الفصل الخامس

بعدما ذهبت إلى بيتى كانت اسرتى قد نامت ،اخذت حماما وبعدها دلفت إلى غرفتى وجلست أمام شاشة الكمبيوتر الذى لم أعد استحدمه الأن ،كنت قد اشتريت مؤخراً جهاز لاب توب وبعدها لم يعد للكمبيوتر إستخدام ولكنى محتفظ به كمثل باقى الحاجات التى أحب دائما الأحتفاظ بها ،كان لدى بالغرفة كرسيا هزاز أيضا ،فقد كنت أحب تلك الكراسى كثيرا ومع الوقت ويحنما بدات فى العمل قد قررت أن تكون غرفتى كما أريد أن تكون حتى أن هذا الأمر وضعنى فى بعض المشكلات مع والدى ولكنى تفادياها فى النهاية وقررت تنفيذ ما أريد ،كنت دائما على مشكلات معه فلا أعلم لماذا أنا وهو نتشاجر فى أغلب الأوقات ،هل هذا لأنه كان يريد أن أكون نسخة منه وأنا أبيت ذلك ،فقد كان أبى يريد تحقيق أحلامه التى لم يحققها فى حياتى أنا ،لم أرى في عينه يوماً أنه يريدنى أن أكون نفسى ،او أبحث عن ذاتى ،كان دايما يقول لى أننى يجب أن لا أفعل مثله واتهاون ويجب أن أحقق احلامى ولكن لم تكن تلك الأحلام التى يتحدث عنها هى ما أريدها أنا بل كانت ما يريد هو أن افعله ،ولذلك كانت علاقتى به متوترة كثيراً ،فلم يكن هناك تقارب فكرى ولم يقوم أحدا منا بمحاولة فى فهم الأخر ،فقد كبرت أنا وقررت أن أتجنب الحديث معه فقط أتى يومياً من عملى إذا وجدت أمى مستيقظة أجلس معها بعض الوقت اطمئن عليها وعلى حالها وصحتها واذهب بعدها إلى غرفتى
كنت أجلس بالغرفة وفى رأسى صورة لما حدث فى هذا اليوم ،كنت أنظر إلى تلك الجيتار التى قامت بشراءه لى مروة من قبل بعدها قمت بفتحه لم أرد أن أعزف عليه فالوقت متاخرا ولكننى فقط كنت أريد أن اتحثثه ،فى تلك الوقت تزكرت مروة وكل ما مررنا به سويا ولكنى أصبحت الأن ناضجاً ،حتى أننى وجدت نفسى أقوم بالدعاء لمروة ،تلك الفتاة التى أحببتها وتركتنى من أجل السفر ،دعوت لها لأنها حققت لى شيئاً جعلنى السوم فى أسعد ايامى ،علمت فى ذلك الوقت أنها كانت فقط تأتى إلى حياتى لتبلغنى رسالة ما وتضعنى على طريق أحبه وارغب فى العمل به.
ظللت جالساً على تلك الكرسى حتى وجدت أحدا يطرق باب غرفتى لم أعتاد على هذا الأمر لكننى احسست أن أحدهم استيقظ للتو فقت لكى أفتح الباب لأجد اختى أميرة إمامى لم أراها منذ عدة أيام كانت أميرة أختى تصغرنى بثلاث سنوات ،كنت أتعامل معها وأنها ابنتى لا أريد أن يحدث معها مثلما حدث معى حتى أنها بعدما انتهت من المرحلة الإعدادية بدأ يسكن بداخلى فكرة أنه من الممكن أن يكرر معها أبى ما فعله معى من قبل ويمنعها من إكمال الدراسة فجلست معها لكى أعرف هل هى تحب دراستها أم ماذا وحينما وجدت أنها تريد أن تدخل كلية الفنون الجميلة وأنها تحب الرسم كثيرا قررت أن اعولها وأن اساعدها فى كل ما تريد حتى أننى قلت لها إذا أرادت أى شئ أن تأتى إلى وتحدثنى ،ولابد أنها آتية الأن لتلك الأمر
قمت باحتضانها نظرا لأننى لم أراها منذ أيام وبعدها قلت
_ ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى
= مفيش كنت نايمة بس مش عارفة أكمل نوم فى موضوع شاغلنى ومش عارفة أكلم بابا فيه وقلت أتكلم معاك
تحركنا أنا وهى إلى داخل غرفتى وجلست هى على تلك الكرسى الهزاز وجلست أنا على السرير
_ موضوع إيه بقى اللى عايزة تكلمينى فيه ،جايلك عريس وعايزة ابوكى يوافق
= ياعمر بس هزار بقى بجد
_ طيب حاضر ،ايه الموضوع
= بص أنت عارف أنى عايزة أدخل كلية فنون جميلة ،بس فنون جميلة بيتعملها إختبار قدرات وكدا ،فانا فى واحدة صاحبتى قالتلى أنها تقدر توفرلى كورس كامل للقسمين اللى بحبهم
_ حلو أوي دا ،بكام الكورس؟!
= لأ هى مش هتاخد فلوس خالص
_ آمال إيه
= هى هتجبلى الكورس دا على فلاشة وأنا اقعد اراجعه واطبقه ،بس طبعاً أنت عارف انى معنديش كومبيوتر وحتى اوضتى صغيرة جدا يادوب واخدة السرير والدولاب بالعافية ،فكنت عايزة بس أدخل اوضتك واقعد اتفرج على الكورس على الكومبيوتر بتاعك لأن لو قلت لبابا يجبلى واحد هياكلنى
_ بس هى دى المشكلة يعنى
= آه أنا الكورس دا مهم جدا بالنسبالى وهيساعدنى كتير أوى قى أنى أدخل الكلية وأنا فاهمة اينعم لسة شوية ولكن عايزة أستغل الفترة دى فى أنى أتعلم أكتر
_ طيب يا ستى ،انا مش هخليكى تحتاجى لأوضتى أصلا ،شايفة اللاب دا
= آه بتاع مين دا ؟!
_ دا اشتريته من شهر كدا كنت بعمل عليه شوية حاجات ،بس مش محتاجه أوى يعنى المهم أنا همسحلك كل اللى عليه ،وخديه زاكرى عليه واعملى عليه كل اللى أنتى عيزاه ،وعشان متبقيش قاعدة متزاولة هجبلك حامل بيطحت عليه اللاب ،شبه الطرابيزة كدا بس تقدرى تقعدى وانتى مرتاحة وكمان لو بتشربى حاجة فى مكان مخصص ليها فيه عشان أنا عارفك بتموتى فى النسكافيه
= بحد يا عمر هتعمل كدا
_ اه طبعا الصبح انشاء الله بعد الصلاة هروح اجبلك الحامل وأكون فرمت اللاب وهدهولك
قامت بعدها اميرة باحتضانى وشكرى على تلك الأمر ،شعرت بأن هناك فرحة كبيرة تغمرها وأن ما فعلته للتو جعلها فى اسعد لحظاتها ،كنت بالفعل أريد ذلك اللاب توب لأننى كنت بدات العمل عليه وتعلم بعض الأشياء وبرامج الأغانى وصناعة الموسيقى ولكنى وجدت أن من الأفضل أن اقوم بمساعدة أختى ولحسن حظى أننى لم اتخلص من الكومبيوتر فيمكننى الاعتماد عليه حتى يتثنى لى شراء لابا آخر
فى اليوم التالى وبعدما أديت أديت صلاة الجمعة ذهبت وجلبت لأختى تلك الحامل واعطيتها إياه هو جهاز اللاب بكامل مشتملاته وبعدها ذهبت ،ذهبت لغرفتى جلست قليلا بها كان أحمد من التقيت به بالأمس يحدثنى ويقول إن هناك صديق له يود أن يلتقى بى واتفقت معه على أن نلتقى فى السادسة مساءاً بنفس المكان الذى جلست به بالأمس وهذا لعمل أحمد به ،اخذت قيلولة لمدة ساعتين وبعدها تناولت الغداء وذهبت لمقابلة أحمد وصديقه ،وحينما وصلت المكان نظرت إلى الطاولات حتى وجدت تلك الطاولة التى يجلس عليها أحمد جلست معهم ورحبت به وبعدها عرفنى أحمد على ذلك الرجل الذى كان يبدو بعمر الخمسين كانت هيئته تدل أنه من رجال الأعمال ،كان يدعى مرتضى
قال بعدها أحمد
_ أستاذ مرتضى صاحب المكان ،وكان موجود امبارح وعجبه صوتك وعزفك وعايز يتفق معاك على شغل
رددت عليه وأنا أنظر إلى الأستاذ مرتضى
= أهلا وسهلا بحضرتك
رد علي ذلك الرجل
_ أنت بسم الله مشاء الله صوتك جميل وعزفك أجمل وأنا طول عمرى بحب أدعم الشباب الموهوبة وعشان كدا قررت اخدك معايا فالشغل
= شغل ايه حضرتك ممكن تفهمنى طيب التفاصيل
_ أنا عندى مكان تانى زى دا لسة مفتتحه قريب وكنت بدور على مطرب شاب زيك يجي يغنى فالمكان فى ايام الويك آند خميس وجمعة يعنى زى هنا بالظبط ولما سمعتك امبارح عجبنى صوتك وقررت أكلمك ،انت هتيجى تشتغل ساعتين وهيبقى معاك واحد برضو بيلعب آلة تانية أو لوحدك زى ما تحب وهنتفق على أجرك وياعم عشان أنت موهوب فعلا وكمان من طرف أحمد فأنا هديلك نفس الأجر ،احمد بيتشغل معايا خميس وجمعة بمعدل أربع ساعات وبياخد ٠٠٠١ إيه رأيك
لم أعرف ماذا أجيب ولكنى بالطبع لابد وأن أوافق فتلك المبلغ جيد جدا بالنسبة إلى فهذا اكثر مما اخذه فى تلك المطعم الذى أعمل به واننى أيضا سأحصل عليه مقابل أربع ساعات فقط ليس بعمل خمسة أيام طوال الاسبوع
نظر إلى ذلك الرجل وقال
_ ها إيه رأيك جاهز تنزل من الأسبوع الجاى
= تمام يا فندم مع حضرتك إنشاء الله
_ يبقى هستناك زى دلوقتى كدا يوم الخميس وعايزك بس تبعتلى صورتين ليك عشان الدعايا اللى بنعمله للناس
= خلاص تمام سيادتك هبعتهملك
وبدأت انا وهو نتبادل الأرقام ومن ثم ذهب ذلك الرجل وجلست مع أحمد صديقى نتطرق الحديث حول الأمر وشكرته على تلك المساعدة وأيضا جلس معى ليعلمنى كيفية إختيار الأغانى وكيف لى أن ارتبها قبل الذهاب لعدم حدوث أى خطأ اثناء الغناء ،وايضا كيف لى أن أتحدث مع أحد أو أعرض عليهم إذا أراد احدهم سماع شيئا
جلسنا إلى مايقرب من ساعة ونصف يطلعنى أحمد على كل شئ وبعدها ذهب هو لكى يبدأ فى الغناء وجلست أنا أتابعه لوقتا قصير ومن ثم تحركت من المكان لكى إلتقى بأصدقائى الذين كانوا يجلسون بمكانا آخر واكملت معهم اليوم وبعدها عدت إلى منزلى وأنا سيعدا جدا بذلك ،كانت تلك الفرصة جيدة جدا لى فقد وجدت الآن مدخل للمال جيدا ولكنى لا أعرف هل على أن استمر بتلك العمل بالمطعم أم اكتفى بذلك ، ظللت افكر فى الأمر حتى أننى فى النعاية وجدت نفسى اريد الإستمرار فى الإثنين معا بالأخص انهما لن يؤثران على بعضها وسأحصل على أموالا تجعلنى أساعد نفسى واختى بصورة أفضل
مر تلك الأسبوع وكنت قد اخبرت اصدقائى بتلك الأمر ليكونون الدعم لى فى أولى أيامى حتى أتى ذلك اليوم الذى سأغنى فيه لاول مرة بحياتى أمام الناس كانوا اصدقايى فرحيين جدا بى وبما أفعل حتى أنهم مع كل أغنية اقوم بغنايها يصفقون ويصفرون لدعمى..
بدأت بعض زمائلى بالجامعة الحضور إلى المكان وبدأت اعرف بالكلية بحلاوة صوتى وبدات فى تلك الفترة تتهافت عليا الأعمال والغناء ببعض الأماكن حتى أننى لم أقدر على العمل بالمطعم وتركته كنت أعمل فى الكافيهات والمطاعم وأيضا بعض الحفلات الصغيرة وبدأ أسمى فى الانتشار بين الناس
حتى أن هبة صديقتى قامت أيضا بمساعدتى في العمل بشركة حفلات تنظم لى كل شئ أعمل به وتمكننى فى الحصول على عمل بصورة أفضل وبأماكن أفضل وأنقى وقد ذهبت معها فكان صاحب تلك المكتب والد صديقتها وكانت فى الفترة السابقة تحاول أن تجعلنى أعمل بذلك المكتب حتى قدرت على الحصول لى على العمل به..
وفى إحدى الليالى كان لدى حفلة فى إحدى المسارح الصغيرة بالإسكندرية كانت الحضور بالحفل. لم يكن بالعدد الكبير ندرا لحجم المسرح ،كان المسرح هو الجيزويت ولم يتخطى عدد الجمهور الأربعمئة ،ولكنه كان أكبر عددا أغنى أمامه كنت أغنى بصحبة فرقة كامة وكنا نطلق على أنفسنا أسما لأننا بدأنا فى العمل مع بعض كأننا بند غنايى كانت الفرقة مكونة من خمسة أشخاص وكل واحدا منا يعزف شيئا ،وكلنا نريد تحقيق أحلامنا
كانت تلك الليلة رايعة نظؤا لتفاعل الجمهور معنا ومع ما نغنيه ،انتهت الحفلة وخرجت لأكى أسلم على اصدقائى والتقط معهم بعض الصور ،كانوا يقفون فى انتظارى وذهبت وبعدما سلمت عليهم كانت هناك فتاة تقف بجوار هبة سلمت عليها أيضا وبعدها وجدتها تقول
_ شكرا ليك بجد على الحفلة الحلوة دى صوتك جميل جدا
نظرت إلى هبة وسألتها
= طب المفروض تعرفينى عشان أعرف أرد يعنى
ردت هبة وهى تضحك
_ يابنى أنا بحسبكم تعرفوا بعض ،دى نهى صاحبتى اللى قولتلك عليها قبل كدا واللى باباها صاحب مكتب الحفلات اللى بتشتغل معاه
= اها بجد ،لا مقابلتهاش قبل كدا أول مرة
نظرت إلى نهى
_ ازيك يا نهى معلش والله أنا فعلا مكنتش أعرف شكلك أو حتى شوفتك مع مستر أسامة قبل كدا
= لا ولايهمك أنا أصلا يعتبر بعيد عن شغل بابا وانهادة جيت عشان كانت هبة وحشانى بس اتبسط حدا بيك وبالحفلة
_ شكرا ليكى بجد والله واتشرفت بمعرفتك وأتمنى نشوفك تانى
= لا متقلقش هتلاقينى بجيلك كتير بقى عشان أسمع صوتك دا
نظرت بعدها إلى اصدقائى لكى نتحرك ونجلس فى إحدى الأماكن وبالفعل تحركنا جميعا وكانت معنا نهى التى تعرفنا على بعضنا أكثر وحصلت على رقم هاتفها لكى ابلغها بحفلاتى والأماكن التى سأغنى بها فيما هو قادم
انتهى ذلك اليوم وأنا أجد نفسى الآن فناناً وله جمهور خاص به ومعجبا بصوته وما يفعله ،وكانت هذه هى أولى خطواتى نحو الغناء وإصدار الاغنيات
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي