الفصل العشرون ج2

... اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه و سلم.
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

.......

مر الاسبوع علي خير،  و تمت خطبة و عقد قران هاجر و كريم بسلام، و ايضا ريحانه هدأت قليلا و استقبلت فكرة سفر أمير بثقل على قلبها و لكن اضطرت لذلك حتى لا تضغط عليه اكثر يكفيه ضغط العمل.

و ها قد حان وقت الفراق..

في احدى المطارات الجويه بمصر كان يقف كلا من  كريم و هاجر و ريحانه مع أمير في انتظار طائرته.

ليردف كريم بمرح كعادته: انا مش عارف انتو ليه مكبرين الموضوع اوي كدا.. دا اسبوع و راجع كان ليه كل الممرمطه دي.

أمير: يعني اسيبها تروح لوحدها يا متخلف انت.

كريم: ايه يا عم مش كدا انا بقيت راجل متجوز.. عيب اوي لما تهزأني قدام المدام شكلي بقا وحش.. اسيطر انا ازي دلوقتي.

هاجر بستهزاء و هي تلوح بيدها: يا اخي اتلهي كدا.. خلاص يا ريحانه بطلي عياط.

كريم: ها اتفضل يا سيدي.

امير بضيق: ريحانه لو سمحتي مش كدا.. ممكن تهدي و تبطلي عياط.. انا ممكن الغي الصفقه و المؤتمر و افضل معاكي.

ريحانه و هي تمسح دموعها: لا خلاص انا هبطل عياط اهو.. بس خلي بالك من نفسك و كلمني كل خمس دقايق.

كريم بضحك  : طب و ليه ما يسيب التليفون مفتوح اربعه و عشرين ساعه و خلاص.

ريحانه: اسكت انت.

أمير:  اتلم احسنلك و ملكش دعوه بيها.

كريم: تمام اوي لحد كدا علشان الراجل دا و مراته مش شيفينا قدامهم.. و انتي يا مدام هاجر مش هتدافعي عن جوزك.

هاجر: انت اللي جبته لنفسك.

كريم: هيا بقت كدا.. حتي انتي يا حب العمر.. اذا انا انسحب و شوفوا مين هيوصلكم للبيت.. هاتهوها موصلات بقا.

و دوت صوت نداء الطياره لتتشبت ريحانه في امير بقوه و تردف بقلق: خلي بالك من نفسك علشان خاطري.
ربت على ظهرها و هو يضمها لصدره بحنان و اردف: حاضر.. متقلقيش و خلي ايمانك بربنا كبير.

ريحانه: و نعم بالله.

كريم لهاجر : اتعلمي حاجه.. انا حاسس اني لو سافرت مره هتعملي فرح.

هاجر: ابقى فكر بس تسافر و انا مش هخليك تلحق تخطي خطوه.

كريم: طب تعالي نقعد هنا بعيد شويه و نسيبهم شويه لوحدهم في وصلة العشق دي انا شويه و هعيط.

و تركوهم يقفون معا على راحتهم و ذهبا ليجلسا علي كراسي الاستراحه امامهم... و لكن بعيدا عنهم قليلا.

ريحانه: انا خايفه عليك اوي و مش مرتاحه.

امير و هو يحتضن وجهها بيديه: يا حبيبتي متقليش نفسك دي كلها اوهام في راسك.

ريحانه: انت عارف اني بقى عندي فوبيا من الطيارات  كفايا اللي حصل اخر مره.

امير: طب ليه السيره دي دلوقتي.. خلي عندك يقين بربنا اننا هنوصل بالسلامه.. و ادعيلنا يا سيتي.

ريحانه: ربنا يرجعك ليا بالسلامه يارب.

امير بمشاغبه: اومال هتعملي ايه لما ارجع الشغل تاني انا طالب اجازه تلات شهور بعد الحادثه اللي حصلت.. انتي ناسيه اني ظابط طيار جوي و لا ايه.

ريحانه بتوتر: ليه انت ناوي ترجع تاني.

امير: هو انا شغال بقال و لا بسافر السعوديه اعاره.. انا ضابط يا مدام و شغال تبع الدوله.

ريحانه: انت بتهزر مش كدا.. انت تنسى الشغل دا بعد اللي حصل اخر مره و لو فكرت فيه انا هسيبلك البلد و اهرب... و اخلص منك و من الرعب دا.
ضمها الي صدره بضحك و اردف: خلاص يا مجنونه.. انا جمبك متقلقيش نتكلم في الموضوع دا بعدين.. يلا دا اخر نداء علي الطياره بتاعتي.. خلي بالك من نفسك و اهتمي بأدويتك و انا موصي رنا و كارم و الاتنين الهبل اللي هناك دول.
ريحانه: في حد كمان موصيه عليا.
أمير: انتي.. عاوزك انتي تخلي بالك من نفسك و اشوف ريحانه القويه اللي وقعت الظابط في حبها... فكراها.

ريحانه: الظابط دا دوبها في حبه و نساها نفسها.

تنهد و اردف: احنا في المطار و قلبي مش حمل كلامك دا.. يلا اشوف وشك علي خير.
ريحانه: تروح و ترجع بالف سلامه في حفظ الله و رعايته.

اما عند هاجر و كريم أثناء حديث امير و ريحانه..

وضع يده علي كتفها ليضمها اليه و يردف: و انا مقدرش اسيبك ثانيه اصلا.

نظرت الي يده و اردفت بهمس :  شيل ايدك لتوحشك طيب.

كريم: حبيبتي احنا كتبنا الكتاب امبارح لو ناسيه.. الناس دول كانوا معانا و الراجل اللي قافش في مراته دا وسط العالم دي كلها كان شاهد.. يعني انتي بقيتي مراتي و اعمل اللي انا عاوزه.

هاجر: خلاص خلاص.. انا بس لسه مش متعوده.. وشيل ايدك علي ما اتعود.

كريم و هو يقربها منه. اكثر: انا هحطها لغاية ما تتعودي.

نظرت اليه و اردفت بخجل: الناس بتبص علينا.

كريم: خلي اللي يغير مننا.. يجي و يعمل زينا.

ابتسمت بحب علي جنون ذلك العاشق و تمتمت: مجنون.

كريم: بس قمور و دمي خفيف و بحبك.

هاجر: و انا كمان.

كريم: ابوس ايدك.. سحب يدها قبلها و اردف: عاوز اسمعها منك مره.

ابتسمت و التفتت للجهه الاخرى و اردفت يلا نروح لهم امير خلاص ماشي.

كريم: يلا بينا.

و تقدم كلاهم عند امير و ريحانه و سلم كريم عليه و ودعه و كذلك هاجر و اخذ ريحانه و عاد بهم الي المنزل.

......

في منزل ريحانه.....

كانت تجلس مع هاجر تحاول مواساتها و اخراجها من حالتها لتدلف اليهم زهره مهلله: يا عاااالم يا نااااس انا نجحت.. انا نجحت يا ناااس.. يا اهل البيت... بنتكم زهره نجحت و هتدخل كلية الطب اللي نفسها فيها.

هرولت هاجر للخارج سريعا لتتحقق مما تردف و ريحانه مازالت بالغرفه تسمع صوت البنات يصرخون من الفرحه بالخارج.

حاولت التحرك من مكانها  و هي تمسح دموعها بفرحه فور سماعها لحديث زهره.
لتتحرك اكثر فا اكثر و هي تجاهد علي قدميها بعزيمه و قوه عارمه و تسند بكلتا يديها على الكومود بجانبها و تقف على قدميها.

حاولت تحريك قدمها بخطوه للأمام و لكن لم تساعدها قدميها لتتيبث مكانها و هي تنظر حولها بفرحه ليدلف البنات سريعا و يصدمن مما رأو..

شهقت هاجر بفرحه و وضعت يدها علي فاهها بصدمه و تابعت بتلعثم: ر.. ري... انت... واقفه.

زهره: انا مش مصدقه الحمد لله يارب.

اقتصرت هاجر المسافه بينها و بين ريحانه و ضمتها بفرحه و الدموع تنهمر علي وجهها.

هرولت اليهم زهره ايضا و ضمتهم هي الاخري.

ريحانه بفرحه: كان نفسي امير يكون معايا اوي و افرحه هو كمان.

زهره: طيب يا روحي تقدري تقوليله لما تكلميه.

هاجر سريعا: لا انا رأي تستني لحد ما يرجع و تعمليها مفجأه و بدل انتي وقفتي انهارده لوحدك.. بكره هتمشي خطوه خطوه و يرجع يلاقيكي مستنياه و انتي واقفه علي رجليكي و بتجري عليه كمان.

ريحانه و قد سرحت بخيالها كيف سيفرح امير لرؤيتها هكذا: ايوه معاكي حق انا هخليها مفجأه لحد ما يرجع بس يارب امسك نفسي و ما اتلخبطش اقوله.

هاجر: لا امسكي نفسك كدا.. و فكري و خططي للمفجأه علي ما يرجع.

ريحانه: هو عدى كام ساعه.. زمانه وصل مش كدا.

زهره: مدة السفر من مصر لإطاليا روما تحديدا تلات ساعات لو الطياره مباشر و مش هتقف في اي مطار.

ريحانه: ايوه ايوه هوا قالي انها مباشر و مش هتقف.

زهره: تمام تلات ساعات.. لسه ساعه كمان و تقدري تكلميه... و هو اكيد هيكلمك.

امسكت الهاتف و اردفت و هي تتفحصه: ايوه هو قالي انا اول ما هوصل هكلمك.

هاجر: خلاص اهدي بقا وخلينا الفرحتين بتوعنا يكملوا علي خير.
ضربت ريحانه مقدمة رأسها بتذكر نجاح زهره و اردفت: نسيتوني زهره.. الف مبروك ياروحي الف الف مبروك انتي مش عارفه انا فرحتي بيكي ازي.
زهره و هي ترتمي داخل احضانها:انا فرحتي بسلامتك اهم من الدنيا بحالها.. حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي.

رقرقت عيني هاجر و اردفت و هي تضربهم بخفه: خلاص بقا يا جدعان هعيط الله.. انا ناقصه.

ريحانه بتمني: يارب فرحه زي دي طول العمر و نعيط من الفرح مش مشكله احنا تعبنا نعيط من الحزن.

هاجر و زهره و هم يرفعون يدهم في السماء: ياااارب.

هاجر: طب ايه.. الحلو علي مين.. انا مش هتنازل عن تورتايه بلاك فورست من اللي بحبها.

زهره: ايه دا هو المفروض مين اللي يعزم التاني.. مش هديه النجاح دي على حضرتك و لا انا بيتهيألي.

هاجر: لا بيتهيألك يا خفيفه.. انا التورتايه دي من ريحانه انما انتي عاوزه دوناتس وايت صوص.. حوالي اتناشر قطعه كدا علي قدي و شوفوا انتوو عاوزين ايه بقا.

ريحانه: ايه يا بنتي دا كله انتي عازمه حد في بطنك ربعتي و بقيتي بطه و الراجل هيطفش.

هاجر بثقه: لا متقلقيش انا واخده عليه كمبيلات.. ههههه.

زهره: البت دي صح و منك نستفيد يا ست جوجو و ايه كمان.

هاجر: مش هقولك دا كلام كبار.. و انتي حايالله لسه متخرجه من ثانويه عامه.. يعني نونه.
زهره: اسكوتي يا تلمه مش عازوه اعرف حاجه انا اساسا مش هعمل زيكم انا هعمل مستقبل لنفسي و اكون مهندسه قد الدنيا و مش هفكر في الحب و الجواز و وجع القلب دا.. انا و احده نايمه قايمه رايحه جايه بمزاجي.. ليه اجيب واحد يتحكم فيا علي اخر الزمن لا و يكلمني كل شويه و يقولي.. اكلتي نمتي شربتي سهرتي.. ااه اكلتي نمتي شربتي سهرتي اااه.. و نغني علئ بعض طول اليوم و حاجه كدا اخر يعيعه... انما انا كدا سنجوله اموره لنفسي و براحتي.

هاجر بحسره: البت دي بتتكلم صح.. انا عاوزه اطلق.

ريحانه بصراخ : ياختاااااي.. منك لله يا زهره مش دي اللي يتقلها كدا.. الله يسامحك.. اعقلي يا جوجو مش كدا... اعقلي يا ماما انتي كتب كتابك كان امبارح لسه.. يا لهوي يا جدعان.

انفجرت زهره من الضحك و كادت تسقط ارضا على منظر هاجر و اردفت: لو انا منك اهرب.. اهربي يا بت احسنلك.

ريحانه بصراخ ثانية: يا بنتي ارحمي امي.. احنا ماصدقنا اقتنعت بالراجل.. يا غلبك يا كريم.

هاجر: كريم مين.. انا غيرت رأيي بجد.

ريحانه: قومي يا زهره اطلبي اوردار اللي جوجو قالت عليه و هاتيلنا بوكس السعاده بالمره.. علشان نعقلها لسنه قدام بعدين يستلم كريم بقا كان الله في عونه و الله الواد صعبان عليا.

زهره: اشطا.. بس مين هيحاسب.

ريحانه: عيب كدا يا زوز هنحاسب في وجودك..

زهره: انا قولت كدا برده... ايه انتي قولتي ايه..انتي تعقلي صحبتك بمزانية الشهر بتاعتي و انا مال اهلي.

ريحانه بضحك: خلاص يا بت مالك بهزر.. انتي اللي هتحاسبي برده.. يلا بقا اطلبيه.

هاجر سريعا: استني عندك.
اردفت زهره بنتباه: ايه هتدفعي انتي ولا ايه.

هاجر: لا بدل انتي هتطلبي بقا زودي الاوردار اتشيز كيك باللوتس اللي بحبه.
زهره بسخط: و حياة امك.. سوري بقا و كل اللي طلبتيه دا مش بتحبيه.. تحبي اطلبلك مصنع العبد كله هنا يخرب بيتك مفجوعه.

هاجر: يا تخلوووف علشان انسى اللي عملته في نفسي و الورطه اللي اتورطها.

زهره  : تصدقي و تؤمني بالله انتي عاوزه دكتور نفساني.
القت هاجر الوسائد بوجهها و اردفت: يلا يا كلبه من هنا.. و متنسيش اتشيز كيك اللوتس.

ريحانه بهدوء بعدما خرجت زهره: هاجر عاوزه اسألك سؤال.
هاجر بإنصات: خير يا سيتي اسألي.

ريحانه: هو انتي بتحبي كريم.

ابتسمت هاجر و اردفت: علشان الكلام اللي قولته دا.. اسمعي يا سيتي انا في الاول مكنتش اعرف انا بحب كريم و لا بستلطفه و علشام كدا كنت بتحجج في اي حاجه و نتخانق بس لما الموضوع قلب جد و اتخانقنا و سيبنا بعض انا مكنتش عارفه اعيش بجد و قدرت افرق بين اني بحبه و لا اتعودت عليه.. لاقتني بحبه و دا اللي خلاني ارجع تاني و علشان عارفه نفسي متهوره وافقت علي كتب الكتاب.. و الحمد لله كريم فعلا شخص كويس و راجل بمعنى الكلمه و محترم و فوق كل دا بيحبني و متحمل جناني مش عوزاني بقا احبه.

ليصدح هاتفها في الغرفه و ينير شاشة هاتفها بإسمه و تردف ريحانه فور رؤية ابتسامتها: هو مش كدا.


اومأت هاجر لتردف ريحانه: هسيبك و اخلي زهره تساعدني اطلع لماما و افرحها هيا كمان  .. خلصي وحصليني.

اومأت هاجر و فتحت الاتصال بعدما خرجت ريحانه و اردف كريم: ايه يا هاجر مش بتردي ليه.. قلقتيني.

هاجر: بعيد الشر عنك يا حبيبي من القلق.. انا بس كنت بطلع في جو هادي علشان اعرف اكلمك.

كريم علي الجهه الاخرى: انتي قولتي ايه.. انا بحلم و لا ايه.

هاجر بضحكه دغدغت قلب ذلك العاشق المتيم من الداخل: بقولك اتاخرت علشان اكلمك في جو هادي بعيد عن الناس.

كريم بتلعثم: لا لا.. مش دي.. الي في الاول... قصدي اللي في النص.

هاجر: اااه تقصد حبيبي.

كريم: انا هيغمى عليا يا جدعان.. انا اكيد بحلم مش كدا.. اخيرا اقريتي اني حبيبك.

هاجر بدلع: ايوه مش انت حبيبي و لا ايه و جوزي و كل حاجه كمان.

كريم: لا كدا كتير.. كدا كتيييير.. انا جاي اخدك دلوقتي من عند ريحانه... انا لازم اسمع الكلام دا وش.

هاجر بضحك: لا استني بس شويه لما تتطمن على امير و تهدى كدا و هكلمك تيجي تاخدني.

كريم: طب و حياتي عندك تعيديها تاني.

هاجر بغضب: لا بقولك ايه انا خلقي بيديق.. انا قولتها مرتين خلاص كدا رضا.

كريم: خلاص يا اما.. انا كنت شاكك بس تكوني مش هاجر بس اتاكدت خلاص

هاجر:ايوه كدا اظبط معايا..و شويه كدا و هكلمك تيجي تاخدني..يلا سلام .

كريم: سلام يا اختي سلام.

....

اما عند رنا و كارم...

كانت تعتلي مكتبها في العياده الخاصه بالنسا والتوليد في المستشفى لتدلف اليها امرأه تكشف عليها و كانت برفقة. زوجها.

رنا بترحاب: اهلا يا مدام.. ونظرت في الاسم التي اعطته لها السكرتيره.. مدام رحمه... ها اتفضلي.

رحمه بتوتر: لو سمحت يا دكتوره انا.. انا...

زوجها بحده: انتي لسه هتتأتأي... الست دي انا متجوزها بقالي تلات سنين و لسه مخلفتش لحد دلوقتي.

رنا غضب من لهجته في الحديث و لكن تحاملت علي اعصابها و اردفت: خلال التلات سنين محصلش حمل خالص يا مدام رحمه.

كادت تنطق قاطعها زوجها: لا.. و لا مره بقولك مش بتخلف.
رنا بصوت عالي قليلا: هو انت اسمك رحمه و لا المدام ثم لما هيا مش بتخلف جبتها عندي ليه مكنت ريحت راسك و مجبتهاش.
الرجل: عرفنا انك دكتوره شاطره.. و انا عاوز عيال و جبتها علشان تعرفي هيا مش بتخلف ليه وتعلجيها.

رنا بضيق: لسه هنعرف دلوقتي هيا بتخلف و لا لاء دا شغلنا احنا... اتفضلي يا رحمه.

و دلفت معها للمكان المخصص للكشف لتهمس رحمه بخوف: انا اسفه يا دكتوره بس هو عصبي شويه.

رنا: لا و لا يهمك.. انتي متجوزين عن حب يا رحمه.

رحمه: ايوه.. هو بيحبني بس...

رنا: بس ايه.

رحمه: هو عصبي و بيغير عليا اوي.

رنا: تمام... هنتابع الكشف.

و بعد مرور عشر دقائق انتهت من الكشف و اردفت: امور المدام رحمه تمام... بس هيا عندها تشنج عضلي في الرحم و دا اثر توتر و ضغط و عدم راحه جسديه و نفسيه.. وكمان عاوزه حضرتك تعملي التحاليل دي و. انتي كمان يا مدام رحمه و تجبولي النتيجه اول ما تظهر... اسم حضرتك.

الرجل: خالد البحيري.

التفتت اليه بتوتر و اردفت: تمام.. دي ورقه بالتحاليل ليكم و ياريت الراحه لو بتبذلي مجهود يا مدام رحمه مع الادويه دي.

خالد: انا هعمل تحاليل ليه انا تمام يا دكتوره.. انا جايب مراتي تتعالج مش تعملي دكتوره عليا..

انتفضت و اقفه و اردفت: انت راجل قليل الزوق و معندكش زرة احترام.. اتفضل برا.

رحمه بعتذار: انا اسفه يا دكتوره.. هو ميقصدش.. و لا قصده حاجه.

رنا بحده: لو سمحتي يا مدام رحمه انا مش مجبره اتحمل اسلوب و احد زي دا ابدا.. هيتعامل بزوق يتفضل و لا مش كدا ميدخلش عندي تاني و لو حبيتي تجي تعالي لوحدك.

خالد بتعالي: و احنا مش هنرجع تاني.. يلا يا بت من هنا و سحبها من يدها بحده للتأوه من اثر قبضته.

هرولت رنا لتنقذها من بين يديه و تردف: سيبها يا حيوان.. ايه الهمجيه دي .

دفعها خالد بقوه لتقع علي الارض و يضرب راسها بحافه المكتب لتقع مغشي عليها.

صرخت رحمه بقوه ليكتم خالد انفاسها و يسحبها من يدها و يخرج من الغرفه سريعا ليرطم باحد الممرضات كانت علي وشك الدخول أثناء سماع صوت مناوشات بالداخل.. و لكن بأسلوب همجي ازاحها من طريقه و سحب زوجته و خرج من المستشفى ببرود طاغي و كأن شيئا لم يحدث.
...

صرخت الممرضه بمجرد رؤيتها لرنا ملقاه ارضا و رأسها يسيل الدم منه.

تاوهت رنا أثناء لمسها و اردفت بصوت ضعيف: كلمي كارم.. كارم بسرعه.

.....


و على الجهه الاخرى في قصر آل عبد الرحمن تحديدا في غرفة مليكه...

كانت تتحدث مع احد اصدقائها عبر الشات لم تعرفها قط و لكن يتحدثون منذ سنوات الكليه الاولى تقريبا و كل ما تعرفه هو صوره شخصيه لها و ايضا مليكه بادلتها صورتها الشخصيه و اصبحت علاقتهم مقربه جدا حيث كلا منهم كان يقص علي الثاني يومياته و اسرارهم البعض.. فكانت عوضا عن كل الاصدقاء و افضلهم بالنسبة لها.

و أثناء المحادثه...

مليكه بملل: و بس يا سيتي دا كان يومي المعتاد انهارده من الجامعه للبيت و من البيت للجامعه وحاليا بكلمك.

الفتاه و تدعى انيتا : و انا كان يومي كالتالي من الجيم للشركه للبيت و حاليا باكل و انا بكلمك... هههه.

انيتا : طب هتنزلي مصر امته طيب... انا مليت و احنا نتكلم شات كدا و عاوزه اشوفك.

أنيتا : و الله انا اكتر بس رامي اخويا بيأجل النزول كل شويه.

مليكه : انا جالي عقده من اخوكي دا من قبل ما اشوفه.. ايه دا كاره مصر لدرجه دي ليه كدا.

انيتا : هو عنده اسبابه الخاصه و انا عذراه بصراحه و مش بحب اظغط عليه.

مليكه بفضول: لدرجه دي مجروح.

أنيتا : انتي مفيش فايده فيكي برده عاوزه تاخدي مني اي معلومه و السلام.

مليكه بضحك: انا عندي فضول الصراحه و هو شكله غامض كدا.

أنيتا بضحك: منصحكيش تعرفي عنه حاجه.. اخويا شخص مع حاله و ليه دماغه لوحدها... وصعب حد التعامل معاه.

مليكه: انتي كدا هتخليني اسافر مخصوص علشان اتعرف علي الكائن دا.

انيتا بيأس: مفيش فايده فيكي.. انا مش فضيالك حاليا.. انا رايحه اذاكر.. و انتي كمان قومي ذاكري شويه.. سلام.

مليكه: كدا يا ضغنن بتوزعني.. طب سلاااااموز يا ندااااله.

و اغلقت معها الهاتف و هي تفكر في تلك الرجل ذو الشخصيه الغامضه و التحكمات العصيبه التي تقف عائق بينها و بين رؤية صديقتها.

.....

الي هنا ينتهي الفصل احبتي الى اللقاء الفصل القادم ان شاء الله ♥.

ريحان القلب بقلم أسماء صبري.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي