الفصل 22

ارتعب ديف وترك لورين فقام جيسين بلف ذراعه حول عنق ديف وخنقه وهو يقول : انا على يقيناً ان هذا اكبر خطأ قد ترتكبه في حياتك

لورين باكية وتصرخ : اتركه. .اتركه يا جيسين

استمر بخنقه قائلاً : لا تعرف كم تمنيت ان استطيع حمايتها .. سأجعلك تندم ديف

صرخت لورين بكل قوتها : انه يموت بين يديك. .اتركه

نظر اليها  وشعر انها لا تريد رؤية خوفاً اكثر من هذا 

ترك ديف فسقط على الارض وظل يأخذ انفاسه بصعوبة

دفعه جيسين بقدمه ثم ركله بقوة وصرخت لورين خائفة

جيسين : اذا رأيت وجهك ثانية.. سيكون اخر يوم في حياتك

ركض ديف بصعوبة وخرج من الغرفة مرعوباً

جلس جيسين القرفصاء امام لورين ووضع يده على كتفها وهي منزلة رأسها

فقال بحنان : هل انتي بخير؟؟

وبسرعة احتضنته خائفة وهي تلف ذراعيها حول عنقه

تفاجئ جيسين وتذكر عندما كان توماس الحقيقي وبعد ان انقذ لورين من ذلك الرجل

قاما برميه في النهر دون ان يراهما احد

عانقته لورين وبعد لحظة مدت يدها تصافحه قائلة بأبتسامة رقيقة : اسمي لورين..

في الوقت الحاضر

ضمها جيسين اليه بقوة

ثم تركته لورين وقالت باكية : لقد. .لقد حدث هذا معي سابقاً ..وكان. .توماس موجوداً

-انتِ بخير الان .. لا تقلقي   ( بدفء )

-لا استطيع احتمال هذا مجدداً. .انا افكر بما حدث في الماضي كل ليلة تقريباً ( تشهق باكية )

مسح دموعها وهو يقول : لن اسمح ان يحدث لك اي مكروه . .

سكتت لورين قليلا ثم قالت : جيسين . . انت شخص لا اريد التخلي عنه ابداً

-لن يحدث ذلك . .لأنني لن اتخلى عنك

فأبتسمت مطمئنة . . وبعد لحظات كانا جالسين على اريكة في المكتب وقد هدأت لورين قليلاً

جيسين : كيف صرتي الان ؟

-افضل بكثير . .اردت ان اخبرك . . انني . . حسناً . . سأعود للعيش مع توماس

توسعت عينا جيسين قليلاً ثم قال : لماذا ؟ ؟ . .سأغير الشقة اذا لم تعجبك هذه

-لالا . . انا فقط اريد العودة للعيش معه . . كلما فكرت انه يعيش وحده اشعر بالضيق .. اعلم انه لا يريد البقاء وحده..خصوصا ً  الان

-لماذا؟؟..ماذا عن عدم اكتراثه لك ؟ ؟

-سأبقى معه ولو طردني بنفسه . .صدقني انا لا استطيع تركه وحده

استسلم جيسين لها وقال : كما تريدين . . عودي اليه اذا كان ذلك يُريُحك

ابتسمت لورين براحة

صعد توماس الى شقته وهو يمسك هاتفه قائلاً : انطفئ، رااائع

فتح الباب ونظر الى الشقة المرتبة فقال مستغرباً : لا اذكر انني رتبتها منذ . . اربعة ايام. .ربما

خرجت لورين من المطبخ قائلة : ارى انك اضفت بعض الأضافات السيئة للشقة بعد رحيلي

لم ينطق توماس بكلمة بل ان عيناه لم ترمشان وهو يراها امامه . .لا يعلم ماذا اصابه ؟ ؟

لم يصدق انها امامه فقال وهو يتهرب من النظر اليها : مالذي تفعلينه هنا ؟ ؟

عادت الى المطبخ قائلة بسخرية  : لم استطع تحمل فراقك

ووقفت وعلى وجهها ملامح هادئة

سار توماس نحوها..فتظاهرت بتقليب الطعام الذي على النار

توماس : خرجتي بأرادتك..وعدتي بأرادتك

ثم توجه الى الحمام واغلق الباب

ابتسمت لورين بينها وبين نفسها

وبعد ان تناولا الطعام توجها الى فراشيهما

جلست لورين الى سريرها ونظرت الى توماس الذي يقف امامها بخطوة وقد كان يرتب سريره

مدت يدها بتردد وكأنها ترغب بلمسه . .
فألتفت أليها وشعر لوهلة فقط انها ارجعت يدها بسرعة متظاهرةً بالهدوء . . استغرب قليلاً. . لكنه تجاهل الامر

فقالت منزعجة : هل تعلم انني لم استطع النوم منذ ان رحلت من هنا ؟ ؟

اجابها دون ان ينظر إليها : اوه حقاُ ؟ ؟ ظننت جيسين قام بالواجب

-ماذا تقصد ؟ ؟

-ظننته سينام بقربك

-ايها ال . . . .( بغضب )

-ماذااا ؟ ؟ . .

-انتَ شخصٌ لا يُصدق ( منزعجة ثم اكملت بأطراء) اجل هو شاب راااائع. .اوه لا اصدق كم هو رائع

نظر توماس اليها  غير مكترث وهي لا تزال تتكلم : انه مذهل .. لقد انقذني ..

استلقى على سريره و قال : ولماذا لم تتزوجي به ؟ ؟

سكتت لورين للحظة وكأنها لم تتوقع ان يسألها ذلك

ثم قالت : انه. . حسناً.. لديه خطيبة . . التي هي حبيبتك

اعطاها ظهره وقال : الان يمكنك النوم

لورين منزعجة : لا . . لا يمكنني النوم انا غاضبة

-تعالي ونامي بقربي اذن ( دون اكتراث )

صاحت بطريقة طفولية : يمكنني النوم ، لقد كذبت

-لا يهم

واعطته ظهرها ايضا ونامت تقول لنفسها : غبي

سمعها ولكنه تجاهلها

ولحظات صمت كان كل منهما يعطي ظهره للأخر

لورين بتردد : تبدو . . تبدو مختلفاً

-ماذا تقصدين ؟ ؟  ( مغمض العينين )

-الشعر الاسود و الوشوم والملابس المختلفة

-افضل من السابق . . اليس كذلك ؟ ؟

سكتت لورين بهدوء

وفي الصباح . . توجه توماس الى الحمام وهو نصف نائم و فتح الباب ، فنظرت له لورين بصدمة

دخل وهو يمسح عينيه فصرخت لورين : توماااس ! ! !
نظر جيداً متفاجئاً  وكانت تغطي جسمها العاري

فصاح يخرج بسرعة  " تباً . .تباً "

خرج وهو احمر الوجه

وعاد الى سريره وهو يصيح : اقسم انني نسيت انك عدتِ. .ااسف. .اسف

زبعد لحظات وبينما كانا يتناولان الطعام وبدا الجو بينهما مرتبكاً

لورين بتردد : هل ..كنت تنظف الشقة ؟ ؟

-اجل . . كل اسبوع ( دون ان ينظر إليها )

-كل اسبوع ! ! ! ! ! . . . . . ههههه . . هل عرفت قيمتي الان ؟ ؟ ( محاولةً تغيير الاجواء المربكة )

-انا احب المكان فوضوي  ( منزعجاً )

-ماذا عن طعامك . . هل تحضره لك حبيبتك ؟

-هي ليست حبيبتي. .انها خطيبة حبيبك جيسين

اجابت بغضب : ليس حبيبي . . نحن صديقان . .

واكملت بتعالي : وهو قال انها لا تعني له شيئاً.. وسوف يتركها قريباً

واصدر توماس ضحكة ساخرة وقال : الأنكِ رأيتها معي في منزله قلتي انها حبيبتي

-لا ( بتجهم ) رأيتها معك قبل ذلك. .في اليوم الذي تركتكَ به

رقع حاجبيه مبتسماً : انتظري انتظري . . اين رأيتها معي..اوه (وضحك) انتِ لم تتركيني. .لأنه يمكنك المغادرة متى شأتِ

واكمل منزعجاً : فكما قلتي لا شيء يربطننا. .نحن لسنا اصدقاء حتى. .أليس كذلك ؟ ؟

ردت بسرعة : لا. . نحن اصدقاء

-لسنا كذلك..لماذا غادرتي اذن ؟ ؟

وصاحت : انتظر ( واكملت بهدوء ) كنت منزعجة منك كثيراً ،اردت ان ابتعد عنك بعض الوقت

-منزعجة ؟ ؟ لماذا ؟ ؟ ماذا...(وسكت وكأنه عرف الاجابة فقال بمكر) هل لأنك رأيتِ ايبرل معي؟؟هل تغارين منها؟؟

ردت بجدية وهدوء : اجل

نظرا الى بعضهما بصمت

لورين : اجل اغار منها

شعرت لورين بالحرج لكنها لم تكترث

تحدث توماس بينه وبين نفسه قائلاً "مالذي افعله."

وقفت لورين قائلة : سأذهب للعمل الان..

ونظرت له بسعادة وقالت : صرت اعمل في اكثر عملاً احبه..

وتجهمت لتكمل : بفضلك..لأنك اخبرته انني احب العمل في روضة الاطفال

-جيسين؟؟هل هو من اعطاكِ العمل؟؟

-ومن غيره؟؟ اخبرني..انت من اين تصرف على نفسك؟؟

-لدي ممولي خاص

(يقصد انه يأخذ من الحساب الذي وضعه له جيسين)

-حسناً..اراك لاحقاً

خرجت من الشقة وتوماس ينظر إليها ..ثم نظر إلى طعامه وهو يفكر

"الشيء المؤكد انها تحب توماس..توماس وليس انا جيسين..لكن..هل عليّ ان اجعلها تحبني ك(توماس)..ام اتركها ل(توماس)الحقيقي  ليجعلها تحبه.."

ثم قال : سأعود الى جسدي ولهذا سيكون توماس الحقيقي معها..و يجب ان اجعلها تحبني ك(توماس)

وبعثر شعره بيديه كالمجنون وقال بسرعة : توماس..توماس توماس توماس توماس توماس
اللعنة عليك

امسك هاتفه ووجد الشحن ممتلئ فقال مبتسماً: ييدو انها اعتنت بهاتفي ايضاً

شغلَ الهاتف ووجد 22  مكالمة فائتة من "ايبرل"
-تباً..هل حدث لها شيء؟

وفي منزل أيبرل الكبير ، اخذته الخادمة الى الطابق الثاني حيث غرفة ايبرل

دخل توماس  فوجدها تنظر من النافذة وتمسك كأس الشراب وترتدي ملابس نوم تسبه فستان السهرة الذي فيه فتحة طويلة وكان من الحرير

نظر اليهت: ايبرل، هل انت بخير؟؟

اشارت له بالجلوس

فجلس مبتسماً ويقول : كيف حالك؟؟ لماذا تشربين في مثل هذا الوقت؟؟

اجابت منزعجة : اين كنت البارحة؟؟ كان هاتفك مغلق

-اجل البطارية انت....

قاطعته :  كنتُ بحاجة أليك كثيراً..

ونظرت اليه وكانت ثملة للغاية وقالت : اخبرني اولاً..هل انت صديق جيسين حقاً؟

-حسناً..لا..انا لا اطيقه

وردت بسرعة وبحرقة قلب : اجل..اجل وانا ايضاً ذلك الحقير  الوغد يظن نفسه افضل من الاخرين

استغرب توماس كلامها وهي لا تزال تتحدث : التافه..انا اكرهه بشدة..لا اطيقه..لقد رأيته يرقص مع تلك الفتاة التي لا اعرف من اين احضرها؟؟

-لورين؟؟

-لا اعرف اسمها..تباً له ولها

ابتسم قائلاً : هل تغارين منها..لأنك تحبينه؟؟

بأنزعاج : احبه؟؟؟!!!..انه مجرد وغد..حسناً..لم يكن يكترث لي يوماً كنت اعلم ذلك واخبرت ابي بهذا لكنه اصر ان اوافق على طلب خطبته مني وما ان ينجح ابي بعقد الصفقة منه سأركله في مؤخرته واخرجه من حياتي..من يظن نفسه ليعا....

قاطعها توماس وهو يقف ويحرك يديه قائلا: انتظري انتظري..صفقة؟؟هل انتِ معه من اجل صفقة ابيكِ؟؟!!!

مبتسمة بسخرية: اجل.. هل تظنني سإحب شخصاً مثله..هل يوجد رجل يقول لحبيبته تقربي الى صديقي انه مسكين؟؟

-ماذا!!

-اجل..هو قال لي ذلك لأتقرب أليك..هل تظنه يحبني الان؟؟

-ولماذا فعلتي ما طلبه منك؟؟

-كنت اريد ان اجعله يندم لأنه طلب مني ذلك واجعله يشعر بالغيرة منك..لكن لم يحدث ذلك

-تباً
(صاح غاضباً..وشعرت ايبرل بالخوف قليلاً)

فقال : انتما معاً منذ اربع سنوات..كيف لا تحبينه؟؟لطالما كنتما تقبلان بعضكما وتسهران معاً

-اربع سنوات؟؟ اقبله!! كلانا كان يعبث مع الاخر، حسناً..كنت اشعر انه يتلاعب بي كباقي الفتيات..ولم احبه ابداً..وبعدها سافر الى أوتاه وبقي هناك اكثر من شهر تقريباً وعاد..بدا لي انه تغير..صار اكثر هدوئاً ولا يكترث لي ابداً..ثم طلب ان يخطبني فوافقت من اجل والدي..قال لي انه سيعلن افلاسه خلال سنة وعليه ان يعقد صفقة مع جيسين ليعود اقوى

وصرخ توماس : توقفي..انتِ معه من اجل صفقة ابيك؟؟لا اصدق، مالذي تتفوهين به؟؟

-اجل..والا سيعلن ابي افلاسه

-اذن لم تحبيه ابدا؟؟

ضحكت بصوت عالي واجابت:  احبه!! كيف احب شخصاً يتلاعب بي كباقي الفتيات.. لا لا..لم ولن احبه ابداً.. انه..

وصاح بغضب : اصمتي

-توماس؟؟ ما بك ؟؟..(مستغرباً)

-لا اريد سماع كلمة واحدة منك(بحدة)

وغادر مُسرعاً واخذ سيارة الى شركة جيسين

وعند مكتب السكرتيرة قالت له : انه في اجتماع الان وسينتهي خلال لحظات

جلس توماس ينتظر على اعصابه..وفُتحَ باب قاعة الاجتماعات حيث خرج منها عدد من الرجال وقد ركز توماس على احدهم فوقف بسرعة قائلاً : انه السيد براد والد ايبرل.  .تباً

فدخل بسرعة على جيسين الذي كان يجلس على كرسي مكتبه براحة

نظر اليه فقال توماس : ماذا كان يفعل السيد براد هنا ؟ ؟

-وما شأنك انتَ  ؟ ؟     (بحدة)

صاح توماس غاضباً : لا تقل لي ابداً انه لا شأن لي . . هذه شركتي وهذا مالي ايها التافه

- لا اصدق كم انت غبي ؟ ؟ لماذا لا زلت تظن ذلك ؟ ؟     ( بحدة وازدراء )

-سأعود لجسدي يا توماس مهما . . .

صاح جيسين : لا تناديني بهذا الاسم مطلقاً. .احتفظ به لنفسك

-اسمع ايها المتبجح الاخرق . . اريدك ان تفسد الخطوبة مع ايبرل. .انها كاذبة وتريد اخذ المال مني

وضحك جيسين وقال : منك . . الذي هو انا. . ألم أقل لك انك غبي . . انا اعرف كل شيء واعلم انها تحاول خداعي

-ماذا ؟ ؟

- اعلم ان والدها سيُفلس بعد اشهر ويحتاج لصفقة مني..اما انا فقمت بصفقة معه مختلفة تحتاج لتوقيعه فقط ولن اوافق على صفقة الشراكة التي يريدها هو . . واليوم سأترك ايبرل تلك السافلة . .كيف كنت تحبها ؟ ؟

تفاجئ توماس من تصرفات جيسين وقال : خطبتها لتجعل والدها يوقع على بعض الاوراق وتضمن توقيعه

-اجل . . لو لم اخطبها لما وثقَ بي . . والان غادر . . لا اريد رؤيتك امام وجهي

شعر توماس بذكاء جيسين فأستدار ليخرج من المكتب

وفي الليل دخلت لورين الى الشقة فكان المكان مظلماً ولم يكن هناك ضوء سوى ضوء القمر  القادم من الشرفة حيث يجلس توماس

ضغطت زر المصباح مستغربة ليشتغل فقال توماس وهو يغمض عينيه منزعجاً : اطفئيه

اطفأته قائلة : لماذا ؟ ؟ ماذا هناك ؟ ؟

-اتركيه هكذا

شعرت لورين بأن  توماس كئيب ومنزعج فقالت : جأت بعد الظهر ولم اجدك

لم يجبها ورأته يمسك زجاجة الشراب ويشرب منها

حزنت قليلاً ثم اقتربت منه وجلست بقربه قائلة : توماس . . ماذا حدث ؟ ؟

نظر اليها بأسى وقال : هل تعلمين ؟ ؟ لو انني . .

وسكت مختنقاً كما لو انه سينفجر بالبكاء والحزن الكبير وهذا ماحدث وهو يقول : لاشيء . . لا شيء في حياتي حقيقي . . اذا بقيت بهذا الجسد . . لن يكون لدي احد ولا اي شيء . . لا صديق ولا اخ ولا عائلة . . لا احد . . انا اخسر كل شيء

شعرت لورين بالحزن الشديد وقالت وهي تمسك يده : انا هنا. .ولن اتركك ابداً.. لن اتركك توماس

نظر اليها بأبتسامة يكسرها الحزن والدموع : انا لستُ توماس . .لستُ توماس يا لورين

نظرت له بأنكسار ودموع متلألأة و قالت : انا اعلم انك لستَ توماس
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي