الفصل السابع

هز رأسه بالنفي وهو يرمقها بنظرات الإعجاب: «لأ... وليد بس... يا كروان».
أخذت نفَسًا عميقًا آخر قبل أن تحتد نظراتها وهي تشمله مع سيارته بنظرة انزعاج:
- «حقًا.. هل تقطع عليّ الطّريق يا وليد بيه؟».
ثم تلفتت حولها لتجد أنها أصبحت مثار نظرات المارة وأردفت:
- «أنت تعلم أننا في بلدة صغيرة... وأنت بوقوفك في طريقي ستترك الفرصة للقيل والقال ليلوكوا سمعتي».
خفض رأسه بشعره الأسود اللامع والممشط بعناية... كان وسيمًا بحق... وأدركت سبب فتنة حنين به، فهو اختلاف صارخ بين الرّجولة التي يمارسها عليها زاهر أخوها، والرّجولة التي ينضح بها كل نفَس من أنفاس وليد... حتى إنها بمجرد وقوفها في الشّارع معه تشعر بالأمان والاحتواء... من نظراته الدّافئة والحب العميق السّاكن هذه العيون البنية الضّيقة... تنهدت وفكرت... ليتها تستطيع فتح قلبها لأي رجل آخر... انتبهت لصوته العاتب:
- «وهل تظنين أنني بهذا الغباء... ويمكن أن أضعك في أي موقف محرج؟».
- «وماذا تسمي تصرفك هذا?».
«كلمة واحدة منك تنهي جنوني... وأصبح رسميًّا خطيبك، بعدها بأيام قليلة زوجك، ويكون لي كل الحق أن أحبسك في برج عالٍ، لا يستطيع أيّ أحد حتى اختلاس نظرة لرؤيتك... سأحميك من العالم... وستحمينني من نفسي لو وافقتِ؟».
زفرت بانفعال:
- «آسفة يا وليد بيه... ما يزال طلبك مرفوضًا».
تجهّم متراجعًا:
- «لنفْس السّبب.. أخوَيك».
أومأت: «نعم».
- «أخبرتك ألف مرة، أن أخويك سيكونان بمثابة أبنائي، لن أتخلى عنهما، وسيكونان مسئوليتي».
هتفت باندفاع هستيري:
- «ولكنهم مسئوليتي أنا... ولن أتخلى عنها مقابل...».
- «تقصدين مقابلي أنا... لا أستحق بنظرك أن تتنازلي قليلاً عن سقف طموحاتك العالي... أم أنك لا تثقين بالتزامي بكلمتي».
- «وليد بيه.. صدقني... ليس هذا سبب رفضي... هناك أسباب كثيرة، إخوتي أحدها».
أخرج زفرة أخرى متمتمًا:
- «تقصدين حنين».
أخفت صدمتها وهي تنظر له بتعجب، فأردف بنبرة ساخرة:
- «المسألة لا تحتاج لحسبة بيرما... ولا دخل أيضًا لتحريات الشّرطة، أرى تلك النّظرة المتهمة في عينيك... لا المسألة ببساطة أنني رجل يحب فتاة لا تبالي بمشاعره... وأشعر بمن هم مثلي... أعلم أن حنين تحبني».
هزت رأسها بأسف:
- «لم يعد لديّ ما يقال... لو كنت آخر رجل في العالم لن أنظر لك إلا بنظرة الأخ الكبير... حنين بمثابة أختي، ولن أطعنها في ظهرها أبدًا... ولو سألتني نصيحتي.. هي فتاة جيّدة جدًا تستحق أن تعطيها فرصة... وتستحق أن تنقذها من أخيها زاهر... قبل أن يكون لقاؤنا الثّاني أمام قبرها».
لوّح بقبضته وقد ازدادت ملامحه عبوسًا:
- «ماذا حدث... هل آذاها?».
- «أنت الضّابط يا حضرة الضّابط... وتعلم كل ما يحدث في بلدة صغيرة كبلدتنا... ولا أعتقد أن تصرفات زاهر الإجراميّة تخفى عنكم... عن إذنك سأذهب لأطمئن عليها... آخر مرة رأيتها لم أتعرف عليها».
كان القلق قد بدأ يتحول لشيء آخر بعيد عن التعقل، وأسوأ المخاوف تتجسد حيّة في مخيلتها عندما ظلت تطرق على الباب خمس عشرة دقيقة دون مجيب... إلى أن بدأت تسمع أصواتًا خافتة خلف الباب... شعرت بعودة الدّماء تدريجيًّا لرأسها بعد أن ساورتها أبشع الهواجس.. فُتح الباب لتجد حنين تلقي بنفسها في أحضانها بدموع سخيّة... ربتت على ظهرها بلمسات مترددة... بعد لحظات أدركت كروان أن هناك شيئًا مريبًا يحدث..
********************
دخل عبدالحميد يتفقد رائف ليجده واقفًا في الشّرفة.. هز رأسه بأسف وهو يلحق به:
«لو تخبرني فيمَ وقوفُك كل يوم في هذه الشّرفة تتطلع على الطّريق.. حتى إنك لا تنظر للبحر».
نظر رائف للساعة في يده وتنهد بانزعاج:
- «تأخر الوقت ولم تَعُد بعد».
تظاهر عبدالحميد بأنه لا يعرف ما يتحدث عنه رب عمله:
- «مَن تقصد؟.. هل استدعيت ممرضة لتعتني بك وترحمني من الرّكض خلفك بالدّواء المر، كما كنت تفعل وأنت صغير بشورت المدرسة».
حدّجه رائف بنظرة ضيّقة:
- «كلّا أيها العجوز الفصيح... بل أعني... هي.. كروان».
همهم العجوز:
- «كروان... تقصد تلك الصّبيّة التي تسكن في المنزل المجاور».
التفت رائف بحدة:
- «وكيف تعرف؟».
- «سمعت الصّبيين يناديان عليها... السّؤال هو... كيف تعرفها أنت?».
سرحت نظرات رائف على الطّريق مرة أخرى وبعد لحظات صمت طويلة تمتم بشرود:
- «لا أعرف... أعني... لا أعرفها بالتأكيد... ومن أين سأعرفها، لقد التقيت بها أمس فقط».
أومأ عبدالحميد:
- «أنت محق... كيف ستعرفها وأنت لم تلتق بها إلا بالأمس فقط؟ استمع لنصيحتي ولا تقف بالشّرفة بانتظار شخص بالكاد تعرفه وأنت بهذه الحالة».
هتف متجاهلاً نصيحته:
- «انظر... هذان العجوزان يقفان بالشّرفة أيضًا... هل محتمل أن يكونا والديها?».
استسلم عبدالحميد بعد أن أدرك أنه لا فائدة من محاولة زحزحته من مكانه:
- «فعلاً يبدو عليهما القلق لتأخّرها».
«نعم.. ولكن ألا تظنهما عجوزين ليكونا والدَي الصّبيين التوأم؟».
تساءل عبدالحميد بدهشة:
- «كيف تعرف أنهما والدا الصّبيين.. لقد اعتقدت أنهما...».
أومأ رائف بنظرات شاردة على الطّريق:
- «لم أحكِ لك عن مغامرتي ليلة أمس?».
- «كلّا.. لم تفعل».
قلب شفتيه ببرود أمام نظرات عبدالحميد المتسائلة، ولم يبدُ عليه أنه سيروي فضوله أبدًا..
********************

- «هذا هو يا حاجة... ها هو يقف في الشّرفة انظري إليه».
- «رأيته يا حاج... ولم أعرفه أيضًا... انظر له كيف يتطلع للطريق، وكأنه بانتظار شخص ما».
- «هل يعقل أن يكون بانتظارها?».
- «ماذا بك يا حاج عربي؟.. لماذا تخيفني بهذا الحديث... كروان متأكدة أنه لا يتذكرها».
- «ولماذا هو هنا إذن؟... ولماذا يقف في شرفته وهو مريض كما سمعنا؟ لماذا؟».
- «الله أعلم».
- «ربنا يستر يا حاجة».
**************
- «ماذا بك يا حنين؟.. لماذا ترتعشين ووجهك مصفر؟.. هل أنت مريضة?».
هتفت حنين بسرعة:
- «لا.. لا، أنا بخير صدقيني... شكرًا لك على الزّيارة و...».
ضاقت عينا كروان بتساؤل:
- «ألن تدعيني للدخول؟.. لقد جئت أطمئن عليكِ.. و...».
اختلست حنين نظرة مرتبكة خلفها ثم التفتت لكروان تعتصر يديها المتعرقتين في بعضهما قائلة بصوت متقطع وكلمات غير مترابطة:
- «لا، الموضوع أنني...».
ثم اختلست نظرة أخرى للخلف، وعادت لصديقتها تكاد تتوسل بدموعها التي تسيل من عينيها المكدومتين:
- «كروان.. أرجوك سأخبرك كل شيء فيما بعد الآن اذهبي... أرجوكِ».
وقفت كروان عاجزة عن فهم ما يحدث لصديقتها، وعاجزة عن تلبية طلبها.. لم تكن أبدًا في أيّ مرحلة من عمرها مندفعة، خاصة بعد أن علمتها الدّنيا وتركت عليها علامة فارقة... ولكنها في هذه اللحظة لم تَدْرِ ما الذي دهاها لتدفع جسد صديقتها بإصرار وتدخل شقتها عنوةً لتقف مصعوقة أمام مشهد لم تتوقعه ولا في أحلامها..
***************************
أوقف وليد سيارته أسفل العمارة التي تسكنها حنين.. قلبه يدق بجنون.. من خلال زجاج السّيارة الأمامي رفع رأسه يتطلع للطابق الأخير.. أدرك أن ساكنة قلبه ما تزال هناك، فهو لا يدق بهذا الجنون إلا عندما يكون على مقربة منها.
أمسك كرة الضّغط المطاطية، واستمر بالضغط عليها بأصابعه، بالتناوب بين يده اليمنى واليسرى يفرغ شحناته الزّائدة من الانفعال.
رفض كروان له مرة أخرى كان صفعة مؤلمة لكبريائه.. ولكن هذه المرة نالت الصّفعة من كرامته أيضًا عندما تنازلت عن حبه وعشقه لها، لصديقتها، وكأنه بكل مشاعره الصّادقة التي يكنها لها لا يساوي أيّ شيء... أيّ شيء... ضرب المقود بكلتا يديه بعد أن فشلت الكرة المطاطية في عملها، ورغم ذلك لم يشعر بأيّ تحسّن، ظلت النّار المتأججة في أعماقه تزداد اشتعالاً حتى أوشكت على إحراق الأخضر واليابس داخله.
فتح باب سيارته عندما أحاطت به أنفاسه الخانقة وفشل في الحصول على أيّ هواء، وضع يدَيه على سقف السّيارة وأخذ عدة أنفاس متتالية.
أضاءت فكرة فجأة كمصباح قوي في غرفة معتمة... وببطء رفع رأسه للطابق الأخير.. وأخذت الفكرة تتشعب بتلافيف عقله وتنتشر.. ورغم صعوبتها واحتمال الخسارة الكبير المتوقع ولكن... سيشفي غليله حتمًا من تلك المغرورة التي تظن نفسها أفضل من أن تتواضع لحبه... ضرب سقف السّيارة مرة أخيرة، وكأنه يختم على قراره، ثم صفق الباب واتجه بخطوات واسعة نحو البوابة، يقفز على الدّرجات مثنى ورباع بثقة كبيرة وإصرار لا تراجع بعده..

***********************
شهقت كروان وهي تطالع المنظر الغريب أمامها... مجموعة من الشّباب يفترشون أرض الصّالة على شكل دائرة، وبينهم زجاجات فارغة وقطع قماش ممزقة على هيئة سيور رفيعة... وفي الزّاوية حاويات بلاستيكية كبيرة عرفت فورًا محتواها، فرائحته النّفاذة كانت تصل لأنفها «بنزين» شهقت فأثارت انتباه كل الموجودين:
- «مولوتوف..».
قفز زاهر من مكانه قبل أن تستطيع حنين إنقاذ صديقتها، أمسك بذراعها بوحشيّة يجرها لداخل الشّقة وهو يصرخ في أخته:
- «ألم أحذرك أيتها المأفونة عديمة العقل أن ترانا صديقتك».
أخذت تلطم خديها باكية متوسلة:
- «أرجوك يا زاهر.. اتركها تذهب، أتوسل إليك، كانت فقط ترغب بالاطمئنان عليّ».
اشتدت قبضاته على ذراعها وهو يهزها بوحشيّة:
- «ألا تعرفين إبعاد أنفك الطّويل عن شئوننا، أيتها الصّديقة الصّدوقة، أتعرفين ماذا فعل الفضول بالقطة... ليتك استمعتِ إليها وغربتِ عن وجوهنا».
تأوهت حنين وهي تحاول نزع ذراع صديقتها من بين مخالب أخيها:
- «أرجوك اتركها ترحل.. ولن تنطق بكلمة.. أقسم لك».
ضحك بتفكّه وعيناه تنطقان شرًا:
- «أحقًّا.. أتركها ترحل هكذا بكل بساطة... لتبلغ عنّا، فيُزَجّ بي في السّجن، ويحلو لك الحياة دون أخيك الوحيد... أليس كذلك?».
كانت كروان تحاول هي الأخرى التملّص من يده المحكمة على معصمها بلا طائل، فهتفت بحنق:
- «أنتَ على حق، مثلك السّجن خسارة فيه، أنت تستحق الإعدام، ما تفعله بأختك، والجرائم التي ترتكبها دون أي وازع من ضمير».
صرخت حنين باكية:
- «لا يا كروان.. أرجوكِ... زاهر.. اتركها أتوسّل إليك... لن تنطق بكلمة... أعدكَ بشرفي... أخبريه يا كروان.. أخبريه أنك لن تبلغي عنه... أقسمي له بالله أنك لن تفعليها».
لم تعد تشعر بالألم من أصابع زاهر التي تزداد قبضتها وتعتصرها لدرجة الخدر.. الألم الذي أوجعها حقًا، كان لرؤيتها حنين صديقتها الوحيدة... صاحبة الشّخصية القويّة الحبوبة المرحة... فجأة تحولت للنقيض... شخصية مستسلمة يائسة حزينة على الدّوام... لا تملك صفة واحدة من الشّخصية الدّيناميكية التي كانت عليها... وكل هذا بسببه.
ألقت بنظراتها نحو زاهر تبلغه بعينيها كم تكرهه وتحتقر كلَّ من هم على شاكلته... قاطع حديثها الصّامت صوت قميء من الخلف:
- «زاهر.. هل تواجه مشكلة مع الفتيات... أخبرني يا أخي.. تعلم أن صديقك (شكلّما) يفوت في الحديد».
بادلها زاهر نظراتها بأخرى أكثر شراسة، أكثر شرًا من تخيلاتها، وما تزال لا تصدق أنه زاهر الذي عرفته لسنوات... زاهر الرّقيق المُجِدّ، صاحب الطّموحات التي وصلت للماجستير والدكتوراه.. وجدت نفسها تطرح أفكارها بصوت عالٍ:
- «كيف أصبحت بهذا الشّكل؟.. كيف تحولت لهذا المسخ القميء... كيف أصبحت صحبتك هذه الحثالة... أتذكّرك أيام الثّورة كنت مناضلاً، حالمًا.. كيف تخليت عن مبادئك؟ لتكون... ماذا؟!! أخبرني عن وصف يصفك كما تشعر بنفسك».
سخر بابتسامة كريهة:
- «أنت أيضًا تتفلسفين.. تظنين نفسك مثلها فوق البشر.. عن أيّ ثورة تتحدثين، وأيّ مبادئ، وأيّ مناضل، وأيّ أحلام.. هل صدّقت أنتِ الأخرى هذه الكذبة التي خُدعنا بها... ثورة... ثورة... يا لها من كلمة رنانة قوية تبعث على التفاؤل... ولكن نتيجتها الحتمية هي... لا شيء... الفرااااغ، هوّة سحيقة ابتلعت بلا رحمة كل أحلامنا السّاذجة، ومعها أرواح أجرمت عندما اعتقدت أن من حقها أملاً.. أمل مجرد أمل بحياة كريمة، بلا إهانة وهوان».
جذب ذراعها المقيد بقبضته بشدة وأدارها ليجبرها على النّظر لصورة والديه على الحائط صارخًا بوحشية:
- «انظري.. انظري إليهما وأخبريهما أن دمهما الذي أُهْدِرَ على الأسفلت كان لصالح قضيّة عظمى... الوطن... أخبريهما أن دمهما لم يضِع هدرًا... وأننا حصلنا على كل حقوقنا... حصلنا على الحريّة... أصبحنا شعبًا حرًا بكل ما للكلمة من معنى... نفعل ما نريد وقتما نريد... نعترض ونقبل دون أيّ قيود، والعيش... كانوا يقصدون الخبز.. أليس كذلك؟».
نظر لرفاقه الضّاحكين على نكتته وعاد ينظر إليها ببريق عينَيه المخيف مردفًا:
- «ما رأيك بالخبز... يصلح ليتناوله بشر وليس للبهائم... أليس كذلك؟، أم أنهم يقصدون العيشة بكرامة، هل تعيشين بكرامة أيتها المدافعة عن راية الثّورة، لا تكذبي على نفسك وأجيبي بصدق، وماذا كانت الأخيرة... ذكّرني يا شكلّما».
قهقه شكلّما بصوته المترنح:
- «عدالة جماعية يا ريس».
قهقه بدوره:
- «اسمها عدالة اجتماعية يا جاهل... كما سمعت شكلّما الجاهل... عدالة اجتماعية، لقد تساوت الرّؤوس، أصبح الوزير والغفير سواسية أمام القانون، عندما يقفان معًا أمام القضاء العادل، يحصل الفقير على حقه المغتصَب من صاحب النّفوذ، انظري حولك لتعرفي أن كل أهداف الثّورة التي ضحى والداي من أجلها تحققت... انظري».
هزت رأسها ترفض تصديق ما يقول:
- «على مر التاريخ لم تنجح ثورة دون ضحايا... أو إصرار وعزيمة... لن نستحق جني ثمارها إن لم نتعب ونبذل من دمائنا، وأرواحنا في سبيلها».
- «هل تصدقين نفسك حقًّا?».
- «هل تصدق أنت نفسك... هل نظرت مرة لحالك ولم تتأسف، كيف كنت، وكيف أصبحت؟».
هتفت حنين بإعياء:
- «أرجوك يا زاهر اتركها.. أتوسل إليك».
صرخت فيها كروان:
- «لا تتوسلي إليه... وإلا ظن نفسه الأقوى، وهو أضعف من حشرة تقتات على دماء الأبرياء».
تحولت يداه من ذراعها لتقبض على عنقها واستمر يضغط حتى استنفرت عروقها وبدأت تتحشرج وسط قهقهات أصدقائه، وصرخات حنين المولولة..
فجأة اقتحم وليد الباب شاهرًا سلاحه:
- «اتركها يا زاهر وإلا... أقسم أنني لن أتردد لحظة واحدة في إردائك».
ارتبك زاهر بينما وقف كل أصحابه رافعي أيديهم لأعلى، وهللت حنين رغم انهيارها الواضح، تحمد الله على تدخله في الوقت المناسب.. أمسك زاهر بكروان كدرع بشري أمام صدره متراجعًا للخلف بخطوات محسوبة:
- «لا تقترب يا حضرة الضّابط.. وإلا أنت تعلم... أنا لن أخسر شيئًا».
صرخ به وليد:
- «تعقل يا زاهر واتركها ولا تزد سوءًا لوضعك... دقائق وستجد قوات الأمن منتشرين في كل مكان... لن تجد ثقب إبرة لتهرب منه».
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي