الفصل28 عودة للانتقام

نظرت زهرة إلى عادل الجالس أمامها فى القصر داخل الصالون مذهولة من حديثه ثم قالت

-يعنى انت جاي تقولي أنك هتسافر

نظر عادل إليها بضيق شديد وما زال بداخله يخلط الأمر عليه بين مشاعره وحبه لهذه الفتاة وبين ألم أخته التى تعاني الفراق بسبب أخاها، فقال بجدية باردة

-دا اللى خدتي بالك منه أنا بقولك رؤي مسافرة تعمل عملية فى القلب وعادي عندك

تنحنحت زهرة بحرج من حديثه ثم قالت

-مش قصدي يا عادل أنا بس أتفجأت من كلامك وخبر السفر المفاجي دا من غير حتى ما تقولي قبل كدة

وقف من مكانه لكي يغادر القصر حاسمًا الجدال بينهما ليقابل حمزة يدخل القصر فحدق به ببرود شديد وبداخله يشتغل غضبًا منه لكنه يتواعد بالأنتقام منه لأجل أخته وظل يحدق الأثنين ببعضهما فى حين أن زهرة لم تكفى عن أسئلتها قائلة

-يعنى أنت جاي تقولي أنك مسافر كمان ثلاث ساعات كدة فجأة وعادي دا وكمان هترجع بعد شهرين ثلاثة

سأل حمزة بجدية بعد أن رأى غضب أخته قائلًا

-فى أيه؟

وضع عادل يديه فى جيب بنطلونه ببرود ثم قال وعينيه لم تفارق حمزة

-فى أن أختى رؤي محتاجة عملية فى القلب وأنا جاى أقول لأختك المصونة أنى مسافر مع والدتى وأختى فى رحلة علاجها لكن هى كل اللى شاغلها ومهتمة بيه هو أنى مدتهاش خبر سابق كأنه مسافر أتفسح

نظر حمزة إلى زهرة التى تلألأت الدموع فى عينيها من معاملة عادل التى تبدلت معها فى الأوان الأخيرة وبروده التام الخالي من أى مشاعر وأيضًا أنشغاله دائمًا لسبب تجهله فقالت بضيق

-أنا مش بقول كدة أنا بقول معرفتنيش ليه من ساعة ما عرفت بمرضها و..

قاطعها حمزة بحدة صارم وقال

-زهرة خلاص ..ربنا يقومها لك بالسلامة وترجع أحسن من الأول

أقترب عادل منه خطوة حادقًا بعينيه مباشرة ثم قال بعمد

-هترجع أحسن من الأول يا حمزة أوعدك

كان عادل يتحدث عن فيروز هذه الفتاة التى كُسر قلبها وسلب روحها فقط لأنها عشقت هذا الرجل ثم غادر القصؤ فور أنهاء جملته تاركًا محبوبته خلفه غاضبة وحزينة على ما ألت إليه الأمور بينهم وهى جاهلة تماما سبب هذا..

…........

سافر عادل بصحبة والدته نيرة ورؤي وفيروز إلى لندن بحجة علاج رؤي لكن السبب الأساس لهما كان تهريب فيروز منه بعد أن عمل عامر خلسًا على تجهيز كل الأوراق اللازمة لفيروز تحت هوية مريم اسم ابنته الحقيقى وظل هو ومصطفى بمصر حتى لا يشك أحد بهما وكان لرؤي دور هام فى إقناع الجميع فكانت تشارك كل تفاصيل جراحتها وبقاءها فى المستشفى على مواقع التواصل الاجتماعي لتراها زهرة وتتأكد من مرض رؤي... مرالشهرين ببطيء شديد وبدأت رؤي فى التعافي لكن قلب فيروز ما زال كما هو بل يزداد وجعه وألمه من الفراق والشوق رغم الخذلان الذي أصاب قلبها من حمزة وكيف تخلي عنها، نظر عادل إلى أخته وهى تسير معه قرب المستشفي شاردة وحزينة وجهها ما زال شاحب وجسد نحف أكثر حتى أنها فى أخر مرة كانت تزن 45 كليو فقط فتسائل دومًا هل أحبت هذا الرجل بهذا القدر؟ لم يحب حمزة أحد من قبل ولم يتعلق به أحد لكن أخته كانت الأولى والأخيرة المتيمة بعشقه، شعرت فيروز بيد تلف حول أكتافها لتفوق من شرودها وتراه يحيط بها بذراعه كأنه يخبأها من قساوة العالم تحت جناحه فتبسم عادل بخفة إليها وقال

-وحشاك

تبسمت فيروز بسمة مُنكسرة ثم قالت

-أوى يا عادل مش واثقة أنى هقدر أعمل اللى أتفاقنا عليه

توقف عن السير ثم حدق بها بذهول وقال بحزم

-فيروز إحنا راجعين بكرة وجاية تقولى مش هقدر لازم تقدرى لأنك لو ضعفتي حمزة هيفرمك وهنتقم منك ومش منك بس من ماما وبابا وأحنمال يحود على أخواتك، أنتِ بقى موافقة أنك تخسري حد تاني من عائلتك

أجابته فيروز بتعجل شديد تقول

-لا مستحيل أجرب الفقد من تانى الشعور مرعب ومُخيف وأنا مش هخسر حد تانى

تنهد عادل بهدوء ثم قال

-يبقى لازم تواجهي حمزة وتقفي قصاده

أومأت إليه بنعم ليكملا سيرهما وذهب عادل إلى مكتب الحجوزات ليأكد على حجز الطائرة بينما أستلمت رؤي فيروز بسعادة وقالت

-أنا بقى هعلم حمزة درس بالعمر كله درس الغيرة يا حياتى

نظرت رؤي إلي فيروز بخبث شديد ثم لوالدتها الوافقة معهما لتتابع رؤي الحديث بمكر

-حاولي تتخيلى كدة لما تكون مراته جميلة جمال بدون غلطة وميلاقش وتبدأ الرجالة كلها تتمني أنها تسلم عليكى، الخلاصة لو عادل علمك أزاى تقفي قصاد حمزة أنا هعلمك اللى مفيش راجل يعلمه لست علمك كيد الحريم يا عيوني وأن كيدهن عظيم والشاطر اللى يضحك فى الأخير

تبسمت نيرة على دعم رؤي لأختها ثم قالت بسعادة

-كدة يبقي الله يرحمك يا حمزة

ضحك ثلاثتهم وذهبوا إلى صالون التجميل معا …

….........

خرج حمزة من مكتبه فى الشركة وسار فى الرواق بصحبة زين الذي يحدثه فى العمل قائلًا

-كدة كله تمام من غير ولا غلطة والمشروع تم زى ما الوزارة طالبة وبليل حفل أنطلاق التطبيق، دلوقت أنت محتاج تجهز للحفل وسيب الباقي عليا

أجابه حمزة وهد يدخل للمصعد قائلًا

-الحفلة دى مهمة جدًا يا زين هيكون الوزير وأعضاء مجلس الشعب والسياسيين موجودين والدولة كاملة هتشوف نجاحنا مش لازم يحصل غلطة واحدة

أومأ زين له وأخذه للقصر لكي يستعد لهذا الحفل الضخم..

….........

نزل عامر للأسفل بعد أن أرتدي بدلة كحلي اللون وقميص أبيض ليقول بتعجل

-أنجزى يا نيرة هنتأخر الحفلة دى معمولة على شرف نجاحي معقول أروح أخر الناس

ترجلت نيرة من الأعلى وهى تقول

-انا جاهزة أهو بس معقول نروح ونسيب فيروز لوحدها هنا

تبسم عامر بثقة ثم نظر إلى عادل الواقف هناك مُرتدي بدلة باللون الزيتوني وقميص أبيض ثم قال

-متقلقيش يا نيرة عليها

غادر المكان بصحبة زوجته بينما فيروز كانت حبيسة غرفتها وحدها لم تتوصل مع ورد منذ عودتها وهكذا حسن بأمر من والدها..

….............

بدأ الحفل داخل الفندق الخاص بحمزة وكان الجميع سعداء بأطلاق مشروع تكنولوجيا بهذه الضخامة والجميع يهني حمزة رئيس الشركة وعامر القائم على المشروع منذ سنوات، وقف حسن مع موظفي الشركة على طاولته يتطلع بورد الواقفة مع مصطفى ورؤي على طاولتهما وكأنها فرد من عائلتهم فنظرت ورد إلى مصطفى ورؤي بقلق ليقول مصطفى بعفوية ونبرة مُطمئنة

-متقلقيش

أومأت ورد إليه بنعم بينما رؤي بدأت بالعد بصوت خافت قائلة

-1..2..3

نقرت بأصبعها الأوسط مع الأبهام ليصعد والدها إلى المنصة يلقي كلمته عن المشروع فى حين أن زهرة الواقفة جوار أخاها على طاولته الخاصة تبحث بنظرها من اول الحفل على خطيبها عادل لكنه لم يظهر ولم يُحدثها منذ سفره وحتى بعد عودته من الخارج لم يتصل بها وما زال الشجار والخلاف قائم بينهما، ليختم عامر كلمته بقول

-أنا النهاردة أسعد رجل فى العالم مش بس عشان نجاحي فى مشروع بالضخامة بل لن ربي أنعم عليا برحمته ورد ليا روحي وقلبي بنتى المفقودة من 21 سنة، خلي أعرفكم على بنتي الشريك الوحيد لحمزة بيه الحداد فى رئاسة الشركة قانونيا ..

نظر الجميع بتساؤل وذهول من حديثه بينما كلماته ألجمت حمزة بصدمة لم يكن يتوقعها فهل خطط عامر لتفجير هذه القنبلة فى حفله بينما يتابع عامر كلماته دون توقف وهو يشير على باب القاعة لافظًا اسمه ابنته

-مريم عامر الحداد

ألتف الجميع للخلف كى ينظروا علة باب القاعة ليُفتح بواسطة الموظفين مما أصدم الجميع عندما رأوا عادل واقفًا بغرور وكبرياء واضعًا يد فيروز فى ذراعه لتتسع عيني حمزة على مصراعيها بصدمة ألجمت قلبه وهو يحدق بها، كانت واقفة جوار عادل بغرور ونظرة كبرياء قوية لم يراها بها من قبل وفور فتح الباب أقتربت الموظفة منها تنزع عن أكتافها البلطو المصنوع من الفور ليظهر فستانها الأحمر بوضوح للجميع فستان ذات اللون الأحمر وكأنها أختار لون يضيء فى المكان كى تلفت أنظار الجميع بحمالة وطويلة للأسفل ضيق يظهر مفاتن جسدها النحيف ويزين عنقها قلادة رقيقة وشعرها الأسود الطويل الذي كان يداعب خصرها بطول أصبح قصير يصل لمنتصف ظهرها أو أقل ترفع على الجانب الأيسر وخلف ظهرها وترتدي حذاء ذو كعب عالي وعينيها على والدها فلم تبحث بنظرها عنه كما امرها عادل قبل أن يُفتح الباب ثم بدأ عادل بالسير للداخل تحت ذهول الجميع من ضمنهم حسن الذي يراهما ولم يعرف شيء عما يحدث وزهرة كانت بصدمة لا تقل عن صدمة أخاها وزين على عكس طاولة عامر فتبسمت نيرة ورؤي لتضرب ورد يدها بيد رؤي وهما ينظران على حمزة خلاف الجميع الذي يتطلع بها فكان على وشك الموت من الصدمة والمفأجاة التى فاق عقله تخيلها بينما مصطفي تبسم على أخته الجميلة فلم يكن هناك رجل فى القاعة لم ينظر على جمالها وحُسنها، بدأت تسير تحت أنظار الجميع حتى وصلتت للمنصة فتوقف عادل تاركًا يدها لتصعد على المنصة ليرى الجميع من بينهما حمزة ظهرها العاري فقط يزينه سلاسل فستانها مما أشعل الغضب فى قلب حمزة وهو لا يُصدق ما يسمعه ويراه أهذه حقًا زوجته لتقف جوار والدها أمام مكبر الصوت لتقول بنبرة باردة جادة

-welcome everbody، خلوني أختصار الكلام بما أنها مرتي الأولى ونكتفي بتقدم نفسي أنا مريم عامر الحداد الشريك الوحيد والقانوني لشركة دبليو واي للتكنولوجيا وأتمني نكون سعداء بالعمل معا

أنهت جملتها ببسمة وتنهدت تنهيدة قوية بأرتياح بعد أن أنهت مهمتها ثم أخذ عامر يدها ليترجلوا عن المنصة وبدأ يسير بها يعرفها على الجميع حتى وصل أمام كريم فقال قبل أن يلفظ عامر شيء وهو يمد يده إليها

-وهل يخفي القمر طبعًا غنية عن التعريف

وضع قبلة على يدها لتبتسم فيروز وهى تشعر بنظراته المُسلطة عليها وما زال تحت صدمته وكانت الطاولة التالي طاولته زوجها ولاعب الانتقام ليقف عامر أمامه ويقول بغرور باردًا

-أعرفك يا مريم حمزة بيه ابن عمك وشريك الأكبر فى الشركة

تطلعت به ببرود رغم ضغطها على يد والدها مما أشعره بخوفها وحزن قلبها لكنه ربت على يدها بخفة، عينيه لم تتحاشي النظر عنها بل يحدق بغضب وحقد ليقول حمزة بضيق

-دى كانت خطتك من البداية هههه ولا دى لعبتك الجديد أنت ومدام نيرة

تبسمت فيروز بغرور وسخرية ثم قالت

-هههه دا اللى أنت بتتوقعه يا حمزة ..أوو سورى حمزة بيه، بتتمنى تكون لعبة وكذبة بس سبحان الله دى الحقيقة

تقدم حمزة خطوة منها وهو لا يهتم لأنظار الجميع ولا لوجود عامر ثم قال وهو يكز على أسنانه بغضب مكبوح بداخله

-دى النصبية الجديدة مش هتفاجي على محتالة زيك ما أنتوا شلة نصابين بس كنت نقي واحدة أرقي من كدة يا عامر بيه تمثل دور بنتك

أقتربت فيروز خطوة أخرى نحوه بغضب بعد أهانته ليها وقالت

-واضح أن الصدمة والمفاجأة أكبر من طاقة تحملك بس أنا عذارك يا حمزة

أنهت جملتها لنزع شعرة من رأسها بقسوة وفعلت المثل من عامر أمام أعينه ثم وضعتهم على الطاولة وقالت

-بيني وبينكم التحليل والعينة قصاد عينيك عشان متشكش فيها، المرة دى أنا اللى هنهي اللعبة يا حمزة مش أنت

غادرت مع والدها تاركة زوجها خلفها يستشيط غضبًا بينما أخذ زين الشعرات ليجرى التحليل ولم تقف فيروز بالحفل بل غادرت فورا أنهاء الحديث معه لتغادر عائلتها بأكملها ويعودوا للفيلا وكان الجميع يغمرهم الفرح والسعادة من تنفيذ أول ضربة له سحقته أمام الجميع فوقفت ورد تقول

-أنا لازم أمشي

وقفت نيرة بحرج ثم قالت

-أستنى يا ورد

ألتفت ورد لها بهدوء بتتابع نيرة بنبرة هادئة مُمتنة لهذه الفتاة التى لطالما كانت خير سند لأبنتها فى غيابهما

-ورد أنا جهزتلك اوضة فى البيت ليكي، بصراحة مقدرش أنكر أنك أخت فيروز وفيروز مُصرة على وجودك

نظرت ورد إليها وقالت بحرج

-أيوة بس أنا..

قاطعتها فيروز بنبرة خافتة تقول بترجي

-ورد متمشيش أنا مقدرش أعيش من غيرك

أومأت إليها بنعم بعد ألحاح الجميع فتبسم مصطفى بعفوية ليصعد الجميع لغرفهم..

…...............

دفع حمزة كل ما هو فوق المكتب بغضب سافر لم يصدق ما رأه أو سمعه فهل كل هذا الوقت كانت فى بيت عمه لذا لم يعثر عليها، تسائل عقله كثيرًا أهذا حقًا حقيقى؟ فيروز ابنته عمه المفقودة؟ لم يصدق ما رأه وزوجته المحتالة الآن شريكته فى العمل، نظرت الجميع وهمسات الرجال عن جمالها هذا كارثة أخرى حلت على قلبه وأشعلت نيران الغيرة بداخله وجعله هذا الشعور يرغب بفلقها نصفين أمامهم..

كان زين واقفًا أمام باب المكتب يخشي الدخول له رغم ما يسمعه من تكسير وصراخ لكنه حقًا لا يقوى على الأقتراب منه فى هذه اللحظة وهو السهم المنطلق يقتل من يقترب له الآن فتنهد بضيق مما حدث ولم يعد يستطيع التفكير كيف سيواجه هذه الفتاة الآن وهى زوجته ومن ملاك الشركة ..

….................

لم يعود عادل معهم للمنزل بل وقف مع زهرة التى أصابتها الصدمة من حضوره بصحبة فيروز لتقول بقلق

-دا بقي السبب الحقيقي فى التغير اللى حصلك من ناحيتى، فيروز تبقى أختك

حدق بها بضيق شديد وقال بغضب مكبوح

-أختى اللى أخوكي رماها فى الشارع تاني يوم جواز، أختى اللى أخوكي حسم أمره بالانتقام منها ومن والدتي، أختى اللى لازم أحميها من أخوكي يا زهرة، أختى اللى ذنبها الوحيد أنها حبت رجل خسيس زي أخوك وواطي متقالش عليه راجل

صرخت زهرة به بانهيار تقول

-وأنا ذنبي أيه؟ بتشيلني أخطاء أخويا

وقف عادل أمامها ببرود وقال

-ذنبك أنك أخته زى ما فيروز ذنبها أنها حبت، حبت أمها المريضة فوافقت على أى حاجة على سبيل أنقاذ حياتها وحبت أخوكي اللى بعت الدنيا كلها عشانه وكانت على وشك دخول السجن عشان متأذهوش بس لأنها حبته والحب مشفعلهاش عنده ليه عايزاه يشفع لك عندي يا زهرة، خايفة تتوجعى من فراقنا طب وفيروز وجعها من الفراق والقسوة عادي

كان يتحدث بعينى دامعة فوحده من أشهد علىأنهيار أخته ورأي ألمها الذي لا يقارن بشيء مما تشعر بيه، دموعها التى تبلل وجنتيها ووسادتها حتى فى منامها ليتابع الحديث قائلة

-أنا بس يا زهرة اللى شوفت وجعها ودموعها اللى مبتنشفش حتى فى نومها مخدتها دائمة مبللة وغرقانة دموعها، أنا اللى شوفت وجعها اللى تقريبًا كل الى شوفته ميجيش حاجة فى اللى جواها، حاولى تحطي نفسك مكانها لو أنا أتجوزتك وتانى يوم رميتك برا البيت بهدوم معرية جسمك ومفرقش معايا حتى أسترك من عيون الناس أنتِ هتحسي بأيه وأخوكي لما يشوفك بالمنظر دا هيحس بأيه وهيعمل أيه، أنتِ شوفتى لما روحنا نأخدها من المستشفي كانت عاملة أزاى دا أنا سترتها بالجاكيت بتاعي ومن قبل ما أعرف أنى أخوها، سترتها وأنا راجل غريب عنها ما بالك بشعورى وأنا أخوها، عايزاني أغفر لأخوكي كدة عادي وكل دا عشان كانت بس ناوية تخدعه أمال لو خدعته فعلا هيعمل أيه، مجرد النية أذاها الأذي دا كله

أقتربت زهرة بعيني باكية منه لتجفف دموعه التى سالت على وجنتيه من الحديث عن ألم أخته، ثم قالت بهمس

-أنا معاك يا عادل، معترفة بغلط حمزة مش هدافع عنها ولا هقولك أغفر له لكن قلبى أنا ذنبه أيه فى كل دا

أجابها بحزن شديد قائلًا

-وقلبى أنا كان ذنبه أيه فى الوجع اللى دخله من فعل أخوكي

أبعد يدها عنه بقساوة وبرود ثم قال

-أنا خطتي فى الأنتقام وجعك يا زهرة خلى حمزة يتوجع عليكى

أتسعت عينيها على مصراعيها من رده ثم غادر من أمامها لتناديه زهرة بضعف ونبرة واهنة تقول

-عادل متمشيش

لم يلتف لها أبدًا بل أكمل سيره تجاه سيارته لتسقط زهرة على ركبتيها أرضًا جاهشة فى البكاء بأنهيار وضعف بعد أن كسر قلبها العاشق ردًا على كسر حمزة لقلب أخته فكان أول طريق الانتقام هى زهرة تلك الفتاة البريئة التى لم تمس أحد من قبل بأذي، أنطلق عادل بسيارته وهو ينظر فى المرأة عليها بعد أن تركها خلفه مُنهارة راجية له بألا يتركها لتنهمر الدموع من عينيه وهو يقول

-أهدا يا قلبي

….............

دلف زين إلى مكتب حمزة بالشركة فى اليوم التالى بحيرة وقلق ثم قال بتلعثم

-مدام فيروز فى الشركة

رفع حمزة عينيه عن الورق بذهول وقبل أن يتحدث وضع زين الورقة أمامه وكانت أختبار النسبة وكانت نسبة الأبوي بين عامر وفيروز 99.6% ليغمض حمزة عينيه بضيق فحقًا هذه الحقيقة وعليه تقبلها ليخرج من مكتبه وضغط على زر المصعد ثم ذهب إلى المكتب الذي جلست به ليفتح الباب دون أذن
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي