الفصل السادس

إذا أردت أن تلطق العنان لروحك فعليك بالموسيقى فهى تجعل من خيالك بحرا واسعا تغوص فى أعماقه كى ترى كل ما هو جميل وجذاب ،كانت هذا هو ما يحدث لى عندما أستمع إلى الموسيقى والأن أريد أن أكون أنا أن اؤثر فى الناس بموسيقاى وعزفى
كانت تلك الفرقة التى قمت بتكونيها وإطلاق عليها إسم " إسكندر تيم " تجتمع فى الأغلب إذا كان لدينا حفلات أو ما شابه ولكننى بدأت معهم فى عقد إجتماع لكى اناقشهم فى الأمر الذى أريده ،فقد كنت أود أن نغنى أغانى خاصة بنا من الحاننا وتشبهنا وتشبه جيلنا وبالفعل قمت بجمعهم فى أستوديو كنا نقوم فيه بالبروفات التدريبية وبدأت احدثهم فى تلك الأمر كان هناك بعضاً منهم يعترض على تلك الفكرة والبعض الأخر يوافق ويرى أننا لابد وأن يكون لنا أغنيات بأسمنا وبالفعل بدأنا فى إخراج الفمرة من داخلنا فقد كنا نكتب كلماتنا ونلحن ونغنى أيضا لم أكن أنا الصوت الوحيد بالفريق ولكن كنت أنا المشرف على الأمر وهذا يرجع لأننى من كونت تلك الفرقة ولابد وأن يكون لها مدير أو مشرفا.
انتظرنا أن تمر فترة الإمتحانات فكان اغلبنا مرتبط بالكلية ولديه امتحانات وما أن انتهينا حتى بدأنا فى العمل على إصدار أولى البومات الفرقة وبدأنا العمل عليها وقررنا قبل أن يكون طرحها فى السوق عن طريق غنائها لايف بالحفلات وبهذا نكون قد وفرنا الأموال فى التسجيل وسيكون الأمر واقعياً أفضل
كنت أيضا قد استأجرت شقة صغيرة وجعلناها عازلة للصوت وكنا نتدرب بها على تلك الأغنيات كان الألبوم مكون من ثمان أغنيات تحت مسمى "كن نفسك" وبالفعل بدأنا فى الحملة الدعائية لإطلاق أولى الألبومات وبدأنا فى طباعة البنرات وبعض البوسترات الصغيرة بالشوارع حتى يعرف الناس ميعاد الحفل ويبدأون فى التواجد كانت أولى الحفلات الخاصة بنا مجانية وهذا لاننا نريد أن نحصل على أكبر عددا من الجمهور..

من ناحية أخرى كنت التقى أنا ونهى فى بعض الأحيان نتحدث فى أمورا كثيرة وتتعرف على وأنا أيضا لا أعرف لماذا هى على مقربة منى هكذا ولكن لم أفكر فى الأمر إلا بصورة أننا فقط أصدقاء كنت التقى بها أحيانا مع اصدقائى وأحياناً أخرى بمفردنا نذهب للتنزه أو نجلس فى إحدى الأماكن الهادئة التى كنت أفضل الجلوس بها

وفى إحدى الأيام كنا نجلس بإحدى الكافيهات التى تطل على شواطئ البحر وكان فى ذلك الوقت يتبقى يومين على الحفلة كان يملؤنى التوتر والخوف حول ذلك الأمر فإنها أولى المغامرات وإذا لم تنجح سأشعر بالاحباط حيال أمر الغناء والتلحين وما شابه ولم احكى مع أحدا خوفى وقلقى وكنت اتظاهر بالتماسك أمام الجميع بالقوة والثقة ولكن بداخلى خوفا شديد
كانت نهى ترى ذلك فى كلامى وردودى عليها حتى أنها قامت بسؤالى
_ عمر أنا حاسة أنك قلقان ومتوتر من حاجة ،انت فى حاجة عايز تقولها

شعرت من تلك الحملة أنها تظن أننى أحبها أو أريد الإعتراف لها بأمر فحاولت أن أغير تلم الفكرة بداخلها

= لأ خالص مفيش حاجة يابنتى أنتى عارفة مبعرفش اخبى حاجة
_ امال إيه التوتر اللى باين عليك دا
= هو للدرجادى الموضوع واضح
_ جدا ،ها عايز تقولى فى ايه
= بصراحة يانهى قلقان من الحفلة أوى ،خايف كل اللى عملناه دا يروح هدر والأغاني متعجبش الناس أو حتى متلاقيش رواج بينهم أنتى عارفة أن دا حلمى والخاجة اللى بسعى طول حياتى أنى احققها

نظرت إلى نهى وابتسمت ولكنها قامت بفعل شئ حعلنى أتعجب منها فلم أرى صديقة من ذى قبل تفعل ذلك ولكن من الممكن أنها تقوم بذلك لكى تهون على ما أنا به ،امسكت نهى بيدى التى كنت اضعها على الطاولة وبدأت فى الحديث قائلة

_ عمر أنت موهوب جدا ،ولازم تثق فى موهبتك دى لازم تعرف أن صوتك فعلا يتسحق أن الناس كلها تسمعه وأنت تعبت أوى فى الألبوم دا وتعبت فى تحضيره وتجهيزه عشان يطلع للنور طبعيى آه أنك تكون حاسس بالخوف والقلق بس أوعى تخليهم يتغلبوا عليك خليهم هما أهم الدوافع اللى تخليك تقدم حفلة حلوة
= عارفة يا نهى ساعات بحس نفسى انى مينفعش أغنى واعزف فى وسط باند لازم أكون لوحدى عشان أقدر اقدم افكارى وكل حاجة حاسس بيها بس برضو فى احساس معاكس كدا اللى هو بيقولى وافرض اتحرقت وأنت لوحدك ومحدش حبك ساعتها مش هيبقى عندك فرص تانية
_ أنا شايفة أنك لازم الأول تغنى وسط باند وخطوة خطوة لغاية ما تتعرف ساعتها تقدر بقى تغنى لوحدك ،اعتبر الموضوع سلم وبتطلع عليه

نظرت إلى نهى وابتسمت وأنا اشعر أننى قد هدئت وهدئ الخوف بداخلى ،فأردفت بقولى
= شكرا ليكى بجد يا نهى على وقوفك جنبى وجدعنتك معايا
_ ياعم بقى أنت عارف أنى مش بحب الكلام دا
= ماشى ياستى حاضر ،يلا بينا بقى عشان ألحق البروفة
_ ماشى يلا مع أنى ملحقتش أقعد معاك
= خلاص تعالى معايا البروفة لو حابة
_ يلا بينا أكيد أهو أبقى أول واحدة سمعت الألبوم
تحركت أنا ونهى بعدها إلى تلك الشقة التى نقوم فيها بالبروفات وجلست نهى تستمع إلينا وإلى الأغانى وكانت سعيدة جدا بها وقالت لى أنها ترى أن تلك الاغانى ستعلق بزاكرة التاس لفترة كبيرة وهذا شجعنى جدا وحعل لدى حافظ أرى نظرة الناس فى الحفل
قمت بتوصيل نهى وبعدها ذهبت إلى منزلى وجلست على سريرى أرسم أحلاما حول نجاح الأغانى والحفل وانطلاقة "إسكندر تيم" بأولى البوماتهم لابد أننى سأعرف صدى تلك الألبوم لدى الناس حينما أجد حديثهم حول الامر على مواقع التواصل

فاليوم التالى أستيقظ على صوت رنيين هاتفى لم ستثنى لى أن أنظر فى الساعة ولكننى رددت على الهاتف حينما وجدت المتصلة هبة صديقتى فجاوبت عليها فقد ظننت أن هناك شيئاً ما حدث
_ الو ايه يا هبة صباح الخير
= صياح الخير هو أنت لسة نايم يابنى لحد دلوقتى
_ ليه هى الساعة كام
= ياباشا اصحى الساعة بقت ٤ العصر وانت مش حاسس
_ احيه هو أنا نمت كل دا وأنا مش حاسس
= شكلك كدا نايم متاخر ،فوق كدا بسرعة وأنا شوية وهكلمك
_ ماشى سلام

تحركت من مكانى وذهبت للحمام غسلت جسدى وابدلت ملابسى ومن ثم اخذت حتجتى وتحركت إلى الشارع ،ذهبت إلى محل بجوار منزلى استقدمت منه ساندوتش صغير لكى أفطر وبعظها تحركت لأتناول فنجان القهوة ،كان هذا هو حالى من بعد تلم المشكلة التى حدثت مع أبى وقررت أن اتولى نفسى فكنذ ذلك الوقت لا آكل ولا أشرب بالبيت فقط أكتفى بأن أنام وفى بعض الأحيان تراودنى فكرة أننى استأجر منزلا واعيش وحدى وأن أعود فى بعض الأوقات للأطمئنان على أمى واختى فقط

كان عامل القهوة قد أنزل لى الفنجان الخاص بى وبعدها وجدته يقول
_ أستاذ عمر أنا شوفت صورتك امبارح على البحر
= بجد يا يوسف شوفتها فين بقى
_ كنت معدى من كامب شيزار و لقيت إعلان عن حفلة وصورتك على أول البوستر
= آه دى الحفلة بتاعتى بكرا
_ هو أنا ينفع احضرها
= آه طبعا الحفلة ببلاش تيجى وتشرف كمان
_ وفى طلب كمان كنت عايز اطلبه منك يا استاذ عمر
= اتفضل يا يوسف
_ عايز بس لما حضرتك تبقى فاضى تسمع صوتى أنا بغنى وبمثل بس مش لاقى فرصة لموهبتى
= متقلقش يا يوسف تعالى بس الحفلة وأنا هقعد معاك ونبقى نشوف الموضوع دا
_ شكرا ليك والله على زوقك

ثم تحرك بعدها يوسف لكى يتابع عمله وبينما أنا بدأت فى التفكير فى ذلك الأمر فلولا ذلك اليوم الذى قابلت فيه أحمد بتلك المكان لما توفرت لى تلك الفرص لأظهار موهبتى كنت ساظل أعمل بذلك المطعم لذا يجب على مساعدة يوسف على قدر الإمكان حتى يجد أيضا طريقه وفرصته فى إظهار موهبته

أمسكت بعدها بهاتفى وقمت بالأتصال بهبة لكى أعرف ما الأمر فأجابت علي
_ ايه فوقت خلاص
= اه انا على بشرب القهوة أهو
_ طيب انا محتاجة اقابلك واتكلم معاك
= فى حاجة ولا ايه
_ اه فى بس مش هينفع فالتليفون
= طيب انتى فين دلوقتى
_ أنا لسة هنزل من البيت أهو لو كدا نتقابل فى وسط البلد نقعد فى أى حتة ونتكلم
= خلاص ماشى نص ساعة وهتلاقينى هناك

انتهيت من شراب قهوتى وبعدها تحركت وركبت باص يوصلنى إلى محطة الرمل وما أن وصلت كانت هبة تتصل بى فردت واخبرتنى بالمكان الذى سنجلس فيه تحركت باتجاهه وكانت هى بانتظارى دخلنا إلى المكان وجلسنا وبعدها قمنا بطلب المشروبات وبدأت فى سؤالها عما بها
_ ايه بقى يا ستى في إيه مش عارفة تقوليه فى التليفون
= عايزة أتكلم معاك فى موضوع شخصى فأكيد يعنى مش هنحكيه فى التليفونات
_ موضوع شخصى أوعى يابت تكونى جيبانى وهتعترفيلى بحبك بقى وأنك دايبة فيا وبتعشقينى اكمنى بقى بكرا عندى حفلة وهيبقى فى معجبين كتير فعايزة تسبقى
= الله يخربيت خيالك الواسع دا ،لا يابو دم خفيف مش عايزة كدا ،والصراحة هو حد تانى اللى كدا مش أنا وهو دا الموضوع
_ حد تانى لا دا الموضوع يستاهل الإنتباه بقى
= يعنى أنت عايز تفهمنى أنك مش واخد بالك كل دا
_ لا طبعاً لو واخد بالى منتى عارفة كنت قولتلك من الأول
= امممم ،طيب بس أكيد لاحظت إهتمام نهى بيك وأنها بقت تنزل معاك كتير واكتر مننا كمان فكل دا حتى مخلكش تقكر فى الموضوع
_ بصراحة فكرت بس أنتى عرفانى لما مبلاقيش حد بيتكلم بفضل ساكت انا كمان
= طب طالما حسيت ليه متكلمتش حتى معايا انا
_ لأنى ملحقتش أنا حسيت دا امبارح فمكنش في مساحة يعنى احكيلك

ثم قصصت عليها أمر أمس والطريقة التى كانت تحاول بها نهى أن تطمئننى
= طيب هى اتكلمت معايا فى الموضوع كذا مرة وآخرهم كان امبارح وهى متعرفش أنى اتكلمت معاك أصلا أو هكلمك ،وانا قولت أشوف رأيك إيه
_ بصراحة يا خبة أنا كدا كدا أنتى عارفة مفيش حد فحياتى وكمان أنا لسة بكون كل حاجة فيها فخايف أنى ابهدلها معايا
= يابنى هى بتقولك تعالى اتجوزنى بكرا أنتوا يادوب هترتبطوا ببعض وتقؤبوا من بعض أكتر ولما تتخرج تبقى تخطبها بقى وتشوف حياتكم
_ دا واضح أنك عندك كل حاجة هى بتفكر فيها
= أكيد يابنى مش صاحبتها ،وبعدين أنا جاية بكلمك النهاردة لأنها كانت ناوية تعملك مفاجأة بكرا بس خايفة لتكسفها بعدها عشان كدا كلمتنى وأنا قلت اتأكد
_ ايه هى بقى المفاجأة
= أبقى اعرفها منها
_ لا والنى طب تمام ماشى يا هبة
= ها ناوى على إيه
_ والله خلينا نقرب من بعض ونشوف بعد كدا

جلست مع هبة بعض الوقت وبعدها تحركنا وذهبت أنا لأخر بروفة سأقوم بها للحفل كانت تتملكنى العصبية لا أعرف السبب ولكن حاول زملائى تهدئتى فهم يفهمون سبب ذلك ظللنا حتى الحادية عشر مساءاً نقوم بالتدريب حتى انتهينا ونزلت من المكان ،تحركت على قدمى لكى أشترى طعاماً وبعدها ركبت المواصلات لأعود إلى منزلى مرة أخرى
دلخت إلى غرفتى وتناولت الطعام وظللت جالساً على سريرى لا يقترب من عينى النوم ولا أغفل ولا اريد النوم بتاتاً كل ما يشغلنى ويشغل رأسى هو ذلك اليوم الذى أريد أن ينتهى أيا كانت نتيجته لكى أتخلص من كل هذا التفكير
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي