الفصل الحادي و العشرون الجزء الثاني

قد تعيش في بيئة مليئه بالغل و الحقد و لكن عندما تصبح شاب تجد نفسك علي غير المبادئ فقد يخلق من مجتمع فاسد شاب صالح لا يمس لتلك المجتمع بأي صلة .
كان الجميع يشعر بالتوتر فأصبحوا يخافون من القادم و كل فرد يخاف علي فلذه كبده فعندما يفكر يفكر بتمعن خوفاً علي ما هو خلفه و ليس علي نفسه فقط فالنساء فارق عينيهم النوم خوفهم علي أبناءهم و علي ما يحمل لهم غداً حتي الذين عندهم امتحان لم يذاكرون المادة بل اكتفوا بأحدي المذكرات النهائية بالإضافة إلي ما فهموه خلال السنه فليس عندهم المقدرة علي التركيز فالاجواء حولهم لا توحي بالخير و كذلك مني التي في عالم خاص بها تقف في البلكونه الخاصة بها تنتظر زوجها علي أمل بعودته مرة أخري و تجلس كلاً من ثناء و كوثر معاً بالداخل .
بينما تجلس وداد و ألفت أمام المنزل فالرجال جميعهم بالخارج و فريدة تقف مع سيدة و عطر لتعرف ما وصلوا إليه في المشروع فلقد الهتها المشاكل عنهم بينما روان و كريم أصبحوا لا يقدرون علي الاستيعاب و كل شاغلهم ماذا سوف يحدث لهم غداً؟ فالجميع في رعب من اللحظة القادمة و يدعون أن لا يطلع النهار.
بينما هو لم ينم طوال الليل ينتظر الصباح حتي يخلص ما في نيته فهو يدعو الله دائماً أن يقف الله بجانبه و جاء دوره كي يساند مظلوم حتي لو جاء علي اقرب الناس له و لكن كل ما يشغله هو من أين سوف يبدأ؟ فعزم القرار بعد اذان الفجر سوف يتحرك و ليكون الله سنداً له و عونا.
مع آذان الفجر كانت الثلاثة عائلات يصلون الفجر فجميع النساء مستيقظة و رجالهم بالخارج أما ريم فعندما استيقظت وجدت لؤلؤة مازالت تذاكر و لكن كان عكس ذلك فلؤلؤ كانت تتذكر كل ما حدث و هي تنظر إلي المذكرة و لكن عقلها ليس بها فقالت ريم لها: لؤلؤ حروح أشوف خيك و ارجع ليكي بحاجه تشق ريقك قبل ما تنزلي و حنزل اروح معاكي الامتحان النهاردة .
هزت لؤلؤ رأسها بابتسامه و خرجت ريم التي وجدت نور غرفتها مازال مضئ ففتحت الباب و دخلت وجدت مروان كما تركته في مكانه لم يتحرك أنمله فقالت له: قوم صلي الفجر و سيبها علي الله و هو حيدبرها.
فرد عليها بصوت كله حزن: سيبها علي الله بس المره ده كانت فوق حملي صدقيني غير كده كول الليل بطمن علي عمار قولت لو فاق اروح ليه بس معز خبرني و قال لسه يا كده حقوم اصلي الفجر و اطلع علي المشفي بس خلي بالك من لؤلؤ .
نظرت له و قالت: روح متخافش عليها أنا حنزل معاها اروح الامتحان علشان متبقاش لوحدها و لما نرجع حيكون ربك فرجها خد كوبايه اللبن ده و حطلع ليك غيار تتسبح و بعدين حرجع لؤلؤة علشان اكون معاها و لو في جديد علي تليفونات.
هز رأسه و بالفعل شرب اللبن و غير ملابسه التي كانت مازالت بها اثار الدم و نزل لكي يصلي الفجر و يدعو بأن يزيل الله الغمه .
بينما عندما آذن الفجر قامت خديجة و قالت: أنا حقوم اتوضأ و اصلي الفجر و ادعي ربنا أن يفك كربنا و يقوم ولادنا بالسلامه .
بينما قالت نوارة : مش عارفه ايه إلي حصل لينا بس اكيد ربنا ليه حكمه .
بينما كانت فريدة تفكر ماذا تفعل ؟ فعزمت الأمر علي إن تصلي الفجر و تتحرك للمشفي .
بينما بعد صلاة عتمان و درويش الفجر جلسوا كي يطمئنوا علي عمار الذي مازال في العنايه .
بينما كان سعد بالقسم فنادي عليه العسكري و عندما صعد وجد أمامه شاب مقارب لهم في السن و ملامح الوجه هادئة من يراه في المرة الأولي يعتقد بأنه ليس من المكان و لكن عندما تمعن النظر تعرف إلي أي عائلة ينتمي و وجد الضابط يقول : يلا يا بطل أقل من ساعة و حتكون بره القسم خلاص خدت براءة .
نظر له سعد دون فهم فقال: هو صقر قال الحقيقة .
نظر له الضابط و قال: لا استاذ فهد هو إلي كان معاه دليل براءتك كان مصور كل إلي حدث جه يسلم الفيديو النهاردة و اتضح كل حاجه كنا عايزين نعرفها .
نظر له سعد و قال: أنا حاسس إني شوفتك قبل كده بس المهم ازاي صورت الفيديو من غير ما حد يشوفك من بره .
فابتسم ذلك الشاب و قال: من جوه البيت يا سعد مش من بره .
نظر له بعدم فهم فأكمل: من جوه البيت أصل أما فهد اخو صقر الصغير بس أنا غيره أمي كانت بتزرع جوايا الخير غير صقر إلي كان جدي بيزرع فيه الشر و أه حصده .
نظر له سعد باستغراب أحقاً جاء بدليل يثبت ادانه أخيه و براءته أحقاً قد يخرج من مجتمع فاسد عالم كل ذلك تحت نظرات الشاب الذي يعرف ما بفكره فيه سعد فقال: كده يا حضرة الضابط عملت إلي عليا بعد أذنك أمشي أنا علشان عندي شوية مشاوير .
وافق الضابط علي أن يمشي و في نفس الوقت خرج سعد مع شروق الشمس فكان كأنه يري الدنيا لاول مرة و اول ما خرج ذهب إلي المشفي كي يري ماذا يفعلون و بالفعل وجد معز و سمير و عادل و جدوده الذين اتفاجئوا بدخوله عليهم فقال له عتمان: سعد كيف يا بني خرجت فحكي لهم ما حدث فتعجب الجميع ما عدا درويش الذي يعلم حقاً بأن ام صفر و فهد كانت فتاة بسيطه من عائلة صغيرة و كانت عندها عزة نفس حتي وقع والد صقر في عشقها و زادت غلاوتها عندما حملت و ولدت و جاء صقر فكان الكون خلق لها و كل طلباتها مجابه و كان أيضاً علي علم بأن الكفراوي لا يقبلها لأنها عنده مثلها مثل الخدم و لكن كان يظهر عكس ذلك امام ابنه حتي لا يقع في الخطأ و يفقد ابنه بدل ما يكون بجانبه يبقي ضده فطوال الوقت يعاملها معامله الخدم و عندما يأتي ابنه يعاملها كأنها ملكة حتي عندما تتحدث يكن كل ما قالته خطأ و لكن ابنه كان كما يقولون أفعي تأتي بمثلها فكان يعرف ألاعيب والده و لذلك كان عندما يأتي الليل يحضر لها كل شيء كي يعبر عن أسفه في معامله أبوه لها و كانت تتقبل ذلك بصدر رحب حتي مات زوجها و فقدت سندها و فأصبح لا احد يواسيها في دنيتها وقتها علمت بخبر حملها فأصبحت تمني نفسها بأن الله حب أن يكافئها بعد أن أخذ الكفراوي منها صقر و كان إجابته أن صقر ولدهم و هي ما يكون الا اسم مكتوب في الشهادة فقط و عليها أن تتركه كي يتربية مع جده و لذلك خافت أم تخبره بحملها خوفاً أن يصابها مكروه أو يصيب حملها ما يعكر وقتها قابلها درويش و هي تجلس في الجنينه و كانت علامات التعب واضحة علي ملامحها فعلم منها كل شيء و قرر أن يساعدها حتي لو بمبلغ بسيط كل أول شهر فهو علي علم بعادات الكفراوي التي يكره الناس أن يتعاملون معهم كي لا يسمعون منهم ما يضرهم و كانت تلك الفتاة كالتي خلقت كي تأتي و تعيش في مجتمع غير عادل فيسترظ الله أمانته كي لا تكون من تلك العالم الظالم الذي لا يفهم مني الاحساس .
بينما قال غريب : إزاي يعني دول الاتنين ربايه الكفراوي اكيد تعبان كيف خيه .
فأجابه درويش: لا ده تربيه أمه كان وياها علي طول عكس أخوه كان وياه جده فأكيد في فرق في التربيه صدقني الي يروح القسم علشان يطلع حد برئ و ميهموش غير كده ده مش حيكون تربيه شيطان لأن الشيطان معندهوش قلب .
بينما قال سعد: في أول مرة ظنيته أنه من بره البلد و بعد كده شبهت عليه بس إلي استغربت له بأنه صور الفيديو من جوه من غير ما حد يشوفه و لما حيه انضرب بالنار مكانش جنبه حتي البوليس لما قبض عليه مكنش موجود .
فأجابه درويش و قال: علشان طول عمره عايش في أوضة في الجنينه و الأوضة ده من الأصل أوضة والدته فأكيد مرداش يسيبها و يعيش جوه المكان أو أخوه زي جده مش معترف بيها أنه أخوه علشان يكون ليه كل حاجه في ناس كده ممكن تيجي على اقرب حد ليها علشان الطمع عماها عموماً يا ولدي حمد لله علي سلامتك يلا بقي روح لمرتك علشان حتتجن عليك عاد .
فقال عتمان : اه يا ولدي مرتك كانت امبارح كيف المجنونه و كانت مصممه تروح ليك لولا معز ربنا يباركله أقنعها .
نظر سعد لمعز نظرة شكر و ذهب إلي البيت كي يطمئن علي مني بالإضافة إلي تغيير ملابسه .
بينما كانت مني مازالت بالبلكونه لم تدخل فقالت لها كوثر: يا بنتي تعالي ريحي شوية أنت من امبارح مرتاحتيش و كمان كلي لقمة تسندك .
و لكن لم ترد عليهم كان أحدهم منتظر شيء و لا يريد أمامه إلا ذاك الشيء و بالفعل بعد دقائق اخءت تغمض عيناها و تفتح عيناها بسرعة فائقة فعقلها غير مصدق لما تراه هل استجابه ربها لها و هي تري زوجها بالفعل أم أنها مثل التائه في الصحراء لا يريد شيء و يريد أن يرتو و كل ما يره ماء يجري عليه ظنن أنه ماء و لكن في النهاية يجده سراب و لكن في النهاية أيقنت ما تراه حقيقي عندما وجدته أصبح تحت البلكونه و ينظر لها و يبتسم لها .
بينما كانت كوثر و ثناء يتحدثون وجدوا مني تقف أمامهم فقالت لها كوثر: أخيراً يا بنتي سمعتي الكلام ريحي بقي شوية بدال ما تقعي مننا .
فابتسمت و قالت: سعد طالع يا خاله سعد طلع .
نظرت لها ثناء بتعجب و قالت: بنت يا مني اتجنيتي عاد كيف طلع و هو في القسم شوفتي اخرت الوقفة طول الليل في البلكونه ريحي يا نضري و أن شاء الله خير.
لم تكمل حديثها بالفعل حتي وجدوا باب الغرفه ينفتح و يدخل سعد بالفعل فصرخت كوثر باسمه و قامت باحتضانه و كذلك قالت ثناء: حمد لله علي سلامتك يا ولدي و أنا إلي فكرت البنت اتجننت طلع أنها بتقول الحقيقة .
بينما قالت لكوثر: يلا بقي يا خيتي ننزل و نسيب الولاد و أنا كمان اروح علشان اشوف وداد لو عايزة حاجه و اعرف كمان ايه الي حصل.
نظرت لها كوثر و قالت: يلا يا خيتي بس اقعدي حتي نتغدي مع بعض .
فأجابتها بأنها قد أطمئنت علي ابنتها برجوع زوجها و عليها الرحيل.
بينما بعد ما عادوا نظر سعد لمني و قال: سمعت انك خربتي الدنيا عشية لما عرفتي إلي حصل .
نظرت له بخجل و قالت: مش جوزي و لازم اخاف عليك عاد امال ازاي ابقي مرتك و شايله اسمك و مش اخاف عليك .
فأجابها: طب و دلوقتي برضه لسه خايفه عليا .
فأجابته بخجل: و لغايه اخر يوم في عمري حخاف عليك برضه خلاص شيلت اسمك ليوم الدين .
فنظر لها بعشق و قال: أنا النهاردة لولا الظروف كنت قعدت جارك طول النهار بس لازم اتسبح و أكل لقمه و ارجع اروح ليهم علشان أطمئن علي عمار .
فأجابته: هو لسه مفاقش عاد فأجابها بالنفي .
فقالت: طب يلا اتسبح و أنا ححضر ليك طقم عقبال ما تخرج و حنزل أحضر ليك لقمه تسندك .
بينما كانت كوثر في المطبخ تحضر الطعام وجدت مني خلفها فقالت : فيه أيه يا بنتي كنت حتموتي عليه عاد دلوقتي تسبيه و تنزلي .
فأجابتها مني : لا يا خاله و الله ده هو عايز يفطر و يتسبح علشان راجع يقف معاهم في المشفي لكي يطمئن على صحه عمار .
هزت كوثر رأسها و قالت : خلاص اطلعي أنت و الوكل حجهزوا و أطلعه ليكم .
فاجابتها مني: لا يا خاله عادي أنا ححضر ليه الوكل بسرعة و اطلع له .
بينما كانت فريدة مازالت مستيقظة و عندما ظهر الصباح ارتدت ملابسها و خرجت كي تذهب للمشفي فوجدت روان فاخبرتها أين تذهب كي تخبر والدتها و بالفعل ذهبت و وصلت المشفي فقال سمير عندما وجدها تدخل عليهم : برضه مفيش فايدة في بنتك جت و عملت إلى في دماغها مش عارف بتفكرني بمين كان دماغه ناشفه .
أبتسم عادل و قال: رغم أني معارض أسلوبها بس هي طالعه ليا .
عمار حيفوق و له في مشكله حتواجه .
فهد حيعمل ايه في مواجهه أخوه .
لؤلؤ حتعمل ايه في الامتحان .
كل ده حنعرفه الفصل القادم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي