الفصل24 عقد قران

حالة من الذعر أصابت الجميع فهل حقًا هذه الطفلة حية ترزق لكن السؤال الوحيد الذي خطر على الجميع كان من الراسل فهل هناك من يعرف أبنته فسأل عادل بنبرة جادة
-مين اللى ممكن يبعت لك كدة

ضحكت نيرة بسخرية تقول
-شوفت قولتلك أن بنتى عايشة

ظل مصطفى يحدق بهذه القطعة من الصورة فهل حقًا هذه الفتاة توأمه المفقودة ليقول
-دى مريم

مشاعر مُختلطة مُرتبكة سيطرت على قلب وعقول الجميع بحضور ظرف واحد قلب اليوم رأس على عقب...

__________

أستيقظت فيروز فى فراشها صباحًا على صوت رنين هاتفها المزعج لتبحث عنه جوارها وسط الفراش وتجده أسفل الوسادة لتقول
-ألو

أتاه صوته القوي الغليظ يقول
-مجتيش ليه ها؟ مش عندك شغل يا هانم الساعة بقيت 10

أجابته فيروز بنبرة خافتة وهى تلتف فى فراشها تقول
-أنا تعبانة يا حمزة مش قادرة أتحرك

هدأ من روعته ثم قال بقلق شديد
-ما لك

-جسمى مكسر أوى هقوم ألبس أهو

أجابها حمزة بنبرة خافتة يقول
-خلاص أرتاحي النهاردة

أغلقت فيروز الخط وهى تعتدل فى الجلوس وتمطى ذراعيها للأمام بتعب ثم بدلت ملابسها وأرتدت بنطلون جينز وقميص نسائي مخطط مفتوح وأسفله تى شيرت أبيض اللون ثم غادرت الشقة لتذهب إلى القصر، ترجل حمزة من الأعلى يتحدث فى الهاتف مع احد ليراها تدخل من باب القصر بجسد مُنهك فقال بجدية
-هكلمك تانى ..

أغلق الهاتف ووضعه فى جيب بنطلونه ثم ترجل بقية الدرج حتى وصل أمامها وقال
-أيه اللى جابك مش قولتلك أرتاحي

تنهدت بتعب شديد ووجه عابس وقالت بنبرة خافتة
-مش عايزة أقعد فى البيت

مسح حمزة على رأسها بحنان ثم قال
-طب أطلعى أرتاحي فوق وأنا هروح ميتنج ساعتين وأرجع

أومأت إليه بلطف ليقول
-نجلاء

جاءت نجلاء إليه ليتحدث بنبرة قوية وهو يضع يدها على وجنتها بخفة يداعبها بحب
-خدي فيروز هانم ترتاح وعينيك عليها دايمًا لو محتاجة حاجة على ما أرجع

أومأت نجلاء له بنعم وتقدمت خطوة نحو الدرج تقول
-أتفضلي

تحدث حمزة بهمس إليها بعينين قلقة وخوفًا عليها ليقول
-لو عوزتى حاجة قولى لنجلاء وأنا زى ما قولت مش هتأخر وزهرة مش هنا

أومأت فيروز إليه بنعم ثم قالت
-أنا عايزة حاجة

نظر إليها وهى تبتسم بعفوية ثم قالت بطفولية سعيدة
-أنا عايزة تشكين مقرمشة تجبلى وأنت جاية وجبة
تبسم حمزة بحب ثم أومأ إليها بنعم وغادر القصر لتصعد فيروز إلى غرفتها المخصصة وألقت بجسدها فى الفراش..

__________

كانت زهرة جالسة مع عادل بأحد المطاعم والطعام امامهم فقالت بحيرة
-يعنى انتوا متأكدين أن البت دى مريم

أومأ عادل إليها بنعم ثم قال
-أه بتاعت الحضانة شبهها أوى يا زهرة لكن بتاعت القطعة التانية مجرد جزمة مش ظاهر فيها ملامح حتى

أخذت زهرة يده فى يدها بعد أن رأت القلق فى عينيه والحيرة فنظر إليها بضعف وقالت
-متقلقش يا حبيبى وأن شاء الله خير لو فعلا أختك لازم تحمد ربنا أنك هتلاقيها

هز عادل رأسه بالإيجاب موافقًا على هذا الحديث منها ليقول
-أنا بحبك أوى يا زهرة، بحبك أكتر من أى حاجة فى الدنيا لأنك دنيتى ومبتكسفش أنى أكون ضعيف قدامك فى وقت الشدة

نظرت زهرة إليه بحب ونبضات قلبها تتسارع خافقًا إليه ثم قالت
-يا حبيبى أنا جنبك وهفضل جنبك مهما حصل

تبسم عادل إليها ثم قال
-ها بقي مش هتقوليلى أختارتى ان ميعاد للخطوبة

تبسمت زهرة بلطف وخجل مُبتسمة بسعادة ثم قالت
-أممم ممكن يكون اول الشهر

هز عادل رأسه بالموافقة وقال
-بعد أسبوع يدوب بقى أشترى البدلة

تحدثت زهرة وهى تعود لتناول الطعام
-أصلًا هنروح نشتريها دلوقت فكُل بسرعة عشان نمشي
ضحك عادل على قراراتها التى أتخذتها وحدها وتُدهشه بها ثم عادت لتناول الطعام ..

_______________

فُتح باب الكافى ودلف حارس شخصي مُرتدي بدلة سوداء اللون وسار نحو ورد ليقول
-أنسة ورد

ألتفت ورد إليه بدهشة وقالت
-أيوة!! مين حضرتك

تبسم الرجل بجمالية ثم قدم لها الكارت الخاص بـحمزة وقال
-حمزة بيه فى أنتظار حضرتك

نظرت للخارج لتجد سيارة سيدان مرسيدس فى أنتظارها لتقول
-بس أنا عندي شغل..

لم تصدق بأنها بالفعل جاءت مع هذا الرجل للقاء حمزة لتتوقف السيارة بها أمام شركة دبليو واى وترجل الحارس من الأمام ليفتح لها الباب فترجلت أمام مبني زجاجية من الخارج ضخمة يأخذ شكل بيضاوي بالطول فنظرت للمبنى بدهشة وهى تقول
-ناطحة السحاب دى ملك له

أشار الحارس لها على الطريق لتسير خلفه فسلك الطريق إلى المصعد الخاص بحمزة وجعلها تصعد ثم ضغط على البصمة الخاصة بالمصعد بأستخدام البطاقة التعريفية له وضغط على الزر رقم 20 وغادر المصعد ليغلق الباب وتصعد ورد وحدها وعندما غادرت المصعد رأت زين فى أنتظارها أمام المصعد ليأخذها إلى مكتب حمزة فى الرواق الهادئ الخالي من الموظفين ولم يظهر به احد سواهما ليطرق زين الباب أولًا ثم فتح ودخل وأفصح الطريق لها ثم قال
-أنسة ورد

رفع حمزة نظره إليها ليراها تقف خلف زين هادئة فأومأ بنعم ليغادر زين من المكتب فسارت ورد نحوه وصعدت الدرجات الخاصة بمكتبه وهى تقول
-مكنش في داعي للتباهي اللى حصل

أجابها حمزة بجدية وهو ينزع نظرة النظر عن عينيه ليقول
-دا مش تباهى دا تقدير منى لزيارتك وأنا اللى طلبت أقابلك فطبيعي أكون مسؤل عن طريقة وصولك

جلست ورد على المقعد المقابل لمكتبه ووضعت قدم على الأخرى بغرور ثم قالت
-عايز أيه

ضحك حمزة على عدوانيتها الواضحة فى عينيها وطريقتها ثم قال
-أنتِ معارضة أرتباطنا ليه

أجابته ورد بغرور شديد وهى تقول
-عشان أنت متستاهلش فيروز

أتسعت عيني حمزة بدهشة من جراءة هذه الفتاة فى الحديث وكلماتها الغليظة التى تسير غضبه أكثر ثم قال بضيق يحاول كبح غضبه عنها
-ليه بقى مستاهلهاش

-أنتِ بتحب فيروز؟

سألته ورد بجدية ليقول
-أكيد وألا مكنتش هتجوزها

نظرت لشجاعته ثم قالت بسخرية
-خلاص ورينا بقى هتعافر عشانها أزاى ولا أنت أتعودت اللى تعوزه تلاقيه واللى تحبه تملكه بسهولة لأنك حمزة بيه الحداد

وقف من مكانه بأغتياظ شديد ثم قال بتعجب من كلمتها
-أعافر عشانها!!

وقفت ورد من مكانها هى الأخري بغضب أكبر تقول
-أيه متعرفش بتعافر أزاى ، ورينى شاطرتك

غادرت المكتب غاضبًا ليعض حمزة شفته السفلى بضيق وهو على وشك قتل هذه الفتاة العنيدة التى تأمره وتعارضه كأنها ولية أمر حبيبته وليست أخته الصغيرة فتاة لم تكمل التاسعة عشر عام تتحكم به وتأمره حتى أنها تعارض زوجه وتمنعه عن حبيبته ليأخذ سترته من فوق المقعد ويغادر الشركة مُنطلق بسيارته إلى القصر حيث تبقي حبيبته كما تركها منذ ساعات، صعد مُتجه إلى غرفتها فورًا ثم فتح الباب ليراها بالفراش فولج للداخل وأغلق الباب وكانت فيروز نائمة مُغمضة العينين ليضع الوجبة التى أشتراها لأجلها على الكمودينو وجلس جوارها يتأمل ملامحها بقلب خافق ليقول
-أنا محدش يقدر يمنعنى عنك ولا يأخدك منى يا فيروز حتى لو أضطرت أن أحارب العالم كله

رفع يده ببطيء إلى وجنتها بحبها ليبعد خصلات شعرها الفوضوية ليشعر بحرارة وجنتها المرتفعة فوضع يده على جبينها بقوة لتقول
-حمزة

نظر إلى عينيها وهى تفتحها ببطيء شديد وتعب ليقول بلطف
-عيوني

أطلعت فيروز على ملامح وجهه لتقول بأرهاق
-حمزة أنا عايزة أنام

تبسم حمزة وتركها تنام ثم ذهب إلى الخارج ليطلب من نجلاء حساء ساخن لها ثم عاد للداخل وأحضر منشفة مبللة من المرحاض والدواء ثم وضع المنشفة على جبينها وجلس صامتًا جوارها مُتعجب من حال فهل أصبح الآن هو من يقلق لمرض غيره ويهتم لها فإذا كان هذا ليس حب فماذا إذن؟ بل هو عاشق مهما كان رأي الجميع فقلبه أصبح أسيرًا لها دون أذن منه أو برغبته، دلفت نجلاء له بالحساء ثم أعطته له وغادرت ليقظها بلطف قائلًا
-أصحي يا حبيبي عشان تأكلى

رفع رأسها على ذراعه ثم وضع لها الوسادة خلف ظهرها وبدأ يطعمها بيده وبعد أن أنتهت أعطاها الدواء ووضع اللاصقة الخاصة بخفض الحرارة على جبينها وجعلها تنام ليجلس حمزة جوارها يباشر عمله دون أن يتركها حتى أذان الفجر فأستيقظت فيروز من نومها العميق لتراه جالسًا جوارها على حافة الفراش ويضع اللاب الخاص به على قدميه فتمتمت فيروز
-هى الساعة كام

ألتف حمزة عليها بخفة ليقول
-صباح الخير يا فيروزتي

تبسمت فيروز بخفة وهى تلف إليه لتضع ذراعيها أسفل رأسها بينما ترك حمزة اللاب على الكمودينو وألتف إليها يضع يده على وجنتيها بحب يتحسس درجة حرارتها ليقول
-كويس الحمد لله الحرارة نزلت

رفع عنها اللاصقة الطبية عن جبينها ببسمة تنير وجهه لتقول
-الشروق طلع

قالتها فيروز وهى تنظر إلى الشرفة ثم عادت بنظرها إليه فكان هائمًا بتفاصيل وجهها ومداعبة رأسها بخفة بأنامله ليقول
-مستحيل حد يفرقنى عنك ولا حتى ورد العنيدة

ضحكت فيروز بخفة عليه وهو يذكر أختها العنيدة فقالت بعفوية
-أنا مستحيل أسمح لك تبعد عنى يا حمزة

أقترب حمزة منها ليضع قبلة على جبينها وقال
-أنا هغير هدومي وأروح الشركة

تعجبت فيروز بذهول وهى تقول
-حمزة انت كنت سهران جنبي طول الليل بجد

تحدث حمزة وهو ينزل من الفراش قائلًا
-أمال أجيب حد يقعد جنبك وأنتِ عيانة وأنا موجود

تبسم عندما شعر بفيروز تصعد على ظهره وهى جالسة على الفراش ليدير رأسه بخفة جانبًا ثم قالت
-طلع أن الأرتباط برجل أعمال ممتع شوية

تبسم حمزة وهو يلتف إليها لتصبح أمامه وينظر بعينيها ثم قال
-طيب ممكن يا هانم تشدى حيلك كدة وتختارى مع زهرة فستان للخطوبة عشان أنا هخطبك أول الشهر معها وأخر الشهر الفرح

قهقهت فيروز ضاحكة عليه بخفة ثم قالت
-أنت أكيد بتهزر يا حمزة

هز رأسه بالنفى وتعابير وجهه جادة وصارمة جدًا لا توحى بالمراح فقالت فيروز بسخرية من حديثه
-طب ما يبقى كتب كتاب بالمرة ليه نعمل أول الشهر وأخره

تبسم حمزة بجدية وحماس شديد يقول
-والله فكرة أنا موافق

نظرت فيروز إليه بصدمة من موافقته وهو لا يحتمل التأجيل وربما يرغب بالزواج منها فى الحال ليغادر حمزة المكان ذاهبًا إلى عمله لتشعر فيروز بالخوف قليلًا من هذا الحديث وذهبت إلى زهرة غرفتها فرأتها تشاهد مسلسل لتقول
-أنا فى ورطة

ألتفت زهرة إليها لتقول
-فى أيه

جلست فيروز جوارها بخفة تقول
-حمزة هيكتب الكتاب يوم خطوبتك

تبسمت زهرة بعفوية وكأن لم يحدث شيء ثم قالت
-طب مبروك يا حبيبتى

عقدت فيروز ذراعيها أمام صدرها بجدية وقالت بسخرية
-والله

مسكت زهرة يدها ثم قالت بنبرة دافئة مُطمئنة للروح والقلب معًا

-مش قولتلك أعتبري مفيش حاجة حصلت وأنسي وسيبى القدر يجيبها زى ما يجيبها وقتها هتكونى مراته وممكن أم لعياله أكيد حمزة هيفكر مليون مرة فمواقفه معاكي وصدقك وطيبتك هيكونوا معاكي يا فيروز
نظرت فيروز لها بصمت وهى لا تعرف ماذا يجب أن تفعل لكنها أستسلمت للأمر الواقع كما قالت زهرة وتركت البقية للقدر …

_________

عاد حسن من عمله وقبل أن يفتح باب الشقة سمع صوت خربشة على الدرج ليصعد القليل فرأها تجلس كما هى على الدرج وفى يدها كوب من النعناع الساخن فنظر حسن إليها لتقول فيروز
-بقالى ساعة مستنياك

صعد حسن نحوها وهو يقول بنبرة هادئة
-وحشتاك أنا عارف

جلس جوارها لتقول بفضول شديد
-كل ما أسال عليك طنط تقولى مش هنا ومجاش

ضحك حسن وهو يمدد قدميه للأمام بأسترخاء فقال
-أه بحب أصلى

ضحكت فيروز على مزحته ثم قالت بعفوية
-أنا هتجوز يا حسن

ألتف حسن إليها بدهشة وأتسعت عينيه على مصراعيها من وهل الدهشة ولم يكن فى حسبانه هذا القرار ليقول
-أنتِ بتكلمي جد!! لا أحكيلي

أخبرته بكل شيء عن حمزة وقرار عقد القران عليها بعد أقل من أسبوع وخلال أيام ستكون زوجته فقال
-هو اللى حصل حصل ومن مصلحتك أنه ميعرفش بس مينفعش تبدأى حياتك معاه على كدبة

-فين الكدبة يا حسن أنا قولتله الحقيقة فى فيديو وهو اللى مسمعهوش ومسألنيش على حاجة وكدبت

هز حسن رأسه بلطف بعد أن رأي عينيها تتلألأ فرحًا من الزواج به وحُبًا ساكن بقلبها الصغير الخافق له وقد عرف قلبها الضعيف السبيل نحو الحب وكيف تعشق رغم قساوة القدر، تبسم حسن على فرحتها وسعادتها ففيروز هذه الفتاة الصغيرة تستحق الحب والدلال بعد المشقة والتعب التى مرت بها فقال
-ماشي يا فيروز ربنا يتم لك على خير ويسعدك وبرضو أنا فى ضهرك ومعاكي مهما حصل

أومأت إليه فيروز بحب لكن سرعان ما تلاشت بسمتها فور تذكرها موقف أختها لتقول
-ورد مش موافقة

ضحك حسن وهو يقف من مكانه ويقول
-هى فين عقلة الأصبع دى؟

أتاهما صوت ورد من خلفهما تقول
-دى اللى هى انا

فزع الأثنين عندما رأوها تجلس بينهما فى الخلف وقد أستمعت لكل حديثهما ليعود حسن للجلوس مُبتسمًا وهو يقول
-أيوة أنتِ مزعلة فيروزتي ليه

عقدت ورد ذراعيها أمام صدرها بجدية وهى تقول
-مش عاجبنى

-حمزة الحداد!!

قالها حسن بذهول مُتعجبًا من جملتها فهل هناك أحد لا يعجب بحمزة الحداد ليقول
-أنتِ واعية للى بتقولى يا ورد دا حمزة الحداد من أكبر رجال الأعمال فى البلد بغض النظر عن غلاظته فى الشغل لكنه كشخصية كويس جدًا على فكرة كلمة حق تتقال فى حقه مع انى مبحبهوش وأسالى فيروز بس هو راجل بجد يعتمد عليه وهيصون فيروز ويحفظها صدقنى

نظرت ورد إلى حسن بحيرة ثم إلى أختها التى تنظر لها بترجي بأن توافق ولا تقف أمام سعادتها وحُبها لتقول ورد بضيق
-حمزة رخم شوية

ضحكت فيروز بحب ثم قالت
-لا والله دا حنين جدًا

أشار حسن على فيروز بضيق يقول
-أهى دى الى أشك فيها فعلًا

ضربته فيروز بضيق لينفجر ضاحكًا وهو يمسك ذراعه بألم من ضربتها فتبسمت ورد بعفوية وهى تقول
-خلاص خلاص أتجوزيه

عانقتها فيروز بحب لتنظر ورد إلى حسن وهى تعانق فيروز فأشار إليها حسن بنعم دون خوف من القادم مقابل سعادة فيروز رغم أن ورد لا تعلم شيء عن قدر فيروز المشؤوم الماضي وخططها التى فشلت لكن قلبها كان يشعر بأنقباض ملأ بالقلق...

مر الأسبوع بسرعة البرق وبدأ الجميع بالتجهيزات وبالفعل أعلن حمزة للجميع بأنه سيعقد القران يوم الخطبة وقد حضر الجميع للقصر رغم ضيق نيرة وعدم موافقتها على خطبة عادل من زهرة فإذا كان الأمر هكذا مع أبنها فكيف سيكون الحال عندما تعلم بأن ابنتها فلذة كبدها المفقودة هى التى أصبحت مُنذ قليل زوجة لحمزة الحداد أكبر عدو لها وتكن له كره لم تتحمله أبدًا، كانت واقفة نيرة بضيق شديد تقول
-معقول ابنى يخطب البنت دى
أجابها عامر بضيق قائلًا
-خلاص يا نيرة حاولى تبتسمى عشان الناس متأخدش بالها اكتر من كدة

رأت ورقة أسفل منديل الطاولة لتأخذها وتفتحها لتقول بقلق
-عامر

نظر عامر إليها ليقول
-أيه دا

أخذها عامر من يدها وفتحها ليرى بها قطعة اخر من الصورة ومكتوبة خلفها جملة واحدة (ماذا إذا كانت مريم فى الحفل الآن) لتتسع عيني عامر على مصراعيها ورفع نظره إلى الحفل يحدق بالجميع بذهول وكأنه يبحث عن ابنته فى الحاضرين، بينما كانت الفتيات بعمر أبنته كثيرًا وهو لا يعرفهم فهل يشك بأى واحدة منهم لتقول نيرة بقلق
-مستحيل بنتى تكن هنا لو كانت هنا كنت حسيت بها انا ام

قالتها نيرة بقلق وبدأت يديها ترتجف بخوف وهى تنظر إلى الجميع رغم خوفها وتردد لكن بداخلها جزء يرغب بأن يُصدق هذا وأن طفلتها هنا وقد يجمع بينهما القدر عن قريب لكن هل ستختار بالأجمل أم الأحلى فلا يوجد معيار للأختيار..
كانت ورد واقفة وحدها وسط هؤلاء الناس لتذهب إلى طاولة حسن ووالدته ثم قالت
-أنا مش مرتاحة يا حسن

أجابها حسن وهو ينظر إلى فيروز الواقفة جواره مُبتسمة قائلًا
-متقلقيش يا ورد وفيروز قدامك أهو مبسوطة وكله تمام

أومأت ورد إليه بضيق ثم قالت
-ربنا يستر يا حسن أهى بقيت مراته رسمي وشرعي

نظر الأثنين على فيروز الجالسة جواره فى صمت لتأتى اللحظة التى سيقدم كل عريس الشبكة إلى خطيبته فقدم عادل الشبكة إليها التى أختارتها بنفسها لتبتسم زهرة بسعادة وهى ترتدي فستان أزرق اللون ضيق يظهر مفاتن جسدها ويصل لأسفل ركبتها بأكمام ضيقة وتسدل شعرها على ظهرها مرفوعًا للأعلى من الجانبين وحذاء بكعب عالى أبيض اللون لتبتسم بسعادة وهى تنظر إلى عادل بحب ولم تصدق أنها أخيرًا وصلت إلى اللحظة التى لطالما حلمت بها عندما يضع دبلته فى يدها اليمنى ليأخذ عادل يده فى يدها ويضع الخاتم ببنصرها ثم أنحنى ليضع قبلة على يدها وحمزة واقفًا جوارها كولى أمرها وليس عريس مثلها الآن ليقول
-خلى بالك منها يا عادل

أومأ عادل إليه بنعم ثم قال بحب وهو مُتشبثًا بيدها
-فى عيني وقلبى يا حمزة والله

تبسم حمزة إليهما ثم قالت زهرة بحماس
-مش هتقدم الشبكة للعروسة أنا متحمسة جدًا أنى أشوف الشبكة بتاعت حمزة الحداد

أقترب زين إليهما حاملًا علبة قطيفة زرقاء مربعة الشكل وكبيرة ثم وقف أمام حمزة وفيروز وببسمة مُشرقة فتحها أمام عيني فيروز وحمزة لتتسع عيني فيروز على مصراعيها مما تراه …..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي