الفصل الخامس عشر

نبع من داخلي اصرار التحدي على مواجة الصعاب ولكن هذا القلب يتمرد علي أحلامه وبشده.

في صعيد مصر:
وبالتحديد في الأقصر:-

_كان لؤي يمر بأهم فترات حياته، فهو لا يعلم من تلك الفتاة التي أختراها له جده، وما هو ذنبه في تلك الزجية التي سيتزوجها، فهو خائف أن يظلمها معه فهو له قوانينه الخاصة في المعاملة، ومن الصعب أن يقترب منه أحد.

_دلف جده للغرفة وهو يبتسم خبث فقد هان تحقيق أماله فهو لا يريد أن يمت ويتركهم هكذا: مالك يا ولدي واقف عندك ليه تعالي عايز أتكلم معاك في موضوع مهم يا ولدي.

_دلف لؤي من الشرفة وجلس بجوار جده واردف بحزن: نعم يا جدي في حاجة عايز تقولها.

_الجد بمراوغة وهو يضع يده علي كتف لؤي: أنت دلوج يا ولدي بجيت راجل يعتمد عليه وحال أختك لارا دي حال مش مقبول بالمرة يعني أية عارضة أزياء وسايبها كدا أنا عشان الموضوع ده هزوجها صخر بن عمها.

_لؤي بعيون جاحظة وهو يضغط علي يديه: وذنبها أي لورا لما تتجوز واحد متعرفوش يا جدي، وحضرتك عارف أن لورا بتحب صخر من وهما صغيرين.

_الجد بهدوء مخيف وبرود قاسي: ذنبها أنه عمره ما حبها وأنه بيعاملها علي أنها أخته الصغيرة يا ولدي انا الوحيد اللي عارف كل واحد بيفكر كيف ولو صخر اتجوزها كنت كدا ظلمتها لأني عارف أن صخر بيحب لارا وناقش في موضوعهم دي تاني مش عايز المهم الحج سليم القهراوي وعيلته جايين اليوم العصر ولازم الاستقبال يكون علي أعلي مستوي دي بنت السعدي.

ثم صمت برهه، وأردف بمكر: وعروستك وصلت مصر اليوم بس هيريحوا يومين في شجتهم عشان تعب السفر وهيجوا أخر السبوع يا ولدي، وقسما عظما لو زعلتها ليكون أخر يوم بعمرك دي بنت الغالية فاهم ولا أفهمك يا لؤي باشا.

_لؤي بضجر وتنهيدة فهو ليس في يديه شيء ليفعله: حاضر يا جدي كلامك أتفهم زين وهيتنفذ بالحرف.

_ الجد بخبث فهو يعرفه جيدا: تمام غير خلجاتك ويلا عشان تحضر الاستقبال فاضل ساعتين علي وصول الضيوف.

_لؤي بابتسامة صفراء ومكر: أتفضل يا جدي وانا هاجي وراك فورا .

_غادر الجد وترك لؤي يفكر في حيلة للسيطرة علي تلك الفتاة التي لا يعرف من هي حتي الأن.

_غير ملابسة وهو يفكر في تلك الفتاة من تكون، فهو لأول مرة يفكر في شيء بهذا العمق من التفكر.

_وبعد وقت ليس بالقصير نفض تلك الأفكار من رأسه ونزل للأسفل لتحضير استقبال العريس وعائلتة.

_كان لؤي ليس راضي بالمرة عن أي شيء يفعله جدة أبدا.

_وهو يجتاز المرر المؤدي للصالة سمع صوت نحيب يعرفه جيدا، فخفق قلبه وبسرعة وذهب يجلس بجوارها.

_وضع يديه علي كتفيها ثم قبلها من جبينها، ومسح دموعها، وأردف بحب: علفكرا بقي العياط دي وحش عشان القمر مفيش قمر كدا بيعيط.

_لورا بحزن ودموع: بس أنا بحبه يا لؤي وببساطة جدو يجوزه للارا طب ليه ولا عشان هي أحلي مني وأجمل مني.

_ثم صمتت وأكملت بشهنقة: أنا عارفة أن الجمال جمال الروح بس أنا حبيته بقلبي ليه يجوزهولها ولا عشان أنا سمرا ومعيبه وعندي عيب خلقي في وشي أنا مش أول ولا أخر واحدة تكون كدا يا لؤي أنا بموت من جوايا ومحدش حاسس بيا.

_لؤي بتعجب من كلامها وقلب حزين أردف ببسمة: لا يقلب أخوكي أنتِ ست البنات وأجمل البنات عمره ما كان العيب الخلقي حاجة وحشة لا يقلبي دي حاجة بتميزك عن بقية الناس وعمره ما كان البنات السمرا وحشين بالعكس دول ملكات جمال لا يروحي متستقليش بنفسك جدو معملش كدا عشان فيكي حاجة جدو عمل كدا عشان صخر عمره ما حبك وبيعتبرك أختة الصغيرة جدو فاهمنا كلنا ولو صخر كان بيحبك كان جوزهولك بس صخر عمره ما حبك ولا هيحبك ولا هيصونك عشان كدا جدو اخترلك واحد تاني أكيد هيكون سند ليكي وعوضك أنسي صخر يا لورا وابداءي حياة جديدة حياة مع قدرك ونصيبك.

_نظرت له لورا بدموع وهي تحاول فهم أخيها: يعني كل المعاملة دي كانت أخوة أنا مش مصدقة بس هحاول أسمع كلامك يا لؤي وهحاول أبداء صفحة جديدة مع نفسي.

_لؤي بابتسامة حب: طب أنا هروح استقبل عريس الغفلة ويلا اطلعي جهزي نفسك يا عروسة.

خرج لؤي لتحضير الاستقبال وصعدت لورا لغرفتها لتصلي وتدعو ربها أن يجبر بقلبها.

_هل لورا ستتخطي تلك الأزمة أم للقدر رأي أخر؟

                 ~~~~~~~
في إيطاليا:

_عادت زهراء إلي المستشفى لتعيد الكشف علي مراد وتعطيه الدواء.

_دلفت لغرفة المريض وعلي وجهها علامات التعب والإرهاق فهي لم تنم منذ يومين بسبب العلمليات.

_عندما دلفت وجدت حسام يجلس بجوار مراد، وعلي الناحية الأخري إياد، فتنهدت تنهيدة عميقة ثم دلفت بابتسامة واردفت: حمد لله على سلامتك يا أونكل مراد، حاسس بأي دلوقتي ولا لسة تعبان.

_مراد بتنهيدة وهو يتنفس بصعوبة: الحمدلله يا بنتي أنا بخير شكرا جدا ليكِ علي كل اللي عملتيه عشان العملية حسام قالي كل حاجة حصلت.

_زهراء بحب وهي تقترب منه وتمسك يده لتقيس النبض: حضرتك يا أونكل في مقام بابا ومن واجبي أن حضرتك تكون كويس وبخير ومش عشان حاجة والله بس دي شغلي وكمان عشان خاطر طنط وسهيلة وعلياء ميزعلوش.


_ابتسم مراد علي شخصيتها واردف بابتسامة: تسلمي يا بنتي علي كل حاجة عملتيها.

_اردفت زهراء بحب مصطنع وهي تتحاشي النظر لإياد: النبض بقي كويس جدا واتظبط دلوقتي بقي لازم تاكل عشان داخل العلاج والأكل طبعا لازم أكل صحي مش أي أكل طبعا دكتورة التغذية المفروض هتيجي الصبح عشان تحدد الأكل المحدد في فترة النقاء ولازم هتمشي علية.

ثم صمتت برهة وأكملت: أنا لازم أمشي دلوقتي وهاجي بكرا الصبح عشان أشوف حضرتك المهم دلوقتي لازم تشرب عصير مع العلاج فقط وبكرا هيتحدد الاكل المناسب أستأذن أنا بقي عشان متقلش علي حضرتك وياريت متتكلمش كتير.

_خرجت زهراء إلي مكتبها، واحضرت حقيبتها وذهبت للمنزل.

_أما عند إياد كان ينظر لها بحب وأكنه يراها لأول مرة بحياته فهي مثل الحورية والملاك.

_حسام بحزن فهو يعرف كل ما حدث معه: أنت اللي عملت في نفسك كده يا إياد ودي رد فعل طبيعي للي حصل.

_مراد بتعجب من كلامهم: حصل أي ممكن أفهم.

_إياد بتنهيدة وبداء يسرد له كل ما حدث معهم بسبب تلك الفتاة الحمقاء.

_مراد بتنهيدة وحزن بعدما انهي إياد حديثة: مش عارف أقول أي غير أنك غلطت وغلطة كبيرة إزاي تسمع لانسانه حقيرة شكل دي تشتغل عندك في الشركة الغلط من الأساس من عندك فاستحمل بقي رد فعلها، وزهراء عداها العيب وازح بنت أصول ومتربية ومهنش عليها العشرة فعلا بنت بميت راجل ورغم اللي حصل صلبة وواقفة وبتعافر عشان حلمها.

_إياد بحزن من كلام أبيه: عارف يبابا بس للأسف أنا مش عارف هي شافت أي ولا أنا عملت أي كل اللي فاكرة أنها شافتني أنا وسارة مش فاكر أي حاجة تانية.

_حسام بتفكير وهو يجول الغرفة: لأن للأسف في مخدر لما بيتاخد الشخص مش بيبقي فاكر أي حاجة من اللي حصلت ولا بيفتكر.

_مراد بدهشة: طب والعمل يا إياد هتسيب بنت الناس زعلانه كدا كتير عشان واحدة متسواش حاجة.

_حسام بتفكير وهو يجلس بجانب والده: طب لية مفكرتش تشوف كاميرات المكان اللي كنت فيه وتشوف حصل اي.

_اياد بابتسامة مستفزة: أنت فاكر لما هروح هلاقي حاجة دي واحدة عقربة واكيد خفت الأدلة.

_مراد بتنهيدة: مفيش مجرم بيخفي وراه الأدلة بنسبة مية في المية حاول تبحث عن اي حاجه عشان حبك يا إياد.

_إياد بتفكير: هحاول اعمل اللي أقدر عليه عشانها.

_فماذا يخبي لهم القدر يا تري؟

انتظروا مزيد من التشويق والايثارة
بقلم همس الحياة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي