الفصل الاخيرالجزء الثاني

بعد مرور خمس سنوات حيث أخضرت الأرض و أنجب الأحفاد و كبرت شجرة العائلة و لم يخلو تلك الفترة من مشاكسات الاحفاد و اختلاف وجهات النظر و لكن كان الشباب لا يعرفون نيل الفرصه لأن الجدود بالفعل في ظهر البنات فإنهم حصن منيع لهم .
تسمع صوت الضحكات المختلطه بالصراخ بينما كانت ريم تصرخ و تقول: يا عطر يا عطر .
فأجابتها و قالت: و الله عطر هنا مراحتش بعيد .
فقالت لها : خدي الواد ده من وشي و اتصرفي معاه .
ضحكت عطر و قالت : تعالي معايا يا حمزة و أنا أعمل ليك كل إلي أنت عايزه و ابعد بعيد عن امك دلوقت .
نظر حمزة لعطر و قال: طول النهار كل كل تحسي انها بتأكل تور اقول ليها شبعت تقول خليك جسمك كيف العصفورة طب ارد عليها و أقول إيه .
نظرت له ريم بغيظ فقالت عطر : متقولش حاجه تعالي ورايا أنت بس الا تهجم عليا و عليك دلوقتي .
تحولت حياة عطر إلي الافضل فلقد أكمل أخواتها دراستهم و لم تحسسها ريم بأنها خادمه بل كانت تعاملها كأخت .
بينما قالت فريدة: يا بنتي كفايه بقي كلام مع الواد و تجري وراه بالوكل الواد كبر سبيه يلعب و يجري كيف الولاد .
نظرت لها و قالت: أنا عايزاه يأكل علشان يبقي راجل عليه القيمه .
فردت عليها : هو الراجل بكتر الاكل خفي عليه امال لو كيف حازم ولدي كل ما اقول ليه كل يهز رأسه احاول معاه يمين و شمال مفيش فايدة و يصرخ حتي حور بعد ما كانت بتأكل بقت بتعمل زيه .
نظرت لها ريم و قالت بعطف: مش عارفه أقول ليكي أيه هما التؤام تربيتهم صعبه أوي و خصوصاً ولادك دماغهم ناشفه واحد يصحي التاني ينام تحسي حالفين ما يخلوكي تنامي .
فلقد رزق الله فريدة بتؤام يبلغ من العمر سنتين .
قامت ريم بأخذ حور من فريدة و جلست بها تلاعبها كي تأكل و لكن دون جدوي و كذلك فعل حازم و لكن مع الصراخ .
كانت مني قد حضرت هي و روان معاً فلقد قرروا بأن يجتمعوا يوم الخميس كي يجلسون معاً و يعرفون اخبار بعضهم البعض .
ابتسمت مني و قالت: فين حمزة يا ريم اوعي تكون زي كل اسبوع مع عطر .
ضحكت فريدة و قالت: مفيش فايدة موال كل اسبوع .
فقالت مني : يا بنتي الولاد عايزة حنينه و تسبيهم يجروا يمين و شمال مش تقفي ليهم كل شويه علي حاجه شكل ما عندك ملك بنتي طول النهار أسايس فيها لغايه لما ترضي تأكل .
بينما قالت فريدة: يا بنتي مفيش فايدة و فري الكلام لحد بيفهم مش ريم و نظرت لروان و قالت: و أنت عامله ايه في الكليه و مع ريمان.
فاجابتها : و الله تعبت من الكليه كان لازم يعني ادخل صيدله و اعمل فيها دكتوره لا و كمان ريمان علي طول زن زن ده لولا خاله وداد و ثناء مش عارفه كنت عملت ايه و بصراحه معز بيتعب معايا و ساعات يراجع ليا .
فأجابتها و قالت: ما انت لو جنبي كنت خدتها منك تقعد مع الولاد .
جاءت لؤلؤة و فرح و معهم هاجر و ابنها معاذ الذي أكمل عمره الأربع سنوات منذ عدة أيام فقالت لؤلؤه : عامله ايه يا روان في الكليه .
فاجابتها بسخريه: كيف كليتك ما هي نفس الفصيله .
بينما قالت فرح : الحمد لله متفقه أنا و فهد علي يوم مين مع بعض نتكلم فيه علشان كمان مقصرش في حاجه .
بينما كان الجميع يستمعون لها و يكتمون ضحكاتهم فلقد كان في نفس شعورها منذ سابق .
بينما كانت الحريم يضحون فلقد كانوا يعشقون ذلك اليوم حيث يتجمع البنات وأولادهم .
بينما كان الشباب في الأرض يتابعون حصاد محصولهم فلقد زاد في السنوات الأخيرة و كان في ذلك الفضل لله ثم عمار الذي كان يحضر لهم السماد و فريدة التي كانت تعرفهم ما تحتاجه كل ارض .
ظلت سيدة تعمل في القصر و كبر أبناءها الذين التحقوا بالمدارس و أصبحوا من الاوائل علي المدرسه و يأكلون أحسن الاطعمه و يرتدون ابهي الملابس و لقد وجدت في يوم من الايام عودت زوجها و جلوسه مع الحاج درويش الذي خبرها بما فعله زوجها و ما سمعه عنها و ترك لها حريه الرأي و لذلك قررت العودة له علي أن لا تترك العمل لديهم و وافق رغم اعتراضه علي ذلك فكان يري أنه يكفي لها ما رأته من تعب و جهد و جاء الوقت كي ترتاح و لكن تركها علي راحتها حتي لا يفقدها للابد و قام بإعطاءها ما جمعه من مال كي يعرفها بأنه حقاً راجع لها هي و أبناءهم فقط و ليس لشيء آخر .
بينما رأت أخته الويل فكان الجوع يقرصها حتي شعرت بحاله من الاغماء و تم نقلها للمشفي و ذهب اليها زوجها الذي أخذت تترجاه بأن يردها و وافق لانه مازال يحبها و يكفي ما رأته من تعب و تخلي الناس عليها فلقد تعلمت الدرس حقاً و ذهابها إلي سيدة بعد خروجها من المشفي كي تعتذر لها و قبلت سيدة علي الفور تلك الاعتذار و علمت تلك المرأة بأن تختلف الضمائر من شخص لآخر علي حسب تربيته و نشأته.
جاء كريم من الخارج فجري عليه حور و حازم الذين يفضلون أن يلهون معه و يأكلون بيده بينما قال: حبايب خالو يا ناس حطلع اغير و أنزل نأكل أنا و انتم و بس.
نظر له الطفلان و هزوا بالايجاب مما جعل فريدة تقول: تعالوا هنا خالكم جاي تعبان من الشغل.
بينما قال لها كريم : يا ستي سبيهم هما كل يوم هنا .
جاء وقت الغداء و اجتمعت كل العائلات فكان كل حفيد يجلس علي رجله ابنه أو بنته و بجانبه زوجته فكان من يراهم يعتقد بأنها صورة مرسومه بدقه عاليا و يشعر من يراهم بأن السعادة التي في الصورة تنعكس عليه بينما قال الجد : اوعوا تفتكروا يا شباب إن الشجرة كانت في الأصل شجرة لا ده كانت بذره و ارتوت و كبرت و طلع غصن فغصن و كل غصب ترتوي طلع ليه اوراق و هكذا يا ولاد حتي وصلنا لشجرة عريقه ملئ بالغصون و الاوراق فمن ساعة ما اتجوزتوا يعتبروا حطيتوا البذرة في الأرض فكملوا روايتها علشان الزرعة تكبر و تبقي شجرة بس خلي بالكم أن تروا الشجرة بالحلال أما الحرام حيطلع شجرة صفراء ملهاش قيمه و جذورها حتكون فاضيه مع اول ريح تقع .
فقالت فاطمه: عارفين الشجرة أنا وجدكم و الغصون الاولاد و الورق الاحفاد خليكم مع بعض قربوا وجهات نظركم تلاشوا علي عيوبكم علشان تبقوا حاسين أنكم في جنه و محدش يقدر يقرب منكم طول ما علاقتكم قويه ببعضكم .
هنا قام كريم و وضع كاميرا التصوير كي يلتقط صورة و اسرع كي يكون معهم في تلك الصورة فنظر عمار لفريدة و همس في أذنيها و هو ينظر في عينيها و قال : أبتسمي يا ذات العيون الساحرة.
دمتم بخير.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي