الفصل الثاني والعشرون

لا تعرف بماذا تُجيب فهي بالفعل تشعر أنها تتمادي فيما تفعله، لكن ما حيلتها في كل هذا ! بداخلها شيء يُبعدها عن صديقتها الوحيدة ولا تعرف لماذا يحدث معها هذا !
لكن وجودها اليوم سوف يُغير أشياء كثيرة إذا وافقت صديقتها.
جلست كل من روان وأميرة يتحدثن معها
هتفت أميرة :
_ هتتغدي معانا يانسمة ؟
نَفت قائلة بحرج :
_ لا ياطنط ربنا يخليكي ،دا أنا شوية وهمشي ع طول، أنا جيت بس ا...
قاطعتها روان هاتفه بإبتسامة :
_ إنتِ بتشرحي ليه سبب وجودك ، البيت بيتك إنتِ كلها كام شهر وتبقي مقيمة هنا
شعرت بخجل ينتابها فصمتت، لكن صوت خُطوات من الأعلي جعلها تنظر بطرف عيناها، والتوتر يغزوها من جميع الإتجاهات الأن، ها هو خطيبها يهبط الدرج ويتفاجئ بوجودها نظر إليها بشك هاتفاً :
_ نسمة ! إزيك مقولتيش إنك جاية يعني
أخفضت بصرها خجلاً من تعليقه فهتف والدته بعتاب :
_ تيجي وقت ما تيجي مش دا بيتها ولا إيه
تنحنح هاتفاً بحرج عندما شعر أنه كان لا يصح التفوه بهذا :
_ أسف مكنش قصدي
ثم أردف بإبتسامة:
_ أه طبعا بيتها
جلس هو الأخر في ركن بعيدا عنهم، فقامت أميرة هاتفه :
_ أنا هحضر الغدا
أسرعت نسمة هاتفة :
_ لا ياطنط، أنا جيت عاوزة أتكلم في موضوع يخص يُسر
عقدت يُسر حاجبيها بإستغراب وعلقت :
_ يخصني أنا ؟ ما تقوليه بيني وبينك ليه قدام حد ؟
لم تهتم بتعليقها الأخير فهتفت توجه حديثها إلي والدتها بإبتسامة ونبرة مرحة :
_ ما إحنا ياطنط بقه لازم نخلص من يُسر ونفرح بيها مش معقول هتفضل ترفض كل عريس كدا
وكزتها يُسر في كتفيها بضيق فتحدثت صديقتها بهدوء:
_ إيه يابنتي ما أنا كل ما أقولك ع حد عاوز يتقدم بترفضي من قبل ما أتكلم، المرادي بقه هقول قدام طنط يمكن تدي الموضوع إهتمام شويه
هتفت روان بهدوء وهي تنظر إلي تعابير وجه كل من نسمة وابنتها بترقب وحدثها يخبرها بوجود خلاف بينهما:
_ أنا مبحبش أجبرها علي أي حاجه، لكن لو الشخص مناسب وهي شايفة إنه مناسب ليه لا.
تفوهت مسرعه :
_ صح ياطنط، والشخص دا مناسب جداً مهندس ومحترم جدًا ولما شافها كل شويه يقولي عليها
والتعليق هذه المرة كان من الجالس صامتًا يتابع الحوار من البداية وضيق يشعر به لا يعرف سببه، أهو تدخل خطيبته في حياتها بهذه الفظاظة، أم أن هناك شيء أخر لذا هتف بغلظة :
_ والعريس الُمهندس المُحترم شافها فين ؟ وإنت أصلاً تعرفيه منين ؟
هتفت بهدوء ناظرة إليه تستشف من حديثه هل غيرة عليها كما تشعر أم أنها تتوهم :
_ قريب واحده صحبتي ،كانت منزله صورتنا عندها وشافها وكلمها وكلمتني
ثم وجههت حديثها إلي روان وأميرة :
_لكن هو محترم جدًا بجد ياجماعة
قبل أن تتركهما وتصعد إلي غرفتها تحدثت بنبرة غاضبة :
_ أنا مبحبش الطريقة دي يانسمة ، وعيب إنك تحطيني قدام ماما في موقف زي دا،
ثم أردفت بفظاظة هي الأخري:
_ وإن كان محترم وعاجبك إبقي اتجوزيه إنتِ
تفاجأو بحِدتها في الحديث وتعليقها الأخير الذي جعل وجهها يحمر خجلاً وحرجاً ثم أغروقت عيناها بالدموع فسرعان ما قامت من مكانها هاتفة بصوت مٌتحشرج
_ أنا هستأذن لإن عندي مشوار
ثم أنطلقت خارجة من منزلهم دون أن تنتظر تعليق من الأخرين، تبكي من شدة حرجها، نظرت أميرة إلي حازم كي يذهب خلفها لكنه لم يستجيب لنظرتها فهتفت :
_ قوم ياحازم وصلها
أجابها بنبرة غريبة عليها :
_ هي مش جاية لوحدها، ما ترجع لوحدها
أعادت حديثها مرة أخري :
_ عيب ياحازم قوم وصلها
أجابها بنفاذ صبر ثم قام متجهاً إليها:
_ حاضر
كل ذلك ولن تتحدث روان ، فهي مازالت تستغرب هذا الموقف الذي كانت فيه ابنتها، علي الرغم من أنها تريد لإبنتها الاستقرار في بيتها وحياتها ، إلا أن بداخلها شيئ راضي عن تعليق ابنتها علي صديقتها، فنسمة أحرجتها أمامهم بشكل غريب هي لم تعتاد عليه منها،
قاطع شرودها أميرة هاتفة :
_ مش ملاحظة إن علاقة يُسر ونسمة مش طبيعية
أجابتها بقله حيلة :
_ عندك حق الموقف اللي حصل مش طبيعي
صدرت ضحكه من أميرة استغربتها روان فسألتها :
_ بتضحكي علي إيه ؟
مازالت علي ضحكتها وتحدثت أخيرًا عندما هدأت :
_ بنتك جباره بتقولها عجبك إتجوزيه ،وخطيبها قاعد جنبها
ابتسمت روان ولم تعلق
وعلي الجانب الأخر كان حازم يجلس بجانبها داخل السيارة صامتًا
وصوت شَهقاتها هو الذي يدوي في المكان فهتف :
_ ممكن أعرف بتعيطي ليه ؟
أجابت بإنفعال :
_ إنت مش شايف طريقتها عاملة إزاي ،وفي الأخر تحرجني وتقولي عاجبك إتجوزيه ؟
أخذ نفسًا عميقًا ثم بعد برهة تحدث :
_ مش شايفة إنك غلطانه يانسمة إنك تتكلمي في أمور زي دي قدامنا أصلاً، أحرجتيها وأحرجتي نفسك و..
قاطعته بذهول :
_ أنت كمان بتدافع عنها وشايف إني غلطانه، أنا مش عارفة هي عملالك إيه ومش بتطيق كلمة عليها ليه!
انفعل من طريقتها وهذا الوهم الذي تعيش فيه فهتف بغضب :
_ إنتِ مفيش فايدة في دماغك وخيالاتك دي ،هي مين دي اللي مبطلعهاش غلطانه ومش بطيق كلمة عليها، أنا عمري ما جِبت سِيرتها طول ما أنا معاكي بس إنتٍ اللي مريضه بخيالك دا
ثم أردف بعد لحظة صمت :
_ قسمًا بالله يانسمة لو جبتي سيرة يٌسر تاني قدامي ولا دخلتيها في حوار معايا ،لتكوني إنتِ من طريق وأنا من طريق
ثم ترجل من سيارتها،صافعًا الباب خلفه بقسوة ،وانطلقت هي بسرعة البرق.
أخذ نفسًا يليه الأخر يحاول أن يُهدأ من روعته
رفع بصره إلي الأعلي ونظرا إلي الواقفه في شرفتها وكأنها هي الأخري تريد أن تستنشق.
عندما دخلت غرفتها كانت تغلي بسبب ما فعلته بها صديقتها، وهذا الموقف الذي كانت فيه الآن، هي لا تعرف ماذا تريد منها صديقتها؟ لولا وجود صلة الخِطبه هذه ما كانت أكملت معها صداقتها
شعرت أنها بدأت تكرهها وتكره الصلة التي ستربطهم ببعض هذه، إذاً ستكره حازم هو الاخر ،
عندما خرجت إلي شرفتها كان هو يصفع الباب ووجهه يبدو عليه الغضب ، لا بد أنهما تشاجران بسببها،
(احسن)
تفوهت بها داخل نفسها ومجرد أن رفع بصره ورأها شعرت بالخجل يشوبه الغضب، فدخلت صافعة الباب هي الاخري، عندما فعلت هذا أمامه أقسم أن يُعاقبها هي الأخري علي فعلتها
ولكن ليس الآن

………………………………………………………………………

ظلت تدور في غرفتها ذهابًا وإياباً تحاول كثيرًا الإتصال بحمزة لكنه يفصل المكالمة ،وفي النهاية حظرها
جحظت عيناها لا تصدق ما فعله وألقت الهاتف بعصبية جعلت والدتها تدخل غرفتها هاتفة :
_ إيه ياروح مالك !
زفرت بضيق قائلة وهي تجلس ع فراشها :
_ حمزة عملي بلوك ياماما ومش راضي يرد عليا وشايف أن دبستة في الجوازه، بسبب غباء نغم خسرته
جلست ألاء بجانبها ومن ثم ارتفع صوتها منادية ابنها من الخارج،
بعد برهه دخل شادي قائلاً :
_ نعم ياماما
تفوهت ألاء هاتفة بهدوء:
_ هات الموبايل من بره ياشادي معلش .
نظر إلي والدته بغيظ ثم هتف :
_ يعني إنتِ بتناديني من أوضتي وأنا بذاكر عشان تقولي هات موبايلي من بره ! ما روح جنبك أهي ماتقوليلها
نظرت إليه نظرة هو يعرفها جيدًا ثم هتف :
_ خلاص خلاص رايح أهو .
وبعد ثواني مرت كان هو أمامها ويعطيها هاتفها،
ثم أخبرته :
_ يالا روح علي أوضتك وأقفل الباب وراك
تفوه بمرح :
_ كمان بتطرديني من الأوضه، شكلكو كدا هتعملو حاجة
لم تتحدث ولكن نظرتها كانت كافية كي يغلق الباب خلفة
قامت بالإتصال بحمزة مرة، أثنان ولم يجيب
وفي المرة الثالثة كان يتحدث بضيق:
_ هو إنتِ مفكرة أن لما تتصلي من موبايل عَمتو هرد عليكِ ! متتصليش بيا تاني .
لكنه تفاجأ بصوت عمته :
_ إنزل ياحمزة أنا عاوزاك
أعتدل حمزة في جلسته ثم هتف متنحنحا :
_ عمتو! في حاجة ؟
أجابتة بتنهيدة :
_ لما تنزل هتعرف
نظرت روح إلي والدتها ثم تحدثت بحذر :
_ ماما أوعي تقوليله إنك تعرفي حاجة ، لإن هيزعل منك إنتٍ كمان
صمتت والدتها ولم تعلق لكنها ظلت تستغفر ربها سراً .

……………………………………………………………………………

جلس كلايهُما في غرفة روح ونظرات ألاء تدور بينهما في صمت ، خفضت روح بصرها للأسفل حرجًا وحزنًا ولم يبدي حمزة غير نظرة الجمود التي أصبح عليها مؤخراً ،
قطع هو هذا الصمت هاتفاً :
_ خير ياعمتو بعتيلي !
كانت هي ممسكة بالمسبحة تسبح بصوت سري، وأوقفت ما تفعله ثم تحدثت بهدوء :
_ روح لما عرفت موضوع نغم أخدت رأيي وأنا اللي أقترحت عليك تدخل البيت وتتقدم وشجعتها وخليتها هي كمان تشجعك ، متجيش تلومها ياحمزة !
حجظ حمزة عيناه لمَ هو يسمعه وكأن الصدمات تهبط عليه واحدة تلو الأخري
وقف هاتفًا بذهول :
_ كنتٍ عارفة وساكته ؟ وشجعتيني ؟ دبستيني ؟
رفعت بصرها تجاهه ثم أجابت :
_ شجعتك عشان أنت بتحبها ونغم تستاهل حبك لي..
قاطعها بصوت مرتفع :
_ تستاهل إيه ! دي سافلة
وقفت تنظُر إلية بحذر هاتفة :
_ صوتك مايعلاش عليا ياحمزة وبنت عمك مفيش في أحترامها وأدبها
ضرب كف علي الأخر لا يُصدق ما تتفوه به فتابع حديثه:
_ إحترام إيه وأدب إيه اللي بتتكلمي عليه ياعمتي !
دي قعدت مع واحد وحبت وخرجت واتفضحت وجابت لنفسها ولينا العار، دي المفروض تتقتل !
وقفت روح تنظُر إليه بصدمة من حديثه، لا بل تفكيره العقيم قائلة :
_ إيه الكلام والتفكير العقيم دا ، هي أي واحدة ترتبط بشخص وتُعجب بيه يقتلوها ! متخليش جرحها ليك يوصلك لطريق مسدود معاها،
شاور بأحد أصابعه إليها هاتفاً بقسوة :
_ إنتِ بالذات متتكلميش معايا تاني ، لإن أنا مش عيل صغير توديني وتجبيني ،كل ما أسألك تقوليلي الشغل ضاغطها ومشاكله، وأنا أقول ماشي بكره تبق في بيتي وأصَبر نفسي وفي الأخر أطلع مغفل!
أندفعت هاتفة بدفاع :
_ أنا معرفش إنها هتتصرف كدا ،وعارفة إنها هتحبك لإنك مش بس بتحبها أنت بتعشق التراب اللي بتمشي عليه
قاطعها منفعلا صارخاً :
_ إنتِ فاكراني زيك هفضل أحب واحد رغم إنه اتجوز ونسيكي !
ذُهلت من تعليقة وكأنة أشعل الجرح متعمداً ومن ثم كأنه يُريد الإنتقام مما فعلته فاستكمل حديثه :
_ إنتِ مكنتيش شيفاني أنا ، كنتِ شايفه نفسك لما هو يرجعلك وعشان إنتِ بتعشقي التراب اللي بيمشي عليه هاترجعيلُه، أتعاملتي بالمبدأ دا معايا ، هحبها وهي هتشوف حبي هتحبني، رواية فاشلة من اللي بتقرأيُهم في خيالك ، واللي نفسك تعشيها تاني مع حبيب القلب .
هتفت صارخة فقد زاد عن حده هذه المرة :
_ أخرس أنا عمري ما فكرت كدا، أنا عمري ما أاذيك، أنت أخويا
مازال صوتهما مرتفعاً بهذه الطريقة الدفاعية، فأمسك يداها بعنف :
_ لا إنتِ دمرتي حياتي
فُتح الباب علي مصرعيه وعيون معتز تأكلمهُم جميعًا ، وأندفاع رشاد إلي حمزة هو ما زاد الطين بله عندما دفعه بقسوه هاتفاً :
_ متمسكهاش كدا .
أبعده حمزة بجسده بعنف :
_ متتدخلش وملكش دعوه
انقض عليه رشاد يفرض سيطرته قائلاً :
_ روح محدش يعلي صوته عليها فاهم
وقَبل أن يتطاولو بالأيد كان معتز يقترب هاتفًا بنبرة صارمة :
_ رشاد، أرجع أوضتك
جحظ رشاد عيونه ثم هتف :
_ أنتَ مش شايف ياب..
قاطعه بإنفعال :
_ بقولك أرجع أوضتك وإقفل الباب وراك
استجاب إلي حديث والده ثم ذهب إلي غرفته لكن هناك حقد بداخله فتعمد الإحتكاك بحمزة قبل أن يخرج تاركهما في صمت ،إلا من نحيب روح .
………………………………………………………………………………

مكثت في غرفتها تتطلع إلي ما فعلته أمس، وإنفعالها الذي ندمت عليه ،ولكن هل تستطيع أن تجعل الأمس يعود كي تُفكر جيدًا عمَّا ستفعله !
غضب بداخلها عما فعلته بإبن عمها ، ولا تُصدق أن هذا ما سيكون ردة فعله، هي كانت تظن أن زواجه منها بدافع الصِغّر من العائلة وهتافاتهم دائمًا نغم لإبن عمها وهكذا هو تزوجها لهذا التفكير المجتمعي ، ولهذا لم تتوقع نتيجه غبائها،
جملتة تتردد في ذِهنها مُنذ أن تركها وغادر البيت :
_ إنتِ متستهليش الجنة اللي كنت هعيشك فيها .
وفضول عقلها يخبرها متسائلاً ماهذه الجنة التي يتحدث عنها هذا الشخص الذي تبغضه من الأساس!
وتقترب من المرآه وأثار التحطيم الظاهر عليها جعل ملامحها تتشوه فيها كتشويه قلبها وحياتها الآن ،
حياتها التي تبدلت في ثواني مجرد أن رأت صورها في أيادي كل من بالجامعة وتحولها إلي التحقيق من اللا شيء
ولم يمر وقت كثير والتقت بوالدها في مكتب الوكيل المختص بشؤون الجامعة وهو يرحب به كثيرًا هاتفاً :
_ أنا أسف جدًا عن إستدعائك بالشكل السريع دا ، لكن كنت أتمني أتشرف بحضرتك في موقف أحسن من كدا
عقد حمزة حاجبية بإستغراب مما هو فيه وبالأخص من هذا الرجل الذي يبدو أنه يعرفه من طريقه حديثة
فهتف متسائلاً :
_ أنا أسف في سؤالي لكن هو حضرتك تعرفني !
ظهرت إبتسامته تدريجيًا قائلاً :
_ أعرف أسمك بس من ' محمد ' ابني كنت زمان بتدرسله ،
' محمد عبدالرحمن حسن '
ابتسم حمزة تلقائياً لتذكره للشاب الذي كان يُدرس له وتوطدت صداقتهما ومع انشغال كل منهما إنقطعت فهتف :
_ يااه محمد شاب جميل ومحترم مكنش بيخرج من محاضراتي وكان دايمًا عاملي هيصه ف المدرج
تابع الرجل حديثه هاتفاً :
_ إتجوز وعنده ماشاء الله ولد وبنتين ، حمزة وسدرة وليال
تفوه حمزة بذهول :
_حمزة ! ماشاء الله سلامي كتير ليه وأكيد هقابله عشان أشوف حمزة
ثم حل الصمت ونظرته تعلقت بنغم يحاول أن يفهم شحوب وجهها قائلاً :
_ مالك يانغم في حاجة ؟
تنحنح الرجل هاتفاً :
_ أنا مكنتش أعرف إن نغم تبقَ بنتك، لكن هي مشكلة حصلت في الجامعة وإن شاء الله هتتحل
تحدث بقلق :
_ مشكلة إيه !
أجابة بنبرة أسفة :
_ في صور للأنسة نغم مع زميل ليها في الكلية وصلت للعميد وللأسف ضوابط الكلية هنا بتقول إنهم يتحولو للتحقيق ،
صوت الهاتف انتشلها من هذه الذكرايات التي لا تنساها والتي حولت حياتها اليوم لجحيم،
فتناولت الهاتف تري إسم صديقتها أجابت تقص عليها ما حدث معها مؤخرًا والأخيرة تُعنفها كالجميع هاتفة:
_ إنتِ إتهبلتي يانغم مش قادرة تتحكمي في نفسك أكتر من كدا !
أجابتها نغم ببكاء :
_ مش قادرة يافرح أكون مع حد غيره
زفرت بضيق وصلها من خلال أنفاسها وهي تتحدث :
_ يانغم إنتِ ملحقتيش تعرفيه وأول ماعرفتيه إتصدمتي فيه المفروض تكوني بتكرهيه مش بتحبية
_ انا بكرهه ، بس مش قادرة أكون مع حد غيره فاهمة !
_ يبقَ دا مش كره بانغم ، دا اسمه حب ! وللأسف بتضيعي نفسك
أغمضت نغم عيناها بقوة تشعر أن قلبها يتألم :
_ أنا نفسي أعرف هو فين ،وعمل معايا كدا ليه !
صاحت فيها صديقتها قائلة :
_ إنتِ تستاهلي اللي أتعمل فيكي لأن أنا قولتلك وحذرتك منه من زمان وقولتلك سمعته مش مظبوطة ،لكن مشيتي ورا قلبك اللي دمرك ، وبرضو مشيتي دلوقت ورا قلبك لما دمر حياتك ما شخص غيرك يتمني ضفره !
ثم هتفت بنصيحه أخوية :
_ عاوزه نصيحتي ، أنسي يانغم وحاولي تعيشي حياتك ، متوقفيهاش علي حاجة حصلت في شهرين تلاتة
وإحمدي ربنا إنك عرفتي النبي أدم الزبالة دا علي حقيقتة بدري عشان متتلوثيش
هتفت بضياع :
_ وهو أنا كدا متلوثتش !
أجابتها بصدق :
_ أيوه طبعا متلوثتيش، كلنا بنغلط وغلطتك كانت بسيطة جداً ، لكن بكره هتعرفي إن بسبب الغلطة البسيطة دي ربنا رزقك بزوج مكنتيش تحلمي بيه !
هتفت بسخرية :
_ تفتكري !
وجاء صوتها مبتسماً :
_ بكره تقولي فرح قالت
…………………………………………………………………………

ظل يتفحص كل منهما في صمت ، وما زاده ضيق هو نحيب ابنته
فهتف موجهاً إليها الحديث :
_ إمسحي دموعك ياروح
فعلت ما أراده في صمت وكتمت شهقاتها ،ثم وجها حديثهُ مرة أخري إلي حمزة قائلاً بنبرة بها خليط من القسوة والعتاب عمَّا هو سمعه منه :
_ أنا زرعت في بنتي من صغرها علي إن كرامتها فوق كل حاجة ، وبنتي عمرها ما تفكر في واحد خذلها وإتجوز غيرها ، فاهم ياحمزة ؟
أومأ حمزة رأسه في صمت ثم لانت نبرته قليلاً هاتفًا بهدوء كي يفهم ما حدث :
_ صوتك عالي ليه ياحمزة .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي