الفصل الثالث

مر من عمرى ١٧ عاما كانوا هاتين الذكرتان فقط هما الذى مرتت بهم لا أقدر على أن اسميهم علاقات فكانت فقط أفكارا طفولية تملؤنى ومجرد أشياء وجد فيها طفلا منفذ لخروج كل ما هو جميل بداخله ،إذ كانت طفولتى لا تنم إلا على طفولة مشوهة لطفلا يراه الجميع بأنه سيكون له شأنا عظيما حينما يكبر ولكن أهله وأسرته لا يرون فيه سوى أنه شخصاً هزيل وضعيف ولا يقوى على فعل أى شئ ،حتى أننى فى فترة انتقالى من المرحلة الإعدادية إلى المرحلة الثانوية قد قررت أن أعتمد على نفسى كليا ،وهذا القرار جاء بعد ان كان أهلى يريدون أن أترك المدرسة لم يعد لديهم القدرة على أن يعيلونى بمصاريف مدرسية، فى فترة انتهاء الدراسة وخروج شهادة الإعدادية، قررت أن أتكفل بكل مصاريفى، وبالفعل بدأت فى العمل فى إحدى المحلات؛ لكى اكتسب أموالا تساعدنى على الإستمرار فى الدراسة.

حتى بدأ الفصل الدراسى الأولى بمرحلة الثانوية، وحاولت أن أعد جدولا للعمل والدراسة والمزاكرة، ولكن فسد الأمر، فبدأت فى البحث عن عملا آخر يكون فى الفترة المسائية؛ حتى وجدت مكاناً يمكننى أن أعمل به من الساعة الخامسة مساءاً حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وبهذا وجدت نفسى قادراً على أن اوفر لنفسى ما أريد وأتابع عملى ودراستى ،كنت فى الصباح أستيقظ وأجهز نفسى للذهاب إلى المدرسة، وبعد الأنتهاء من اليوم الدراسى، أعود إلى بيتى استريح ساعتين، ومن ثم أبدل ملابسى وأذهب إلى المطعم؛ لكى أتابع عملى وفى بعض الأوقات وأنا أعمل بالمطعم، كنت أستغل أوقات الفراغ بالعمل وأجلس لكى أراجع دروسى ،وقبل بداية فترة الإمتحانات كنت أستريح من العمل وأخصص كل وقتى للمزاكرة.

مر علي العام الأول بكل سلام كنت قد حصلت فيه على حب المدرسين بالمدرسة، وأيضا كانت لى بعض الصداقات مع زملائى، لم تكن بالكثير بحكم أننى أنتهى من دراستى ودروسى واذهب للعمل ،ولكن كان هناك بعضاً منهم أصبحوا أصدقاء، كنا نذهب سوياً فى الصباح إلى المدرسة عن طريق القطار، وبعد إنتهاء اليوم الدراسى نعود معا.

كانت محطة قطار مصر ممتلئة بالركاب؛ نظراً لقربها من أغلب المدارس وكان الجميع يخرج فى نفس الوقت فكان اغلب القطار الذى استقله من طلبه مدرستى والمدارس التى حولى.

وفى إحدى الأيام وبعد إنتهاء اليوم الدراسى، تحركت أنا وصديقين ممن يركبون معى القطار، كانوا سيد وكريم، لم أنسى أسماء أحدا من زملائى حتى الأن، لا أعرف هل ذلك لأننى أمتلك ذاكرة قوية، أم أن ما تركه الزمان من مواقف هو ما جعلنى لا أنساهم.

وصلنا محطة القطار وكنا نقف ننتظر وصول إحدى قطارات الداخلية، فكانت المحطة فارغة منهم كان الرصيف شبه ممتلئ، لم يكن جميع الطلبة قد خرجوا ،كنت أقف اتسامر مع سيد وكريم، حتى وقعت عيناى على إحدى الاماكن التى تقف بها فتاة، وهناك شابان يقومون بازعاجها بطريقة لا أقدر على ان أقول عنها سوى أنها يملؤها الأبتزاز ،فلا يمكن لفتاة أن تعجب بشخصا وهو يتغزل بها بأوقح الألفاز ويتعدى الأمر ذلك ،بدأت أن أركز معهم ولكنى كنت أرفض التدخل فى ذلك الوقت فربما تحرجنى تلك الفتاة أو أوقع نفسى فى مشكلة ،فهناك أيضا أشخاصا أكبر منى سنا يقفون ولا يتدخلون ،حتى رأيت أحدهم يمد يده ويمسك تلك الفتاة من كتفها فرأيت وجهها كانت الفتاة تبكى من الخوف فهؤلاء الأشخاص يبدو أنهم ممن يسموهم مثيرى الإنحراف ،وجدت الفتاة تبتعد عنهم فى سرعة، مرت بجوارى فى محاولة منها أن تجد من ينجدها، كنت أقف بالقرب من نهاية رصيف المحطة وكان سيد وكريم اصدقائى مشغولون بالحديث عن بعض الأمور ،اما أنا قد أخذ هذا الأمر كل تفكيرى ،وجدت تلك الشابين يتحركان أيضا خلفها حتى وقفوا بجوارها مرة أخرى وهما يحدثانها من الخلف ،حتى وقعت عيناها فى عينى ،كنت أرى فى عينيها أنها تطلب منى أن انجدها منهم ،وحينما شعرت بذلك تحركت باتجاهها، ألتفت إلي سيد وكريم الذين نادونى ولكن لم أبالى حتى وصلت إلى تلك الشابين وبدأت فى توبيخهم على ما يفعلوه:

_ يعنى عيب عليكم والله لما تشوفوها بالشكل دا بسببكم وبرضو مصممين ترخمو عليها أنتوا إيه يابنى مفيش دم ؟

فرد علي إحداهما:

= ملكش دعوة ياباشا ميخصكش.

كان يقول تلك الكلمات التى حينما أسمعها تنزعج أذناى، لا أعرف كيف لشخصا يقتنع أن رجولته تكمن فى سماكة صوته وانعواج فمه، فكان وهو يرد علي تنتقل شفتاه من المنتصف لتصبح فى أقسى يمين وجهه، وكأنهم يبدلون الشفتين بالكد ،شعرت فى ذلك الوقت أنه يجب على منعهم لا أعرف ماذا كانوا يقولون لها ولكن يبدوا أنها كانت خائفة من تلك النبرة التى يتحدثون بها ونظراتهم التى جعلتنى أشعر بالأشمئزاز

فرددت عليه:

_ لا ليا دعوة وبعد اذنك أنت وهو سيبوها فحالها.


فرد على الاخر وهو يضع يده على كتفى ويقول:


= طب ولو مسبنهاش بقى هتعمل ايه يعنى؟


فى تلك الوقت تحرك سيد وكريم سريعا بتجاههى ودارت مشاجرة بيننا، قام الناس بالأبعاد بيننا، حتى أختفى تلك الشابين من أمامنا ،فنظرت إلى تلك الفتاة التى وجدتها ازدادت خوفاً أكثر فحاولت أن اطمئنها بأنهم ثد ذهبوا:

_ متخافيش خلاص هما مشيوا

ردت على وكانت عيناها مازالت تنزل بعض القطرات من دموعها:

= أنا آسفة جدا والله بس هما مش بيسيبونى فحالى وبقالهم كام يوم بيضايقونى.
_ لا ولا يهمك محصلش حاجى خالص واى حد غيرنا كان هيعمل كدا.

= محصلش حاجة أزاى بس أنا اتسببتلك فى مشكلة وقميصك اتقطع كمان.

نظرت إلى قميصى فوجدته قد قطع منه بعض الأزرار وصار مفتوحاً إلى منتصف البطن ،ولكننى لم أبالى لأننى لا أريد ان أكون أنا أيضا سببا فى ازعاجها:

_ عادى يعنى دا نصيبى مش ممكن كان اتعلق فى أى حاجة واتقطع.

= طب ثوانى أنا معايا دبابيس فى الشنطة تقفله بيها لحد ما تروح.


فى تلك الوقت كان قد وصل القطار وركب سيد وكريم وهم ينادون علي فنظرت لها وقلت:


_ طب يلا نركب بقى عشان القطر هيتزحم.


وجدها فى تلك اللحظة مترردة من ركوب القطر وكانت تود أن تخرج من المحطة بالكامل ولا أعرف السبب:


= لا أنا هدى لحضرتك الدبابيس وهمشى أركب مشروع أفضل.
_ هو فى حاجة انتى خايفة منها عشان كدا مش عايزة تركبى؟
= بصراحة أصل هما بيفضلوا مراقبنى لحد ما بوصل للبيت وأنا خايفة يكونوا سابونى دلوقتى عشان خاطر أنتوا موجودين والاقيهم مستنينى على المحطة اللى بنزل فيها.
_ أنتى ساكنة فين يا... معلش أسمك ايه؟
= أسمى مروة ،ساكنة فى منطقة العصافرة وبنزل على محطة العصافرة وبتمشى شوية وبوصل
_ وأنا أسمى عمر يا مروة ،طب المشروع اقرب ولا القطر؟
= بصراحة القطر بس مش مشكلة المهم أنى أبعد عنهم.
_ لأ ملكيش دعوة تعالى اركبى وانا هوصلك.

فى تلك الوقت بدأ القطار فى الأعلان عن تحركه وهى تقول:

= لأ حرام مش عايزة اتعبك.
_ ياستى ولا تعب ولا حاجة يلا بس نركب بسرعة عشان هيتحرك وهفهمك.

تحركت أنا مروة وركبنا القطار وبدأ فى الحركة كنا نقف بجوار سيد وكريم ولكننا نتحدث بمفردنا أعادت مروة اعتذارها لى مرة اخرى بعدما اعطتني تلك الدبابيس وبدأت فى لضم قميصى بهم:

= أنا آسفة جدا لحضرتك مرة تانية ، ومش لازم تتعب نفسك وتوصلنى خلاص أنا بقيت كويسة
_ أولا أنا مسميش حضرتك أنا أسمى عمر ،ثانيا أنا ساكن فى سيدى بشر وشغلى فالعصافرة وفاضل على شغلى شوية صغيرين فميمنعش أنى أروح بدرى انهاردة.
= يعنى انا مش هسببلك إزعاج؟
_ لأ اطمنى مش هتسيبيلى إزعاج
= هو انا ممكن أسألك سؤال طيب؟
_ اتفضلى طبعاً!
= هو أنت طالب صح؟
_ آه أنا فى تانية ثانوى.
= غريبة!
_ إيه الغريب فى كدا؟
= أول مرة اقابل حد بيشتغل وبيدرس وكمان أسلوبه فى الكلام محترم وبيعرف يخلى اللى قدامه يحترمه!
_ مش غريبة ولا حاجة الأحترام دا شئ طبيعى لازم يكون عندنا كلنا ،اما عن أنى بشتغل وأنا بدرس فدا عشان ظروفى هى اللى حكمت بكدا.
= أهلك متوفيين؟
_ لأ الحمدلله موجودين ،ولكن الحالة مش متيسرة يعنى، فبشتغل عشان مبقتش أنا كمان سبب ضغط عليهم؛ عشان كدا قررت أنى أساعد نفسى واتحمل مصاريف دراستى.

ظللنا نتحدث أنا ومروة حتى وصلتها إلى بيتها ولم نقابل تلك الشابين أبدا فى طريقنا ، وقفنا بجوار منزلها لكى أودعها:

_ أهو دا بيتى.
= ماشى ياستى حمدالله على السلامة.
_ اسفة مرة تانية على تعبك ،وشكرا ليك جدا والله على وقفتك دى.
= ياستى ولا تعب ولا حاجة والله مفيش حاجة حصلت.
_ أنا فخورة أنى اتعرفت على حد محترم زيك يا عمر.
= شكرا ليكى بجد على الكلمتين دول مش عارف أقولك إيه.
_ متقولش أنا هاخد رقمك دلوقتى وهخلى ماما نفسها تشكرك لما أطلع.

فى تلك الوقت لم أعرف ماذا أقول لها كانت الهواتف المحمولة قد ظهرت منذ سنوات ولكنى لم يحالفنى الحظ حتى الآن فى أن أحصل على واحداً منهم، كنت أرى أن هناك أشياءا أهم منه، لابد وأن افعلها ولكن كان لدى جهاز كومبيوتر كنت قد اشتريته مستعملا؛ لكى يساعدنى على الدراسة وأيضا لشعورى بالفضول حول أمر أننى أريد أن اجرب تلك المحادثات التى تدور عبر الأنترنت، ومن هنا بدأت أن أرى عالما جديدا لم أكن أعرفه حتى أننى بدأت أن أستمع إلى بعض المغنيين المفضلين وبدأت التعرف على الثقافات فى الموسيقى وهذا نظرا لحبى لها.

وجدت مروة أن صمتى طال ولم أجيب عليها فقالت هى:

_ أنا آسفة شكلى سببتلك إحراج!
= لا ولا إحراج ولا حاجة ،انا بس مجبتهوش عشان ملهوش إستخدام بالنسبالى ،لكن تقدرى تكلمينى على الياهو.

ثم أخرجت ورقة وبدأت فى كتابة البريد الإلكتروني الخاص بى واعطيتها إياه:

= دا الأيميل بتاعى تقدرى تكلمينى أنا بخلص شغلى الساعة واحدة وبروح أقعد عليه شوية وكدا كدا بكرا إجازة من الشغل والمدرسة فببقى فاضى.
_ خلاص تمام هكلمك مع السلامة.

تحركت مروة إلى منزلها وتحركت أنا ايضا لكى أذهب للعمل كانت الساعة فى تلك الوقت قاربت على الرابعة لم يهمنى أمر أننى لم آخذ اليوم تلك القيلولة التى افعلها كل يوم ،وهذا لأننى سأصبح غذا فى عطلة واليوم فارغاً بالنسبة إلى.

ذهبت إلى عملى مبكرا وظللت طوال اليوم أذكر تلك الجملة التى قالتها لى مروة وشعورها بالفخر تجاهى، كنت طيلة حياتى اشرد بخيالى حينما استمع إلى جملة مدح من أحد.

انتهى يومى فى العمل وانتظرت حتى أخذت مرتبى فكنت اقبض أسبوعيا، ذهبت إلى البيت فتحت جهاز الكومبيوتر الخاص بى، وبدأت فى فتح هذه المنصة الالكترونيه، وبالفعل وجدت رسالة من شخص يدعى ميرو ،علمت أنها مروة، وغالباً هذا أسما تدلل به نفسها كما يفعل البعض على تلك المنصة، فتحت الرسالة وكان نصها كالتالى:

_ مساء الخير يا عمر ،انا مروة ،لما طلعت حكيت لماما عنك وعن جدعنتك معايا وقد إيه أنت شخص كويس ومحترم وهى قعدت تدعيلك كتير وكمان عايزة تشكرك بنفسها بس قولتلها أنك مبتحبش التليفون فقالتلى اشكرك بالنيابة عنها وعن نفسى مرة تانية ،وانا فعلا فخورة جدا بمعرفتك.

قرأت تلك الرسالة والتى شعرت بعدها بأن هناك أشياءا يفعلها المرء فى هذه الدنيا، تجلب له السعادة وتجعله فخورا بما يقوم به ،كان الامر الذى فعلته بسيطا ومن الشهامة والمروءة أن يفعله أى شخصا بمكانى ولكن ردة الفعل هى من جعلتنى أشعر بتلك الأمر ،رددت عليها برسالة أخرى:

= مفيش شكر يا مروة أنا معملتش حاجة فعلا دا شئ طبيعى يعمله أى حد ،وانا كمان فخور بأنى اتعرفت عليكى ،انتى شخصية جميلة جدا ،وقوليلى لمامتك شكرا على الدعوة.

كنت اعرف أنها قد نامت ولكنى تركت الرسالة لحينما تقرئها، وذهبت أنا أيضا للنوم فكان جسدى مهلك طوال اليوم فلم أرتاح فى منتصفه قمت بالأستحمام،ومن ثم ذهبت إلى سريرى وتركت جسدى للسرير لكى يمتص منه تعب اليوم وشقائه.

فى اليوم التالى أستيقظ مبكرا فى الساعة العاشرة صباحا ، ذهبت للأستحمام وبعدها تناولت الفطور من ثم ابدلت ملابسى وتوجهت لأداء صلاة الجمعة بالمسجد، وبعد الأنتهاء عدت إلى البيت، فتحت تلك الصندوق الذى أضع به الأموال، واخرجت الجزء المخصص للدروس وبالفعل وجدت فائض من الأموال، كنت اود فيما سبق أن اقوم بشراء بعض الملابس، ولكننى فى تلك اللحظة قررت أن أجل الأمر ،أخذت المال وتحركت إلى محل يعمل به إحدى اصدقائى، طلبت منه هاتفا مستعملا وخط محمول، وكل هذا على حسب تلك التكلفة التى معى ،حتى وجدنا شيئا مناسب لى ،واعطيته المبلغ الذى معى وتبقى جزء بسيطا بعدما حسب الأجمالى، وضع لى شريحة المحمول بالهاتف وكارت ذاكرة لتخزين الصور والموسيقى عليه وقام بأرشادى عن رقم هاتفى.

كنت على معرفة بكيفية التعامل مع تلك الأجهزة، ولكنى وأنا فى طريقى للعودة إلى البيت ظللت أتفحص تلك الهاتف؛ لكى اعرف ما به وأعرف كل شئ عنه ،حتى وصلت إلى البيت.

دخلت إلى البيت، وبعدما ألقيت التحية على أهلى تحركت إلى غرفتى ،وأشعلت جهاز الكومبيوتر وانتظرت حتى رأيت رسالة مروة، التى أخبرتها أننى حصلت على هاتف اليوم وامليت عليها رقمه، بدأنا فى التحدث هاتفيا، تحدثت معها ومع والدتها وبعدها ظللنا نتحدث عبر الأنترنت؛ نظراً لأن فى تلك الوقت كانت تكلفة المكالمات باهظة.

ظللت طوال اليوم اتحدث معها، ونسيت أمر المزاكرة ،كنا نتعرف كلانا على بعض ،واخبرتنى أشياءا كثيرة لم أكن اعلمها عن الأنترنت، وأن هناك منصة انتشرت مؤخراً تدعى الفيس بوك وبدأت فى اخبارى عن كيفية التعامل عليها وكيف يكون لى حساب عليها حتى قمت بتفعيله، وبدأت أن اشاركها بعض الألعاب التى كانت متواجدة على تلك المنصة،

لم أستمتع من قبل بيوما مثل هذا اليوم، فكانت مروة فى الأغلب تريد ان ترد لى تلك المعروف الذى فعلته معها بالامس ولكنها جعلتنى فى حالة سعادة،بسبب ما تعرفت عليه اليوم وما حدث معى به.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي