تحيا بها ولا كم الحنان التى يحيطها به حنان لم تشعر به طوال حياتها سوى معه حين كانا بصغرهما

- كل دا علشانى أنا
- الدنيا كلها عشانك هو انا عندى كام ورد
- حاسب لأخد على كده
- خودى ولا يهمك
- صحيح عملت إيه ف الحفله اللى كنت بتقول عليها
- بعت صخر معقول اروح واسيبك تعبانه وعالعموم فى حفله تانيه بعد يومين وهتيجى معايا
- بس انا مش واخده عالجو ده
- هتاخدى وهبعتك مع هناء هيا ذوقها حلو تتسوقوا عاوزك اميرة الحفله دى
- غريبه وليه مش حسناء
- خبرك ابيض عاوزه تروحى مع حسناء عشان ترجعى تولعى فيا لأ خليكى مع هناء فرفوشه وهترجعيلى منوره بالضحكه الحلوه

وقد كان محقاً فوجود هناء معها رفع روحها المعنويه للغايه وقد أرسل الخبر إلى صقر وكم تمنى رؤيته لكن جعفر وصف له الذهول والفرحه التى كانا فيها مما أثار ضحكاته وتقرر أن يأتيا لزيارة أمجد وطلبها رسمى لكن الأمر مستحيل وصابحه على وشك الولاده وقد تم إخطار أمجد بهذا ولم يعترض

كان أسد بعيدا عن قريته نعم لكنه كان يتابع اخبارها يوما بيوم وكلما اشتدت الازمات ارسلوا اليه كما فعل جعفر اليوم حين هاتفه
- الواد عوضين واد الحچ رشوان رايد يطلج مرته
قضب جبينه متعجباً فمشاكل كهذه لا تستحق إتصال جعفر لكن عيناه إتسعت حين تذكر أن الشخص المذكور تزوج من أقل من شهرين وطلاقهما الآن سيتسبب فى إحراج لمركز والد الفتاه كما أن هذا يعنى تحطيم الفتاه نفسها فلم تهنأ بزواجها ولا ظلت بمنزل أباها تنتظر نصيبها
- حديت إيه الماسخ ديه هو لحج
- أصله كان عينه على ورثها من أبوها والطمع خلاه يستچعل ويسأل عن ديه وديه ووجع بلسانه ويا واحد صاحبه وصاحبه طلع واطى كيفه وشاع الخبر جام أبوها كاتب كل حاچه لولاده الرچاله وحارمها من ورثه بجى عوضين عيتچن وجال رايد يطلجها جال إيه لساتها محبلتش تلاكيك لچل ما أبوها يكتبلها كيه خواتها وابوها حالف ميت يامين لو طلج البت ليجتله وكل واحد فيهم ميبس راسه
- الواد ديه من يومه وحاله عوچ حتى أما سافر يشتغل مفلحش كان رايد كل حاچه تاچيه وهو جاعد وفشل ورچع بخيبة الأمل
- من يومه مايل حاله كان واد على ست بنته وأمه وأبوه دللوه بزياده وضيع الجرشنات لحد ما خربها والبت اللى إتچوزها أبوها وافج لچل ما كبرت وجربت تبور ف رجته إنت خابر كان معچبهوش حد وبيطلب كاتير لما الوجت سرجه والبت كبرت ولاحدش بجى يرضى بيها كلياتهم رايدين الصبيه الزغيره ولو مچوزهاش عتبجى خدامه لنسوان خواتها الجصد الحكايه كبرت والعمده جولناله يدخل جال ملياش صالح
- ملهوش صالح كيف
- المشكله دلوك إنهم ناويين لبعضيهم عالأذيع ولو متحلتش الحكايه دى هتجلب بتار
- إكده طب أنى عشوف دنيتى إيه وعچيك طوالى
- بس الحكايه مبجتش تتحمل
- عچيك الصبح زين إكده
- عجول أصل
- فى إيه يا چعفر
- الخلج راحوا لنعمان بيه وإنت خابره مبيحبش يدخل ف المشاكل دى بس فارس بيه
قاطعه بضيق : برضو مش جولتلك بلاها بيه دى بجيتى نسايب ديه عيبجى چوز بتك يا راچل
- صوح فارس خطيب هديه إدخل
إبتسم لنبرة الفخر فى صوته وسأله : ها وحلها
- له هو جال نعمل جاعدة رچاله وعيحضرها واخوه جاله ملناش صالح بس هو حكم راسه جولت لازمن ولابد اجولك انت كبير البلد برضيك
- احضر معاه وخليك چنبه فارس حمجى ويمكن متعچبوش كلمه إكده ولا إكده يجلبها على دماغتهم كلياتهم فطمه يبجى هادى ويسمع يشترى ولا يبيعش
- يعنى انت موافج
- اومال ايه مش بلده وحجه يدخل واما هاچى عنشوف صرفه لعمدة الهم ديه

أنهى المكالمه وبدأ يراجع أوراق هامه بعمله لكن بعد دقائق حمحمت هناء بحرج فرفع رأسه عن الأوراق التى يراجعها
- تعالى يا هناء
تقدمت نحوه ببطأ وإرتباك : إحم هو أنا ينفع أسألك عن حاجه
أشار لها بعيناه إلى الكرسى : اتفضلى
جلست تفرك يديها ببعضها بإرتباك وهى تتلعثم وبدت كمن فقد الكلمات من عقله حتى تنهد أسد بضجر : جرى ايه يا هناء دا أنا بقول عليكى شجاعه ومبتخافيش
إستنكرت قوله : أنا مش خايفه
- اومال مالك
زوت جانب فمها بحرج : امم محرجه شويه
قضب جبينه متعجباً : ليه
- هو إحم صقر طلبنى من أمجد ازاى هو جه القاهره
تنهد بإرتياح فقد بدأ يقلق من طريقتها تلك لكنه فقط مجرد خجل من ذكرها لأمر صقر : لأ
- اتصل بيه يعنى
إسترخى على كرسيه وإبتسم بمكر : الفضول هياكلك مش كده
- بصراحه آه
قهقه بصخب لقد تخلت بلحظه عن خجلها من أجل فضولها : أهى دى هناء اللى أنا أعرفها بصى يا ستى وركزى هاه
- مركزه اهوه
إتسعت عيناها وهى تنظر له بقوه وكان هذا سيجعلها تستوعب أكثر فكبح ضحكه صاخبه أخرى لهيئتها تلك
- اسمعى بقى صقر كلم جعفر وجعفر كلمنى وأنا كلمت أمجد عشان يكلمك وصلت
فغرت فاهها بعدم فهم : هاه
فلم يعد يحتمل وإنفجر ضاحكا لهيئتها البلهاء

أصبحت ورد أميره بحق وإصطحبها معه وكذلك إصطحب صخر حسناء لكن أسد دعا هناء لمرافقتهم وقد رفضت فهى مجرد فرد زائد لكنه أصر لعلمه بأنه قد ينشغل بالحديث عن العمل مع رجال الأعمال بالحفل وستضجر ورد وحدها هذا إذا لم تدفعها حسناء إلى الشجار معه نعم هو يبالغ لكنه لا يثق بعقل حسناء مطلقا

كان الحفل لطيفا وأحبت ورد وهناء الأجواء بينما كانت حسناء معتاده على هذا فلم تتأثر ورافقت صخر للتجول هنا وهناك فهى تعرف الكثير هنا بينما ظلتا هناء وورد ملتصقتان بأسد الذى صر أسنانه بغضب حين سمع صوت يعرفه جيدا ينادى إسمه بدلال زائد فإستدار يبتسم بطريقه كادت تحطم أسنانه فهو يظهرها فقط كإبتسامه لكن حقيقة الأمر هو فقط يصغط عليها بقسوه حتى لا يصرخ بسخط وهتف بإسمها ببرود
- سلڤانا
لم ترى كل هذا أو تغاضت عنه متقصده وإقتربت تضع كفها على ذراعه : يا هلا بالغالى
أبعد ذراعه بضيق : عاش من شافك
- اشتقنالك والله
حمحم بحرج ونظر إلى ورد بجانب عيناه ثم لف ذراعه حول كتفها وجذبها بحده زائده نحوه
- ورد مراتى
تفحصتها بسخريه وقد أخفت غضبها ببراعه : هيك بدك إمم بتريد اللى تتركها بالديار وانت مطمن
إعترض بحده لما ترمى إليه : لأ يا سلفانا ورد حبيبتى قبل أى حاجه
حاولت بفشل إخفاء الإذلال المتعمد الذى تعرضت به فلو رفضها بالماضى بلباقه فالآن هو على استعداد لأن يتواقح معها لتبتعد عن سبيله لكى لا تزعج محبوبته لكن لتعالج كبريائها الجريح قررت أن تثبت لتلك الفتاه البسيطه أنها ليست ندا لها كما تثبت له أنه أساء الإختيار حين رفضها
- عن إذنكم ثوانى
- اتفضلى
حين غادرت نظرت له ورد بغضب ثائر : ومين ست سلوع دى بقى
عدلت لها هناء بمرح : اسمها سلڤانا
فهتفت بغضب اكبر : اسمها حيوانه ميفرقش مع اللى خلفونى مين دى هو أنا اخلص من هيا ألاقى سليكون لبنان كله جاى يتمخطر
فعلقت هناء بجديه زائفه : طب تصدقى بقى انتى ظلماها دا كله طبيعى
- وحياة أمك وانتى ايش عرفك
- بالنظر بيبان
حينها وجهت حديثها المباشر الى أسد بغضب أعمى : وانت يا استاذ قاعد تبصبصلها وأنا واقفة طشط جنبك
لا مجال لتهدئتها الآن أو أن ترى الحقيقه الواضحه وهو بالكاد يكبح رغبته فى قتل هناء الذى قد يدفعها المرح والحماس إلى إشعال فتيل الحرائق بصوره مخيفه لقد ظنها أعقل من هذا لكن يبدو أن جميع النساء لديهن فجوه بعقلهن لذا ومنعا للفضائح همس بصوت خفيض لكنه حازم
- روقى اما نروح اعملى اللى على هواكى ان شاء الله تقطعى ف شعرك دلوقت احترمى الناس والمكان اللى احنا فيه
اتسعت عيناها بغضب أكبر : عاوزنى اقطع كمان ف شعرى عشان تجرى عالسنيوره أم شعر حرير
- هيا المشكله ف شعرها يعنى
- بقولك إيه متفرسنيش أنا على أخرى
تدخلت هناء بضحكه مكتومه : ليه بس الست رحبت بيكى كانت ذوق أوى الصراحه
- لأ واضح الذوق بيدلدق منها
نظر أسد إلى هناء بغضب وقد ظنها لن تبالى لكنها صمتت وهى تقضم شفتها السفليه بحرج فقد تمادت وأيقنت من نظراته التحذيريه أن مزاحها إذا إستمر ستتسبب فى مشكله كبيره لذا أنكست رأسها بصمت لكن الكارثه لم تكن بحديثها لقد تغيرت الموسيقى لأخرى ناعمه مغويه تصلح لرقص ممتع لكنه يناسب العشاق أكثر وإذا بسلڤانا تأتى نحو طاولتهم تتهادى بدلال فزوت ورد جانب فمها بسخط


- ياختى مالها بتتقص كده ليه
- أنا عارفه
إلتوت شفتيها بتقزز : جتها البلا عماله تتلوى زى اللى عندها مغص
حينها عاد مرح هناء : إن بعض الظن إثم مش يمكن فى نمله لدعتها ف قفاها
أدار أسد وجهه لكى لا تنفضح بسمته تلك الحمقاء لا تكف عن البلاهه وهو لا يريدها أن ترى بسمته لكى لا تتمادى وورد توشك على الإنفجار وفجأه ودون إنذار وجد سلڤانا تمسك بيده على حين غره وتجذبه خلفها ولتفاجؤه لم يعمل عقله بالسرعه اللازمه للتخلص منها وبدأت ترقص معه بصوره حميميه تجعل من لا يرى ينتبه لهما بشده وحاول التخلص من هذا الموقف بكياسه لكن ورد كانت وصلت إلى حدها وحاولت هناء منعها لكنها فشلت بذلك فقد تفاجئ الجميع بما حدث بل صعقوا وأولهم أسد فقد ركضت بسرعه مخيفه وقفزت فوق سلڤانا تنزعها بعيدا على أسد وتهاوت سلڤانا وورد فوقها تقطع شعرها بغضب أعمى وهى تسبها بكل ما يأتى ببالها وأسد بعد أن كان مذهولا وقف يتابع بتسليه ما يراه هذه هى قطته الشرسه التى يريدها لقد تعمدت سلڤانا هذا فلتتجرع نتائج فعلتها كما أن هناك صورا أخذت لها معه بتلك الرقصه والآن التصوير على هذا الشجار لذا تعمد الآتى أمام أضواء الكاميرات فحين إنتهت ورد منها ونهضت تلهث وترفع شعرها للخلف بكبرياء مد يده يجذبها نحوه بلطف ويقبل رأسها ثم أشار برأسه إلى هناء لتتبعهما إلى الخارج وقد لحقا بهما صخر وحسناء التى يسندها صخر بضيق فهى تترنح من كثرة الضحك على ما حدث
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي