البارت السادس

سليم بصدمه ..

- ايه ده انتي هتدي التيشرت بتاعي ليسرا و لا ايه ؟

عقدت حبيبة حاجبيها بعدم فهم ...

- لا مش فاهمه ايه علاقة يسرا بالموضوع ؟

سليم ...

- احم لا ابدا بس انا حاولت ارني افيه بس شكله طله بايخ بس يسرا كان ليها مسلسل اسمه ايد امينه و كده يعني و لما انتي قولتي ايد امينه ربطتها بالمسلسل و كده يعني المهم المهم حوار كبير كده و انا اسف و السلام عليكوا و رحمه الله و بركاته ...

رحل سليم وسط ضحكات حبيبة التي صعدت الي منزلها و لأول مرة منذ زمن تضحك بهذه الطريقة فبرغم الموقف الصعب عليها الني كانت به منذ قليل إلا أنه ساعدها علي تخطيه و جعلها تضحك قبل ان يرحل ...

علي الناحية الاخري كان سليم صاحب الثامنه عشر عام قد عاد الي غرفته الصغيرة مرة اخري و علي وجهه ابتسامه انتصار كبيرة لانه أنقذها من ذلك الموقف ....

back ....

فاق سليم من افكاره علي و هو يبكي بشدة و يلوم نفسه بقوة ....

- انا السبب يا حبيبة انا السبب انا اللي دخلت حياتك دمرتها و دمرتك معاها انا مكنتش اعرف اني هكون السبب في موتك يا حبيبة ثم فتح محفظته ليخرج صورتها و ينظر لها بحزن و اشتياق شديد حتي غرفت دموعه الصورة ...

- عارفة يا حبيبة الحياه من غيرك صعبة اوي انا علي فكرة بطلت اعمل حاجة غلط زي ما انتي كنتي عايزة اهو و اوعدك اني مش هخلف وعدي و ياسمين هتساعدني علي ده كل ما اعمل حاجة غلط هخاف اعملها احسن تعرف انا عارف اني المفروض اخاف من ربنا مش منها بس ده فترة مؤقته بس يا حبيبه لحد ما ربنا يهديني وحشتيني يا حبيبة و وحشتني حنيتك عليا و تشجيعك ليا وحشتيني يا حبيبة ثم غفا سليم و هو يمسك بصورتها في يده و دموعه تسيل علي وجهه بقوة ....

~~~~~~~~~~~

في صباح يوم جديد استيقظت ياسمين من نومها علي صوت نهي المزعج ...

- قومي يا بنتي ياله و انتي عايزة تطردي تاتي من المحاضرة و نعمل حوار كبير تاني و نطلع كذابين في الاخر و بيكون شكلنا حرفيا زبالة ...

ياسمين بكسل و هي تريد ان تكمل نومتها ...

- يووووه بقي مش هخلص انا النهارده انا عارفة خلصي يا نهي و روحي انتي أنا عايزة انام بقي اتكلي علي الله مش ناقصة هي اصلها ...

نهي و هي ترفع الغطاء عنها ...

- لا هتيجي معايا يعني هتيجي معايا حالا قومي ياله بسرعة ...

و بالفعل قامت ياسمين بضيق و ضجر شديد و اتجهت الي الحمام و نظرت الي وجهها في المرايا امامها بصدمه كبيرة و ذعر حتي انها كادت ان تبكي من هول ما تري امامها فقد كانت توجد حبه كبيرة في نصف جبينها و سرعان صرخت بكل صوتها و هنا فتحت عليها نهي المرحاض بخوف و ذعر ...

- ايه يا ياسمين انتي اتكهربتي و لا ايه ؟

ياسمين و هي تضرب بقدمها في الأرض و تكاد ان تبكي بقوة ...

- شوفي وشي يا نهي فيه ايه انا خلاص انتهيت انا مش نافعة تاني انا خلاص وشي بااااااظ يا نهي بااااظ ...

نهي و تندر لها بعدم فهم ...

- انا مش فاهمه حاجة انتي بتتكلمي علي ايه مال وشك دلوقتي ؟

رفعت ياسمين وجهها لتشير الي الحبه التي تعترض جبينها و هي تبكي ...

- شوفي يا نهي المصيبة اللي طلعت في وشي ...

نظرت لها نهي لتشهق بصدمه كبيرة و هي تضع يدها علي فمها بصدمه مبالغ فيها ...

- ohhhhhhh my god !!! لا لا ازاي كده انا مش مصدقة نفسي بجد انتي وشك اتدمر يا ياسمين الناس هتقول عليكي ايه دلوقتي محدش هيرضى يبص في وشك اللي اتشوه ده خلاص خلصت علي كده ...

ياسمين هي تحاول ان تستجمع شتات نفسها ...

- لا انا قوية و مؤمنه و لازم اقول الحمد لله علي كل حال ربنا ارضي بقضاء ربنا الحمد لله الحمد لله انا خلاص مش هقدر اخرج بوشي ده كده خلاص يا نهي روحي انتي الجامعة و سبيني انا هنا لوحدي انا مش مهمه انتي اهم ...

نهي بجدية ...

- قومي يا بت يا عبيطة انتي هتيجي معايا الجامعة يا ياسمين بلاش حوارات اتعدلي و قومي معايا ياله مفيش غياب النهارده و بعدين انتي المفروض عارفة ده كويس ...

ياسمين ..

- و هخرج ازاي بقي بالطلقة اللي في نص دماغي دي ان شاء الله ؟

نهي ...

- بلاش حجج فاضيه يا ياسمين تعالي معايا انا هعرف اتصرف و بالفعل قامت ياسمين لترتدي ملابسها و قامت نهي بسماعدتها في اخفاء تلك الحبه عن طريق مستحضرات التجميل و لكنها و للأسف لن تخفيها بالكامل و هنا نظرت لها ياسمين و هي تهم بالبكاء ...

- شوفتي بقي حرام عليكي دي باينه خالص كأنها جبل في وسط ارض صحراوية يرضيكي امشي كده يا نهي ...

نهي ...

- يرضيكي انتي تسقطي انتي عارفة كويس اوي ان المحاضرة بتاعت الدكتور لأن كل محاضراته مهمه و مش بيخرج منها الامتحان و محدش بيرضي يدي محاضرات للتاني فأنتي كده اتعدلي و قومي معايا بالذوق بظل ما تقومي في ال summer course بالعافيه و دي اخر و هتاخدي اجازة و تنامي بقي باقي عمرك براحتك و ساعتها محدش هيكلمك هتبقي حرة ...

كانت ياسمين تدبدب في الارض و هي تود البكاء و لا تريد الخروج بهذا المنظر و كأنها طفلة صغيرة و كانت نهي تحاول اقناعها بشتي الطرق ان تذهب معها حتي دق هاتف ياسمين فحذبت الهاتف و هي تنظر له بصدمه و سعادة ...

- ايه ده دا عمر بيتصل بيا يا نهي ...

عقدت نهي حاجبيها بإستغراب ...

- ايه ده اشمعني دا عمره ما عملها طب ردي عليه كده شوفيه عايز ايه ده علي الصبح ...

و بالفعل اجابت ياسمين علي الهاتف و هي تشعر بتوتر كبير و كان يظها ترتعش من الفرحة و عدم التصديق من اسمه التي تراه امامها علي الهاتف لتردف بخوف و توتر ..

- ايوة يا عمر ...

عمر ...

- ايوة يا ياسمين صباح الخير اخبارك ايه انتي تمام ؟

ياسمين بهيام ...

- صباح النور انا الحمد لله تمام المهم انت عامل ايه و اخبارك ايه يا عمر ...

هنا لوت نهي انفها بسخرية و استهزاء و لكن ياسمين لم تهتم لها و عادت تستمع الي عمر الذي سألها ...

- بقولك يا ياسمين هو انتي هتيجي الجامعة النهارده صح ؟

ياسمين ..
- ايوة طبعا جاية انا في الطريق اصلا ..

عمر ...

- طب حلو اوي اصل انا معلش مش هعرف احضر المحاضرة النهارده و انتي طبعا عارفة ان الدكتور ده مش بياخد غياب و كده بس بيشرح في المحاضرة حاحات مهمه بتكون في الامتحان فممكن يعني تسجلي بس وراه علي ما اجي اصلي مستني ناني و هي بتتأخر و كده معلش يا ياسمين بليز يعني و بجد عمري ما هنسالك الموقف ده ...

ياسمين و هي تشعر بغضب شديد حتي كادت ان تكسر الهتاف ...

- اممم تمام وماله حاضر ..

عمر بسعادة ...

- بجد شكرا يا ياسمين مش هنسالك الموقف دا ابدا عمري و الله ....

اغلق عمر الهاتف مع ياسمين التي تنظر الي صديقتها بحسرة شديدة حتي كادت ان تبكي و هنا اردفت نهي بترقب ...

- ايه مالك يا بنتي مال وشك قلب كده هو قالك ايه بالظبط ؟

ياسمين ...

- البيه بيطلب مني لما اروح الجامعة و اسجل المحاضرة اديهاله لانه هيتأخر عشان مستني المحروسة بتاعته انا هتشل يا نهي اااااه هتشل يا ناس الحقوناي انا غبيه كان المفروض اقفل في وشه و اشمته هو و هي كمان ...

نهي و هي عاقدة ذراعيها بشماته ...

- و معملتيش كده ليه ياختي بقي ان شاء الله ..

ياسمين و الدموع متحجرة في عينيها ملحقتش يا نهي ملحقتش انا هموت ...

نهي ...

- احسن تستاهلي اهو دلوقتي هتروحي الجامعة و غصب عنك كمان قومي ياله انا هستني تحت في العربية دقيقتين و تكوني ورايا ...

تركتها نهي لتذهب و كانت ياسمين تود لو تكسر الغرفة بأككلعا بسبب غضبها من عمر و تلك الموقف التي وضعت نفسها به فمن المؤكد انه سيأخذ المحاضرات و يعكيها لناني و عند تلك الفكرة جن جنونها اكثر و اضاءت في رأسها فكرة ...

و بالفعل هبطت ياسمين الي الاسفل لتستقل سيارتها و انطلقت بها و في متتصف الطريق توقفت و كأن السيارة تعطلت منها و كانت نهي قد توقفت علي الجانب الآخر من الطريق و دقت علي ياسمين تسألها ما بها لماذا توقفت و هنا اردفت ياسمين ...

- لا ابدا اصل العربية شكلها عطل يا نهي و مش عارفة اعمل ايه شكلي هاخد تاكسي و اروح بقي و ابقى اقول لعمر اني مروحتش الجامعة غشان العربية عطلت ....

نهي ..

- ياسمين بلاش استعباط انا اكتر واحدة فهماكي اكتر من نفسك تعالي معايا في عربيتي و سيبي عربيتك هنا و اقفليها كويس بس ياله خلصي ...

ياسمين ...

- لا لا مقدرش اسيب العربية هنا اخاف عليها حتي يخربيشها او يعمل فيها حاجة يا بنتي ...

نهي و هي تدخل الي السيارة ...

- ياله يا ياسمين تعالي انا مستنياكي ثم اغلقت معها نهي لتغلق ياسمين السيارة و كانت تنظر الي السيارات التي تسير علي الطريق و تحاول ان تختار اكثر سيارة تسير بهدؤ حتي تلقي بنفسها امامها بدون ان تتأذي او يصيبها ضرر و لكنها وجدت ان نهي تشير لها ان تسرع قليلا تقدمت ياسمين علي الطريق و كانت تنظر حولها و اخيرا و بالفعل وجدت سيارة تهم ان تركن و كانت السيارة تسير ببطئ شديد للغاية و بمجرد ان توقف السيارة ضربت ياسمين قدمعا بالسيارة بعد ان توقفت لتسقط علي الارض و هي تمسك قدمها وتبكي بقوة كبيرة و هنا لم تنتبه لها نهي الا و هي علي الارض تبكي فسرعان ما خرجت من سيارتها و هرعت اليها لتري ما بها و كانت ياسمين تبكي بقوة و نعي تحاول ان تري ما بها و هنا صرحت نهي في صاحب السيارة الذي لم يخرج منها حتي الآن ...

- انت ايه يا اخي مفبش عندك دم و لا مش بتشوف مش تفتح و انت ماشي لم تحصل نعي علي اي رد و هنا شعرت نهي بغضب اكبر لتقوم و تتجه الي السيارة و تضرب علي الزجاج بقوة لتصدم هي و صديقتها عندما يجدوا من يقف امامه و هنا نظرت كل منهم الي الاخري بخوف و لا يعلمون ماذا سيفعلوا الان في هذا المأزق و لكن نهي أردفت ...

- انا اسفة و الله يا دكتور مكنتش اعرف ان حضرتك و الله لو كنت اعرف كنت سببتك تدوسها عادي مكنتش هزعل بالعكس دا حتي حضرتك يعني تولي من الغريب حتي ...

الدكتور ..

- قولي للهانم الي مستومته فبها علي الارض دي تقوم
بدل ما ادوسها بجد ...

قامت ياسمين من علي الارض و هي تمسح الغبار من علي ملابسها وسط نظرات نهى المصدومه فهي سليمه و لم يصيبها اي ضرر و اردفت نهي ..

- يعني انتي اهو كويسة و زي القردة و مفيش فيكي حاجة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي