الفصل الثانى

فى المرحلة الاعدادية ظللت وقتا متأثر بقصتى مع غادة وبراءة ذلك الحب الذى لم أجد له وصفا سوى أنه كان حبا نقيا قبل أن نعرف مسؤوليات الدنيا وما يتراكم خلف تلك الجملة.

فى المرحلة الإعدادية كانت مادة العلوم من أسوء المواد التى مرت على فى حياتى كلها لذلك فكانت هى المادة الوحيدة التى أحتاج دروسا فيها ولكن كانت ظروف المعيشة لدى اسرتى ضعيفة ولا يقوى والداى على أن يأتون بمدرس لمنزلى او أننى اذهب للدراسة فى إحدى المجموعات الصغيرة ولكننى بالصدفة وفى الصف الثانى الاعدادى قام زميل لى بترشيح إحدى الأماكن التى تقوم بإعطاء الدروس بمقابل مادى بسيط وبالفعل هذا ما فعلته وبدأت فى أن أحضر معه جميع الدروس كانت الحصة لا تتخطى الجنيه ونصف هذا هو فعلا المبلغ الذى كنت ادفعه وكان فى ذلك الوقت مصروفى اليومى خمسون قرشا ،كانت الحياة فى تلك الوقت بسيطة أما عن المرتبات فلم تكن تصل إلى تلك الأرقام التى نراها الآن.

كانت مجموعة مادة العلوم لا تتخطى الست افراد لا أعلم السبب هل الجميع يفهم تلك المادة ونحن فقط الفاشلون أم أن هناك مدرسين أفضل لتدريسها ولكنى قد قررت أن أكمل الدرس وهذا بعد أن وجدت نفسى أفهم بعض الأشياء فى تلك المادة المعقدة من وجهة نظرى.

كنا خمسة اولاد وفتاة واحدة تدعى إسراء وكنا نأتى دوماً قبل حضور المدرس الخاص وهو مستر عادل كنا نصل دائما قبله وننتظره بالقاعة التى سوف يدرس لنا بها نتبادل الحديث أحيانا وأحيانا أخرى نراجع الدروس، كنت دائماً أجد من السخافات أن أتحدث معهم وأفضل العزلة وبالأخص أن اغلب زملائى كانوا يوجهون حديثهم إلى تلك الفتاة، فلم أكن أريد أن اظهر بتلك الطريقة التى لابد وأن تراهم هى بها، أنهم جميعا مرغمون بها وبالأخص أن أغلب تفكير هذا الجيل فى تلك الفترة كان عن الفتيات شديدة البياض، وتلك الفتاة كانت شقراء تمتلك شعرا أصفر مائل إلى الأحمرار حتى أن نظرت إليها تحس لوهلة أنها غير مصرية إلا أننى كنت أفضل عدم الحديث معها وكان بداخلى إحساس يقول بأن من تمتلك تلك الجمال لابد وأن تكون متعجرفة ومتكبرة وأنا لا أحب أن يتعامل معى أحدا بتلك الطريقة ،حتى أتى يوما وبعد إنتهاء الدرس قام المدرس بتوزيع ثلاث نسخ من مزكرة ما وطلب من كل اثنين تصوير نسخة لزميله كنت أنا من ضمن الثلاثة الذين لم يحصلوا على نسخ وبدأ زملائى فى التفكير فى من سيصور لمن حتى وجدت المدرس يقول لى:

_ عمر أنت هتصور من مين؟

= مش هارف يا مستر والله ،مش مشكلة هصور من أى واحد فيهم وأحنا خارجين.

فى تلك الوقت شعر مستر عادل أننى لا أفضل التعامل معهم كثيرا فوجده يقول لتلك الفتاة:

_ إسراء وأنتى خارجة أبقى صورى نسخة لعمر بس

نظرت إليه وأنا لا أعرف لماذا اختار إسراء فهناك ولدين لديهم نسخ حتى وجدتها تقول:

= مفيش مشكلة يا مستر عادل أنا كدا كدا كنت عايزة أصور منه مزكرة المرة اللى فاتت

نظرت إليها وسألتها:

_ مزكرة إيه؟

= مزكرة الحصة اللى فاتت ،ضاعت منى وقولت اصورها منك انهاردة.

فرد عليها زميل لنا يدعى إسلام والذى كان يبدو فى عينيه الغيظ مما تفعله اسراء لابد وأنه كان معجبا بها لذلك كان ينظر إلينا بتلك الطريقة حتى قال لاسراء:

_ منا قولتلك يابنتى هديلك نسختى!

فردت عليه إسراء وهى تقول:

= معلش يا إسلام النسخة اللى معاك في حاجات مقلوبة عليها فمش عارفة اقرى منها كويس.

فى تلك الوقت نظرت فى شنطتى فوجدت بالفعل المزكرة ،كنت دائما شخصا مرتب أحب أن أحضر إلى الحصص الدراسية وأنا لدى كل مزكرات المادة التى ادرسها والتى اعطاها لى المدرس فقلت لها:

_ المزكرة معايا نصورها وأحنا طالعين.

انتهينا من الحديث وعرفنا موعد الحصة القادمة وتحركنا إلى الخارج ودعنا زملائنا وتحركت أنا واسراء إلى المكتبة لكى نقوم بتصور النسخ.

أوصلنا إلى المكتبة، ومن ثم اعطيتهم لعامل المكتبة وطلبت منه تصوير نسخة من كل مزكرة ووقفت أنا واسراء التى قامت بسؤالى:

_ قولى ياعمر أنت ليه صحيح لما بتيجى بدرى مش بلاقيك بتهزر معانا وكدا يعنى؟

= عادى لو لقيت أن فى كلام موجه ليا برد والله وبهزر.
_ لا مش دا اللى أقصده هو أحنا غالبا بنبقى كلنا بنتكلم وأنت ساكت!

فى تلك الوقت أردت أن أقول الحقيقة وهذا طبع طالما تمنيت أن اتخلص منه لاننى فى بعض الأحيان من صراحتى أجرح من يتحدث معى دون قصد:

= بصراحة يا إسراء بحس أن كل كلامهم داير عليكى
_ ودى حاجة بتضايقك؟
= لأ خالص ،بس مش عايز أبقى زيهم
_ زيهم أزاى مش فاهمة!
= يعنى انى أتكلم معاكى واهزر بدون سبب ،اهزر واتكلم عشان تردى عليا لمجرد ان يبقى فى كلام مابينى وبين بنت جميلة.

فى تلك الوقت وجدت تلك الرجل يعطينى المزكرات دفعت ثمنهم ورفضت أنا أن تدفع اسراء شيئا وقلت لها أن التكلفة بسيطة لا تحتاج وخرجنا من المكتبة فوجدت إسراء تقول لى:

= عمر أنت تقصد بكلامك أنى مش حلوة؟
_ لا خالص مش دا اللى اقصده
= آمال!
_ بصى يا إسراء بصراحة أنا مبحبش أجرى على حاجة كل الناس بتجرى عليها ،لو احنا صحاب من الأساس اوكى ،فى حاجة حصلت وخلت بينا كلام زى دلوقتى تمام ،غير كدا عمرك ما هتلاقينى باجى أكلمك عشان جمالك.
= مهو كدا يبقى أنا مش حلوة بالنسبالك!
_ لأ برضو كل الموضوع أن جمالك مش ملفت بالنسبالى طالما كل الناس شيفاه.
= وايه الجمال الملفت بالنسبالك؟
_ اللى الناس مش بتقدر تشوفه بعينها ،روحك ،وتفكيرك ،الحاجات اللى بتحبيها دا اللى بيكون ملفت من وجهة نظرى

فى تلك الوقت أحسست أن إسراء تضايقت مما قلت ووجدتها تتحرك وهى تودعنى وذهبت فى طريقها وانا أيضا امضيت طريقى.

جلست فى المنزل طوال اليوم أفكر فى تلك الطريقة التى تحدثت معها بها، واننى كنت قاسيا عليها فى كلامى ولا أعرف لماذا تحدثت معها بتلك الطريقة!

مر يومان وبعدها كانت مدرستى لديها مسابقة بمكتبة الإسكندرية تجمع تلك المسابقة عدة مدارس وكنت أنا أشارك بها كانت مكونة من خمسة طلاب من كل مدرسة يقومون بالقاء الشعر أمام لجنة تقييم والفريق الحاصل على أعلى درجات ستقام له حفلة شعرية يحضرها كبار الشعراء ليستمعون إليهم ،كنت أنا الوحيد من مدرستى الذى سيلقى قصيدة قد كتبها بنفسه، وكانت تلك القصيدة قد كتبتها حينما أتى عيد الأم ولم أجد معى أموالا لكى أجلب لوالدتى هدية فقررت أن أكتب لها قصيدة واهديتها اياها حتى أننى لاحظت أنها اعجبتها اكثر من أى شئ قمت باهداءها إياه من قبل، لذا قررت أن أشارك بها فى المسابقة بعدما عرضتها على الأساتذة التى تشرف على تلك المسابقة.

تحرك الباص بنا إلى مكتبة الإسكندرية ودخلنا إلى قبة المكتبة لنجد قاعة صغيرة يجلس بها بعض الأشخاص ظللت أنظر حولى، أرى طلبة كثيرة متواجدين، حتى وجدت شيئا لم اتوقعه ،وجدت إسراء زميلة الدرس بداخل تلك القاعة ،ما الذى أتى بها إلي هنا لابد وأنها أتت لكى تقول شعرا هى الأخرى أو تلقى شيئا ما تعرفه فالمسابقة تندرج تحت يند الألقاء ليس فقط الشعر ولكن طريقة الألقاء فى العام وأنا فقط من فضلت أن يكون القائى شعرا من كتابتى.

تحركت باتجاهها ووقفت امامها ثم ادرفت:

_ ازيك يا إسراء بتعملى إيه هنا؟

ردت علي بطريقة رسمية جافة:

= تمام ، مشتركة فى مسابقة الألقاء
_ ايدا بجد وأنا كمان
= طيب كويس

أحسست فى تلك الوقت أنها تحمل بداخلها شيئا من الزعل تجاهى وتجاه ما قلته أمام المكتبة بدأت فى الأعتذار لها:

_ إسراء أنا آسف على اللى قولته ليكى وأحنا بنصور الورق
= لا عادى مفيش حاجة
_ أنا مقصدش انك مش جميلة خالص ،بالعكس انتى جميلة جدا وأكبر من أنى أقيم جمالك
= مع أنك مش شايف دا
_ صدقينى والله مش دا اللى أقصده ولكن تقدرى تقوليلى لو واحدة جميلة وملهاش فائدة فى المجتمع يبقى ايه لزمة جمالها أكيد هتبقى مجرد منظر طبيعى نتفرج عليه
= بص اديك رجعت تقول نفس الكلام اللى يضايق
_ أنا آسف والله بس أنا عندى مشكلة مع الناس وبحاول احلها والله بس أنتى طلعتى غير ما كنت متوقع
= ازاى
_ طلعتى شاطرة وجاية تقولى شعر أهو وهو دا اللى كنت أقصده أن يكون فى حاجة بتسعى فيها فحياتك وانتى كدا بقيتى فعينى أجمل من اى حد تانى.

أبتسمت إسراء لما قلت وبعدها قالت والخجل يجعل وجهها وكأنه وضع عليه بعد أدوات التجميل ليمتلئ بالأحمرار:

= انا لازم أروح أشوف الفريق بتاعى عشان نراجع
_ وانا هستنى اتفرج عليكى وأنتى على المسرح

شعرت أن قلبها قد طرقت طبوله حينما رفعت حاجبيها وتنهدت وهى تبتسم وتودعنى بتلك الأبتسامة.

ذهب كلا منا لكى يجلس مع فريقه وبدأت المسابقة وكنت اتابعها جيدا ونسترق النظرات اثناء جلوسنا ولكما ألتفت للخلف لكى أراها، أجدها تنظر إلى وتلك الأبتسامة لم تفارقها ،لا أعلم لماذا كنت افعل ذلك منذ يومين لم أكن أريد التحدث معها ،وكنت اتجبنها تماماً والان أنظر إليها كل دقيقة وكذلك هى.

انتهى اليوم وتحرك الجميع إلى الخارج وكنا نقف جميعا كانت المدرسة الخاصة بمدرستى والمشرفة على الرحلة تقف تتحدث مع مشرفة مدرسة إسراء والتى عرفت أنها تدرس بتلك المدرسة التى تجاور مدرستى فذهبت لكى أقف معها ولكن كان الهدف هو أننى أكون على مقربة من إسراء حتى وجدتنى أنا وهى لم ننظر لشئ سوى لأعين بعض وكأن بصرنا عالق على هذا الوضع حتى تحركنا من المكان وذهب كلا منا عائدا إلى منزله ظللت طوال اليوم أفكر فيها وافكر فى ما حدث اليوم وتلك النظرات المتبادلة بيننا.

لم أكن أقصد بامر تجنبها أن يحدث ذلك ولكن لا اعرف ما السبب فى تلك المشاعر المتبادلة بيننا.

مر اليوم الثالث وذهبت لدرس مادة العلوم وصلت هذه المرة مبكرا لكى أراها وأجلس معها نتحدث فى أى أمر ولكننى تفاجأت بأن الجميع كان موجوداً ماعدا إسراء لم أرد أن أسأل أحدا، وظللت أنتظر كان زملائى يسألون لماذا تأخرت ولأنهم تعودو على حضورها مبكرا ولكن لم أتحدث معهم فى تلك الأمر بينما بداخلى أطرح ألف سؤالا حول أمر تأخرها حتى أتى مستر عادل وبدأ الدرس بعدما علم بامر عدم حضورها وبعد مرور عشرة دقايق من وصول مستر عادل دخلت علينا إسراء وكان يبدو أنها كانت تركض بالطريق حتى وصلت اعتذرت للمدرس عن تاخرها وجلست وهى تنظر إلى ثم نظرت للأسفل وكأن هناك أمرا يخجلها.

جلست لأول مرة أستمع إلى الدرس ولكن فقط أذنى هى من تسمع أما الباقى من جسدى فقد كان مع إسراء يفكر بها حتى انتهى الدرس وطلب مستر عادل أن يقسمنا ثلاث مجموعات ولحسن الحظ أننى وضعت معها فى نفس المجموعة واننا علينا أن نكون هيكلا لجسم الأنسان بكل الاشياء التى درسناها فى تلك الفترة.

انتهى الدرس وتحركت أنا واسراء معا للخارج كان المنظر يبدو للجميع اننا سنتفق على تلك المشروع المطلوب منا ،ولكننى كنت أتحرك معها لاننى أود أن أسالها عن سبب تاخرها حتى وقفنا بجوار مكان الدرس وكان هناك اتوبيسا يمكننا للوقوف خلفه بحيث أنه لن يرانا أحدا

_ اتأخرتى ليه كدا انهاردة؟

ردت على وتلك الأبتسامة التى رأيتها بالأمس بالمكتبة لم تفارقها:

= كنت بشترى حاجة واتأخرت
_ امممم ،اصل أنا أستغرب دى أول مرة تتأخرى!
= مهو الحاجة دى كان لازم اجيبها معايا انهاردة
_ هى حاجة تخص الدرس يعنى؟
= لأ تخص حد فى الدرس
_ حد مين؟

فى تلك الوقت كانت تحمل إسراء شنطة على كتفها قامت بفتحها ولم تجيب على سؤالى، ثم أخرجت منها شيئا مغلفا وبعدها وضعته فى يدى وتركتنى وتحركت سريعاً ظللت أنظر إليها لا اعرف هل أتحرك خلفها أم أننى أرى ما وضعته فى يدى أولا حتى قررت أن أفتح تلك الشئ بدأت فى فك الغلاف لأجد بداخله سلسلة معدنية ولكن ليس هذا الأمر المهم كانت السلسلة تحمل حرفاً بالانجليزية وهو حرف "E" كان هذا بداية إسمها علمت أنها تريد بتلك الطريقة أن تبلغنى بأنها تحبنى.

تحركت أنا أيضا وأنا أشعر بالسعادة فلأول مرة أجد ما أسمع عنه من لحظات جنون فى الحب وأشياء تحدث فى الأفلام التى نشاهدها الأن يحدث معى مثلها فجعلنى هذا الأمر فى سعادة عارمة حتى أننى قررت أن ارتدى تلك السلسلة دائما وكنت أتخيل أننى لن انزعها من رقبتى يوما لم أكن أعرف فى تلك الوقت أن هذه المادة المصنوعة منها تصدأ بعد وقتا قصير جدا فكانت تلك السلاسل رخيصة جدا ،ولكن تبدو لمن بعمرنا بقيمتها وليس بنوعها أو بسعرها.

مرت الأيام حتى أتى يوم الدرس التالى وهذا اليوم الذى سنجلس فيه سويا نصف الوقت لنعمل على المشروع دخلت إلى مكان الدرس متاخرا وولكننى لم أجد إسراء أيضا ولحسن الحظ لم يصل مستر عادل حتى الآن جلست انتظر وصولها ولكننى رأيت أمرا غريبا كانت إسراء تدخل فى نفس الوقت الذى يدخل به مستر عادل لابد وأنها كانت تنتظر بالخارج ولم ترد الدخول.

نظرت إليها بعدما جلست ونظرت إلى تلك السلسة التى كنت اضعها فوق ما ارتديه لكى تظهر فنظرت إلى عنقها لأجد به نفس السلسلة ولكنها تحمل حرفاً من أسمى "O" علمت فى تلك الوقت أنها قامت بشراء إثنان واحدة باسمها ارتديها أنا وواحدة بأسمى ترتديها هى.

جلسنا قليلا نتابع الدرس حتى وضع مستر عادل كلا منا فى مجموعته وبدأنا فى العمل على الهيكل فقمت بسؤالها:

_ اتأخرتى ليه المرادى؟
= بصراحة أنا جيت بدرى بس مكنتش عايزة أدخل
_ ليه مش عايزة تدخلى؟
= بصراحة عشان حاجتين كنت مكسوفة أشوفك قبل ما الدرس يبدأ ، والتانية انى مش حابة أتكلم واهزر معاهم تانى خلاص.

يا لهذا هل حقا هى تفعل كل ذلك من أجلى! ،هل حقا لهذه الدرجة تفكر بى وبأمرى! لا أعرف ما الذى فعلته كى تتعلق بى لهذه الدرجة

بدأنا فى التركيز على المشروع وبدأت انا فى رسم جسم الإنسان نظراً لتعلمى الرسم سابقآ وبدأنا فى وضع بعض الأعضاء بمكانها كما طلب منا مستر عادل وما أن انتهينا وسلمنا الرسمة وخرجنا من المكان حتى وجدت إسراء تقول:

_ إيه!

لم أفهم ماذا تقصد بتلك الكلمة فهى غير مفهومة بالنسبة إلى فكررت نفس الكلمة :

= إيه!
_ مفيش
= آمال؟
_ مفيش حاجة عايز تديهالى؟

لم افهم ماذا تقصد إسراء بتلك الأمر فقلت لها:

= حاجة زي إيه مش فاهم!

شعرت أن ردى اغضبها ولم أكن أفهم السبب فى تلك الوقت فردت على قائلة:

_ لأ مفيش أنا هروح عشان اتاخرت

ثم تركتنى وذهبت وأنا لا أفهم ماذا تفعل ولماذا غضبت هكذا وما الأمر الذى اغضبها ولكننى فهمت فيما بعد أنها غضبت لأنها كانت تنتظر منى هدية اعطيها لها مقابل هديتها تلك فهذا يعنى الحب بالنسبة لها ومعنى أننى لم أقدم لها هدية فإذا أنا لا أحبها ،كانت هذه هى أحلام وأفكار وحب المراهقة حتى أن ذلك الأمر أنهى قصة حبى أنا واسراء سريعاً لأنها أصبحت ترانى لا أحبها وبعدها بأيام علمت أنها تركت الدرس ولن تأتى مرة أخرى ففهمت أن هذه القصة انتهت ولكنها تركت لى شيئاً منها وهو تلك الحرف الذى اضعه الآن بصندوق الذكريات بمنزلى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي