الفصل المئه و التسعه وعشرون

تماره متردده لا تستطيع الجلوس مع اولى تحب اصلا او تحب لكن هو على ما يبدو مصر نظرت له بتركب وتردد وهو ما زال ينظر لها بعينه ينتظر منها ان تجلس ماده لها يده كيد تتقدم وضعتها في هذه الفتره القشعريره لذيذه في جسدها كله تقدمت خطوتان وجنسيته على طرفي الكرسي المقابل الكرسي تنظر ارضا وهي مستحيه جدا وهو لا يفك على النظر اليها والتركيز معهااقترب صالح فى مقعده من تمارا ثم حاول إجلاء صوته و قال: أحممم.. انا.. أنا اقصد يعنى.

ارتبك قليلا و توقف عن الحديث يسأل نفسه منذ متى و هو يرتبك هكذا فى الحديث حتى لو كان يتحدث إلى الجنس الآخر من الفتيات.

صحيح أن تعامله معهم ليس بكثير لكن هذا لا يمنع ابدا كونه لبق الحديث مع الجميع.

لما أمامها اصبح هكذا.

،،،،،،،،،

وقفت بتوتر امام باب شقته تعلم انه عاد لتوه من الخارج.

دقت جرس الباب ومرت ثوانى حتى فتح يقف أمامها يطالعا بتأفف وهو يكتف ذراعيه حول صدره قائلاً :افندم... انتى إيه اللى جابك هنا تانى.. انتى مابتفهميش.

خفضت رأسها أرضا تتحدث بتوسل وندم كبير تبتلع اهاناته الجارحه وهى تقترب منه وعينها لم تفارق ارضيه المكان:انا جيتلك عشان مش لاقيه مكان اروح فيه... رجعنى وانا هشتغل خدامه تحت رجليك.. انا اسفه وحقك عليا بس انا بجد مش لاقيه حد اروحلوا واهلى انت عارف مش برتاح عندهم وصعب ارجع.

لم تجد اى تغيير او تقبل فاضطرت للجوء لآخر سلاح تملكه وهى تفتح ازرار بلوزتها تظهر جسدها الرائع بسخاء جعلته يبتلع رمقه بتوتر وقد اثرت فيه فهى بالفعل جميله للغايه.

اقتربت اكثر تقول :ردنى بقا وانا والله هعيش خدامه تحت رجلك.

صمت وعينه تغزو جسدها بجوع لتكمل عليه بهمس مهلك :هو انا ما وحشتكش ولا ايه... طب انت وحشتنى.

ولأنه جشع وأهم شئ لديه المال قالت:ماتقلقش انا هجمع الفلوس الى طلبها سامح.

ليسأل بلهفه:إزاى؟
نطقت بدلال:مش وقته خالص على فكره.

حب المال جعله يحسبها سريعا يدرك انه سينتفع من خلفها بميلون اخر... وحبه للنساء ولكونها امرأه جميله رضخ وسلم حصونه.

ليرجعها على الفور الى عصمته يتلذذ بها.

وفى الصباح

استيقظت مبكراً توقظه مبتسمه بحب ودلال :صباح الخير يا حبيبي.

اعتدل فى جلسته.. يأخذ وضعه اكثر واكثر خصوصا بعدما عادت خاضعه مذلوله يقول بصوت مستاء ومتعجرف:مصحيانى بدرى ليه كده؟!

ابتمست له تطلب بأدب :ماعلش بس كنت عايزاك تفتحلى موبيلك.
عمر :ده ليه أن شاء الله؟!

انجى بخنوع:هكلم اخويا عشان اخرج اقابله ونجمع الفلوس المطلوبه.
عمر :اه اذا كان كده ماشي خدى.

وقبلما يعطيها اياه توقف يسأل :بس امال فين موبيلك.

لتجيب سريعا بحزن:اتكسر منى وانت بتزقنى وتطردنى امبارح.

لم يبالى لحزنها انما همهم قائلاً :هممم.. تمام... خدى اهو.

أعطاها الهاتف وذهب للنوم سريعاً فبعد ساعتين سيستيقظ مجددا من أجل الدوام.

فى احد الكافيهات العامه جلست تنتظر أحدهم لتجد من خلفها شخص يقف يسأل :استاذه انجى؟

استدارت تبتسم بثقه ومكر قائله :استاذ سامح... ازيك؟

جلس امامها يسأل :استغربت لما طلبتينى.. المفروض ان التعامل كله مع عمر وقالى انه هيجيب المليون جنيه هو ليا مش انتى خالص.

اتسعت عينها وفمها تردد بصدمه :ايه مليون؟!

مصدومه ومزهوله فقد اخيرها ذلك الحقير انه طلب اثنين... شهقت بزهول فهل كان ينصب عليها هى الأخرى... حلل لنفسه اخذ مليون آخر؟! الم يسأل حاله من اين لها بكل هذه الملايين؟! الم يشفق عليها.

لم تأخذ الوقت الكافى كى تستوعب صدمتها حتى قذف سامح الصدمه الاكبر بوجهها قائلاً :ايوه مليون وعلى فكره يعنى ده حقى... مش كتير خالص... حق الله يقول اننا شركا يعنى النص بالنص وهو واخد اتنين مليون ومفهمك انهم ربع مليون بس.

انجى :إيه؟! انت بتتكلم جد؟

سامح:وجد الجد كمان.. هو كمان كان ضاحك عليا ولبسنى العمه قالى انهم ٢٠٠الف بس ابن ال****بس غبى... عارفه ليه... لأنه نسى ان كتر الجرى ورا الفلوس بيعمى ويخليه يسقط حاجات كتير مهمه وما تبانش غير لواحد فاضى ومركز فى التفاصيل زيى.. وكمان بيتعامل على اساس انه زكى وهو زكى فعلاً ماقدرش انكر لا سمح الله بس فوق كل ذى علم عليم... يعنى الذكى فى الاذكى منه.

ليكمل وهو ينظر لها باعجاب واضح:والحلو فى الاحلى منه بس احلى منك ماشفتش... عجبانى اووى يعنى.

كانت تستمع لحديثه المتواصل بزهول وكيف وبكل جرأه وبجاحه يذكر اسم الله.. يفعل كل هذا ويذكر الله... ولما تلومه وهى الأخرى مذنبه.

ابتمست مجاملة تحاول مجاراته فى الحديث قائله :شكراً من ذوقك.

ليمشط جسدها كله وهو يأكلها بعينه قائلاً :لأ انا بتكلم بجد انتى داخله دماغى اوى اوى.

فتحدثت بحزن شديد :وعشان كده طالب منى اتنين مليون... اجيبهم منين انا

سامح :نعم؟! لأ ثانيه بقا ماعلش.. هو فهمك انى طالبهم منك انتى... وكمان قالك اتنين مليون ابن النصابه... حتى وهو بيخلع روحه عايز يلهف مليون كمان ومن واحدة غلبانه زيك وكمان على ذمته... اخس على الرجاله.

نظرت له من اسفل عينها باستنكار وحاجب مرفوع ليفهم عليها يقول بحماس :انا نصاب وجاى فى اى مصلحه اه لكن فى الرجوله راجل ايوه امال ايه.

انجى بدموع وحزن تستجدى استعطاف رجل علمت انها تعجبه:مش كده وبس.. ده ضربنى ومرمطنى وعايزه اخلص منه وابقى حره.. بس مش عارفة... ماسكنى من ايدى الى بتوجعنى.

سامح :الواطى.

صمت قليلاً يفكر ثم قال بحماس شديد :طب والى يخلصك منه؟

ابتسمت داخليا بانتصار ثم قالت وهى تبتسم بفرحه تتصنع اللهفه:ده انا اعمله الى هو عايزه.

سامح :تطلقى منه ونتجوز.

لم تستطع إخفاء صدمتها عنه تسأل بلا وعى:إيه؟!!

سامح :اه نتجوز فيها إيه... حقك تعيشى مع الى يقدرك ويعرف قيمتك.

صمتت قليلاً تفكر بتردد ماذا تقول الى ان تحدثت مضطره :موافقه... بس نتفق.
     ____________        

ذهبت للعمل واجرى معها التحقيق ولم يجد أحدهم اى شئ يدينها ولكن.

لسوء الحظ انتهى التحقيق على ان مجدى هو المشؤل الاول والمذنب الوحيد فى هذه الواقعه كون الملف بعهدته ولم يقترب احد منه إذا هو من سربه للشركه المنافسه.

وعليه فصل على الفور من العمل وبفضيحه كبيره لن تجعل اى شركه توافق بأن يعمل لديها ولو حتى ساعى.

وقفت بالمرحاض تبكى فقد تسببت فى أذى شخص آخر ودمرت مستقبله وهو لم يفعل لها اى شئ... إنما راح ضحيتهم.

مسحت دموعها تهاتف سامح قائله :ايوه.. عايزه اعرف فين كل فلوس عمر النهاردة.

سامح :لأ النهاردة إيه... ادينى وقتى الاستعجال فى الحاجات اللي زى دى اخرته وحشه زى ما اتفقنا.

انجى بقوه:مافيش وقت.. لازم كل حاجه تتكشف بسرعه واستاذ مجدى يرجع شغله.

سامح :ماهو انتى الى ملطوطه وهيتعرف انه انتى الى عملتيها.

انجى :مش مهم... انا عارفه انا بعمل ايه.. يومين ونخلص كل حاجه

سامح : عنينا يا باشا.. احنا عايزين ننول الرضا.

اغلقت الهاتف بوجهه ماعادت تتحمل.. لتغمض عينها فقد وردتها مكالمه منتظره.. فلم يكن سوى عمر الذى سالها بغضب جم:انا عايز اعرف ايه اللي حصل وازاى رجعتى الشغل وخرجتى من التحقيق زى الشعره من العجين كده.

لتجيب عليه ببراءه شديدة :ابدا ياحبيبي مش انا وعدتك انى هكون تحت رجلك وهنفذ كل الى قولت عليه.

عمر :ايوه هببتى ايه مش فاهم... ماتنتطقى.
جاوبت بهدوء تتعمد اصابته بسكته دماغيه:كلمت بابا واخواتى هما كلموا صحابنا وقرايبنا ولمولى المبلغ.

عمر :والله؟!!!... لمولك اتنين مليون جنيه من الصبح للعصر؟!!

انجى :اهو... من ستر ربنا عليا سهلهالى.

لجشعه الامتناهى بالمال تجاوز التدقيق فى التفاصيل واهتم بالمبلغ الكبير متسائلا:وفين بقا الفلوس؟

انجى ببراءه شديدة :اديتهملوا خلاص يا روحى.

صدم عمر يصرخ بها:نععم...بتقولى ايه؟! هو مين ده الى اديتهملوا؟!

انجى ببساطه تسبب الشلل:للولد ده الى اسمه سامح.

عمر وقد شت عقله :الاتنين مليون؟!
انجى :ايوه.
عمر :واخدهم كلهم؟!

فسألت :ليه هو ماكنش هياخدهم كلهم لوحدو؟!!

اخذ يسبها وهو يصرخ بها:ياغبيه يا حيوانه... ازاى تروحى تتصرفى من دماغك مش قولتلك تجبيلى انا الفلوس وانا هتصرف معاه.

انجى :الى حصل بقا ياحبيبي خفت امشى بمبلغ زى ده ياروحى.

عمر بمقت شديد :بلا حبيبى بلا روحي غورى فى داهيه.

أغلق بوجهها الهاتق وذهب لذلك السامح لا يعلم أنه يحفر قبره بيده.

________________________________

وهاله فكما يقال توقفت مؤقتاً عن ملاعبة ذلك المدعو زوجها وتلك الشمطاء.

بل وأيضاً ظلت على وضعها وبنفس اسلوبها لم تغير به شئ كل لا يشك بها او يذهب بتفكيره لها ابدا فمازال المشوار أمامهم طويل.

اغمضت عينها تتذكر نظرات ماهر لها موقنه ايقان شديد انه واقع لها... سبحان الله زوجته المصون تخونه مع زوجها حازم.

ليأتى هو ويعجب بها بعدما تعرف عليها فى ذلك العشاء الذى صنعه حازم لسهر.

كانت ستغفو لتجد رسائل متتاليه على هاتفها من البرنامج الذى تستخدمه لمراقبه حازم.

اتسعت عينها فبعد كل ماحدث ولم يتعظا... لتقرر بأن تعاود ملاعبتهم مجددا ولن ترحمهم بل وستضاعف المبلغ اكثر واكثر.

وعلى نفس الطريقه قامت بإرسال صور مخله لهما ولقطات شاشه من رسائل قديمه لهم.. وعلى الفور ارسلت لهم نفس الرساله بعدما غيرت المبلغ وطلبت هذه المره ٢٥٠الف جنيه من كل منهما.

وعلى الجهه الأخرى ارتجف كل من حازم وسهر عندما وصلت الرساله لكل منهما.

فاتصلت به بمكالمة هاتفيه على الفور.

وعندما استمعت هاله لصوت هادفه يدق ذهبت تتلصص عليه وهو جالس بالصاله تسمعه وهو يتحدث بخفوت:ايوه وصلتنى انا كمان... قولت لك بلاش نتكلم اليومين دول... ايوه عارف ان كلها صور ومحادثات قديمه... قوليلى ماهر شك فى حاجة.... طب الحمد لله... لأ ولا هاله.. هنعمل ايه يعنى لازم ندفع لحد ما اقدر اوصل للى بيعمل كده... روحت البنك اسأل عن اى معلومه عن صاحب الحساب بس طبعا رفضوا مافيش اى بنك بيدى معلومات عن العملا بتوعوا.... مش عارف اعمل ايه مش عارف.. طب طب اقفلى دلوقتي قبل ما حد يسمعنا انا ولا انتى ... سلام.

اغلق الهاتف وهو يتنهد بخوف من القادم.. بينما هى تقف بجوار الحائط تبتسم بانتصار مقرره ان تسحب منهم كل أموالهم كما تمتص الدماء... ستتلاعب بهم كما فعلوا بها والبادى أظلم

جلست تدق الطاوله أمامها بتلاعب مستمتعه وهى ترتدى ثياب للخروج.

عزمت على التفرغ لابنها والتركيز معه وانه يحتاج إليها كثيرا هذه الفتره فهو مازال صغير

صغير مثله لا يترك مع امرأه أخرى غير والدته ولكن لاباه رأى آخر... يريد من والدته ان تتركه فى إحدى دور الراعايا بالأطفال والذهاب للعمل كى تساعد فى نفقات البيت او بمعنى اصح كى تنفق هى على البيت كل هذا لأن راتبه لا يكفيه.. وكيف سيكفى وهو ينفقه على امرأه أخرى.

لذا عزمت على ترك العمل.. فى البدايه فكرت انه لابد وان تتمسك بعملها خصوصا وهى تنوى الانفصال عن حازم لكن وبعد ما حدث وفعلته من سلبها لامواله شيئا فشيئا قررت...ان أمواله حلال لها.. فقد جمعها نتاج تعبها وشقاها هى.. نتاج ادخاره لامواله فى حين كانت تنفق هى على البيت ولم يكن يتبقى لها اى شئ... هى حتى لم يكن يتبقى لها ما تستطيع به شراء ثياب جديدة تناسب الشركه الكبيره التى تعمل بها.

اغمضت عينها تتحسر على ما مضى.. ولكن ما مر قد مر وانتهى ولا سبيل لإصلاحه اما القادم فهو بيدها تقسم ان تشكله كما تريد... ألم يعتمد على تشكيلها كالعجينه بيده لطيبتها وصغر سنها؟ الآن حان دورها و دارت رحى الايام.

فتحت عينها مجددا وهى تستمع لصوته وقد وقف لجوارها بتوتر ظاهر وضيق :انتى لبستى خلاص؟نازله ولا ايه؟

ابتسمت داخلها واخيرا تستطيع التشفى به... وأخيراً رأت الرعب بعينه تعلم انه يعيش اسود ايام حياته... بل ومضطر على عدم إظهار ذلك والا فضح أمره... يجب ان يتمالك حاله ويتصرف باعتياد وهذا اسوء واسوء.

وهل يوجد اقسى وابشع من الحرب النفسيه.. أنها أقوى من الحرق حيا.. لذا قررت مداعبته قليلاً.

لتجيب عليها بصوت هادى... لم يكن خاضع كما اعتاد منها ولا حتى قوى جهورى إنما كان متوسط معتدل قائله :اه لبست وهنزل دلوقتي... استنى خدنى انا وأيهم فى طريقك.

لتتوتر ملامحه على غير المعتاد... فى موقف غير هذا وهو لا يرغب بشئ كان يرفض بقوه وعنجهيه لكن.... ولأنه فى حرب نفسيه مشتت ومتوتر رفض بارتباك رغماً عنه ظهر قليلاً وهو يجيب سريعاً ويتحرك ناحيه الباب هاربا:لأ لأ مش هينفع اتأخرت وعندى ميتنج مهم... سلام سلام.

اغلق الباب خلفه سريعاً يهرب من ان تتمسك به أو تسأل اى سؤال ربما اجابته تثير اى ريبه لديها.

تعلم علم اليقين انه لا يخشى معرفتها خوفاً على مشاعرها... ابدأ لا سمح الله ولكنه فى غنى عن محاربة جهه اخرى لن يفتح على نفسه النار من جهتها وربما تطلب الطلاق وهو وبهذه المصيبه لا طاقة له بكل ذلك علاوه على كونه بحاجة لمن يتحمله وينفق عليه الفتره القادمة فما ادخره طوال سنوات جاء ذلك المجهول يتلاعب به ويبتزه ليرسل له كل امواله بالإضافة إلى أنه لا يعلم على اى شئ ستنتهى هذه الكارثه.

اخذت نفس عمييق تتكئ بظهرها للوراء... ثم وقفت عن مقعدها واتجهت حيث صغيرها فجلبته تجلسه فى الشمس كى يستفيد من اشعتها ثم ذهبت وصنعت لنفسها كوب قهوه مضبوط جلست تسترخى مبتسمه.

لم تكن عازمه على الذهاب للعمل اليوم بالأساس ولكنها فقط كانت تبعد اى ريبه عنها كى لا يشك بها.

دقائق وابتسمت بسعادة وهى تتناول هاتفها تتفقد تلك الرسائل التى بعثت لها والتى كانت تنص على وصول مبلغ مالى قدره خمسمائه الف جنيه من احد الحسابات البنكيه.

كل منهما ارسل لها كما امرت خمسمائه الف جنيه وهذا يعنى انها الآن اصبحت تمتلك فى حسابها الشخصى مليون ونصف جنيه منهما ولا تنوى عن التوقف الان... ستسلب منهما كل شئ وهذا اكثر ما سيوجعهم... تعلم ان حازم يعبد المال... بعد تفكير طويل توصلت انه بالاساس تقرب من تلك السهر لأجل المال كى تساعده وتسهل له امور كثيره كونها احد اعضاء مجلس الإدارة بشركة زوجها.. هذابخلاف الهدايا الباهظه.

خصوصا وهى على علم بأنها ليست جميله بل اقل من عاديه فما الذى جذب حازم لها خصوصا والمتاح امامه غيرها الكثير فهو جذاب ومتعدد العلاقات سوى اموالها واموال زوجها والنفوذ الذى تمتلكه كونها ابنة رجل أعمال ايضا.

ارتشفت القليل من قهوتها تهمهم بتلذذ تغمض عينها وهى تمد يدها تداعب شعر صغيرها بحب كأنها تمتلك العالم..

__________________________________

وصلت انجى لعند جيهان تدق الباب حتى فتحت لها قائله :اتأخرتى كده ليه؟

تقدمت تأخذ أنفاسها بتعب وتجلس على اول مقعد مردده بتعب :كان فى ضغط شغل النهارده خصوصا بعد الكهربا الى حاصله بسبب المصيبه الى حصلت.

جيهان مستفسره:وعملتيلوا شغلو زى كل مره؟

انجى بحده ورفض قاطع لذلك الوضع:لأ طبعاً بكفايه اوى عليه كده.

فصرخت جيهان بوجهها تنذرها:ياغبيه ياغبيه.

انجى بتوتر :ليه بس؟!!
جلست جيهان بغيظ لجوارها تتحدث وهى تنهرها بغضب :انتى يابت مابتفهيش... هو ده اللي اتفقنا عليه؟!

انجى بتيه:مانا.. مانا نفذت كل خطتك بالحرف اهو.

جيهان بجنون صرخت:غبييييه.. غبيه وربى.. يابنتى انتى مش روحتى تبكى بألم وتبدى الندم وتبوسى ايده ورجله.

انجى :ايوه.
جيهان :يبقى تكملى للآخر كل الى كان متعود عليه منك ولو ينفع تزوديه زوديه عشان مايشكش فيكى لحظه بصى... عارفه الممسحه؟

امأت انجى بنعم لتكمل جيهان بحماس:عايزاكى بقى تبقى ممسحه تحت رجله زى مابيقولوا تعملى خدك مداس والى خلاكى تستحملى كل الى فات استحملى الشويه دول لحد ما تعملى الى فى دماغك وتاخدى حقك.. ولا انتى كنتى عايزه تقضيها بكا وعياط وترضى بالأمر الواقع... ترضى بخطته ياخد هو الفلوس وانتى تتحبسى.

انجى بخزى:ما عشان انا غلطت بردو وقبلت الحرام على نفسى كان لازم يحصل معايا كده.

جيهان بقوه :ربك غفور رحيم ياختى... رحمته وسعت السما والأرض لكن مايرضاش بالظلم والافترا وهو ظالم ومفترى.

ابتسمت لها انجى تقول بامتنان شديد :انا متشكره اوى يا جيهان إنك ساعديتنى ووقفتى جنبى من غيرك كان زمانى فى الشارع مش لاقيه شغل بعد ما اتفضح  بين كل الشركات ولا يمكن كانوا سجنونى.

ربطت جيهان على كتفها تخبرها بحب:ماتقوليش كده انتى بقيتى اختى وماكنتش برتاح لجوزك ده من اول ما رجله خطت العماره وماعجبنيش خالص الضعف والبكا والنواح الى كنتى فيه... بيقولك فى الامثال "العايط على الفايت نقصان عقل"... انا اتعلمت ان القعده جنب الحيط والعياط وانا مستنيه اشوف هيبقى مصيرى ايه اكبر غلط ممكن اغلطه فى حق نفسى... اكبر غلط انى اعيش نفسى دور الضحيه واقضيها اكتئاب واعزل نفسى عن العالم لحد ما انسى ويمكن انسى ويمكن لأ.. ما اهو اصل البنى آدم مننا طالما ما اخدش حقه عمر ناره ماتبرد ابدا.. بس اهم حاجه اتعلمتها ان اخد الحق حرفه... وماينفعش يبقى ربك فى كتابه العزيز قال بنفسه "إن كيدهن عظيم"و اسكت انا وما اشغلش مخى.. بجد بجد قمة الشلل لما يبقى كيدى عظيم واسيب الناس تحط عليا.

استطاعت جيهان ببراعه تلخيص موقف اى شخص يتعرض للظلم والافتراء بفلسفه حياتيه بسيطه جدا وعفويه.. فبما يفيد البكاء على اللبن المسكوب!

بل واستطاعت ايضا ببراعه وخفه إخراج انجى من خوفها وتوترها لتضحك على آخر حديثها بقوه قائله :لا حلوه.. حلوه فعلاً.

لتضحك جيهان هى الأخرى معها تحاول كل منهما نسيان الهموم قليلاً.

اما عمر فقد هاتف سامح يحدثه بغيظ واول ما فتح الهاتف قال بحده :انت فين؟

سامح :فى بيتى.
عمر بغيظ من هدوء الاخر :والله بيتك...قولى العنوان.

سامح بلا مبالاه :٢٣كورنيش النيل العجوزه.

ليغلق عمر الهاتف ويتجه إليه دون تردد

وفى اقل من ساعه كان قد وصل لعنده يدق الباب حتى فتح له سامح.

ليقبض على ملابسه بغيظ يعنفه يميناً ويسارا وهو يردد بغل شديد :بقى انت يالا عايز تضحك عليا.

سامح وهو يترك جسده له بلا اهتمام ليحركه نظيره بقوه ومهانه ردد:وانا كنت عملت ايه بس يا زميلى.

عمر بنبره شيطانية :انت هتصيع عليا يا و***ده احنا دافنينو سوا... بتضرب مليون جنيه بحالهم فى جيبك يا ****.

ابتسم عمر باستفزاز يقول :اتنين مليون؟! بتوع إيه دول يا صديقى؟!

تركه عمر يغمض عينه يصك اسنانه بغضب مرددا :اللهم طولك ياروح... ولا انت هتصيع بتوع اخر عمليه بنا... سرقه الفايل الى لابسنا مجدى فيها.

ليبتسم عمر وقد تم غرضه يقول بهدوء :طب تعالى... تعالى نشرب حاجة على القهوه وافهمك.

ازاح عمر يده وردد بغضب :فين ياض المليون جنيه والا انت عارف.

حازم :خلاص يابرنس هنتفاهم... يالا ننزل.

جذبه من يده بهدوء يخرج معه ثم بعث رساله لانجى تنص على:
"صورتو وهو بيعترف ولحسن الحظ مانطقش اسمك كمان يعنى احتمال تنفدى منها وما تتلطيش فى الحوار قولت اخرج بيه بسرعه قبل ما يكمل ويجيب سيرتك... ماتخافيش وراكى رجاله"

وعلى الفور وصلت الرساله لانجى التى ابتسمت بارتياح وجعلت جيهان تقرأها هى الأخرى وتبتسم قائله لانجى :مش شايفه انها صدفه صعب تحصل؟!

انجى باستغراب شديد :ايوه... كان الطبيعى انه هيقولو اسمى او يدخلوا فى النص.

جيهان براحه :بالظبط... يعنى كان العادى انه يقول اسمك لأنك اصلاً الى واخده الفايل... عارفه ده إيه؟

انجى بتعجب شديد وهى على شفى الجنون :إيه؟؟!!

جيهان بفرحه ادمعت عينها:ده ربك... مش قولتك غفور رحيم ورحمته وسعت السما والأرض.... مش قولتلك ماتقنطيش من رحمته.. ولانه شافك ندمتى وحبيتى تصلحى الى تقدرى عليه وحريصه على انك ترجعى مجدى لشغله حتى لو هتأذى نفسك عفى وصفح عنك لأ ومش بس كده.... ده كمان ساعدك وبعتلك رسالة عفو... يعنى بجد بجد انتى اد ايه فى عمار بينك وبين ربنا للدرجه دي.

جيهان انسانه غير عاديه... تلخص كل شئ بفلسفه بسيطة و بحديث يمس قلبك حتى تدمع عيناك.

فقد جعلت انجى تبكى فرحا مكرره ان تنهض وتتوضئ كى تصلى ركعتى شكر لربها....

جلس عمر مقابل سامح على احد المقاهى الشعبيه يقول بوجه شيطانى:ماتخلص يالا انا روحى منك فى مناخيرى... فين الفلوس.

ارتشف سامح القليل من الشاى يقول بتلذذ :موجوده يا صديقي... عيب عليك.. فكرتنى ندل زيك.

عمر:ولااا... لم الدور انت هتعملى فيها ولى.

سامح :لا ياسيدي انا لا ولى ولا حاجة بس بردو مش وسخ زيك... انت وسخ يا عمر.

وقف عمر بغضب يقبض على مقدمة ثياب سامح وهو ينذره بغضب :انا جبت اخرى خلاااااص... اخلص الفلوس فين.

اجتمع شباب ورجال الحى حول ابن منطقتهم وهم يشاهدون شخص غريب يتهجم عليه ليقول سامح له بثقه :انت مش بس وسخ لأ... ده انت كمان غبى... غباء تتحسد عليه الصراحه بيخلى حاجات كتير تعدى عليك فتخلى روحك فى ايد غيرك... وانت دلوقتي روحك فى ايدى.. وكمان فى منطقتى... يعنى ممكن الشباب الحلوه اللي وراك دى تفرمك... فتخرص كده يا روح امك وتهدالى على نفسك شويه وفكك من العنطظه الكدابه بتاعت زمان دى عشان مابقتش واكله... انا استحملت قرفك وقلة زوقك كتير لحد ما خلاص... زى ما قولتلك روحك فى أيدى... اقعد... اقعد.

قال الاخيره وهو يضربه على صدره ضربات متتاليه مهينه يكمل بزهو:أقعد ماحدش هيلمسك.

كل ذلك وقد بهت وجه عمر يستشعر القوه والتمكن فى صوت وحديث نظيره ليدرك انه مجبور على السمع والطاعه فيرضخ ويكسر غروره ويجلس صامتا.

بينما سامح تولى امر الشباب المتجمهر بعدما نطق أحدهم يستفسر :فى حاجة يا سامح.. الأخ ده جاى فى عاركه ولا ايه.

سامح :لأ خلاص يا شباب شايلنكوا للتقيله انا هديلوا الى فيه النصيب وهيمشى خلاص... كتر خيركوا متشكرين يا رجوله.

غادر الشباب سريعاً وهو استدار لعمر قائلاً :شايف ولاد البلد الجدعان بتوع عابدين... عابدين ها... فاكر عابدين.... طب فاكر امك وابوك الى سبتهم واتنمردت على عيشتهم ومابقتش بتسأل فيهم لأنك وسخ وواطى... بس خلاص هما مش عايزين منك حاجه اخوك محمد كبر واتخرج وبقا دكتور اد الدنيا ومش مخليهم محتاجين حاجه.... هما دلوقتي مش عايزين غير انهم يشوفوك ويطمنوا عليك... هههه يشوفوك بهيئتك الجديدة وانت لابس سينيه وساعه براند وايه ده.. ههههههه لابس سلسله... يا فرحة امك بيك... كل ده يا وسخ وانت سايب امك وابوك بعد ما اتبطرت على عيشتهم وعلى المنطقه وسيبتهم وبطلت تسأل فيهم... واخوك كان لسه صغير وبيتعلم وابوك راجل كبير... مين كان هيصرف عليهم.. مافكرتش عمرك ولا خطروا ببالك... نفسى ثم نفسى ثم طظ في كله مش كده.

كان عمر يقلب عيناه بملل وسأم لم يهتز له رمش واحد من حديثه عن والديه وشقيقه إنما تحدث بملل يسأل :هممم خلصت؟فين الفلوووس... انت هتعملى فيها واعظ مانت زيك زيى... نصاب وحرامي و واكلها والعه... احنا دافنينوا سوا يالا.

سامح :لا ماعلش... انا طول عمرى بنصب على النصابين وحرامية البلد... يعنى عمرى ما امد ايدى فى جيب واحد غلبان ولا حتى البس غيرى مصيبتى... زى ما عملت فى مجدى كده.

عمر وهو يبتسم بسخريه:اسمه نصب بردو.

سامح :صح... نهايته... فلوسك هتوصلك بكره فى الشغل.

عمر :نعم... ماتديهالى دلوقتي.
سامح :حد قالك انى ماشى شايل فى جيبى مليون جنيه... قولنا بكره خلاص.

وقف عمر يقول :ماشى.

كان سيتحرك ولكنه عاود الوقوف يسأل :وانجى قولتلها حاجة ولا عرفت حاجه؟

سامح :دى هلاهوطه... مانت بردو يوم ماتتجوز هتتجوز واحدة عبيطه عشان ماتعرفش تتصرف معاك ولا تلاعبك...وانجى دى طوب وطين.

عمر باقتضاب:تمام... الفلوس تبقى عندى بكره.

غادر سريعا يحلم بضم مليون اخر الى حسابه البنكى الكبير... لا يدرى بما خطط له سامح مستغلا لنقطة ضعفه الكبيره وهى الطمع كى يبنصب الشباك حوله ويوقعه فى شر اعماله.

وبعدها عاد للبيت وحرصت انجى بناء على تعليمات جيهان بأن تتعامل معه باعتياد شديد ولا تظهر اى شئ بل والأكثر انها منحته ليله ساخنه جدا أوقفت عقله عن العمل حتى الصباح.

صباح يوم جديد سيغير كل شئ.

ذهب عمر وانجى للعمل

مر كل شئ طبيعى جدا حتى ورد الى انجى رساله من سامح فذهبت للمرحاض كى تستطيع محادثته.

انجى بلهفه وتوتر :الو... ها ايه اللي حصل
سامح :اهدى... اهدى كل حاجه ماشيه مظبوط والفيديو بالاعتراف بتاعه دلوقتي قدام محامى الشركه والتحقيق هيتفتح حالا وهيجبوه... وماتخفيش... اسمك مش هييجى فى اى حاجه.

انجى بخوف شديد :ازاى ده واطى هيجبها فيا ويقول إن انا الوحيده الى اقدر ادخل مكتب مجدى وانا الى جبته.
سامح :وايه الدليل على كده... جمدى قلبك شويه كده وماتخافيش.. هو فيه تسجيل صوت و صوره يدينه يعنى شهادته مهزوزه ده غير ان مافيش فى ايده إثبات ضدك يعنى هتطلعى منها زى الشعره من العجينه وهو هيتحبس واول حاجة لازم تعمليها هو إنك تخلعيه... اخلعيه و ابدئى من جديد.

انجى :طيب وانت... مانت مدان زيه بالفيديو ده.

سامح:انا بكلمك من المطار.. هسافر اعيش برا... انا ماليش حد هنا بس قبل ما امشى كان لازم اعمل اي حاجه عدله.. انا نصبت كتير بس ماكنتش بأذى حد أذيه كبيره كده... كنت بنصب على حرامية البلد الكبار... بس ما قدرتش اشوفك انتى ومجدى بتتأذوا.

صمت قليلاً ثم قال بتردد وصعوبه:على فكره انا حبيتك.... وكان نفسى نتجوز.

تحدثت انجى بتوتر كبير:سامح انا... انا...

سامح :عارف ماتقوليش حاجة.. انا مانفعش واحده زيك خصوصا بعد صدمتك فى عمر.. خلى بالك من نفسك واتمنى اشوفك على خير.

ضحك يخفف من حدة الأجواء قائلا بمرح:وانا هسافر اتجوزلى بلوندايه من برا.. سلام.

ابتسمت بخفه تودعه:شكرا على كل حاجه يا سامح وفرحانه انك بطلت نصب لأنك شخص جدع وخساره يبقى وحش... سلام.

اغلقت الهاتف تتنهد... ثم اخذت نفس عميق وخرجت من المرحاض.

لتجد الشركه مقلوبه رأس على عقب.. الكل متجهمر يشاهد عمر وهو بين يدى رجال الأمن.. يبدو أن الأمور تمت سريعاً وجارى فتح التحقيق معه.
_________________________________

مرت ايام كثيره وهاله مستمره بخطتها كل يومين تبعث لاثنتيهم رسالة تهديد تطلب مبلغ جديد.

مما اضطر حازم مرغما على بيع كل ما لديه.. حتى الهدايا الغاليه.. نفد رصيده البنكى.. وبالأخير باع سيارته.

كان على مشارف الجنون ويجد روحه تحت رحمة شخص مجهول.. مجهول الهويه والنوع يلاعبه ببراعه شديده وهو مضطر على الرضوخ كى لا يفضح أمره خصوصا بعدما حاول كثيرا وكثيرا الوصول لأى شئ يوصله بمن يفعل ذلك ولم يجد.

كل ذلك كانت هاله تتابعه باستمتاع وصمت رهيب بعدما وضعت يدها على كل ما يملكه تقريباً.

حتى تلك المدعوه سهر اخذت منها مبالغ اكبر من حازم بكثير فهمى تملك اكثر منه بكثير لدرجه جعلت ماهر يبدأ يشك بها.

انتهت من مص أموالهم أصبحت حالتهم تثير الشفقه للكافر حقا.

بدأت بلعبه جديده... ان تقلب كل منهما على الآخر.. تبعث راسائل لسهر تفيد ان حازم كام يفعل بها ذلك كى يستنفذ اموال اكثر واكثر.

وتبعت لحازم رسائل تقول ان سهر من فعلت ذلك به كى يتزوجها بعدما سئمت من وضعهم ومن زواجها بماهر وقد عملت على استنفاذ امواله كى يكن تحت أمرها.

فنشب الخلاف الكبير وكل منهم يتهم ويتربص بالاخر... علاوه على شكوك ماهر ناحية سهر.

وشعوره بالانجذاب ناحية هاله.

فى إحدى الشقق السكنيه والتى خصصتها سهر لمقابلتها مع حازم من مالها الوفير طبعا.

اجتمع سكان العماره على صوت عراك وصياح شديد قادم من الطابق الخامس.

ولم يكن سوى حازم الذى كان يبرح سهر ضربا وهى تسبه وتحاول ضربه.

كل منمها يسب الاخر ويعايره.

سهر ومن وسط عراكه وضرباته صوتها عال يصل لمن وقفوا بالخارج :بقا بتضحك عليا وتضربنى انا يا شحات يا معفن ده انا الى نجرتك وعملت منك بنى آدم.

حازم:انا شحات يا سافله يا رخيصه يالى خونتى جوزك مع نص رجالة مصر يا و****كنتى فاكره انى ممكن اتجوز واحدة مدوارها زيك.

استمر العراك بعدما انقلب كل منهما على الآخر ووقعوا بشر اعمالهم.
مهما حاولت سهر ضربه الا انه اقوى منها فلم تجد حل سوى ان تلوذ بالفرار ففتحت باب الشقه تهرب من بين الجموع التى تنظر لهم باشمئزاز وتقزز.
وسط شهقت إحدى السيدات تقول لزوجها المصدوم هو الاخر :مش دى سهر مرات ماهر درويش.

لتكتمل الصدمه بعد خروج حازم يحاول هندمة ثيابه يغلق باب الشقه خلفه غير مهتم بالتجمهر لا يدرك رؤية احد أصدقاء ماهر له ولسهر وان القادم سواااااد حالك.

جلست تضع قدم فوق الأخرى تهزهم بلا مبالاه.
فتح الباب يدلف منه وهو بهيئه مذريه للغايه على أثر عراكه مع تلك الشمطاء.

لم تحرك ساكنا وظلت جالسه على وضعها تنظر له بشماته وراحه كبيره.

اكثر شئ يبعث الراحه بداخلها انها من جلبت حقها بيدها.. هى من تلاعبت بهم وثأرت لروحها... ان حياتهم بيدها مثلما عبثوا بحياتها فسادا وظلما... هى من تفعل بهم ذلك واستولت على كل ما يملكونه.

تقدم منها مستغربا يتحدث بعصبيه شديدة :ايه مش شيفانى داخل... ماتقومى تتحركي.

ابتسمت بثقه وتحدثت وهى مازالت تهز ساق واحدة :ايه اللي عمل فيك كده!

اهتز ثباته لثواني ثم جاوب سريعا بثقه:خناقه فى الشارع.

ابتسامة مستهزءه نمت على جانب شفتها ثم قالت بسخريه لازعه:والى كنت بتتخانق معاهم دول ستات ولا ايه.

حازم:هاه؟!
لتكمل بضحكه شامته:اصل ضوافرهم معلمه فى وشك يا زوووما.

لتتسع عينه ويسرع ناحية المرأه يسب تحت انفاسه وهو يرى أثر عراكها معه وقد خدشت اظافرها وجهه بوضوح.

فتحرك على الفور يذهب ناحية المرحاض كى يريح جسده بدش سريع ومنعش.

وهى اختفت ابتسامتها تتنهد متأمله تفكر.. تعلم انه فى حاله اخرى لو كانت فعلت وقالت وذلك ولم تهتم لا بوجعه او تقفز من موضعها تقدم فروض الولاء والطاعه لانقلبت الدنيا واصبحت مشكله كبيره يظل يسب ويلعن بها حتى اليوم التالى ولو ردت عليه الكلمه بكلمتها لربما ضربها كما سبق وفعل.

لم يرضخ ويصمت مضطرا سوى كونه مهزوز وبموقف ضعف لا يستطيع ملاحقة ما يحدث معه.. وهى تعلم وستستغل الوضع اسوء استغلال كما فعل بها.

على الجهه الأخرى صباح اليوم التالى

جلست سهر على طاولة الافطار شارده تمسك قطعه من الخبز بيد واليد الاخرى فيها الشوكه بالجبن ولا تأكل شيئا هى فقط شارده تفكر.

كل ذلك يتابعه ماهر ويحاول التغاضى عنه لكنه غير قادر... فخرج عن صمته أخيراً يسأل :فى ايه يا سهر.

لتنتبه له بفزع قائله :إيه؟!

ماهر وهو يضيق عينيه يحاول سبر اغوارها:انا الى بسأل... بقالك فتره حالك كله متشقلب وانا خلاص جبت اخرى وعايز افهم بقا فى ايه بالظبط.

توترت كثيرا ولكنها.... ابتلعت رمقها تحاول تجميع افكارها.

تركز وهى تفكر جيدا.... ماهر ابن سوق وذكى جدا لكنه على قدر ماهو ذكى هو طيب القلب جدا وعطوف لذا استغلت تلك النقطه اسوء استغلال وقررت محاولة تعويض خسارتها فقد استنفذ حازم منها كل ما تملك.. كل شئ باعته كى تسكت من يبعث لها تلك الرسائل والذى أصبحت موقنه انه لم يكن سوى حازم الحقير.

فتحدثت بدموع تماسيح وصوت مكسور:بصراحة بابى الفتره الى فاتت كان عنده ازمه  كبيره اضطريت اساعده من غير ما حد يعرف وكل فلوسى خلصت.. وكمان انت كنت واعدنى اخد منصب نائب رئيس مجلس الإدارة مش كده؟

رغماً عن ماهر تعاطف معها بعض الشئ ورغم كونه غير مرتاح لتصرفاتها بالفتره الأخيره وشوردها الدائم.

لكنه لم يكن يوما غليظ القلب فقد رق قلبه لحالها يربط على يدها رغم كونه غير مقتنع او مرتاح يقول :خلاص يا حبيبتي...النهاردة هدرس الموضوع مع رؤساء الأقسام وامهدلهم القرار وان شاء الله يتنفذ بكره او بعده بالكتير.

لتتحدث بعصبيه وحده ناتجه عن رغبتها فى تعويض خسارتها سريعا وقالت :نعم ده ليه إن شاء الله... هتاخد الأذن منهم مثلاً انت صاحب الشغل والفلوس وهما شغالين عندك.

ماهر بنبره محذره يخبرها الا تختبر صبره:دى مجموعة شركات كبيره وليها سيستم عالى مش محل بقاله هى... لازم كل حاجه يتمهد لها.

وقف عن كرسيه يغادر بضيق شديد وهى تقول له:استنى مانا رايحه الشغل معاك.

رد عليها وهو يتحرك للخارج لا يحبذ حتى النظر إليها :ابقى تعالى فى اى عربيه مع السواق انا عايز اتمشى شويه... مخنوق.

قال الاخيره بصدق حقيقي.... يخبرها انه حقا قد فاض الكيل به وهى لا تبالى سوى لما تريد.

وهو ورغم ما تفعله معها وعدم مراعاتها له إلا أنه دائما ما يراعيها... يرق قلبه لو شعر بحاجتها لشئ حتى الآن ورغم شكوكه بها لكنه تعاطف مع بكاءها وهى.... هى لم تكلف حالها بسؤاله ماذا به.

تحرك بسيارته دون سائق.. لا يود الذهاب للعمل الان ليقرر الجلوس على كورنيش النيل فى هذا الصباح الباكر ربما انعش قلبه قليلاً.

جلس على احد المقاعد امام مياه النهر مباشره يسحب اكبر كمية من الهواء النقى يغمض عينه.

الشعور الاقوى والذى بات يرافقه دائما انه غير مرتاح... رغم كل ما يكتمله إلا أنه غير سعيد.

مهم جداً لأى شخص منا ان يشعر بل ويكن على يقين انه يمتلك شخص يحبه... يخاف عليه ويحرص على سعادته وهو ومنذ وفاة والدته لم يذق حلاوة هذا الشعور... حتى سهر خيبت كل اماله يتأكد كل يوم أنها غير مهتمه سوى لما يقدمه لها من أموال ومكانة اجتماعيه.

نسمة هواء لطيفه داعبت وجهه وهو مازال مغمض لعينيه فذكرته على الفور بذات الوجه الحليبى المستدير وملامح الطفله البريئه... هاله... يعلم أن مجرد تفكيره بها لهو شئ خاطئ ودرب من دروب الجنون.

يعلم انها لا تبادله اى شئ ولكنه.... يشعر ان بها حنان يكفى العالم... أنها دواء للجروح.

بالتأكيد فتاه مثلها تملئ بيتها حب و دفئ  وحنان.. يراهن انه لو حظى بامرأه مثلها لاصبح اسعد رجل على الارض.

مقر ان مجرد تفكيره بها بهذه الطريقه ووضعه لها بتلك المكانه وتخيله بماذا سيصبح بيته لو كانت هى سيدته لهو عيب كبير فهى امرأه متزوجه.. على ذمة رجل اخر ولديها طفل.

دخل بيتهم واكل مطعم خبز وملح فلا يجب ان يفكر بها هكذا.

وفى صراع دائم ما بين ما نريد وبين الاصول غالبا رغبتنا هى من تنتصر وتفصح عن نفسها.

فقد اخرج هاتقه يبحث عن صفحتها الشخصية على فيسبوك يمتع روحه بمشاهدة صورها.

فغلبته يده وبعث لها رساله فى لحظة يأس واندفاع منه.

كانت تجلس على احد المقاعد بصمت وتسليه تشاهده باستمتاع وهو مرتبك.. هموم الدنيا فوق رأسه يرتدى اى شئ امامه وهى تحدث نفسها متعجبه بشماته ونصر :ياااااه على الدنيا دى... فين حازم الى كان عايشلى فى دور سى السيد يشخط وينطر وانا اترجف واترعب أجرى انفذ كل الى مش عاجبه... البيت كان بيبقى بيشف ويرف من النضافه وكمان مش عايز بسلامته يسمع صوت عياط الواد.. ياااااه ده انا ماكنتش بعرف انام ٣ ساعات على بعض واجرى من الشغل للطبيخ والغسيل والتنضيف والمكوى... اشتغل وانا لسه والده عشان اساهم فى مصروف البيت والبيه بيصرف فلوسه برا.. فين حازم الى على سنجة عشره بقا دلوقتي يلبس اى حاجه تيجى فى ايده وينزل.. بقا دايما ساكت وراضى بعد ما كان متنمرد عليا ومطلع عينى....ياه على الدنيا لما تلف ماكنش بيرضا يوصلنى معاه بعربيته وبيستخسرها فيا... دلوقتي اهو باعها وبقى مش لاقى حتى حق التاكسي.

خرجت من حديثها مع حالها تنتبه عليه وهو يناديها:هاله.. هاله.

لتجيب عليه باقتضاب:نعم.
حازم بأمر :هاتى فلوس.. فلوسى خلصت...عايز اخد تاكسى.

هاله بتلاعب كبير:نعم؟! هو انت مش قولت انك بعت العربيه عشان تجدد... ماشترتش لحد دلوقتي واحدة جديدة ليه؟

توترت ملامحه يقول :أأأ.. ل.. لسه مالقتش حاجة مناسبه احط فيها فلوسى.

هاله:امممم.. طب انا مش معايا فلوس وكمان مابقتش بشتغل.

اتسعت عينيه بغضب واقترب منها يقبض على معصمها يتحدث بغلظه وقسوه:نعم... احنا مش خلصنا كلام فى الموضوع ده قفلناه... شغل ايه اللي سبتيه.

نفضت يدها عنه وقالت :حصل مشكله كبيره واتحولت للتحقيق.

ليصرخ بها بغضب :عملتى ايه غلط خلاهك يحققوا معاكى مانا عارفك فاشله.

استدارت له بغضب... دائما ما يوبخها ويسبها يحرص على أن يجعلها تشعر بالاشئ والدونيه.

لتقرر حرقه حيا واخترعت قصه جديدة وسريعه :واحد من صحاب الشغل اتحرش بيا.. ولما رفضت عملى مشكله ومشانى وكمان محذر كل اصاحب الشركات صحابه يشغلونى ايه قولك بقا.

وضعته بخانة اليك لهدف معين برأسها هى فقط.

جعلته يقف غير قادر على الرد فماذا سيقول رغم يقينها انه لا يفرق معه ان تحرشت بها مدينه باكملها فهو رجل بالأسم فقط.

ليتحدث ببهوت:يعنى ايه... مش هينفع تشتغلى تانى.

هاله :ايوه.

تحرك يغادر بتشتت وجنون يدرك ان المصائب لا تأتى فرادا فقد وضع على راتب هاله امل كبير بتعويض خسارته وانه سيجعلها مستمره فى الإنفاق على البيت وعليه وهو يدخر كل راتبه ربما يعوض ما خسره. خصوصا وهو قد يأس من امكانية التوصل لذلك المجهول الذى استنفذ امواله وشكه الكبير يتجه بالفعل حالياً ناحية سهر التى لنفوذها هى وزوجها لن يستطيع الاقتراب منها.

نزل من بيته يوقف إحدى سيارات المكيروباص فلا حل امامه سوى ذلك... يشعر بالموت حيا وهو مضطر للنزول بمستواه المادى والاجتماعى.

بينما هاله تقف تشاهد ما يفعله من شرفة بيتها وقد هاتفت محاميها وامرته ان يتحرك على الفور برفع قضية خلع بعدما اخذت كل ماله فلم يعد لديه شئ تريده هى كل امواله معها إذا لا ضير من رفع قضيه للتخلص منه حتى لو ستتنازل بها عن كل شئ فهى تمكنت من كل شئ يمتلكه ولم يتبقى سوى تلك الشقه التى يقطنوا بها وقد أخبرها المحامى أيضا انه سيرفع عليه قصية تمكين بالشقة كونها حاضن لطفل منه... وبذلك سيخرج من شقتها كمن ولدته امه.

جلست بشرفتها فى شمس النهار لجوارها أيهم الصغير تفكر.

انه قد حان وقت الرحيل ولكن بعدما تكسره اكثر واكثر فهو لم يرحمها ويرحم ضعفها يوما... هو من حولها لما هى عليه الان غافلا عن المثل القائل (اتقى شر الحليم اذا غضب)
وقوله تعالى"ان كيدهن عظيم"

جلست تنوى على آخر شئ يجب ان تفعله قبلما تغادر.

فتحت هاتفها تعبث به لتتفاجئ برساله وردت له من حساب أحدهم.

وبعد التدقيق توصلت الى انه ماهر درويش بهث رساله ترحيبه لها... فردت عليها باقتضاب.

تنهدت بصوت عالى... رغم ما وصلت له واوصلت له حازم وسهر ورغم نجاحها فى الانتقام إلا انها بداخلها شئ مشروخ.

ربما ثقتها بنفسها كانثى مرغوبه... قتل حازم ثقتها بانوثتها وحولها للمرأه متعطشه للانتقام فقط.

نظرت ثانيه على رسالة ماهر التى ارضت جزء ما بالانثى التى بداخلها.

__________________________________

مرت ايام اخرى ومازال التحقيق جارى مع عمر الذى وبالفعل زج اسم سامح وانجى داخل التحقيقات.

وهى حاولت الثبات وإظهار استغرابها بل وصدمتها بما يجرى وأنها مزهوله بما فعله عمر.

وكأنها اكتشفت معهم انه شخص سارق وغير امين.

تقدم مجدى يقف امامها بعدما عاد للعمل بالشركه :سامح كلمنى... وحكالى على كل حاجه... انتى غلطتى.. بس خير الخطائين التوابين وكفايه إنك كان عندك استعداد تجازفى وتضحى بشغلك عشان ترديلى حقى وترجعينى شغلى.

نظرت أرضا بخزى تقول بندم :انا اسفه وعارفه انى الغلطانه بالاساس لما نفسى ضعفت عشان حبيت بنى ادم قذر للأسف... بس والله فوقت لنفسى وحاولت اصلح كل ده.

ابتسم لها قائلاً بهدوء :انا عارف... وتأكدى ان ماحدش هيعرف اى حاجة من الى حصلت وتقدرى تكملى شغلك هنا عادى تحت إدارتى.

نطرت له بصدمه.. توقعت فقدانه للثقه بها بعدما فعلت وسرقت مره ولكنه فاجئها بإعطاءه فرصه جديدة لها.

حيث ابتسم يقول :انا مش هضحك عليكى فعلا حتة الثقه الى بنا اتهزت كتير ولكن.... ماينفعش انتى ترجعينى شغلى لاكل عيشى وانا اقطعه...واحده غيرك كان ممكن تقول وانا مالى خلينى بعيد عن الشبهات ولذلك احنا هنرجع نشتغل مع بعض لكن هتكونى تحت الاختبار لفتره مش قليله ابدا وده عشان الى عملتيه... اعذريني بس اخاف يتكرر تانى.

نظرت له تبتسم مزهوله تردد:فاهمه فاهمه وتأكد انى هكون عند حسن ظنك بأذن الله.

مجدى :بأذن الله.. اتفضلى انتى كملى شغلك.

غادرت سريعا تنجز اعمالها تنوى إثبات حالها من جديد.

________________________________

فى الشركه عند ماهر

جلس يتفقد هاتفه كل دقيقه يرى ان كان قد ورده رد منها ام لا.

ليتفاجئ بدق الباب ودخول السكرتيرة تستاذن لدخول سعيد كامل صديقه فأعطاها الأذن يقف مرحبا بسعيد :اهلا اهلا نورت الشركه كلها.... عاش من شافك يا راجل.

جلس سعيد يبتسم بتوتر.. فهو بالفعل ورغم صداقته بماهر الا انه نادرا ما يذهب له.

لكنه وطوال الايام التى مرت وبعد رؤيته لسهر مع رجل آخر وهو لا ينام تقريباً.

لا يعلم هل يذهب ويخبر صديقه كى يثار لشرفه... ام يصمت كى لا يجرحه برجولته.

لكن لو صمت فسيترك بذلك صديق عمره يحيا مغفلا طيلة حياته.

ليقرر فى النهايه ان وجع ساعه ولا كل ساعه.. ليخبره ويرتاح.

لكن وبعدما جلس امامه الآن اصبح متوتر لا يعلم كيف يخبره بذلك.

فيلاحظ ماهر صمته ليقول :مالك ياجدع فيك ايه.... ايه الصمت الرهيب ده.

نظر له سعيد متعاطفا... فكم هو شخص طيب وشهم لا يستحق الخيانه ولا ان يحيا المها.

فقرر التراجع وعدم اخباره خصوصا وهو لا يعرف كيف سيخبره بذلك.

ابتسم بتوتر يقول :لا بس ماشربتش قهوتى عشان كده تلاقنى مش مركز... اطلبلنا اتنين قهوه.

ماهر متسائلا:مظبوط مش كده؟
سعيد :ايوه.

رفع هاتفه يحدث السكرتيره:ايوه.. اطلبي لنا اتنين قهوه مظبوط واجلى الاجتماع ساعه كمان.

اغلق الهاتف ليسأل سعيد :هو انا معطلك؟ممكن امشى واجيلك وقت تانى.

قالها وهو يتمنى ذلك حقا... يتمنى لو يلوذ بالفرار والا يخبره هو بذلك

ليقول ماهر :أقعد يا اخى ده انت واحشنى... وبعدين ده اجتماع اصلاً يعنى مش الى هو.

سعيد :ازاى يعنى.

تنهد ماهر بعدم راحه يخبره :ابدا يا سيدي سهر بقالها فتره بتزن عايزه تبقى نائب رئيس مجلس الإداره وانا بصراحه زهقت من الزن وقولت اريح دماغي.

لتفور الدماء بدماغ سعيد ويتحدث بسرعه وغضب يرفض رفض لاذع غريب :لأ طبعاً اوعى تعمل كده.

صدم ماهر كليا من رد فعله العنيف والغير مبرر قائلاً :ايه ده مالك.. فى ايه؟!!

اخذ سعيد يتنفس سريعا كان سيستر عليها ولكن هى متبجحه لأقصى درجه فجعلته يخرج عن صمته ينقذ صديق عمره وهو يقول بقوه ودفعه واحده :بصراحة بقا سهر بتخونك ومش هينفع يتسكت عليها اكتر من كده.

توقف الزمان والمكان.. وبقى ماهر... رجل مطعون بكرامته وشرفه ينظر لصديقه بصمت يحاول فقط استيعاب ما قيل.

______________________________

تداول الجميع خبر رفد عمر بعد التحقيق معه وعدم اثبات اى شئ على انجى... وهى قامت برفع دعوه قضائيه عليه للطلاق تطالب بكافة حقوقها الماديه والمعنويه بعدما وكلت محامى فذ وعدها بجلب كل مستحقاتها منه خصوصا مع موقفه الجنائى تجاه محل عمله وانه شخص غير امين علاوه على بعض الاعيب التى يفعلها كبار المحامين لجلب حقوق موكليهم.

عادت تجر قدميها تدخل عند جيهان ترتمى على اول مقعد قابلته مغمضه عينها براحه.

لتقول جيهان :هااا؟
انجى :ياااااه وكأنه هم وانزاح من على قلبى.

تنهدت جيهان هى الأخرى تقول:الحمدلله.. المهم هتعملى إيه دلوقتي.. هترجعى لأهلك؟

فتحت انجى عينها تقول :اهلى؟! وهو كان حد فيهم افتكر يسأل عليا؟! مافيش غير بابا كل يومين يفتكرنى بتليفون مش اكتر... كل همه ولاده الرجاله ومشاكلهم وكل مكالمه يقول انا خلاص جوزتك واطمنت عليكى إنك فى رقبة راجل... كأنه بيرددها عشان يريح ضميره.. قال يعنى كده خلاص... بس هقول ايه ربنا يقويهم إنما رجوع ليهم مش هيحصل ابدا دول حتى مش هيحسوا انى اتطلقت.

جيهان :خلاص عيشى معايا هنا وزى مانتى شايفه اهو انا لوحدى مع والادى.

انجى :لا يا جيهان انا قررت اعيش بحريه وابنى نفسى صح... هاخد شقه اى اى مكان وأعود نفسى ابقى قويه بقا.

جيهان :يابنتى اسمعى كلامى واهو نونس بعض انا اخدت على وجودك معايا.
انجى :وانا مش هسيبك وهنفضل نزور بعض يوميا ربنا اعلم انا حبيتك اد ايه لكن خلينى أقوى نفسى بنفسى بقا كفاية السنين اللي عدت دى.
فصمتت جيهان امام اصرار انجى ترى انها محقه بعض الشئ.

________________________________

وقف سعيد امام ماهر يحاول السيطره عليه قائلاً :اهدى يا ماهر ماتضيعش روحك عشان شوية كلاب.. طلقها وارميها الواد ده ارفده وخلصنا.

ماهر وهو كالاسد المجروح :ده انا هشرب من دمهم... الى استباحوا عرضى وشرفى.

سعيد بغضب وحزم :ماهر... فووق بقا.. ايه هترودى نفسك فى مصيبه عشانهم... أهدى بقولك..

لكنه لم يستمع له إنما خرج من مكتبه تجاه مكتب حازم واستدعى رجال الأمن يأمرهم بغضب عاصف :تاخدوا الكلب ده ترموا فى البدروم لحد ما افضاله... يفضل من غير اكل وشرب ولا حد يعبره... يالااااا.

تحركوا سريعاً ينفذون امره وسط صراخ حازم:إيه  يا باشا.. انا عملت ايه يا باشا.

بصق عليه وهو يغادر ثم صرخ فى الموظفين بعدما تجمهروا على صوته:اييييه.... كل واحد على شغله يالااااا.

خرج سريعاً وهو لا يرى امامه وسعيد يحاول إيقافه :ماهر اهدى يا ماهر.. اهدى واستنى.

الا انه لم يستمع له واتجه بسرعة البرق ناحية بيته يفتح الباب وبدون اى مقدمات يجلبها من شعر رأسها ينظف بها أرضية المكان وهو يسبها ويلعنها:بقا انا اجيبك وانضفك انولك شرف إنك تبقى حرم ماهر بيه وانتى تخونينى يا و***ياو**** مع مين.. مع حتة كلب موظف عندى.

صرخت تستغيث:ابدا يا ماهر والله مظلومه انا.... ليقاطعها بغضب ونفور:اخررصى.. مش عايز اسمع صوتك النجس ده... انا بقالى فتره شاكك فيكى.. سهراتك.. خروجاتك.. رصيدك الى خلص مره واحده.. بس خلاص فوقت... فوقت وعرفت انى كنت غلطان لما وثقت فى واحدة زيك... برااا... برااا.

القاها خارج البيت بعدما جرها وسحلها على. الارض واغلق الباب يتنفس سريعاً بغضب.

بعد مرور اشهر

استطاعت هاله الحصول على قبول دعوه الخلع وتم تمكينها قانونيا من الشقه... ولأنها كانت تراقب هاتفه ثانيه بثانيه فكانت على علم بأنه محبوس لدى ماهر يعذب فيه لأيام.

اما ماهر فقرر انهم لايستحقوا حتى ان يتعب نفسه لاجلهم وهو لم يحب سهر يوما هو فقط غار على عرضه وشرفه وقد اكتفى بمعاقبته وقرر القاؤه اليوم على قارعة الطريق ان عاش فهذا حظه وان مات فلا رحمه ولا شفقه إنما هذا مايستحقه.

_________________________________

اما انجى فقد استطاع  محاميها ان يكسب قضيتها وتحصلت على كل حقوقها الماديه وايضا على الطلاق.

واستاجرت شقه جيده بحوار البنايه التى كانت تقطن بها لتكون قريبه من جيهان تلك الصديقه التى فازت بها من بين كل تلك المحن.

ولكن كل ما حدث قد أثر على انجى تأثير قوى... فهى كانت قويه لفتره فقط ريثما تسترد حقها ولكن بداخلها خراب كبير... وقلة ثقه فى الرجال او لنقل عقده صنعها والدها واشقائها فى اول الأمر ليأنى ذاك النذل طليقها ويختتم الأمر بالاضافه الى قصة جيهان صديقتها مع زوجها وخيانته لها بابشع الطرق لتزداد عقدتها اكثر واكثر.

تكون امرأه طبيعيه وسويه طوال ماهى بعيده عن الرجال.. ومع اول اقتراب او احتكاك من اى رجل يظهر التوتر.. الرعب. الخوف.. باختصار تظهر عقدتها.

مرت ايام غير معدوده على الجميع.

الكل يحاول لملمة جراحه فانجى للآن لم تشفى بعد... ما مرت به مع ذلك النذل لم يكن بقليل إطلاقاً.

تركها حطام أنثى وما عادت تثق بالحب ابدا. وكيف ستثق واول من عشقت فعل بها كل هذا.

جعلها تفتح عينها على عالم لم تكن تعرفه.. لتدرك انه ربما الخطأ من لديها ايضا وماكان عليها الوثوق بأى شخص بهذه السرعه.

كان عليها التعلم من الحياه والا تصبح بهذه السذاجه رغم كونها على مشارف الثلاثين.

ولولا وقوف جيهان لجواره ونصائحها وخطتها التى تمت بتوفيق من الله وعفوه لما استطاعت فعل اى شئ ولكانت اليوم الله وحده اعلم بحالها.

وها هى الان تعمل وتعيش بمفردها تحاول الوقوف على قدميها من جديد.

جلست ذات مساء مع جيهان شارده بصمت فى سقف الشقه ترتشف العصير بصمت.

لتخرجها جيهان عن صمتها وهى تناديها :ايه يامززه... ايه الصمت الرهيب الى انتى فيه ده.

انتبهت انجى تعتدل بجلستها قائله :لا ولا حاجه يا جين.

جيهان :على جين بردو.. مالك.

انجى :مالى بس.
جيهان :دايما ساكته ومسهمه مش بتعملى اى نشاط او اى حاجة جديدة... دايما قافله على نفسك.. من البيت للشغل ومن الشغل للبيت... انتى حتى مالكيش اى صحاب غيرى... ومش بتكونى اى صداقات او حتى معارف.

انجى :ما اعمل ايه... شخصيتى كده.

جيهان :يبقى نحاول نغير كل ده... ماتنسيش ان شخصيتك دى كانت السبب الأول والاساسى لمشكلتك.

انجى :عندك حق.

ثم اكملت بحيره:بس اعمل ايه؟؟

جيهان :يابنتى اخرجى.. سافرى... اتفسحى.. شوفى ناس جديده وبلاد جديدة... بيقولك للسفر سبع فوائد واهمها انه بيعلم ويقوى الشخصية.

انجى :تفتكرى؟
جيهان بحماس :ايوووه.. اعملى كده.. دورى على رحله حلوه فى اى شركة سياحه... انتى ماشاءالله مرتبك حلو ولا عيل ولا تايل هتصرفى فلوسك فى ايه.

انجى:ده قر بقا.

جيهان :اه.. ههههههه
انجى :طب ما تيجي معايا.
جيهان :لا طبعا سافرى لوحدك واعتمدى على نفسك واتحررى من القيود الى مقيده بيها نفسك دى وكمان هودى ولادى فين ماينفعش.

بعد مرور ايام

كانت على متن طائره متجهه لمطار الغردقه ضمن رحله سياحيه من عشر أشخاص ومعهم مرشد سياحي من الشركه يشرف على كل شئ.

كانت وسط الجميع كأنها طفله... تنظر حولها مستغربه تجد فتيات اصغر منها بالعمر على متن نفس الرحله... لم يخافوا او يعقدوا مئه حسبه وحسبه مثلها.

روح التحدى والشغف كانت اكبر.. لذا كل منهن كانت على ثقه ودرايه بكل شئ اكثر منها.

هى حتى لم تستطع ربط حزام الأمان فى الطائره... متعثرة لا تعرف كيف تفعلها الى ان وجدت أحدهم يميل عليها بصوت هادئ قائلاً :تسمحيلى اساعدك؟

رفعت وجهها تنظر له لتصدم بشاب ابيض ذو شعر كستنائى كثيف وجسد رياضى يواجهها ينظر لها بتمعن مثلما تنظر إليه بالضبط.

فهى جميله جدا... ذات جمال طبيعى وجه ابيض وعيون واسعه سوداء بشعر اسود غزير يزين وجهها المستدير.

اول ما انتبهت على نظراته لها شعرت بالارتباك تخفض رأسها أرضا بتوتر وهو ابتسم عليها.

لاول مره منذ فتره طويله يرى فتاه تخجل هكذا... اشاحت بعينها عنه رغم وسامته العاليه التى يعرفها هو نفسه ويعلم انه يعجب الكثير من الفتيات... فتاه أخرى بموقفها لاختلقت احاديث كى يطول الوقت معه لكنها تخضبت خجلا ولم تفعل كانت تريد انهاء الموقف وان يبتعد عنها.. فوجوده قريب هكذا يربكها اكثر واكثر.

انتهى من ربط حزام الامان يبتسم لها قائلاً يعرف حاله:اهلا وسهلا... انا مصطفى فكرى.. هكون معاكوا طول الرحله.

ابتسمت بتوتر تقول باقتضاب:أهلا وسهلا.

ابتسم باستغراب يقول :طب اسمك ايه طيب.

رفعت عيناها الجميله تنظر له متعجبه ليضيق بكياسه:عشان ابقى عارف كل الناس اللي معايا.

لتجيب باقتضاب مجددا :انجى.

ابتسم باعجاب وهو يأخذ نفس عميق:انجى... اسمك حلو اوى يا انجى.

كان يود إضافه المزيد ولكن منعه صوت قائد الطائره يطلب من كل شخص الجلوس بمكانه للاقلاع فابتسم مغادارا يعاهد حاله الا يتركها فرحلتهم طويله وهو لن يضحى بفتاه مثلها بعدما وجدها.

_________________________________

لأيام يأتى صباحا ومساءا أسفل بيتها يود رؤيتها لكنه يتراجع بالاخير ويغادر.

على هذا الوضع مرت ايام وأكثر شئ يجعله يتراجع هى تلك الرساله الذى سبق وارسلها وهى لم تجيب عليه بأخرى.

ولكن فى يوم من الأيام اعتصره الشوق عصرا ليتخذ الخطوه اخيرا ويدلف داخل البنايه التى تقطن بها حتى وصل لشقتها ووقف يدق الجرس.

فتحت له سيده فى الخمسين من عمرها فنظر لها باستغراب قائلاً :السلام عليكم.. مش دى شقة مدام هاله؟

السيدة :وعليكم السلام.. ايوه يا استاذ هى... خير فى حاجة؟!

ماهر :مين حضرتك؟!
رفعت السيدة حاجب واحد مردده:مين حضرتى؟! انا امها انت الى مين؟

انتبه كل منهما على صوت هاله التى كانت تنادى والدتها من الداخل حتى توقفت أمامهم :ماما ياماما انتى فين؟؟

لتصدم وهى تجد ماهر درويش امامها وهى بثياب منزليه قصيره وشعرها منساب ببراعه على طول ظهرها فوقفت مبهوته تردد:ماهر بيه؟!!

كانت عينه تأكلها اكلا خصوصا وقد قتله الشوق لتنتبه على نظراته القويه وتحذير امها لها فتشهق بحرج و تركض للداخل ترتدى شيئا.

وهو مازال يتتبعها بنظراته المشتاقه حتى اختفت بالداخل ينتفض على صوت والدتها الحازم:ايوه ماعرفناش انت مين بردو.

ماهر بلباقه :انا ماهر درويش يا هانم.

رفعت شفتها العليا باستنكار تردد بسخريه:انا مش هانم ياخويا انا الحاجه زينب.

ماهر مبتسما:حاضر يا حاجة... ممكن ادخل؟
الحاجه زينب:بتاع ايه يعنى... احنا نعرفك؟

ماهر :فى سابق معرفه وانا جاى فى خير ان شاء الله... ممكن تدخلينى بقا انا واقف بقالى كتير وضيف عندك.

افسحت له الطريق بعدم اقتناع قائله :اتفضل.

دلف للداخل ينظر للبيت من حوله يتذكر حينما جاء لهنا اول مره ولكن اليوم كل شئ تغير.

ثوانى وتقدمت هاله ترتدى عباءه استقبال مزينه بقماش الخياميه وحجاب ساده مناسب تجلس أمامه مرحبه :اهلا وسهلا يا ماهر بيه.

مازالت نظراته تلتهمها... وهل تعتقد انها بعدما غطت جسدها وشعرها امنت حالها.

على العكس تماما فلم يزيدها هذا إلا جمال وجمال.

جميله هى بكل الحالات... تأثر قلبه كلما رآها مثلما فعلت من اول لقاء هنا ببيتها.

ابتسم لها يقول :ماهر بس يا هاله... ممكن؟

هاله باستغراب :لأ طبعاً ازاى المقامات مح... قاطعها امام والدتها قائلاً :هاله انا بحبك.

لتصدم كل منهما تنظران لبعض فتقول والدتها بحده:إيه ياجدع المسخره وقلت الحيا بتاعتك دى حد قالك اننا... قاطعها مجددا بحلم:انا طالب الحلال يا حاجه.
لتصمت الحاجه زينب مبتسمه وهو ينظر ناحية هاله مكملا:عايز اتجوزك ياهاله واتمنى تقبلى.

هاله بزهول:بس.. احنا كنا... احممم... اقصد يعنى...

ماهر :الى فات مالناش دعوه بيه ودول كلاب وراحوا لحالهم... بس احسن حاجه عملوها انهم خلونا نعرف بعض... انا استاهلك وانتى تستاهلينى يا هاله.

نظر لوالدتها يكمل :ولا انتى إيه رأيك يا حاجه؟

كانت زينب تتراقص فرحا من الداخل لكنها وببراعه شديدة قالت بلا اى اهتمام :هنشوف لسه... سيبنا نفكر.

ابتسم لها وقال :وانا هفضل عايش على امل انكوا توافقوا... استأذن انا.

ارغم حاله على الوقوق مغادرا رغم رغبته بالجلوس امامها ربما تشبع عينه منها رغم يقينه باستحالة ذلك.

اغلقت الحاجه زينب الباب خلفه وتقدمت من ابنتها تقول بفرحه كبيره:بت يا هاله... مين الجدع ده... شكله ولا اما يكون باشا.

هاله بصدمه :هو فعلا كده يا ماما.
الحاجه زينب:وتعرفيه ولا يعرفك منين... كنتوا شغالين سوا؟!

هاله بتحسر:لا يا ماما ده كان جوز الهانم الى بسلامته كان عارفها.

الحاجه زينب بابتسامة سعيده وشامته:بجد... طب خصيمك النبى لا تبردى نارى وتفكرى وتوافقى... دى هتبقى اكبر ضربه ليهم هما الجوز.

هاله بتردد:بس ياماما... قاطعتها الحاجه زينب بقوه:بس ايه يابنت بطنى... هتترهبنى وانتى لسه فى عز شبابك... اهو ده الجدع الزين الى يعرف يصونك ويحميكى... وشكله بيحبك.. ايوووه ماشوفتيش كان هياكلك بعنيه إزاى... واهو على الاقل يحمكيى من كلاب السكك ولا الزفت الى اسمه حازم الى بدأ يفوقلك... هيقدر يحميكى ويحمى ابنك...فكرى.. فكرى يا ضنايا وطمنى قلبى عليكى.

تركتها وغادرت لتغرق هاله فى التفكير لا تعلم اى قرار تتخذ.

___________________________

فى الغردقه عند انجى.

جلست على احد مقاعد الشاطئ تتعمق فى قراءه روايه جديدة.

يمنعها عن الاندماج بها أصوات الفتيات ينادين على ذلك الوسيم "مصطفى"

وهو يشير لهن من بعيد مرحبا يبدو أنه مشهور هنا.

رفعت الكتاب على عينها تخفى وجهها به وهى تراه يقترب منها يبتسم باتساع حتى اقترب منها وبحركه جريئه جدا انتزع الكتاب من بين يدها قائلاً :هو إيه الى واخدك مننا ده.

لتتسع عينه مرددا بصدمه حقيقيه:رعب... بتقرى روايه رعب.. شكلك مايديش على كده ابدا.

انتفضت من مقعدها تقول بحده:انت إيه الى انت عاملته ده وازاى تدى لنفسك الجرئه والمساحه انك تعمل كده... بس تعرف انا الغلطانه انى سافرت وسبت بيتى.

غادرت سريعا تهرب... تهرب من نفسها قبلما تهرب منه هو.

عادت للقاهره تشعر انها ليست كما كانت... ما الذى تغير بها لا تعلم ولكنها متغيره.

وهذا ما لاحظته جيهان هى الأخرى التى جلست لجوارها تندب بعويل:يادى الشيله ويادى الحاطه.. روحتى على جمل وجيتى على بطه.

انجى :ولزمته ايه الندب ده بس يا جيهان.
جيهان:بقا انا اقولك سافرى عشان تفكى وتروشى.. تروحى ماتكمليش يومين وترجعى سرحانه ومسهمه اكتر من الاول... طب يرضى مين ده بذمتك.... ايه اللي حصل.. فيكي ايه يا بنت الناس بس.

وقفت انجى مردده:هقولك... بصى يا ستى.

بدأت بسرد كل شئ حدث  وجيهان تستمع لها بزهول وترقب الى ان انتهت من قص كل شئ فقالت جيهان :وانتى ليه هربتى؟

انجى بارتباك:ايه هربت دى يا جيهان وههرب من مين يعنى؟

جيهان بتسليه:هربتى من نفسك قبل ما وتهربى منه... انتى حسيتى انك مش اد الى بيحصل او ممكن يحصل.

انجى بحزن:ممكن... ما اديكى شوفتى لما حصل وحبيت ايه الى جرالى.

جيهان بجنون :صح.. يبقى نوقف حياتنا ودنيتنا والى يقرب مننا ندوب فى جلدنا من الخوف ونطفشه مننا مش كده... اصوت منك يا بنتى... عيشى.. حبى وعيشى واتجوزى كمان.

انجى بفزع:واتجوز كمان؟!!

جيهان:وماتتجوزيش لييه... ناقصه ايد ولا ناقصه رجل ولا يمكن فاقده للاهليه.. إيه يعنى قصة حب فشلت ما تقعى وتقومى زى كل الناس.

رفضت انجى وهى تهز راسها رفضا قاطعا:لأ لأ مستحيل... مستحيل.

وقفت تغادر لبيتها... تهرب كما تعودت ان تفعل منذ ما حدث.
يتتبعها صوت جيهان الغاضب :اه اهربى اهربى زى ما بتعملى دايما... ده انتى ولا اما تكونى عيله صغيره.

بالفعل كانت تلوذ بالفرار من حديث جيهان الحقيقى والملح.

لكنها لم تنجح ابدا فقد وصلت للبيت الذى تقطن هى وصعدت للطابق الثالث حيث توجد شقتها وجدته يقف كمن يبحث عن شئ او يتأكد من صحة العنوان.

تسمرت بمكانها كأن على رأسها الطير... وهو استدار بعدما شعر بوقوف أحدهم خلفه.

ليبتسم لها باتساع قائلاً :اسف بس كنت عايز اوصلك بأى شكل.

لتردد ببهوت وهى تجاهد كى تبتلع رمقها:انت عرفت عنوان بيتى منين؟!!

مصطفى :من العنوان الى فى الابلكيشن... ممكن تسمعينى لو سمحتى... اكيد مالفتش كل اللف ده عشان بعاكس او جاى العب.

سارت تقطع اى حديث تقف أمام شقتها تقول بقوه تحاول مدارات توترها:لا جاى تلعب واتفضل امشى من فضلك.

مصطفى باصرار:مش ماشى قبل ما احدد معاد مع باباكى يمكن ساعتها تتاكدى انى جد ومش بلعب.

التفتت تنظر له تقول بخواء:انا مطلقه... هااا... لسه جد وعايز تقابل بابا.

صمت من الصدمه لم يكن يعرف انها كانت متزوجه... وصمته لم يمكن فى صالحه إطلاقا بل اضعف موقفه وجعلها تظن به الظنون.

ففتحت باب شقتها ودلفت للداخل تغلقه بقوه تستند على الباب باكيه... وهو غادر بصمت.

__________________________

اما هاله فقد اختارت بعقلها جيدا... جربت من قبل اختيار القلب ورأت ما فعله بها.

تعلمت انه لو اختار القلب بساعتها يتنحى العقل ويتحول كل شئ الى كارثه او معاناه كما عانت وعاشت مع ذلك الخسيس والد طفلها.

الان ستجعل القلب يتنحى ويترك المجال لعقلها ولو لمره واحدة فقط.

عقدت العديد والعديد من الحسابات وكان ماهر فائزا.

لذا حزمت أمرها واتخذت القرار.

فتحت هاتفها واخذت نفس عميق تتصل على الرقم الذى تركه لها ومن اول ثانيه فتح الهاتف بلهفه يسأل كأنه يتأكد بل يطمئن قلبه :هاله؟؟

حمحمت بارتباك تقول:ايوه.
ليغمض عينه براحه يلتقطت أنفاسه المسلوبه وقد كان لصدى صوتها عليه مفعول كالسحر يقول بتنهيده مشتاقه:وحشتينى.

رمشت بعينها... لم تعتاد ذلك.. ربما نست كيف يعشق الرجال وعند العشق ماذا يفعلون.. سبت حازم مئة الف مره ثم قالت بجديه بحته :شكراً.

ابتسم عليها بحب يعشق حتى ردود أفعالها.

اكملت هى بحرج وتوتر:انا... احمم.. انا كنت متصله عشان ارد على طلبك الى... قاطعها بلهفه :اتمنى تكونى فكرتى كويس.

اماؤت برأسها كأنه سيراها وقالت :ايوه فكرت كويس.

صمت ينتظر قرارها بلهفه فقالت :انا موافقه.

وأخيراً التقط أنفاسه بارتياح يردد بجنون :بحبك يا هاله ووالله عمرك ما هتندمى على قرارك ده.

هاله بقوه:بس فى حاجة لازم نتفق عليها الأول... قاطعها يكمل:ابنك ابنى يا هاله وفى عينى.

ليصمت قليلاً ويكمل بتمنى وعشق :وإن شاء الله نجبلوا اخ او اخت حلوين زى مامتهم كده.

ارتبكت قليلاً ثم قالت مجددا :شكرا.

قهقه بسعادة لخجلها ثم قال :خدى معاد مع أسرتك عايز كل حاجه تتم بسرعه مش هقدر استنى اكتر من كده... كفايه الى راح.

هاله :حاضر.... مع السلامة.

وأخيراً تمدد على مقعده بارتياح يحلم بذلك اليوم الذى ستصبح فيه خاصته... يشعر انه لاول مره يعشق... ربما هذه هي الحقيقة هو لاول مره يعشق.

وفى ظرف اسبوع لا أكثر كانت داخل بيته بفستان ابيض بسيط بعد عقد قرانهم.

يقترب منها شيئا فشيئا حتى جلس لجوارها على الفراش يزيح عنها حجابها يفكك عقدة شعرها حتى انساب على جوانب وجهها وطول ظهرها بافتتان.

ليردد:بسم الله ماشاء الله... قمر... تعرفى انى حبيتك من اول ما شوفتك... من لما قولتيلى فداك.... فاكره؟

حاولت الابتعاد عن قربه المهلك وهى فعليا لا تتذكر فقالت :لأ.

ماهر بهيام وهو مازال يغرس يده بشعرها:انا بقا فاكر... حسيت بدفا كده... وكانك امى.. احساس غريب.. حسيت إنك الست الى كان نفسي تبقى مراتى.. حسيت ان كل حاجه بتحصل غلط... انتة في المكان الغلط مع الشخص الغلط وانا كمان كنت مع الشخص الغلط... بس خلاص كل حاجه اتصلحت.. كل واحد بقا فى مكانه الصح... وانتى دلوقتي معايا فى بيتى جوا اوضة نومى بعد ما حققت حلمى وبقيتى مراتى.

كان توترها يزداد كلما اقترب اكثر تحاول الابتعاد لكن لم يترك لها اى فرصه او حتى مساحه.

إنما ضمها له يحتضنها إليه ولم يتركها سوى مع فجر يوم جديد بعدما أصبحت حقا زوجته.
________________________________

انهت انجى عملها وخرجت من الشركه التى مازالت تعمل بها.

لتتوقف عن السير وهى تجد مصطفى يقف أمام سيارتها يمنعها قائلاً :عايز اتكلم معاكي.

لتجيبه بقوه هذه المره بعدما خيب ظنها:جاى عايز ايه.. انت مش سكت وغيرت رأيك اول ما عرفت انى مطلقه.

مصطفى :انا بس اتصدمت لانى ماكنتش اعرف فعشان كده سكت لكن انا لسه عند طلبى وماغيرتش رأى... انا بحبك يا انجى.

ادمعت عيناها تهرب منه وهى تفتح الباب بقوه:انا مش بحبك.

مصطفى بقوه هو الاخر : وهو انتى اديتى نفسك فرصه اصلاً.

انجى :ايوه... وابعد عن طريقى.
مصطفى:انتى كدابه.
اتسعت عينها مصدومه فقال مؤكدا :ايوه كدابه يا انجى بتحبينى او على الاقل فى بوادر وكنتى زعلانه لانى ممكن اكون غيرت رأيى مش كده.

قوله للحقيقة فى وجهها جعلها ترتبك اكثر واكثر تتحرك بتهور وتقود سيارتها تقول قبلما تغادر نهائيا :ابعد عنى. شوفلك بنت بنوت احسن او على الاقل تنفع تتحب... انا مانفعش حد.

   عوده للوقت الحالى فى كافيه مصر الجديدة

انتهت كل منهما من سرد قصتها وخيم الصمت على ثلاثتهم ولكن الشعور الاغلب على انجى وهاله هو الارتياح بعدما نفست عن كل ما كانتا تكبتانه بقلبيهما.

اما سوما فكانت صامته تحاول تحليل الأمر وما حدث مع كل منهما وماهى مشكلتها الراهنه تعلم علم اليقين ان نصف المشكله قد حلت بعدما تحدثت كل منهما.. ولا شك من امكانية الوصول لحل.

فتحدثت لانجى تحاول نصحها وقالت:انا عارفه انك اكبر منى بس اسمعى منى بجد انتى محتاجه تجربه جديدة تقوى قلبك وتعوضه لانه جميل ويستحق... كمان عشان تجمدى كده ومش اى شوية ريح يوقعوكى.. التجارب والاحتكاك بالناس هو اكبر مدرسه.. حبى وعيشى واتجوزى... اعملى اسره كبيره... اديلوا فرصه شكله بيحبك وياستى صوابعك مش زى بعدها.

ثم نظرت تجاه هاله وقالت :اما انتى طبعا الشيطان يقف جنبك يقول لأولاده اتعلموا ياولاد الكلب.

ضحكت الفتاتان وهى معهم ثم اكملت:بجد بجد شابو خطه فى منتهي الأحكام بس.... ليه واخده ماهر على أنه فرصه... جوازه كويسه ومستريحه وخلاص.. مع انك عارفه ومتأكده انه بيحبك... كفايه تسوقى الدلال بقا واعرفى ان للصبر حدود يا هاله... خلاص شبعتى غرورك الى حازم دهسوا برجلوا كفايه كده.

نطرت لها هاله بصدمه فكيف علمت ما تفكر وتشعر به لتومئ سوما برأسها مؤكده :ايوه فاهمه انتى بتعملى كده... كنتى عايزه تشبعى حتة ال أنا الى كسرها حازم... يمكن يكون عندك حق ويحقلك الدلال بس الملح لو زاد فى الطبخه بيبوزها.. كفايه كده.. وافتكرى انه بنى آدم زيك وداق من نفس الكأس الى شربتى منه حرام تفضلى مكمله وهو كمان لسه لحد دلوقتي صابر يعنى ده بجد يابختك بيه.

نظرت لكل منهما وقالت :انا مبسوطه اوى انى عرفت بنات قمرات زيكوا ومبسوطه اكتر من الثقه المتبادله دى وأنى كنت اول حد خطر ببالكوا لما حبيتوا تفضفضوا لحد.

بعد دقائق غادرت كل فتاه منهم متجهه لحياتها وبيتها تغير مصير كل شئ

كانت انجى تترقب اى ظهور او الحاح جديد من مصطفى لكنه لم يعاود الظهور.

ترى هل سأم ام مل  منها؟!

ظلت تدور حول نفسها.. تعمل بتوتر تدق احيانا وتنقر خشب مكتبها أحيانا اخرى.

تكاد تصرخ من الجنون... فكم لح عليها وتتبعها وهى كانت رافضه متردده وحينما استطاعت اقتناص القرار يختفى هو.

فليظهر فقط وستخبره انها موافقه جدا جدا.. هل تهاتفه هى على عنوان الشركه التى يعمل بها.

ام تبعث له رساله قصيره من كلمه او اثنين... لا لا... نفت سريعاً تشعر بانها ستقلل من نفسها لو فعلت.

ولكنها تشعر بالاشياق... اشتياق يسبب لها ضيق فى صدرها ويجعلها تتخذ قرارات متهوره... ولكنها ستفعل... اقل تقدير منها.. فهو حاول معها والح كثيرا... والآن اختفى وهى لا تريد خسارته... بعض التنازل لن يضر

وقفت تنوى القدوم على خطأ جديد قد سبق ووقعت فيه وهو التهور ناحية الحبيب.. تتهور هى بحبها و بعدها تلقى الخطأ على الرجال وأنهم خائنون.. حتى ولو كانوا كذلك لكن عليها عامل كبير فذلك العمر لو لم يجدها فريسه سهله وقدمت تنازلات لفكر الف مره قبلما يفعل بها كل مافعل.

توقفت قدميها عن السير وهى تجد مصطفى بطلته البرونزيه الخاطفه يتقدم للداخل وبيده يحمل باقه من الورد الابيض.

تقدم وسط زملائها فى العمل والكل قد اجتمع ينظرون لهما بانبهار وزهول.

توقف أمامها وابتسم قائلاً :انا مش بيأس وعمرى ما هيأس... انا بحبك وعايزك وحتى لو قولتى لأ دلوقتي مش هبطل وهحاول تالت ورابع لحد ماتوافقى... تتجوزيني يا انجى؟

رغم رغبتها فى الذهاب له إلا أنه حينما حضر امامها بهذه الطريقة وامام الجميع لجم لسانها وكساها الحرج والخجل.

فابتسم على خجلها الفطرى والذى لم يعد موجود كثيرا.. يعلم انها هكذا وافقت.

فقبل ذلك كانت ترفض رفض قاطع اما الان فقد اكتفت بالصمت تنظر أرضا وهى تبتسم.

ليقول هو بعبس وهو يغمز بعينه :ضحكت يعنى قلبها مال... يالى بقا نلبس الدبله فى الايد الشمال.

ضحك الكل من حوله وهى وضعت كفيها على وجهها تخفيه من شدة الحرج تود لو تنشق الأرض وتبتلعها.

فيقول هو :لا لأ مش وقت كسوف... قوليلى رقم والدك بسرعه... ولا اقولك.

خطف يدها يسير بها بسرعه وتهور وهو يقول :تعالى نروحله... اصلى مستعجل اووى.

لتتوقف ضاحكه وهى تمنعه قائله بصوت منحرج خرج خافتا:لأ مايصحش... الاحسن خد معاد وقابله.

ليتنهد بهيام وهو يستمع لصوتها الخفيض هذا :أوامر يا قمر.... كل كلامك أوامر ياباشا... احنا عايزين ننول الرضا.

ضحكات اخرى وهمسات بين الجميع وهى لا تصدق ان كل هذا فعل لها.

تعلمت بعدما ادركت إشارة ربها لها ان الصير طيب وما كان عليها التنازل والذهاب له ابدا لتقرر عدم الوقوع فى الخطأ مرتين حتى ولو كان مصطفى جميل واصيل ولكن يجب ان يتدخل العقل والضمير فى كل شؤن الحياه... حتما ولابد ان نفعل حتى تتزن الدفه فالعقل مع القلب يحقق المعادله الصعبه للحياه

___________________________

وعلى نفس النهج قررت هاله... لقد تزوجت ماهر زواج نابع عن حسابات عقليه دقيقه وممتازه.

تتذكر حديث' سوما' لها بعدما كشفت أمرها حين اخبرتها انها استخدمت حبه ودلاله لها كى تشبع غرورها الانثوي الذى سبق ودعسه غيره.

يحق لها ولكن ليس الى هذا الحد فلا ذنب لماهر بما فعله حازم... وايضا لا يستمر لفتره طويله.

ماهر شخص جيد جداً يحبها كثيرا ويعامل طفلها كأنه ابنه هو.. كم دللها واحتواها وهى كما هى جالسه تنتظر من اين ستأتى الضربه الخائنه.

كأنها قد تشكلت لديها عقده وباتت لا تأتمن احد على قلبها.. ولكن اصابع اليد الواحده ليست كبعضها.

قطع عليها تفكيرها صوت باب الغرفه يفتح ودخول ماهر يقول دون النظر إليها :مساء الخير.

استغربت طريقته كثيرا فاليوم على غير العاده جاف فى معاملته جدا.

وقفت عن الفراش تسأل :مالك يا ماهر.

ليرد وهو يخلع معطفه:مالى؟
هاله باستغراب:بتتكلم كده ليه؟

استدار لها يسأل :انتى كنتى فين طول اليوم إمبارح يا هاله... وسايبه ابنك مع الداده كمان... عمرك ما كنتى بتأمنى تسبيه مع حد.

لتتسع عينها تستوعب قليلاً ثم تقول مزهوله:انت بتشك فيا يا ماهر؟!!!

قبض على رسغيها بجنون يقول :غصب عنى.. بغير عليكى... اوعى تعملى فيا كده... اوعى... مش هستحملها منك يا هاله... منك انتى مش هستحمل.. لما حصلت فيا قبل كده كنت زعلان عشان جبتها ونجرتها وهى خانت كنت زعلان على شرفى مش اكتر وطلعت من الموضوع ده بسرعه ماحزنتش كتير لكن انتى لأ... اوعى تعملى فيا كده... هموت فيها يا هاله... مش هستحملها.

ابتعدت عنه خطوات لا تستوعب... هل يشك بها... هل يظن انها كتلك السهر... هل يقارنها بها من الأساس.

اخرجت هاتفها على الفور تفتحه تريه تلك المحادثه مع 'سوما' تتفقان فيها على الخروج سويا فى احد الكافيهات مع فتاه اخرى تدعى 'انجى'
وبعدها اخرجت صوره قد التقتطها اليوم كذكرى لهن معا تريه اياها قائله :وادى صورتنا ولو حابب تتأكد شوف دى اخر صوره بعد الى انت صورتها ليا انا وايهم الصبح يعنى الصوره دى يومها.

اخفض عينه بخزى يقول :حقك عل....قاطعته تغادر ولم تستمع له.

ليذهب خلفها يوقفها قائلاً :هاله استنى... هاله.

جذبها من معصمها لترتطم باحضانه يحتضنها له رغماً عنها يقول بجنون :ماتزعليش منى... حقك عليا... انا اسف والله... الغيره عمتنى.. ماقدرتش استحمل من حبى ليكى.

حاولت الخروج من بين احضانه لكنه لقوته منعها فتحدثت وفمها فوق كتفه:انت بتقارنى انا بطليقتك يا ماهر... فاكر اني ممكن ابقى زيها... بتشك فيا أنا!

ليزيد من ضمه لها قائلاً بعدما اخذ نفس عمييق :مانتى دايما بتقارنينى بطليقك بردو... وقافله على قلبك خايفه لاطلع زيه مش كده ولا فكرانى مش واخد بالى.

صمت دقيقه وهى عينها تظهر من فوق ظهره متسعه بزهول وهو اكمل بحزن:لأ واخد بالى... بس دايما بوجدلك الف عذر وعذر.. عشان بحبك صابر عليكى وعندى استعدادا اصبر اكتر من كده بكتير بس... بس يكون للصبر ده نهايه يكون فى امل.. بحبك ومش قادر استغنى عنك بس كمان مش قادر تبقى معايا جسم بس.. انا نفسى فى طفل منك وانتى مش عارف ليه رافضه.. طول الوقت بقولك بحبك وانتى لاعمرك قولتيها ولا حتى عبرتى عنها... مع انى اتمنالك الرضا ترضى... ناسى الماضى وعمرى مافكرت فيه وانتى مش قادرة تنسى ودايما حطاه حاجز مابينا... ومع ذلك بردو لسه عندى استعداد اصبر بس ادينى امل... قولى امتى ممكن تحبيني.

تراقص الدمع بعينها تقول بصدق:انا بحبك يا ماهر... بحبك.

اتسعت عينه غير مصدق... مصدوم... اخرجها من بين احضانه بجنون ولهفه يسأل :قولتى ايه؟!

هاله بابتسامه صادقه وحنونه :بحبك يا ماهر.

ماهر بجنون لا يستوعب:بحبك وماهر فى نفس الجمله مع بعض.

ضمها له مره اخرى يكمل:مش مصدق بجد... مش مصدق.. انا بحبك اووى يا هاله اووى.

هاله :وانا كمان بحبك... مستحيل الاقى كل الحب والاهتمام ده ماحبكش... انت بجد راجل فى زمن قلة فيه الرجاله.. كفايه حنيتك عليا وعلى ابنى... كفايه قيمتى الى عملهالى وسط الكل... كفايه إنك مش بتتكسف تظهر حبك ليا قدام الناس ولا بتتكسف تدلعني... انا معاك حسيت بجد انى ملكه.

زاد من ضمه لها يستنشق عبيرها الذى يدمنه وهو يقول بهوس وتملك :انتى ملكة قلبى انا يا هاله.

بعد مرور عدة اشهر

بإحدى قاعات الزفاف الضخمه اقيم عرس انجى على مصطفى.

كم كانت جميله وفى غاية الانوثه بجمالها الخاص المهلك.. فهى تمتلك طله خاصه بها.

ولجوارها مصطفى يتمسك بها بحب كبير كأنها اغلى ما امتلك.

وقفت 'سوما' فى حفل الزفاف بعدما دعتها انجى لاتنكر ان لحديثها معها أثر كبير فى تغيرها وراحتها لذا اعتبرتها من ضمن اصدقاءها المقربين.

كذالك هاله التى اعتبرتها كشقيقتها وساعدتها فى فرش البيت الجديد هى وجيهان.

فوقفت بجوار ماهر يضمها له بتملك كعادته التى لن يتوقف عنها فهى جوهرته الجميله.

تهمس له بأذنه قائله :انا حامل.

لتتسع عينيه يقول بصدمه :ايه!!!؟

اماءت برأسها والحماس فى عينها يؤكد ما سمع فقال :بجد... طب.. طب يالا بينا على البيت بسرعه يالا.. ولا لأ لأ احنا نروح نكشف ايوه نروح نكشف يالا.

لتوقفه هاله  وهى تضحك فرحه بلهفته:وفرح انجى.

ماهر بانفاس لاهثه من شدة الحماس والفرحه :ايوه صح صح.. خلاص نقعد شويه نعمل الواجب ونروح ماشى.

هاله بفرحه وحماس هى الأخرى :ماشى.

ماهر بجنون مجددا:حامل بجد.

ضحكت هاله تقول :ايوه.

ضمها له يزرعها فى احضانه يحمد الله على عشقها وعلى حلم اخر حلم به وهو طفل من صلبه يحمل اسمه بعد كل هذه السنوات من الصبر.

وهكذا كانت النهايه... فقد اخدت كل واحده منهما حقا ممن غدر بها  وايضا حقهما من الدنيا... اقتنصوا السعادة لأنفسهم.

لم ترضى ولا واحدة منهما الصمت وان تجلس تبكى وتندب حظها.

وقفت على قدميها تفكر كيف تخرج كيدها على من غدر تريه قول الحق"ان كيدهن عظيم"

شعارهم لمن يطلب النصيحهوقف حسن فى محله يتحدث مع احد الزبائن.

حسن.... شخص متمرس ومتمكن من لغة الجسد.. هى سبب تفوقه ونجاحه فقد بدء بمحل صغير جدا برأس مال صغير بعدما تشارك مع صديقه مينا لكن استطاعا تحقيق نجاح كبير استبدال المحل الصغير بواحد أكبر واضخم.

وقف ينظر بفراسه وخبرة يلتقط حركات ولغة جسد الآخر.

حسن لنفسه'بيدق بصوابعه على ازاز الڤاترينا يعنى مل او زهق وعايز ينهى الكلام ويمشى لازم اجذبه بحاجة تانيه'

غير مجرى الحديث وقال :طب يا باشا انا جايلى حاجة عاليه اوى صناعة كورى مش صينى ومعاها ضمان.
تحدث الرجل يقول :حلو... انا عن نفسى احب الحاجه الاعلى.

حسن لنفسه 'عينه زاغت ناحية اليمين.. الراجل ده '

اخرج صوته وقال :طبعا طبعا يا باشا باين عليك.. انا بقترح عليك تليفون *****رمات 3 جيجا أعلى بروسيسور مساحة 262 احدث إصدار نزل لسه ماحدش جربه.

ابتسم برضا وهو يتمتم'جفون عينه وسعت بانبهار.. مش هتكلم اكتر من كده وهتقل اسيبه ياخد قراره'

تحدث الرجل ثانيه وقال :تمام طيب....

اكمل حديثه فى حين دلفت زبونه آخر فوقف احد اصدقاء حسن يرى مايريد كى يعاون صديقه:امرى يا ست الكل.

السيدة :انا عايزه موبيل جديد.

حاول تنفيذ ما استمع له من حسن منذ قليل وقال :احنا عندنا موبيل صناعة كورى  رامات 3جيجا أعلى بروسيسور ذاكرة 262.

السيدة :ها؟!
كرر لها مجددا ما قال لا يدرى انه زاد الأمر سواء.

ابتسم حسن بعدنا قبض تمن الهاتف من الزبون يودعه بابتسامه :نورت يافندم..اى مشكله اى صيانه المحل محلك.

الرجل :تسلم كلك زوق وان شاء الله مش آخر تعامل.

حسن :فى حفظ الله.

خرج الرجل وتقدم هو من صديقه يقول :فى ايه زكى؟..أمرينى يا امى.

نظر لها وجدها يحدث نفسه 'هزت رجليها وبصت فى الأرض.. الست دى مش عاجبها الى بيحصل وخمس ثوانى وهتمشى مش هتشترى حاجة'

استمع بالطبع لما قاله زكى لها نظر بمعنى يالك من غبى.

بعد مرور نصف ساعه خرجت السيدة من المحل وقد ابتاعت من حسن هاتف جديد تزامنا مع دخول مينا لهم يستمع لزكى وهو يقول:انا بقالى ساعه بهاتى معاها وجيت انت فى دقيقة خلصت كل حاجه.. ازاى ياجدع.

حسن باستنكار:انا بس دلوقتي عرفت محل الجزم بتاعك مش ماشى عدل ليه.

زكى:ليه؟

نظر حسن لمينا يقول بضيق:قالوا انت.

مينا:مش لما اعرف ايه اللي حصل الأول.

حسن :البيه دخلت له واحدة ست مقربة على الخمسين عايزه تليفون جديد.

مينا :حلو
حسن:قعد البيه يقولها ده صناعه كورى وده رامات 3جيجا و و و.. الرصه الى بنرصها لأى زبون.

مينا :لا مش حلو.

زكى :ليه بقا.

مينا :يابنى اعرف بتكلم مين مش بس كده حدد الفئه وحدد هدفها ايه.

زكى بضياع:مش فاهم مش فاهم... انا. انا عملت زى ما حسن عمل وقال بالظبط.

حسن :عشان انا قريته.. واحد بيشتغل فى مكتب محاماه كبير وكل شغله مع عملا كبار وعايز يترسم.. معاه قرش ده غير السن.. ده شاب فى الثلاثين لكن دى واحده ست قربت على الخمسين يعنى عايزه حاجه تقول الو وبس.

مينا:ياغبى ياغبى.. بقا انت عايز تجيب شاب شغال ومعاه وعايز حاجة قيامه لواحدة ست زى امى وامك.. بقا بذمتك انت لو قولت لامك رامات وبروسيسور هتفهم... هى عايزه تنجز.

حسن :اعرف بتقول ايه ولمين الست الى دخلت هنا دى مايخصهاش ده صناعه يابانى ولا تيوانى.. الكلام ده يتقال للى مهتم بيه.

زكى :ومين بقا الى مهتم بيه؟

زفر حسن ومينا من غباء زكى الا محدود وقال حسن :قوم.. قوم يازكى قوم شوف محلك قوم.

زكى وهو تقريباً مطرود :انت بتطردنى ياحسن.. ماكنش العشم.

حسن وهو يهز رأسه مؤكدا :ايوه اه بطردك اتفضل برا... ده انت الى سماك زكى ظلمك وظلمنا.

زكى:عجبك الى بيعموا صاحبك ده يا مينا.

مينا :عاجبنى اه اتكل على الله انت يا زيكوا.

خرج من عندهم يسبهم بغضب وهم يستمعا لسبه ضاحكين.

_____________________________

فى احد الأحياء السكنية الراقيه خرجت احدى الفتيات ذات شعر أشقر يصل الى منتصف ظهرها.. بشره بيضاء لامعه وعيون لوزيه من لون السماء تتقدم وهى تحمل كوبين من مشروب الشوكولاته الساخنه تقترب من والدها تقول :بابى حبيبي.. صباح الخير.. اتفضل.

نظر لها بعدم رضا يقول :انا بشرب الصبح قهوه يا جيلان.

جيلان:طب ماتزعلش حاضر اقوم اعملك قهوه.

نظر لها بجانب عينه قائلا :وهى الى جوا دى قهوه.. انا مايكيفنيش ولا يعدل مزاجى غير القهوه الى بشرها في قهوة روض الفرج.

زفرت بيضيق شديد مردده:ييييييى يا بااابى.. انسى بقا روض الفرج وايام روض الفرج... انا ماصدقت وافقت اننا نطلع من هناك.

تحدث بعدم رضا :كانت أكبر غلطة غلطها... انا مش عارف ازاى طاوعتك وعزلت من هناك.

جيلان :يا بابى.. يا بابى انت خلاص بقيت رجل أعمال كبير ومهم.. روض الفرج لا بقت من قيمتك ولا من مستواك... جمال الصواف لازم يعيش فى ارقى حتى فى مصر.

جمال :انتى يابت.. بطلى تقولى بابى دى.. اسمها بابا..ومين قالك انى كبرت ولا عليت مهما عليت مش هعلى على منطقتي... بس اقولك الغلط مش عندك انا الى وافقتك وخرجت برا جلدى لما جيت هنا.

قال الأخيرة بضيق شديد واشمئزاز فقالت باستنكار شديد:انا بجد مش عارفة ولا مستوعبه إنك لحد دلوقتي مش قادر تتقبل وتحب المكان.... لا بجد ايه الى مش عاجبك هنا.. ولا ايه الى كان عاجبك هناك... معقول.. معقول كان عاجبك الزحمه والدوشه.. الواحد يصحى من النوم على صوت بتاع الطماطم وهو بينادي ولا لما تفتح شباكك تبص على كشرى الزعيم ولا عصاير السوهاجى.. الناس بلاكوناتهم جوا شقق بعض.. تبقى قاعد تسمع تفاصيل حياة جيرانك... بابى انت احسن قرار اخدته إنك عزلت لهنا.

وقف من مكانه بضيق متجه للخارج وهو يردد:الحال ده مابقاش نافع.. ومش هسيبه يستمر.

خرج والدها يذهب لعمله وهى ظلت على جلستها تنظر لمشروبها الساخن بضيق تتنهد.. تتذكر انها فعلت المستحيل كى تنتقل لهنا... حياه تليق بها.. بهيئتها... لطالما شعرت او لنقل تربت على كونها اميره متوجه.. والدتها كانت تخبرها انها'' برنسيس''.. تستحق حياة افضل وسط اناس افضل.. لن تفنى عمرها وسط الحوارى.. هى تستحق حياة الاميرات.

_____________________________

انهت عملها على الميعاد بالضبط.. لن تفعل اى شئ يثير حفيظة مينا عليها اليوم بالخصوص.

عادت فى تمام السابعة والربع.. زى مناسب.. وجه خالى من اى مساحيق.. شعرها مجمع بعقده فوق رأسها.

وقفت خارج المحل تقول :مساء الخير يا حسن.

حسن :مساء النور.. ايه خلصتى شغلك.

ماريا :اه.. هو مينا فين.

اشار لها بأحد النواحى يقول:اهو جاى هناك اهو.

نظرت تجاه  حسن يمارس هوايته متحدثا نفسه'' بتفرك فى أيدها الاتنين.. متوتره.. لااا وكمان مكتفه أيدها الاتنين لقدام ومميله بضهرها سنه.. بتستعد تهجم وتقلب التربيزه... عينها بتروح ناحية الشمال.. بتفكر أو بتخطط لحاجة ''

ظلت على صمتها وعلى وضعها حتى وقف أمامهم وحسن فقط يراقب مايحدث ليعلم هل تحليله صحيح ام لا.

ابتسم على جانب فمه بثقة وهو يراها تبدأ شن هجومها:بقا كده يا مينا.. انت مش كنت واعدنى تيجى تخرجنى النهاردة بعد الشغل.. كده تسيبنى واقف اكلم فيك وانت موبيلك مقفول.. ولما انت مش ناوى تخرجنى كنت بتوعدنى ليه؟

مينا بزهول وعدم تركيز من هجومها المفاجئ:ايه ده فى ايه؟!

ماريا ببوادر بكاء:عاااا.. وكمان مش عارف فى ايه.. ده عذر أقبح من ذنب... شاهد ياحسن... صاحبك مش عاملى حساب حتى.. ااااه.. اه يانى ياما يانى ياما.. شكرا.. شكرا يا مينا.. انا ماشيه وهسيبك لضميرك.. الرب ياخدلى حقى.

ذهبت من امامه سريعاً موقنه نجاح اول خطتها التى نسقتها بمساعدة دعاء.. حيلة تفلح مع كل كل الرجال.. مسلم او مسيحى قاعدة لا تنكسر.. هذا ما أكدت عليه دعاء.

كان حسن يبتسم فهى لم تخيب ظنونه ابدا.

لكز مينا بكتفه يقول :روح راضيها.. روح هى عملت كده قصد ومستنيه انك تروح تراضيها.

مينا :هى فكرانى عيل ولا ايه.. الحركات دى مش عليا.. ده انا حافظها... احنا عيال ولا ايه.. وبعدين انا موبيلى فيه شبكة ومفتوح.

حسن :ماهى عارفه إنك قافش كل ده بس برودو يا صاحبى لو ماروحتش هتبقى ليله طين على دماغك... هما كده.. الشئ المشترك فى اى ست.. مسلمه ولا مسيحية هما متفقين على النكد... النكد والتفاصيل.. بالك انت لو ماروحتش دلوقتي وجت تعباتبك وانت عرفتها انك فاهمها هتقولك ايه؟.. هتقولك حتى لو.. ده معناه أن زعلى مش فارق معاك.. يا أخى كنت بتلكك وعايزاك تصالحنى.. انت مش مهتم.. انت مابقتش تحبنى.. انت وانت وانت وفى الاخر غالباً هتختم بطلب... روح دلوقتي عشان يبقى الطلب على الاد وسهل يتنفذ.. بدل ماتركب دماغك وتعمل فيها عشر رجاله فى بعض فتضطر توافق على طلب اكبر وأصعب.

مينا :انا دوخت وفرهدت... ايه الدوخه دى كلها... هما ليه صعبين ومكلكعين كده.. كل ده ليييه؟

حسن :حكمت ربك.. اعترض بقا... ابن مين فى مصر انت عشان تعيش مرتاح... ماتتبهدل ويطلع عين الى خلفوك زى باقى الرجاله فى ايه.

زم مينا شفتيه بغيظ يزفر بعنف وهو يتجه صوب بيتهم يرى ما نهاية ذلك المسلسل الدرامى.

بينما حسن انشغل بالتفكير بأكثر شئ يشغله هذه الأيام... كيفية تطوير عمله.

كان يقف أمام محله شارد الذهن يكتئ بظهره على الحائط يدخن بشرود.

انتبه لأحدهم يشير اليه بتحية... دقق النظر واتسعت ابتسامته وتقدم بحب وترحاب شديد يقول باشتياااق:حاااج جماال. عاش من شافك يا سيدنا... المنطقة مالهاش حس من غيرك والله.

ابتسم جمال له قائلا :ازيك يا حسن عامل ايه؟

حسن :فى نعمه والله.. الحمد لله.
جمال :يستاهل الحمد... ايه اخبار روض الفرج.

حسن :والله ياسيدنا روض الفرج كلها حزنت انك عزلت من هنا.. كده تقطع بينا.

جمال :والله ياحسن انا ندمت ندم عمرى.. كنت فاكر انه عادى ولازم امشي مع الموجه ولازم زى ما شغلى على مكان سكنى كمان يعلى.

حسن :لا يا باشا.. مش المكان الى يديك قيمه... انت لوحدك قيمه يا باشا.. وماتأخذنيش يعنى... الحاج فضل حمدان أكبر تاجر قطع غيار في المنطقة.. ماشاءالله عليه الله اكبر ولسه هنا عاطى لروض الفرج هيبه.. وجود إلى زيه وزيك يا سيدنا بيعمل للمنطقة تقل.. عشان كده المنطقه كلها حزنت لما مشيت.

تنهد جمال قائلاً :والله عندك حق ياواد ياحسن.. هاه.. هقول أيه غلطه.. سيبك منى وقولي.. واقف شارد فى ملكوته ليه؟.. استنى استنى.

رفع صوته ينادى:واد يا زيزو.. زيزو.

تقدم صبى قصير بعض الشئ يقول :أمرنى يا كوبارتنا.

جمال :تشرب ايه يا ابو على؟

حسن :واحد قرفه بلبن.

جمال :هاتله قرفه بلبن يازيزو وانا هاتلى حلبه حصا.

زيزو:من عيني يا كوبارا.

ذهب الصبى سريعا فاكمل جمال :ها يا سيدى.. ايه اللي شغالك اوى كده.

حسن :هقولك ايه بس يا سيدنا... ماحدش من الهم خالى حتى قلوع المراكب.

جمال :اهدى ووحد الله كل معضله وليها حل... قولى يمكن عندى حل ليك.

تنهد حسن فى نفس الوقت الذى حضر به زيزو المشروبات.

وضعها وانصرف فاكمل حسن :حال الشغل مش عاجبنى والله يا حاج.

جمال :ليه بس.. ده بسم الله ماشاء الله انت كبرت محلك من مافيش انت ومينا.

حسن :بس مش ده الى يرضينى.
ارتشف جمال القليل من الحلبه وقال :الطموح حلو.. الطموح حلو وكل حاجة بس حاسب يقلب طمع.. خلى بالك بين الطموح والطمع شعره... والشعره دى ممكن تورطك.. وممكن تجيبك ارض ارض.

حسن :لا يا سيدنا طموح والله.. ربنا يكفينا شر الطمع والطماعين.. وبعدين الطمع لو عايز اكبش من جيب حد انا كل الحكايه انى عايز اوسع واكبر شغلى... من جريي ومن شقايا.

نظر له جمال بإعجاب... وحسن... لأول مره ومع هذا الشخص لم يمارس تحلية وقراءته للغة الجسد.. إنما وكأنه يتحدث مع والده غافلاً عن ما خطر ببال محدثه.

_____________________________

وقفت ماريا أمام مينا متخصره تقول :لا غلطت يامينا.

مينا :بقولك ايه... اخلصى وقولى طلبك... احنا دافنينوا سوا.. انتى عندك طلب او بمعنى أصح مصيبه... فقولى واخلصى.

فركت كفيها ببعض تقول :عايزة... عايزه.

مينا بنفاذ صبر:عايزه ايه اخلصى؟

تحدثت دفعه واحده تفجر قنبلتها النوويه وهى مغمضة العين تتحدث بسرعه :عايزه اروح حفله عيد ميلاد جيلان الصواف فى الفيرمونت كمان يومين.

فتحت عين واغلقت الأخرى تنظر له بتوجس وجدته ينظر لها بعالم وجه مبهمه.

اقتربت خطوه بتوجس:مينا.. مينو.. انت سمعتنى.

مينا :وهيبقى الساعة كام البتاع ده وهترجعى امتى؟

ماريا بتوجس:هتبقى بعد 9بالليل..وو.. و المفروض انها هتطول.

مينا :طيب.. طلبك مرفوض.

ماريا :مينا.. يامينا.

تحرك مغادرا تزمنا مع خروج عمه من المطبخ قائلا :رايح فين يا مينا انت لحقت ده انت لسه جاى.. تعالى حتى اشرب الشاى الى عملتهولك.

مينا :مره تانيه ياعمى انا لو قعدت هطبق فى زمارة بنتك.

تنهد عمه قالوا :هاااهه.. اهو ده نتيجة دلعك ليها.. انا اشد من ناحيه وانت راخى.

نظر لها بمعنى هل اخبره وهى تترجاه الا يفعل.

ابتسم بانتصار وقال:انا ماشى ياعمى... ابقى انزل مشى رجلك وتعالى اشرب الشاى معايا انا وحسن.

والد ماريا:هنزل.. انا زهقت من قعدت البيت وعايز اروح ازور الحاج محمد بتاع البويات كان فى المستشفى ولسه طالع.

مينا :واجب بردو... هستناك.. سلام.

ضربت الأرض بغضب وهى تراه يغادر غير مبالى ووالدها يبدأ ارتشاق الشاى بهدوء وتلذذ فدلفت لغرفتها تهاتف جيلان تعتذر لها مقدما

_____________________________

عند جيلان

جلست على فراشها ترتدى منامتها المفضله وهى على هيئة قط ترتديه من قدميها حتى رأسها قطعه واحده.

تفتح أمامها جهاز الكمبيوتر المحمول تتصفحه.

ارتفع رنين هاتفها وهى مازالت تتابع وتقرأ اجابت:الو.. ماريااا.. عامله ايه وحشانى.

ماريا:مش كويسه ولسه متخانقه وبكلمك عشان اقولك انى مش هاجى عيد ميلادك.

جيلان :لا ماتهزريش.. لازم هتيجى.

ابتسمت بخبث تستقزها عن عمد قائله :ياستى تعالى ومش عايزه هدايا

ماريا :لا طبعا انا كنت هجيبلك هديه غاليه انا مش عارفة اجى عشان بابا عمره ما هيوافق ومينا الى كان ممكن يسلكلى الموضوع ويغطى عليا ماوافقش.

ضحكت بصخب تقول :طب اهدى براحه وبعدين مانا عارفه انك بتشتغلى ومرتبك حلو انا بستفزك عشان تيجى.

ماريا:ماعشان انتى حيوانه ومستفزه وبارده طول عمرك.

جيلان كعادتها عضبت سريعاً :انا حيوانه ومستفزه.. طب غورى بقا.. واحسن على فكره انك مش هتيجى.

كادت ماريا ان تغلق بوجهها ولكن صدح صوت صراخ جيلان تقول وهى تتصفح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي :عااااا.. الحقييينى يا مااااريااااا.

ماريا بذعر:ايه فى ايه يا بت؟!

جيلان :جلبى هيجف.. جلبى هيجف... مايكل بيكسى جاى مصر كمان يومين في فندق الفيرمونت بردوووو.

اتسعت أعين ماريا لا تصدق قائله :لاا.. مايكل بيكسى النجم العالمى؟!!!

جيلان بجنون :ايوووووون وفى نفس الفندق الى هعمل الحفلة فيييييه.

صمتت قليلا وقالت بشماته وتسليه تقول :هااا.. لسه مش هتيجى؟؟

ماريا بقوة :ده انا قتيل الحفله دى.وقف حسن فى محله يتحدث مع احد الزبائن.

حسن.... شخص متمرس ومتمكن من لغة الجسد.. هى سبب تفوقه ونجاحه فقد بدء بمحل صغير جدا برأس مال صغير بعدما تشارك مع صديقه مينا لكن استطاعا تحقيق نجاح كبير استبدال المحل الصغير بواحد أكبر واضخم.

وقف ينظر بفراسه وخبرة يلتقط حركات ولغة جسد الآخر.

حسن لنفسه'بيدق بصوابعه على ازاز الڤاترينا يعنى مل او زهق وعايز ينهى الكلام ويمشى لازم اجذبه بحاجة تانيه'

غير مجرى الحديث وقال :طب يا باشا انا جايلى حاجة عاليه اوى صناعة كورى مش صينى ومعاها ضمان.
تحدث الرجل يقول :حلو... انا عن نفسى احب الحاجه الاعلى.

حسن لنفسه 'عينه زاغت ناحية اليمين.. الراجل ده '

اخرج صوته وقال :طبعا طبعا يا باشا باين عليك.. انا بقترح عليك تليفون *****رمات 3 جيجا أعلى بروسيسور مساحة 262 احدث إصدار نزل لسه ماحدش جربه.

ابتسم برضا وهو يتمتم'جفون عينه وسعت بانبهار.. مش هتكلم اكتر من كده وهتقل اسيبه ياخد قراره'

تحدث الرجل ثانيه وقال :تمام طيب....

اكمل حديثه فى حين دلفت زبونه آخر فوقف احد اصدقاء حسن يرى مايريد كى يعاون صديقه:امرى يا ست الكل.

السيدة :انا عايزه موبيل جديد.

حاول تنفيذ ما استمع له من حسن منذ قليل وقال :احنا عندنا موبيل صناعة كورى  رامات 3جيجا أعلى بروسيسور ذاكرة 262.

السيدة :ها؟!
كرر لها مجددا ما قال لا يدرى انه زاد الأمر سواء.

ابتسم حسن بعدنا قبض تمن الهاتف من الزبون يودعه بابتسامه :نورت يافندم..اى مشكله اى صيانه المحل محلك.

الرجل :تسلم كلك زوق وان شاء الله مش آخر تعامل.

حسن :فى حفظ الله.

خرج الرجل وتقدم هو من صديقه يقول :فى ايه زكى؟..أمرينى يا امى.

نظر لها وجدها يحدث نفسه 'هزت رجليها وبصت فى الأرض.. الست دى مش عاجبها الى بيحصل وخمس ثوانى وهتمشى مش هتشترى حاجة'

استمع بالطبع لما قاله زكى لها نظر بمعنى يالك من غبى.

بعد مرور نصف ساعه خرجت السيدة من المحل وقد ابتاعت من حسن هاتف جديد تزامنا مع دخول مينا لهم يستمع لزكى وهو يقول:انا بقالى ساعه بهاتى معاها وجيت انت فى دقيقة خلصت كل حاجه.. ازاى ياجدع.

حسن باستنكار:انا بس دلوقتي عرفت محل الجزم بتاعك مش ماشى عدل ليه.

زكى:ليه؟

نظر حسن لمينا يقول بضيق:قالوا انت.

مينا:مش لما اعرف ايه اللي حصل الأول.

حسن :البيه دخلت له واحدة ست مقربة على الخمسين عايزه تليفون جديد.

مينا :حلو
حسن:قعد البيه يقولها ده صناعه كورى وده رامات 3جيجا و و و.. الرصه الى بنرصها لأى زبون.

مينا :لا مش حلو.

زكى :ليه بقا.

مينا :يابنى اعرف بتكلم مين مش بس كده حدد الفئه وحدد هدفها ايه.

زكى بضياع:مش فاهم مش فاهم... انا. انا عملت زى ما حسن عمل وقال بالظبط.

حسن :عشان انا قريته.. واحد بيشتغل فى مكتب محاماه كبير وكل شغله مع عملا كبار وعايز يترسم.. معاه قرش ده غير السن.. ده شاب فى الثلاثين لكن دى واحده ست قربت على الخمسين يعنى عايزه حاجه تقول الو وبس.

مينا:ياغبى ياغبى.. بقا انت عايز تجيب شاب شغال ومعاه وعايز حاجة قيامه لواحدة ست زى امى وامك.. بقا بذمتك انت لو قولت لامك رامات وبروسيسور هتفهم... هى عايزه تنجز.

حسن :اعرف بتقول ايه ولمين الست الى دخلت هنا دى مايخصهاش ده صناعه يابانى ولا تيوانى.. الكلام ده يتقال للى مهتم بيه.

زكى :ومين بقا الى مهتم بيه؟

زفر حسن ومينا من غباء زكى الا محدود وقال حسن :قوم.. قوم يازكى قوم شوف محلك قوم.

زكى وهو تقريباً مطرود :انت بتطردنى ياحسن.. ماكنش العشم.

حسن وهو يهز رأسه مؤكدا :ايوه اه بطردك اتفضل برا... ده انت الى سماك زكى ظلمك وظلمنا.

زكى:عجبك الى بيعموا صاحبك ده يا مينا.

مينا :عاجبنى اه اتكل على الله انت يا زيكوا.

خرج من عندهم يسبهم بغضب وهم يستمعا لسبه ضاحكين.

_____________________________

فى احد الأحياء السكنية الراقيه خرجت احدى الفتيات ذات شعر أشقر يصل الى منتصف ظهرها.. بشره بيضاء لامعه وعيون لوزيه من لون السماء تتقدم وهى تحمل كوبين من مشروب الشوكولاته الساخنه تقترب من والدها تقول :بابى حبيبي.. صباح الخير.. اتفضل.

نظر لها بعدم رضا يقول :انا بشرب الصبح قهوه يا جيلان.

جيلان:طب ماتزعلش حاضر اقوم اعملك قهوه.

نظر لها بجانب عينه قائلا :وهى الى جوا دى قهوه.. انا مايكيفنيش ولا يعدل مزاجى غير القهوه الى بشرها في قهوة روض الفرج.

زفرت بيضيق شديد مردده:ييييييى يا بااابى.. انسى بقا روض الفرج وايام روض الفرج... انا ماصدقت وافقت اننا نطلع من هناك.

تحدث بعدم رضا :كانت أكبر غلطة غلطها... انا مش عارف ازاى طاوعتك وعزلت من هناك.

جيلان :يا بابى.. يا بابى انت خلاص بقيت رجل أعمال كبير ومهم.. روض الفرج لا بقت من قيمتك ولا من مستواك... جمال الصواف لازم يعيش فى ارقى حتى فى مصر.

جمال :انتى يابت.. بطلى تقولى بابى دى.. اسمها بابا..ومين قالك انى كبرت ولا عليت مهما عليت مش هعلى على منطقتي... بس اقولك الغلط مش عندك انا الى وافقتك وخرجت برا جلدى لما جيت هنا.

قال الأخيرة بضيق شديد واشمئزاز فقالت باستنكار شديد:انا بجد مش عارفة ولا مستوعبه إنك لحد دلوقتي مش قادر تتقبل وتحب المكان.... لا بجد ايه الى مش عاجبك هنا.. ولا ايه الى كان عاجبك هناك... معقول.. معقول كان عاجبك الزحمه والدوشه.. الواحد يصحى من النوم على صوت بتاع الطماطم وهو بينادي ولا لما تفتح شباكك تبص على كشرى الزعيم ولا عصاير السوهاجى.. الناس بلاكوناتهم جوا شقق بعض.. تبقى قاعد تسمع تفاصيل حياة جيرانك... بابى انت احسن قرار اخدته إنك عزلت لهنا.

وقف من مكانه بضيق متجه للخارج وهو يردد:الحال ده مابقاش نافع.. ومش هسيبه يستمر.

خرج والدها يذهب لعمله وهى ظلت على جلستها تنظر لمشروبها الساخن بضيق تتنهد.. تتذكر انها فعلت المستحيل كى تنتقل لهنا... حياه تليق بها.. بهيئتها... لطالما شعرت او لنقل تربت على كونها اميره متوجه.. والدتها كانت تخبرها انها'' برنسيس''.. تستحق حياة افضل وسط اناس افضل.. لن تفنى عمرها وسط الحوارى.. هى تستحق حياة الاميرات.

_____________________________

انهت عملها على الميعاد بالضبط.. لن تفعل اى شئ يثير حفيظة مينا عليها اليوم بالخصوص.

عادت فى تمام السابعة والربع.. زى مناسب.. وجه خالى من اى مساحيق.. شعرها مجمع بعقده فوق رأسها.

وقفت خارج المحل تقول :مساء الخير يا حسن.

حسن :مساء النور.. ايه خلصتى شغلك.

ماريا :اه.. هو مينا فين.

اشار لها بأحد النواحى يقول:اهو جاى هناك اهو.

نظرت تجاه  حسن يمارس هوايته متحدثا نفسه'' بتفرك فى أيدها الاتنين.. متوتره.. لااا وكمان مكتفه أيدها الاتنين لقدام ومميله بضهرها سنه.. بتستعد تهجم وتقلب التربيزه... عينها بتروح ناحية الشمال.. بتفكر أو بتخطط لحاجة ''

ظلت على صمتها وعلى وضعها حتى وقف أمامهم وحسن فقط يراقب مايحدث ليعلم هل تحليله صحيح ام لا.

ابتسم على جانب فمه بثقة وهو يراها تبدأ شن هجومها:بقا كده يا مينا.. انت مش كنت واعدنى تيجى تخرجنى النهاردة بعد الشغل.. كده تسيبنى واقف اكلم فيك وانت موبيلك مقفول.. ولما انت مش ناوى تخرجنى كنت بتوعدنى ليه؟

مينا بزهول وعدم تركيز من هجومها المفاجئ:ايه ده فى ايه؟!

ماريا ببوادر بكاء:عاااا.. وكمان مش عارف فى ايه.. ده عذر أقبح من ذنب... شاهد ياحسن... صاحبك مش عاملى حساب حتى.. ااااه.. اه يانى ياما يانى ياما.. شكرا.. شكرا يا مينا.. انا ماشيه وهسيبك لضميرك.. الرب ياخدلى حقى.

ذهبت من امامه سريعاً موقنه نجاح اول خطتها التى نسقتها بمساعدة دعاء.. حيلة تفلح مع كل كل الرجال.. مسلم او مسيحى قاعدة لا تنكسر.. هذا ما أكدت عليه دعاء.

كان حسن يبتسم فهى لم تخيب ظنونه ابدا.

لكز مينا بكتفه يقول :روح راضيها.. روح هى عملت كده قصد ومستنيه انك تروح تراضيها.

مينا :هى فكرانى عيل ولا ايه.. الحركات دى مش عليا.. ده انا حافظها... احنا عيال ولا ايه.. وبعدين انا موبيلى فيه شبكة ومفتوح.

حسن :ماهى عارفه إنك قافش كل ده بس برودو يا صاحبى لو ماروحتش هتبقى ليله طين على دماغك... هما كده.. الشئ المشترك فى اى ست.. مسلمه ولا مسيحية هما متفقين على النكد... النكد والتفاصيل.. بالك انت لو ماروحتش دلوقتي وجت تعباتبك وانت عرفتها انك فاهمها هتقولك ايه؟.. هتقولك حتى لو.. ده معناه أن زعلى مش فارق معاك.. يا أخى كنت بتلكك وعايزاك تصالحنى.. انت مش مهتم.. انت مابقتش تحبنى.. انت وانت وانت وفى الاخر غالباً هتختم بطلب... روح دلوقتي عشان يبقى الطلب على الاد وسهل يتنفذ.. بدل ماتركب دماغك وتعمل فيها عشر رجاله فى بعض فتضطر توافق على طلب اكبر وأصعب.

مينا :انا دوخت وفرهدت... ايه الدوخه دى كلها... هما ليه صعبين ومكلكعين كده.. كل ده ليييه؟

حسن :حكمت ربك.. اعترض بقا... ابن مين فى مصر انت عشان تعيش مرتاح... ماتتبهدل ويطلع عين الى خلفوك زى باقى الرجاله فى ايه.

زم مينا شفتيه بغيظ يزفر بعنف وهو يتجه صوب بيتهم يرى ما نهاية ذلك المسلسل الدرامى.

بينما حسن انشغل بالتفكير بأكثر شئ يشغله هذه الأيام... كيفية تطوير عمله.

كان يقف أمام محله شارد الذهن يكتئ بظهره على الحائط يدخن بشرود.

انتبه لأحدهم يشير اليه بتحية... دقق النظر واتسعت ابتسامته وتقدم بحب وترحاب شديد يقول باشتياااق:حاااج جماال. عاش من شافك يا سيدنا... المنطقة مالهاش حس من غيرك والله.

ابتسم جمال له قائلا :ازيك يا حسن عامل ايه؟

حسن :فى نعمه والله.. الحمد لله.
جمال :يستاهل الحمد... ايه اخبار روض الفرج.

حسن :والله ياسيدنا روض الفرج كلها حزنت انك عزلت من هنا.. كده تقطع بينا.

جمال :والله ياحسن انا ندمت ندم عمرى.. كنت فاكر انه عادى ولازم امشي مع الموجه ولازم زى ما شغلى على مكان سكنى كمان يعلى.

حسن :لا يا باشا.. مش المكان الى يديك قيمه... انت لوحدك قيمه يا باشا.. وماتأخذنيش يعنى... الحاج فضل حمدان أكبر تاجر قطع غيار في المنطقة.. ماشاءالله عليه الله اكبر ولسه هنا عاطى لروض الفرج هيبه.. وجود إلى زيه وزيك يا سيدنا بيعمل للمنطقة تقل.. عشان كده المنطقه كلها حزنت لما مشيت.

تنهد جمال قائلاً :والله عندك حق ياواد ياحسن.. هاه.. هقول أيه غلطه.. سيبك منى وقولي.. واقف شارد فى ملكوته ليه؟.. استنى استنى.

رفع صوته ينادى:واد يا زيزو.. زيزو.

تقدم صبى قصير بعض الشئ يقول :أمرنى يا كوبارتنا.

جمال :تشرب ايه يا ابو على؟

حسن :واحد قرفه بلبن.

جمال :هاتله قرفه بلبن يازيزو وانا هاتلى حلبه حصا.

زيزو:من عيني يا كوبارا.

ذهب الصبى سريعا فاكمل جمال :ها يا سيدى.. ايه اللي شغالك اوى كده.

حسن :هقولك ايه بس يا سيدنا... ماحدش من الهم خالى حتى قلوع المراكب.

جمال :اهدى ووحد الله كل معضله وليها حل... قولى يمكن عندى حل ليك.

تنهد حسن فى نفس الوقت الذى حضر به زيزو المشروبات.

وضعها وانصرف فاكمل حسن :حال الشغل مش عاجبنى والله يا حاج.

جمال :ليه بس.. ده بسم الله ماشاء الله انت كبرت محلك من مافيش انت ومينا.

حسن :بس مش ده الى يرضينى.
ارتشف جمال القليل من الحلبه وقال :الطموح حلو.. الطموح حلو وكل حاجة بس حاسب يقلب طمع.. خلى بالك بين الطموح والطمع شعره... والشعره دى ممكن تورطك.. وممكن تجيبك ارض ارض.

حسن :لا يا سيدنا طموح والله.. ربنا يكفينا شر الطمع والطماعين.. وبعدين الطمع لو عايز اكبش من جيب حد انا كل الحكايه انى عايز اوسع واكبر شغلى... من جريي ومن شقايا.

نظر له جمال بإعجاب... وحسن... لأول مره ومع هذا الشخص لم يمارس تحلية وقراءته للغة الجسد.. إنما وكأنه يتحدث مع والده غافلاً عن ما خطر ببال محدثه.

_____________________________

وقفت ماريا أمام مينا متخصره تقول :لا غلطت يامينا.

مينا :بقولك ايه... اخلصى وقولى طلبك... احنا دافنينوا سوا.. انتى عندك طلب او بمعنى أصح مصيبه... فقولى واخلصى.

فركت كفيها ببعض تقول :عايزة... عايزه.

مينا بنفاذ صبر:عايزه ايه اخلصى؟

تحدثت دفعه واحده تفجر قنبلتها النوويه وهى مغمضة العين تتحدث بسرعه :عايزه اروح حفله عيد ميلاد جيلان الصواف فى الفيرمونت كمان يومين.

فتحت عين واغلقت الأخرى تنظر له بتوجس وجدته ينظر لها بعالم وجه مبهمه.

اقتربت خطوه بتوجس:مينا.. مينو.. انت سمعتنى.

مينا :وهيبقى الساعة كام البتاع ده وهترجعى امتى؟

ماريا بتوجس:هتبقى بعد 9بالليل..وو.. و المفروض انها هتطول.

مينا :طيب.. طلبك مرفوض.

ماريا :مينا.. يامينا.

تحرك مغادرا تزمنا مع خروج عمه من المطبخ قائلا :رايح فين يا مينا انت لحقت ده انت لسه جاى.. تعالى حتى اشرب الشاى الى عملتهولك.

مينا :مره تانيه ياعمى انا لو قعدت هطبق فى زمارة بنتك.

تنهد عمه قالوا :هاااهه.. اهو ده نتيجة دلعك ليها.. انا اشد من ناحيه وانت راخى.

نظر لها بمعنى هل اخبره وهى تترجاه الا يفعل.

ابتسم بانتصار وقال:انا ماشى ياعمى... ابقى انزل مشى رجلك وتعالى اشرب الشاى معايا انا وحسن.

والد ماريا:هنزل.. انا زهقت من قعدت البيت وعايز اروح ازور الحاج محمد بتاع البويات كان فى المستشفى ولسه طالع.

مينا :واجب بردو... هستناك.. سلام.

ضربت الأرض بغضب وهى تراه يغادر غير مبالى ووالدها يبدأ ارتشاق الشاى بهدوء وتلذذ فدلفت لغرفتها تهاتف جيلان تعتذر لها مقدما

_____________________________

عند جيلان

جلست على فراشها ترتدى منامتها المفضله وهى على هيئة قط ترتديه من قدميها حتى رأسها قطعه واحده.

تفتح أمامها جهاز الكمبيوتر المحمول تتصفحه.

ارتفع رنين هاتفها وهى مازالت تتابع وتقرأ اجابت:الو.. ماريااا.. عامله ايه وحشانى.

ماريا:مش كويسه ولسه متخانقه وبكلمك عشان اقولك انى مش هاجى عيد ميلادك.

جيلان :لا ماتهزريش.. لازم هتيجى.

ابتسمت بخبث تستقزها عن عمد قائله :ياستى تعالى ومش عايزه هدايا

ماريا :لا طبعا انا كنت هجيبلك هديه غاليه انا مش عارفة اجى عشان بابا عمره ما هيوافق ومينا الى كان ممكن يسلكلى الموضوع ويغطى عليا ماوافقش.

ضحكت بصخب تقول :طب اهدى براحه وبعدين مانا عارفه انك بتشتغلى ومرتبك حلو انا بستفزك عشان تيجى.

ماريا:ماعشان انتى حيوانه ومستفزه وبارده طول عمرك.

جيلان كعادتها عضبت سريعاً :انا حيوانه ومستفزه.. طب غورى بقا.. واحسن على فكره انك مش هتيجى.

كادت ماريا ان تغلق بوجهها ولكن صدح صوت صراخ جيلان تقول وهى تتصفح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي :عااااا.. الحقييينى يا مااااريااااا.

ماريا بذعر:ايه فى ايه يا بت؟!

جيلان :جلبى هيجف.. جلبى هيجف... مايكل بيكسى جاى مصر كمان يومين في فندق الفيرمونت بردوووو.

اتسعت أعين ماريا لا تصدق قائله :لاا.. مايكل بيكسى النجم العالمى؟!!!

جيلان بجنون :ايوووووون وفى نفس الفندق الى هعمل الحفلة فيييييه.

صمتت قليلا وقالت بشماته وتسليه تقول :هااا.. لسه مش هتيجى؟؟

ماريا بقوة :ده انا قتيل الحفله دى.فى تلك المنطقة الشعبيه خرج جورج من بيته يسير ببطئ نسبياً نظرا لثقل جسده على قدميه مع تقدم العمر.

يبتسم بحنان لبعض الصبيه وهم يلعبوا كرة القدم في وسط الشارع.

تقدم وسط أصوات الباعة الجائلين؛ أصوات منبعثه من ورشة الحداده بوسط المنطقة.

اغمض عينيه واخد نفس عميييق يسحب أكبر كميه من رائحة البن المنبعثة من محل العراب اشهر مكان لبيع اجود انواع البن بروض الفرج.

فتح عينيه على صوت أحدهم يقول :مساءك فل ياعم چورچ.

چورچ :يسعد مساك يا عطا... بالك ياواد انا اعدى بس من قدام محلك اتكيف واحس دماغى اتوزنت.

تعالت ضحكات عطا يقول :تعيش ياراجل ياطيب ده احنا نلفلك المحل بالى فيه ونوديهولك البيت.

أبتسم چورچ ببشاشه وقال :الرب يحميك يا بنى.. ابوك فين اديلو مده ماحدش بيشوفوا.

عطا:راح رحله للدير في اسيوط.
چورچ وهو يتحرك لمواصلة السير :يرجع بالسلامة.. ابقى سلملى على بارثينيا.

عطا :يوصل... اتفضل.

أشار چورچ له بيده يقول :الرب يباركلك.

اكمل سيره حتى وصل للقهوة... تهلل وجهه وهو يجد جمال الصواف صديقه يجلس على احد المقاعد يستند بظهره للوراء على وجهه علامات الحيره والشرود.

تحدث چورچ بفرحه:حاج جماال... عاش مين شافك يا راجل.

انتبه جمال على الفور ينظر له بفرحة.. ليس فقط كونه اشتقاقه؛ بل الأكثر كونه وجد مستشار رائع ربما أعطاه الرائ السديد.

تحدث بفرحه:چورچ... ازيك يا چورچ... تعالى اقعد... ده انت جيتلى من السما.

تقدم چورچ يسحب أحد المقاعد يجلس ببطئ شديد يقول :مالك ياجمال ايه الى فيك.

جمال :قولى الأول.. ماريا عامله ايه؟

تنهد چورچ يقول :هاهه..نشكر الرب... هى الى مصبرناى على فراق امها.. ساعات بتغلبنى ومش بتسمع الكلام بس هى غلبانه اوى... واهو مينا عينه عليها وواخد باله منها انت عارف الصحه بقت على الاد اهو بقا خطيبها وبيتابعها.

صمت جمال يتمعن فى كلمات صديقه يقول بشرود:اى والله عندك حق يا چورچ يا اخويا.. بس ده ابن اخوك وضامنه.. لكن...

قطع حديثه وهو يتنهد مجددا بصمت وحيره.
ومازال چورچ ينظر له يحاول استشفاف ما به...منذ زمن زهم اصدقاء ولأول مرة يراه بهذه الحالة.

حاول مشاركته والتخفيف عنه قائلا :مالك يا جمال يا اخويا.. ايه الى فيك.. انا اول مره اشوفك كده.

تنهيده حارة خرجت من جمال قبلما يتحدث قائلاً :جيلان... جيلان يا چورچ.

كسى القلق وجه چورچ وتسأل :مالها؟

جمال :عايشه دور مش دورها... عايزه تخرج برا توبها وانا مش عارف اعمل ايه.. يظهر ان دلعى ليها كان زايد عن حده وعدى الوقت الى ينفع اصلح فيه كل حاجه.. كبرت خلاص.

چورچ بحيره وقلق :انت هتخضنى ليه يا جمال.. جيلان مؤدبه ومتربيه وسط عيالنا ماتعملش حاجة وحشة ابدا.

جمال :البت عايزه تخرج برا توبنا.. عايزه تغير جلدها حته حته.. وانا مابقتش قادر ولا عارف اعمل حاجة.. البت كبرت.. هعمل ايه هعاقبها.. همنع عنها المصروف.

امعن چورچ التفكير وقال بهدوء :مش هينفع ولا هيجيب نتيجة... عيالنا كبرو على الكلام ده خلاص.

اغمض جمال عينه بأسى وتحدث :اعمل ايه انا ماعنديش ابن اخ زيك أتمنوا عليها انت عارف انا كنت وحيد ابويا وولاد اعمامى من البلد ماحدش بيسأل على حد.

چورچ :وكمان مش اى حد تأتمنوا على بنتك القرايب بقت عقارب.

جمال :ماهو ده الى شاغل تفكيرى.. خايف يجرالى حاجة... جيلان حلوه وفلوسها تزغلل عين اى حد.. نفسى اتطمن عليها مع جدع ابن بلد.. عتره يعرف يشكمها بس باللين وبالطريقه.. مش رايد اجوزها لواحد يصبحها بعلقه ويمسيها بعلقه دى بنتى بردو.. وعارف مافيش حد يستحمل دلعها... دى آخرها فى المطبخ تلسق بيض وتعمل البتاع القهوه الجديدة الى بيشربوها دى.

امعن چورچ النظر لصديقه.. يقرأ جيدا مايجول بباله وقال:قولى يا جمال بتفكر فى ايه ومحيرك... فى حاجة فى دماغك بس مش عارف توزنها.

ابتسم جمال وهو يغمض عينه.. صديقه وقرأه جيداً.

اخذ نفس عميق وقال :قولى يا چورچ يا اخويا.. هى تبقى حاجة تقل منى ومن بنتى لو طلبت واحد معين يتجوزها.

نظر له چورچ باستغراب توقع أشياء كثيرة الا هذه.

حاول إخفاء رفضه كى لا يحرج صديقه وقال:ااا.. هوواااا.. يعنى الى قبلينا قالوا اخطب لبنتك ولا تخطبش لابنك... بس....

اطبق شفيته بعجز. الحديث القادم سيجرح صديق عمره.

نظر له جمال يحثه على الحديث قائلاً :قول الى عندك يا چورچ انا عايز الى ينورنى ويشور عليا مش عايز حد يزوقلى الكلام... قووول.

زم چورچ شفتيه بيأس ولم يجد بد من الحديث فقال:الكلام ده مايفهموش ولاد الجيل ده.. انهى جدع ده الى هتروح تقولوا تعالى اتجوز بنتى.. هيفكر فيها ازاى ولا هيشوفك إزاى انت وبنتك.. يا جمال يا اخويا انت راجل قيمه ووزن مايصحش ابدا تعمل كده.

جمال :والله عندك حق يا صاحبى... بس.. انا...

ضيق چورچ عينيه وقال بشك يرفع حاجب واحد:انت فى فمخك جدع بعينه صح؟

جمال:حسن.. شريك ابنك مينا.

وعلى سيرة حسن صمت چورچ يزن ويعى الحديث يقول وهو يهز رأسه :هو واد مجدع وابن بلد.. باله طويل وسياسى.. الكل يحلف بأدبه وبشطارته.. واد مستقيم وعينه دايماً في الأرض عمره ما رفعها في واحدة من الحته ابدا ولا سمعنا عنه كانى ولا مانى. بس...

صمت مره أخرى فقال جمال :مابسش يا چورچ.. اديك قولتها فيه كل الصفات.. اهم حاجه انه باله طويل يعنى هيعاملها بسياسة وبدماغ يصلح الى انا مابقتش عارف اعمله... وده عيل شبعان ومتربى على طبلية ابوه وعمر عينه ماتروح للى عندها.

چورچ بحيره :ايوه بس هتعملها ازاى دى؟!

جمال :والله مانا عارف بس.. بقول اكلمه على خطوبه بس.. يراقبها وعينه عليها و... يعنى جيلان حلوه بردو يمكن تعجبه ويبقى عايز يكمل الجوازه انا كلى امل في كده.

چورچ :وانت تضمن منين مايمكن عينه من واحدة تانيه.. ولا بنتك نفسها مشغول بالها بحد.

جمال :جيلان...لاا مش بتاعت الكلام ده.

چورچ :افرض هو.
جمال:ما هعمل ايه.. انت جاى تقفلهالى.

چورچ :افرض وافق وبعد كده بنتك طفشته.

جمال :فكرك انا مختار حسن كده من مافيش... ده واد صايع ويعجبك... هيعرف يتعامل وانا عارف.. انا الى بفكر فيه غريب ومش سهل ولولا أن فى شخص معين هو الى يعرف يعمل كده ماكنش هينفع اخطب لبنتك ده.. انا الموضوع ده ماجاش على بالى الا بعد ما قعدت معاه صدفه... كان بقالى زمن ماشفتوش.

چورچ :مش عارف اقولك ايه.. بس ادعى حسن يوافق.

جمال بتفكير:هيوافق.. لازم يوافق.

چورچ بمرح :ايه ياسيدنا كلام كلام مش هتعزمنى على قهوة ولا ايه؟

جمال :يوه.. الكلام خدنى... صفق بيده فتقدم الصبى يقول :امر يا سيدنا.

جمال :مايأمرش عليك ظالم يابنى.. اتنين مانو ليا انا وعمك چورچ.

الصبى :عينى... منور ياعم چورچ.

انصرف سريعاً يجلب لهم ماطلبوه تاركاً إياهم يكملوا حديثهم الهام.

____________________________

_____________________________

وقف مينا بضيق يتأفف:راح فين البغل ده.. قال ساعه اتغدى وارجع.. عدى ولا 3ساعاات.

بينما هو ينظر فى هاتفه بضيق يعرف كم الساعه الآن.

تقدمت فتاه تسير على استحياء وتخبط.

تقدمت منه حتى وقفت امامه تفرك كفيها معها تضم كتفيا دليل على الخجل الشديد تحمحم قائلة بصوت ضعيف :مساء الخير يا مينا.

رفع نظره لها.. من شدة سيرها الخفيف بسبب خجلها الشديد لم يشعر بها ولا بقدومها.

ابتسم لها بود.. دائما كانت فتاه كما يقال تخجل من الهواء... لا ترفع عينه من الأرض.

تحدث ببشاشه قائلا :مساء الخير يا بارثينيا.. أمرى.

بارثينيا :ك.. كك.. كونت عايزه شاحن ايفون.

مينا :عيونى حاضر.

وجدته يذهب لجلبه سريعاً.. إذا ستذهب سريعا فقالت بسرعه وارتباك ظهر بصوتها:اا. عع. عايزاه اصلى.. انا عندى كذا واحد بس عايزه الاصلى.

زم مينا شفتيه يقول :لسه آخر واحد مطلعه لواحد معرفه.. لو اعرف والله كنت شيلتلك واحد.

صمتت قليلاً وقالت :خلاص تجبلى واحد.

مينا :هتستنى يعنى؟!

رمشت باهدابها.. ماتفعله مجهود شاااق جدا عليها كونها تتخلى عن خجلها قليلا... لا بل كثيراً جدا اليوم حتى تستطيع إنهاء تلك المقابلة وقالت بتلعثم:لا ها.. هستنى.. ااا.. عشان يعنى مش عايزه اجيب من حد مش مضمون.

ابتسم لها وهز رأسه قائلا :خلاص تمام ويومين وهبعتهولك مع عطا.

ابتسمت مجدداً تقول :خلاص هستناك.

صمتت بحرج تكمل وهى تفرك اناملها معا بقوه:هبقى اعدى بعد يومين اشوفك جبته ولا لأ.

لا يعلم لما خانته عيناه وتنقل بين ملامح وجهها البريئه جدا... عيونها الزرقاء تبعا لبشرتها الخمريه وشعرها البندقى متوسط الطول.. وجهها البيضاوى.. حتى حاجبيها.. سبحان الخالق مرسومه بشعيرات بندقية كثيفة محدده بخط عريض.. سبحان الخالق.

هذا ماتمتم به كأنه يراها لأول مره... سرعان ما نظر أرضا يوبخ حاله.

وهى تفرك يديها أكثر بحرج تتمنى لو تنشق الارض وتبتلعها من شده ارتباكها وهى تستشعر نظراته تمسح قسمات وجهها.

سحبت نفسها تتحدث بانفاس سريعه متلاحقة تغادر قائلة :عنئذنك يا مينا وهبقى اجى كمان يومين اشوف جبته ولا ايه.

مينا وهو يراقب تلعثمها وفرارها المرتبك يبتسم رغماً عنه قائلاً :مع السلامه.

خرجت من عنده بانفاس متلاحقة...لا تستطيع تنظيم لا انفاسها ولاحتى خفقات قلبها المتسارعه كأنها بمارثون دولى. ظلت لأيام تخطط وتحفظ الكلمات لتلك المقابله كأنها ذاهبة لامتحان صعب او مقابلة عمل بشركة انترناشيونال...تعلم كم الارتباك والخجل الذى تملك منه الكثير... بل تقريباً هى تملك الماده الخام من الخجل والارتباك.

توقفت بفزع على كف احدهم يوضع على كتفها يوققها قائلاً باستغراب :بارثينيا؟! جايه منين؟

تنفست الصعداء تقول :عطا.. خضتنى حرام عليك.

عطا:مالك فيكى ايه وكنتى فين؟

بارثينيا :ك. ك. كنت بدور على شاحن اصلى.

عطا :طب ماتاخدى بتاعى.
ظهر الارتباك عليها سريعاً وقالت :لا.. هو على طول معاك وأنت طول اليوم فى المحل.

عطا:ماشى.. طب ايه لاقيتى؟

بارثينيا :هاا.. اااه.. اه مينا هيجبلى واحد.

عطا :ماشى يالا اروحك عشان ارجع انا المحل.

_____________________________

فى تلك المدينة البعيدة نسبياً التابعة لذلك المجتمع الراقى حيث الخضره الواسعة والبيوت ذات لون واحد وواجهه واحدة.

عاد جمال لبيته الذى انتقل له مع ابنته بعد الحاح سنوات متواصلة منها.

اغلق الباب خلفه وظل ينادى عليها بأعلى صوته وهى لا تجيب.

استمر في السير وبعدها صعد السلم متجه الى غرفتها يدق عليها وهو يستمع بانزعاج لأصوات تلك الموسيقى الشعبيه الصاخبة.

فتح الباب بضيق ينظر لها وقد تحول الضيق لغضب وهو يجدها ترقص وتتمايل على هذه الأغانى.

شهقت برعب بعدما التفت ووجدته خلفها.

اتجهت سريعاً لمصدر الصوت تغلقه قائله وهى تبتسم بسماجه:مساء الخير يا بابى.

جمال بوجه لا يفسر :ايه اللي كنتى بتهببيه ده.. وايه الزفت والقرف الى كنتى بتسمعيه ده؟

جيلان :ده مهرجان جديد يابابى إنما ايه مكسر الدنيا.

جمال:ماهو فعلاً كله تكسير وخبط ورزع. صوت نشاذ.

جيلان :يابابى ده لون جديد وليه الى بيحبه بيعبر عننا وعن رتم الحياه السريع.

جمال :يظهر فعلاً انى دلعتك ولازم حل لكل ده... الكلام معاكى ماعدش له لازمه.

نظرت له بترقب وهى تراه ينظر لها نظرات غير مفسره يقول :الحال المايل ده لابد من عدله.


حاله من الصمت.. كل منهما تنظر للاخرى

تنظر سوما لتوتر انجى الواضح.. يبدوا انها تعيش حالة صعبه جدا.

متوتره.. غير مرتاحه.. قلقه.. تشرب مياه كثيرا دليل على جفاف حلقها من شدة التوتر.

حاولت التحدث معها والتخفيف عنها ولو قليلاً قائله :اهدى بس... انتى ليه دايماً متوتره كده؟!

رفعت انجى عيناها الذابله لها تحيطها هالات سوداء دليل على قلة النوم.

فحدثتها سوما باشفاق:ليه وشك باهت كده شكلك مش بتنامى كويس.

ابتسمت انجى بمراراه تهز رأسها بأسى مردد:قصدك مش بنام اصلاً.

سوما :ليه بس كده... ليه مش بتنامى.. اصلاً ايه الى وصل ست قمر زيك للوضع ده؟!

اخذت انجى نفس عميق وقالت :من الى شوفتوا.. عارفه.. لما اتعرفت على عمر انا كان عندى ٢٩سنه.. كنت فاكره انى كبيره كفايه وواعيه.. لافه ودايره وافهم فى كل حاجه.

صمتت تبتسم بتهكم وتكمل بحزن ومراره:طلعت عيله بضافير وتايهه فى المولد كمان... اتارى الدنيا دى مولد كبير اوى وقليلين بس الى سالكين فيه وعارفين طريقهم.

صمتت تنظر لسقف الغرفه مطولا وصمتت سوما تترك لها الوقت وحرية الكلام.

ثوانى قليله وبدأت تسرد كل ماحدث منذ ثلاث سنوات
             *********                

قبل ثلاثة سنوات

جلست على مقعدها تحاول تجنب الحديث معه
لكن نظام العمل الجديد والخاص بهذه الشركه مختلف عن الشركه القديمه والتى تركتها وجاءت لهنا بهدف راتب اعلى فى شركه كبرى.

جلس هو الآخر على مقعده يتكئ بظهره و يذهب بكرسيه يمينا ويسارا يتابع حالة التيه التى هى عليها.

يتركها تغرق قليلاً تطلب المساعده من اى حد إلا هو ويكن بالمقابل كل شخص منهم لديه عمله ولا طاقه او وقت لديه كى ينجز اعمال غيره او يعلم أحدهم نظام العمل هنا.

نفذت كل الحيل.. جلست على مقعدها تغمض عينها بتعب.

فتحتهم فجأه وهى تستمع له يقف لجوارها يخبرها بتلاعب:خلعوا منك بالطريقه صح؟

اشاحت نظرها عنه فضحك عاليا يكمل :كنت عارف والله.. دول عيال ولاد كلب.. هنا كله بيقول يالا نفسى.

كان لديه حق الى حد ما.. زمت شفتيها بغضب كطفله تتحدث بحقد طفولى:يا ستار دول صاعبين اووى.. الشركه إلى كنت فيها ولو انها كانت اصغر بس كله بيساعد كله إلا هنا.. يالطيييف.

أشار على نفسه بوداعة ذئب يخبرها :مانا اهو.. وجيت انا وعرضت خدماتى.. بس لأ عمر كوخه مش كده... طب البسى بقا شوفى مين هيعلمك.

تصنع انه سيغادر فأوقفته بسرعه تتمسك بكف يده قائله :لأ استنى.

نظر على كف يده التى تقبض عليها وقال بتمثيل رهيب :لأ لأ انا ابن ناس الريح ماشفش وشى.. مسكت الايد دى مش بالساهل انتى كده لازم تكتبى عليا.

رغماً عنها ضحكت.. طريقته بالفعل فكاهيه.. فقد كان بارعا جدا.

وهو اغتنم الفرصه قائلا :شوفت اهو ضحكت تانى يعنى الى شوفته ماكنش خيال.

اكملت مبتسمه:لأ اسمها ضحكت يعنى قلبها مال دى البداية.

عمر :لأ بداية ايه بس.. دى تانى مره تضحكى ياماما ولا نسيتي الاسانسير؟ فقولت بقا اجيبلك من الاخر.

انجى :ماشى ياسيدى... ممكن بقا تيجى تعرفنى سيستم الشغل هنا لانى ميح.

كتف ذراعيه حول ظهره وتحدث بترفع شديد:ايوه بس بزنس إذ بزنس انا مش بعمل حاجه لله وللوطن كله بمقابل.

نظرت له بصدمه تسأله :وانت عايز ايه مقابل.
مال عليها فجأة يقترب منها قائلاً بسرعه :تقبلى عزومتى النهاردة على الغدا فى الكافيه الى جنب الشركه مش هأخرك ومش هقبل اى اغذار ياكده... يااا... مش هقولك حاجه وهسيبك كده محتاسه والشغل يتراكم عليكى لحد ما يرفدوكى ويرموكى فى الشارع زى كلاب السكك.

انجى :بس بس بس خلاص والله وافقت.. مش انت الى عازم بردو.

رفع انفه بكبر يقول :انا كده احب ابقشش على الى حواليا... يالا ربنا يجعله في ميزان حسناتى.

ابتسمت له ببوادر إعجاب.. استطاع ذلك المحتال المنافق الضحك على عقلها وحذبها له بمنتهى السهوله والبساطة.

وبعد انتهاء العمل جلست معه فى مطعم فخم وراقى يتناولان الطعام وهو يجذبها اكثر واكثر بحديثه الطريف وخفة ظله.. علاوه على كم الطيبه والحنان اللذان حرص على اظهارهما.

مرت الايام واصبح هو كل يومها.. بالنهار معها بالعمل والليل كله يتحدثان سويا.

يوم بعد يوم يزيد تعلقها به وهو يعلم ذلك جيدا.

والشهاده لله لقد تقدم لخطبتها على الفور ودخل البيت من بابه ليقطع اى مجال للشك بداخلها من ناحيته وان كان يعبث بها فقط مثل باقى الشباب ام لا.

ومن بعد الخطبه بدأ الحديث عن شراء شقه لمسكن الزوجيه.. أيضا تجهيزات تلك الشقه بالاضافه الى الأثاث وترتيبات العرس ستتكلف كثيراً.

وهو كما اكد وكرر شاب فى مقتبل العمر وثمن اى شقه غالى جدا.

فى احد الايام جلس يلقى لها اول طعم.

فقد كانا معا كعادتهم فى احد المطاعم لتناول الغداء ولكن قل كثيرا المرح والمزاح وحل الهم والخزن على وجهه يخبرها:والله مابقتش عارف اعمل ايه.. قولت اطمنك وادخل بيتك من بابه لاقتنى بكده التزمت بكلمه مع والدك ومش عارف اجيب منين ولا اعمل ايه؟

انجى :خلاص يا حبيبي انا هتكلم مع بابا نأجل شويه.. كمان نقلل مصاريفنا مش لازم كل يوم خروج وغدا وكافيهات.. نمسك على نفسنا شويه.

هز رأسها ينفى ويستنكر بشده وهو يردد:نمسك على نفسنا إزاى بس.. هنوفر كام يعني ويعملوا ايه انتى عارفه اقل شقه دلوقتي بكام ولا خلوها اد ايه اصلاً؟

انجى :خلاص ياحبيبي مش لازم تمليك وماله الإيجار؟
رفع وجهه مقابلها بغضب يرسم دوره جيدا وهو يقول بغضب جم:ايجار ايه بس... مانا شبعت منه كل شهر والتاني صاحب العماره يعلى عليا الإيجار.. وكمان فى منطقه شعبيه ماينفعش نتجوز فيها.. انتى عارفه إيجار شقه كويسه يادوب اوضتين وصاله هيبقى كام.. يعنى بعد ما ندفع كهربا ومايه وغاز ومواصلات مش هيفضل حاجة نعبش بيها باقى الشهر.

اغمضت عينها بأسى... تشعر انها مقيدة الايدى والارجل وهى تراه هكذا أمامها.. معذوره فقد برع فى اجادة دوره وتمثيله عليها واشعرها كم يعشقها لكنه قليل الحيله.

الآن وبعدما علم انه اصبح مائها وهوائها ولا تستطيع الاستغناء عنه.

أيضا ترك طعامه ولم يكمل فقالت بتعاطف كبيير وحزن عليه :طيب كمل اكلك.
رفض بشده يتحدث بوجع وضعف :مش عارف... ماليش نفس.

ظلت تلح عليه بشده وإصرار الى ان وافق وبدأ بتناول طعامه معها.

وعلى نفس الشاكله ظل طوال اسبوع يكرر نفس المأساه يومياً ومع كل يوم يزيذ حزنها عليه أكثر وأكثر.... يتحدث بطريقه جهناميه تجعلها تود الإقبال على فعل اى شئ كى تزيل عنه مشاكله هذه والا يشعر بقلة الحيله وفراغ اليد.. فهى تعلم انه لا شئ يقهر الرجل سوى قلة الحيله والعجز.

الى ان جاء يوم ووجدته يدلف من باب المكتب يبتسم ياتساع على عكس حالته من يوم خطبتهم.

كانت تنظر له بتفاجئ وزهول ترى ما به؟ هل جن؟!

وهو كان يتقدم منها قائلاً :يا صباح شاديه وفيروز.
زاد تعجبها وسألت :عمر؟ انت كويس؟ مش كنت لسه مكتئب بالليل؟! ايه اللي جد من سواد الليل مثلاً؟

عمر :ياااااه سواد الليل ده طوووويل وممكن تحصل فيه حاجات كتييير اوى.

انجى :وياترى إيه الى حصل معلي لك مزاجك اوى كده.

غمز لها بعبث يقول:لا واحنا بنتغدى بقا هقولك.

بعد ساعات وقفت وتركته بعد حديث طويل معترضه ورافضه بشده.

لحقها عند الباب يوقفها قائلاً :استنى يا مجنونه... ايه اللي بتعمليه ده.. انتى اتجننتى الناس بتتفرج علينا.

نفضت يده عنها تقول :انت الى اتجننت لما فكرت انى ممكن أوافقك على الجريمه دى.
عمر بصوت منخفض :جريمه.. جريمة ايه بس ده شغل.

اعترضت بشده تسأل باستنكار:شغل؟! شغل ايه ده الى يخلينا ناخد فايل شغلنا ونديه لشركه تانيه مقابل الفلوس.. انت اكيد مش فى وعيك.

إزاحت يده عنها تهم بالمغادره ليوقفها بسرعه قائلاً :يا انجى... يا انجى ياحبيبتي ده شغل.. مناقصه وشركتنا واحدة من اتنين وعشرين شركه مقدمه عليها وتسعين فى الميه مش هترسى عليها يبقى فيها ايه لما نوصل الفايل لشركة اف تى وناخد مبلغ كويس جدا جدا جدا نبنى بيه حياتنا.

تركته تنهى الحديث رافضه مجددا لكنه حاول إيقافها وهى اعترضت بشده.

فقرر تركها.. سيتركها قليلاً ريثما تهدأ.

وهذا ما فعله بالظبط... فقد تركها ليلتها وثانى يوم كله لم يحادثها او حتى ينظر إليها... هو حتى خالف عادتهم اليوميه ولم يتناول الغداء معها.

لتنفذ طاقتها وحيلها كما خطت بالضبط.

فكان يجلس على احد المقاعد ببيته يضغ قدم فوق الأخرى يراهن حاله أنها وفى خلال ساعه ستتصل به.

ضحك بغرور فلم يمر سوى ثوانى وقد رن هاتفه.

ليضغط على زر الإجابه وهو يتصنع البؤس الشديد :ايوه يا انجى.

تحدثت باندفاع وعفويه :هو انت مخاصمنى ولا ايه يا عمر.. هو انا يا اسمع كلامك واعمل الى انت عايزه يا تخاصمنى؟!

تحدث بضعف وبؤس:خلاص يا انجى مش عايزك تساعدينى.. انا طول عمري كده لوحدى وقليل الحيله.

صمتت تستمع لحديثه تود جلب قطعه من السماء له كى تساعده والا تستمع نبرة العجز تلك بصوته.

عوده للوقت الحالى

     ********             

حاولت سوما الخروج من صدمتها تسأل :اوعى تقولى انك وافقتى مع الوقت والزن.

اغمضت انجى عينيها بأسى تقول :للأسف هو ده اللي حصل وجبتله فعلاً الفايل من مكتب مستر مجدى.

اتسعت أعين سوما تقول :معقول؟ عملتى كده؟! وبنيتى بيتك وعيشتك معاه من الحرام وتفتكرى ربنا هيسامح ولا اصلاً ممكن يباركلكوا فى عيشتكوا.

اغمضت انجى عينها تتذكر توابع ماحدث تخبرها:ماهو ده اللي حصل فضلت سنتين ادفع تمن الغلطه دى.

نظرت لها سوما نظره شموليه وقالت :المشكله ان الغلطه الواحده بتكر طرف الخيط ويبدأ بعدها الباب يتفتح..  ويبقى الغلط عادى.

انهارت انجى فى البكاء تقول :وهو ده فعلاً الى حصل... مراااررر عيشتنا كانت كلها مرار وناس كتير اتأذت بسببنا.

رغم رفض وسخط سوما لما فعلته انجى ولكن حالتها كانت فعلاً سيئه ولا مجال لأى محاسبه الآن.

فحاولت تهدئتها مردده :طب اهدى اهدى.. تحبى نكمل بعدين.

هزت انجى رأسها وهى تبكى قائله :ايوه ايوه نكمل بعدين ياريت.

سوما :طيب ايه رايك بدل قعدة المكاتب دى نتقابل في مكان لطيف على النيل او مثلا اوبن كافيه نفطر مع بعض الصبح ونعمل حاجة مبهجه كده... إيه رأيك؟

مسحت انجى دموعها وقالت:موافقه... ابتسمت سوما لها وقالت :انا بصحى بدرى وانتى؟

ابتسمت انجى بمراراه على جانب فمها وقالت :مش بنام اصلاً عشان اصحى.

تنهدت سوما وقالت :طيب تمام نتقابل بكره سبعه ونص على الفطار.. هبعتلك لوكيشن إيه رأيك؟
انجى :تمام.. همشى انا بقى.. مع السلامة.
سوما :سلام وخلى بالك من نفسك.

اماءت لها انجى وخرجت تاركه سوما فى حيرة شديدة من امر تلك الفتاه هل هى جانيه ام مجنى عليها.. ام هى الاثنين معا.

خرجت سريعاً من تلك الحاله تحاول التخلى قليلاً عن فضولها والانتباه للعمل المتراكم عليها

فى المساء وبينما كانت تتصفح هاتفها وجدت رساله من هاله :مساء الخير... ليكى وحشه والله.
ابتسمت سوما وكتبت لها :مساء النور.. انتى اكتر والله.
هاله :احنا آخر اليوم وشكلك تعبانه كنت داخله اكلمك وارغى معاكى اصلى قاعده لوحدى بابنى بس خلاص بقا اكلمك بعدين.

سوما :لأ لأ خالص بالعكس ده انا عايزه اعرف جدا... ايه اللي حصل وعرفتى ازاى انه بيخونك وعرفتى انها هى منين.

هاله :لا بسيطه خالص ياست الكل لا تفكرى ولا تحتارى.. ده عزمها عندى فى بيتى.

صدمت سوما مما قرأت وكتبت لها:نعم؟!
هاله :اه.. البيه عازمها هى وجوزها.. فى بيتى وجايب جوزها الراجل الغلبان كمان يتقرطس... يغفلونى ويغفلوه... عمرك شوفتى بجاحه زى كده؟

سوما :بصراحة لأ.
هاله :انا بقا شوفت وعشت بس وحياتك ماسكت.. ده انا خربت حياتهم وأخدت حقى تالت ومتلت بعد ما ذليتهم  ليا.

سوما بحماس:لأ ده انتى تقوليلى ازاى بقا... ولا لأ لأ.  عايزه اعرف كشفتيهم إزاى.

هاله :بصى الست طالما حست بحاجه بتطلع صح.. احساس الست بجوزها بيكون صح.. بس الصراحة هى كانت آخر واحده ممكن تيجى فى بالى بردو.

سوما :وعرفتى انها هى ازاى.
هاله :هو مبدئياً كده على الاكل كان فى نظرات وغمزات.. مهما حاولوا يداروها بس ممكن تتدارى على راجل طيب ومحترم مش مدى خوانه زى جوزها لكن عمرها ما تتدارى على ست لأ وكمان شاكه فى امر جوزها.. اخدت بالى بس بردو كذبت نفسى لغاية مانا قومت اشيل الاكل وجوزها راح يغسل ايده وهى عملت نفسها متأخرة... كنت دخلت المطبخ ادخل اطباق افتكرت اغير الفوط الى فى الحمام بسرعه عشان الضيوف خرجت بسرعه سمعت همسهم كانت بتقولو وحشتنى وهو قالها وانتى كمان هستناكى النهاردة فى الشقه بالليل ضحكت وقالت مش بتشتبع ابدا... اتخشبت مكانى والدم اتجمد فى عروقى. ازاى وامتى وليه.. حسيت بحركة الكرسى عرفت ان حد منهم اتحرك فجريت بسرعه اعمل الى كنت ريحاله اصلاً والدموع فى عينى.. وقفت عند باب الحمام بعد ما جبت فوطه جديده لاقيت جوزها واقف بيغسل ايده بهدوء... بصيتله بتعاطف كبير.. انه زيه زيى.. متخان ومطعون فى ضهره لأ ده اكتر منى ده هو مطعون فى شرفو... لف لى و ابتسم.. كنت ببص عليه وانا شايفه أدامى راجل وقور وشيك ورياضى كمان محترم جدا... ازاى ده يتخان.. لما لقانى واقفه قدامه بصلى وابتسم باحترام فاتحرجت وعطيته الفوطه وقولتله دى فوطه جديدة ونضيفه بدل الموجودة... وبعدها جريت وسبته وانا مش عارفة اتصرف ازاى فى الكارثه دى.

سوما :وبعدين؟
هاله :مش قادرة.. لما افتكرت تعبت... ممكن نكمل بكره؟
سوما :ايه رأيك فى بنوته زيك بتحكيلي مشكلتها عندك مانع تتقابلى معاها الى يشوف بلاوى غيرو تهون عليه بلوته.. إيه رأيك؟

هاله :تمام اهو يبقى عندى صحاب.
سوما :خلاص بكره الساعه سبعه ونص هبعتلك لوكيشن انتى كمان.

هاله :اوكى... باى.
سوما :باى

مكالمه هاتفيه جعلت انجى تتصبب عرقا ودقات قلبها كسباق ماراثون.

اما هو فلا يبالى ولا ضمير لديه من الأساس.. مازال يجلس على السفره امام الطعام يأكل بنهم وتلذذ

رفعت عينها له بصدمه تقول :انت ازاى كده؟!

أجاب وفمه ممتلئ يلك به الطعام :كده الى هو إزاى ياروحى؟
انجى:قاعد ولا همك لأ وكمان بتاكل بنفس اووى...مش فارق معاك الى حصل ولا انهم اكتشفوا أن الفايل اتسرق.

ابتلع الطعام على مهل يستطعمه ثم تحدث ببرود:طب ما يكتشفوا.. وانا مالى؟!

صدمت اكثر تقول بوجه شاحب:مالك ازاى.. مش انت الى أخدته وديته شركه تانيه وقبضت التمن.

تغيرت تعابير وجهه وتحولت لأخرى مجرمه وشرسه يصك اسنانه ويتحدث من بينهم :اول واخر مره ترددى الكلام ده ولا حتى بينك وبين نفسك انتى سامعه... انا مافيش عليا اى غلطه او أدانه واحده.. رعشتك وطريقتك المهزوزه دى هى اول حاجة هتكشفنا فمش عايز هبل وهلفطه بالكلام شمال ويمين شغل العيال والهبل ده انسيه انا مش هفضل صابر على دلعك ده كتير.

مسح فمه بإحدى المناديل الورقيه ثم القاه بحده وترك لها المكام كله.

كل ذلك وهى متسعه العين والفم.. تحاول فقط ان تستوعب اولا... فهمى ولأول مره ترى ذلك الوجه من عمر.
بل لأول مرة يتحدث لها احدهم هكذا.. كلمات كثيره وكلها صادمه.

اما هو فقد وقف فى شرفة المنزل يدخن سيجاره غير مهتم.. ينظر لها بين الحين والآخر بلا مبالاه.

وطوال اليوم كان هو الذى يتجنبها.. من كثرة البجاحه كان هو المنعزل عنها  وهى فقط مصدومه وموجوعه.. بل لقد ترك لها البيت وخرج دون أخبارها حتى

وفى المساء
عاد من الخارج بوجه جامد يابس... القى مفاتيح البيت وجلس على احد الارائك أمامها.

كما خطط ودبر.. فهو يعرفها جيدا عنفها بقسوه واظهر قليل من الجانب السئ به لترتجع وتفكر مئه الف مره قبلما تفعل اى شئ خصوصا وقد اضطر على الاستعانه بها فى تنفيذ ما أراد.

والان سيراضيها ببعض الكلمات وهى كالمسحوره المحرومه سترضى وتنسى.

وقد كان للأسف.

فقد استطاع بلا اى مجهود مصالحتها وهو يتحدث بهدوء:انجى.. ماتزعليش منى.. انتى الى عصبتينى.. وبصراحه توترك ده مش صح ومش كويس لازم تبقى ماسكه نفسك كده.

تحدثت بحزن طفله :تقوم تكلمنى بالطريقه دي و تقولى انا مش هفضل صابر على دلعك.

ابتسم بزيف يضمها له بحنان زائف يردد:بشد عليكى يا قلبي من خوفى عليكى وعليا.

للأسف حركته البسيطه اثرت على روح الطفله الموجود داخل اى امرأه.. مستها جدا وهو يعلم ذلك جيدا بل ويقصده.. يلعب على وتر المشاعر وأنها فتاه بريئه لم تدنس بعد.

تحدث مجدداً كى يقطع الجدل فى هذا الموضوع يقول :وبعدين هو احنا عملنا إيه... فرصه وجت لحد عندنا فاستغليناها.. الحياه فرص واحنا لا ضحكنا ولا نصبنا على حد والشركه يعنى مش هتفلس عشان مشروع راح منها... كل الى عملناه إننا ساعدنا نفسنا وبس... كان عجبك يعنى واحنا مش عارفين نتجوز ولا نشطب حتى الشقه.. وانا يعنى عملت كل ده ليه.. ماهو علشانك.. على فكره يعنى انتى اصلاً السبب.

خرجت من احضانه تردد بصدمه :انا؟!

اغمض عينه يتحدث بأسى متقن:ايوه.. وانا يعنى كان ناقصنى ايه مانا كنت عايش بطولى وبشتغل واقبض ومش عايز حاجه.. بسهر وبخرج وباكل واشرب بس لما عرفتك وحبيتك من اول نظره بقيت مسؤل... مسؤل ادخل بيتك من بابه.. وإلا هتقولى عليا بلعب بيكى وجاى اقضيها... فجأه بقا مطلوب منى شقه وشبكه ومهر وعفش.. كنت هعمل ايه بس... فهمتى بقا ان انتى سبب كل ده وانى عملت كل ده علشانك ولولا إنك دخلتى حياتى ماكنتش ممكن ابدا ابدا افكر اعمل حاجة زى دى.. ولعلمك انا ساعات بزعل من نفسى جدا.
جدا جدا يعنى بس كنت مضطر علشانك.

كانت تنظر له بصمت وصدمه... فتاه بلا اى تجارب ومنطويه رغم أنها تعمل من سنوات.

فكان من السهل تاثرها بحديثه المرتب بعنايه وطريقة حديثه مع نبرة صوته المشحونه بالانكسار والألم.

لتبدل هى الاوضاع وتاخذه باحضانها تهدهده.. تخبره انها لجواره وستظل أبدا.

وهو اغمض عينه وعلى شفته ابتسامه واثقه مستفزه بعدما نجح بالسيطره عليها ممتن جدا لقلة تجاربها وشخصيتها الضعيفه المهزوزه واكثر شئ  ممتن له هو عشقها الأعمى له فهو اول رجل بحياتها كلها.

_________________________________

صباح يوم جديد وبعدما ذهبت هاله للعمل.

جلست على مكتبها تغمض عينها بتركيز شديد تحدد اول خطواتها.

اول شئ فعلته هو تحميل برنامج حديث جدا وجيد يغير الاصوات.

نظرت حولها وقررت ان تذهب للمرحاض كى تختلى بنفسها وتبدأ التنفيذ.

بالفعل البدايه صعبه خصوصا على شخصيه اقل من عاديه... فتاه مثل اى فتاه وليست المرأه الخارقه.. فكان من الطبيعى ان تكن البداية صعبه او لنقل مرعبه عليها.

خطتت وفكرت كثيرا وحينما حانت لحظة التتفيذ وقفت متخبطه ومتردده كثيرآ تسأل... هل ماستفعله هذا صحيح ام ماذا.

ولكن الوجع والظلم مع القهر كان الاقوى والأكبر.. تذكرت كل الليالى القاسيه التى مرت عليها معه وهو يعرف أخرى.

أيضا لا تعلم لما لاح بمخيلتها صورة ماهر درويش زوج تلك الشمطاء.. يبدو رجل كريم وطيب لا يتسحق الغدر او الطعن في الشرف ابدا.. كذلك طفلها الصغير لا يتسحق وهى اولهم لا تستحق خصوصا بعد كم التضحية والمعاناه التى عانتها بحياتها مع ذلك الحقير.

حسمت أمرها.. اخذت نفس عميق وقررت التنفيذ.

فتحت الهاتف تستخدم صوت رجولى ذات نبرة صوت مختلفه عن اى شخص مقرب منهم وبدأت بالتسجيل لتلك المرأه بصوت قوى ساخر :يا مساء العناب على سهر هانم درويش الى بتخون جوزها.

ثم اغلقت التسجيل وقامت بإرسال الرساله لها.
وبعدها على الفور استخدمت نفس الصوت وسجلت رساله لحازم :حازم حازم... الراجل الواطى الى بيخون ولى نعمته ومرافق مراته.

وأيضاً اغلقت التسجيل وأرسلت الرساله ومن بعدها اخرجت تلك الشريحه ذات الرقم الخاص وغير محدد الهويه وقامت بتشغيل خطها العادى.

للآن لا تعلم صدى ما فعلته... مرتبكه كثيرا ومتوتره... لكن روح الانتقام عندها كانت الاقوى.. تنتظر انتهاء الدوام على أحر من الجمر كى ترى نتاج مافعلت ولكن.... ضحكت بوجع وسخريه وهى تجد على الفور بلحظتها اتصال من زوجها.

وكأن الله أراد طمئنتها فى الحال لأنها مظلومه.
وكأن أيضا مرتكب الذنب مكشوف اول شئ فعله هو مهاتفة زوجته كى يجس النبض ليطمئن إن كان من حدثه قد حدثها او وصل لها اى شئ مما وصله.

فقرر مهاتفتها وكانت مكالمته بلا هدف او حتى سؤال عن اى شئ وكان التوتر واضح عليه جدا فى البدايه.

بل الأكثر انها استمعت لتنهيدة راحه خرجت منه رغما عنه بعدما اطمئن انها لم تعلم للان.

تحدثت بهدوء ثبات... لم تبالغ او تتصنع الدلال فقد تعلمت.. كثرة اللطف قد تفسد كل شئ وتكشف امرها.

فهى قد توقفت عن تدليله او التدلل عليه منذ فتره بعدما تغير وتغير معه كل شئ لذا... لو تدللت الآن لشعر بوجود خطب ما.

فآثرت التحدث بحياديه شديدة كحديثها اليومى معه.

ثم انهت المكالمه تغلق الهاتف وهى تتنهد براحه كبيره وارتياح.

مجرد رعبه أسعدها... شفى جزء قليل من غليلها و اطفئ بعض من تلك النيران التى اندلعت بداخلها ولم تخمد للأن ولكنها اقسمت على ان تطفئها.

وعلى الجهه الأخرى وبعدما انهى اتصاله معها وتنهد بارتياح قليلاً لأنها لم تعلم شئ.

تلقى اتصال آخر على الفور... نظر حوله يدرك انه لايستطيع التحدث هنا.

خرج من المكتب يبتعد عن زملاءه ينظر حوله يتأكد من خلو المكان عند احد النوافذ فوقف عنده وفتح الخط :الو...ايوه إزاى تكلمينى دلوقتي مش عارفة انى فى الشغل.

انفجرت فى وجهه دفعه واخد تقول بعويل:الحقنى يا حازم إحنا اتفضحنا... فى واحد كلمنى وقالى انه عارف انى بخون جوزى... مين ده ويعرف منين؟؟؟

كان يستمع لها مصدوم.. المصائب لا تأتى فرادا.

يتنفس سريعا كأنه كان يعدو لساعات.. ابتلع رمقه بصعوبه وعقله يعد ويحصى كم الكوارث الناجمه عن فضح أمرهما.

حاول التحدث لها يقول :قالك ايه بالضبط.
سهر بعصبيه مختلطه بالخوف والضياع :قالى اهلا بست سهر هانم الى بتخون جوزها.

حازم بتوتر:بس.. ماقالش هو مين ولا عايز إيه.. حاولتى تكلميه تانى.. و... قاطعته بغضب :حاولت اكلمه الموبايل اتقفل... ماتستهبلش عليا اكيد ده حد تبعك وانت حاكيلوا الى ما بنا... انا مافيش مخلوق يعرف اى حاجة عنى خصوصا الى بينى وبينك يبقى انت الى ورا الى بيحصل يا حازم.

احتدت عينه وهو يستتشف نبرة التهديد فر صوتها يقول :ماتهدى كده فى ايه... انا جالى رساله زيى زيك.

بهت وجهها تقول :إيه؟
حازم:ايوه لسه واصله لى من عشر دقايق.

سهر:وانا بردو من عشر دقايق.
حازم:يظهر أنه هو نفس الشخص وبيلاعبنا احنا الاتنين.

بهت وجهها وزاغت اعينها ابتلعت لعابها بسرعه تسأل :طب هنعمل ايه دلوقتي؟

مسح عرق جبهته يقول بعد تفكير :اسمعى... احنا لازم نخف مقابلات دلوقتى خالص.. امسحى اى رسايل كانت بينا انتى سامعه.. اى رسايل.. وحاولى تشوفى حد من معارف جوزك يوصلنا لصاحب الرقم.. وانا بردو هحاول اوصل... اهم حاجه اهم حاجه تتعاملى عادى خصوصاً مع ماهر... اوعى يبان عليكى إنك متوتره ولا خايفه سامعه... احنا لو اتكشفنا هنضيع.

سهر بتوتر وجسد مهتز:ماشى ماشى.. ربنا يستر.

عجبا لها تدعو الله وهى لم تفكر به او حتى تخشاه.
والعجيب انه أيضا يردد وهو يغلق :يارب.

انتفض سريعاً واستدار كمن لدغه عقرب بعدما استمع لصوت ماهر خلفه يناديه :حااازم.

وقف امامه بوجه شاحب كالموتى يناظر ذلك الرجل الطيب يسأل هل استمع لكل شئ وكشف أمره؟جلس عمر يدخن سيجاره بهدووووء شديد.
يحسب حسبته.. المكاسب والخسائر وقد اخذ وقت طووويل في التفكير وقد حسبها جيدا الى ان أخذ نفس عمييق ووقف من مكانه يتجه حيث شقته هو وانجى.

دلف للبيت يرسم على وجهه البؤس والحزن ببراعه فهو موهوب فى التمثيل.

فيما كانت تلك الساذجه تحاول صنع عشاء رومانسى لها ولزوجها كما قرأت فى إحدى الروايات اللطيفه.. فقد ظلت طوال اليوم تشعر انها مخطئه لأنها اظهرت توترها البالغ اليوم بالشركة.. وهو اكمل عليها واشعرها بخطئها اكثر واكثر حين تجنبها اليوم كاملا حتى لم يعد معها للبيت من بعد الدوام.

اعتادت على أفعاله تلك عندما تخطئ اى خطئ حتى ولو كان صغيرا وهو من كان يتعمد دوما معاقبتها على كل شارده و وارده بهذه الطريقه يعلم كم تعشقه فاستغل حبها ابشع استغلال حتى فى العقاب كان بشع ومستغل يتلذذ بلهفتها عليه.

لكنها لم تعلم انه اليوم لم يتعمد معاقبتها وإنما كان مشغولا بما قاله سامح يحسب حسبته جيدا كى يؤمن حاله فلم ينتبه لوجودها بحياته من الأساس... كل يوم تزيد خطئها اكثر واكثر دون أن تدرى.

وضعت الطعام على المائده.. قامت برش بعض الورود الحمراء والبيض على السفره.

جلبت شمعدان انيق من النحاس ووضعت به بعض الشموع الحمراء.

وبعدما ارتدت فستان ابيض قصير ومشطت شعرها الجميل وقفت بخجل مختلط بالحماس والحب.

اول ما وجدته يدلف من باب البيت ركضت اليه بحب مردده:حمدلله على السلامه يا حبيبي.. اتاخرت كده ليه؟

رفعت وجهها له فرأت الحزن واضح عليه وضوح الشمس لتسأل بلهفه :ايه ده مالك.. ايه اللي حصل؟

لم يهتم او حتى يرى كل تلك الأجواء والتجهيزات التى فعلتها لأجله.. لم يشكر حتى مجهودها. محاولتها من اجل اسعاده.

بل لديه الآن خطه وسيناريو لابد وان يسير عليه بإتقان واحتراف.

فتحرك بجسد هزيل وكأنه لا يرى امامه من شده المصيبه الواقعه فوق رأسه.

تحركت بالتبعيه خلفه تجلس ملتصقه به تسأل بلهفه:فى ايه يا عمر... فى حاجة حصلت تانى.

تحدث يتصنع الضياع يقول:مصيبه.. مصيبه و وقعت فوق دماغنا يا انجى.. مصيبه.. انا... انا مش عارف اتصرف إزاى ولا اجيب المبلغ ده منين.

بالطبع وكما توقع... شحب وجهها تسأل بضياع حقيقي وتلعثم:مصيبه؟! مصيبة إيه؟! ومبلغ ايه ده؟ ومين الى طالبه؟ وليه؟

تحدث وهو على وشك البكاء وبصوت مختنق بالطبع يجيب:فاكره سامح.

جاوبت بتيه:سامح مين؟

عمر:الولد الى قولتلك انه هيعطل كاميرات المراقبة لحد ما تخلصى انتى فى مكتب مجدى وتاخدى الفايل.

تسارعت دقات قلبها من الخوف تسأل :ايوه.. ماله؟

عمر :طالب فلوس زياده وبيقول انه مختفظ بالفيديو الى بيبن إنك دخلتى المكتب.

صدمت كليا ولكن حاولت التفكير سريعاً تقول:لأ طبعا... مافيش حاجه اسمها كده.. هو عطل الكاميرات يبقى هيسجل الى حصل ازاى وبأيه؟!

عمر :يا انجى وهى دى دلوقتى بقت مشكله ده فى ١٠٠ برنامح وبرنامج ممكن يعملوا كده واكتر من كده كمان وده واد جن فاهم فى الحاجات دي اوى.

انسحب الدم من وجهها تسأل :وهنعمل إيه؟؟

اخذت تتحدث بهستيريا:ده عقاب ربنا.. عقاب ربنا.. قولتلك.. قولتلك بلاش... الى بنعمله حرام انت الى حللتهالى.. اهو ربنا بيعاقبنا اهو.. ده لا بيغفل ولا بينام هو بس كان بيمهلنا فرصه لكن عمره ما اهملنا... احنا غلطنا.. غلطنا ياعمر.

لم يتحمل كثيرا.. حتى لم يستطع الاستمرار فى تمثيل البؤس والحزن مع الطيبه.. إنما خرج عن السيطره يكشر عن انيابه وهو يتحدث بفظاظه مرعبه حقا:بقولك اييييه.. انتى هتجبيها فيا.. هو انا كنت ضربتك على إيدك يا حلوه... هنفضل نمثل على بعض كده كتير...  انا زهقت وقرفت من التمثيليه دى.. انزلى من على المسرح بقا.. الجمهور سقف يا فنانه.

كانت تستمع له بفم مفتوح وصدمه... مصدومه حقا من ذلك الماثل أمامها.. من هذا.. هى لا تعرفه.

اقتربت خطوه واحدة تسأل ببهوت:انت... انت بتقول ايه.. انت ازاى تكلمنى كده!!

عمر :مانا بصراحه زهقت بقا من دلعك ده وكل شويه عملالى فيها البت الشريفه المصدومه.. وانك مش عارفة ازاى عملتى كده.

انجى بجنون مسحوب بصدمة العمر:ايوه طبعا انا عمرى ما كنت اوافق اعمل كده أبدا.

كتف عن ذراعيه يقول :وعملتى كده ليه بقا ان شاءالله.

انجى بعيون حمراء قهرا :عشانك.
عمر :يا سلام على المثل والأخلاق... يعنى تبيعى مبادئك عشان واحد... ده انتى حتى ما اخدتيش فى ايدى غلوه... ماكملتيش يومين رفض يا فنانه.

وقفت تزاد صدمتها لا تجد رد... هذا ما حدث بالفعل.

استدار يواجهها قائلاً :اسمعى بقا عشان تبقى عارفه.. انا اكره ما عليا ان الى قدامى يفضل ينظر عليا ويعملى فيها عمر بن الخطاب... انتى زيك زيى.. نفسك ضغيفه.. وافقتى.

احنت رأسها أرضا بخزى تقر:عندك حق... انا فعلآ غلط.. ونفسى ضعفت. بس عارف ليه... مش عشان هوايه ولا لان النصب بيجرى فى دمى..انا عملت كده عشانك... عشان حبيتك وما استحملتش اشوف ضعفك وذلك.. وهو ده الفرق الى بينى وبينك... بس بردو فى الاول والاخر انا غلطانه.. غلطانه لأن ايمانى ومبادئى ماكنوش اقويا كفايه.. ضعفت وغلطت زى اى بنى ادم خلقه ربنا.

كان يستمع لها بملل ونفور... يهز رأسه ببغض الى ان انتهت وقال باشمئزاز:همممم.. خلصتى خطبتك العصماء؟اسقف يعنى ولا لسه فى كماله؟!

تحدث وجسدها كله يرتجف من انفعالها وصدمتها:حقك تتريق... ماهو كلام انت نفسك ماتفهموش ولا تعرفه.

عمر بسخريه:بت انا مش ناقص فلقة دماغ.... هتقعدى تسمعينى عشان تخرجى نفسك من المصيبه الى هى لابساكى لابساكى ولا هتفضلى تغنى وتردى على نفسك كده كتير؟

تصنمت مجددا تسأل :مصيبة إيه الى لابسانى؟

ابتسم يرفع حاجب واحد يقول:ماقولنا سامح مصورك ومعاه الفيديو والتحقيقات شغاله.. يعنى ممكن يوديكى فى ستين داهيه.

ماعادت قدميها تحملانها فوقعت على الكرسى خلفها تسأل بصدمه تسأل :وايه العمل؟

ابتسم داخلياً يجيب :ايوووه... العقل حلو يا قطه.. نقعد كده ونتكلم بعقل.. يعنى ده مثلاً سؤال مهم... ايه العمل.. هو عايز اتنين مليون جنيه.

صعقت بل هى على وشك جلطه بالدماغ... انى لها باثنين مليون جنيه؟

تحدثت برعب :إيه؟! اتنين مليون؟! وهنجيبهم منين دول؟

نظر لها بسخريه وهو يضحك باستهزاء:نجيب؟! وانتى بتجمعى ليه مش فاهم؟

اتسعت عينها... اليوم وكلما تحدث يكشف عن وجهه القبيح اكثر واكثر...تصدم كل مره شيئا فشيئا.
لتتحدث وهى مصعوقه لمن فعلت لاجل حبه كل هذا :امال إيه.. مانت معايا.
عمر :وانا مالى... انتى جايه ترمى عليا مصيبتك.
رددت بزهول:مصيبتى؟!
عمر ببراءه تستحق القتل حيا:ايوه.. وانا ماليش دعوه بيكى انا راجل محترم وماشى جنب الحيطه وشغال فى الشركه من زمان عمرى ماطلع منى حاجة كده ولا كده وانتى... انتى الشيطانه الى لسه داخله جديد وسرقتى ملف مهم عشان رشوه كبيره.

انجى بجنون:أخرس... انت بتقول ايه؟! ده انا ما اخدتش مليم.

عمر :خلاصة الكلام... هو عايز اتنين مليون شوفى هتتصرفى ازاى قدامك يومين بالعدد والا هتبقى فضحتك فضيحه وكمان ماتنسيش... دى فيها سجن اقل حاجه سنه.

رددت وهى لا تصدق كل ما يحدث :انت بتتخلى عنى؟!... ده انا مراتك.

تحدث ينطق بما صدمها كليا:كنتى... كنتى يا روحى.

شلت أطرافها... جف حلقها اصبح بمرارة العلقم وهى تسأل :كنت؟!كنت إزاى!! انت اتجننت؟! إيه الى بتقولوا ده؟!

ابتسم وهو يلتف حولها كالافعى التى تلتف حول رقبة فريستها قبلما تلدغها يقول:مانا طلقتك النهاردة بعد ما قابلت سامح على طول.

صدمه خلف صدمه وهى ماعادت قادره على الحديث ليدرك ذلك مفسرا بضحكه لعوب :ماهو بردو راجل شريف وملتزم زيى ماينفعش واحده نصابه زيك تشيل اسمه وانا للأسف بعد الجواز بأقل من اسبوع اكتشفت كده... جالى جواب من البنك عن رصيدك. فتحت الظرف وعرفت المبلغ.. اتصدمت قومت مطلقك ساعتها اه ماهو كله الا الحرام.

انجى:انت بتقول ايه؟! كل ده ماحصلش.

اقترب منها يبتسم وهو يسمح ذقنها بيده يردد:مانا عارف يا روحى... كل دى قصه من تاليفى. بس إيه رأيك؟! مش بذمتك راكبه على الأحداث.. ملعوبه صح مش كده؟

رددت بصدمه وهى تشعر بالغرق ورحها تنحسب ببطئ من جسدها :انت إزاى كده؟! انا وكأنى اول مره اشوفك!!

عمر :وايه رأيك... اجنن مش كده؟

ابتلعت لعابها بعدما فكرت سريعاً تقول :هقول كل حاجه.. وانك ساعدتنى.

قهقه بطريقه شيطانية مستفزه يقول وهو يمسح على ذقنها مجددا يقول:كيووت اووى.. هكدبك.. هيصدقوا مين الى معاهم من سنين وعمر ماحد مسك عليه غلطه ولا المستجده الى مايعرفوهاش وكمان متهمه.. انتى فى موقف ضعف يا نونه.

رددت بآخر امل يمكن ان ينصفها:هقول ازاى اشتريت الشقه واخدتنى شهر عسل كمان وعملت فرح.

ابتسم يلقى لها بآخر قنبله:شهر عسل مره واحده... ده هما يومين فى الشركه كان عرض الفين ومتين جنيه والى جايبهولى أكرم زميلنا عشان ابن خالته فاتح شركة سياحه جديدة وعامل عروض وانا معقول كنت ادفع عشانك كل ده... أما الفرح.. عادى جمعيه و قبضتها.

انجى :والشقه الغاليه دى. اشتريتها إزاى؟

ابتسم وهو يخبرها:هو انا ماقولتلكيش... انا مش شاريها... دى ايجار جديد يا روحى.. بصراحة انا ماشوفتش فى عبطك.. ده انتى ولا يوم سألتى على عقد الشقه حتى.

صدمة خلف صدمه وكل شئ لا يقارن بصدمتها به هو.
تحرك من أمامها يقول:ودلوقتي تطلعى برا بالى عليكى... وتشوفى هتجمعى المبلغ ده إزاى.

لم يترك لها حتى فرصه لتصدم من طرده لها بملابس البيت تلك.

انما قبض على معصمها يجر جسدها الهزيل حيث لا تحملها قدماها وفتح باب الشقه يلقيها بالخارج كالقمامه وهو يردد :قدامك يومين وتكونى جهزتى الملبغ والا هتتحبسى.

القى لها قبله وهو يمشط جسدها بقذاره:هتوحشينى والله كنتى جامده.. وهو ده الى خلانى اتجوزك حتى بعد ماتممتى العمليه ماتتقاوميش وبصراحه كنت عايز اطولك... بس سورى بيبى انا بحب الفلوس اكتر... يالا مش مهم.

أغلق الباب خلفها وهو يعلم انها بالتأكيد ستحاول بأى طريقه جمع المبلغ ووقتها سيأخذ كما خطت مليون ويلقى لذلك السامح مليون اخر كى يخرسه.

ليقف ويدور حول نفسه. معجب بحاله جدا وبعقله الجهمنى.جلست هاله فى الصباح تنظر له وهو يتناول طعامه بتوتر مع شرود يجاهد كى لا يظهر عليه اى تغيير.

وهى فقط تجلس تتكئ بظهرها على كرسى السفره تمسك بيدها كوب النسكافيه خاصتها ترتشف منه بتلذذ وتشفى.

تبتسم عليه وعلى ارتباكه... لذه ما بعدها لذه.. شعور لاتسعه الكلمات كى تصفه.

تحدثت بشماته تجاهد ببراعه كى تخفى تلك الابتسامة اللعوب تسأل :مالك يا حازم.. فى حاجة؟
انتبه عليها يجيب :هااا.. كنتى بتقولى حاجة؟
ابتسمت تردد:لااا... ده انت مش معايا خالص.. عندك مشكله فى الشغل ولا ايه؟

وكأنها نجدته ليؤكد حديثها سريعا :ايوه... ايوه عندى مشكله كبيره فى الشغل...ادعيلى.

ابتسمت باتساع تؤكد بشده :ده انا بدعيلك دعى اليومين دول ربنا يارب يجعله من حدك ومن نصيبك بإذن الله.

وقف عن مقعده يقول سريعاً :يارب... يادوب الحق انا بقا.

اكتفت بإماءه صغيره من رأسها وهو غادر على الفور وهى اخذت تردد:اجرى يا اخويا اجرى... اجرى عشان تلحق معاد البنك.

اغمضت عينها تفكر.. لو استطاع فى خلال اربعه وعشرين ساعه جمع ٥٠ الف جنيه وإرساله على ذلك الحساب فى البنك فكل ظنونها به صحيحة.

حازم لديه حساب خاص بالبنك.. لديه مبلغ جيد جدا. يدخر هو بينما يجعلها تنفق على البيت من راتبها... بل منعها من ترك العمل ولم يرحمها من زيادة الاعباء والضغوطات كى تستمر هى بالعمل وهو يدخر.

عادت تهز رأسها نفيا.. بالتاكيد حازم لا يملك هكذا مبلغ.. وأنى له به؟

وقفت تجمع صحون الإفطار وتنظف السفره لتجد رساله بعثت لها.

فتحت الهاتف لتبتسم بسعاده وتشفى و هى تجد رساله بتحويل مبلغ خمسون الف جنيها لحسابها... بالتاكيد هذا المبلغ من سهر فمن السهل عليها كونها زوجة رجل ثرى كماهر درويش ان تمتلك هكذا مبلغ.

وقفت تفكر.. ستكن سعيده وهى تستنزف أموال حازم لو كان لديه مبلغ مدخر ولكنها حقا تتمنى الا يكن لديه مدخرات.. إلا يكن بتلك الوضاعه التى تجعله يدخر هو ويلزمها بالمساهمه فى نفقات البيت وكل شئ حتى حضانه طفلهم وملابسه.

مرت دقيقه او اثنين لا اكثر لتشعر باهتزاز الهاتف ووصول رساله اخرى من حسابها في ى البنك... فتحتها وكانت الصدمه... فقد أكد حازم كل شكوكها وحول فى الحال المبلغ المطلوب على رقم الحساب الذى ارسلته لهما فى رسالتها.

تهاوى جسدها على الاريكه خلفها... تدرك انها كانت تعاشر حقير حقير حقير... استنفذها نفسيا وجسديا بل تدنى وتمادى وهو يستحل تعبها واموالها.

بكت.. بل دخلت فى نوبة بكاء هستيرى وهى تتذكر ايام وليالى كانت تتوسله بأن تترك العمل فقد زادت الاعباء عليها ولم يوافق.

الاكثر حقاره هو انه يرى يعلم علم اليقين ان طفليهم ايهم معذب... يبكى كثيرا فى الحضانه.. فهو مازال طفل ويريد امه.. وقد اصيب كثيرا بسوء تغذيه وضعف مناعه وكل هذا بسبب عدم توفر اى وقت لدى والدته كى تعتنى به.

استنزفها... استنزف طفلها ولم يراعى احد.. ضحكت بسخريه.. فما الذى تنتظره من رجل لم يرفق حتى بطفله وكان كل همه نفسه فقط.

شردت تسب حالها.. هو به كلل هذا وهى التى ترددت مئة الف مره وهى تنوى فعل ما فعلت.

وهى التى كانت ستعفو وتصفح وتطلب الطلاق بسلام.

اى سلام هذا؟ !! لا سلام عليهم ولا سامحهم الله.

وقفت عن مقعدها وهى تقرر تغيير كل شئ.. القادم لها... لها هى وطفلها ومن بعدهم الطوفان... من بعدهم الطوفان حقا.

فبعدما كانت تستعد للخروج بطفلها كى تتركه بالروضه وتذهب سريعا للعمل... لااا.

غيرت كل شئ.. ذهبت وارتدت ملابس مريحه على خلاف ملابس العمل الرسميه التى كانت تقيد روحها.

اتجهت لطفلها تحمله وذهبت للمرحاض تعطيه دش منعش ولطيف ومن بعدها عطرته برائحة جميله وتجهزت هى وهو للخروج فى نزهه رائعه.

حملته وهى تتقدم للخارج تنوى تمضية يوم... لا بل أيام رائعه.

ولما لا وهى اليوم تمتلك مئة الف جنيه دون اى عناء او تعب... مئه الف جنيه فى حسابها وتحتاج فقط لمن ينفقهم.

فتحت الباب تهم بالخروج ولكن تصنمت فى موضعها وهى تتفاجئ بأخر شخص توقعت رؤيته الآن... او حتى رؤيته مره ثانيه ولو صدفه.

فالماثل امامها لم يكن سوى ماهر.. ماهر درويش زوج سهر.

اتسعت عينيها وفمها.. تنظر له بزهول تسأل لما جاء الآن.

اول شئ خطر ببالها انه جاء لحازم يريده فى امر ما.

وهو ينظر لها يدرك انه وللأسف كان يود رؤيتها.. كذب حاله كثيرا ولكنه الآن تأكد.

تأكد من عينه التى تنظر لها بانبهار... وانفاسه السريعه... وروحه التى وأخيراً هدأت لرؤيتها يتنهد براحه كونها امامه ويقول مبتسما:صباح الخير.

رمشت بعينها حرجا وخجلا ترد تحيته:صباح النور.

صمتت متلعثمه ثم أضافت بارتباك:ااا.. أححازم لسه نازل من شويه.

اخفض رأسه يبتسم بحرج ثم قال :متأسف.. كنت فاكره هنا.

ليكمل بعدها وهو يرفع شئ ما بيده :بس حبيت اجيبلك ده بنفسى.. اتفضلى.

نظرت لما بيده تسأل بجهل واشتغراب:ايه ده حضرتك؟!

ابتسم لها باعجاب واضح لا يخفى على أنثى وقال:ده سيرم بدل الى اتكسر منى وانا معزوم عندكوا.

اتسعت عينها بتفاجئ مردده:ياخبر... تعبت نفسك يا فندم.. الحكايه مش مستاهله خالص.

ماهر:لا طبعاً ازاى يعنى.. ده'' من اتلف شئ عليه اصلاحه'' وانا الى كسرته يبقى واجب عليا اجيب غيرو.. وياستى اعتبريه هديه منى ولااا.. مش عايزه تقبلى منى حاجه.

ابتسمت لزوقه العالى تنفى بشده :ابدا والله ده كفايه تعبك وانك فكرت فيا وجيت بنفسك كمان.

ابتسم وانفاسه عاليا.... ماذا لو علمت انها لم تغادر تفكيره من ليلتها... وانه بات يجاهد على إلا يفكر بها ورغما عنه يجدها تقفز لتفكيره صباحاً ومساءا حتى العمل لم يستطع اصرافه عنها.

مد يده يقول :طب إيه... مش هتاخديه منى؟

انتبهت لأنه مازال واقف يحمله فحملت أيهم بيد ومدت يدها تحاول حمله منه بيد واحده.

ليساعدها وهو يضعه بيديه الاثنين نظرا لثقله ويضعه على راحة يدها.

لتتلامس ايديهم فيشعر بتراوى ولذاذه جميله اسرت القشعريرة فجسده ليغمض عينه ثواني يستمتع.

اتجهت تضعه على الطاوله وعادت له سريعاً تقول بحرج :اسفه مش هقدر اقولك اتفضل.. بس للأسف حازم مش هنا.

ابتسم اكثر.. يوم بعد يوم تكبر بعينه اكثر.. نظر لها نظره شموليه وقال:شكلك كنتى خارجه.

هاله :اها.. قولت اخرج انا وايهم شويه.

اغتنم الفرصه سريعاً يسأل بأدب :تسمحيلى اوصلك؟

ترددت قليلاً قبلما تجيب بحرج تحت ضغط من نظراته الملحه:اوكى.

سعد كثيراً ليفسح لها الطريق وهى تغلق الباب وتقدمت امامه وهى تحمل أيهم.

ليوقفها وهو يستأذن كى يحمل صغيرها عنها :تسمحيلى... مش من الذوق ابدا انك تشيلى وانا جنبك.

حركه.. بسيطه... عفويه جدا منه بحكم انه رجل بحق ولم يخطط بالفعل

ولكن اسرتها... اسرها ذلك الشعور انها ملكه هناك من يحمل عنها.

تذكرت بحسره حازم حينما كانا يخرجان سوياً فيتركها هى تحمل طفلهم ولا يبالى بل ويسير سريعاً كأنه يسير بمفرده.. هذا ان خرج معهم من الأساس فهى دائما وحيده مع طفلها وهو منغمس مع النساء.

اقترب ماهر بحذر يحمل عنها أيهم الذى وللعجب لم يصرخ او يكبى كما اعتادت منه إن حمله شخص آخر غريب.

تقدم يقف أمام المصعد يتنظرها وهى تنظر عليه تسأل بحيره.

كيف تقوم اى امرأه تمتلك رجل طيب وحليم كماهر بخيانته.

متأكده انه لا يبدو كذلك كونها امرأه غريبه وانه كأى رجل يعامل الغرباء بلطف زائد كزوجها ولكن.... هى بالفعل رأت كيف يعامل تلك السهر على أنها ملكه متوجه.

وترى الطرف ورغد العيش واضح بشده عليها.

كيف طاوعها قلبها وروحها على خيانته وهو يقدم لها كل هذا.

خرجوا من البنايه ليخطفها بلفته آثره منه وهو يتقدم قبلها بأيهم يفتح لها باب السيارة كى تجلس ويعطيها الصغير.. يطمئن لجلوسها بارتياح ثم يستدير كى يجلس خلف عجلة القيادة ويتحرك بالسيارة.

تحدثت بارتباك :شكرا جدا هتعبك معايا.
نظر لها يبتسم بحب وكلمتها التى ادفئت روحه تتردد بمخيلته(فداك) ليجيب عليها :تعبك راحه.

هاله :هروح المول الى فى الشارع الجاى مش هتعبك.

ابتسم يتحجج بأيهم وهو يقول :تسمحيلى اشترى هديه متواضعه لايهم ولا مش هتبقى مقبوله؟

نطرت له بعمق.. ليست ساذجه او بلهاء... هذا الرجل معجب بها... الإعجاب يقفز من عينه رغم محاولة تحجيمه.

ضحكت داخلياً بسخريه... سهر تنظر وتخطف زوجها ليأتى الرد من عند الله يعجب زوج سهر الثرى ورب عمل حازم الخائن بها.

ومن عرفهم ببعض هو جبروت ونية حازم السيئه حينما بادر بعزيمة عشيقته يغفل زوجها.

ليكن الرد من الله الصاع صاعين... جعله يعجب بمن هى ضحيه مثله.

نطرت له يامعان تجزم ان تستغله كى تنتقم... متأكده بأن القادم خرااااب...خراااااب لحازم وسهر.

لتبتسم بترحاب شديد مردده:لأ إزاى... مقبوله طبعا.

جلست وهى تشعر بالضياع... صفعه خلف صفعه تلقتها على التوالي دفعه واحده دون رحمه.

اليوم.. هو اليوم العالمى للمفاجأت...لكشف الستار عن وجه عمر الحقيقى.

لتعرف كم هو شخص نذل وحقير.. يتخلى عنها... يتخلى عنها بعدما فعلت من أجله اشياء لم تتوقع ان تفعلها يوما ولكن...
صحيح انه خدعها واوهمها بحبه وتزوجها فقط ليتمتع بجسدها الذى يعجبه كما صرح هو.. لم يشترى حتى تلك الشقه كما قال هو فقط استأجرها... اخذ المال كله وجعل ظهرها للحائط وهو يخبرها انها من تتحمل المسؤولية كاملة بل والأكثر انه طلقها كى يبعد اى شبهه عنه ويخلى مسؤليته عنما فعلت كنوع من أنواع زيادة التأكيد.

ولكن من قبل ومن بعد... من المذنب الأول والاساسى؟ .. هى.

اغمضت عينها تقر وتعترف انها وحدها اكبر مخطئه.. بل آثمه... هى تستحق كل ما يحدث معها الان.. لا بل اكثر.

هى من فتحت الباب للشيطان كى يدخل حياتها.. هى من وافقت منذ البدايه على كل ذلك... لا يوجد اى شئ يشفع او يغفر لها فعلتها.

ذهبت وسرقت حتى ولو لم يكن من اجلها.. الاسوء والأكثر سخافه انها فعلته من اجل آخر... من أجل شخص من المفترض ان اسمه فى البطاقه الشخصيه مقترن بنوع ذكر.

جلس يبكى لها قلة حيلته وهى ماشاءالله عليها.. حن قلبها كعصفور اصفر واخذت تزقزق لجواره.

كان من المفترض عليها ان تعنفه وتجعله يصرف النظر عن كل هذا.. تذكره انه رجل ولا يعيبه العمل ابدا.. ان يذهب وينحط صخر الجبال ويجلب لها نفقات الزواج بالحلال كأى رجل يستحق تلك الكلمه.

هزت راسها تسأل أين كان عقلها... وهل كانت مغيبه؟!.. هل حقا مرأه الحب عمياء لتلك الدرجه؟!

كيف من الأساس لم تقطع علاقتها معه فور معرفتها بتفكيره هذا وانه يرضى ببناء مستقبله على الحرام لااا ولم يفعل ذلك وحده بل من كثره دنائته وبجاحته طلب منها ذلك بنفسه... كيف جرأ على قولها.. كيف جرأ من الأساس على التفكير بها.

لتخفض رأسها بخزى وهى تسأل وتجيب على نفسها... فقد جرأ على كل ذلك لأنها يعملها.... يعلمها جيدا.. فتاه هشه ضعيفه وانطوائيه أيضا.. من المفترض انه فتاه وبعمرها تعمل منذ سنوات تكن على قدر عالى من الخبره والذكاء... وأنها اصبحت خبره فى انواع البشر من نظره واحده ولكنها تتذكر انها دوما تسير داخل الحائط... فى اى مكان عملت به لم تصنع اى صداقات... كانت تعمل وفقط.. عمل عمل عمل وعلى اكمل وجه.. كانت تعلم ان زملائها يلقبوها بذلك المثل الدارج (حمارة شغل).
وهى كذلك حقا ولولا انها أعجبت ذلك العمر وهو من كان يتقرب منها ويختلق الف سبب كى يفتح معها مجال للحديث لما كانت توطدت علاقتها به.

الى هنا ووصلت الى سبب كل هذا.. ولما انصاعت خلفه هكذا.. الاجابه هى حديثه المعسول.. كان ليل نهار يغازلها وهى فتاه كانت بعيده كل البعد عن هذا.. لذلك ومع اول شخص فعل ذلك تعلقت به تعلق شديد خصوصا مع حياتها اليابسه بعض الشئ كونها نشأت فى اسره كلها ذكور وكل شخص فيهم بعيد عن الاخر حتى الأب كان قاسى ولم يدللها يوما رغم كونها الابنه الوحيده له.

كل هذا جعلها تهرب من نارهم لجحيم عمر.. فلم تسلم منه.

وضعت يديها تغطى به جسدها الظاهر من أسفل غلالة نومها.

الحقير عديم الشرف والرجولة القاها خارج البيت بمنتصف الليل شبه عاريه.

عاجزه عن فعل اى شئ.. هى حتى عاحزه عن طلب المساعده من احد فكيف ستفعل وتخرج للناس حتى وهى هكذا.

من رحمة ربها عليها انها تذكرت جارتها التى تحيا بمفردها مع طفليها بعدما خلعت زوجها..

لا يوجد بينهم ود متواصل ولكنها كانت تتصادف معها فى الذهاب او فى العوده... عدم وجود اى علاقه بينهم جعلها منحرجه فى طلب اى مساعده ولكنها مرغمه لا حيله لديها.

وقفت بصعوبه بعدما نخرت رطوبة الجدران عظمها نخرا. وتقدمت بضع خطوات على استحياء لا تعلم كيف ستفعل ذلك ولا كيف توقظ الناس من نومهم فى ساعه متأخره هكذا.

تمنت لو تنتشق الارض وتبتلعها وهى تدق حرس الباب تنتظر من الاخرى ان تفتح.

فركت اصابعها معا بتوتر وهو تستمع للاخرى تسأل من خلف الباب بخوف وتردد:ميين؟!

لتجيب بصوت مهتز حرجا:انا انجى يا مدام جيهان... جارتك.

لم تعطى جيهان الأمان بعد موقنه ان فى الدنيا بلاوى كثيره وسألت مجدداً وهى مازالت لم تفتح الباب :انجى؟! اسفه يعنى بس... ااا انتى عايزه ايه فى الوقت المتأخر ده؟ انتى عارفه الساعه كام؟!

تحدثت انجى بصوت مخنوق وصل بوضوح لمسامع الأخرى :انا اسفه بس..

بكت وهى تكمل :اتخانقت مع جوزى وطردنى بقميص النوم ومش قاد..... لم تكمل حديثها فقد فتحت جيهان الباب بسرعه وقلق تسالها بتعاطف كبير :إيه؟! إزاى يعمل كده وايه اللي حصل.

افسحت لها الطريق تكمل:تعالى تعالى اتفضلى... ماعلش اعذرينى انى مافتحتش على طول بس انا عايشه مع ولادى لوحدى والدنيا مابقاش فيها امان... ممكن تفتحى الباب بنية مساعدة واحدة تقوم ملبساكى قضيه عادى من غير ما يرفلها جفن.

انجى :عارفه طبعا حقك.

أشارت لها جيهان بترحاب:اتفضلى اتفضلى اقعدى.. ارتاحي.. هدخل اجيبلك حاجه تدفيكى.

جلست انجى تضع صدغها على كفها تفكر بمصيبتها ودلفن جيهان تجلب لها شئ ترتديه.

دقائق وعادت وهى معها منامه ذات أكمام مناسبه وبيدها شطائر من الجبن واللانشون.

وضعتهم امامها وهى تقول :البسى الأول وبعدين كلى على ما اعملك حاجه سخنه واجى.

انجى بصوت مبحوح محرج :شكرا.

جيهان :لا ماعندناش احنا شكراً والكلام ده... خلصى الاكل على ما اعملك شاى بلبن يدفيكى... ثوانى وجايه.

بالفعل ارتدت انجى تلك المنامه التى ناسبة قياسها وجلست تاكل فهى منذ الصباح لم تضع شئ بمعدتها.

ههههمم.. ابتسمت بتهكم فقد ظلت طوال اليوم ومنك عودتها تصنع له اشهى الطعام.. كم كانت بلهاء وربما تستحق كل ما هى به.

خرجت من شرودها على صوت جيهان التى ترحب بها مجددا بحفاوه:يا اهلا يا اهلا والله نورتينى.

وضعت انجى رأسها ارضا تقول بحرج :انا اسفه على الإزعاج والتعب بس... قاطعتها جيهان :عيب عليكى الناس لبعضيها احنا ولايا زى بعض... وانا والله زعلانه عليكى ايه الى حصل وعمل فيكى كده.

على ذكر السيره بكت مجددا لتحاول جيهان تهدئتها قائله :بس بس. اهدى ايه اللي حصل... وازاى الواطى ده يرميكى برا البيت بقميص النوم.. ده راجل ده؟!

بكت انجى اكتر لتقول جيهان :انتى زعلانه عشان بقول عليه واطى بس الى يعمل كده فى مراته بصراحة يبقى واطى وندل ومش راجل.

قالت انجى بسخريه وهى تبكى :ياااه.. امال لو غرفتى انه طلقتنى ولا لو عرفتى الى قبله والى بعده هتعملى إيه؟!

اتسعت أعين جيهان بصدمه وزهول قائله :هو لسه فى قبل و بعد... لا ده انتى تحكيلى بقا.

مسحت انجى دموعها وبدأت تقص عليها كل شئ حدث وجيهان تستمع لها باعين مصدومه بل مصعوقه.

_________________________________

توقفت هاله أمام إحدى المحال التجاريه بعدما سبق و وافقت بمحض ارادتها على طلب ماهر درويش بالذهاب معهم وجلب هديه لطفلها أيهم .

ولكن المعدن الاصيل غالب... ترى انها مخطئه وما تفعله خاطئ جدا.. حتى لو خانها حازم لا يصح لها ان تفعل مثله.. الخطأ لا يصلح بخطأ.

وكان ماهر كالمجذوب... ينظر لها وكأنه لأول مرة يرى امرأه.. لايعرف ما سرها ولا ماهو الشئ المميز بها يجعله هكذا امامها هو حتى لا يعرف تفسير لما يشعر به فى حضرتها.

ولكنها مبهره...تستطيع بمهاره إيقاف أنفاسه وزياده نبضات قلبه.

يفتتن بشعرها البنى.. وتنتقل عيناه الى عيونها الواسعه بلون القهوه .

اكثر ما جذب عينه هما وجنتيها الممتلئه ووجهها الصافى بلمعة ورونق الشباب.

اخذ نفس عمييق يحاول إخراج نفسه من تلك الدائره يشعر بالاحراج وهو يرى ارتباكها ورغبتها فى عدم إكمال سيرهم معا.

ليسأل بحرج شديد :وقفتى ليه؟!

نظرت اراضا بتوتر تفرك يديها معا تجيب :بصراحة محرجه وحاسه انى بعمل حاجه غلط ماكنش يصح ابدا اوافق. انا اسفه.

ابتسم اكثر يغمض عينيه... لو تعلم كم زادت فى نظره اكثر واكثر بعد ما فعلت... الايكفى سحره بجمالها الهادئ والمريح للعين كى تجعله يعجب بشخصيتها المحترمه وتربيتها الكريمه.

ابتسم لها باجلال قائلاً بنبره دافئه تهدئ اى ثأئر:ده انا اللى اسف... وعلى فكرة انا كمان اتصرفت غلط وانا الى احرجتك فضغطت عليكى عشان توافقى لانى عارف اد ايه انتى ذوق يعنى ماتحمليش نفسك الغلط.

ابتسمت باستغراب... هل مازال يوجد على الارض رجال بهذه النوعيه من الأخلاق.. قد طنتهم انقرضوا.

ابتسم لابتسامتها قائلاً :بس ده مايمنعش انى لسه مصر اجيب هديه لايهم والمحل هناك خلاص قرب... ممكن؟!

تنفست براحه ورضا تجيبه:ممكن.

تقدم وهى معه يحمل طفلها... من يراهم عن بعد يقسم انهم اسره صغيره سعيده

صاحب نفس عميق يغمض عينيها يتمنى ان لا يقتل اعصابه ونظر لها نظرات طلعت مخزن ثم قال لها كنت فين يا فوقيه هو انا كل يوم كده ارجع من الشغل مش هلاقيك ولا ايه انت حليت الموضوع الدنيا ليل تقول لها نبقى اصدقاء وانت كنت لسه بره ما لكيش راجل بره وهاتيها مفروض يرجع عيل امراته في البيت مستنياه نظره يطلعوا بجانب عيناها كانها لا تبالي كثيرا ما له تراه حديث مرفوع من باب الدلع لا اكثر ثم قالت له من بره تحمل لف المخزن ايه يعني يا زهر مش جئت لقيت اكلك محطوط على السفره والبيت متوضب وكل حاجه تمام هتحتاج ايه ثاني يعني اكثر من كده.
عندك جاسر زاهر على شفتيه من الغيظ يحاول كب كيك كثير او اكثر غضبه وغيظه مع لكنه لم يستطع وتحدث من بين اسناني بصوت يملاه الغلو نفاذ الصبر المفروض لما راجل شقيان بره طول اليوم ارجع الابن والام بعد مستنياني وجع في حاجه كويسه و ابتسم في وجه تقول لي اهلا وسهلا نورت حمد لله على السلامه و تقعد معي تحط الاكل يكون صوتك ترجعلي ام بارد ومتغطي وما تقلد واحنا في عز الشتاء دوت وكمان اقعد يا كل واحده زي الحزينه امراتي بقى كانت فين على كل الدواء تنزيل طنط كنت فين انا عايزه افهم

نظره لفوق يابعدهم ده شوفتيها بامتعاض وقالت له بعدم رضا يعني ايه يعني يا زهر عيل صغير انت محتاج اللي الثلاثه فيها ايه لما تكشف الاكل و تاكل و خلصنا الموضوع مش محتاج لك في عيد دي كلها قاعده في البيت زهقانه لوحدي هقعد كده زي الخزنه مستنياك لحد ما ترجع من شغلك وانتا قوم اتحرك هاروح اشوف الناس والناس تشوفه اخره باسم نفسو اشم هواء ما كفايه بقى يا زاهر 40 سنه جواز هوت مش عاجبك خلاص كبرنا بقى اقعد لسه معك على السفره اكلت بتاكلني.

اول استمع الى هذا الحديث الذي قتل والدته على الاذنين و قد فاض به الكيل انفجر فيها بغضب بيسرق وهو يشيح بيديه بعصبيه جديدا قران في ايه هو انت كل ما تشوف وش تقول لي 40 سنه متجوزين بان 40 سنه متجوزين اربعين ازاي انت اصلا عندك كم سنه ولا انا عندي كم سنه هو فيها فوقي انت ايه حكايتك بالضبط انا ساكت بقى لي كثير وعماله استحمل كل مكان زي السم وعدت واقول يا ولد ما تقعدش يا ولد مش مش واخذه بالها ممكن انت زودتها قوي ايه العب بقى لنا 40 سنه متجوزين و اخذنا سنين او هنعيش زمان لوز من غير ما هو الكلام اللي انت عمال هتلاقيه على ده قصدك به ايه قصدك اني عجزت خلاص هي فين يا عبيطه ما بقتش معي عينيك يا فوقيه .

مده شفتيها بنزعاج لم يكن حديثه بيعجبها حتى غضب والفراخ غير مبرر ونظرت له بنظرات بارده ثم قالت انا ما اقصدش كده انا اخويا قصدي ان احنا خلاص بقى كلنا بنحب زمان مابقيناش نحب دلوقت والتفاحه غيري تجرحه كلما كبر في السن كلمات بها تغيرت والحاجات اللي كان بيعملها زي ما انت بقى ستات اللي يعملها دلوقتي المفروض يعني هي بتكون اقل من كده وراس عن كده و تبقى فاهم خلاص بقى انت يا ما رجعت لقيتني قاعده ومستنياك ملابسه و متزوقه و متشيكه بس احنا كبرنا وانا الصراحه الحاجات دي ما بقتش ترد علي خلاص بقى افهم اقول لك ايه ثاني يا راجل اكثر من كده

قاعده زاهر ما بين محجبات ينزل لها باستغراب كانه يراها تريد ايصال معنا واضح ومحدد الى نظر لها باستغراب ثم قال تقصد هي فوائد قصدك ايه بالكلام ده ويعني ايه الحاجات اللي كنت بتعمليها دي ما بقتش لقد عليك اعمل لها ايه يعني مثلا دلوقتي انا راجل قربت على الستين واقرب تطلعينها المعادي بس انا حاسس نفسي عندي 40 45 سنه بك كثير وفي عز شبابي وفي عز بتاع حتى الواحد شحن يعني عشان استنى في البطاقه بقى 60 سنه وانت الحاجات اللي كنت بتعمليها زمان ما بقتش لا ده عليك ما بقتيش عايزاها..... وايه قصدك بيفهم ما بتفهمش يا زاهر وقصدك عايزه تقولي ايه يعني انا مش فاهم كلامك ما توضحي كده وتعالى على الدوغري عشان انا الصراحه مش فاهمه انت تقصدي ايه بالضبط يا فوقيه ستك وطريق كده .

اللبط فوقيه عينيها المنام ثم قالت له اقصد اللي انت فهمت يا زهر افهم بقى كده واكبر احنا بلاش صغيرين وعيالنا بقمته لنا واللي انت بتدور عليه ده خلاص كبرنا عليه مش كل يوم هترجع تلاقيني قاعده لك لا بسالك الحته اللي على الحمل وحط لك الشيبسي في وشي و متزوقه ومتزينه الغداره انا بنتي وعدته لي هو طول ما انا باقولها دلوقتي وخلاص الحاجات اللي كنت بعملها دي عملتها وانا زهقت منها بقى دلوقتي عايزه اقعد مع اصحابي اتكلم ويكلموني ويضحكوا لي واحكي لهم دي الحاجات اللي انا بقيت احبها دلوقت انا مش عارفه انت ليه مش قادر تفهم الموضوع ولا اقدر تستوعبه زي ما انت جئت متطلبات انا كمان هي متطلبات وانت المفروض تحترمها .

تخسرها ظاهر في وقفه يضع يديه في وسط ثم انظر لها قائلا يعني اصدقاء ايه الكلام ده يعجبك يعني لما اروح اتجوز انا راجل لسه وفائدته صحتي وليه متطلبات انا كمان زي ما انت لك متطلبات منفض تحترميها فاضي متطلباتك واديني متطلبات واعمل لي الحاجه اللي باقول لك عليها لا كده انت عايزه تضيعي يوم الكله فانه تقعدي مع علينا وتسمعي اخبار عن لانه وتجيب اشتري دي وتجيبي في سيره دي ما ينفعش انت ما انتاش صغيره على كده وابنتك وجوزك اولى بيك واللي انا باقول لها عيب والله حرام عشان تقعدي كل شويه فوقيه تسمعيني الكلمتين دول ده شرع ربنا في خلقه اللي محل ناس ومحلوله بين زوج وزوجته لو كنت بترني على كده ولو كنت اصلا تقصد ايه وعايزه الطحيني عليه لكن الحاجه اللي انت تقصد فيها دي انا عايزها وطالبها يبقى تقدري تعمليها ولا مش هتقدري .

تمت تنظر له بقوه فانها كلمه تريد الحديث في هذا الموضوع بالذات ومنذ زمن كانت تمرش فيه من بعيد لبعيد لا تريد فتحي مباشره تعلم الرجال وهم يفعلون به هذا الموضوع التحديد فكانت تتحدث من بعيد لبعيد ولكن الان حاله المواجهه وافتتح زاهر الحديث بنفسه ولا ولد من قول كل شيء في حتى يغلقون تماما و الى الابد اذا نظرت في ام عينيك وقالت له باسرار جديد وتحدي كانها مقر ذلك و تريده بشده اه يا زهر اللي انت فهمته ولا انا اللي انا اقصده انا خلاص كبرت هو ده دي ولا بقيت عايزاها ولا بقيت احسها خلاص ومش عايزه اعمل كده ثاني انت كمان كبرت يا زاهر و لازم تفهم كده احنا خلاص انا عديت ال 55 وانت قربت على الستين.

نصر الاهلي زاهر زاهر بذهول وهو يلاحظ ثقتها وثبتها واسرارها في توصيل الهدف والمعلومه كانها تخبره شيء لا تريده بشده كانها نافره من وقناه تخبره انه بالفعل قد شاخ تتقدم به السن في نظر لها مرددا افتعال يعني ايه انت شايفاني عزت يا فوقيه طب ايه رايك بقى ان انا عايز كده و كل يوم اروح اتجوز عايزك مثلا نظرت له بيست هنا وهي تضحك شله كان هات وتتحداه وقالت يا اخويا روح تجوز ما فيها ايه يعني عايز تتجوز تتجوز انا افرح له تحب اخطب لك يا اخويا.

نظر لها بصدمه كانه يراها اول مره لا يعلم من هذه هل هذه الروايه التي عاشت معه طوال عمره في شبابه في الشيخ وهو في منتصف العمر و في الشيخوخه ايضا كما تكون لاول مره يراها كذا ولا اول مره اتحدث معه ايضا هكذا التقدم بالعمر هو من صنع ذلك ام الاعتياد ماذا يفعل بولايتهم حاله حاله جديده بمرض على حتى لها ناسها به وصفاتها من انه يرفض الزواج قدر التي تعطي بيته نظر لها ساخرا وغضب ثم قال هتتخطبي لي بنفسك ثمانيه ايه للدرجه دي لمياء اختي تمام ماشي يا معزه طب ما هي اغلق الباب المخرجه من البيت كله و هاخلص واغلق الباب خالته وهو لا يراك مني ام ما هي فوائد فرت من صوت مسموع كانها كانت تريد التحدث في هذا الشان واغلقي بيتا وان لا تتحدث فيه مره اخرى وهو الان قد اهداها واستبدالها معروفا بما قاله تتحل حديث بنفسه واغلقوا ايضا بنفسه منطقه للخلف تعلم انه اخذ جوله في التقاط ثم يعود من جديد كما اعتادت .

باااااااااك

الصفقه منشا دودي على صوت سياره مقابله تضرب اصوات هل عليها كانها تنظروا كانها تخبروا السابق يا مجنون فتح عينيه بها لعب تيوب سر امامه سياره نقل ثقيل محمله بأنابيب غاز طبيعي فى مواجهته بنفس الإتجاه تطلق صافرات الانذار كي تنظروا انها انه ما على وشك افتكر حديث او ان يستخدم ببعض بسرعه فائقه هذا مقود السياره يمينا فرطت احد جدران الطريق ذو الجسم الخرساني يصطدم به وتخبط سائق سيارته من الامام وهو يعود للخلف ومعه بعض الجروح والكدمات الصغيره ترجل من سيارته وتوقف بعد المره يسلمون وانت جاي ومها رولين يفتحوا بسيارتي ويتقاضون من سلامته يسالونك عن احوالك وهو يهز راسه فقط يقتلهم انه بخير مازال على قيد الحياه لديه بعض الخدوش و انها بسيطه ان شاء الله وهذا بالفعل ما كان يردده الواقفين وبعد ان ثمانه على حالي تركوه وحيدا وغدرو جميعا .

بعد ما غطاء جميع اوراق هو وحده ليرى الى اين وصل حاجه و وكيف اوصلته هي الى هنا شعران للعالمين يطوف به و انه اصبح ريشه تطير في الهواء اقل اقل بدعت حفنه من الهواء تجعله بيطير لا وزن له وقد وصلت الى هنا حتى لو بلغ الستين من عمره و حتى لو ظلمته كبير وقد تقدمت به السن وعايشه الكثير من الاوقات الحلوه والاوقات المر وانه لا ياخذ منه وهذا من غيره كما قالت لكنه ما زال حي على قيد الحياه ويريد ان يعيشوا نعمل به عيشه هنيئه يرى نفسه وما زال في كامل صحتك ماله في ريعان شبابه ايضا لديه من ايام الكثيره دي يبدان يحياها ويحياها جيدا ايضا و ليس كما تريد و كما حكمت عليه هى .

استداره يعود بسيارته الى حيث الطريق المؤدي الى البيت لن يظل هكذا يسير في الطرقات كمان لا وجهت له تشريد تماما لا بلس يعود الى بيته ليضع حد الى كل هذا

عايزه الى حيث الطريق المؤدي الى بيته هو ترجل من سيارته .

باخذها واثقه وبصدري مفتوح اقبل على الحياه دائما غير موبايل الجروح ولا الكيكه الدماء التي نزحت من وجهه صعد الى بيتها ينتوي وضع حد لكل هذا حتى لا وصل الامر للشجار لن نقف مكتوفي الايدي الى متى صناعه فوقيه وتدعوا من شروط على حياتها وحياته ايضا خطا بقدميه للداخل اقترب من ان يصل الى شقتي لكنه اصطدم به فتح الباب من قبل الشقه المجاوره له خرجت شقيقه جارت تنظر له باستغراب ثم تحدثت بهلع شديد ماء اكثر الطرق الجرح على وجه يا نهار ابيض في حاجه يا استاذ زاهر اللي حصل ده ما له الشبكه مين اللي عمل فيك كده انت كويس

نظر لها زاهر وظل صامت في دقيقه كامله ينظر لها بصمت تام و كانه طفل تائه وجاد اخيرا من يسال عنه فقالت له استاذ زاهر انت سمعني انت كويس فيك حاجه طيب محتاج حاجه واخيرا عاده الى ثوابي واتفق على نفسك ليرد عليها قائلا بخصوص لا ما فيش حاجه ده حادثه بسيطه بس انت هتديها لها لا ما قال كلمه حادثه الامر ليس من نصيبكم ويقولوا هكذا ينطقها كلمه عاديه خرجت من فم فقالت له حتى نهار ابيض ايه اللي حصل العربيه كويسه وانت كويس طب محتاج تنصيب اعملها لك انت العربي وهو بيصنع وبه وكان الاهتمام جاء من الشخص الخطا يجب ان يجد ذلك الاهتمام من زوجته وليس من امراه غريبه عنه و بها من المشاكل ما يكفيها أصلاً .

كان يقف مقابلها وهو بطوله الفارع وصدرها العريض غير عاقل وغير مكتمل اي الم في جسدي كانه لديه هدف تخطيط وتنفيذ وهي تنظر له باستغراب تراه قد حققت مع او حدثت معه حادثه منذ قليل والدم ينزف من وجهه لكنه غير مبالي يفرض ظهري وصدري يشد جسدي بطريقه رهيبه كم عدد هتستغرب كثيرا .

يشرف عليها بقامته العاليه ويتحدث بصوت رخيم بعثت فيها الهيبه والاجلال تسمعه انخفاض شديد وهو يردد لا لا انا كنت سجاد بسيطه الحمد لله انت رايحه فين دلوقت نظرت له بي نظرات منبهره ثم قالت وهي مش دوهه ما اخذت ماما بي هيبته للطاقيه كنت نازله اجيب حاجات من تحت عشان ولاد اختي سايباهم معي النهارده دلوقتي وبيعيطوا لحد ما هي تيجي بس قلت انزل اجيب لهم شويه حاجات .

يهز راسه بقياسه ثم تحدث بهدوء مريب طيب لو اتاخر خليك انت وانا هانزل اجيب لك الحاجات اللي هم محتاجنها .

لكنها على الفور هزت راسها بسرعه انا فيه تقول به ترفض شديد لا لا يا استاذ وائل انا هانزل اجيب لهم كل الحاجات اللي هم عايزينها وبعدين انت ما تعرفش هم عايزين ايه ولا بيحبوا ايه ده غير اللي حضرتك جاي من بره تعبانه و لسه زي ما بتقول عامل حادثه يعني مش ناقص انا هاجيب لهم وانا الحاجه واطلع على طولي

ابتسم لها بهدوء ثم كولا بي تاكيد تام ما تقلقيش انا كويس هانزل اجيب الحاجات اللي انتم عايزينها واطلع على طول انا عارف الولاد الصغيرين بيحبوا عزه اللي انت لسه زيهم واكثر اجيب لها كل يوم الحاجات اللي هي بتحبها وانا راكب خليك انت هنا وانا هاروح اجيب الحاجه خبط عليك واخذ لها

لكنها ما زالت ترفض نسيه تقول لا لا مش عايزه اسيبك معي مش هينفع والله انا هانزل على طول وهاجي نظر لها نظره قويه وقال لها بصوت لا يطول حسن خلاص ما كنتش تنزلي في الوقت المتاخر ده انا هانزل واجيب الحاجه واطلع على طول كلامي يتسمع .

كان يقولها بهيبه شديده واجلال كي لا ترفض كلامه من جديد و يرغمها على القبول لكن حديثه اثار فيها رجفه لذيذه تراه رجل استثنائي غير عادي مبهر كليا كما تشرف امامها الان في ثيابه هذه وباجلا له هذا انها عوده القول تردد : طيب خذ فلوس حتى .

وانظر عليها نظري وخاطبه قويه فاعدت ادراجها للوراء خطوه للخلف ولم ترد ان ما فتحت الباب وتلفت للضيف الطلقه خلفها وهو متضايق هبوط الدرج من جديد وذهبا حيثوا محل البقاله المفتوح تحت اسفل العماره منطقه لها الكثير من الاشياء التي يحبها الاطفال و تحبها الفتيات واشتري لها ايضا اللوح كبير من الشوكولاته ثم صعد من جديد وقف امام الباب يدق الجرس وفتحت له ابتسم لها ابتسامه هادئه ثم قال لها اتفضلي حديث الولاده هي اعطي لها كيس بلاستيك كبير في انواع مختلفه من ما لذ و طاب ... كادت أن تشكره

لكن ما هو عدد ليش حرام اما هذه لك اللوح الكبير الذي اشتراه لها من الشوكولاته واعطاها لها بابتسامه هيئه يقول وابتدا علشانك اتفضلي نظرت له بانبهار عينها خالد انتم فريحه جدا لميس كان عملها اخدهم هكذا واهدها احدهم شيكولاته او ورد او اي شيء كان زوجها السابق يعاملها بطريقه فجاه تسمت لفرحه شديده لاتساعها الكلمات والنظرات ل500 شديد كادت ان تقتل اذا رجل هو ايضا ابتسم فانه يراها تقفل هي تريد ان تفعل ذلك حتى حرقه يديها وقدميها توشيبا ذلك فان شرح صدري من مظهرها هذا وبعدها الى روحي حياه حلوه بتلك النظره فقط جعلته ينسى أحزانه حتى الحدث الذي حدث معه منذ قليل وحتى الشجار مع زوجته قد تنساه بمجرد فرحتها لضحكتها الجميله التي تهاوت على شفتيها ابتسم ابتسامه وفرحه شديده ثم قال لها تصبحي على خير

متحركه يغادر اللياقه امام باب شقتي يفتح الباب وما كان يفعل الا ان ده من جديد تقول له استاذ زاهر .

التفه وكان بحاجه الى ذلك ينظر لها من جديد لتهدئه تلك المناظر الجميله التي ان عاشت روحي فما كان منها منها الا ان وجدتها على شفتيها تبتسم له فرحه جدا وقالت لهم ان تنال شكرا جدا انا بجد مبسوطه قوي ما فيش احد يجيب شيكولاته شكرا

تتسم بنت ساعه مقالب صدري من شرح فرح جدا انها تثني على فعلته وان هناك من يفرح به ويشعره بانه شخص حي بالرجل كمل الرجوله وقال لها خلاص لو بتفرح لو كده هاجيب لك كل يوم انت والاولاد ان شاء الله .

و من جديد بعد كلماتي هذه اهدته ضحكه جديده ان عشره تروحي اكثر واكثر ثم استاذن منه قلته لك الباب وهو كذلك فقد سته المفتاح في القفل وفتح الباب بيلف للداخل ليجب البيت معتم تقريبا والكل نيابه وكما تخيله بالضبط وتوقع دخل زوجته الماسور للنوم ولم تنتظر او حتى تبالي يكون قد خرج غضبا ولم تكتمل مصالحتي اقرا ان الوقت كفيل بان يداوي كل شيء لم تعد تهتم هذا هو نمط حياته معها منذ اكثر من عشر سنوات للان فقط انتبه انه كان يتحملوقفت بتوتر امام باب شقته تعلم انه عاد لتوه من الخارج.

دقت جرس الباب ومرت ثوانى حتى فتح يقف أمامها يطالعا بتأفف وهو يكتف ذراعيه حول صدره قائلاً :افندم... انتى إيه اللى جابك هنا تانى.. انتى مابتفهميش.

خفضت رأسها أرضا تتحدث بتوسل وندم كبير تبتلع اهاناته الجارحه وهى تقترب منه وعينها لم تفارق ارضيه المكان:انا جيتلك عشان مش لاقيه مكان اروح فيه... رجعنى وانا هشتغل خدامه تحت رجليك.. انا اسفه وحقك عليا بس انا بجد مش لاقيه حد اروحلوا واهلى انت عارف مش برتاح عندهم وصعب ارجع.

لم تجد اى تغيير او تقبل فاضطرت للجوء لآخر سلاح تملكه وهى تفتح ازرار بلوزتها تظهر جسدها الرائع بسخاء جعلته يبتلع رمقه بتوتر وقد اثرت فيه فهى بالفعل جميله للغايه.

اقتربت اكثر تقول :ردنى بقا وانا والله هعيش خدامه تحت رجلك.

صمت وعينه تغزو جسدها بجوع لتكمل عليه بهمس مهلك :هو انا ما وحشتكش ولا ايه... طب انت وحشتنى.

ولأنه جشع وأهم شئ لديه المال قالت:ماتقلقش انا هجمع الفلوس الى طلبها سامح.

ليسأل بلهفه:إزاى؟
نطقت بدلال:مش وقته خالص على فكره.

حب المال جعله يحسبها سريعا يدرك انه سينتفع من خلفها بميلون اخر... وحبه للنساء ولكونها امرأه جميله رضخ وسلم حصونه.

ليرجعها على الفور الى عصمته يتلذذ بها.

وفى الصباح

استيقظت مبكراً توقظه مبتسمه بحب ودلال :صباح الخير يا حبيبي.

اعتدل فى جلسته.. يأخذ وضعه اكثر واكثر خصوصا بعدما عادت خاضعه مذلوله يقول بصوت مستاء ومتعجرف:مصحيانى بدرى ليه كده؟!

ابتمست له تطلب بأدب :ماعلش بس كنت عايزاك تفتحلى موبيلك.
عمر :ده ليه أن شاء الله؟!

انجى بخنوع:هكلم اخويا عشان اخرج اقابله ونجمع الفلوس المطلوبه.
عمر :اه اذا كان كده ماشي خدى.

وقبلما يعطيها اياه توقف يسأل :بس امال فين موبيلك.

لتجيب سريعا بحزن:اتكسر منى وانت بتزقنى وتطردنى امبارح.

لم يبالى لحزنها انما همهم قائلاً :هممم.. تمام... خدى اهو.

أعطاها الهاتف وذهب للنوم سريعاً فبعد ساعتين سيستيقظ مجددا من أجل الدوام.

فى احد الكافيهات العامه جلست تنتظر أحدهم لتجد من خلفها شخص يقف يسأل :استاذه انجى؟

استدارت تبتسم بثقه ومكر قائله :استاذ سامح... ازيك؟

جلس امامها يسأل :استغربت لما طلبتينى.. المفروض ان التعامل كله مع عمر وقالى انه هيجيب المليون جنيه هو ليا مش انتى خالص.

اتسعت عينها وفمها تردد بصدمه :ايه مليون؟!

مصدومه ومزهوله فقد اخيرها ذلك الحقير انه طلب اثنين... شهقت بزهول فهل كان ينصب عليها هى الأخرى... حلل لنفسه اخذ مليون آخر؟! الم يسأل حاله من اين لها بكل هذه الملايين؟! الم يشفق عليها.

لم تأخذ الوقت الكافى كى تستوعب صدمتها حتى قذف سامح الصدمه الاكبر بوجهها قائلاً :ايوه مليون وعلى فكره يعنى ده حقى... مش كتير خالص... حق الله يقول اننا شركا يعنى النص بالنص وهو واخد اتنين مليون ومفهمك انهم ربع مليون بس.

انجى :إيه؟! انت بتتكلم جد؟

سامح:وجد الجد كمان.. هو كمان كان ضاحك عليا ولبسنى العمه قالى انهم ٢٠٠الف بس ابن ال****بس غبى... عارفه ليه... لأنه نسى ان كتر الجرى ورا الفلوس بيعمى ويخليه يسقط حاجات كتير مهمه وما تبانش غير لواحد فاضى ومركز فى التفاصيل زيى.. وكمان بيتعامل على اساس انه زكى وهو زكى فعلاً ماقدرش انكر لا سمح الله بس فوق كل ذى علم عليم... يعنى الذكى فى الاذكى منه.

ليكمل وهو ينظر لها باعجاب واضح:والحلو فى الاحلى منه بس احلى منك ماشفتش... عجبانى اووى يعنى.

كانت تستمع لحديثه المتواصل بزهول وكيف وبكل جرأه وبجاحه يذكر اسم الله.. يفعل كل هذا ويذكر الله... ولما تلومه وهى الأخرى مذنبه.

ابتمست مجاملة تحاول مجاراته فى الحديث قائله :شكراً من ذوقك.

ليمشط جسدها كله وهو يأكلها بعينه قائلاً :لأ انا بتكلم بجد انتى داخله دماغى اوى اوى.

فتحدثت بحزن شديد :وعشان كده طالب منى اتنين مليون... اجيبهم منين انا

سامح :نعم؟! لأ ثانيه بقا ماعلش.. هو فهمك انى طالبهم منك انتى... وكمان قالك اتنين مليون ابن النصابه... حتى وهو بيخلع روحه عايز يلهف مليون كمان ومن واحدة غلبانه زيك وكمان على ذمته... اخس على الرجاله.

نظرت له من اسفل عينها باستنكار وحاجب مرفوع ليفهم عليها يقول بحماس :انا نصاب وجاى فى اى مصلحه اه لكن فى الرجوله راجل ايوه امال ايه.

انجى بدموع وحزن تستجدى استعطاف رجل علمت انها تعجبه:مش كده وبس.. ده ضربنى ومرمطنى وعايزه اخلص منه وابقى حره.. بس مش عارفة... ماسكنى من ايدى الى بتوجعنى.

سامح :الواطى.

صمت قليلاً يفكر ثم قال بحماس شديد :طب والى يخلصك منه؟

ابتسمت داخليا بانتصار ثم قالت وهى تبتسم بفرحه تتصنع اللهفه:ده انا اعمله الى هو عايزه.

سامح :تطلقى منه ونتجوز.

لم تستطع إخفاء صدمتها عنه تسأل بلا وعى:إيه؟!!

سامح :اه نتجوز فيها إيه... حقك تعيشى مع الى يقدرك ويعرف قيمتك.

صمتت قليلاً تفكر بتردد ماذا تقول الى ان تحدثت مضطره :موافقه... بس نتفق.
     ____________        

ذهبت للعمل واجرى معها التحقيق ولم يجد أحدهم اى شئ يدينها ولكن.

لسوء الحظ انتهى التحقيق على ان مجدى هو المشؤل الاول والمذنب الوحيد فى هذه الواقعه كون الملف بعهدته ولم يقترب احد منه إذا هو من سربه للشركه المنافسه.

وعليه فصل على الفور من العمل وبفضيحه كبيره لن تجعل اى شركه توافق بأن يعمل لديها ولو حتى ساعى.

وقفت بالمرحاض تبكى فقد تسببت فى أذى شخص آخر ودمرت مستقبله وهو لم يفعل لها اى شئ... إنما راح ضحيتهم.

مسحت دموعها تهاتف سامح قائله :ايوه.. عايزه اعرف فين كل فلوس عمر النهاردة.

سامح :لأ النهاردة إيه... ادينى وقتى الاستعجال فى الحاجات اللي زى دى اخرته وحشه زى ما اتفقنا.

انجى بقوه:مافيش وقت.. لازم كل حاجه تتكشف بسرعه واستاذ مجدى يرجع شغله.

سامح :ماهو انتى الى ملطوطه وهيتعرف انه انتى الى عملتيها.

انجى :مش مهم... انا عارفه انا بعمل ايه.. يومين ونخلص كل حاجه

سامح : عنينا يا باشا.. احنا عايزين ننول الرضا.

اغلقت الهاتف بوجهه ماعادت تتحمل.. لتغمض عينها فقد وردتها مكالمه منتظره.. فلم يكن سوى عمر الذى سالها بغضب جم:انا عايز اعرف ايه اللي حصل وازاى رجعتى الشغل وخرجتى من التحقيق زى الشعره من العجين كده.

لتجيب عليه ببراءه شديدة :ابدا ياحبيبي مش انا وعدتك انى هكون تحت رجلك وهنفذ كل الى قولت عليه.

عمر :ايوه هببتى ايه مش فاهم... ماتنتطقى.
جاوبت بهدوء تتعمد اصابته بسكته دماغيه:كلمت بابا واخواتى هما كلموا صحابنا وقرايبنا ولمولى المبلغ.

عمر :والله؟!!!... لمولك اتنين مليون جنيه من الصبح للعصر؟!!

انجى :اهو... من ستر ربنا عليا سهلهالى.

لجشعه الامتناهى بالمال تجاوز التدقيق فى التفاصيل واهتم بالمبلغ الكبير متسائلا:وفين بقا الفلوس؟

انجى ببراءه شديدة :اديتهملوا خلاص يا روحى.

صدم عمر يصرخ بها:نععم...بتقولى ايه؟! هو مين ده الى اديتهملوا؟!

انجى ببساطه تسبب الشلل:للولد ده الى اسمه سامح.

عمر وقد شت عقله :الاتنين مليون؟!
انجى :ايوه.
عمر :واخدهم كلهم؟!

فسألت :ليه هو ماكنش هياخدهم كلهم لوحدو؟!!

اخذ يسبها وهو يصرخ بها:ياغبيه يا حيوانه... ازاى تروحى تتصرفى من دماغك مش قولتلك تجبيلى انا الفلوس وانا هتصرف معاه.

انجى :الى حصل بقا ياحبيبي خفت امشى بمبلغ زى ده ياروحى.

عمر بمقت شديد :بلا حبيبى بلا روحي غورى فى داهيه.

أغلق بوجهها الهاتق وذهب لذلك السامح لا يعلم أنه يحفر قبره بيده.

________________________________

وهاله فكما يقال توقفت مؤقتاً عن ملاعبة ذلك المدعو زوجها وتلك الشمطاء.

بل وأيضاً ظلت على وضعها وبنفس اسلوبها لم تغير به شئ كل لا يشك بها او يذهب بتفكيره لها ابدا فمازال المشوار أمامهم طويل.

اغمضت عينها تتذكر نظرات ماهر لها موقنه ايقان شديد انه واقع لها... سبحان الله زوجته المصون تخونه مع زوجها حازم.

ليأتى هو ويعجب بها بعدما تعرف عليها فى ذلك العشاء الذى صنعه حازم لسهر.

كانت ستغفو لتجد رسائل متتاليه على هاتفها من البرنامج الذى تستخدمه لمراقبه حازم.

اتسعت عينها فبعد كل ماحدث ولم يتعظا... لتقرر بأن تعاود ملاعبتهم مجددا ولن ترحمهم بل وستضاعف المبلغ اكثر واكثر.

وعلى نفس الطريقه قامت بإرسال صور مخله لهما ولقطات شاشه من رسائل قديمه لهم.. وعلى الفور ارسلت لهم نفس الرساله بعدما غيرت المبلغ وطلبت هذه المره ٢٥٠الف جنيه من كل منهما.

وعلى الجهه الأخرى ارتجف كل من حازم وسهر عندما وصلت الرساله لكل منهما.

فاتصلت به بمكالمة هاتفيه على الفور.

وعندما استمعت هاله لصوت هادفه يدق ذهبت تتلصص عليه وهو جالس بالصاله تسمعه وهو يتحدث بخفوت:ايوه وصلتنى انا كمان... قولت لك بلاش نتكلم اليومين دول... ايوه عارف ان كلها صور ومحادثات قديمه... قوليلى ماهر شك فى حاجة.... طب الحمد لله... لأ ولا هاله.. هنعمل ايه يعنى لازم ندفع لحد ما اقدر اوصل للى بيعمل كده... روحت البنك اسأل عن اى معلومه عن صاحب الحساب بس طبعا رفضوا مافيش اى بنك بيدى معلومات عن العملا بتوعوا.... مش عارف اعمل ايه مش عارف.. طب طب اقفلى دلوقتي قبل ما حد يسمعنا انا ولا انتى ... سلام.

اغلق الهاتف وهو يتنهد بخوف من القادم.. بينما هى تقف بجوار الحائط تبتسم بانتصار مقرره ان تسحب منهم كل أموالهم كما تمتص الدماء... ستتلاعب بهم كما فعلوا بها والبادى أظلم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي