الفصل الأول
صوت أنفاسها كان كل ما يُسمع في الغرفة هي خائفة وكلمة خائفة لا تُعبر عن ما تشعر به في هذه اللحظة، لا تستطيع تحريك يدها من قوة الحبال الملتفة حولها فكانت تبكي مُستسلمه لواقعها هي السبب في هذا كان يمكنها عدم التدخل في أي شيء ولكنها كانت حمقاء بقدر عدلها الذي أظهرته.
جفَّ حلقها أكثر وضربات قلبها زادت عندما استمعت إلى ذلك الصوت الغليظ يقول - أنتِ من حكمتِ على نفسك يا نور. فهمست داخلها - أين أنتَ يا يوسف؟
قبل حدوث هذا بعدة أشهر :
كانت تضع أخر لمساتها على شعرها الأحمر الطويل المائل إلى اللون البرتقالي التي ورثتهُ من والدتها المتوفية وتنظر إلى المرآة هي حقًا تُحب اختلافها، ترى أنه يميزها ويجعلها فريدة وهي تؤمن أن كل إنسان خُلق مميزًا.
سمعت صوت أخيها يقول - أين أنتِ يا نور؟ فقالت ضاحكة - ما زلتُ نائمة.
وجدته أمامها في أقل من ثانية فابتسمت له فوجدته يقول - مُخادعة. فرسمت على وجهها معالم الحزن وقالت - لقد مزحت معك فقط.
فقال لها - حسنًا هيا لقد جهزت الفطور. فأومأت له مبتسمة وهي تهبط معه إلى الطابق السفلي
جلست معه على الطاولة وبعد مرور فترة قالت - كيف تسير الأمور في الجامعة؟ فأجابها - جيدة لا تقلقي.
فقالت مسرعة - إن احتجت لأي شيء اخبرني. فقال لها - لم أعد صغير على تحمل مسئوليتي.
ابتسمت له وقد ظهر الحزن على ملامحها ربما لأنها حتى الآن لا تصدق أن والديها توفوا معًا تاركين نور و أدهم دون عون، فألقى هذا بالمسئولية على نور فهي الأكبر بينهما.
بعدما قادت سيارتها وذهبت إلى الشركة التي تم تعيينها بها وجدت أمامها ياسمين صديقتها المفضلة فقامت بمُعانقتها قائلة - أين كنتِ البارحة ؟ لم تأتي إلى الشركة. فقالت بلطف - لقد كنت مريضة بعض الشيء ولكنني بخير الآن.
فقالت بقلق - هل حدث شيء؟ هل أنتِ بخير حقًا؟ فابتسمت لها وقالت - أنا بخير لا تقلقي. ثم ذهبوا إلى الدخل ليروا ما عليهم من أعمال
شردت قليلًا لتفكر ماذا لو فقدت أخيها أو صديقتها المفضلة مثلًا؟ هي فقدت والديها هكذا في ليلة وضحاها فهذا ليس من المستحيل، ربما ستفقد نفسها قريبًا أيضًا ففاقت من شرودها وهي تضحك على تفكيرها هذا فرأت أن زميلها في العمل يضحك معها شعرت بالإحراج الشديد فخبأت وجهها بين أوراق العمل المتراكمة.
أخيرًا انتهى يومها ثم ذهبت مع ياسمين إلى أقرب مطعم فهي لا تقوى على الطهي اليوم وبالنسبة لأخيها فسوف يتدبر أمره.
فقالت ياسمين أثناء جلوسهما - نور كيف حال أدهم؟ نظرت لها بطرف عينيها وابتسمت فقالت - بخير.
نظرت لها بملل أنها لا تفهم فقالت مسرعة - أعلم أنه بخير، أنا أتساءل عن حياته العاطفية مثلًا. فقالت ضاحكة - وما شأنك بهذا؟
فقالت بِاقتضاب - نور ! فأجابت - حسنًا لم تلفت انتباهه فتاة حتى الآن، ولكن توقعي في أي لحظة أن تلفت انتباهه فتاةٍ ما.
فوضعت يديها تخللها بين شعرها الناعم قائلة - لماذا يحدث هذا معي؟ فقالت - لأنكِ جَبانة يا ياسمين لا أعلم لماذا حتى الآن لم تُخبريه أنك تكنين مشاعر له.
فقالت - بحق السماء كيف أخبرهه وهو لم يحاول النظر لي قبلًا؟ أنه أخبركِ ذات مرة أنني مثلكِ فقط لا أكثر. فقالت بجدية - يمكنكِ عكس نظرته لكِ ولكنكِ لم تحاولي قط ولا شيء يأتي بسهولة يا حبيبتي.
عادت نور إلى منزلها في الساعة العاشرة فهي تنتهي من عملها في الثامنة مساءٍ ولم تجد أخيها فجلست على الأريكة بتعب تمكن من جسدها بأكمله وجدت نفسها تبكي، بكت كثيرًا في تلك الليلة بكت شوقًا وحزنًا وألمًا وخوفًا من القادم أو الخوف من كل شيء.
مَرَّت الأيام سريعًا كانت الأيام متشابهة إلى حدٍ كبير فحقًا وكأنه لا يوجد جديد يُذكر، حتى علمت نور بأشياء كانت لا يجب أن تعرفها لأنها كانت بطبيعتها تكره الظلم وتدفع ثمن حياتها إن اضطرت لتحقيق العدل فقط وعلى الرغم من أنها صفة جيدة ولكنها ستسبب لها الكثير من المتاعب.
كان كل شيء طبيعي في الشركة قبل أن تستمع إلى تلك المحادثة بين أحد الموظفين ومدير الشركة كان يقول أنه حان موعد تسليم الصفقة، لم تفهم شيء في البداية ولكن عندما قال المدير بأنه قريبًا سيُسلم الفتيات في المزاد أدركت أن هذه ليست مجرد شركة تعمل في مجال الإقتصاد ولكنها كعصابة.
فضولها تفوق على خوفها بكثير لذلك لم تهتم بالعواقب التي ستُلاحقها في حياتها لمجرد تطفلها على أشياء لا تَخُصها، لاحقت سيارة مؤسس الشركة فارس إلى مكان لم تدري بوجوده حتى الآن.
حاولت الاختباء لترى ما يفعله مع هؤلاء الرجال الذين يرتدوا زِيٌّ مُتَمَاثِل، وبدون تفكير أمسكت هاتفها لتقوم بتصويرهم ولم تُخمن أن الذي ستراه سيُسبب لها الكثير من المعاناة، لتجد ذلك المؤسس يطلق النار على ثلاثة رجال منهم.
فارتدَّتْ إلى الخلف وهي تحاول عدم إصدار صوت خطواتها وهي تعود إلى سيارتها و بالكاد وصلت إلى منزلها، كان التفكير في هذا الشيء يجعلها تشعر بأنها ليست بخير، قررت أنها ستقدم استقالتها وتم هذا الأمر بعد تبريرها لأدهم وياسمين أنها لا تريد هذا العمل بعد الآن واستجابوا لها بعدما حاولت إقناعهم.
لم يكن هذا كافيًا لها هي لا تستطيع أن ترى الذي حدث وتصمت، إذا صمتت ستكون مشتركة في تلك الجريمة وهذا مستحيل لذلك قررت بعد الكثير من التفكير بأنها ستذهب إلى الشرطة.
بينما في مكان أخر استيقظ يوسف على ضوء الغرفة الذي تسلل من النافذة ففرك عينيه ببعض الكسل الذي انتشر في أنحاء الغرفة منذ عدة أيام بسبب أجازته المؤقتة والتي كانت نهايتها صباح اليوم.
ذهب إلى المركز الخاص به وهو يرى الضُباط يلقون التحية عليه بينما ذهب هو إلى مكتبه، انهمك في عمله لعدة ساعات متتالية حتى قاطعه دخول أحد الضباط يقول - هناك فتاة تريد التحدث معك. فقال له - لماذا لم تطرق الباب؟
فقال - أعتذر سيدي ولكنني فعلت ويبدو أنك كنت منهمك في عملك. فقال - مَنْ هي الفتاة، ماذا تريد؟
فأجابه - أنها لا تخبرني بشيء، كل ما قالته أنها تريد مقابلتك فقط. فقال - ما اسمها؟ فأجابه - نور.
الآن تقف أمام غرفة الوكيل " يوسف رشيد " منتظرة الضابط الذي دخل ليخبره، لم يأخذ الكثير من الوقت حتى سمح لها بالدخول.
دخلت لتجده جالس ينظر لها تقدمت ولم تستطع إخفاء تلك الرعشة التي سرت في جميع أنحاء جسدها فأشار لها بالجلوس قائلًا - تفضلي. فجلست تلتقط أنفاسها فوجدته يقول - هل تريدين شيء ؟
فنفت برأسها قائلة - أشكرك. فقال بجدية - إذًا ما الأمر ؟
فقالت بعدما أخذت نفسٍ عميق - أنها المرة الأولى التي أدخل بها هنا. فأومأ لها فأكملت - لقد تخرجت قبل عام من الآن وعملت في شركة الإقتصاد العالمية هنا، قبل أسبوع عندما كنت بجانب غرفة المدير لأُسلم له ورق وجدته يتحدث مع أحد الموظفين عن صفقة يتم فيها بيع الفتيات في المزاد، ثم وجدته يقتل ثلاثة رجال.
فقال - ليس معكِ دليل، كيف يمكنني تصديق ما تقوليه؟ فأجابت - في الواقع معي دليل. فقدمت إليه هاتفها وهي تنظر له بملامح مرتجفة
جفَّ حلقها أكثر وضربات قلبها زادت عندما استمعت إلى ذلك الصوت الغليظ يقول - أنتِ من حكمتِ على نفسك يا نور. فهمست داخلها - أين أنتَ يا يوسف؟
قبل حدوث هذا بعدة أشهر :
كانت تضع أخر لمساتها على شعرها الأحمر الطويل المائل إلى اللون البرتقالي التي ورثتهُ من والدتها المتوفية وتنظر إلى المرآة هي حقًا تُحب اختلافها، ترى أنه يميزها ويجعلها فريدة وهي تؤمن أن كل إنسان خُلق مميزًا.
سمعت صوت أخيها يقول - أين أنتِ يا نور؟ فقالت ضاحكة - ما زلتُ نائمة.
وجدته أمامها في أقل من ثانية فابتسمت له فوجدته يقول - مُخادعة. فرسمت على وجهها معالم الحزن وقالت - لقد مزحت معك فقط.
فقال لها - حسنًا هيا لقد جهزت الفطور. فأومأت له مبتسمة وهي تهبط معه إلى الطابق السفلي
جلست معه على الطاولة وبعد مرور فترة قالت - كيف تسير الأمور في الجامعة؟ فأجابها - جيدة لا تقلقي.
فقالت مسرعة - إن احتجت لأي شيء اخبرني. فقال لها - لم أعد صغير على تحمل مسئوليتي.
ابتسمت له وقد ظهر الحزن على ملامحها ربما لأنها حتى الآن لا تصدق أن والديها توفوا معًا تاركين نور و أدهم دون عون، فألقى هذا بالمسئولية على نور فهي الأكبر بينهما.
بعدما قادت سيارتها وذهبت إلى الشركة التي تم تعيينها بها وجدت أمامها ياسمين صديقتها المفضلة فقامت بمُعانقتها قائلة - أين كنتِ البارحة ؟ لم تأتي إلى الشركة. فقالت بلطف - لقد كنت مريضة بعض الشيء ولكنني بخير الآن.
فقالت بقلق - هل حدث شيء؟ هل أنتِ بخير حقًا؟ فابتسمت لها وقالت - أنا بخير لا تقلقي. ثم ذهبوا إلى الدخل ليروا ما عليهم من أعمال
شردت قليلًا لتفكر ماذا لو فقدت أخيها أو صديقتها المفضلة مثلًا؟ هي فقدت والديها هكذا في ليلة وضحاها فهذا ليس من المستحيل، ربما ستفقد نفسها قريبًا أيضًا ففاقت من شرودها وهي تضحك على تفكيرها هذا فرأت أن زميلها في العمل يضحك معها شعرت بالإحراج الشديد فخبأت وجهها بين أوراق العمل المتراكمة.
أخيرًا انتهى يومها ثم ذهبت مع ياسمين إلى أقرب مطعم فهي لا تقوى على الطهي اليوم وبالنسبة لأخيها فسوف يتدبر أمره.
فقالت ياسمين أثناء جلوسهما - نور كيف حال أدهم؟ نظرت لها بطرف عينيها وابتسمت فقالت - بخير.
نظرت لها بملل أنها لا تفهم فقالت مسرعة - أعلم أنه بخير، أنا أتساءل عن حياته العاطفية مثلًا. فقالت ضاحكة - وما شأنك بهذا؟
فقالت بِاقتضاب - نور ! فأجابت - حسنًا لم تلفت انتباهه فتاة حتى الآن، ولكن توقعي في أي لحظة أن تلفت انتباهه فتاةٍ ما.
فوضعت يديها تخللها بين شعرها الناعم قائلة - لماذا يحدث هذا معي؟ فقالت - لأنكِ جَبانة يا ياسمين لا أعلم لماذا حتى الآن لم تُخبريه أنك تكنين مشاعر له.
فقالت - بحق السماء كيف أخبرهه وهو لم يحاول النظر لي قبلًا؟ أنه أخبركِ ذات مرة أنني مثلكِ فقط لا أكثر. فقالت بجدية - يمكنكِ عكس نظرته لكِ ولكنكِ لم تحاولي قط ولا شيء يأتي بسهولة يا حبيبتي.
عادت نور إلى منزلها في الساعة العاشرة فهي تنتهي من عملها في الثامنة مساءٍ ولم تجد أخيها فجلست على الأريكة بتعب تمكن من جسدها بأكمله وجدت نفسها تبكي، بكت كثيرًا في تلك الليلة بكت شوقًا وحزنًا وألمًا وخوفًا من القادم أو الخوف من كل شيء.
مَرَّت الأيام سريعًا كانت الأيام متشابهة إلى حدٍ كبير فحقًا وكأنه لا يوجد جديد يُذكر، حتى علمت نور بأشياء كانت لا يجب أن تعرفها لأنها كانت بطبيعتها تكره الظلم وتدفع ثمن حياتها إن اضطرت لتحقيق العدل فقط وعلى الرغم من أنها صفة جيدة ولكنها ستسبب لها الكثير من المتاعب.
كان كل شيء طبيعي في الشركة قبل أن تستمع إلى تلك المحادثة بين أحد الموظفين ومدير الشركة كان يقول أنه حان موعد تسليم الصفقة، لم تفهم شيء في البداية ولكن عندما قال المدير بأنه قريبًا سيُسلم الفتيات في المزاد أدركت أن هذه ليست مجرد شركة تعمل في مجال الإقتصاد ولكنها كعصابة.
فضولها تفوق على خوفها بكثير لذلك لم تهتم بالعواقب التي ستُلاحقها في حياتها لمجرد تطفلها على أشياء لا تَخُصها، لاحقت سيارة مؤسس الشركة فارس إلى مكان لم تدري بوجوده حتى الآن.
حاولت الاختباء لترى ما يفعله مع هؤلاء الرجال الذين يرتدوا زِيٌّ مُتَمَاثِل، وبدون تفكير أمسكت هاتفها لتقوم بتصويرهم ولم تُخمن أن الذي ستراه سيُسبب لها الكثير من المعاناة، لتجد ذلك المؤسس يطلق النار على ثلاثة رجال منهم.
فارتدَّتْ إلى الخلف وهي تحاول عدم إصدار صوت خطواتها وهي تعود إلى سيارتها و بالكاد وصلت إلى منزلها، كان التفكير في هذا الشيء يجعلها تشعر بأنها ليست بخير، قررت أنها ستقدم استقالتها وتم هذا الأمر بعد تبريرها لأدهم وياسمين أنها لا تريد هذا العمل بعد الآن واستجابوا لها بعدما حاولت إقناعهم.
لم يكن هذا كافيًا لها هي لا تستطيع أن ترى الذي حدث وتصمت، إذا صمتت ستكون مشتركة في تلك الجريمة وهذا مستحيل لذلك قررت بعد الكثير من التفكير بأنها ستذهب إلى الشرطة.
بينما في مكان أخر استيقظ يوسف على ضوء الغرفة الذي تسلل من النافذة ففرك عينيه ببعض الكسل الذي انتشر في أنحاء الغرفة منذ عدة أيام بسبب أجازته المؤقتة والتي كانت نهايتها صباح اليوم.
ذهب إلى المركز الخاص به وهو يرى الضُباط يلقون التحية عليه بينما ذهب هو إلى مكتبه، انهمك في عمله لعدة ساعات متتالية حتى قاطعه دخول أحد الضباط يقول - هناك فتاة تريد التحدث معك. فقال له - لماذا لم تطرق الباب؟
فقال - أعتذر سيدي ولكنني فعلت ويبدو أنك كنت منهمك في عملك. فقال - مَنْ هي الفتاة، ماذا تريد؟
فأجابه - أنها لا تخبرني بشيء، كل ما قالته أنها تريد مقابلتك فقط. فقال - ما اسمها؟ فأجابه - نور.
الآن تقف أمام غرفة الوكيل " يوسف رشيد " منتظرة الضابط الذي دخل ليخبره، لم يأخذ الكثير من الوقت حتى سمح لها بالدخول.
دخلت لتجده جالس ينظر لها تقدمت ولم تستطع إخفاء تلك الرعشة التي سرت في جميع أنحاء جسدها فأشار لها بالجلوس قائلًا - تفضلي. فجلست تلتقط أنفاسها فوجدته يقول - هل تريدين شيء ؟
فنفت برأسها قائلة - أشكرك. فقال بجدية - إذًا ما الأمر ؟
فقالت بعدما أخذت نفسٍ عميق - أنها المرة الأولى التي أدخل بها هنا. فأومأ لها فأكملت - لقد تخرجت قبل عام من الآن وعملت في شركة الإقتصاد العالمية هنا، قبل أسبوع عندما كنت بجانب غرفة المدير لأُسلم له ورق وجدته يتحدث مع أحد الموظفين عن صفقة يتم فيها بيع الفتيات في المزاد، ثم وجدته يقتل ثلاثة رجال.
فقال - ليس معكِ دليل، كيف يمكنني تصديق ما تقوليه؟ فأجابت - في الواقع معي دليل. فقدمت إليه هاتفها وهي تنظر له بملامح مرتجفة